خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    كلام نفيس في قول الله عزّ وجل " ومن يّتق الله يجعل له مخرجا" لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية كلام نفيس في قول الله عزّ وجل " ومن يّتق الله يجعل له مخرجا" لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.11.10 10:04

    كلام نفيس في قول الله عزّ وجل
    " ومن يّتق الله يجعل له مخرجا"
    لشيخ الإسلام بن تيمية
    رحمه الله تعالى .
    كلام نفيس في قول الله عزّ وجل " ومن يّتق الله يجعل له مخرجا" لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى .  470674
    قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى:

    وأما قوله تعالى " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" سورة الطلاق .

    فقد بين فيها أن المتقي يرفع الله عنه المضرّة بما يجعله له من المخرج ، ويجلب له من المنفعة بما

    ييسره له من الرزق ، والرزق اسم لكل مايفتدى به الإنسان وذلك يعم رزق الدنيا ورزق الآخرة وقد

    قال بعضهم ما افتقر تقي قطّ. قالوا ولمَ؟


    قال : لأن الله يقول :
    " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " .

    وقول القائل :

    قد نرى من يتق وهو محروم ، ومن هو بخلاف ذلك وهو مرزوق .

    فجوابه :


    أن الآية اقتضت أن من يتق يُرزق من حيث لا يحتسب ، ولم تدل على أن غير المتقي لا يرزق

    ، بل لابد لكل مخلوق من الرزق


    قال الله تعالى
    " وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها "
    سورة هود .

    حتى أن ما يتناوله العبد من الحرام داخل في هذا الرزق ، فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة،

    ويرزقون رزقا حسنا ، وقد لا يرزقون إلا بتكلف ،وأهل التقوى يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون ، ولا

    يكون رزقهم بأسباب محرمة ، ولا يكون خبيثا ، والتقي لايحرم ما يحتاج إليه من الرزق وإنما يحمى

    من فضول الدنيا رحمة به وإحسانا إليه.فإن توسيع الرزق قد يكون مضرّة على صاحبه .


    وتقديره يكون رحمة لصاحبه .



    قال تعالى
    "
    فأما الإنسان إذا ما بتله ربه فأكرمه وعّمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتله فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا "

    أي : ليس الأمر كذلك .

    فليس كل من وُسع عليه رزقه يكون مكرما ،

    ولا كل من قدر عليه رزقه يكون مهانا


    بل
    قد يوسع عليه رزقه املآء واستدراجا
    و
    قد يقدر عليه رزقه حماية وصيانة له

    وضيق الرزق على عبد من أهل الدين قد يكون لما له من ذنوب وخطايا ،

    كما قال بعض السلف :

    إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .

    وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه

    وسلم " من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ".
    1


    وقد أخبر الله تعالى أن الحسنات يذهبن السيئات ، والاستغفار سبب للرزق والنعمة .

    و
    أن المعاصي سبب للمصائب والشدة

    فقال الله تعالى
    " ألر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير "

    إلى قوله
    " ويؤت كل ذي فضل فضله"
    سورة هود .


    وقال تعالى
    " استغفروا ربكم إنه كان غفارا"

    إلى قوله

    "ويجعل لكم جنت ويجعل لكم أنهارا "
    سورة نوح .


    وقال تعالى
    "وألو استقاموا على الطريقة

    لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه
    "


    سورة الجن .


    وقال تعالى
    " ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا

    عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون
    "


    سورة الأعراف .


    وقال تعالى
    " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليهم من رّبهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم

    " سورة المائدة.



    وقال تعالى
    " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير " سورة

    الشورى . وقال تعالى " ولئن أذقنا الإنسان منّا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور"

    سورة هود


    . وقال تعالى
    " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك "
    سورة النساء .

    وقال تعالى
    " ف
    أخذناهم بالبأساء والضرآء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جآءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون "

    سورة الأنعام .


    وقد أخبرالله تعالى في كتابه أنه يبتلي عباده بالحسنات والسيئات فا لحسنات هي النعم ، والسيئات هي

    المصائب ، ليكون العبد صبارا شكورا ,

    وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء

    إلا كان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته

    ضراّء صبر فكان خيرا له2
    ـ 3ا هـــ



    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ

    1 ـ رواه بن ماجة في كتاب الأدب 57 باب الاستغفار 3819، بسنده عن عبدالله بن عباس " رضي الله عنهما " ورواه أبوداوود في كتاب الوتر26 وأحمد بن حنبل في المسند 1 /248 الحلبي وضعفه العلامة الألباني .
    2 ـ رواه الإمام مسلم في كتاب الزهد 13 باب المؤمن أمره كله خير .

    3 ـ التفسير الكبير لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ط دار الكتب العلمية 6 / 72 ـ 73 ـ 74 ـ 75 .


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=27234

      الوقت/التاريخ الآن هو 07.05.24 5:05