خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "الرافضة ومناقضتهم التوحيد" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية "الرافضة ومناقضتهم التوحيد" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 22.10.10 13:48


    "الرافضة ومناقضتهم التوحيد" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى 32135395

    للتحميل :
    اضغط هنا

    "الرافضة ومناقضتهم التوحيد" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى 24607282

    بعد البسملة والحمدلة والحوقلة، أقول :


    ما الحيلة في قوم همج رعاع، ينقادون وراء كل ناعق، ويساقون خلف كل ناهق، لا يتورعون عن الكذب، وهم والحالة هذه يرمون مخالفهم ـ إفتراءًا- به، والموعد القيامة ؟! .



    "الرافضة ومناقضتهم التوحيد" لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الحميد حسونة -حفظه الله تعالى Image006ow


    الحاصل : قال الرافضي : " كذالك كذبت وتهمت ولم ترعوي ولم تنتهي من كذبك، لو كان هناك شخص واحد فيكم منصف وعادل لشخص كذبكم ومن ابتدء الشتم بالعلماء والسب ومن الذي تجاوز الحدود "



    إبتدءًا أقول : إيهٍ يا بيت الكذب! رمتني بدائها وانسلت! أحدثكم بالحق البيّن، حديث صدق وحرص، وتطعنونني بالكذب ؟! فصبر جميل والله المستعان عما تصفون .


    ولله در القائل :

    رأيُ الروافض شتم المهتدين فما *** بعدَ الشتيمةِ للأبرار يُنتَظَرُ؟
    لا تقبلوا أبدًا عذرًا لشاتِمِهم *** إنَّ الشتيمَةَ أمرٌ ليس يُغْتَفَرُ
    ليس الإله براضٍ عنهم أبدًا *** ولا الرسولُ ولا يرضى به البَشَرُ

    الناقضون عُرَى الإسلام ليس لهم *** عند الحقائق إيرادٌ ولا صدَرُ
    والمنكرون لأهلِ الفضلِ فضلَهمُ *** والمفترون عليه كُلَّما ذكروا
    قد كان عن ذا لهم شُغْلٌ بأنفسِهم *** لو أنَّهم نظروا فيما به أُمروا

    لكنْ لشقوَتِهم والحَيْنُ يصرَعُهم *** قالوا ببدعتِهم قولا به كفروا
    قالوا وقلنا، وخيرُ القولِ أصدقُه *** والحق أبلج والبهتان منشمِرُ
    [رواه الآجري في «الشريعة» ص(697-699) ط 1: دار ابن حزم]




    بل قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى : " لم أرَ أحدًا من أصحاب الأهواء أكذب في الدعوى ولا أشْهَد بالزُّورِ من الرافضة" [الإبانة الكبرى: 445]



    وقال الإمام العلم، أبو محمد، ابن حزم - رحمه الله تعالى- فيهم : "والقوم بالجملة ذوو أديان فاسدة، وعقول مدخولة، وعديمو حياء، ونعوذ بالله من الضلال" [الفِصَل: 3/ 113، ط2: دار الكتب العلميَّة].



    وقال فيهم شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى : " والقوم من أكذب الناس في النقليات ومن أجهل الناس في العقليات، يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلا بعد جيل، ولا يميزون في نقلة العلم ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب أو الغلط أو الجهل بما ينقل وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم بالآثار" "منهاج السنة النبوية" (1\8)



    هذا .. وقد اعترفت كتب الشيعة نفسها بكثرة الكذب على أهل البيت، حتى قال جعفر الصادق- كما تروي كتب الشيعة: "إن الناس أولعوا بالكذب علينا..." "بحار الأنوار"(2/246).



    وكانت مصيبة ( الصادق ) جعفر– رحمه الله تعالى- أن "اكتنفه - كما تقول كتب الشيعة - قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون : حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذوا منهم الدراهم" انظر "رجال الكشي" ص(208-209) "بحار الأنوار"(25/302-303)



    ومن ذلك كذلك : قوله - جعفر بن محمد - قال : "إنَّ الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنَّا نقع في أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- وهما والداي" "تهذيب الكمال" (5/82)








    قال الرافضي : "اتحداك اذا جبتلي كتاب لاعلام الشيعه او اي رابط او مقطع فديوي يقول فيه احد الخطباء او الشيوخ ان الشيعه يقولون هكذا لا اله الا فاطمه كفرة وفتريت ايها المدلس ونسال الله ان ينزل فيك عقاب اليم على هذا الكذب الفاضح على المسلمين، الشيعه اتباع اهل البيت الذي ربوهم على التوحيد الصحيح ليس هم المجسمه"


    أقول : أما عن سبب طعنه لنا بما هم أهله، هو نقلي لقولهم "لا إله إلا الزهراء([1])" وهذا منه حسن جميل، دال على استبشاعه لذاك القول، ونحن بدورنا نثبته له، وننظر ما هو صانع .



    بين يديه أقول : أما التبرؤ من هذا الافتراء العظيم، والضلال المبين ظاهرا، فمتوقع؛ إلا أنه بقي إنكاركم عليه ؟ وهل يكفر ناقله عيناً كما صنعت معنا أيها الأهوج المتهوك .



    هذا والناظر لما دونته سلفاً يلحظ أن صدرته بإقرارهم بالحلول بل والاتحاد، كلازم من لوازمه، بيد أنى لهؤلاء أن يَعقلوا فضلا أن يفهموا فيُعقلوا ويقلعوا؟!



    وإليكم دليل ما سبق، وفيه – في مقطع واحد- تأليههم لعلي بن أبي طالب وزينب وفاطمة، فليس فاطمة فحسب!!! والتصريح بما أنكره من قولهم المارق الآبق "لا إله إلا الزهراء" |[
    من هنــــا ]| فهل أنت منتهون .



    وهذا كما هو ظاهر ناقض لأصل التوحيد – هداهم الله تعالى .



    وهنا أزيدك من هذا الكفر الكافر([2]) والذي يحمل بين تضاعيفه فساد دعواه([3]) : "الشيعه اتباع اهل البيت الذي ربوهم على التوحيد الصحيح" :



    قال الخرف الهالك الخميني – أخمد الله تعالى ذكره : " أن فاطمة كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة" "الأسرار الفاطمية" ص(354-355)



    وكذلك تعتقد الرافضة الإمامية بأن جزءاً من النور الإلهي قد حلّ بعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه- كما نقل ذلك إمامهم الهالك الكليني – أخمد الله تعالى ذكره : " قال أبو عبد الله : ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا" ونقل أيضاً ما نصه : "ولكن الله خلطنا بنفسه" "أصول الكافي" (1/440)



    وهذا ناقض لتوحيد الإلهية كما هو ظاهر .



    وأما ناقض توحيد الربوبية : وهو اعتقاد الرفضة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم: "مرآة الأنوار" أن علياً كما يفترون عليه قال : أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به" "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" (ص59)



    وكقول إمامهم الهالك العياشي – أخمد الله تعالى ذكره- في تفسيره لقول الله تعالى : {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا} [الكهف:110] قال العياشي ما نصه : "يعني التسليم لعلي - رضي الله عنه- ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك ولا هو من أهله" العياشي في تفسيره (2/353)



    وفرعوا عن هذا القول الآثم بل الفاجر، توابعه : فافتروا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أنه هو الذي خلق مروان بن الحكم من دون الله تعالى، إذ افتروا أن : "مروان بن الحكم لعنه الله، صعد على منبر رسول الله في المدينة، وأخذ يشتم الإمام علي بن أبي طالب يشتم الإمام علي بن أبي طالب، فبينما الناس جلوس إذ خرجت كفان من قبر رسول الله مكتوباً عليهما – وقيل : يد واحدة مكتوباً عليها : أتشتم علي بن أبي طالب وهو الذي خلقك؟! انظر "جوامع الكلم"



    هذا الخلق، أما علم الغيب؛ فقد ذكر الكليني (1/261) "باب أن الأئمة يعلمون ما كان وما سيكون" وانه عنه أنه يقول في رواية عن الجعفر الصادق انه قال : "أنى اعلم ما في السماوات وما في الأرض واعلم ما في الجنة واعلم ما كان وما سيكون"


    وقال أيضا في (1/258) "باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وانهم لا يموتون إلا باختيار منهم"


    وأما الإحياء والإماتة والنفع والضر كمفردة من مفردات توحيد الربوبية : فقد وروى الكليني (1/470) عن آبي بصير انه قال دخلت على آبي جعفر عليه السلام فقلت له انتم ورثة رسول الله عليه الصلاة والسلام قال نعم قلت الرسول وارث الأنبياء علم كل ما علموا قال نعم قلت فانتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبروا الأكمة والأبرص؟ قال : نعم" .



    وروى حسين بن عبد الوهاب – أخمد الله تعالى ذكره- في كتابه "عيون المعجزات" أن علي قد خاطب ميتا جهل قاتله، قال : قم بإذن الله يا مدرك بن حنظله بن غسان قم فقد أحياك الله عليا بإذن الله" "عيون المعجزات" صفحة (28)



    وكذلك يعتقد الرافضة - أخزاهم الله تعالى- بأن أعمال العباد تعرض على الأئمة في كل يوم وليلة، كما نقل ذلك إمامهم الكليني، عن الرضا - عليه السلام : أن رجلاً : قال له : أدع الله لي ولأهل بيتي، فقال : "أولست أفعل؟! والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة" "الأصول من الكافي" (1/219) .



    وعليه .. فلا غرو أن أهملوا الشرائع، وولوغوا في مستنقع الشركيات متضلعين، وتعاطوا أنواع الفواحش البشعة، منها : "أن قدموا طاعة علي على طاعة الله([4]) ويزعمون أنها ترضي الله(!!) وان معصية الله أولى من معصية على"(!!!) انظر "كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين" للحسن بن يوسف المطهر الحلي ص(8)



    أهذا توحيدكم- أيا أستاذ جامعي- والذي وصفته بـ " الشيعه اتباع اهل البيت الذي ربوهم على التوحيد الصحيح"؟! بأي لغة تتكلمون؟!! إن التوحيد لغة : الإفراد، وهو معنى مراد اصطلاحا، الحاصل : أصلحكم الله تعالى .



    وأما ناقض الشيعة الروافض لتوحيد الأسماء والصفات : فمزبور منشور مشهور، وقد جاء الإلماع إليه في تذيليه "... او ينقل السنه ابن تيميه الذي جعل لله جسم وارجل وايدي وينزل ويصعد..."



    وهذا مع كونه كذب على شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- أعني قوله بالجسم، تكذيب لله تعالى الذي أثبت الرجل واليد والنزول والصعود بنفسه المقدسة لنفسه المطهرة- سبحانه وبحمده .



    هذه إجابة إجمالية، وأما التفصيلية، فهاكموها : ومن قوله أستدل ليكون أوقع :



    قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى : "وأصل ضلالتهم تكلمهم بكلمات مجملة لا أصل لها في كتابه -عز وجل- ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ولا قالها أحد من أئمة المسلمين، كلفظ التحيز والجسم والجهة ونحو ذلك، فمن كان عارفاً بحلّ شبهاتهم، بيّنها([5]) ومن لم يكن عارفاً بذلك فليعرض عن كلامهم، ولا يقبل إلا ما جاء به الكتاب والسنة… كثير من هؤلاء ينسب إلى أئمة المسلمين ما لم يقولوه" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(5/260-261)



    وقال شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى- أيضاً : " وأما ذكر التجسيم وذم المجسمة فهذا لا يعرف في كلام أحد من السلف والأئمة كما لا يعرف في كلامهم أيضاً القول بأنه جسم، أو ليس بجسم، بل ذكروا في كلامهم الذي أنكروه على الجهمية نفي الجسم""موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول على هامش منهاج السنة"(1/148)



    وقال شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى" ثم المتكلمون من أهل الإثبات لما ناظروا المعتزلة تنازعوا في الألفاظ الاصطلاحية([6]) فقال قوم : العلم والقدرة ونحوهما لا تكون إلا عرضاً وصفة حيث كان، فعلم الله وقدرته عرض، وقالوا أيضاً: إن اليد والوجه لا تكون إلا جسماً، فيد الله ووجهه كذلك، والموصوف بهذه الصفات لا يكون إلا جسماً فالله تعالى جسماً لا كالأجسام"



    وقال – رحمه الله تعالى- أيضاً : "... لم ينطق أحد منهم في حق الله تعالى بالجسم لا نفياً ولا إثباتاً، ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك؛ لأنها عبارات مجملة لا تحق حقاً ولا تبطل باطلا، ولهذا لم يذكر الله تعالى في كتابه فما أنكره على اليهود وغيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع، بل هو من الكلام المبتدع الذي أنكره السلف والأئمة" "التدميرية" لشيخ الإسلام ت: السعوي ص(135-136) ط. السادسة. مكتبة العبيكان



    وقال أيضاً - رحمه الله تعالى : " الوجه السابع والسبعون : أن لفظ"الجسم"و"العرض" و"التحيز" ونحو ذلك، ألفاظ اصطلاحية وقد قدمنا غير مرة أن السلف والأئمة لم يتكلموا في ذلك في حق الله لا بنفي ولا بإثبات، بل بدعوا أهل الكلام بذلك، وذموهم غاية الذم

    ومن أسباب ذمهم للفظ الجسم والعرض ونحو ذلك، ما في هذه الألفاظ من الاشتباه ولبس الحق، كما قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى : يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويلبسون على جهال الناس، بما يشبهون عليهم" "بيان تلبيس الجهمية"(1/100) .



    وقال - رحمه الله تعالى : " فمن قال إنه جسم وأراد أنه مركب من الأجزاء فهذا باطل، وكذلك إن أراد أنه يماثل غيره من المخلوقات فقد علم بالشرع والعقل أن الله ليس كمثله شيء في شيء من صفاته، فمن أثبت لله مثلاً في شيء من صفاته فهو مبطل .

    ومن قال أنه جسم بهذا المعنى فهو مبطل .

    ومن قال أنه جسم بمعنى أنه لا يرى في الآخرة ولا يتكلم بالقرآن وغيره من الكلام ولا يقوم به العلم والقدرة وغيرهما من الصفات، ولا ترفع الأيدي إليه والدعاء، ولا عرج بالرسول-صلى الله عليه وسلم-إليه، ولا يصعد إليه الكلم الطيب، ولا تعرج الملائكة والروح إليه، فهذا قول باطل .

    وكذلك كل من نفى ما أثبته الله ورسوله وقال إن هذا تجسيم، فنفيه باطل، وتسمية ذلك تجسيماً تلبيساً منه…

    بل لم ينطق كتاب ولا سنة ولا أثر من السلف بلفظ الجسم في حق الله تعالى، لا نفياً ولا إثباتاً، فليس لأحد أن يبتدع اسماً مجملاً يحتمل معاني مختلفة لم ينطق به الشرع ويعلق به دين المسلمين" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (17/317)



    وقال - رحمه الله تعالى : "ولفظ الجسم في حق الله، وفي الأدلة الدالة عليه لم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا كلام أحد من السلف والأئمة فما منهم أحد قال: إن الله جسم وجوهر، أو ليس بجسم ولا جوهر... فالمتنازعون في مسمى الجسم، متنازعون في أمر ليس من الدين، لا من أحكامه ولا دلائله، وهكذا نزاعهم في مسمى العرض وأمثال ذلك، بخلاف نزاعهم في إثبات المعنى المراد بلفظ الجسم ونفيه، فإن هذا يتعلق بالدين، فما كان من الدين فقد بينه الله في كتابه وسنة رسوله بخلاف ما لم يكن كذلك" "درء تعارض العقل والنقل"(10/313) فنفى إثبات اللفظ وبين أن النظر في المعنى



    وقال- رحمه الله تعالى"الكلام في وصف الله بالجسم نفياً وإثباتاً بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها أن الله ليس بجسم، كما لم يقولون إن الله جسم" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام"(5/192)



    وقال- رحمه الله تعالى : "وأما الكلام في الجسم والجوهر ونفيهما وإثباتهما فبدعة ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ولا تكلم به أحد من الأئمة بذلك نفياً ولا إثباتاً" إهـ "درء تعارض العقل والنقل"(4/146)



    وقال - رحمه الله تعالى : " وأما القول الثالث: فهو القول الثابت عن أئمة السنة المحضة كالإمام أحمد ومن دونه، فلا يطلقون لفظ الجسم لا نفياً ولا إثباتاً لوجهين:



    أحدهما : أنه ليس مأثوراً لا في كتاب ولا في سنة ولا أثر عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا غيرهم من أئمة المسلمين، فصار من البدع المذمومة.



    الثاني : أن معناه يدخل فيه حق وباطل، والذين أثبتوه أدخلوا فيه من النقص والتمثيل ما هو باطل، والذين نفوه أدخلوا فيه من التعطيل والتحريف ما هو باطل" "منهاج السنة"(1/204)


    فإن كان تجسيم ثبوت استوائه *** على عرشه إني إذاً لمجسم

    وإن كان تشبيهاً ثبوت صفاته *** فمن ذلك التشبيه لا أتكتم "

    نقلاً عن حاشية "الفتوى الحموية"ص(535)



    والمسألة فيها طول، والمقام لا يحتمله .



    ويبقى السؤال : من أول من قال بهذه البدعة النكراء المنكرة ؟!



    ويأتينا الجواب الصاعق الماحق : كان الرافضة أول من قال بالتجسيم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض، هو : هشام بن الحكم" انظر "منهاج السنة" (20/1)



    وقال الرّازي – عفا الله تعالى عنه : " اليهود أكثرهم مشبّهة، وكان بدء ظهور التّشبيه في الإسلام من الرّوافض مثل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبد الرحمن القمي وأبي جعفر الأحول" "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" ص(97).


    وكل هؤلاء المذكورين من دجاجلة الإمامية الاثنا عشرية، ثم شأنهم في ذا شأن كل مبتدع ضل السبيل، صاروا جهمية معطلة .



    فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول أنه تعالى " لا يوصف بزمان، ولا مكان ولا كيفية، ولا حركة ولا انتقال، و لا شيء من صفات الأجسام وليس حساً وجسمانيا ولا صورة" "التوحد" لابن بابويه، ص(57)



    وهذا منهم أصدق وصف للعدم، إذ الصفات مرشدات الوجود، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى- وغيره عنهم "المشبهة تعبد صنما، والمعطلة تعبد عدما" فصار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب المقدس، والسنة المطهرة .



    وبعد هذا التنقل ننظر : أتغضب لله تعالى، أم تخضب لأولئك الطواغيت المتخرصة .


    بل أعتقد ألا يستطيع رافضي أن يرد على هذه القذارة، وهنا يكسر أنف الرفض، وتدك أساطيره مع شركياته .



    ويبقى السؤال : فهل تراه يذعن للدليل، ويرفع عقيرته بالتسليم، أم تراه يتغابى ثم يلوذ إلى خديعتهم – التقية- في خفة جنة، ولا جنان .



    هذا .. وفي الأخير لا يفوتني التعليق على قوله : " اما قولك باني اسب السنه ...كذبت انا اسب الوهابي الذي لايحترم المذاهب ليس كل الوهابيه فيهم ناس محترمون نجلهم ولكن مثل هؤلاء لا يستحقون ألا الرد عليهم بالمثل"



    فأقول : هذا حسن جميل، فبعيد سبّه -الآثم- للصحب الميمون، رجع إلى سبّ أهل السنة، ثم رجع ثانية إلى سبّ الوهابية، ثم هنا سبّ بعضهم لا كلهم، والله نرجو له أن يقلع عن هذا كله وينظر في كتاب ربنا - سبحانه- وسنة نبينا – صلى الله عليه وخوانه وآله وسلم- ثم يوجه نصحه إلى ربعه المضللَين والمضللِين، والله تعالى الهادي، وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل .

    وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين

    والحمد لله رب العالمين

    كتبه
    الفقير إلى رحمة مولاه
    أبو عبد الله
    محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
    في 13/11/1431هـ ـ 20/10/2010م


    ------------------------------------------------
    ([1]) ولم يصح حديثا واحدا في سبب تسمية السيدة فاطمة - رضي الله تعالى عنها – بالزهراء . ولقب الزهراء هو من إطلاق الرافضة، والتي مبناه على الغلو والمبالغة، حتى أل الأمر إلى القول بالحلول فالوحدة، ولا إله إلا الله، سبحانه وبحمده.




    ([2]) وفيه وفي إمامهم، قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي- رحمه الله تعالى- عن الهالك ابن عربي – أخمد الله تعالى ذكره :" وعلق شيئاً كثيراً في تصوف أهل الوحدة، ومن أردأ تواليفه كتاب"الفصوص" فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر! نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله!"



    وقال الإمام الآجري- رحمه الله تعالى-المتوفى سنة 360هـ : "إني أحذر إخواني المؤمنين مذهب الحلولية الذي لعب بهم الشيطان، فخرجوا بسوء مذهبهم عن طريق أهل العلم إلى مذاهب قبيحة، لا تكون إلا في كل مفتون هالك .

    زعموا أن الله عز وجل حال في كل شيء، حتى أخرجهم سوء مذهبهم أن تكلموا في الله عز وجل

    بما تنكره العلماء العقلاء، لا يوافق قولهم كتاب ولا سنة ولا قول الصحابة- رضي الله عنهم- ولا قول أئمة المسلمين .

    وإني لأستوحش أن أذكر قبيح أفعالهم تنزيهاً مني لجلال الله الكريم وعظمته، كما قال ابن المبارك- رحمه الله تعالى : "إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية"" كتاب" الشريعة" للإمام الآجري (291)



    ([3]) من الآيات التي جمعت أقسام التَّوحيد الثلاثة : قول الله تبارك و تعالى في سورة مريم: "ربُّ السَّموات و الأرضِ و ما بينَهُما فاعبُدْهُ و اصطبِرْ لعبادتِه هل تعلَم له سميًّا" سورة "مريم" الآية(65).


    يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله تعالى- مبينا دلالة الآية على ذلك : " ... اشتملت على أصول عظيمة :

    على توحيد الربوبية : و أنه تعالى ربُّ كلِّ شيء و خالِقُه و رازِقُه و مدبِّرُه .

    وعلى توحيد الألوهية و العبادة و أنه تعالى الإله المعبود و على أن ربوبيته موجبة لعبادته و توحيده؛ ولهذا أتى فيه بالفاء في قوله: { فاعبده } الدالة على السبب أي: فكما أنه رب كل شيء فليكن هو المعبود حقًّا فاعبده .

    ومنه: الاصطبار لعبادته تعالى وهو جهاد النفس وتمرينها وحملها على عبادة اللَّه تعالى فيدخل في هذا أعلى أنواع الصبر وهو الصبر على الواجبات و المستحبات والصبر عن المحرمات والمكروهات، بل يدخل في ذلك الصبر على البليات؛ فإنَّ الصبر عليها وعدم تسخطها والرضى عن الله بها من أعظم العبادات الداخلة في قوله: واصطبر لعبادته .

    واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات، عظيم النعوت جليل القدر، وليس له في ذلك شبيه ولا نظير ولا سمي، بل قد تفرَّد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات" "حاشية المواهب الربانية من الآيات القرآنية" ص(44-45)


    ([4]) أعوذ بالله، ومع استصحابنا أدلة شرك الطاعة، نقول : كيف .. وقد قال ابن سعد – رحمه الله تعالى - في "طبقاته" : أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرني الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل ممن يغلوا فيهم ويحكم، أحبّونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا، وإن عصينا الله فأبغضونا .

    قال : فقال له رجل : إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته .

    فقال : ويحك، لو كان الله مانعاً بقرابة من رسول الله أحداً بغير طاعة الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أبا وأما، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، وإني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين.

    ويلكم، اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم .

    ثم قال : لقد أساء بنا آباؤنا إن كان هذا الذي تقولون من دين الله ثم لم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه!

    قال: فقال له الرافضي : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ "من كنت مولاه فعلي مولاه"؟

    فقال : أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم : أيها الناس هذا وليُّكم من بعدي، فإنَّ أنصح الناس كان للناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان الأمر كما تقولون : إنَّ الله ورسوله اختارا عليًّا لهذا الأمر والقيام بعد النبي صلى الله عليه وسلم إن كان لأعظم الناس في ذلك خطيئةً وجرماً؛ إذ ترك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس" "طبقاته" (5/319-320)



    وساق الذهبي إسناده إلى الإمام الدارقطني ومنه إلى عبد الجبار بن العباس الهمذاني أنَّ جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال: إنَّكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم، فابلغوهم عني: من زعم أنِّي إمام معصوم مفترض الطاعة فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء". "تهذيب الكمال" (5/82) .




    ([5]) أصل هذه المسألة ولبُّها : أن شيخ الإسلام- رحمه الله تعالى- يقرر في كتبه إثبات علو الله على خلقه، وأنه فوق سمواته وعرشه -سبحانه- كما وصف نفسه وقد بين أن هذا هو قول أئمة السنة، وعلماء الشريعة قاطبة، بل نقل الإجماع عليه غير واحد، ولكن جماعة من المتكلمين قالوا: إن هذا الكلام يلزم منه أن يكون الله في جهة فيكون محاطاً بالمخلوقات، فيكون جسماً من الأجسام، خلافاً لما وصف به نفسه"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"… فهم جاءوا بالدليل العقلي أولاً : أن علو الله يلزم منه أن الله محدد ومحوط، ثم رتبوا على ذلك الدليل النقلي"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"وخرجوا بنتيجة، وهي نفي الآيات والسنن



    قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى في "بيان تلبيس الجهمية"(1/559): ولما كان قد استقر في نفوس المخاطبين أن الله هو العلي الأعلى، وأنه فوق كل شيء، كان المفهوم من قوله "أنه في السماء" أنه في العلو، وأنه فوق كل شيء، وكذلك الجارية لما قال لها-الرسول-صلى الله عليه وسلم-أين الله؟ قالت: في السماء، إنما أرادت العلو مع عدم تخصيصه بالأجسام المخلوقة وحلوله فيها. وإذا قيل: العلو؛ فإنه يتناول ما فوق المخلوقات كلها، فما فوقها كلها هو في السماء، ولا يقتضي هذا أن يكون هناك ظرف وجودي محيط به، إذ ليس فوق العالم شيء موجود إلا الله…

    ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه ، فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحدا يفهمه من اللفظ، ولا رأينا أحدا نقله عن واحد"وانظر كذلك"درء تعارض العقل والنقل"(1/253)



    والنقول في هذا المعنى من كتب شيخ الإسلام كثيرة جداً… وتعجب عندما تعلم أنهم-أي: المعطلة-غير متفقين على هذه القضية،



    فهذا ابن رشد- وهو أحد أذكيائهم - يقرر أن اللازم هذا الذي توهمه المتكلمون غير لازم أبداً، بل هو باطل، قال في"مناهج الأدلة"كما في"درء تعارض العقل والنقل"(6/212): القول في الجهة: وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفيتها المعتزلة، ثم تبعها على نفيها متأخروا الأشعرية: كأبي المعالي، ومن اقتدى بقوله، وظواهر الشرع تقتضي إثبات الجهة، مثل قوله "الرحمن على العرش استوى" و"وسع كرسيه السمنوات والأرض"ومثل قوله"يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون" ومثل قوله"ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"ومثل قوله"تعرج الملائكة والروح إليه"ومثل قوله"أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض"إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا، وإن قيل فيها: أنها من المتشابهات، عاد الشرع كله متشابهاً؛ لأن الشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء…

    والشبهة التي قادت نفاة الجهة إلى نفيها هو أنهم اعتقدوا أن إثبات الجهة يوجب المكان، وإثبات المكان يوجب إثبات الجسمية.

    ونحن نقول: إن هذا كله غير لازم…" "دفع الشبه الغوية عن شيخ الإسلام ابن تيمية"ص(77-78)




    ([6]) قال شيخنا الدكتور إبراهيم البريكان- رحمه الله تعالى- في صدر كتابه الماتع"المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة:"المصطلحات جمع مصطلح، وهو ما تعارف عليه أهل علم معين من الألفاظ والتراكيب في التعبير عن حقائق ذلك العلم …ثم تكلم عن المصطلحات العقدية فقال-وفقه الله:"وهذه المصطلحات العقدية على قسمين:

    الأول: مصطلحات صحيحة: وهي ما جاء الكتاب والسنة وأقوال السلف باستعمالها دالة على الحقائق العقدية، أو لم ترد لكنها دلت على معنى صحيح لا احتمال فيه.

    فمثال ما دلّ عليه الكتاب والسنة: لفظ الإيمان والإسلام والإحسان، والظلم والعدل، ونحو ذلك.

    ومثال ما دلّ عليه استعمال السلف: كلفظ توحيد وعقيدة ولفظ الفقه الأكبر، ونحو ذلك.

    ومثال ما دلّ على معنى صحيح بلا احتمال: كلفظ الذات والوجود والأزلي ونحو ذلك

    الثاني: مصطلحات فاسدة: وهي تلك الألفاظ التي لم ترد في كتاب الله-تعالى-أو سنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-ولا في قول السلف-الصالح-أو كانت محتملة للحق والباطل لوقوع الاشتراك فيها بين المعنيين-الحق والباطل-أو كانت من ألفاظ الكتاب والسنة ولكن استعملت في غير ما سيقت له من المعاني فيهما.

    ومن أمثلة ذلك: لفظ الحيز والتركيب والجبر والتسيير والعرض والجوهر، ولفظ العدل إذا استعمل في معنى تخليد العصاة أصحاب الكبائر في النار" انتهى المقصود


      الوقت/التاريخ الآن هو 08.05.24 19:09