بعد البسملة والحمدلة والحوقلة
أقول :
لقد خرجت علينا طريقة ردية تدعي في مجلة لها مهانة بمقالة من الأدب مُقالة ( بضم الميم ) , وفي الباطل سيارة , وعن الحق مدارة , وبالسخرية منثورة , ومن الإنصاف محرومة ؛ و بعد أن مهدت لنفسها , وأوحلت في وصف غيرها , وزينت الباطل بمكرها , قالت : (نذكر هذا لا حبًا فى الإمام على u فقط ، ولكن كيدًا فى أحفاد أبناء الطلقاء من دهماء بنى جاز الذى هلك وأبدًا ما فاز) .
وبعدها مباشرة تحدد من تقصد بأبناء الطلقاء فتقول : (أصحاب التوحيد الوهابى والبهتان دون تبيان ) .
ثم تسخر من أحد النصحاء النبهاء , وبدلا من أن تنتقد آراءه بالدليل من الوحي , صالت وجالت , ومن معجمهم القبيح اختارت , وبكلام كسيح طارت , فصارت كالذباب الذي يدور على الطعام والشراب , ليلوثه بقذارته , ويُقبحه بعفانته , ولكن هيهات هيهات , فما عندهم غير السباب المنهي عنه في شرعنا ويعاب , وسخريتهم من قوم قد يكونوا عند الله أفضل منهم , والموعد يوم الحساب .
فقالوا :(نجنا من أصحاب عقول خفاف يبيعون الكشرى والمهلبية ) .
ثم يزيدون فيقولون : (نجنا من السخاف الجهلة الفجرة الذين لا يفرقون بين المصطلح والاصطلاح ) .
وأقول :
أهكذا الرد على المخالفين?! بدلا من نصحهم في الدين , وبدلا من نقل أقوالهم , ونقدها بالدليل بجوار الدليل , أو سرد من قال وقيل ..
لكنكم لا تستطيعون , وعلى ذلك لا تجسرون
وهذا عندي يرجع لسببين :
لأنكم لم تجدو فيمن تهاجمونه وتسبونه مخالفة للشرع في أصل أو فرع هذه الأولى
والأخرى أنكم ليس لديكم علما لتجابهونه به , فخرجتم عليه بالسب والقذف والسخرية , وهذه ما أسهلها حيلة لكل عاجز ليس معه دليله , أو غير مقتنع بما يفعله في دينه
غير أني أعجب من ذكر الفجرة وحديثكم عن الفجرة !! ألا تستحون ؟!
ثم تزيدون فتشطحون مما أوقعكم ـ هداكم الله ـ في المحذور فتقولون : (أم أكل الكشرى والمهلبية يرفع أسعار طاقية الإخفاء وطربوش العفريت وقبعة التدليس عند أبناء إبليس؟!!.) ثم تعبثون , وبالتهم بلا دليل ترمون فتقولون : (أى: الدين الوهابى الخارج على التوحيد الإسلامى؟ ) ثم تحكمون على مخالفيكم بالنار فتقولون : (نجنا من أصحاب النار وآكلى الزقوم )
وهنا يقوم السؤال .. من هم : أبناء إبليس ؟ والخارجون عن التوحيد الإسلامي ؟ وأصحاب النار؟ وآكلي الزقوم ؟ أيها التكفيريون
وفي أي فريق أضعهم : أمع المسلمين البررة ؟ أم مع الكفرة الفجرة ؟
وأراكم قد إخترتم الثانية دون بيان وإستبيان , فما له من بهتان , وإفك في الشرع مدان .
وعليه .. ما أسرع جرأتكم على التكفير لمجرد الخلاف في الدين , وتدعون أنكم أصحاب الوحدة وعدم الفرقة , وتُكفِرون , وتُنفِرون , وتَفرون , من ناصحاً لأنه قال لكم لا تدعوا مع الله أحدا [1] فقلتم ( بلسان حالكم ) : سندعوا ليس واحد ولا إثنان بل سندعو كل مجذوب أو مجنون أو عريان أو حجر أو شجرأو جان , وسيأتي التوضيح والتبيان .
ثم يزيد التطاول تجاسر وتكابر فتقولون : (تبًّا لكم أبناء الجهل وحملة الإسرائيليات وحفظة الفتنة الوهابية.)[2] مدح في موطن القدح !
ثم أين هي الإسرائيليات ؟ إذا كانت قرآن أو أحاديث صحاح , من أخذ بها أصاب في الدنيا النجاح , وفي الآخرة الفلاح .
ثم ما معنى كلمة الوهابية التي كررتموها في المقال , متجاهلين معناها متناسين مبناها ؛ أليس الوهابية نسبة " للوهَّاب " وهي أشرف وأعظم وأنجح وأنجى يوم الحساب , ممن إنتسب إلى منعوت " بإمام " وهو مع الضلالة لا يفتر ولا ينام , وموصوف بمجدد وهو للبدعة مورد ومعدد ؛ وسيأتي لا حقا وأسرد ومن أقواله أظهر وأفرد , وأبدد .
وبعد السباب الذي في الشرع والعرف معاب , تكثر منكم الأماني , وتتعانق الكلمات مع المعاني , ولكنها شر كلمات , وأنكر معاني فتقولون : ( فإن عسكر التيار الوهابى مهزوم مهزوم ويرث الكنانة العباد الصالحون فرحون يدخلون مدائن الإسلام... أما المرجفين فى المدينة فعندهم الحنين للأصل النجدى عند قرون الشياطين )
شرحنا كلمة وهابي ولن نزيد , ولكن وصفكم بأن المعسكر الوهابي مهزوم , بل اكدتم ذلك بالتكرار ـ غير مفهوم
فهل كُشف عنكم الحجاب أو إطلعتم على اللوح المحفوظ والكتاب , عند رب الأرباب ؟!!!
ثم تدعون أن الكنانة سيرثها العباد الصالحون ؛ أليس من في مصر مسلمين مؤمنين موحدين ؟ أم كفرة معاندين ؟ مما يستلزم لها الدعاء بأن يرثها العباد الصالحين .
وأقول : أن مصر ورثها العباد الصالحون منذ أربعة عشر قرنا وإلى الآن وستظل ـ رغم وجودكم فيها ومن على شاكلتكم من المكفرين المعاندين .
ثم يكون اللعن , وفي العرض الطعن , والمسلم ليس بلعان أو في القول طعان فتقولون : (سيدتى ومولاتى وجدتى زينب الكبرى لعن الله الفرحين والشامتين لإلغاء مولدك السنوى )
أولا: أيها السبابون السبة , إن السيدة الطاهرة لا تسمعكم[3] والدليل عليكم إن عاندتم وفي غيكم سرتم وسدلتم .
ثانيا : هل احتفلت السيدة زينب بمولد أبيها أو أمها أو جدها ؟ ( وكلهم خير منها بقولهم وقولها ) وإن لم تجدوا ولن تجدوا , فكيف ترضى بشئ تفعلونه هي لم تفعله .. هل أنتم أكثر حرصا منها ؟
فإن قلتم نعم .. أنقصتم قدرها العظيم
وإن قلتم لا هي أكثر حرصا , ومع ذلك لم تفعل ؛ فانظروا من على دربها يسير , ومن هو الذي يتجرأ ويتجاسر عليها , وعلى أبيها وجدها ؛ فما أجرأكم وتجاسركم مع تحاسركم .
* * *
يتبـــــــــــــــــــــــع
يتبـــــــــــــــــــــــع
ــــــــــــــــــــــــ
[1] قال الله تعالى في سورة الجن : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )
[2] يصدق على العزمية المثل العربي ( رمتني بدائها وانسلت ) لأنهم هم من إعتمدوا على الإسرائليات في دواوينهم مثل ( إهيا شراهيا , وأدناي , والصباؤوت وغيرها ) وسأثبت ذلك في هذا المقال ولكن نتحداكم والتحدي قائم , في أن تأتوا من كتاب ممن إتهمتوهم بكلمة واحدة بائقة بل حالقة ككلماتكم المتقدمة
[3] قال الله تعالى في سورة فاطر : (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14) )
عدل سابقا من قبل أبو الحسن حافظ بن غريب في 27.09.09 14:24 عدل 1 مرات