من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 01.07.08 10:55
إذا هذا كله يجعلنا نسير على درب الرسول صلى الله عليه وسلم من التحذير من البدع كما أننا نحذر من الكبائر وفي أن نعرف كيف التعامل مع صاحب البدعة ومع صاحب الكبيرة
والخوارج عندما ضلوا في مسألة التعامل مع صاحب الكبيرة ردا عليهم أهل السنة وبينوا لهم أن صاحب الكبيرة ليس بكافر وذكروا الأدلة الكثيرة الموجودة في مضانها وأنه ليس بكافر وبينوا كيف التعامل مع هذا المخالف الذي ارتكب الكبيرة .
وعندما وقعت البدع بين أهل السنة كيف التعامل مع المبتدع
فعندما خرجت القدرية كما في صحيح مسلم عندما أتى يحيى بن معمر وعبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقالوا لو أننا نلقى أحد من أصحاب النبي الله صلى الله عليه وسلم فنخبره ما قال هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فضننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت يا أبا عبد الرحمن ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف فقال ابن عمر إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بري منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به ابن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حيى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب ـ ثم ذكر حديث جبريل الطويل والذي فيه ـ فأخبرني عن الإيمان قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر بالقدر خيره وشره ..)) الحديث .
المقصود هنا أننا لابد أن نعرف ما هو موقفنا من المخالف
موقفنا موجود في كتب السلف.
وعندما ضلّ الخوارج في التعامل معهم ردوا عليهم ، وعندما ضل المرجئة في تمييع هذه الكبائر وأنه لا تضر مع الإيمان معصية ردوا عليهم أيظن ووضعوا الأمور في نصابها الصحيح
كذلك عندما خرجت المعتزلة ردوا عليهم ، الإمام أحمد بن حنبل قاد لواء الرد ووقف وقفته المشهورة وكذلك الدارمي والبخاري ومسلم وأبي داؤد وغيرهم من الأئمة وعندما خرجت المفوضة وعندما خرجت الواقفة وعندما خرجت الصوفية على اختلاف طرقها وكذلك عندما خرجت الأشاعرة ,
كان لأهل السنة وقفة قوية أمام هؤلاء مسطر هذا في كتبهم الموجودة المطبوعة أمامنا الآن وكذلك في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وردوده الموجودة القوية وتلميذه ابن القيم وكذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه إلى يومنا هذا لازال الرد موجود كل ذلك حماية لدين الله عز وجل من أن يحرف أو يبدل كما حصل لبني إسرائيل .
والمقصود أن نعرف أن التحريف والتبديل يقع في كل زمان ومكان وأن الإنسان يسأل الله أن يعصمه من الفتن كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه (( اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن )) وكذلك (( اللهم أعوذ بك من مضلات الفتن )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(( إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء )) وكان يدعو يقول (( اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )) فالمثبت هو الله سبحانه وتعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله به نصول وبه نجول وعليه نتوكل وإياه نسأل أن يثبتنا على الحق وأن يميتنا عليه .
والمقصود وخلاصة هذا الكلام أن موضوع الإخوان المسلمين والسرورية والقطبية وغير ذلك من المواضيع نجد كتاب ربنا وسنة نبينا وما عليه السلف الصالح يبين لنا الحق في هذا الباب وما علينا إلا أن نذهب إلى كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وننظر إلى كتب السلف وننظر إلى الأمور التي يخالفوننا فيها ( وإن تنازعتم في شي فردوه إلى الله والرسول ) هل الحق معهم أم مع السلفيين في هذا الباب ثم نأخذ المنهج الحق .
الأخوان المسلمون:
إذا نظرنا إلى المؤسس وإلى من كان حول المؤسس ممن كانوا من بدايات الأخوان المسلمون لوجدنا أنهم أصحاب بدع قديمة قد رُد عيها وعلى أصحابها وعلى علمائهم فهم أشاعرة صوفية .
(فحسن البنا): رجل أشعري اثبت في كتابه (العقائد) الصفات الثلاث عشر وهي الصفات السبع التي تسمى صفات المعاني واثبت الصفات الخمس التي تسمى الصفات النفسية ثم أثبت صفة الوجود فهذه ثلاث عشر صفة من أثبتها بطريقة الأشاعرة يعتبر أشعري .
ثم الصفات الأخرى كالصفات الذاتية كـ(اليدين والعينين والوجه والرجل والقدم) والصفات الفعلية كـ(الإستواء والمجي والضحك) وغير ذلك هذه الأشاعرة لهم فيها مذهبين إما التأويل أو التفويض:
إما أن يؤولوها كأن يقول صفة اليدين المراد بها الإنعام وصفة الغضب المراد بها الثواب .
وإما أنه يفوضها أي لا يأتي لها بمعنى مثلاً صفة الوجه يقول أنا لااثبت صفة الوجه فيقال له ما لمراد بقوله (ويبقى وجه ربك ) يقول لا أعلم .
والأصل عندهم تعطيلها فالوجه الأول إما تأويلها والوجه الثاني السكوت عن تأويلها مع الاعتقاد بعدم ثبوتها .
حسن البنا دخل الأشعرية وأثبت الصفات السبع والصفات السلبية الخمس والصفة النفسية ثم بعد ذلك اختار الطريق الأخر من طرق الأشاعرة وهو تفويض الصفات واللصق هذا بمنهج السلف .
ولقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية بالحموية على من يدعي أن مذهب السلف هو التفويض رداً قوياً مبسوطاً في مكانه .
فالرجل أشعري والرجل صوفي باعترافه هو في "مذكرات داعية " أنه كان يحضر الحضرة الصوفية وكان يحضر أوراد الصوفية وأذكارهم وأنه بايع على الطريقة الحصافية الشاذلية وأنه استفاد من كتب الصوفية وذكر أسماء هذه الكتب كـ "المواهب اللدنية " للقسطلاني وغيرها في مذكرات داعية موجود هذا كله .
فالرجل صوفي أشعري والذين التزموا معه في بداية دعوته كانوا على شاكلته ، لأن حسن البنا أعترض هو وصاحبه أسسوا الجمعية الحصافية ، والجمعية الحصافية كان مسؤلها أحمد عسكري أو السكري اختلاف علي الآن وكان النائب حسن البنا ، ثم حسن البنا ذكر في مذكرات داعية أن الجمعية تحولت إلى الشكل الجديد وهو الأخوان المسلمون والمضمون هو المضمون أي أنها صوفية .
حسن البنا عندما أسس الأخوان المسلمين أبقى قضية العقيدة الأشعرية ، فألف مجموعة العقائد لجميع الأخوان المسلمين حتى يأخذوا عقيدتهم منها وهي أشعرية مفوضة وألف كتاب الأذكار وغير ذلك والوصفة والورد لكي يكون للأخوان المسلمين وروداً خاصة بهم كما أن للطرق الأخرى ورد خاص بهم ثم فتح للصوفية المجال بأن يلتزموا بالطرق التي يريدون وينظمون للأخوان المسلمين ولهم ما يشاءون من الطرق ينتمون إليها بمقابل الأنظمام للأخوان المسلمين والمبايع والألتزام بالوائح الداخلية لهذه الجماعة .
فهذه الجماعة صوفية ألف لها في التصوف كتاب " مذكرات داعية " أثني على التصوف وأثني على الحضرة وأثني على الذكر الجماعي وعلى المولد وعلى السماع وعلى كتب الصوفية في هذا الكتاب ونشره بين أصحابه في آخر عمره .
وكذلك في العقائد تكلم في رسائله في قضية الأسماء والصفات .
فالرجل قد بين عقيدته وألفها لأصحابه .
ثم بعد ذلك هو يعيش في وسط دولة مصر والدولة التي هو يعيش في وسطها كانت فيها أحزاب ، أحزاب علمانية وأشتراكية وقومية ، فأراد أن ينشأ حزباً فأسس حزب الأخوان المسلمين .
هذا الحزب أصله أنه يريد أن يجمع الأخوان المسلمين تحت اسم واحد وهذا الاسم لا شك أنه اسم سياسي حيث أنه بهذه الكلمة يستطيع أن يجمع من يخالفه في العقيدة معه لأنه ربطه بالإسلام العام بغض النظر عن مفهوم الإسلام الصحيح والإلتزام به والواقع العملي له يبين هذا فقال : (نتفق على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً ميما اختلفنا فيه ).