خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    التربية بالقدوة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية التربية بالقدوة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.08.08 16:23


    التربية بالقدوة



    سأتطرق لمجال هام اعتبره الركيزة الأولى في الميدان التربوي، نغفل عنه أحيانا أو قل نتغافل عنه على الرغم من أهميته وهو (القدوة التربوية الحسنة) ولا أعني بها المعلم فقط، ولكني أعني بها كل من ينتمي لوسطنا التربوي ابتداء من قمة والهرم إلى قاعدته والحديث في هذا الأمر ذو شجون، ولو راجع كل ذاته لارتقى. وأتذكر مقالة المفكر بابليوس (ان الحديث مرآة الروح والإنسان يتحدث عاكسا ما بداخله). لذا أقول :لو باحت كل نفس بصدق لصاحبها وعكست ما بداخله كمرآة حقيقية لاستطاع سبر غور نفسه ولاستطاع كشف ما بداخله وإصلاح معوجّها والارتقاء بحسنها فالإنسان لابد أن يبدأ بنفسه ليكون قدوة حقيقية لمن يتبعه مستلهمًا مقولة طارق بن زياد في خطبته الشهيرة (اعلموا أني أول مجيب لما دعوتكم إليه) ومتذكرا قول الشاعر:
    لا تنه عن خلق وتأتي مثله
    عار عليك إذا فعلت عظيم
    ابدأ بنفسك فأنهها عن غيّها
    فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
    فلو استشعرنا كلنا عظم موقعنا وعظم رسالتنا لكنا قدوة حسنة للأجيال القادمة. ولكن كيف ونحن نطالب تلميذا بالانضباط يرى عكس ذلك في معلمه، ونطالب المعلم بالحضور مبكرا وهو لا يرى قائده كذلك، وهكذا هو عقد مترابط ان انفرطت إحدى حبات هذا العقد انفرطت البقية وقد ضربت مثلا واحدا للقدوة بالانضباط، وقس عليه كل أمورنا التربوية والميدانية منها خصوصا.
    وقد قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وان من المسلّمات ان وجود النماذج البشرية المتكاملة وقيامها أمام الناس في شتى مراحل الحياة يعتبر من انجح الطرق التربوية في مجالات الحياة السلوكية الانفعالية والعلمية والاجتماعية، فهذه الطريقة تقدم النموذج الحي للإنسان، ولا سيما للأطفال والفتيان فالإنسان بطبيعته فيه ميول فطرية متفاعلة:
    الميل للتقليد والمحاكاة
    الميل لحب المشاركة الوجدانية والاندماجية
    استعداد لقبول الإيحاء والاستهزاء
    وهذه ميول تربوية ذات أثر بعيد وعميق في تكوين النفس الإنسانية، انفعالا وإدراكا وسلوكا فوجود النماذج الحسنة من الشخصيات الإنسانية المعاصرة والمشاهد ذو أهمية كبرى في صياغة السلوك، وليس مجرد أقوال وعظات وخطب كما هو مكرر وللأسف في ميداننا التربوي، وأعتقد ان هذه الشخصيات ذات القدوة الحسنة يجب توفرها في:
    1- المنزل والأسرة (بكل عناصرها – والدين – اخوة...الخ)
    2- المدرسة ومن فيها من عناصر أو قل البيئة المدرسية الشاملة
    3- المجتمع الكبير
    4- التاريخ الصادق
    من أجل كل هذا أقول: إنه متى ما توفرت لدينا القدوة الحسنة الصادقة المحسوسة فانني لا اشك لحظة باننا سنستطيع الارتقاء بمستوى التربية والوصول بها لأعلى درجات الرقي والتقدم.
    وأخيرا .. أسأل الله ان تكون أعمالنا أفضل من أقوالنا وان تكون خالصة لوجهه تعالى.
    علي الشمراني





    نقلاً عن
    http://www.al-maqha.com./showthread.php?t=507

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 8:51