خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 11:38

    سلُّ السيوف والحِرَاب
    لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب

    ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين )
    راجعها وعلق عليها
    فضيلة الشيخ
    أبو عبد الله / محمد بن عبد الحميد حسونة
    حفظه الله ورفع قدره
    كتبه
    أبو مريم / أيمن بن دياب العابديني
    غفر الله تعالى له ولوالديه
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
    } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102){ [ سورة" آل عمران "الآية(102)] }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1){[ سورة "النساء "الآية(1)] }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71){ [سورة" الأحزاب " الآية(70-71)] .
    ،،، أما بعد ،،،


    عدل سابقا من قبل الشيخ أبو مريم العابديني في 17.12.08 12:25 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 11:53

    الباعث
    لقد خرج علينا طغام لئام ، يطعنون في السادة الأسلاف الأعلام ، مصابيح الدجى ومنارات الهدى حب خير الورى سيد الأنام ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ الأشراف الأطهار أئمة الأنام ، الذي قال عنهم
    ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ:pخَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ i متفق عليه : أخرجه : الإمام البخاري ح (3378) ، والإمام مسلم ح ( 4601) .
    وقال عنهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ :p لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ i متفق عليه :أخرجه : الإمام البخاري ح (3397) ، والإمام مسلم ح (4610 ) .
    وقال عنهم الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ هم : (بَرْكُ الْإِسْلَامِ وَعِصَابَةُ الْإِيمَانِ ، وَعَسْكَرُ الْقُرْآنِ ، وَجُنْدُ الرَّحْمَنِ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَلْيَنُ الْأُمَّةِ قُلُوبًا ، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا ، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا ، وَأَحْسَنُهَا بَيَانًا ، وَأَصْدَقُهَا إيمَانًا ، وَأَعَمُّهَا نَصِيحَةً ، وَأَقْرَبُهَا إلَى اللَّهِ وَسِيلَةً ) ( إعلام الموقعين عن رب العالمين ) ( 1/12) .
    فأخذ هؤلاء المرتزقة يطعنون في الصحابة الكرام ، السادة الأعلام ، ومن بينهم سيف من سيوف الله بتار ، يوغل سيوفه وحرابه في صدور الأشرار ، من المشركين والكفار ، سيف الله المسلول خالد بن الوليد المغوار ـ رضي الله تعالى عنه ـ ما بقي ليل وخرج نهار . قالوا عنه كلاماً بطال يُغضب قلوب المؤمنين الأغيار ، ويخدش حياء إيمان الأطهار .
    قالوا – ويا سوأة ما قالوا : مجرم حرب يعشق النساء ، أمر بإبادة الأسرى من المسلمين وتبرأ منه الرسول والأصحاب ، يقتل قادة الجيوش ، وزعماء القبائل ويغتصب النساء ؛ متحدياً أمر الخليفة أبي بكرٍ عاتق الرقاب . طالب عمر برجمه وعاد . ليكتفي بعزله بعد توليه الخلافة بمشورة الأصحاب ، رفض الصحابة الحرب تحت قيادته واعتزلوه نادمين على جرائمه التي تعاب ، كان قاسياً على الإسلام والمسلمين !!! هكذا افتروا فتباً لهذا البهتان ، يخرج من لسان كذاب خوّان .
    بادئ ذي بدء : أصدر صدّ ذا العدوان ببيان إمام أهل السنة والقرآن، ليكون لذا العويّر- ومن على شاكلته- برهان :
    وهذا َنَصُّ كلام إمَامنا أَحْمَد ـ رحمه الله تعالى ـ فِيمَنْ طَعَنَ عَلَى الأصحاب ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ رغم أنوف الشيعة الروافض الحُقَّاد :(وَنَصَّ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيمَنْ طَعَنَ عَلَى الصَّحَابَةِ أَنَّهُ قَدْ وَجَبَ عَلَى السُّلْطَانِ عُقُوبَتُهُ ، وَلَيْسَ لِلسُّلْطَانِ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ ، بَلْ يُعَاقِبَهُ وَيَسْتَتِيبَهُ ، فَإِنْ تَابَ ، وَإِلَّا أَعَادَ الْعُقُوبَةَ ) .( إعلام الموقعين عن رب العالمين ) ( 6/33) . وأبيت إلا أن أنزل الميدان لأذب عن الصحابة الكرام الأعلام . طعون هذه الشرذمة من الفئام اللئام .
    مستلٌ السيوف والحراب ؛ لصد عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ ما بقية الخلائق إلي يوم الحساب .
    ***
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 12:03

    تمهيد
    تعريف الصحابي

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في " الصارم المسلول " ص ( 577) : ) والأصحاب : جمع صاحب اسم فاعل من صحبه يصحبه ، وذلك يقع على قليل الصحبة وكثيرها ( .
    وقال أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ : ) وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ رَآهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابه ( . وعزا الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ هذا القول إلي الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ والجمهور من المحدثين ، وعزاه أيضاً إلي شيخ الإمام البخاري الإمام علي بن المديني ـ رحمه الله .انظر ( فتح البارى ) ( 7/3 ) .
    قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في " الإصابة في تمييز الصحابة " (1/10) : )وأصح ما وقفت عليه من ذلك ، أن الصحابي من لقي النبي ـ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ـ: مؤمناً به ، ومات على الإسلام ( .
    وقال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في " شرح مسلم " ( 5/392) : )وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أَنَّ كُلّ مُسْلِم رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ سَاعَة فَهُوَ مِنْ أَصْحَابه ( .
    قلت : قال شيخي الحبيب أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد ـ حفظه الله ورفع قدره ـ ( فيدخل فيه من لقيه ممن طالت مجالسته له أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم يرو ، ومن غزا معه أو لم يغز ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومن لم يره لعارض كالعمى ) . ( إعلام الأنام بما يجب نحو الأعلام ) ص ( 15) .

    ذكر طرف مما جاء في وصفهم ـ y
    قال عبد الله بن عباس ( t) حبر الأمة وترجمان القرآن : )إن اللّه جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، خَصَّ نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، بصحابةٍ آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم اللّه في كتابه فقال:تعالى

    " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ " [ الفتح : الآية 29 ].
    قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء اللّه، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل اللهّ بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة اللّه العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات اللة ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة للّه أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نُصَحَاء، رحلوا إلى الأخرى قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بَعْدُ فيها(.
    ومَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ ( t) قَالَ :) مَنْ كَانَ مُتَأَسِّيًا فَلْيَتَأَسَّ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا ، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا ، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا ، وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا ، وَأَحْسَنَهَا حَالًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ ، وَإِقَامَةَ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ ، وَاتَّبِعُوا آثَارَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ ، وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يَحْرِمَ اللَّهُ أَبَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا ، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا ، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا ، وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا الصَّوَابَ فِي أَحْكَامِهِ وَيُوَفِّقَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُمْ (.
    ( إعلام الموقعين عن رب العالمين ) للعلامة ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله ـ : (4/122) .
    وعن الحسن البصري ـ رحمه الله ـ لما سأله بعض القوم فقالوا : )أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكى وقال: ظهرت منهم علامات الخير في السيماء والسمت والهدى والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى، واستفادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا، وإعطاؤهم الحق من أنفسهم، ظمأت هواجرهم، ونحلت أجسامهم واستحقوا بسخط المخلوقين رضى الخالق لم يفرطوا في غضب ولم يحيفوا في جور ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن، شغلوا الألسن بالذكر، بذلوا دماءهم حين استنصرهم، وبذلوا أموالهم حين استقرضهم، ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين. حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم (.[ حلية الأولياء - أبو نُعيم الأصبهاني ] (2/150) .
    ويقول العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ عن الصحابة الكرام ( y ):) أن أحداً ممن بعدهم لا يساويهم في رأيهم وكيف يساويهم وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته ؟! وَحَقِيقٌ بِمَنْ كَانَتْ آرَاؤُهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ أَنْ يَكُونَ رَأْيُهُمْ لَنَا خَيْرًا مِنْ رَأَيْنَا لِأَنْفُسِنَا ، وَكَيْفَ لَا وَهُوَ الرَّأْيُ الصَّادِرُ مِنْ قُلُوبٍ مُمْتَلِئَةٍ نُورًا وَإِيمَانًا وَحِكْمَةً وَعِلْمًا وَمَعْرِفَةً وَفَهْمًا عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَنَصِيحَةً لِلْأُمَّةِ ، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ نَبِيِّهِمْ ، وَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ، وَهُمْ يَنْقُلُونَ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مِنْ مِشْكَاةِ النُّبُوَّةِ غَضًّا طَرِيًّا(.( إعلام الموقعين عن رب العالمين ) للعلامة ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله ـ : (1/103) .
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 12:12

    أدلة عدالة الصحابة (y) من الكتاب والسنة

    يقول الله عز وجل : } لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18){ [ الفتح : 18 ] .
    قلت : قال شيخي الحبيب أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد ـ حفظه الله ورفع قدره ـ ( فهذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية بواطنهم وما في قلوبهم ، ومن ( y ) لا يمكن أن يموتوا على الكفر) . ( إعلام الأنام بما يجب نحو الأعلام ) ص ( 22) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في " الصارم المسلول " ص ( 574) : ) والرضا من الله صفة قديمة ، فلا يرضى إلا عن علم أنه يوافيه على موجبات الرضا ( .
    وقال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " ( 4/148) : ) فمن أخبرنا أن الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم رضي الله عنهم وأنزل السكينة عليهم فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ـ أي : تعديلهم لتعديل الله لهم ـ ولا الشك فيهم البتة ( .
    قال تعالي :}مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)( . [ الفتح : 29 ] .
    قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ : ) بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة ( y ) الذين فتحوا الشام يقولون : والله لهؤلاء خير من ةالحواريين فيما بلغنا وصدقوا في ذلك ، فإن الأمة معظمة في الكتب المتقدمة ، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله(r) (.( الاستعاب في معرفة الأصحاب ) للحافظ أبي عمر ابن عبد البر (1/6) .
    وقال الإمام ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ : ) وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور ( .
    وفي قوله تعالي : } وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10){ [ الحشر : 10 ] . روى الإمام مسلم في " صحيحه " ح ( 3022) قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : p قَالَتْ لِي عَائِشَةُ ـ رضي الله عنها ـ يَا ابْنَ أُخْتِي أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْi.انظر ( إعلام الأنام بما يجب نحو الأعلام ) ص (22ـ 23) .

    الإجماع على عدالتهم
    (( أجمع أهل السنة والجماعة على أن الصحابة جميعهم عدول بلا استثناء ، من لابس الفتن وغيرها ، وقد نقل الإجماع على عدالتهم جمع غفير من أهل العلم )) . انظر ( إعلام الأنام بما يجب نحو الأعلام ) ص ( 26) .
    وقال الحافظ الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ في " الكفاية في علم الرواية " ص ( 67 ) : بعد أن ذكر الأدلة من كتاب وسنة رسول الله (r) التى دلت على عدالة الصحابة ـ وقد ذكرت ـ وأنهم كلهم عدول ، قال : ( هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء ) .
    وقال : الحافظ أبو عمر ابن عبد البرـ رحمه الله ـ في " الاستعاب على حاشية الإصابة " (1/16) (( ونحن وإن كان الصحابة ( y ) قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول )) .
    وقال :الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ : ((الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله (r)، رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل )) .( الباعث الحثيث ) ص ( 176 ) تحقيق العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله .
    وقال :الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : ((اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ، ولم يخالف ذلك إلا شذوذ من المبتدعة )).
    ( الإصابة في تمييز الصحابة ) ( 1/17) . انظر ( إعلام الأنام بما يجب نحو الأعلام ) ص (26ـ 27) .
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 12:16

    وجوب اتباع الصحابة y

    ذكر العلامة المحقق شمس الدين أبو عبد الله ، محمد بن أبي بكر ، المعروف بابن القيم الجوزية في كتابه الماتع ـ رحمه الله ـ : " إعلام الموقعين عن رب العالمين " فصلاً بديعاً راقياً في وجوب اتباع الصحابة الكرام (y) .
    فقال ـ رحمه الله ـ : ) " ... فَإِنَّهُمْ إنَّمَا اسْتَحَقُّوا مَنْصِبَ الْإِمَامَةِ وَالِاقْتِدَاءِ بِهِمْ بِكَوْنِهِمْ هُمْ السَّابِقِينَ ، وَهَذِهِ صِفَةٌ مَوْجُودَةٌ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمْ إمَامًا لِلْمُتَّقِينَ كَمَا اسْتَوْجَبَ الرِّضْوَانَ وَالْجَنَّةَ ..." .
    وفي قَوْله تَعَالَى : { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّ } . [ لقمان : 15 ] . قال : وَكُلٌّ مِنْ الصَّحَابَةِ مُنِيبٌ إلَى اللَّهِ فَيَجِبُ اتِّبَاعُ سَبِيلِهِ ، وَأَقْوَالُهُ وَاعْتِقَادَاتُهُ .
    وفي قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي }. [ يوسف : 108 ] فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ مَنْ اتَّبَعَ الرَّسُولَ يَدْعُو إلَى اللَّهِ ، وَمَنْ دَعَا إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ وَجَبَ اتِّبَاعُهُ .
    وفي قَوْله تَعَالَى : { قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى }. [ النمل : 59 ] .
    وفي قَوْلِهِ : { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إلَيْك مِنْ رَبِّك هُوَ الْحَقَّ } . [ سبأ : 6 ].
    وَقَوْلِهِ : { حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِك قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا } . [ محمد : 16 ] .
    وَقَوْلِهِ : { يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }. [ المجادلة : 11] . قال : إن الله تعالى شهد لهم بأنهم أوتوا الْعِلْمِ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِذَا كَانُوا أُوتُوا هَذَا الْعِلْمَ كَانَ اتِّبَاعُهُمْ وَاجِبًا .
    وفي قَوْله تَعَالَى :{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ }. [ آل عمران : 110 ].
    شَهِدَ لَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّهُمْ يَأْمُرُونَ بِكُلِّ مَعْرُوفٍ ، وَيَنْهَوْنَ عَنْ كُلِّ مُنْكَرٍ .
    وفي قَوْله تَعَالَى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } . [ التوبة : 119 ] . قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ :
    " هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الصَّادِقِينَ ، وَكُلُّ صَادِقٍ بَعْدَهُمْ فِيهِمْ يَأْتَمُّ فِي صِدْقِهِ ، بَلْ حَقِيقَةُ صِدْقِهِ اتِّبَاعُهُ لَهُمْ وَكَوْنُهُ مَعَهُمْ " .
    وفي قَوْله تَعَالَى :{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }. [ البقرة : 143 ] . أَنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ أُمَّةً خِيَارًا عُدُولًا ، هَذَا حَقِيقَةُ الْوَسَطِ ، فَهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ ، وَأَعْدَلُهَا فِي أَقْوَالِهِمْ ، وَأَعْمَالِهِمْ ، وَإِرَادَتِهِمْ وَنِيَّاتِهِمْ ، وَبِهَذَا اسْتَحَقُّوا أَنْ يَكُونُوا شُهَدَاءَ لِلرُّسُلِ عَلَى أُمَمِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ شَهَادَتَهُمْ عَلَيْهِمْ ، فَهُمْ شُهَدَاؤُهُ ، وَلِهَذَا نَوَّهَ بِهِمْ وَرَفَعَ ذِكْرَهُمْ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ .
    وفي قَوْله تَعَالَى :{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } .[ الحج : 78 ] . قال : فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ اجْتَبَاهُمْ ، وَالِاجْتِبَاءُ كَالِاصْطِفَاءِ ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنْ " اجْتَبَى الشَّيْءَ يَجْتَبِيه " إذَا ضَمَّهُ إلَيْهِ وَحَازَهُ إلَى نَفْسِهِ ، فَهُمْ الْمُجْتَبُونَ الَّذِينَ اجْتَبَاهُمْ اللَّهُ إلَيْهِ وَجَعَلَهُمْ أَهْلَهُ وَخَاصَّتَهُ وَصَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَلِهَذَا أَمَرَهُمْ تَعَالَى أَنْ يُجَاهِدُوا فِيهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، فَيَبْذُلُوا لَهُ أَنْفُسَهُمْ ، وَيُفْرِدُوهُ بِالْمَحَبَّةِ وَالْعُبُودِيَّةِ ، وَيَخْتَارُوهُ وَحْدَهُ إلَهًا مَعْبُودًا مَحْبُوبًا عَلَى كُلِّ مَا سِوَاهُ كَمَا اخْتَارَهُمْ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ، فَيَتَّخِذُونَهُ وَحْدَهُ إلَهَهُمْ وَمَعْبُودَهُمْ الَّذِي يَتَقَرَّبُونَ إلَيْهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ ، وَإِرَادَتِهِمْ ، فَيُؤْثِرُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ عَلَى مَنْ سِوَاهُ كَمَا اتَّخَذَهُمْ عَبِيدَهُ ، وَأَوْلِيَاءَهُ ، وَأَحِبَّاءَهُ وَآثَرَهُمْ بِذَلِكَ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ .
    ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ تَعَالَى أَنْ يَسَّرَ عَلَيْهِمْ دِينَهُ غَايَةَ التَّيْسِيرِ ، وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَيْهِمْ فِيهِ مِنْ حَرَجٍ أَلْبَتَّةَ لِكَمَالِ مَحَبَّتِهِ لَهُمْ وَرَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحَنَانِهِ بِهِمْ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِ مِلَّةَ إمَامِ الْحُنَفَاءِ أَبِيهِمْ إبْرَاهِيمَ ، وَهِيَ إفْرَادُهُ تَعَالَى وَحْدَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ وَالتَّعْظِيمِ وَالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَالتَّوَكُّلِ وَالْإِنَابَةِ وَالتَّفْوِيضِ وَالِاسْتِسْلَامِ ؛ فَيَكُونُ تَعَلُّقُ ذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ بِهِ وَحْدَهُ لَا بِغَيْرِهِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ نَوَّهَ بِهِمْ وَسَمَّاهُمْ كَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَوْجَدَهُمْ اعْتِنَاءً بِهِمْ وَرِفْعَةً لِشَأْنِهِمْ ، وَإِعْلَاءً لِقَدْرِهِمْ ، ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لِيُشْهِدَ عَلَيْهِمْ رَسُولُهُ وَيَشْهَدُوا هُمْ عَلَى النَّاسِ ؛ فَيَكُونُونَ مَشْهُودًا لَهُمْ بِشَهَادَةِ الرَّسُولِ شَاهِدِينَ عَلَى الْأُمَمِ بِقِيَامِ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .
    وفي قَوْله تَعَالَى :{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }.[ السجدة : 24 ] . قال ـ رحمه الله ـ : " وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ ، وَأَوْلَى بِهَذَا الْوَصْفِ مِنْ أَصْحَابِ مُوسَى ، فَهُمْ أَكْمَلُ يَقِينًا ، وَأَعْظَمُ صَبْرًا مِنْ جَمِيعِ الْأُمَمِ ، فَهُمْ أَوْلَى بِمَنْصِبِ هَذِهِ الْإِمَامَةِ ، وَهَذَا أَمْرٌ ثَابِتٌ بِلَا شَكٍّ بِشَهَادَةِ اللَّهِ لَهُمْ وَثَنَائِهِ عَلَيْهِمْ ، وَشَهَادَةِ الرَّسُولِ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ ، وَأَنَّهُمْ خِيرَةُ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ " .
    وفي قوله (r) قَالَ : { خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ... } أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى ( r ) أَنَّ خَيْرَ الْقُرُونِ قَرْنَهُ مُطْلَقًا ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي تَقْدِيمَهُمْ فِي كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ.
    مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " مَنْ كَانَ مُتَأَسِّيًا فَلْيَتَأَسَّ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا ، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا ، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا ، وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا ، وَأَحْسَنَهَا حَالًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ ، وَإِقَامَةَ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ ، وَاتَّبِعُوا آثَارَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ " .
    مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : " يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، خُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَوَاَللَّهِ لَئِنْ اسْتَقَمْتُمْ لَقَدْ سُبِقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ..." إلى أن قال ـ رحمه الله ـ : أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ـ هُم ْسَادَاتُ الْأُمَّةِ ، وَقُدْوَةُ الْأَئِمَّةِ ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِكِتَابِ رَبِّهِمْ تَعَالَى وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ شَاهَدُوا التَّنْزِيلَ وَعَرَفُوا التَّأْوِيلَ وَنِسْبَةُ مَنْ بَعْدِهِمْ فِي الْعِلْمِ إلَيْهِمْ كَنِسْبَتِهِمْ إلَيْهِمْ فِي الْفَضْلِ وَالدِّينِ " .
    وقال ـ رحمه الله ـ : " هَذَا إلَى مَا خُصُّوا بِهِ مِنْ قُوَى الْأَذْهَانِ وَصَفَائِهَا ، وَصِحَّتِهَا وَقُوَّةِ إدْرَاكِهَا ، وَكَمَالِهِ ، وَكَثْرَةِ الْمُعَاوِنِ ، وَقِلَّةِ الصَّارِفِ ، وَقُرْبِ الْعَهْدِ بِنُورِ النُّبُوَّةِ ، وَالتَّلَقِّي مِنْ تِلْكَ الْمِشْكَاةِ النَّبَوِيَّةِ " .قَالَ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ـ رحمه الله ـ : " لَوْ بَلَغَنِي عَنْهُمْ يَعْنِي الصَّحَابَةَ أَنَّهُمْ لَمْ يُجَاوِزُوا بِالْوُضُوءِ ظُفُرًا مَا جَاوَزْته بِهِ ، وَكَفَى عَلَى قَوْمٍ وِزْرًا أَنْ تُخَالِفَ أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالَ أَصْحَابِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ( .( إعلام الموقعين عن رب العالمين بتصريف ) .
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 12:22

    تفصيل الحكم فيمن تنقص فكيف بمن سب الصحابة العدول ( y ).
    قال إمام أهل السنة وحامل لواء الذب عنها الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : في " طبقات الحنابلة " ( 1/2) : )لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فإن تاب قبل منه وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع ( .
    قلت : ونحن بنى هذه الأمة نناشد ولاة أمورنا أصلحهم الله ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد بوقف زحف هذه الشرذمة من أذيال الروافض عن سبّ الصحب الكرام الهداة الأعلام حب خير الأنام ( r ) فهم ( y ) نقلة هذا الدين وحملته فلا أرض تُقل ولا سماء تُظل وباطن الأرض خير لنا من ظهرها إن كنا أحياء والصحب الكرام يهان فأي عينٍ تنام ، وأي خيرٍ يرام بعد سبِّ السادة الأعلام .
    وقال أيضاً ـ رحمه الله ـ :)إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام ( .
    وقال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ عن الذين يسبون الصحابة ( y ) " ) إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي ( r ) فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه ( y ) حتى يقال : رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين ( .انظر ( إعلام الأنام بما يجب نحو الأعلام ) ص ( 36 ـ 40) لشيخي الحبيب أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد ـ حفظه الله ورفع قدره .
    وقلت : قَالَ الإمام أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍـ رحمه الله ـ فِيمَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ :( أَمَّا الْقَتْلُ (1) فَأَجْبُنُ عَنْهُ وَلَكِنْ أَضْرِبُهُ ضَرْبًا نَكَالًا ).(فتاوى السبكي )( 5/41 )
    وَقَالَ الإمام أَبُو يَعْلَى الْحَنْبَلِيُّ ـ رحمه الله ـ : ( الَّذِي عَلَيْهِ الْفُقَهَاءُ فِي سَبِّ الصَّحَابَةِ إنْ كَانَ مُسْتَحِلًّا لِذَلِكَ كُفِّرَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِلًّا فُسِّقَ وَلَمْ يُكَفَّرْ ) (فتاوى السبكي ) ( 5/41 ) .
    وقال الإمام أبو زرعة ـ رحمه الله ـ وهو أجلّ شيوخ الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ : ( إذا رأيت الرجل ينتقص امرأً من الصحابة فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق ، وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة . فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة . فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق ) شرح عقيدة الفاريني ( 2 / 388 - 389 ) . نقلاً عن كتاب التوحيد للفوزان (1/131 ) .
    وقال العلامة ابن حمدان ـ رحمه الله ـ في : " نهاية المبتدئين " :( من سب أحدا من الصحابة مستحلا كفر ، وإن لم يستحل فسق ، وعنه يكفر مطلقا ، ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر ) شرح عقيدة الفاريني ( 2 / 388 - 389 ) .
    قلت : وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَنْصَرِفُ مِنْ سَبِّ الصَّحَابَةِ إِلَى سَبِّ أَهْلِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ آلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ أَهْلُ بَيْتِهِ من َأَصْحَابِهِ . (شرح الطحاوية في العقيدة السلفية) ص (422 ط . دار التراث ) .
    وقال الإمام القاضي أبو بكر بن العربي ـ رحمه الله ـ في " العواصم من القواصم " ص ( 182) : )فأعرضوا عن الغاوين ، وازجروا العاوين وعرجوا عن سبيل الناكثين ، إلى سنن المهتدين . وأمسكوا الألسنة عن السابقين إلى الدين .
    وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بخصومة أصحاب رسول الله ( r ) فقد هلك من كان أصحاب النبي ( r ) خصمه .
    ودعوا ما مضى فقد قضى الله ما قضى . وخذوا لأنفسكم الجد فيما يلزمكم اعتقادًا وعملًا . ولا تسترسلوا بألسنتكم فيما لا يعينكم مع كل ناعق اتخذ الدين هملًا ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا (.
    قلت : يا هذا علمت أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى u ، وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى u ، فما بالك يا جاهل تسب أصحاب محمد ( r ) قد علمت من أين أتيت ؟ لم يشغلك ذنبك ، أما لو شغلك ذبنك لخفت ربك ، لقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين .
    ويحك ، فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟! أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ورجوت لهم أرحم الراحمين ، ولكنك من المسيئين ؛ فمن ثمَّ عبت الشهداء والصالحين .
    أيها العائب لأصحاب محمد ( r ) لو نمت ليلك ، وأفطرت نهارك ، لكان خيراً لك من قيام ليلك ، وصيام نهارك ، مع سوء قولك في أصحاب نبيك ( y ) ويحك ! فلا قيام ليل ، ولا صيام نهار ، وأنت تتناول الأخيار ، وأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .
    ويحك ! هؤلاء تشوفوا في بدر ، وهؤلاء تشرفوا في أُحد ، إذ إن هؤلاء وهؤلاء جاء عن الله العفو عنهم ، فقال : } إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155){ . [ آل عمران : 155] . فما تقول فيمن عفا الله عنه ؟
    نحن نحتج لإبراهيم ـ خليل الرحمن ـ قال : } رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) { . [ إبراهيم : 36 ] . فقد عرض للعاصى بالغفران . ولو قال فإنك عزيز حكيم ، أو عذابك عذاب أليم ، كان قد عرض للانتقام . فبمن تحتج أنت يا جاهل إلا بالجاهلين ، لبئس الخلف خلف يشتمون السلف : " لواحد من السلف خير من ألف من الخلف " .
    وهؤلاء جاء العفو عنهم فقال : } إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155){ .
    فما تقول فيمن عفا الله عنه ؟!
    فما تقول فيمن عفا الله عنه ؟! (2) .
    _______
    (1) قلت : أي قتل من سب الصحابة
    (2) انظر " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " للإمام اللالكائي ـ رحمه الله تعالى ـ : ( 4/1459) .

    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: سلُّ السيوف والحِرَاب لصدِ عدوان الشيعة الروافض على الأصحاب ( رضي الله تعالى عنهم أجمعين ) (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 01.06.09 15:10

    Crying or Very sad

      الوقت/التاريخ الآن هو 11.05.24 9:48