كلمات من القلب في الدفاع عن صخر بن حرب

 الدفاع عن صخر بن حرب 470674

بـســـــــــم اللّه الرحمـــن الرحيــــم

قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى و أزكى الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد المصطفى

وبعد:

فلقد استفزني قومٌ صار من قوام عقيدتهم سبٌ وشتم ولعنٌ وطعن ومن المؤسف جداً حقاً أن الأمر يدل على انحراف في العقيدة والتفكير بل هو انحراف خطير يعيه كل ذو عقل ولب حتى ولو لم يكن مؤمناً بعقيدة معينة سوى أنه عندما ينظر إلى أمثال هؤلاء القوم يعرف بالفطرة وبالنفس التي دلّ على عظمتها الذي خلقها فسواها فألهمها فجورها وتقواها 0

وإنّ من المؤسف حقاً أن يبقى القوم على ما هم عليه وبين أيديهم كتاب رب العالمين كتاب الرحمن الرحيم العزيز الحكيم وكأننا ننسى أحياناً كوننا عبيد لرب عظيم منزّل الكتاب العظيم على رسوله الكريم

قف هنيهة يا أخي وقم بحوار ذاتي بينك وبينك نفسك وخاطبها عرّفها لعلها نسيت من تكون وعلّها ترجع فتذكر
سأوجز بعيداً عن الاستفاضة بشرح القيم الأخلاقية فلا فائدة من إطالة الشرح مع عدم التقوى ورب العزة في أول سورة البقرة في محكم تنزيله بيّن حقيقة أن الهداية مرتبطة بالتقوى فاتق الله في نفسك يا أخي ولتراجع أسس التقوى من خلال قراءة كتابه الكريم مستشعراً قيمة العبودية الحقة واقرأه بلهجة المدان لا المدين أي قراءة المتهم لنفسه ولا تعتقد بنفسك أنك أكبر من ذلك مع الدعاء بالاستعاذة العظيمة التي كان يدعو بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق )

صدقني إن أخلصت وابتعدت عن الأفكار المسبقة متوكلاً على الله فسيهديك الله وهو القائل بحديث قدسي
( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) إن أحسست بأمور فوق طاقتك فاقرأ أواخر سورة البقرة وان شاء الله ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) ستكون من أهلهما راجين ذلك لك مع التزام الصدق والإخلاص والتجرد الكامل من الربوبية النفسية والاستعانة والاستعاذة بالله والصلاة على مصطفاه وعدم اليأس
أما إن كنت تظن بنفسك غنياً عن الله فالله غني عن العالمين ومن المؤمنين رجال0

إني يا أخي لا أصف لك الدواء إلا ليقيني بالشفاء إن شاء الله ويقيني أنك لست من أهل الطمأنينة فمحال ثم محال أن يطمئن عبد الاطمئنان العقيدي بعيداً عن منهج الله المتمثل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

أكرر اتق الله في نفسك وابحث بحق عن أسس التقوى تهتدى إن شاء الله 0

حديثي عن صخر بن حرب رضي الله عنه سيكون موجزاً فحقيقة الأمر أن هناك الكثير من العقد في لساني أرجوا من الله أن يحلُلها لذلك أترك التأمل للقارئ في ما سأورد :
أولا ( صخر بن حرب القرشي رضي الله عنه وقرابته بالنبي صلى الله عليه وسلم )
يقول الله عز وجل قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )

صخر بن حرب رضي الله عنه هو من ذوي قربى النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلوات الله عليه وسلامه يكرم الأباعد من ذوي قرباه فكيف وان كانت النسبة مع صخر بن حرب رضي الله عنه ليست بتلك النسبة البعيدة بل كانوا يخاطبون بعضهم البعض أحايين كثيرة بلفظ ابن العم وان قال قائل وما يغني النسب وقد تبت يدا أبي لهب نقول هذا مع الكفر أما مع الإيمان فالقضية تختلف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )

فكيف و رب العزة يقول لست أنا أو أنت يقول عز وجل ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )

بل حتى الحسن رضي الله عنه وأرضاه كان يخاطب معاوية بابن العم أحياناً فلنتق الله في ذوي قربى الرسول صلى الله عليه وسلم بل إنّ بداية الرسالة الربانية طالبت النبي صلى الله عليه وسلم بأن ( و أنذر عشيرتك الأقربين )

وهذا من أسس الشريعة بأن يق المسلم بداية نفسه ومن ثم أهله و أرحامه فلا تقترب من حمى النبي فتؤذيه في رحمه ظاناً نفسك أنك تصله و أنت عين المعتدي بل اترك مؤمنين قريش جميعهم وشأنهم فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في قريش ( اللهم كما أذقت أولهم عذابا
فأذق آخرهم نوالاً ) فهم خير الناس قبيلة كما ورد في أحاديث النبي ولا معذرة للكافرين منهم لكن نقول هذا للحقيقة بأن النبوة أتت في أجدر الناس وأكثرهم أهلية لها ذلك الوقت وجاهلية الكافرين من قريش لا تنفي هذه الحقيقة

بل تؤيدها في كثير من المواقف والباحث المنصف يستنبط هذا الأمر راجياً من الله أن يمكن أحدهم من إجراء مثل هذا البحث بالمقارنة بين صفات الفرد القرشي خاصة وغيره من الناس فهم أخيراً من تحقق رجاء النبي صلوات الله عليه ( أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله ) فحملوا راية الإسلام شرقاً وغرباً كنقطة انطلاق وسنة أولية لغيرهم أتوا بعدهم فالمؤسسون القادة الأوائل في حركة الفتوحات هم حقيقة قرشيون والرسول صلى الله عليه وسلم قال لقريش ( إن هذا الأمر فيكم و أنتم ولاته )

وهنا أريد أن ألفت انتباه الدارسين أن روايات طعن الأنساب الغرض منها بث الشكوك والريب وإن اتضح العقل التآمري واتضحت خيوطه بجلاء في هذا الزمان فإن الأمر كان جد صعب تلك الأيام فإن أياد خفية كانت تنسج المؤامرات منذ القدم ويكفي لبرهان ذلك كشف العقلية التآمرية من قبل الله سبحانه الخالق العليم ممن يحادد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وكشف النفسية الخبيثة الباطنية للمنافقين المتسترين برداء الإسلام أو أولئك المستهترين ونعذر المؤرخين فهم قدموا كل ما عندهم وجمعوا الغث والسمين ونقّحوا وبيّنوا ووضعوا الأسس للتحقيق وتكتمل فصوله يوماً بعد يوم إن شاء الله ولا معذرة لمن يستند على الأباطيل بل

ونقول يكفيك قبحاُ أن تأخذ رواية لأحدهم تناسب هواك والتي تحتمل تأويلاً مناقضاً لهواك وتترك كل رواياته الأخرى البينة الواضحة من نفس السند لأنها تخالف معتقدك فلا تقترب من رواتنا ومؤرخينا المنصفين يا ظالم لنفسك فتنتقي ما شئت ويكفي مؤرخينا فخراً إنصافهم وجرأتهم بأن جمعوا الحق والباطل للتمييز أخيراً بينهما فدعهم وشأنهم ولا تدنس كتب مؤرخينا بنظرك الخبيث يا من تمكر بنفسك و أنت لا تدري 0


ثانيا ( قصة أبو سفيان مع هرقل )
(0000قال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم إليه نسباً قال ما قرابة ما بينك وبينه ؟ فقلت هو ابن عمي وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري0000)

إن الحديث الذي يرويه أبو سفيان رضي الله عنه وقصته مع هرقل يعتبر من أهم الوثائق التاريخية التي اعتمد عليها الكثير من كتاب السيرة وشرّاح الحديث الشريف وكان مصدراً شريفاً من مصادر البحث التاريخي التوثيقي وفيه يتبين لنا أن جاهلية أبو سفيان رضي الله عنه لم تكن كجاهلية غيره من كفار قريش بل إن صفاته النفسية والأخلاقية للمتتبع الصادق للروايات الموثقة تنم عن شرف وصدق ومروءة وعقل واتزان وسيادة لكن كل ذلك لا ينفع إن لم يتوج ذلك بالإيمان وهذا حق لكن ما أعنيه أن أبا سفيان كان يحمل الاستعداد للتلقي بل لديه من الإنصاف العقلي والصدق ما يجعله مؤهلاً أخيراً لأن يهديه الله هو أهل التقوى و أهل المغفرة فينقلب حاله من عدو للإسلام والمسلمين إلى أخ للمسلمين في الدين يقول عز وجل : (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )

فسبحان الله مقلب القلوب اللهم ثبتنا على دينك و شرعتك وجزى الله صخراً عن هذه الوثيقة الصادقة والنافعة خيراً

ثالثاً ( أبو سفيان رضي الله عنه و السيدة البتول فاطمة الزهراء رضوان الله عليها)

( اللهم لا تنسها لأبي سفيان )

عندما كانت الزهراء رضي الله عنها صغيرة السِّنِّ أتت إلى أبيها صلى الله عليه وآله وسلم تشتكي أبو جهل فقد آذاها بأن لطمها وهي بعد طفلة فقال لها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : (اذهبي إلى أبي سفيان واشتكي له) وذهبت إلى أبي سفيان، وقالت له القصة، فأخذها أبو سفيان وكان مشركاً، وقال لها :الطمي أبا جهلٍ كما لطمك ، فلطمته وعادت، فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، فرفع يديه إلى السماء وقال : ( اللهمَّ لا تنسها لأبي سفيان ) . يقول ابن عباس : فما أظنُّ أنَّ إسلام أبي سفيان إلا استجابةً لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه .

فيا محب الزهراء ويا مدعي حبها هي ليست بحاجة لا لحبك يا محب وكلنا نحب ونبجّل ونقدّس وليست بحاجة لادعائك يا مدّعي ونعوذ بالله من الادعاء فهي سيدة نساء العالمين إنها أم أبيها وأبو سفيان هو من ذوي قرباها المؤمنين أما تخشى من لطمة تؤدي بك إلى عقاب أليم والعياذ بالله راجياً لك ولي الهداية التامة

والنقل
لطفا من هنا

http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?9028-%DF%E1%E3%C7%CA-%E3%E4-%C7%E1%DE%E1%C8-%DD%ED-%C7%E1%CF%DD%C7%DA-%DA%E4-%D5%CE%D1-%C8%E4-%CD%D1%C8