خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    منزلة العقل في الشرع

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية منزلة العقل في الشرع

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 02.07.08 17:54

    "منزلة العقل في الشرع : وتتبين قيمة العقل وأهميته في الشرع بالوجوه التالية:

    1- أن الله لا يخاطب إلا العقلاء؛ لأنهم الذين بفهمون عن الله شرعه ودينه، قال تعالى :"وذكرى لأولى الألباب"



    2- أنه متعلق التكليف، وغير المكلف لا تتعلق بأفعاله أحكام الشرع، كما قال -صلى الله عليه وسلم :"رفع القلم عن ثلاث ومنها :المجنون حتى يفيق"



    3- ذمه تعالى من لم يستعمل عقله،
    كما ذكر الله ذلك عن أهل النار حيث قال :"وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما
    كنا فى أصحاب السعير" وقال في معرض ذم من لم يتبع شرعه ولم يهتد بهدي نبيه
    -صلى الله عليه وسلم :"أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"




    4- ذكر كثير من العمليات العقلية: كالتدبر والتفكر والتعقل ونحوها كقوله سبحانه : "أفلا يتدبرون القران" ، "لعلكم تتفكرون" ، "أفلا تعقلون"



    5- اشتمال القرآن على كثير من الآيات الجارية على موازين العقل وأقيسته وبرهانه، كما في قوله سبحانه :
    "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" وقوله : "لو كان
    فيهما آلهة الا الله لفسدتا" وقوله : "أم خلقوا من غير شي أم هم الخالقون"
    .




    6- ذم التقليد الذي هو حجاب العقل، الذي يعطله ويذهب نفعه، كما قال سبحانه : "وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".



    7- مدح الذين يستعملون عقولهم في إدراك الحق واتباعه، قال تعالى : "فبشر عباد الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله واولئك هم أولوا الألباب"



    8- تحديد ميادين التفكير وأعمال العقل، كما قال تعالى :
    "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
    والأرض مددناها وألفينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج، تبصرة
    وذكرى لكل عبد منيب"




    9- بيان مالا يمكن للعقل إدراكه كما في قوله سبحانه :"يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" وقال ابن عباس-رضي الله عنه: القدر سر الله. وقال سبحانه : "ولا يحيطون به علما"



    10- ضرب الأمثال المحسوسة لبيان الأمور المعقولة، كما في قوله سبحانه:"وضرب لنا مثلا ونسي خلقه" وقوله سبحانه : "مثلهم كمثل الذي أستوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"



    11- الإرشاد إلى طرق القياس الصحيح كما في قوله سبحانه :
    "فاعتبروا يا أولى الأبصار"والاعتبار معناه: الانتقال من حال مماثلة لها
    ليحكم عليها بنظير ما حكم به على الحالة الأولى ومن ذلك ما ذكره الله من
    أعمال بعض المكذبين للرسل التي استحقوا بسببها العقاب ليعتبر بحالهم كل من
    أراد أن يفعل فعلهم، وانه إذا فعل ذلك استحق نفس عقوبتهم كما قال تعالى : "وما هي من الظالمين ببعيد" يريد العقوبات .




    12- الاستدلال بالأثر على المؤثر، وهو عملية عقلية تحتاج إلى إدراك العلاقة بين كل أثر ومؤثر كما في قوله سبحانه :"الذي
    خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من
    فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهم حسير"...




    ومذهب السلف وقول محققي الإسلام: كابن تيمية وابن القيم وغيرهما، يمكن إجماله فيما يلي:

    -أن للعقل فهماً وإدراكاً، وهذا الفهم والإدراك إجمالي لا تفصيلي.

    -إن الشرع مقدم على العقل؛ لعصمة الشرع، وعدم عصمة العقل.

    -إن ما كان صحيحاً من أحكام العقل لا يعارض الشرع.

    -والصحيح من العقل هو موافق للشرع

    -إن الفاسد من العقل هو ما عارض الشرع.

    -إن الأحكام التفصيلية من خصائص الشرع.

    -إن العقل لا حكم له قبل ورود الشرع، وإن كان له إدراك لقبح القبيح وحسن الحسن من حيث الجملة.

    -إن الثواب والعقاب مترتب على ورود الشرع، كما قال سبحانه :"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"

    -إن ما عارض الشرع من موازين العقل، فهو فاسد.

    -إن الشرع قد يأتي بما يحار فيه العقل، وإن كان لا يعارضه ولا يدفعه.

    -إن الوعد والوعيد مترتب على ورود الشرع.

    -إن الله
    تعالى لا يجب عليه شيء بعقولنا؛ لأنه سبحانه كما أخبر عن نفسه : "فعال لما
    يريد" وإن ما ورد من إيجاب أو تحريم كما في حديث : "إني حرمت الظلم على
    نفسي" وحديث : "حق العباد على الله أن لا يعذب من لم يشرك به شيئاً" وما
    أشبهها، هي واجبة بإيجاب الله نفسه، ومحرمة بتحريمه على نفسه تكرماً منه
    وتفضيلا، والله تعالى كما أخبر الرسول- صلى الله عليه وسلم : " لا مكره له من خلقه


    -إن العقل يعتبر مصدراً تبعياً، ونصوص الكتاب والسنة فيها الغنى عنه، وهي لا تمنع قبوله إن صح"بتصرف
    يسير من كتاب"المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"لشيخنا الدكتور أبي عبد
    السلام إبراهيم بن محمد البريكان ص(41-46)ط.دار السنة. الطبعة الثانية
    1414هـ/من كتاب شيخنا ابي عبد الله محمد بن عبد الحميد[مضمضة الكوبرا الخديعة الكبرى]

      الوقت/التاريخ الآن هو 23.11.24 12:14