خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    نعمة رمضان

    avatar
    خالد بن إبراهيم الشرقاوي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 77
    العمر : 55
    البلد : مصر
    العمل : مصر
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 16/07/2009

    الملفات الصوتية نعمة رمضان

    مُساهمة من طرف خالد بن إبراهيم الشرقاوي 03.08.10 5:34








    الحمد لله الذي شرع لنا من الواجبات، ما يكون به: حياة قلوبنا،
    و صلاح حالنا، و سعادة أرواحنا، و نعيم أبداننا، و حسن مآلنا.






    و إلا فالنفس تحب الراحة، و تميل إلى الدعة، و تركن إلى السكون،
    و لعل الإنسان لو تُرِك ليعبد ربه – عز وجل – كلٌ على قدر اجتهاده، دون تحديد، لأغوته
    الدنيا، و أخره داعي التسويف، و غره طول الأمل، و حبسه هواه، و اجتمع عليه أعداؤه
    من شياطين الإنس و الجن، فزاد تسلطهم على الغافلين، و كَثُرَ على الطريق
    المتساقطون.






    فهناك من يظل طوال العام يريد صيام النفل، و قيام الليل، و لكن
    يُثَبِّطُه الشيطان، و يُكَبِّله مرض قلبه، و تَقْوى عليه نفسه، بِمددٍ من ذنوبه، فَيُسِوِّف
    و يُؤجل.






    حتى يأذن الله الرحمن الرحيم الحليم – سبحانه و تعالى – بالفرج، و يَهل هلال شعبان،
    و تَهُبُّ ريح رمضان، و تنطلق ألسنة الدعاة إلى الله –تعالى - بالبشرى: بالرحمة، و المغفرة، و تصفيد الشيطان، و
    العتق من النيران، كالبشير يُلقي بقميص الأمل على وجه القلب المكلوم بجراحات
    المعاصي، المنكوس بمشارب الفتن، فيأت بصيرًا، أو يكاد.






    و يهفو إلى هلال رمضان،
    لعل الله أن يدركه برحمته، قبل أن تأتيه مَنِيَّتُه، ليصوم مع الصائمين، و يركع مع
    الراكعين، و يتلو مع القارئين، و يجود مع المنفقين.






    فإذا ارتوى من الصيام،
    و ارتاح بالقيام، و رَطّب لسانه بالقرآن، و زَكَّى نفسه بالإنفاق، سَمَت نفسه، و
    احتيا قلبه، و هَبّت رياح التوبة، على رماد المعصية، فاشتعلت من تحته جذوة المحبة،
    و انفتحت عين البصيرة، فرأت عظمة الذات العلية، و اطلعت على سابق الخَطِيَّة،
    فانهمرت منها دموع الخشية، ثم نزلت على قلبه آيات الرحمة، فاهتز قلبه رجاء الجنة،
    و نفض عنه تراب الغفلة، و شَمَّر عن ساعِد الهِمَّة، ليحيا حياةً طيبة، فيها سعادة
    الدنيا و الآخرة.





    و الله المستعان.

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 5:09