خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.10.10 10:24

    مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية
    [center] مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية   470674
    مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة

    وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية

    ( الحلقة الأولـى )
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الْحَمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
    الْحَمد لله الذي بعث مُحَمَّداً r رحْمَة للعالَمِين أرسله بالْهُدى ودين الْحَق ليظهره على الدين كله ولو كره الْمُشركون.
    أرسله بأعظم كتاب وأعمه وأشْمَلِه، ضمَّ بيْن دفتيه أعظم العقائد وأجْمَل الأخلاق والْمَكارم وأكملها مثل الصدق والصبر والْحِلم والشجاعة والكرم، ونَهى عن الشرك والكفر والبدع والأخلاق القبيحة مثل: الكذب والكبر والعناد والبخل والْحَسد، لا سيما الكذب على الله والاستكبار على رسله ورسالاته وتكذيبها وتَحْريفها والبغي على أتباعها والطعن فيهم.
    إنَّ أعظم رسول عرفته البشرية مُحَمَّد r وإنَّ أعظم كتاب عرفته البشرية هذا القرآن الذي جاء به هذا الرسول r قال تعالَى: (الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
    وهذه الصفات لا تنطبق على أحد كما تنطبق على أصحاب مُحَمَّد r.
    وقال تعالَى: (كتاب لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
    وما أحد من الأمة عرف قدر هذا الكتاب وحفظه وعمل بكل ما فيه واعتصم به مثل أصحاب مُحَمَّد r فحماهم الله من الضلال والشرك والبدع ومساوئ الأخلاق وألوان الباطل فكانوا كما وصفهم عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: "إن الله تعالى نظر فِي قلوب العباد, فوجد قلب مُحَمَّد خيْر قلوب العباد, فاصطفاه لنفسه, وابتعثه برسالته, ثُمَّ نظر فِي قلوب العباد بعد قلب مُحَمَّد r فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد, فجعلهم وزراء نبيه, يقاتلون على دينه, فما رآه الْمُسلمون حسناً فهو عند الله حسن, وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء" أخرجه الإمام أحْمَد فِي مسنده (1/379) والطيالسي فِي مسنده, حديث (246) وذكره شارح الطحاوية (ص532) وحسنه الألبانِي فِي تعليقه ثُمَّ قال وصححه الْحَاكم ووافقه الذهبِي.
    ولقد أثنى الله العزيز الْحَكيم عليهم وأشاد بِمَكانتهم ومنازلِهم فِي كتابه الْمُعجز الْمُحكم الذي لا يأتيه الباطل من بيْن يديه ولا من خلفه.
    قال تعالَى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
    ففي هذه الآيات الكريْمَات إشادة الله بأصحاب مُحْمد r فِي التوراة والإنْجِيل والقرآن وبيان لصدق إيْمانَهم وإخلاصهم ونصرهم لنبيهم r وتكفيْر لِمَن يكن الغيظ والبغضاء لَهُم.
    وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ).
    وقال تعالَى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً).
    وقال تعالى : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
    وفِي هذا النص تزكية عامة لأصحاب مُحَمَّد r.
    وقال تعالَى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
    فِي هذا النص بيان لرضى الله عن أصحاب مُحَمَّد r من الْمُهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
    وقال تعالَى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).
    فهذا ثناء عظيم عليهم وبيان لِمَزاياهم وثناء على من يعرف منـزلتهم ويستغفر لَهُم.
    وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
    فهذا ثناء على أصحاب مُحَمَّد r على تفاوت درجاتِهم ووعد شامل لَهُم جَميعاً بالْحُسنى.
    وقال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
    فقد حازوا الْخَيرية من كل جِهاتِها بشهادة الله لَهُم.
    فهذه التزكيات الكثيرة والشهادات العظيمة من رب العالَمِين يكفيهم بعضها ومن يعترض عليها فإنَّما هو مكذب بالله ولكتابه ولرسوله، وكفى بذلك تكذيباً وكفراً.
    أضف إلَى هذه التزكيات العظيمة تزكيات رسول الله r الصادق الْمَصدوق الذي لا ينطق عن الْهَوى إنْ هو إلا وحْي يوحى وتزكيات بعضهم لبعض وتزكيات أئمة أهل البيت لَهُم وتزكيات علماء الأمة.
    - عن أبِي بردة عن أبيه -يعني أبا موسى الأشعري- أن رسول الله r قال: "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابِي فإذا ذهبت أتى أصحابِي ما يوعدون، وأصحابِي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابِي أتى أمتي ما يوعدون" أخرجه مسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2531) وأحمد (4/399).
    - وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- عن النبي r قال: "يأتي على الناس زمان؛ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى رسول الله r؟ فيقولون: نعم, فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: فيكم من رأى من صحب رسول الله r؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم. ثُمَّ يغزو فئام من الناس, فيقال لَهُم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله r؟ فيقولون: نعم. فيفتح لَهُم" متفق عليه واللفظ لِمُسلم, أخرجه البخاري فِي فضائل الصحابة, حديث (3649)، ومسلم فِي فضائل الصحابة, حديث (2532).
    - وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله r "أيُّ الناس خيْر؟ قال: قرنِي ثُمَّ الذين يلونَهُم ثُمَّ الذين يَلونَهم ثُمَّ يَجِيء قَوم تبدر شهادة أحدهم يَمِينه وتبدر يَمِينه شهادته" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3651)، ومسلم فِي الفضائل (2533).
    وروى البخاري ومسلم نَحْوه من حديث عمران بن حصيْن.
    وروى مسلم نَحْوه من حديث أبِي هريرة ومن حديث عائشة -رضي الله عنهم أجْمَعين-.
    - واتَّفق العلماء على أنَّ خَيْر القرون قَرنه r ثُمَّ الصحيح(1) أنَّ قرنه الصحابة والثانِي التابعون، والثالث تابعوهم.
    - وعن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال النبي r: "لا تسبوا أصحابِي فلو أنَّ أحدكم أنْفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3673)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2540).

    من مناقب أبي بكر -رضي الله عنه-

    عن أبِي سعيد الْخُدري -رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله r الناس وقال: إنَّ الله خَيْر عبداً بيْن الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يُخْبر رسول الله r عن عبد خُيِّر فكان رسول الله هو الْمُخَير وكان أبو بكر أعلمنا فقال رسول الله r إن أمنَّ الناس عليَّ فِي صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربِي لاتَّخَذت أبا بكر خليلاًَ ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يَبقين فِي الْمَسجد باب إلا سد إلا باب أبِي بكر". متفق عليه، رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3654)، ومسلم فِي فضائل الصحابة حديث (2382)، وعند مسلم فبكى أبو بكر وبكى فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
    وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فال: عن النبي r "لو كنت متخذاً خليلاً لاتَّخَذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي" رواه البخاري فِي فضائل الصحابة حديث (3656)، ورواه مسلم فِي فضائل الصحابة من حديث عبد الله بن مسعود حديث (2383)، وروى البخاري نَحْوه من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
    عن عروة بن الزبيْر قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع الْمُشركون برسول الله r قال: رأيت عقبة بن أبِي معيط جاء إلَى النبي r وهو يصلي فوضع رداءً فِي عنقه فخنقه به خنقاً شديداً فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربِي الله وقد جاءكم بالبنات من ربكم) أخرجه البخاري (3678).
    من مناقب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
    الْحَمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
    أمَّا بعد :
    وروى البخاري بإسناده إلَى ابن عباس -رضي الله عنهما – قال : إنِي لواقف فِي قوم فدعوا الله لعمر بن الْخَطاب وقد وضع على سريره إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبِي يقول : رحِمَك الله إن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله مع صاحبيك لأنِي كثيرًا ما كنت أسْمَع رسول الله r يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يَجْعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبِي طالب " (البخاري –كتاب المناقب- /1377)
    فهذه شهادة علي -رضي الله عنه- لأخويه أبِي بكر وعمر بِمَكانتهما ومنـزلتهما من رسول الله r ينقلها عنه ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- .
    فكيف يبغضهما وكيف يرفض بيعتهما حتى لا يبايعهما إلا مكرهًا شأن الْجُبناء وكيف يزوج ابنته أم كلثوم عمر -رضي الله عنه- حاشاه مِمّا ينسبه سلالات الْمَجُوس من الْحِقد والْجُبن والعداوة لإخوته الْمُؤمنين والْخُلفاء الراشدين الْمَهديين الفاتِحين بل كان علي من وزرائهم ومن كبار مؤازريهم ومستشاريهم فِي الْحُروب ومهام الأمور .
    هؤلاء يصورون للناس أنه كان هناك معارك طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ولاية علي وأهل بيته والقرآن ينـزل حول هذه المعارك ويلاحق أصحاب محمد الذين لا هم لهم إلا إزاحة علي عن هذه الولاية التي أقلقتهم وأقضت مضاجعهم وشحنت قلوبهم بالعداوة والبغضاء لعلي فهم يتآمرون فيما بينهم على ألا تكون لعلي وأهل بيته أبداً، والقرآن ينـزل بكفرهم ويعاقبهم ويفضح هذه المؤامرات .
    حتى يُخَيَّل للقارئ أن مُحَمّداً صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله إلا بِهذه الولاية.
    وهذا الحسد لعلي وأهل بيته بدأ من آدم من عالم الذر وبسببه أخرج من الجنة وما قبل الله توبته إلا بعد أن توسل لعلي وأهل بيته.
    عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال النبي r: "رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبِي طلحة وسَمِعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال ورأيت قصراً بفنائه جارية فقلت: لِمَن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال: عمر بأبِي وأمي يا رسول الله أعليك أغار" رواه البخاري (3679).
    عن سعيد بن الْمُسيب أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: "بينا نَحْن عند رسول الله r إذ قال: بينا أنا نائم رأيتنِي فِي الْجَنَّة فإذا امرأة تتوضأ إلَى جانب قصر فقلت: لِمَن هذا القصر؟ قالوا: لعمر فذكرت غَيْرته فوليت مدبراً فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله ؟ " أخرجه البخاري (3680).
    وعن الزهري عن حَمْزة عن أبيه أن رسول الله r قال: "بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر إلَى الري يَجْري فِي ظفري أو فِي أظفاري ثُمَّ ناولت عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم" أخرجه البخاري (3681).
    وقال البخاري: حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن نُمَير حدثنا مُحَمَّد بن بشر حدثنا عبيد الله قال: حدثني أبو بكر بن سالِم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي r قال: " أريت فِي الْمَنام أنِّي أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنـزع ذنوبا أو ذنوبيْن نزعا ضعيفا والله يغفر له ثُمَّ جاء عمر بن الْخَطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن" قال ابن جبيْر: العبقري عتاق الزرابِي وقال: يَحْيى الزرابِي الطنافس لَهَا خُمل رقيق مبثوثة كثيرة" أخرجه البخاري حديث (3682).
    وعن مُحَمَّد بن سعد بن أبِي وقَّاص عن أبيه قال: استأذن عمر بن الْخَطاب على رسول الله e وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتُهن على صوته فلما استأذن عمر بن الْخَطاب قمن فبادرن الْحِجاب فأذن له رسول الله e فدخل عمر ورسول الله e يضحك فقال: عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي e: عجبت من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي فلمَّا سَمِعن صوتك ابتدرن الْحِجاب فقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثُمَّ قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتَهَبنني ولا تَهَبْن رسول الله e فقلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله e فقال رسول الله e: إيهاً يا بن الْخَطاب! والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجًا غيْر فجك" أخرجه البخاري حديث (3683).
    حدثنا مُحَمَّد بن الْمُثنى قال: حدثنا يَحيى عن إسْمَاعيل قال: حدثنا قيس قال: قال عبد الله: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر" أخرجه البخاري، حديث (3684).
    وعن ابن أبِي مليكة أنه سَمِع ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعنِي إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبِي طالب فترحَّم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلَي أن ألقى الله بِمِثل عمله منك وأيْمُ الله إن كنت لأظن أن يَجْعلك الله مع صاحبيك وحسبت أنِّي كثيرًا أسْمَع النبي e يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" أخرجه البخاري، حديث (3685).
    عن أبِي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: "لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن فِي أمتي منهم أحد فعمر" البخاري فضائل الصحابة حديث (3689).
    وعن سعيد بن الْمُسيب وأبِي سلمة بن عبد الرحْمَن قالا: سَمِعنا أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله e: "بينما راع فِي غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له: من لَهَا يوم السبع؟! ليس لَهَا راع غيري فقال الناس: سبْحان الله! فقال النبي e: فإنِّي أومن به وأبو بكر وعمر وما ثَمَّ أبو بكر وعمر" أخرجه البخاري حديث (3690).
    عن بن أبِي مليكة عن الْمِسور بن مَخْرمة قال: لَمَّا طعن عمر جعل يألَم فقال له ابن عباس وكأنه يَجْزعه يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله e فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثُمَّ فارقته وهو عنك راض، ثُمَّ صحبتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله e ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله تعالَى منَّ به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبِي بكر ورضاه فإنَّما ذاك منٌّ مِنَ الله جل ذكره مَنَّ به علي ،وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لِي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله -عز وجل- قبل أن أراه قال حَمَّاد بن زيد حدثنا أيوب عن بن أبِي مليكة عن بن عباس دخلت على عمر بِهَذا" أخرجه البخاري، حديث (3692).
    وعن ابن عمر أن رسول الله r قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبِي جهل أو بعمر بن الْخَطاب" قال: فكان أحبهما إليه عمر بن الْخَطاب. أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95) وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (312) وإسناده حسن.
    وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله -عز وجل- جعل الْحَق على قلب عمر ولسانه". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/95)، وفِي فضائل الصحابة بنفس الإسناد برقم (313)، والترمذي (5/617) وإسناده حسن.
    وقال ابن عمر: "ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه ابن الخطاب أو قال عمر إلا نزل القرآن على نَحْو مِمَّا قال عمر. أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (314) . وأخرجه الترمذي (5/618) من طريق أبِي عامر, وإسناده حسن.
    وعن أبِي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " جعل الْحَق على لسان عمر وقلبه ". أخرجه الإمام أحْمَد فِي الْمُسند (2/401)، وفي فضائل الصحابة برقم (315) وإسناده حسن.
    وعن غضيف بن الحارث قال مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه فأدركني رجل منهم فقال : يا فتى ادع لي بخير بارك الله فيك قال قلت ومن أنت رحمك الله قال أبو ذر قال قلت يغفر الله لك أنت أحق قال إني سمعت عمر يقول نعم الغلام وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وضع الْحَق على لسان عمر يقول به". أخرجه الإمام أحْمَد فِي فضائل الصحابة برقم (316) وإسناده حسن.





    من مناقب عثمان -رضي الله عنه -

    قال البخاري -رحمه الله-: وقال النبي r : " من حفر بئر رومة فله الجنة " فحفرها عثمان .
    وقال : "من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزه عثمان " ذكرهما قبل حديث (3695) .
    وقال البخاري وقال عبدان : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان -رضي الله عنه- حين حوصر أشرف عليهم وقال : أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي r : ألستم تعلمون أن رسول الله r قال : (من حفر رومة فله الجنة) فحفرتها ،ألستم تعلمون أنه قال : (من جهز جيش العسرة فله الجنة) قال : فصدقوه بما قال " . البخاري حديث ( 2778).
    وقال الإمام أحمد في مسنده (1/59) ثنا أبو قطن ثنا يونس يعني ابن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أشرف عثمان -رضي الله عنه- من القصر وهو محصور فقال أنشد بالله من شهد رسول الله r يوم حراء إذ اهتـز الجبل فركله بقدمه ثم قال : اسكن حراء ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا معه فانتشد له رجال قال : أنشد بالله من شهد رسول الله r يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال : هذه يدي وهذه يد عثمان -رضي الله عنه- فبايع لي فانتشد له رجال ، قال : أنشد بالله من شهد رسول الله r قال : من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد ببيت في الجنة فابتعته من مالي فوسعت به المسجد فانتشد له رجال ، قال : وأنشد بالله من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال : من ينفق اليوم نفقة متقبلة فجهزت له نصف الجيش من مالي قال : فانتشد له رجال وأنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي لابن السبيل ، قال : فأنشد له رجال"رواه الترمذي في المناقب حديث (3699) من طريق أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي وقال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن عن عثمان ورواه النسائي في الأحباس وقف المساجد حديث (3609) من حديث أبي إسحاق عن أبي سلمة ورواه من حديث الأحنف بن قيس ومن حديث ثمانة بن حزن القشيري .
    من مناقب الخلفاء الثلاثة -رضي الله عنهم - :
    حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عثمان بن غياث حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى رضي الله عنه قال كنت مع النبي e في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا أبو بكر فبشرته بما قال النبي e فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي e افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي e فحمد الله ثم استفتح رجل فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان فأخبرته بما قال رسول الله e فحمد الله ثم قال الله المستعان" أخرجه البخاري ، حديث (3693) .

    من مناقب علي -رضي الله عنه- :

    قال البخاري -رحمه الله- : وقال النبي r لعلي أنت مني وأنا منك ، وقال عمر توفي رسول الله وهو عنه راض .
    وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله r قال : " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله r كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : يشتكي عينيه يا رسول الله قال : فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال أنفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم للإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" . أخرجه البخاري في المناقب حديث (3701) .
    وساق البخاري حديثاً نحوه من حديث سلمة بن الأكوع وفيه : لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله" انظر حديث (3702) .
    وعن سعد بن عبيده قال : " جاء رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن عثمان فذكر من محاسن عمله قال : لعل ذلك يسوؤك؟ قال : نعم قال : فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر من محاسن عمله قال : وهو ذاك بيته أوسط بيوت النبي r ثم قال : لعل ذلك يسوؤك قال : أجل قاال : فأرغم الله أنفك انطلق فاجهد جهدك " أخرجه البخاري (3704) .
    وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي r لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى (3706) ورواه البخاري في الغزوات عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله r خرج إلى تبوك واستخلف علياً فقال : أتخلفني في النساء والصبيان ؟ قال ألا ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " حديث (4416) .
    وعن ابن سيرين عن عبيدة عن علي -رضي الله عنه- قال : اقضوا كما كنتم تقضون فإني أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي " فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروى عن علي كذب " البخاري ( 3707) .
    وقول علي : أو أموت كما مات أصحابي يريد به الخلفاء الراشدين قبله ,وفي هذا كراهة على الاختلاف وحبه لاجتماع كلمة المسلمين ومن أجل ذلك يقدم اجتهاد إخوانه على اجتهاد نفسه .
    عن عائشة -رضي الله عنها- أن فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي r مما أفاء الله على رسوله r تطلب صدقة النبي r التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إن رسول الله r قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال - يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل : وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات رسول الله r التي كانت عليها في عهد النبي r ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله r فتشهَّد عليٌّ ثم قال : إنَّا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك -وذكر قرابتهم من رسول الله r وحقهم- فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله r أحب ُّإليَّ أن أصل من قرابتي ".
    وعن ابن عمر " عن أبي بكر -رضي الله عنه- قال : ارقبو محمداً r في أهل بيته " أخرجها البخاري في المناقب (3711-3712-3713) وأخرج مسلم الأول في فضائل الصحابة (1759).

    من مناقب الزبير بن العوام -رضي الله عنه- :

    قال البخاري : وقال ابن عباس هو حواري النبي r وفي حديث طويل يتعلق بعثمان -رضي الله عنه- قال في الزبير " : أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله r .
    وعن جابر -رضي الله عنه- قال النبي r إن لكل نبي حوارياً وإن حواري(2) الزبير بن العوام " متفق عليه ، أخرجه البخاري في المناقب (3719) ومسلم في الفضائل (2415) بلفظ "عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال سمعته يقول : ندب رسول الله r الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي r " لكل نبي حواري وحواري الزبير " .
    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- : " أن رسول الله r كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله r : اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " .

    من مناقب سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- :

    عن عائشة -رضي الله عنها – قالت : أرق رسول الله r ذات ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة قالت : وسمعنا صوت السلاح فقال رسول الله r من هذا ؟ قال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله جئت أحرسك قالت عائشة فنام رسول الله r حتى سمعت غطيطه .
    وفي رواية فدعا له رسول الله r ثم نام ،أخرجه البخاري في الجهاد حديث (2885) ومسلم في الفضائل (2410) .
    وعن عبد الله بن شداد قال : سمعت علياً يقول : ما جمع رسول الله r أبويه لأحد غير سعد بن أبي وقاص , فإنه جعل يقول له يوم أُحُد " ارم فداك أبي وأمي " . أخرجه مسلم في الفضائل (6127) والبخاري (2905) .
    وقال سعيد بن المسيب سمعت سعداً يقول : جمع لي رسول الله r أبويه يوم أحد" متفق عليه ،رواه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3725) ومسلم (2412) .
    وعن عامر بن سعد عن أبيه لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.(رواه البخاري).
    وعن سعيد بن المسيب قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام. أخرجهما البخاري برقم (3726-3727).

    من مناقب طلحة بن عبيد الله-رضي الله عنه- :

    قال البخاري : " قال عمر توفي النبي r وهو عنه راض " .
    عن أبي عثمان قال:لم يبق مع النبي r في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله r غير طلحة وسعد ،عن حديثهما " أخرجه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3723) ومسلم في فضائل الصحابة حديث (2414) .
    وعن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي r قد شلت " رواه البخاري في فضائل الصحابة حديث (3724) .
    وعن الزبير قال : كان على رسول الله r يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ، فاقعد تحته طلحة فصعد النبي حتى استوى على الصخرة ، قال فسمعت النبي r يقول : أوجب طلحة " أحمد (1/165) والترمذي في المناقب (1692) وهو حسن
    وخرجه غيرهما من الأئمة مثل أبي يعلى وابن حبان والحاكم .
    وعن جابر بن عبد الله قال سمع رسول الله r يقول : "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " . صححه الألباني انظر الصحيحة (126).

    منقبة عظيمة وبشرى كبيرة للعشرة y :

    عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله r أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " رواه الإمام أحمد في مسنده (1/193) والترمذي في المناقب حديث (3747) ورواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد ، وقال هذا أصح من الأول ونقل عن البخاري أنه أصح من الحديث الأول ، وصحح الألباني الحديثين .

    موقف الصحابة من أبِي بكرٍ
    وعمر وعثمان -y- :

    عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم " أخرجه البخاري في فضائل الصحابة (3655).
    ولا شك أن هذا يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقره، ويؤكده مبايعة علي لعثمان راضيًا ومبايعته وثناؤه على عمر وأبي بكر رضي الله عنهما.


    موقف علي -رضي الله عنه-
    من أبي بكر وعمر وسائر الصحابة

    عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر؟ عمر رضي الله عنه " وعن الشعبي عن وهب السوائي قال: خطبنا علي رضي الله عنه فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ فقلت: أنت يا أمير المؤمنين، قال : لا ،خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر رضي الله عنه وما نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه .
    عن الشعبي حدثني أبو جحيفة الذي كان عليٌّ يسميه وهب الخير قال قال علي -رضي الله عنه- : يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: قلت: بلى قال: ولم أكن أرى أن أحدا أفضل منه، قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه وبعدهما آخر ثالث ولم يسمه .
    وعن أبي جحيفة قال: قال على رضي الله عنه: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه ولو شئت أخبرتكم بالثالث لفعلت.
    وعن عون بن أبي جحيفة قال: كان أبي من شرط علي رضي الله عنه وكان تحت المنبر، فحدثني أبي انه صعد المنبر يعنى علياً رضي الله عنه فحمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر والثاني عمر رضي الله عنه، وقال: يجعل الله تعالى الخير حيث أحب.
    انظر هذه الآثار في مسند الإمام أحمد (1/106).

    وعن محمد بن الحنفية قال: قلت: لأبي أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان قلت: ثم أنت. قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
    انظر إلَى هذا الإنصاف والاحترام والتقدير لأبِي بكر وعمر، فيعلن عليٌّ أنَّهما خير منه وهذا هو الْحَق الذي دلَّت عليه أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله فهما وزيراه وصهراه وهُما أشد الناس حبًا له ونصرًا ونصحًا له.
    كما دل عليه واقع الصحابة الذين اختاروهُمَا وقدموهُمَا على غيرهِمَا خليفتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الأفضل ثُم بعده الأفضل، وكذلك عثمان رضي الله عنه اختارته الأمة خليفة لعمر لأنَهم وجدوه أفضلهم رضي الله عنهم جَمِيعا.
    وانظر إلَى هذا التواضع حيث يقول : " ما أنا إلا رجل من الْمُسلمين" وهذا فِي خلافته يقول: هذا وهو يعلم ويعلم الناس معه أنّه أفضل الْمَوجودين فِي وقته .
    قارن بين هذا الأسلوب الشريف اللائق بالشرفاء وبين ما ينسبه إليه الروافض من التمدح والتعالِي بنحن ونَحن فِي دعاوى عريضة ومنازل فوق منازل الأنبياء بل بأمور لا تليق إلا برب العالَمِين وإله الناس أجْمعين، وتلك لا يقولَها إلا الدجاجلة الأفاكون برأ الله علياً وأهل بيته منها.
    وسترى من هذه الدعاوى ما تَمُجه أسْمَاع الفضلاء النبلاء وهو كثير وكثير ومُخْجل وأول ما يَخْجل منه هم أهل البيت الشرفاء.

    بيعة علي لعثمان -رضي الله عنهما- :

    لَمّا فَرغ الصحابة من دفن عمر بن الْخَطاب -رضي الله عنه- اجتمع أهل الشورى الذين عيّنهم عمر بقوله : " ما أجد أحق بِهَذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله وهو عنهم راضٍ، فسمى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحْمَن وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيئ كهيئة التعزية له لما اجتمعوا قال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلَى ثلاثةٍ منكم. فقال الزبير: قد جعلت أمري إلَى علي. وقال طلحة: قد جعلت أمري إلَى عثمان وقال سعد: قد جعلت أمري إلَى عبد الرحْمَن بن عوف. فقال عبد الرحْمَن : أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم فِي نفسه؟ فأسكت الشيخان فقال عبد الرحْمَن: أفتجعلونه إلَيَّ والله عليَّ أنْ لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم. فأخذ بيد أحدهِما فقال: لك قرابةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقَدَمُ فِي الإسلام ما قد علمْت، فالله عليك لئن أمرتُك لتعدِلَنّ، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثُمَّ خلا بالآخر فقال له مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايَعَه، فبايع له عليّ، وَوَلَجَ أهلُ الدار فبايَعوه , وقتل عثمان – رضي الله عنه - مظلوماً فبايع الصحابة علياً – رضي الله عنه – لأنه أفضل الموجودين في وقته .

    موقف علي -رضي الله عنه- من طلحة والزبير :

    وقد ورد عن علي -رضي الله عنه- إهانة قاتل الزبير وروايات عديدة عنه تتعاضد ومنها الصحيح أنه قال : إني أرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخوانا على سرر متقابلين ) وقال مثلها في طلحة وابنه حاضر وأهان من اعترض على قوله هذا , وقال مثلها في الزبير وأهان قاتله .
    وانظر تفسير ابن جرير ( 14/36-37) والمستدرك للحاكم (2/353-354) والطبقات لابن سعد (3/168) وفي الرواة من وصف بالتشيع .


    ....... /// يتبع إن شاء الله


    (1) إشارة إلى الاختلاف في المراد بالقرن .

    (2) والحواريون هم الخلصاء .


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://noor-elislam.net/vb/showthread.php?t=9556

    [/center]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مكانة الصَّحــــــابة y في القرآن والسنَّة وعند أهل البيت والأمَّة الإسلامية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.10.10 10:26

    [center]الانتصار للصحابة الأخيار
    (الحلقة الثانية من مكانة الصحابة)
    للشيخ
    ربيع بن هادي المدخلي



    موقف أئمة أهل البيت
    من أصحاب محمدr ورضي عنهم:

    فهذا علي بن الحسين زين العابدين أفضل قريش وأهل البيت في عهده يقول فيه سعيد بن المسيب : ما رأيت أورع منه, ويقول فيه جويرية بن أسماء ( ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم درهماً قط ) .
    فكم من القناطير المقنطرة يأكلها الروافض باسم أهل البيت ؟!
    وقال أبو حازم : ( ما رأيت هاشمياً أفقه من علي بن الحسين : سمعته وقد سئل :
    كيف كانت منـزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله فأشار بيده إلى القبر , فقال : بمنـزلتهما منه الساعة ) .
    يحيى بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه ,قال : جاء رجل إلى أبي فقال: أخبرني عن أبي بكر؟ قال: عن الصديق تسأل ؟ قال: وتسميه الصديق ؟ قال: ثكلتك أمك ! قد سماه صديقاً من هو خير مني ؛رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار , فمن لم يسمه صديقاً فلا صدق الله قوله .
    اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما فما كان من أمر ففي عنقي ) .
    وتكلم قوم عنده من أهل العراق فشتمهم .
    وعن الحكم عن أبي جعفر قال : ( إنا لنصلي خلفهم-يعني الأموية- في غير تقية وأشهد على عليّ بن الحسين أنه كان يصلي خلفهم في غير تقية ) .الطبقات (5/213)
    وروى عمر بن حبيب عن يحيى بن سعيد قال : قال علي بن الحسين : ( والله ما قُتل عثمان على وجه الحق ) الطبقات (5/216) .
    وقال أبو نعيم : حدثنا عيسى بن دينار - ثقة - قال : سألت أبا جعفر عن المختار , فقال : إن علي بن الحسين قام على باب الكعبة فلعن المختار فقال له رجل : جعلني الله فداك تلعنه ,وإنما ذُبح فيكم ؟! قال: إنه كان كذّابا يكذب على الله وعلى رسوله ) الطبقات ( 5/213) .
    1- قال ابن سعد في الطبقات ( 5/214) : أخبرنا عارم بن الفضل قال : حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال : سمعت علي بن حسين , وكان أفضل هاشمي أدركته يقول : يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً .
    2- أخبرنا عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن زيد قال : أخبرنا يحيى بن سعيد قال: قال : قال علي بن حسين أحبونا حب الإسلام فوالله ما زال بنا ما تقولون حتى بغّضتمونا إلى الناس .
    3- أخبرنا قبيصة بن عقبة قال : أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال : جاء نفر إلى علي بن الحسين فأثنوا عليه فقال : ما أكذبكم وما أجرأكم على الله ! نحن من صالحي قومنا وبحسبنا أن نكون من صالحي قومنا .
    قال الذهبي : ( وكان له جلالة عجيبة ,وحق له والله ذلك فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله ).
    وانظر كل هذه النصوص في سير أعلام النبلاء ( 4/391-398) .
    وقال ابن فضيل , عن سالم بن أبي حفصة : سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما , فإنهما كانا إمامي هدى ) .
    قال الذهبي : ( وكان سالم فيه تشيع ظاهر ومع هذا فيثبت هذا القول الحق ,وإنما يعرف الفضل لذوي الفضل ذو الفضل ,وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي ثقة ,فعثّر الله شيعة زماننا ما أغرقهم في الجهل والكذب فينالون من الشيخين وزيري المصطفى ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقية ) . انظر السير (4/402-403) والطبقات لابن سعد (5/32)
    وروى إسحاق الأزرق عن بسام الصيرفي قال : سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر ، فقال : والله إني لأتولاهما واستغفر لهما وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما ، السير (4/403) والطبقات لابن سعد (5/32 ).
    وعن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال : أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون القول .
    وإذن فأهل البيت يقولون أبا بكر وعمر أجمعوا على أن يقولوا فيها القول الحسن فما بال الروافض الغلاة فيهم يخالفونهم .
    قال الذهبي : قلت: " أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق هي صاحبة أبي جعفر وأم ولده جعفر الصادق " انظر السير ( 4/406) .
    عيسى بن يونس عن عبد الملك بن أبي سليمان : قلت لمحمد بن علي: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )، قال : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : إنهم يقولون : هو علي ، قال : علي منهم ) انظر السير (4/406) والحلية (3/185) .
    شبابة أنبأنا بسام : سمعت أبا جعفر يقول : كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان يتبادران الصف وكان الحسين يسبّ مروان وهو على المنبر حتى ينـزل أفتقية هذه؟! السير (4/407) .
    أبو بكر بن عياش عن الأعمش ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: يزعمون أني المهدي وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدعون ) السير (4/407) .
    أقوال جعفر الصادق - رحمه الله - :
    1- علي بن الجعد عن زهير بن معاوية قال : قال أبي لجعفر بن محمد إن لي جاراً يزعم أنك تبرأ من أبي بكر وعمر . فقال جعفر : بريء الله من جارك , والله إني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر ولقد اشتكيت شكاية فأوصيت إلى خالي عبد الرحمن بن القاسم .
    2- وقال ابن عيينة: حدثونا عن جعفر بن محمد ولم أسمعه منه ، قال : كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آل رسول الله r ، وروى ابن أبي عمر العدني وغيره عن جعفر بن محمد عن أبيه نحو ذلك"
    3- محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة قال : سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقالا : يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ثم قال جعفر : يا سالم أيسب الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما " النصوص الثلاثة في السير (6/258) وتهذيب الكمال (5/80) .
    4- وقال حفص بن غياث سمعت جعفر بن محمد يقول : "ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين " تهذيب الكمال (5/82) .
    قال الذهبي : وأمه ( أي جعفر الصادق ) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي ، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان يقول ولدني أبو بكر الصديق مرتين ، سير أعلام النبلاء (6/255) وتهذيب الكمال (5/82) .
    5- وساق الذهبي إسناده إلى الإمام الدارقطني ومنه إلى عبد الجبار بن العباس الهمذاني أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن يرتحلوا من المدينة فقال : إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم فابلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة ، فأنا منه بريء، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء " تهذيب الكمال (5/82) . وهذه الأقوال في تهذيب الكمال رواها المزي بأسانيده وعنه أخذ الذهبي .
    6- وبه عن الدار قطني ، حدثنا إسماعيل الصفار حدثنا أبو يحيى جعفر بن محمد الرازي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا حنان بن سدير سمعت جعفر بن محمد وسئل عن أبي بكر وعمر فقال : إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
    وبه حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا محمود بن خداش حدثنا أسباط بن محمد حدثنا عمرو بن قيس الملائي سمعت جعفر بن محمد يقول : بريء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر.
    قلت : هذا القول متواتر عن جعفر الصادق وأشهد بالله إنه لبار في قوله غير منافق لأحد فقبح الله الرافضة. السير (6/259- 260) .
    7- وروى المزي بإسناده إلى يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد قال: إن الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنَّا نقع في أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما- وهما والداي " تهذيب الكمال (5/82) .
    8- قال ابن سعد في طبقاته ( 5/319- 320) : أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال أخبرني الفضيل بن مرزوق قال : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل ممن يغلوا فيهم: ( ويحكم أحبّونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا. قال فقال له رجل: إنكم قرابة رسول الله وأهل بيته، فقال: ويحك لو كان الله مانعا بقرابة من رسول الله أحدا بغير طاعة الله لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أبا وأما والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين وإني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين ويلكم اتقوا الله وقولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم .ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا إن كان هذا الذي تقولون من دين الله ثم لم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه! قال فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله رحمه الله لعلي:( من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال أما والله أن لو يعني بذلك الإمرة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ولقال لهم: أيها الناس هذا وليكم من بعدي فإن أنصح الناس كان للناس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان الأمر كما تقولون: إن الله ورسوله اختارا عليًّا لهذا الأمر والقيام بعد النبي رحمه الله إن كان لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس ) .
    وهذا الكلام من هذا الهاشمي النبيل من الأدلة على أن ما يقوله الروافض عن أهل البيت من الولاية والإمامة وغيرهما كذب في كذب وأن ذلك ليس من دين الله وإنما هو من دين ابن سبأ وأتباعه ولو كان من دين الله لصرح به رسول الله r والصحابة وأهل البيت ولقام عليه إجماع الأمة , ولو كان من دين الله لقاتل عليه عليٌّ من أول يوم ولما بايع الخلفاء قبله .
    فهؤلاء هم أهل البيت الشرفاء وهذه أقوالهم اللائقة بهم وبشرفهم لا ما يفتريه عليهم أحط خلق الله وأكذبهم من الأقوال المرذولة والأماني الكاذبة والدعاوى الفارغة التي يستحي من التفوه بها ؛ بل ببعضها من لا يدانيهم شرفاً ومنزلة فضلاً عن هؤلاء النبلاء.
    إن عقيدة الروافض في الأئمة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب ويعلمون ما كان وما يكون وأنَّ كل ما يقولونه حق لهي والله عقيدة فاسدة باطلة تأباها شريعة الإسلام وأهلها!
    فأئمة البيت غير معصومين يذنبون كغيرهم من البشر ويصيبون ويخطئون ولا يعلمون شيئا من الغيب! ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ، فإن أحسنوا فلأنفسهم وإن أساؤا فعليها .
    فهذا رسول الله أفضل البشر يأمره الله أن يقول: (وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ)هود31.

    تـنبيـه

    ليعلم أن أسانيد الروافض إلى أئمة أهل البيت كلها مبنية على قواعد باطلة بالإضافة إلى أن معظم أسانيدهم قائمة على الكذَّابين.




    العقيدة الباطنية عند أئمة الرفض
    وانطلاقهم منها في تفسير كتاب الله
    وسأذكر هنا بعض الأمثلة الدالة على باطنيتهم :
    قال العياشي (1/42) :
    1- " عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن ( وآمنوا بما أنـزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ) يعني فلاناً وصاحبه من تبعهم ودان بدينهم ، قال الله يعنيهم يعني ( ولا تكونوا أول كافر به ) .
    وأحال المحقق على البحار والبرهان واثبات الهداة .
    أقول : برأ الله أبا جعفر من هذا التفسير الباطني الذي يقصد به الباطنيون تكفير أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ، إن الخطاب في الآية وما قبلها لبني إسرائيل يأمرهم الله ويحثهم على الإيمان بالقرآن الذي أنـزله الله مصدقاً لما معهم وهي التوراة التي نزلت على نبي الله موسى وينهاهم عن الكفر بهذا القرآن العظيم المصدق لما معهم فحرف الباطنيون كلام الله أشد من تحريف اليهود .
    2- قال العياشي ( 2/16) :
    " عن محمد بن منصور قال : سألت عبداً صالحاً عن قول الله ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) قال : إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم به في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور .
    وجميع ما أحل في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق .
    وأحال المحقق على البحار والبرهان .
    أقول : لا ندري من هو هذا العبد الصالح لكن الظاهر لنا أنه من كبار أئمة الباطنية ويقصد هذا الباطني بأئمة الجور أبا بكر وعمر وعثمان في الدرجة الأولى ! ويقصد بأئمة الحق أهل البيت الذين يتستر بهم الروافض الباطنية ليهدموا الإسلام ويحرفوا القرآن باسمهم.
    والحق أن المراد بما ظهر من الفواحش ما يعلن من المعاصي وما بطن ما يعمل في الخفاء
    والفواحش الخصال التي بلغت نهاية القبح مثل الزنى ونكاح المحارم .
    وقال العياشي (2/50) : " عن جابر قال سألت أبا جعفر رحمه الله عن تفسير هذه الآية في قول الله (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) .
    قال أبو جعفر رحمه الله: تفسيرها في الباطن يريد الله ،فإنه شي‏ء يريده ولم يفعله بعد.
    وأما قوله ( يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) فإنه يعني يحق حق آل محمد .
    و أما قوله ( بِكَلِماتِهِ) قال كلماته في الباطن علي هو كلمة الله في الباطن.
    وأما قوله (وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) فهم بنو أمية، هم الكافرون يقطع الله دابرهم.
    و أما قوله ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ) فإنه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم .
    وأما قوله (وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ) يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أمية وذلك قوله : ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) " .
    وأحال المحقق إلى البرهان والبحار وإثبات الهداة .
    عن جابر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد رحمه الله قال سألته عن هذه الآية في البطن ( وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ ولِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الأقْدامَ ) قال السماء في الباطن رسول الله، والماء علي رضي الله عنه جعل الله عليا من رسول الله r فذلك قوله ( ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) فذلك علي يطهر الله به قلب من والاه.
    وأما قوله (وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) من والى عليا يذهب الرجز عنه، و يقوى قلبه و ( لِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ) فإنه يعني عليا، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فثبت على ولايته .
    أقول : انظر إلى هذا الفجور القائم على المنهج الباطني حيث :
    1- جعل كلمات الله التي يحق بها الحق ويبطل بها الباطل جعلها عليّاً !
    2- وفي الرواية الثانية السماء هي رسول الله والماء عليّاً يطهر الله به قلب من والاه !
    والآيات أوردها الله في قضية بدر وكيف أعلى الله فيها كلمته ونصر دينه ورسوله والمؤمنين وعلى رأسهم رسول الله وأبو بكر وعمر وباقي العشرة المبشرين بالجنة وأظهر بكلمته الحق على الباطل وذكر الله من أسباب ومقدمات النصر:
    1- أنه أنـزل من السماء والمراد به السحاب ماء لغاية وهي أن يطهرهم بهم .
    2- ويذهب عنهم رجز الشيطان .
    3- ويثبت به أقدامهم .
    4- وإنزال الملائكة لنصرهم.
    5- وإلقاء الرعب في قلوب الكافرين .
    فيأبى الباطنيون إلا تحريف آيات كتاب الله وصرفها عن معانيها العالية العظيمة إلى عقيدتهم الباطنية !!
    وقال العياشي (2/123) :
    " عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن تفسير هذه الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) قال تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ،وهم الأولياء وهم الرسل .
    وأما قوله ( فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) قال معناه أن الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله .
    وأحال المحقق على البرهان والبحار والصافي .
    - أقول : انظر إلى هذا التحريف القائم على المنهج الباطني !
    فالله سبحانه وتعالى يبين ما جرى للأمم الماضية من هلاك بسبب تكذيبها لرسلها مثل: قوم نوح وقوم هود وقوم صالح ,وغيرهم من الأمم التي كذبت رسلها ينـزل الله بهم عذابه بكل أمة عند الأجل الذي حدده لها فلا يستقدمون عنه ساعة ولا يستأخرون .
    يذكر ذلك ليعتبر الناس بمصائر هؤلاء الهالكين ليتجنبوا أسباب الهلاك فيأتي الباطنيون فيحرفون كتاب الله بمنهجهم الباطني إلى عقائدهم فيجعلون الأئمة الذين هم من أفراد أمة محمد r رسلاً ؛كل إمام رسول إلى القرن الذي عاشه !
    وهذا فيه إبطال لختم النبوة والرسالات برسالة محمد r بعد الإبطال لما دلت عليه الآية كما وضحناه .
    وانظر مرة أخرى كيف أبطل دلالة قول الله ( فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط) حيث جعل الرسل - أي الأئمة عنده- هم الذين يقضون بالقسط ! وإنما الذي يقضي بالقط بين الرسل وأممهم المكذبة هو الله فقضاؤه وحكمه على الأمم الكافرة بالهلاك والدمار هو عين القسط والعدل ،والأئمة وغيرهم لا يقضون بشيء لأنهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً .

    مكائد الروافض التي يجب التـنبه لها
    من مكائد الروافض أنهم لشدة فجورهم وحقدهم على القرآن والصحابة قد امتدت أيديهم الخائنة إلى القرآن العظيم تبدل فيه وتحرف وتزيد وتنقص منه كما تشاء لهم أهواؤهم المستمدة من الحقد ومن المنهج الباطني المدمر !!
    وفي كتابي هذا -أيّها القارئ- بين يديك سترى الكثير والكثير من هذه الجرائم والخيانات التي لم يسبقهم إليها سابق ولا يلحقهم فيها لاحق .
    وما أكثر تباكيهم الفاجر من تحريف القرآن -وهم المحرفون- ثم يرمون أفضل البشر بعد الأنبياء وهم أصحاب محمد r بالتحريف والزيادة والنقصان ، فيصدق عليهم المثل رمتني بدائها وانسلت .
    ومن أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً أن يدركوا أن الروافض الباطنية هم صناع التبديل والتحريف وسيرى القارئ الكريم هذا عياناً وسيلمسه بيده لمساً .
    هذه حقيقة ما رأيت أحداً نبه عليها وهي خطيرة جداً وجريمة كبرى تخرج فاعليها من الإسلام وتطوح بهم بعيداً عن دائرة الإسلام .
    أعني الفاعلين لهذه الجريمة ومن دان بدينهم وسار على نهجهم في رمي الصحابة بالكفر بالله وبتحريف كتابه وتبديله ورميهم بعداوة أهل البيت واغتصاب حقهم في الولاية والسلطان.
    لقد ارتكب الروافض الباطنية كثيراً وكثيراً جداً من تحريف وتبديل لكتاب الله باسم الولاية والإمامة لأهل البيت وباسم أن الصحابة والأمة قد اغتصبوا حقهم وظلموهم في هذا الحق المزعوم المفترى الذي يقدمونه على حق الله وحق الأنبياء والرسل وما جاؤا به من عقائد وتشريعات .
    وللشيعة عقائد كثيرة وكثيرة نشأت عن عقيدة الولاية والوصاية التي اخترعها لهم ابن سبأ الزنديق اليهودي .
    وترى كثيراً من كتاب الروافض البارعين في المكر والحيل وكثيراً من السياسيين أصحاب المصالح المتعاطفين مع الروافض يهونون من شأن خلافهم.
    ويقولون: إن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو في الفروع كالخلاف بين أئمة الإسلام الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة .
    وقد رددت على هذه المراوغات في بعض كتاباتي ومنها ما قلته لبعضهم في إحدى مقالاتي :
    أ - حصرك الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع وأنها من مواضع الاجتهاد.
    ب- تمثيلك بالاختلاف في البسملة وبالاختلاف في الصوم والإفطار عند سقوط قرص الشمس وبالاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب وقولك: أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول .
    فهذا الحصر وهذا التمثيل غير صحيح فإن هناك خلافات جسيمة لا يجوز لك إغفالها لأنها معروفة عند ألوف من علماء المسلمين وطلاب العلم والمثقفين وحتى اليهود والنصارى بأنها خلافات جسيمة واقعة بين أهل السنة والشيعة .
    وأنا أسألك :
    1- هل تجهل موقف الشيعة الإمامية والإسماعيلية من الصحابة ؟!
    2- وأسألك هل الإمامة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
    3- وهل إيجاب معرفة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
    4- وهل اعتقاد عصمة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
    5- وهل الوصية لعلي بالخلافة والقول بأن الصحابة اغتصبوها منه عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
    6- وهل الإيمان بالمهدي المنتظر عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
    7- وهل الإيمان بالرجعة وما يتبعها وما يترتب عليها عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟!
    8- وهل ادعاؤهم على الصحابة أنهم حرفوا القرآن من الفروع عند الشيعة وأهل السنة ؟!
    9- وهل اعتقادهم في الأئمة أنهم يعلمون الغيوب بل إن لهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون من الفروع عند أهل السنة والشيعة ؟!
    10- وهل التقية عند الشيعة والسنة من الفروع ؟!
    كيف تكون التقية من الفروع وهي عندهم تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له ؟! وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال :" أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية " !!
    وينسبون إليه أنه قال : التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له " انظر الكافي للكليني (2/217-219 ) .
    هذه العقائد يكفر بها الشيعة من لا يدين بها بل يكفرون بكل واحدة منها !
    11- وهل تشييد القبور والطواف حولها والاستعانة بأهلها وتقديم الأموال الطائلة والنذور والقرابين لعتباتها من الفروع عند الشيعة ؟!
    12- نكاح المتعة رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة والضرورة ثم نسخها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ومن رواة تحريم المتعة علي رضي الله عنه فاستباحها الشيعة ورووا في فضلها روايات يرفضها الشرع والعقل مثل قولهم :
    ( من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة )
    وقولهم روى الصدوق عن الصادق رحمه الله قال : (إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا) ([1]) .
    والمتعة عندهم من أعظم الأصول التي يكفر تاركها .
    وهناك بعض الروايات عندهم ومنها : " من تمتع مرة كانت كدرجة الحسين عليه السلام ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع بأربع فدرجته كدرجتي " .
    أقول :
    فإذا تمتع المرأ عشرات المرات فكم يكون التفاوت بينه وبين أعظم الرسل صلى الله عليه وسلم ؟!!
    هذه الفواقر تشكل كل واحدة منها عقبة كَأْدَاء أمام الوحدة ,فإما أن يدينها الشيعة ويتبرأون منها باطناً وظاهراً ويحكمون على قائليها ومعتقديها بما يستحقون فتحصل الغاية المنشودة وهي الوحدة, وإما أن يصروا عليها فيكونون هم المسئولين عن الفرقة وهم الذين وضعوا العقبات في وجه الوحدة والذين ينشدونها ويحرصون عليها .



    ادّعاء الروافض ظلما وزورا أن الصحابة قد حرّفوا القرآن
    وحذفوا منه كل ما يتعلق بأهل البيت !!
    قال القمي (1/100) :
    " وقوله (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) فلفظ الآية عام و معناه خاص و إنما فضلهم على عالمي زمانهم .
    و قال العالم (ع) نزل ( وآل عمران و آل محمد على العالمين ) فأسقطوا آل محمد من الكتاب " .
    وقال العياشي (1/168) : " عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله رحمه الله عن قول الله (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً) فقال: هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين، فوضعوا اسما مكان اسم " وأحال المحقق على البحار والبرهان .
    وقال (1/169) : " عن أيوب قال : سمعني أبو عبد الله رحمه الله وأنا أقرأ ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) فقال لي: وآل محمد كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران " .
    وأحال المحقق على البحار والبرهان وإثبات الهداة, وأورد العياشي رواية ثالثة بهذا المعنى.
    - أقول :
    لقد زاد هذان الباطنيان لفظة ( آل محمد ) في هذه الآية ثم افتريا على أصحاب رسول الله r أنهم أسقطوها وأيدهما صاحب البرهان وصاحب الصافي وصاحب إثبات الهداة وهاشم المحلاتي, فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون !!

    - قال العياشي (1/180) : " عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر رحمه الله عن قول الله (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ ) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه ؟وكيف يؤمن عيسى بمحمد r و ينصره ولم يدركه ؟
    فقال : يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة و توهمها الرجال، وهذا وهم فاقرأها ( وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه).
    هكذا أنزلها الله يا حبيب، فو الله ما وفّت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها، ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به ولا نصروه لما جاءها إلا القليل منهم.
    ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الميثاق لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم أقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله r في علي بن أبي طالب رضي الله عنه فو الله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا " .
    وأحال المحقق على البحار والبرهان والصافي .
    - أقول :
    1- وهكذا يتهم الزنادقة أصحاب محمد r الأمناء الصادقين يتهمونهم بأنهم قد
    طرحوا من كتاب الله آيات كثيرة ، وبرأ الله أصحاب محمد الأمناء ، ولكن الزنادقة هم الذين يزيدون من عندهم زيادات تدفعهم إليها أحقادهم وزندقتهم ثم يقذفون أصحاب محمد r بأنهم قد أسقطوا وطرحوا من القرآن آيات كثيرة ، فالويل لهم مما يصفون ، ويقولون إنه لم يزد في القرآن إلا حروف أخطأ فيها الكتبة وكذبوا ، فإن الله قد تعهد بحفظ كتابه من الزيادة والنقص وإذا امتدت يد باطنية خبيثة بالزيادة والنقص فضحها الله وفاء بوعده الصادق كما فعل بهؤلاء الروافض الباطنية .
    2- ويفترون الولاية لعلي ويجعلون الميثاق بهذه الولاية أوكد من مواثيق الله للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ويقذفون الصحابة بنكث هذا الميثاق ثم يكفرونهم به ألا ساء ما يزرون ويفترون .
    والملاحظ على هؤلاء أنه لا تثبت فضيلة لرسول الله r أو للأنبياء أو لغيرهم إلاَّ وزجوا بعلي وأهل البيت معهم وقد يرجحون كفتهم على المزحومين ووالله ما يرضى علي ولا أهل بيته بمثل هذا البغي والعدوان على كتاب الله وعلى رسله وأوليائه .

    - قال القمي ( 2/285-286) :
    " و قوله ( وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ )
    قال فإنه حدثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن أبي الأعز عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال بينما رسول الله r جالس في أصحابه إذ قال إنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى ابن مريم فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله r ليكون هو الداخل، فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال الرجل لبعض أصحابه أ ما يرضى محمد أن فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى ابن مريم والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس »و لما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون« فحرفوها يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إن علي إلا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل فمحي اسمه عن هذا الموضع ".

    - أقول :
    1- برأ الله سلمان الصحابي الجليل من هذا الإفك والتحريف المخزي .
    2- ألست قد صرحت بأن هذه السورة مكية ألا تعلم أنت وغيرك أن سلمان ما دخل في الإسلام إلا بعد هجرة النبي r إلى المدينة ولكن الله يريد أن يفضحك .
    3- ماذا يستفيد الصحابة الذين تقذفهم من تحريف يضجون إلى يصدون .
    4- افتراؤك على الصحابة أنهم قالوا " لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه" هل تريد به أنهم يفضلون الأوثان على رسول الله r أو على علي ؟ .
    5- عيسى غلا فيه النصارى وقالوا فيه أنه هو الله أو ثالث ثلاثة أو هو ابن الله فبين الله أنه عبد من عباده انعم عليه بالنبوة والرسالة والمعجزات العظيمة وليس كما يدعون أنه ابن الله .... الخ فيريد الباطنية تحويل هذه النعمة إلى علي–رضي الله عنه- .
    6- مما يدفع فريتكم وتحريفكم أن المراد بقوله تعالى ( وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ) عيسى جعله الله مثلاً لبني إسرائيل أي آية ودلالة وحجة وبرهان على قدرة الله حيث خلقه من غير أب .
    وقوله تعالى: ( وإنه لعلم للساعة ) يعني عيسى عليه السلام أنه ينـزل من السماء في آخر الزمان فيكون نزوله من علامات الساعة الكبرى ، أفتريدون سلب هذه المزايا عنه.
    7- إن عيسى كان رسولاً إلى بني إسرائيل خاصة فجعله مثلاً لهم أي آية ودلالة ورسالة محمد إلى الناس كافة فكيف يكون علياً دون محمد وعيسى صلى الله عليهما وسلم مثلاً لبني إسرائيل فهلا كان مثلاً للعالمين .
    8- لقد حرف الباطنيون معنى الآية ولفظها وزادوا فيها ثم يلصقون هذا الكفر بأصحاب محمد r فاعتبروا يا أولي الأبصار .

    - قال القمي ( 2/295) ساق إسناده إلى رجل مجهول : " عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ، قال له إن الكتاب لم ينطق و لن ينطق و لكن رسول الله r هو الناطق بالكتاب قال الله هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق فقلت إنا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا و الله نزل بها جبرئيل على محمد و لكنه فيما حرف من كتاب الله " .
    - أقول : برَّأ الله أبا عبد الله من هذا الإفك والتحريف .
    إن الآية الكريمة من ضمن آيات يخبر الله فيها عما يحصل للكافرين المكذبين يوم القيامة من تقريرهم بأعمالهم وتقريعهم وتوبيخهم عليها وما يواجهون من الأهوال والكتاب هنا كتاب الأعمال الذي لا يغادر من أعمالهم صغيرة ولا كبيرة ، وليس المراد به القرآن أيها المحرفون الأفاكون ، قال تعالى : ( ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) .
    فيوم القيامة تدعى كل أمة إلى كتابها إلى كتب أعمالها التي سجلها عليهم الملائكة الكاتبون الحافظون ، وأكد ذلك بقوله: ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )، أي يستحضر جميع أعمالكم من غير زيادة ولا نقص كقوله تعالى: ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً )، وقوله تعالى: ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )، أي كنا نأمر الحفظة أن تكتب أعمالكم عليكم ، انظر تفسير ابن كثير (12/366) .
    انظر كيف قصد هذا الباطني إلى إبطال هذه المعاني التي تضمنتها هذه الآيات التي بين الله فيها ما يحصل للكفار من خسران وهوان وتوبيخ وذهب بها إلى عقيدته .
    وقال الكليني في الكافي ( 1/228) باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام وأنهم يعلمون علمه كله .
    " محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال : سمعت أبا جعفر – رحمه الله- يقول : ما ادعى أحد أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذب وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي ابن طالب والأئمة من بعده " .

    أقول :
    وأين هو هذا القرآن الكامل الذي ما جمعه إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.
    وهل فات علياً منه أشياء ثم جمعها بعده الأئمة وهل يبقي كل إمام لمن بعده أشياء حتى يتم جمعه ، فنسأل متى تكامل جمعه ، وهل الإمام الغائب لا يزال مشتغلاً بجمعه ولماذا يتواطأ هؤلاء الأئمة على كتمانه عن أمة محمد ؟ وهل يجوز لهم هذا الكتمان وهل يحمدون عليه ؟ .
    لا يسعنا إلا أن نقول برا الله أبا عبد الله والأئمة من هذا الإفك الذي يفتريه زنادقة الرفض على كتاب الله وعلى الأئمة ولا يقصدون بذلك إلا الطعن في القرآن بأنه ناقص ولا يقصدون إلا الطعن في علي وأهل بيته بأنهم خونة كاتمون لكتاب الله تلك الخيانة والكتمان والاحتكار التي يأنف من مثلها اليهود والنصارى .
    وساق الكليني أساطير كثيرة حول القرآن ومصحف فاطمة والجفر وعلوم أهل البيت المكتومة .
    وقال الكليني ( 2/627) : " عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم وأبيه جميعاً عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي يحيى عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين يقول : نزل القرآن أثلاثاً : ثلث فينا وفي عدونا , وثلث سنن وأمثال وثلث فرائض وأحكام " .
    أقول :
    وأين ذهب التوحيد والحديث عن الأنبياء ودعواتهم والجنة والنار ؟ وما المراد بالثلث المشترك بين أهل البيت وأعدائهم ؟ ولماذا لم يذكر فضائل الصحابة والثناء عليهم ومنهم علي –رضي الله عنه- وأبو بكر وعمر وعثمان ؟ فهل علي يجحد ذلك ؟ برأ الله علياً من هذا الإفك والافتراء على الله وعلى كتابه .
    وقال الكليني ( 2/627) :
    " عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن علي بن عقبة ، عن داود بن فرقد عمن ذكره عن أبي عبد الله قال : إن القرآن نزل أربعة أرباع ، ربع حلال وربع حرام , وربع سنن وأحكام , وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم.
    أقول :
    وأين نصيب أهل البيت وأين الكلام في أعدائهم وأين التوحيد والبعث والجزاء ؟ وماذا نصنع في هذا الاختلاف الواضح بين قول علي رضي الله عنه وبين قول أبي عبد الله ؟ لا نقول إلا برأهما الله من هذا الإفك والبهتان .



    وقال الكليني ( 2/628) :
    " أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير ، عن أبي جعفر قال : نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا , وربع في عدونا وربع سنن وأمثال , وربع فرائض وأحكام .
    أقول :
    وأين نصيب التوحيد الذي هو محور دعوات الرسل جميعاً وأين نصيب المعاد والجزاء وأين وأين ؟ .
    ثم كيف نوفق بين هذه الروايات المتضاربة ، رواية علي -رضي الله عنه- الأولى أن القرآن نزل ثلاثة أثلاث ثلث فينا وفي عدونا ، ورواية جعفر تفيد أن القرآن نزل أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا .... إلخ ولم ينـزل الله في كتابه لا ربعاً ولا سدساً في أهل البيت ولا في عدوهم شيئاً من الطعن والتكفير .
    ومقصود المفترى بالربع في عدو أهل البيت الصحابة لا المشركون واليهود والنصارى ولا المجوس والمسلمون لا يجدون كلمة تفيد أن الصحابة يكرهون أهل البيت أو ظلموهم حقهم ولا يجدون في القرآن إلا ثناء عاطراً عليهم وتزكيات عظيمة لهم ، ونقول لهؤلاء المفترين لماذا لم تذكروا نصيب التوحيد , ونصيب أعداء الصحابة من المشركين واليهود والنصارى والمجوس ؟ .
    الجواب : لأنكم أعداء التوحيد وأهله وأولياء المشركين واليهود .. الخ وإن كابرتم وعاندتم .
    وكيف تلومونهم على الشرك وأنتم أشد إغراقاً فيه منهم ، وكيف تلومونهم على الكذب على الله وتحريف دينه وآياته وأنتم قد برزتم عليهم في هذا الميدان تبريزاً لا يمكن أن يلحقوكم فيه .
    وطامة الطوام ما جاء به الكليني الذي يقول في الكافي (2/634) :
    "علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله – رحمه الله- قال : إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد r سبعة عشر ألف آية " .
    ومؤدى هذه الرواية أن أصحاب محمد قد أسقطوا عشرة آلاف وثلاثمائة وأربع وثلاثين آية , إذ المشهور أن عدد آيات القرآن ستة آلاف وستمائة وستة وستين أي أنهم أسقطوا أكثر القرآن ، لماذا هذا كله لأجل العداوة لأهل البيت .
    وكذب الروافض الباطنيون وما أكثر وأعظم كذبهم على الله وعلى رسوله وعلى أصحاب محمد r .
    وقد وثَّق شيخهم المجلسي هذه الرواية فقال في كتابه " مرآة العقول " ( 12/525)، فقال : " والحديث موثق ثم قال : فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة المعنى " هذا بواسطة كتاب من (عقائد الشيعة) لعبد الله بن محمد السلفي (ص20) .
    وأقول :
    نسأل هذا المجلسي كيف تدعي التواتر على أن القرآن الذي جاء به جبريل سبعة عشر ألف آية ، فإذا كان القائل واحد والرواة عنه أفاكون فهل تصح هذه الدعوى حتى عند الكفار فضلاً عن المسلمين ؟
    ثم نسأله أنتم تزعمون أن المصحف الكامل إنما هو عند أهل البيت , فإذا كان الله أرسل محمداً للعالمين فلماذا يكتمه أهل البيت بمجرد منذ وفاة النبي r إلى يومنا هذا ؟ فأي كتمان يفوق هذا الكتمان والله يقول في كتابه: ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) .
    ألا يدرك العقلاء أن الروافض يريدون بهذه الأكاذيب توجيه الطعن واللعن لأهل البيت الشرفاء الأبرياء , فهم يلعنون الصحابة صراحة ويلعنون أهل البيت ضمنا وبرأهم الله جميعاً وأحل رضاه عليهم ولعن أعداءهم .
    ثم إن هذا التواتر المفترى إنما هو من جنس تواتر قتل المسيح وصلبه عند اليهود والنصارى ومن جنس تواتر أن عيسى ابن الله عند النصارى وأن عزيراً ابن الله عند اليهود إذ الجميع قائم على التواطؤ على الكذب وما من رواية للروافض إلا وهي من أكذب الكذب.
    ثم إن مدار هذه الأكاذيب على اثنين أبي جعفر وأبي عبد الله, فهل هكذا يكون التواتر المسلم به ؟ وتعريف التواتر أنه رواية عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم واتفاقهم على الكذب رووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء وكان مستند انتهائهم الحس أي السماع أو الرؤية ، فالتواطؤ على الكذب من الروافض متوفر جداً ، وبقية الشروط مفقودة ، وأبو عبد الله وأبو جعفر يتبرآن من الروافض وغلوهم وأكاذيبهم على الله وعلى كتابه وأصحاب محمد r .
    وكما كذّب الله اليهود والنصارى في دعوى قتل المسيح وصلبه ، فكل آية من القرآن تكذب الروافض ، قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وإجماع الصحابة ومنهم علي وأهل البيت وإجماع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من القرن الأول إلى القرن الخامس عشر الهجري يكذبهم .
    والذين يدعون تحريف الصحابة للقرآن والحذف منه والزيادة عليه ليسوا من أمة الإسلام وعقائدهم الضالة وأعمالهم الفاسدة وأقوالهم الكاذبة على كتاب الله وعلى أصحاب محمد r تدينهم بأنهم ليسوا من أهل الإسلام .
    والأدهى من هذا الإفك ما فعله وقاله النوري الطبرسي .
    قال السيد حسين الموسوي في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار (ص79) :
    " والقرآن لا يحتاج لإثباته نص ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهيدينا تنص على أنه محرَّف , وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب .
    وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتابا ضخم الحجم سماه : ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف , وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين , حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهاءهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون : إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرَّف .

    وهذا الكتاب ( فصل الخطاب ) عندي منه نسخة ، فإذا قال بعض الروافض نحن لا نقول بأن الصحابة قد حرفوا القرآن فلا تصدقهم والذي ينكر منهم فإنما يستخدم التقية وهو شر ممن لا ينكر ، وأنا أقول : إن أيديهم القذرة هي التي امتدت إلى القرآن بالتحريف والتبديل والزيادة والنقص ، ولكن الله الذي وعد بحفظ كتابه يفضحهم ويخزيهم ويبين إفكهم على أيدي المؤمنين ويبقي كتابه بأيديهم كما أنزله غضاً طريا إلى أن يرفعه .
    تنبيهات!
    الأول - طريقة السلف عند ذكر رسول الله أو أحد الأنبياء أن يقال: -عليه الصلاة والسلام- أو: -صلى الله عليه وسلم-.
    - وعند ذكر الصحابِي أن يقال: -رضي الله عنه- لا يفرقون بينهم وإن تفاوتوا فِي الفضل.
    - وعند ذكر غير الصحابة من العلماء وغيْرهم من الْمُسلمين يقال: -رحمه الله-.
    أما الشيعة: فعند ذكر الصحابِي لا ترى إلا الطعن أو التكفير، وأحيانًا اللعن إلا عددًا قليلاً فيقولون عند ذكر أبِي ذر مثلاً، أو الْمُقداد، -رحمه الله-.
    وعند ذكر علي يقولون: -عليه السلام-!
    وكذلك عند ذكر أيِّ واحد من الأئمة الإثني عشر عندهم يقولون: فلان -عليه السلام- ويلتزمون ذلك وجعلوه شعارًا لَهُم!
    فأنا لا أجاريهم فِي ذلك فأقول عند ذكر علي -رضي الله عنه- أسوة بأخوانه الكرام من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا ذكر أحد من أئمة أهل البيت أقول عند ذكره -رحمه الله- وإن قال الرافضي -عليه السلام- فلا أجاريه فِي غلوه وشعاره بل أسويه بغيْره من علماء الْمُسلمين وفضلائهم وسائر الْمُسلمين.
    فعلى هذا الأساس تعاملت مع غلو القوم وجفائهم فيما نقلته عنهم وناقشته .
    الثاني - لاحظت فِي معظم تفسير القمي أنه إذا شرع فِي تفسير الآية يقول: (قوله) ثُمَّ يسوق الآية ولا يقول: قول الله تعالى أو قول الله -عز وجل- أو قول الله -تبارك وتعالى- مِمَّا يشعر القارئ أن الرجل لا يعظم الله -تبارك وتعالى-! بينما هو لا يذكر أحدًا من أئمة أهل البيت إلا ويقول -عليه السلام-!.
    الثالث - أقصد بهذا الكتاب شيوخ الرفض القدامى الذين أسسوا مذهب الرفض الذي يهدم الإسلام ويتحرى هدم أصوله قبل فروعه وينشئ أصولاً مدمرة تدمر الإسلام -كتاباً وسنة- وحملته من سادة القرون والأمم وخيارها بعد الأنبياء ألا وهم أصحاب محمد النجباء الذين اختارهم الله لصحبة نبيه خاتم الأنبياء وسيد الرسل ونصرته وحمل رسالته وتبليغها ونشرها باللسان والحكمة والبيان, والسيف والسنان ، وملأوا الدنيا عدلاً وإيماناً وأخلاقاً بصورة لا نظير لها في التاريخ البشري .
    أقصد بما تضمنه هذا السفر من دفاع عن الكتاب والسنة بيان حال أعدائهم الألداء وبيان دسهم ومكائدهم وافترائهم على الله وعلى كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
    وعلى رأس هؤلاء الأعداء من صال وجال على نصوص القرآن بالتحريف والإفك وصال وجال على أصحاب محمد r بالطعن والتشويه والتكفير مثل علي بن إبراهيم القمي صاحب تفسير القمي المشهور المتوفي في حدود (307) ومثل أبيه وشيوخه في التحريف والإفك ومثل محقق هذا الكتاب ( تفسير القمي ) ألا وهو المسمى بالطيب الموسوي الجزائري وما هو بالطيب وما أبعده عن الطيب .
    لقد غلا هذا الرجل في القمي وكتابه وأشاد به كما تراه في مقدمته الرافضية لهذا الكتاب.
    ومن إطرائه لتفسير القمي قوله بعد طرة الكتاب " هو من أقدم التفاسير التي كشفت القناع عن الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السلام " .
    والحق أن القمي وشيوخه قد افتروا لأهل البيت هذه الآيات وشوهوا كتاب الله بهذه الافتراءات التي يرفضها كتاب الله ويرفضها المؤمنون على امتداد التاريخ الإسلامي .
    وأقصد النضر بن محمد بن مسعود العياشي صاحب التفسير المشهور عند الروافض المتوفى (320) وشيوخه الأفاكين ومحقق كتابه المسمى بهاشم الرسولي المحلاتي ومن استقى من هذا الكتاب ما فيه من أكاذيب على أصحاب رسول الله r وتحريفات لكتاب الله وطعن في أصحاب رسول الله r مثل المجلسي صاحب كتاب "بحار الأنوار" أو الظلمات والحر العاملي صاحب "وسائل الشيعة" وهاشم البحراني صاحب كتاب "البرهان"، "والفيض الكاشاني" صاحب كتاب "الصافي" .
    وأقصد محمد بن يعقوب الكليني الرازي المتوفى سنة (328-329) صاحب كتاب "الكافي" ومحقق هذا الكتاب والمعلق عليه علي أكبر الغفاري ومن دان بدينهم وسار على نهجهم من السابقين واللاحقين في تكفير أصحاب محمد r وآمن بما يبهتهم به رؤوس الرفض من التحريف لكتاب الله وظلمهم لأهل البيت واغتصاب حقهم من الولاية والوصاية ، أقصد هؤلاء جميعاً وأعتقد أنهم كفار زنادقة، وقد كفر علماء الإسلام من يكفر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكيف إذا كفرهم وأضاف هذه العقائد والأفاعيل العظيمة من تحريف كتاب

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 16:16