التوحيد أعظم طاعة والشرك أكبر معصية* |
(ثاني مقال رفضت مجلة الأسرة نشره) لن يطاع الله بأعظم من إفراده بالعبادة، ولن يعصى بشرٍّ من إشراك غيره معه في عبادته ودعائه. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65-66]. وقال تعالى عن عدد من أنبيائه عليهم صلواته وسلامه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88]، وهم خيرته من خلقه. وقال تعالى في صفة من يمكّنهم الله في الأرض بفضله ثم بصالح أعمالهم: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48]، {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116]، {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]. والتزام التّوحيد وتجنّب الشرك: أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده، كما قال الله تعالى عن يوسف وآبائه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم أجمعين: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 38-40]. ولأن أوّل وأهمّ ما بُعث به رسل الله في كلّ زمان ومكان وعلى كلّ حال: توكيد الأمر بصرف العبادة (والدّعاء هو العبادة) لله وحده وتوكيد النّهي عن صرف شئ من ذلك لغير الله (ولو كان من أعظم خلق الله من الملائكة والنّبيّين والصّدّيقين والأولياء)؛ فقد جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ثم بيده حتى اللّحظات الأخيرة من حياته لاجتذاذ أصّول الشرك وفروعه وسدّ أبوابه وذرائعه. وصدع بتوحيد الله في عبادته وزجر عن الإشراك بالله في عبادته قبل الأمر بالصّلاة والزَّكاة والصّوم والحج وقبل إذن الله بالقتال (حتى لا تكون فتنة ويكون الدّين كلّه لله وحتى تكون كلمة الله هي العليا)، وقبل تحريم الخمر ووضع الرّبا وفرض الحجاب، ودون السّعي لاغتصاب المُلْكْ. ومع أن سمة دعوته اللّين والإحسان في الموعظة والمجادلة استجابة لأمر ربه عزّ وجلّ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]؛ فقد عَلِم أن من الحكمة (وهي السّنّة أو الشريعة أو الدّين باتّفاق المفسّرين) التّغليظ والشدّة والحزم في إنكار الشّرك بالله في عبادته، وعمل بذلك حتى لقي ربه، فقال لرجل من أصحابه: "أجعلتني لله نداً" ؟ إنكاراً لقوله: (ما شاء الله وشئت) (أحمد وغيره)، وأنكر على آخرين من أصحابه طلبهم شجرة مثل ذات أنواط وبيّن أن ذلك يماثل طلب قوم موسى منه: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ} [الأعراف: 138] (متفق عليه)، وأنكر على خطيب القوم قوله: (ومن يعصهما فقد غوى) فقال: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله"، (مسلم). وإن لان فيما دون ذلك من التّبوّل في المسجد (متفق عليه) وإدمان الخمر (متفق عليه) وطلب الإذن في الزنى (أحمد). وصلى الله وسلم على محمد وآله. * هذا واحد من عدّة مقالات تعهّد الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء وأحد مؤسسي الوقف الإسلامي نشره في مجلة الأسرة التابعة للوقف رداً على شكوى الكاتب من اغتصاب حزب الإخوان المسلمين المجلّة وتسخيرها لفكره وتمجيد رموزه وتجنبها الأمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك في العبادة وما دونها من البدع، فرفض رئيس تحرير المجلة عبد الحميد الزامل نشرها بحجة شدّتها مع اعتراف الشيخ عبد الله أنه لا شدّة فيها، وإنما هو اتباع منهاج حسن البنا رحمه الله الذي حذف الشرك من موبقاته ومن وصاياه العشر، وكان تعهّد الشيخ عبد الله بنشرها في رمضان وفي المسجد الحرام هداهم الله منقول http://www.saad-alhusayen.com/articles/97 |
2 مشترك
التوحيد أعظم طاعة والشرك أكبر معصية- لفضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين - حفظه الله
أبو عبد الرحمن عبد المحسن- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 601
العمر : 41
البلد : مصر
العمل : طالب
شكر : 0
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
أبوعبدالملك النوبي الأثري- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 849
العمر : 45
البلد : مصر السنية
العمل : تسويق شركة كمبيوتر
شكر : -1
تاريخ التسجيل : 10/05/2008
- مساهمة رقم 2
رد: التوحيد أعظم طاعة والشرك أكبر معصية- لفضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين - حفظه الله
أبو عبد الرحمن عبد المحسن- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 601
العمر : 41
البلد : مصر
العمل : طالب
شكر : 0
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
- مساهمة رقم 3
رد: التوحيد أعظم طاعة والشرك أكبر معصية- لفضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين - حفظه الله
وفيكم بارك
ووفقنى واياك لما يحب ويرضى
» حقوق للمرأة لم يشرعها الله (رد على العودة والقرني)- لفضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين- حفظه الله تعالى
» مجموع ما انتقد على فرقة الإخوان
» التصوف فى ميزان الوحى والفقه - لفضيلة الشيخ : سعد بن عبد الرحمن الحصين - حفظه الله تعالى
» الأحزاب الإسلامية فرقت الدين وجعلت المسلمين شيعاً- لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الرحمن الحصين- حفظه الله تعالى
» السّنّة والشيعة، كيف يجتمعان؟ -لفضياة الشيخ : سعد بن عبد الرحمن الحصين- حفظه الله تعالى
» مجموع ما انتقد على فرقة الإخوان
» التصوف فى ميزان الوحى والفقه - لفضيلة الشيخ : سعد بن عبد الرحمن الحصين - حفظه الله تعالى
» الأحزاب الإسلامية فرقت الدين وجعلت المسلمين شيعاً- لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الرحمن الحصين- حفظه الله تعالى
» السّنّة والشيعة، كيف يجتمعان؟ -لفضياة الشيخ : سعد بن عبد الرحمن الحصين- حفظه الله تعالى