خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "كفّوا أيديكم وألسنتكم" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية "كفّوا أيديكم وألسنتكم" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 29.05.08 9:55

    كفوا أيديكم وألسنتكم
    "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
    سورة "النور" الآية(19)
    المقدمة : وفيها الباعث على الطرح


    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" سورة"آل عمران"الآية(102)

    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سورة "النسـاء" الآية (1)

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
    ،،، أما بعد ،،،



    بعد انقشاع ظلمة ليل الجهل الأليل، بعد صبر يمدّه صبرا في مدافعة ساعاته، ومجاهدة أحايينه .

    بعد الترفق في رفع رقاقه ودفع ظلماته، بعد انقباض نفْس مع نفَس من طباقاته وغياباته : يبزغ خيط فجر، تتفتح معه أنفاس النفوس، ويتمدد له سرور الصدور، وتنفجر مع ينابيع ضيائه أسارير البشرى .

    غير أن غلسه أسفر بعد بخل عن شبح، شنق بهجة فرحة، لنلحظ شمطاء شوهاء، شانئة لنا شريدة، صلدة صفيقة تدعى "حرية صحافة" تصيح الصافقة – الداهية-بين أركان دورنا وفي جنبات صدورنا وتنوح، بأحرف نشاذ كالشأز، وفعل شاذ وشرّ أزّ .



    رفعت عقيرتها على أعراقنا عقوقا . وفي وقاحة فضّت طهر رضانا، وأورث انكسارا . حطمت سروح حياء آذاننا إيذاءا، كسرت أعراف سترنا جهارا، انتهبت ملك قناعتنا نهارا .



    تحدثنا عن تقدم متردي، تمنينا برقي ساقط، تعدنا بعلو كالدخان وضيع .



    تنبأنا عن فضائل الساقطين، عن تقدم الكافرين، عن رخاء الجاحدين، ولعابها مع نباحها يسير، وما دريت براقش بجنايتها على أهلها، وحسرات أربابها بها، وخيبتها في صدورهم .



    تخبرنا عن حقوق الكفر- كافر الحقوق-وحرية الشواذ في نشوة الأفذاذ .

    تدعونا ونحن أبناء الطهر لسلوك العهر .



    يا ويلهم لو سمعهم سلطان الدين .

    يا صغارهم إذا وقعوا في قوة قبضة حق حراس العقيدة .

    يا خسارتهم لو قام على رؤوسهم صارم الحق المفلول .

    لولوا الأدبار مع شياطينهم ولهم ضراط، نتن قلوبهم هو الأفحش لو كانوا يعلمون .



    دعونا أيا مرضى العقول كما القلوب وإسلامنا . دعونا نعبد ربنا كما أمرنا. دعونا نتعاون على الخير فيما بيننا، وفق قدرتنا وقدر استطاعتنا . دعونا نتواصى بالحق – حكاما ومحكومين- وفق الحقوق الشرعية، لا الحقوق الغربية "حقوق المسلم" لا حقوق التمرد .



    حرية النفوس في : كبح جماحها بشريعة ربها، بتمسكها بهدي نبيها، بسيرها سير أسلافها . والنفس تأز على التفلت، وتكثر التنقل، وتسرع إليها الآفات، وتورد أتباعها المهلكات .

    فحقوق الإنسان متلونة بحسب أشخاصهم وأزمانهم وأماكنهم، ما لنا ولهم .

    حرية المسلم في التمسك بمفردات تعاليم دينه، وتريّضه بين أروقة تعاليمه، في دوحة يقينه، وبستان إيمانه .

    حقوق العالمين - كاملة- كامنة في الذل لرب العالمين، كائنة – تامة- في ديننا العظيم، في التقيد بفضائله والتمسك بشمائله، والتنزه في دوحة أحكامه، والتفكه بين أروقة تعاليمه .





    حدثونا عن "حقوق المسلم" إن كنتم تعلمون ولتجليتها تحسنون، إن كنتم للخير ترومون، والحق تنشدون .

    أما أن تحرككم كالدمى أيادي ملوثة نجسة بإزهاق الحقوق والحريات، فتلقون بأنفسكم الرخيصة التعيسة في قبضتهم؛ فتمسوا خنجرا مسموما في كبد عقائدنا وأعين أعراقنا وأعرافنا باسم حرية الصحافة تارة، وحقوق الإنسان أخرى، و.. و.. وتوسوس في سلوك القنوات – المرئية والمسموعة- إلى صدور، لتجردها من حلل العافية داعية إلى أفكار غربية، لم تبق الآبقة حرمة للرعية، وتدعي أنها مخلصة أبية، بل قامت الهوجاء على الراعي قومة همجية .
    أغرى امرؤ يوما غلاما *** بنقوده حتى ينال به الإرب
    فقال اتني بفؤاد أمك يا غلام *** ولك الدراهم والجواهر والدرر
    فمضى، فاغمض خنجرا في صدرها *** والقلب أخرجه وعاد على الأثر
    لكنه من فرط سرعته هوى *** فتدحرج القلب المدرج إذ هوى
    فناداه قلب الأم وهو مدرج *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟ .





    نحن يا هذه لا نحتاج وصية، ولا شريعة غربية ولا أخرى شرقية، نحن ننعم بإسلامنا في مصرنا بعيشة مرضية، قلوبنا معلقة برب البرية، رجاؤنا به متصل مع نفوسنا العلية.



    حرية!! .. أي حرية يا أبناء الغول، متى كانت ومتى تكون؟ والنفوس جانحة والتكاليف كابحة، وأصلُ إنسٍ : ظلم وجهل!! وكذا جن : إفساد وسفك!! وشياطين بين فر وكر، وهوى النفوس يؤول إلى تنكيس وفتن إلى نكوس، والناس بين متعوس موكوس، وآخر تقي محروس، نبؤنا بعلم أو كفوا كفيتم .

    ثم حرية ممنوحة ممن ؟ من إحن الحاسدين، مكبلة بكيد الخائنين، مسلسلة بإفساد الفاسدين !!! .

    يا أيها السادرون : انتهوا خير لكم "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ" سورة "النور" الآية(15)

    تحسبوا للمآل والمثول بين يدي الجبار " لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً" سورة "الأحزاب" الآية(89)

    إن تناثر النطف المشوّه التي قذفتها تلك الدعوى في خبايا الزوايا، بخفايا الغواية، عقيمة منقطعة النسل كما النسب "... َأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ..." سورة "الرعد" الآية(17)



    إن ولادة وقتنا – أحياناً- لأمشاج من الممسوخين المستغربين، غروباً، غربانا غاوين، يدينون بالولاء لأمم الكفر على عجرها وبجرها، يرقبونها ويرمقونها، يرجون نوالها، يلهجون بذكرها، يحدثون بمجدها، يسبحون بحمدها، ركعا لها وسجدا، مسحا ولحسا لقيئها ورجيعها، بعد التقاط فتاتها ورشف لعابها؛ لدليل ضعف عقدي، ونقص إيماني، وتمرد اجتماعي، وخطل عقلي .

    مساكين سحرتهم الفاجرة لضعفهم بسحر دنياهم، فصدتهم عن السبيل، فأصبحوا خاسرين، وأضحوا خاسئين، وأمسوا صاغرين، ولو كانوا مسترشدين ما لبثوا في هذا الشقاء المهين، بل ما تبعوا وساوس هؤلاء الشياطين، ولا نقول إلا ما يرضي إله العالمين "... وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" سورة "البقرة" الآية(5)



    نعم .. يوصف الذين يمارسون هذه الجرائم بأنهم أصحاب أخلاقيات متدنية ويكنون العداء للمجتمع، ومخالفة القيم السائدة، وأصحاب سوابق إجرامية، في حق الديانة والأمانة، فكيف بدعاتها ومزينيها ومروجها ؟!

    لا شك هم الأعدى الأخون الأغدر الأقبح، والله تعالى من ورائهم محيط، وعلى مكرهم قدير : "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" سورة "الأنعام" الآية(123)

    نذكرهم وأتباعهم بقوله تعالى : "وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً([1]) وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" سورة "سبأ" الآية(33)

    أجل .. أمتنا أمة طاهرة، أمة مرحومة، سل الصحف والأسفار، سامر الليالي والأيام، استنطق التأريخ عن طرف من عفتها، عن طهارتها، عن غيرتها، من إبائها، يخبرك في نشوة عن حسنها .

    أجل .. دوّت مناقبها في جنبات التأريخ، ولا تزال، وستظل إلى قيام الساعة، شاهدة على عظمة الإسلام، وعفة أتباعه([2])

    بل قيل أن العفة لا توجد في قاموس إلا قاموس العرب والمسلمين، وعليه..."ليس هذا بعشك فادرجي"([3])

    جاء الإسلام حريصا بتشريعاته على سمو الأنفس وتزكيتها، ناهيا عن فحش وصحبة فاحش، بل وغشيان مواطن الريب، وأماكن الخنا، فبيّن الحلال وشرف صاحبه، ونهى عن الحرام ووضاعة أربابه، ووضع الحدود الزاجرة لمتخطيه، الرادعة لمنتهكيه، سلامة وصيانة .

    الحاصل : انتصب هذا البحث ناصحا، متأسفا لما تشيعه الأخبار من تفاصيل فواحش على الأنام، كان الواجب سترها؛ عملا بقوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" سورة "النور" الآية(19) آخذاً على أيدي مشيعي الفواحش، مرغبا ومرهبا، وفي ذا إصلاح مأمول . والله تعالى الهادي، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل .



    ([1]) وأنبه هنا على أنه يجوز الاستشهاد بآيات نزلت في الكفار على المسلمين للاتفاق في الفعل لا الحكم .


    ([2]) برهان ماثل للعيان: نحن نرى المسلمات يتمتعن بالعفاف ويتلفعن النقاء، ويتسربلن الطهر، فهذه مذ سافر سيدها، لا يوقف منها على هنة، ولا ترى منها عورة، ولا تطمع فيها ذله .

    سنوات ولا تفكر نساؤهم في الفساد، لا يدور في مخيلتهن، ولا يفكر أحد أن يعتدي عليهن، والله تعالى حيي حفيظ .

    وأخرى تحت بعلها سعيدة، تحتمي في رجولته وتتقي بفحولته، له مطيعة، في كيانه مكينة، معظمة له وموقرة، ترفع عقيرتها مرددة قول ربها قائلة " وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ" سورة "البقرة" الآية(228)

    مقرّة مؤمنة مصدقة بلسان حالها ومقالها بقول الطاهرة سلفها وجنسها "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ..." سورة"آل عمران" الآية (36) أعقلتم؟!!!

    الواجب ستر القبائح والفضائح؛ لا تظهر في العلن، وبذا تكون المثوبة، ويظل المجتمع نظيفا، وتصبح المعصية استثناء مخفيا، فيقبل الناس على الخير، ويتنافسوا ويتسابقوا على البر .

    ([3]) أي : ليس هذا الأمر لك فيه حق، فدعيه . يضرب لمن يرفع نفسه فوق قدره" . "مجمع الأمثال"
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 29.05.08 10:03

    لتحميل البحث
    من هنــــــــــــــــا
    ملحوظة : البحث موجود على هيئة ملف مضغوط وملف وورد

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 3:17