بيان عقيدة أهل السنة والجماعة
محاضرة مفرغة للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- رحمه الله تعالى -
________________________________________
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد :
فإن الله - جل وعلا - خلق الخلق لعبادته ، وأمرهم بها - سبحانه وتعالى - ، فقال - عز وجل - : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ . سبحانه وتعالى .
فخلقهم للعبادة ، وتكفل بأرزاقهم ، كما قال في الآية الأخرى : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا .
وأرسل الرسل جميعًا لهذا الأمر العظيم ؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله ، ويأمروهم بها ، ويوضوحها لهم ، فقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
وهكذا جميع الرسل بعثوا لهذا الأمر العظيم ؛ ليأمروا الناس أن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
ويقول - سبحانه - : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ .
وهذه العبادة الذي خُلقوا لها ، وأرسلت الرسل بها ، أمرهم بها - سبحانه - في مواضع في كتابه العظيم ، كما في قوله تعالى في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
وقال في سورة النساء : وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .
وقال في سورة بني إسرائيل : وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ .
وقال في سورة البينة : وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ .
وقال - سبحانه - : فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .
هذه العبادة التي خُلقوا لها قد أمروا بها ، وبُينت لهم في كتاب الله وفي سنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وبعث الله بها الرسل جميعًا ، وخاتمهم وأفضلهم وإمامهم نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - ، بُعث بذلك ، بعثه الله ليدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده والإخلاص له ، ومكث في مكة بضعة عشر سنة - ثلاث عشرة سنة - يدعو الناس إلى توحيد الله ، وطاعة الله ، يأمرهم أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخلعوا عبادة ما سواه من الأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء وغير ذلك .
يقول : يا قوم ! قولوا : لا إله إلا الله تُفلحوا ، فأجابه الأقل ، وأنكر دعوته الأكثرون ، ولم يزل صابرًا داعيًا إلى الله - عز وجل - حتى أمره الله بالهجرة إلى المدينة بعدما اشتد أذى المشركين له ، ولم ينقادوا لما جاء به - عليه الصلاة والسلام - ، فهاجر إلى المدينة ومكث فيها عشر سنين يدعو إلى الله ، ويُعلم الناس شريعة الله ، وأنزل الله عليه القرآن العظيم بعضه في مكة وبعضه في المدينة ، وبينه للناس ، وأرشد الناس إلى ما دل عليه القرآن ، وبين لهم ما أوحى الله إليه في ذلك ، فإن الله أعطاه وحيين : القرآن ، والوحي الثاني السنة : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ - يعني : محمد - عليه الصلاة والسلام - وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى .
فالله أوحى إليه القرآن ، وأوحى إليه السنة ، وهي أحاديثه - عليه الصلاة والسلام - ، وما بينه للأمة من شرع الله ، فتلقى الصحابة - رضي الله عنهم - عنه هذا الدين العظيم - دين الإسلام - ونقلوه إلينا غضًا طريًا ، وهكذا نقله التابعون عن الصحابة ، وهكذا أتباع التابعين ، ولم يزل أهل العلم ينقلون هذا العلم من جيل إلى جيل ، ومن قرن إلى قرن ، ويكتبون فيه الكتب الكثيرة ، ويوضحون للناس دعوة نبيهم - عليه الصلاة والسلام - ، وما بينه الكتاب العظيم - وهو القرآن - من دين الله .
فعقيدة المسلمين التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، هي ما بيَّن الله لعباده في كتابه العظيم ، وبينه رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وتلقاه الصحابة عن نبيهم - رضي الله عنهم - وبلغوه للناس ، هو دين الله ، وهو توحيده وطاعته ، واتباع رسوله ، وترك ما نهى عنه ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله .
هذا هو دين الله ، وهذا هو : العقيدة التي درج عليها سلف الأمة ، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة : الإيمان بالله ورسوله ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ، والعمل بذلك قولاً وعملاً وعقيدة ، عن محبة وانقياد وإخلاص وموالاة ومعاداة .
فالإيمان بالله ورسوله هو : الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من الطاعات القولية والفعلية ، وعلى المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، كما تلقاه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم من السلف الصالح ، وقد بينه - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة ، شرح للناس معنى الإسلام والإيمان والإحسان ، وأوضح للناس أوامر الله ونواهيه قولاً وعملاً .
فعقيدة أهل السنة والجماعة هي : العمل بكل ما أخبر الله به ورسوله ، وكل ما أمر الله به ورسوله ، عن إيمان صادق ، وإخلاص لله ، ومحبة ورغبةٍ ورهبة ، فهم يؤدون أوامر الله ، وينتهون عن نواهي الله ، ويقفون عند حدود الله ، عن إيمانٍ بالله ورسوله ، عن إخلاص وصدق ، عن رغبة ورهبة ، لا رياءًا ولا سمعةً ولا نفاقًا ، ولكن عن إيمان وعن صدق .
وهذه العبادة التي خلقوا لها سماها الله إسلامًا ، وسماها إيمانًا ، وسماها تقوى ، وسماها هدى : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ .
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى .
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ .
قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا .
فهي إيمان وإسلام وهدى وتقوى وبر وصلاح وإصلاح ، هذه هي العقيدة التي درج عليها أهل السنة والجماعة ، وهي دين الله الذي بعث به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وبعث به جميع المرسلين : قول وعمل وعقيدة ، قول باللسان ، وعمل بالجوارح ، وعمل بالقلب ، عن محبة ، وعن إخلاص ، وعن صدق ، وعن رغبة ورهبة .
وجميع ما جاءت به رسالات الرسل يندرج تحت الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، كما قال - جل وعلا - : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ .
قال تعالى : قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا . الآية .
قال تعالى : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ . الآية .
محاضرة مفرغة للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- رحمه الله تعالى -
________________________________________
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد :
فإن الله - جل وعلا - خلق الخلق لعبادته ، وأمرهم بها - سبحانه وتعالى - ، فقال - عز وجل - : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ . سبحانه وتعالى .
فخلقهم للعبادة ، وتكفل بأرزاقهم ، كما قال في الآية الأخرى : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا .
وأرسل الرسل جميعًا لهذا الأمر العظيم ؛ ليدعوا الناس إلى عبادة الله ، ويأمروهم بها ، ويوضوحها لهم ، فقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
وهكذا جميع الرسل بعثوا لهذا الأمر العظيم ؛ ليأمروا الناس أن يعبدوا الله وحده دون كل ما سواه : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
ويقول - سبحانه - : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ .
وهذه العبادة الذي خُلقوا لها ، وأرسلت الرسل بها ، أمرهم بها - سبحانه - في مواضع في كتابه العظيم ، كما في قوله تعالى في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
وقال في سورة النساء : وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .
وقال في سورة بني إسرائيل : وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ .
وقال في سورة البينة : وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ .
وقال - سبحانه - : فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .
هذه العبادة التي خُلقوا لها قد أمروا بها ، وبُينت لهم في كتاب الله وفي سنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وبعث الله بها الرسل جميعًا ، وخاتمهم وأفضلهم وإمامهم نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - ، بُعث بذلك ، بعثه الله ليدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده والإخلاص له ، ومكث في مكة بضعة عشر سنة - ثلاث عشرة سنة - يدعو الناس إلى توحيد الله ، وطاعة الله ، يأمرهم أن يعبدوا الله وحده ، وأن يخلعوا عبادة ما سواه من الأصنام والأوثان والملائكة والأنبياء وغير ذلك .
يقول : يا قوم ! قولوا : لا إله إلا الله تُفلحوا ، فأجابه الأقل ، وأنكر دعوته الأكثرون ، ولم يزل صابرًا داعيًا إلى الله - عز وجل - حتى أمره الله بالهجرة إلى المدينة بعدما اشتد أذى المشركين له ، ولم ينقادوا لما جاء به - عليه الصلاة والسلام - ، فهاجر إلى المدينة ومكث فيها عشر سنين يدعو إلى الله ، ويُعلم الناس شريعة الله ، وأنزل الله عليه القرآن العظيم بعضه في مكة وبعضه في المدينة ، وبينه للناس ، وأرشد الناس إلى ما دل عليه القرآن ، وبين لهم ما أوحى الله إليه في ذلك ، فإن الله أعطاه وحيين : القرآن ، والوحي الثاني السنة : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ - يعني : محمد - عليه الصلاة والسلام - وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى .
فالله أوحى إليه القرآن ، وأوحى إليه السنة ، وهي أحاديثه - عليه الصلاة والسلام - ، وما بينه للأمة من شرع الله ، فتلقى الصحابة - رضي الله عنهم - عنه هذا الدين العظيم - دين الإسلام - ونقلوه إلينا غضًا طريًا ، وهكذا نقله التابعون عن الصحابة ، وهكذا أتباع التابعين ، ولم يزل أهل العلم ينقلون هذا العلم من جيل إلى جيل ، ومن قرن إلى قرن ، ويكتبون فيه الكتب الكثيرة ، ويوضحون للناس دعوة نبيهم - عليه الصلاة والسلام - ، وما بينه الكتاب العظيم - وهو القرآن - من دين الله .
فعقيدة المسلمين التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، هي ما بيَّن الله لعباده في كتابه العظيم ، وبينه رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، وتلقاه الصحابة عن نبيهم - رضي الله عنهم - وبلغوه للناس ، هو دين الله ، وهو توحيده وطاعته ، واتباع رسوله ، وترك ما نهى عنه ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله .
هذا هو دين الله ، وهذا هو : العقيدة التي درج عليها سلف الأمة ، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة : الإيمان بالله ورسوله ، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله ، والعمل بذلك قولاً وعملاً وعقيدة ، عن محبة وانقياد وإخلاص وموالاة ومعاداة .
فالإيمان بالله ورسوله هو : الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله من الطاعات القولية والفعلية ، وعلى المؤمن أن يتلقى ذلك عن كتاب الله وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - ، كما تلقاه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم من السلف الصالح ، وقد بينه - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة ، شرح للناس معنى الإسلام والإيمان والإحسان ، وأوضح للناس أوامر الله ونواهيه قولاً وعملاً .
فعقيدة أهل السنة والجماعة هي : العمل بكل ما أخبر الله به ورسوله ، وكل ما أمر الله به ورسوله ، عن إيمان صادق ، وإخلاص لله ، ومحبة ورغبةٍ ورهبة ، فهم يؤدون أوامر الله ، وينتهون عن نواهي الله ، ويقفون عند حدود الله ، عن إيمانٍ بالله ورسوله ، عن إخلاص وصدق ، عن رغبة ورهبة ، لا رياءًا ولا سمعةً ولا نفاقًا ، ولكن عن إيمان وعن صدق .
وهذه العبادة التي خلقوا لها سماها الله إسلامًا ، وسماها إيمانًا ، وسماها تقوى ، وسماها هدى : إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ .
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى .
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ .
قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا .
فهي إيمان وإسلام وهدى وتقوى وبر وصلاح وإصلاح ، هذه هي العقيدة التي درج عليها أهل السنة والجماعة ، وهي دين الله الذي بعث به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وبعث به جميع المرسلين : قول وعمل وعقيدة ، قول باللسان ، وعمل بالجوارح ، وعمل بالقلب ، عن محبة ، وعن إخلاص ، وعن صدق ، وعن رغبة ورهبة .
وجميع ما جاءت به رسالات الرسل يندرج تحت الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، كما قال - جل وعلا - : لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ .
قال تعالى : قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا . الآية .
قال تعالى : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ . الآية .