خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

+2
أبوعبدالملك النوبي الأثري
أبو عبد الله أحمد بن نبيل
6 مشترك

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 12.05.08 19:26

    فتنة التكفير أصولها و الرد عليها

    لفضيلة العلامة زيد بن هادي المدخلي حفظه الله

    للاستماع .. لطفاً اضغط هنــــــــــا

    للتحميل .. اضغط هنــــــــــا

    منقول من هنـــــــــــا

    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty حوار بين سلفي وتكفيري

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 20:21

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا حوار بين سلفي وتكفيري ،يظهر فيه فساد منهج التكفيريين .

    الحـــــوار


    -التكفيري: السلام على من إتبع الهدى

    -السلفي: لماذا هذا السلام فالأولى أن تقول السلام عليك ورحمة الله وبركاته

    -التكفيري: وكيف أعرف أنك مسلم ؟

    -السلفي: أولا هذا السلام يلقى على المجالس التي يكون فيها المجلس مختلط بين الكفار والمسلمين في أحد أقوال أهل العلم .

    ثانيا : إن كنت تشك في إسلامي فالأولى أن لاتبدأني بالسلام لقوله عليه السلام"لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام"

    ثالثا : أن مسلم فعليك أن تبدأني بالسلام السني"السلام عليك ورحمة الله وبركاته"

    -التكفيري: وما يضمن لي أنك مسلم؟

    -السلفي: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله

    -التكفيري: لا تكفي ؟

    -السلفي : لماذا ؟

    -التكفيري: ربما لأنك لا تكفر الطواغيت ؟

    -السلفي : ومن هؤلاء الطواغيت ؟فعلي أن أعرفهم حتى أكفرهم .

    -التكفيري: حكام المسلمين ؟

    -السلفي : ومن بأعيانهم ؟

    -التكفيري: كلهم ؟

    -السلفي : كلهم !

    -التكفيري: وبلا إستثناء .

    -السلفي : لماذا ؟

    -التكفيري: لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله والله يقول "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وقال تعالى أيضا : "أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون" وقال أيضا عز وجل : "إن الحكم إلا لله" وقال عز وجل "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ...".

    والأدلة كثيرة من أقوال العلماء على كفر من لم يحكم بما أنزل الله.

    وقد ذكر العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب في الأصول الثلاثة والطواغيت كثيرة ورؤسهم خمسة وذكر منها الذي يحكم بغير ما أنزل الله.

    -السلفي : وأنا أكفر بالطواغيت فلا يتم إيمان المسلم حتى يكفر بها قال عز وجل "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها "فقدم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله.
    لكن أسألك سؤال ،هل كل من حكم بغير ما أنزل الله يعد كافرا؟؟

    -التكفيري: نعم

    -السلفي : لكن للعلماء أقوال تخالف قولك وأنا أعطيك التفصيل الذي وضعه أهل العلم .
    قال إبن عباس –رضي الله عنهما-ومجاهد وجماعة من السلف رحمهم الله "كفر دون كفر ،ليس الكفر الذي تذهبون إليه"

    وقال العلامة إبن باز –رحمه الله- ينقسم الذين يحكمون بغير مالا أنزل الله إلى أربعة أقسام :

    الأول: أن يقول إن الحكم بالشرع أفضل ولكن لا مانع من تحكيم غير الشرع فهذا كفر مخرج من الملة

    الثاني: أن يقول إن الشرع والقانون سواء ولا فرق،وهذا أيضا كفر أكبر مخرج من الملة

    الثالث: أن يقول إن القانون أفضل وأولى من الشرع وهذا أيضا مخرج من الملة وهو أقبح الثلاثة

    الرابع :أن يعتقد أن الواجب تحكيم شرع الله ولا يجوز تحكيم غيره ولكنه قد يحكم بغير ما أنزل الله لهوى في نفسه ضد المحكوم عليه أو لرشوة أو لأمور سياسية أو ما أشبه ذلك من الأسباب وهو يعلم أنه ظالم ومخطئ ومخالف للشرع ،فهذا يكون ناقص الإيمان وقد إنتفى في حقه كمال الإيمان الواجب ،وهو بذلك يكون كافرا كفرا أصغر ،وظالما ظلما أصغر ،وفاسقا فسقا أصغر،كمى صح معنى ذلك عن إبن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وجماعة من السلف رحمهم الله وهو قول أهل السنة والجماعة ، خلافا للخوارج والمعتزلة ومن سلك سبيلهم ،والله المستعان
    وانظر مجموع الفتاوى له 1-416 جمع الطيار وأحمد بن عبد العزيز بن باز.

    -التكفيري: لكنننن....

    -السلفي : لكن ماذا ؟

    وأزيدك ردا بالعقل .

    أولا: هذه الآية أي "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" عامة في الحاكم الأعلى ومن دونه ،فلماذا خصصتها إلا بالحاكم الأعلى.

    ثانيا: إذا إنسان حلق لحيته أو أسبل إيزاره هل حكم شرع الله أم حكم هواه ؟؟

    -التكفيري: بالطبع حكم هواه.

    -السلفي : إذا فهو يعتد كافرا طاغوتا عندك لأنه حكم بغير ما أنزل الله.

    لكن عند أهل السنة والجماعة يعد عاصيا إلا أن تتوفر فيه أحد الشروط الثلاثة السابقة الذكر من كلام الإمام بن باز.

    وإن لك تكفره وكفرت الحاكم بغير ما أنزل الله فأنت تكيل بمكيالين .

    فإذا كفرت حالق اللحية فعليك أن تكفر الحاكم بغير ما أنزل الله.

    -التكفيري: يا حبيبي لكن الحكام اليوم يحكمون في كثير من المسائل بغير ما أنزل ،وليس في مسألة واحدة فقط.

    -السلفي : وإذا أحدهم أسبل إيزاره وحلق لحيته وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأتى بجميع المعاصي ،فإنه حكم هواه في غير مسألة فهل يعد كافرا ؟

    -التكفيري: لكن الإمام محمد بن عبد الوهاب سماه طاغوتا

    -السلفي : جيد تجد في كتاب الله كلاما مجملا وفي مواضع أخرى تجد التفصيل ،أو تجد التفصيل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

    مثال ذلك "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ...." الآية

    فهذا مجمل في قطع اليد ،فإذا أنت أخذت بظاهر الآية لوقعت في محظورين

    الأول :قطع كل اليد هذا مخالف للسنة

    الثاني: قطع يد كل سارق ،فهناك أنواع من السرقة لا تقطع فيها اليد.

    فكلام المجدد-رحمه الله- مجمل يحتاج إلى تفصيل وراجع كلام الشيخ العثيمين في شرحه للأصول الثلاثة تجد التفصيل.

    وأيضا كلام العلامة بن باز فيه كفاية.
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty حكم تكفير حكّام المسلمين (1)

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 21.05.08 20:57

    حكم تكفير حكّام المسلمين


    فتاوى الإمام ابن
    عثيمين ــ رحمة الله تعالي ـ
    منقول/من موقع لا للارهاب

    هؤلاء الذين يكفرون؛ ورثة الخوارج ، وللتكفير شروط ..


    تكفير الحاكم بغير دليل شرعي من منهج الخوارج
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 29.05.08 19:44

    بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين
    بالتكفير والتفجير

    الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله تعالي

    من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty مواجهة التطرف والتكفير -لماذا

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 03.07.08 18:56

    (1)
    مُواجهةُ (التطرُّف والتكفير) .. لماذا؟!

    قد يسألُ سائل، أو يقولُ قائل: ما سببُ (تخصيصكم) مبحثاً منفرداً مُتميّزاً يتعلَّق بـ (التطرُّف والتكفير)؟!

    والجوابُ على ذلك يسيرٌ –بفضل الله العلي القدير:

    ذلكم أنَّ مسألة التكفير المُعاصرةَ –لِتطرُّف أهلها فيها- بِتشَعُّباتها، وتَبِعَاتها، ونتائِجها: قد أوقعت الأُمةَ –على جميع المستويات والأصعدة –حُكَّاماً ومحكومين- بِفتنٍ، واضطراباتٍ، ومِحَنٍ وبليَّات، فضلاً عن تسلُّط أعداء الأمة عليها، وتكالُبهم ضِدَّها...

    وهذا (التحذيرُ) الذي نُطلِقُه ونُكَرِّرُهُ: ليس هو وليدَ أحداث (11 سبتمبر) –أو تداعياتها- !! لا؛ إنَّما هو تحذيرٌ علميٌّ منهجيٌّ أصيلٌ؛ قائمٌ على فهم الإسلامِ الفهمَ الحقَّ؛ بعيداً عن الغُلُوِّ والتطرُّف –وكُلِّ ما يتَّصل بهما، أو يصلُ إليهما-.

    ولقد كتبتُ –قبل عشرِ سنواتٍ كاملةٍ! – كتاباً عُنوانه: «التحذير من فتنة التكفير»(1) في نحو مئتي صفحة-؛ أَقَمْتُهُ على فتوى مُحَرَّرَة لشيخنا الإمام الألباني، قرَّظها سماحةُ الشيخ ابن باز، وعلَّق عليها فضيلةُ الشيخ ابن عُثيمين –رحم اللهُ الجميع-.

    ومِمَّا كتبته –يومَها- فيه (ص 42-43) بعد كلامٍ-: « ... وَلَسنا نقولُ هذا تَهْويناً مِن شأنِ الحكمِ بما أَنزلَ اللهُ، أو تقليلاً من قدْرِ تطبيقِ الشريعةِ؛ فهذا ما نَحْلُمُ بهِ، وندعو إليهِ، ونحرِصُ عليهِ؛ فاحتكامُ النَّاسِ إلى شريعةِ اللهِ –سبحانَهُ وتعالى- كتاباً وسُنَّةً –فيه سعادتُهم، ونجاتُهم، وهدايتُهم، وصلاحُهم ...

    بل كيفَ لنا أَنْ نُهَوَِّنَ من مسألةٍ فظيعةٍ عظيمةٍ مُتردِّدٍ الحكمُ فيها –والفاعلُ لها –بينَ الكفرِ والظلمِ والفسقِ؟!

    ولكنَّنا نقول الذي قُلْناهُ؛ ردَّاً لِغُلُوِّ الغالين، وتَكْفيرِ المُكفِّرين؛ الذينَ فَتَحُوا البابَ مُشرَعاً –بأفعالِهم وأقوالِهم- لكلِّ أعداءِ الدينِ ومُناوئيهِ؛ لِيَصِفُوا الإسلامَ بالتطرُّفِ، والمسلمين بالإرهابِ.. من غيرِ تمييزٍ، وبلا تفصيلٍ .. فكانوا بسوءِ صنيعِهم -سدَّاً مَنيعاً في وَجْهِ الدعوةِ الحقَّةِ للإِسلامِ الحقِّ، وسبباً كبيراً للضغطِ على المسلمين، واستِنْزافِ مُقَدَّراتِهم، وَشَلِّ قواهم ...

    فاللهُ يُصلِحُهم، ويُسدِّدُ دَرْبَهم ..».

    أقولُ:

    ففي هذا الكلام فوائدُ عدَّةٌ؛ أهمُّها ثلاث:

    الأُولى: تعظيمُ مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، وعدم جواز تهوينها، أو التقليل من شأنها.

    الثانية: بيان الحكم الشرعيّ الجليّ فيها؛ وهي أنَّها –لمجرَّد الفعل- ليست كفراً أكبر.

    الثالثة: كشف الآثار الخطيرة المترتبة على قول أهل (التطرُّف والتكفير) الذين انحرفوا عن الحق في هذه المسألة الكبيرة.

    ومِن توفيق اللهِ –تعالى- للعبد الضعيفِ كاتب هذه الكلمات: وقوفُهُ هذه السنةَ (في شهر رمضان –منها-) على كتابٍ عِلْميٍّ –هو في أَصلهِ رسالة ماجستير- من تأْليف الأخ الشيخ عبد السلام السُّليمان- عنوانه: «صِلَة الغُلُوِّ في التكفير: بالجريمة»، ناقشه فيها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ –مفتي المملكة العربية السعودية-، والشيخ صالح الفوزان –عضو هيئة كبار العُلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء –سدَّدَهما اللهُ –تعالى-.

    وأوَّلُ ما استرعى انتباهي في الكتاب -ووجدتُ نفسي مُسارعاً للبحث عنه، والاطلاع عليه-: مبحثُ (تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله)، وهو المبحث الثاني من الفصل الأول –منه- (ص 80-94)، -والذي عنوانه: (صُوَر الغُلُوِّ في التكفير)-.

    وأسوقُ مِن هذا المبحث الدقيق أَهمَّ ما فيه مِمَّا يلتقي –تماماً- ما رجَّحْتُهُ في كتابي «التحذير من فتنة التكفير» -قبل عشر سنوات-. .

    ومِن إنصاف المؤلِّف -وإقرار مُناقِشَيْهِ الفاضلين -جزى اللهُ الجميعَ خيراً- رجوعُهُ إلى كتابي «التحذير» -هذا-؛ بالرغم من الحملةِ المجافيةِ للحقِّ(2) التي شُنَّت عليه في السنوات الأخيرة!!

    (2)

    وهاكم نصَّ كلامهِ -باختصار يسير-:

    (تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله:

    قال -تعالى-: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة:44]، وقال -تعالى-: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}[المائدة:45]، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} [المائدة:47].

    قال عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق.

    والصواب: أن مَن حكم بغير ما أنزل الله قد يكون مرتدّاً، وقد يكون مسلماً عاصياً مرتكباً لكبيرة مِن كبائر الذنوب؛ فلهذا نجد أهل العلم قد قسَّموا الكلمات التالية إلى قسمين، وهي كلمة (كافر، وفاسق، وظالم، ومنافق، ومشرك) -فكفر دون كفر- وظلم دون ظلم، وفسوق دون فسوق، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك.

    قال ابن القيم: «وإذا حكم بغير ما أنزل الله، أو فعل ما سمَّاه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كفراً، وهو ملتزم للإسلام وشرائعه فقد قام به كفر وإسلام».

    قال سفيان بن عُيينة عن هشام بن حُجَير، عن طاووس، عن ابن عباس في قوله -تعالى-: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}: ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.

    وقال عبدالرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سُئل ابن عباس عن قوله-تعالى-: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة:44] قال: هو بهم كفر.

    قال ابن طاووس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.

    وقال في رواية أخرى عنه: كفر لا ينقل عن الملّة.

    فالأكبرُ يُخرج مِن الملَّة لمنافاته أصلَ الدين بالكليَّة، والأصغرُ يَنْقُصُ الإيمان وينافي كماله، ولا يُخرِج صاحبه من الملَّة.

    ولهذا فصَّل العلماء القول في من حكم بغير ما أنزل الله:

    قال سماحةُ الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عندما سُئل عن حكم مَنْ حكم بغير ما أنزل الله؟ قال:

    مَن حكم بغير ما أنزل الله لا يخرج عن أربعة أنواع:

    1- مَن قال: أنا أحكم بهذا؛ لأنه أفضلُ مِن الشريعة الإسلامية، فهو كافرٌ كفراً أكبر .

    2- ومَن قال: أنا أحكم بهذا؛ لأنه مثل الشريعة الإسلامية، فالحكم بهذا جائز وبالشريعة جائز، فهو كافر كفراً أكبر.

    3- ومَن قال: أنا أحكم بهذا، والحكم بالشريعة الإسلامية أفضل، لكن الحكم بغير ما أنزل الله جائز فهو كافر كفراً أكبر.

    4- ومَن قال: أنا أحكم بهذا وهو يعتقد أنَّ الحكم بغير ما أنزل الله لا يجوز، ويقول: الحكم بالشريعة الإسلامية أفضل ولا يجوز الحكم بغيرها، ولكنه متساهلٌ، أو يفعل هذا لأمر صادر مِن حُكَّامه، فهو كافرٌ كفراً أصغر لا يخرج من الملة ويعتبر من أكبر الكبائر.

    وقد وُجِّهَ سؤال إلى (اللجنة الدائمة للبحوث العلميّة والإفتاء) في المملكة [العربيّة السعوديّة] في الفتوى رقم (5226) ونصّ السؤال:

    س- متى يجوز التكفير؟ ومتى لا يجوز؟

    وما نوع التكفير المذكور في قوله -تعالى-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44]؟

    ج: فأما قولك: متى يجوز التكفير؟ ومتى لا يجوز؟

    فنرى أن تبين لنا الأمور التي أَشْكَلَتْ عليك حتى نبين لك الحكم فيها.

    فأما نوع التكفير في قوله -تعالى-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} فهو كفرٌ أكبر، قال القرطبي في «تفسيره»:

    «قال ابن عباس -رضي الله عنهما- ومجاهد -رحمه الله-: ومَن لم يحكم بما أنزل الله ردّاً للقرآن وجحداً لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر» انتهى.

    وأما مَنْ حكم بغير ما أنزل الله، وهو يعتقد أنه عاصٍ، لكن حمله على الحكم بغير ما أنزل الله ما يُدْفَع إليه من الرشوة أو غير هذا، أو عداوته للمحكوم عليه، أو قرابته، أو صداقته للمحكوم له، ونحو ذلك -فهذا لا يكون كفره أكبر، بل يكون عاصياً، وقد وقع في كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق.

    وبالله التوفيق.

    وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    عضو: عبدالله بن قعود - عضو: عبدالله بن غديان - عضو: عبدالرزاق عفيفي - الرئيس: عبدالعزيز بن عبد الله بن باز

    ***

    وفي تعليق للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- على كلام الشيخين الألباني وابن باز -رحمهما الله- حول (فتنة التكفير) فقال:

    الذي فُهم من كلام الشيخين: أن الكفر لمن استحلَّ ذلك، وأمّا مَن حكم به على أنه معصية مخالفة، فهذا ليس بكافر؛ لأنه لم يستحله، لكن قد يكون خوفاً أو عجزاً، أو ما أشبه ذلك، وعلى هذا فتكون الآيات الثلاث منزلة على أحوال ثلاث:

    1- مَن حكم بغير ما أنزل الله بدلاً عن دين الله، فهذا كفرٌ أكبرُ مخرج عن الملّة؛ لأنه جعل نفسه مُشَرِّعاً مع الله -عز وجل-، ولأنه كارهٌ لشريعته.

    2- مَن حكم به لهوى في نفسه، أو خوفاً عليها، أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يكفر، ولكنه ينتقل إلى الفسق.

    3- مَن حكم به عدواناً وظلماً، وهذا لا يتأتَّى في حكم القوانين ، ولكن يتأتى في حكم خاصّ ، مثل أن يحكم على إنسان بغير ما أنزل الله لينتقم منه – فهذا يقال إنه : ظالم.

    فتتـزّل الأوصاف على حسب الأحوال.

    ومن العلماء من قال: إنها أوصاف لموصوف واحد، وأنّ كلَّ كافر ظالم، وكل كافر فاسق، واستدلوا بقوله -تعالى-: {والكافرون هم الظالمون}[البقرة:254]، وبقوله -تعالى-: {وأما الذين فسقوا فمأواهم النّار} [السجدة:20]، وهذا هو الفسق الأكبر.

    تكفير الحكام والعلماء:

    يقول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-:

    إن الأمر يكون أشد خطراً إذا نُسب التكفير إلى ولاة الأمور، وولاة الأمور العلماء والأمراء، لقول الله -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم} [النساء:59]، وأولو الأمر -كما قال علماء التفسير-: العلماء والأمراء؛ لأنّ العلماء يتولون أمور المسلمين في بيان الشريعة والدعوة إليها، والأمراء يتولون أمور المسلمين في تنفيذ الشريعة وإلزام الناس بها؛ فإذا وقع التكفير لهؤلاء فليس جناية عليهم لأشخاصهم، إذ هذا لا يضر بأشخاصهم؛ لأنهم يعرفون أشخاصهم ولا يهمهم القول . . .

    إلى أن قال -رحمه الله-:

    وتكفير ولاة الأمور يتضمن مفسدتين عظيمتين: مفسدة شرعية، ومفسدة اجتماعية.

    أمّا المفسدة الشرعية: فهي أن العلماء الذين أُطلق عليهم الكفر لن ينتفع الناس بعلمهم، وعلى الأقل يحصل التشكيك أو الشك في أمورهم، وحينئذٍ يكون هذا الرجلُ الذي كفّر العلماء يكون هادماً للشريعة الإسلامية؛ لأنّ الشريعة الإسلامية تُتلقّى من العلماء؛ ولأنّ العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يُوَرِّثوا درهماً ولا ديناراً، إنّما وَرّثُوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر من ميراثهم.

    أمّا تكفيرُ الأُمراء فإنّه يتضمّن مفسدة اجتماعية عظيمة: وهي الفوضى والحروب الأهليّة، التي لا يَعلم متى نهايتها إلا الله -عزّ وجل-، ولذلك يجب الحذرُ من مثل هذا، ويجب على مَن سمع أحداً يطلق هذا القول أن ينصحه ويُخَوِّفَهُ بالله -عزَّ وجل- ويقول له: إذا كنت ترى أن شيئاً مِن الأفعال كفرٌ -مِن عالِم مِن العلماء- فالواجب عليك أن تتصل به وأن تناقشه في الموضوع، حتى يتبيّن لك الأمر).

    إلى أن قال:

    (والأمثلةُ كثيرةٌ التي تثير مسألة التكفير لولاة الأمر -الأمراء والعلماء- والتي بسببها خرجت الفتنُ، وحصل بسببها القتل والسلب والنهب وأكل أموال الناس بالباطل، وهُتكت الأعراض، وضعف الأمن، وكثر الخوف بين العامة والآمنين.

    وكما قال الشيخ محمد ابن عثيمين -رحمه الله-: إن تكفير ولاة الأمور يتضمن مفسدتين عظيمتين: مفسدة شرعية، ومفسدة اجتماعية، يقول الشيخ -رحمه الله-:

    «فالله -الله- في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يُتَّخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإِثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور؛ فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس.

    كما أن ملءَ القلوب على ولاة الأمر يُحدث الشرّ والفتنة والفوضى، وكذا ملء القلوب على العلماء يُحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها، فإذا حاول أحدٌ أن يقلّل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن؛ لأن الناس إن تكلم العلماء لم يقتدوا بكلامهم، وإن تكلم الأمراء تمرّدوا على كلامهم، وحصل الشر والفساد.

    فالواجب أن ننظر: ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان؟ وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب.

    ولْيعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام، فليست العبرةُ بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة، ولست أريد بالحكمةِ السكوتَ عن الخطأ بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع، لا لنغيّر الأوضاع، فالناصح هو الذي يتكلّم ليصلح الاوضاع لا ليغيرها» اهـ.

    ويقول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- في كلام له نفيس جامع نافع في الموضوع:

    «وهناك شبهة عند كثير من الشباب استحكمت في عقولهم، وأثارت عندهم مسألة الخروج على الحكام، وهي: أن هؤلاء الحكام مبدِّلون، وضعوا قوانين وضعية من عندهم، ولم يحكموا بما أنزل الله والحكم موجود، لكن وضعوا قوانين من عندهم!

    فحكموا بردة هؤلاء وكفرهم، وبَنَوْا على ذلك أن هؤلاء ما داموا كفاراً يجب قتالهم، ولا ينظر إلى حالة الضعف؛ لأنّ حالة الضعف قد نُسخت بآية السيف، فما بقي هناك مجالٌ للعمل بحالة الاستضعاف -كما يقولون- التي كان عليها المسلمون في مكة!!

    فالجواب على هذه الشبهة أن نقول:

    لا بدّ أن نعلم -أولاً- هل انطبق عليهم وصف الردة أم لا؟ وهذا يحتاج إلى معرفة الأدلة الدالة على أن هذا القول أو الفعل ردة؛ ثمّ تطبيقها على شخص بعينه، وهل له شبهة أم لا؟

    يعني: قد يكون النصّ قد دَلّ أن هذا الفعل كفر، وهذا القول كفر، لكن هناك مانعٌ يمنع من تطبيق حكم الكفر على هذا الشخص المعين.

    والموانع كثيرة؛ منها: الظنّ -وهو جهل- ومنها: الغلبة، فالرجل الذي قال لأهله: إذا مِتُّ فأحرقوني ثمّ اسحقوني ثمّ اذروني في الريح في البحر، فإن الله لو قدر عليَّ ليعذبنِّي عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين.

    هذا الرجل ظاهر عقيدته الكفر والشكّ في قدرة الله، لكن الله لما جمعه وخاطبه، قال: يا رب إني خشيت منك -أو كلمة نحوها-، فغفر له، فصار هذا الفعل منه تأويلاً.

    ومثله ذلك الرجل الذي غلبه الفرح، وأخذ بناقته قائلاً: «اللهم أنت عبدي وأنا ربك» كلمة كفر، لكن هذا القائل لم يكفر؛ لأنّه مغلوب عليه، أخطأ من شدّة الفرح، أراد أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.

    والمكره يُكره على كلمة الكفر فيقول كلمة الكفر، أو يفعل فعل الكفر، لكن لا يكفر بنص القرآن؛ لأنه غير مريد، وغير مختار.

    وهؤلاء الحكام، نحن نعرف أنهم في المسائل الشخصية كالنكاح والفرائض -وما أشبهها- يحكمون بما دلّ عليه القرآن -على اختلاف المذاهب-، وأما في الحكم بين الناس فيختلفون.

    ولهم شبهة يوردها لهم بعض علماء السوء، يقولون: إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنتُم أعلمُ بأمور دُنياكُم» وهذا عام، وكل ما تصلح به الدنيا فلنا الحرية فيه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «أنتم أعلم بأمور دنياكم»!

    وهذا لا شك شبهة، لكن هل هو مُسَوِّغٌ لهم في أن يخرجوا عن قوانين الإسلام في إقامة الحدود، ومنع الخمور، وما شابه ذلك؟

    وعلى فرض أن يكون لهم في بعض النواحي الاقتصادية شبهة، فإن هذا ليس فيه شبهة.

    وأما تمام الإشكال المطروح فيقال فيه: إذا كان الله -تعالى- بعد أن فرض القتال قد قال: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قومٌ لا يفقهون} [الأنفال:65]، فكم هؤلاء ؟! واحدٌ بعشرة، ثم قال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألفٌ يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} [الأنفال:66].

    وقد قال بعض العلماء: إن ذلك في وقت الضعف، والحكم يدور مع علته، فبعد أن أوجب الله عليهم مصابرة العشرة قال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً}.

    ثم نقول: إن عندنا نصوصاً محكمة تبيّن هذا الأمر وتوضحه؛ منها قوله -تعالى-: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [البقرة:286].

    فالله -سبحانه- لا يكلف نفساً إلا وسعها وقدرتها، والله -سبحانه- يقول -أيضاً–: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن:16] فلو فرضنا أن الخروج المشار إليه على هذا الحاكم واجبٌ، فإنه لا يجب علينا ونحن لا نستطيع إزاحته، فالأمر واضح؛ لكنه الهوى يهوي بصاحبه»(3).

    قلتُ:

    هذا آخرُ كلامهِ ونُقولهِ –جزاه الله خيراً- والعزوُ الأخيرُ له- بإقرار الشيخين الفاضلين –سدّدهما المولى –سبحانه- ...

    وفي النصِّ (النفيس الجامع النافع) المنقول -أخيراً- عن سماحة الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- تضمينٌ لمسألة (الحكم بغير ما أنزل الله)، وتسمياتها الحادثة (التبديل)، و(التقنبن)، و(التشريع)، وبيان ُ أنَّ الحكمَ واحدٌ، وهو التفصيلُ...

    ... وإنِّي لَأُكَرِّرُ –في هذا المقام- كلمةً ذكرتُها مِراراً عدّة، وكتبتُها في مواطنَ مُتعدّدة –ذاتَ صِلَةٍ مُباشِرةٍ بما نحن فيه-:

    «مَن لم يَقْنَع بالدليل؛ فسوفَ يُقنِعُهُ الواقع الذليل»!!

    ولا مُفَرِّج إلا اللهُ العظيم الجليل...

    ـ = ـ = ـ = ـ = ـ = ـ = ـ = ـ

    (1) وقد طُبع –منذ ذلك الحين- أربع طبعات – بحمد الله وتوفيقهِ.

    (2) انظر -لردِّها- كتابَيَّ: «الأجوبة المتلائمة»، و«التنبيهات المتوائمة . .» -وهما مطبوعان سائران-.

    (3) «التحذير من فتنة التكفير» جمع علي الحلبي (ص103-111)، (تعليق الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- على كلام الشيخين الألباني وابن باز -رحمهما الله- في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله).

    منقول من هنـــــــــــــــــــــــــــا
    avatar
    محب السلف
    غفر الله تعالى له
    غفر الله تعالى له


    ذكر عدد الرسائل : 6
    العمر : 49
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 14/07/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty فتنة التكفير منشؤها اليوم فكر سيد قطب للعلامة الشيخ سعد الحصين حفظه الله

    مُساهمة من طرف محب السلف 25.07.08 22:32



    فتنة التكفير منشؤها اليوم فكر سيد قطب
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Line
    نشر الشيخ سعد الحصين مقالا في مجلة (الشريعة) في الأردن بعنوان (فتنة التكفير) قال فيه:


    قبل ربع قرن ظهر اسم التكفير والهجرة، وكان أبرز حادث ربط به؛ اغتيال وزير الأوقاف المصري الشيخ محمد حسين الذهبي.

    ومنذ البداية استنتج الباحثون أن التكفير والهجرة جزء منفصل من جسد جماعة الإخوان المسلمين لم يستسغ أفراده تذبذب قادة (الجماعة الأم) بين الفكر الرافض وبين الواقع المشارك في اللعبة السياسية في مصر، وما تبع ذلك من مخالفة للأصل كلما كانت الريح مواتية.

    ومن يلم إلماما كافيا بفكر سيد قطب، وهو أبرز مفكري جماعة الإخوان، لا يجد بدا من الاعتراف بصحة هذا الاستنتاج، وإليك البرهان من نصوص فكره:

    * التكفير: كفَّر سيد قطب عامة المسلمين (والبشرية كافة) بمن فيهم المؤذنين الذين يرددون (لا إله إلا الله) على المآذن، ولو قدموا الشعائر لله وحده في نصوص كثيرة في أكثر من واحد من آخر مؤلفاته

    فقال في كتابه \"في ظلال القرآن\" الجزء الثاني صفحة (1057): \"ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله\".

    وقال سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن، الجزء الثاني صفحة (1057): \"البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله، البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة أنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى ومن بعد أن كانوا في دين الله\".

    وقال سيد قطب في كتابه \"معالم في الطريق\" صفحة (101): \"يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة، لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها..\".

    وقال في كتابه \"في ظلال القرآن\" الجزء الثاني صفحة (1492) طبعة دار الشروق: \"الذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان وفي أي مكان هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده\".

    وقال سيد قطب: \"من الشرك الواضح الظاهر، الدينونة (لغير الله) في تقليد من التقاليد، كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله، والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر\" وذلك في كتابه \"في ظلال القرآن\" الجزء الرابع صفحة (2033) طبعة دار الشروق.

    وقال سيد قطب: \"إنه ليست على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي\"، وذلك في كتابه \"في ظلال القرآن\"، الجزء الرابع صفحة (2122) طبعة دار الشروق.

    وفي مقابل إطلاقه أوصاف الجاهلية والردة والشرك على كل المسلمين (حكام ومحكومين) ولو اعتقدوا أن لا إله إلا الله، وأدوا شعائر العبادة لله وحده، بسبب ارتكابهم صغائر الذنوب أو المباحات باتخاذهم أعيادا ومواسم وأزياء وعادات وتقاليد ونظم حياة لم يشرعها الله، قال عن عبَّاد الأصنام والأوثان من المشركين: \"ما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة (عبادة الاصنام تقربا إلى الله وطلبا للشفاعة إليه)، ولا كان إسلام من أسلم متمثلا في مجرد التخلي عن الاستشفاء بهذه الاصنام\"، وذلك في كتابه \"في ظلال القرآن\"، الجزء الثالث صفحة (1492) طبعة دار الشروق.


    ولكن الله تعالى يقول: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.

    وفي الحديث القدسي: \"يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة\" رواه أحمد وغيره عن أبي ذر، ورواه الترمذي عن أنس

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: \"حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا\" متفق عليه.

    * والهجرة والاعتزال: كانت النتيجة المنطقية والعملية لتكفير سيد قطب جميع المسلمين في هذا العصر (قادتهم وشعوبهم) الدعوة إلى هجر جماعة المسلمين واعتزال مساجدها في قوله: \"لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيديا وشعوريا ومنهج حياة، عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعورا كاملا بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه؛ جاهلية وأهل جاهلية\" وذلك في كتاب \"في ظلال القرآن\" الجزء الرابع صفحة (2122)

    وهذه دعوة صريحة إلى هجر جماعة المسلمين والاستعلاء عليهم والتعصب لفرقة منهم مناهضة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالتزام الجماعة؛ فقد قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، وقال تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}، وقال تعالى: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون}، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وبارك عليه أوصى حذيفة ـ رضي الله عنه ـ أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم عند ظهور الفتن والشر، قال حذيفة: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟، قال: \"فاعتزل تلك الفرق كلها\".

    وسيد قطب يأمر اعتزال الجماعة والإمام والمسجد ولزوم الفرقة.

    وفي صحيح مسلم ـ باب وجوب لزوم جماعة المسلمين عند ظهور الفتن أيضا ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"من مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية\" رواه البخاري بنحوه

    وقال سيد قطب في تفسير قول الله تعالى: {واجعلوا بيوتكم قبلة}: \"يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية (المساجد) واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي\"، \"في ظلال القرآن\" الجزء الثالث صفحة (1816) طبعة دار الشروق.

    وَصَفَ سيد قطب بيوت الله في بلاد المسلمين اليوم بأنها \"معابد الجاهلية\"، ووصفها فيما سيأتي بأنها \"مساجد الضرار\" وأوصى أتباعه باعتزالها والصلاة في البيوت مخالفا صريح الكتاب وصحيح السنة وسبيل المؤمنين القدوة، قال الله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه}.

    وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم: \"أن صلاة الرجل في جماعة ـ في مسجد ـ تزيد على الصلاة في البيت وفي السوق خمسة وعشرين ضعفا\"، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ بحرق بيوت المتخلفين عن الصلاة الجامعة ـ في المسجد ـ عليهم.

    وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: \"من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن\".

    وأضاف الشيخ سعد الحصين في مقاله، أن خطوة الإصلاح الأولى في فكر سيد قطب، الحكم بأنه لا وجود للإسلام ولا للمسلمين خارج حزبه، حيث قال: \"نقطة البدء الصحيحة في الطريق الصحيحة هي أن تبين حركات البعث الإسلامي، أن وجود الإسلام قد توقف، هذا طريق، والطريق الأخرى أن تظن هذه الحركات لحظة واحدة أن الإسلام قائم وأن هؤلاء الذين يدَّعون الإسلام ويتسمَّون بأسماء المسلمين هم فعلا مسلمون.

    فإن سارت الحركات في الطريق الأول سارت على صراط الله وهداه، وإن سارت في الطريق الثاني فستسير وراء سراب كاذب تلوح لها فيه عمائم تحرِّف الكلم عن مواضعه وتشتري بآيات الله ثمنا قليلا وترفع راية الإسلام على مساجد الضرار\". وجاء ذلك في كتابه \"العدالة الاجتماعية \" صفحة (216) طبعة دار الشروق.

    وكانت نتيجة هذا الفكر، التكفير بالصغائر فما دونها ـ في ورثته طلاب الفكر ـ في مكتبات المساجد ودور القرآن وجمعيات التوعية والتربية والرحلات المدرسية والمراكز الإسلامية ـ الهجرة ولو إلى بلاد الكفر، أو التفجير والاغتيال ومنازعة الأمر أهله.

    وكالة الأنباء الاسلامية
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty فتاوي العلماء في رأس التكفير

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 10.08.08 14:05

    فتاوي العلماء في رأس التكفير

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .

    أما بعد معشر إخواننا المسلمين جعلنا الله وإياكم على النعم شاكرين وعند البلوى والمحن صابرين فقد ظهر في وقتنا وفشا فيه كثير من الفتن وتغيير الأحوال وفساد الدين واختلاف القلوب واحياء البدع وإماتة السنن ما دل على إنقراض الدنيا وزوالها ومجىء الساعة واقترابها إذ كل ما قد تواتر من ذلك وتتابع وانتشر وفشا وظهر قد أعلمنا به صلى الله عليه وسلم وخوفناه وسمعه منه صحابته رضوان الله عليهم وأداه عنهم التابعون رحمة الله عليهم ونقله أئمتا إلينا عن أسلافهم ونقله لنا الثقات من الرواة .

    وإن من هذه البلايا والرزايا التي ابتلي به كثير من شباب هذه الأمة افتتانهم بما يسمى ( أسامة بن لادن ) الذي ركب الصعب والذلول في سبيل إحياء سنن الخوارج ، وإلصاقها بالدعوة السلفية الحقة ، وإضفاء الشرعية على أعماله الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المسلمة باسم الجهاد ، فكان أن قيض الله من هذه الأمة علماء جهابذة وقفوا له بالمرصاد وبينوا عواره ، وهتكوا أستاره ، ولكن دعاة الباطل يحاولون بكل ما يستطيعون إخفاء فتاوى هؤلاء العلماء الكبار عن الناس ، ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يظهر الحق وقمع الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً ، فإليك رحمك الله هذه الفتاوى الشرعية الموثقة في ما يسمى ( أسامة بن لادن ) :


    الفتوى الأولى للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :


    . مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص 7- 17 :

    قال الإمام بن باز – رحمه الله : (( أما ما يقوم بهالآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم ، وهم دعاة شر عظيم ، وفساد كبير ، والواجب الحذر من نشراتهم ، والقضاءعليها ، وإتلافها ، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن ؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر ، ونشر الكذب ، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك .

    هذه النشرات التي تصدر من الفقيه ، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها ، ويجب نصيحتهموإرشادهم للحق ، وتحذيرهم من هذا الباطل ، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذاالشر ، ويجب أن ينصحوا ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه .

    ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريقالوخيم ، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يتوبواإلى الله مما سلف منهم ، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم ، والإحسان إليهم ، كما قال سبحانه : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىأَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} وقال سبحانه : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } والآيات في هذا المعنى كثيرة )) أهـ.
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty تتمة فتاوى العلماء في رأس التكفير

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 10.08.08 14:06

    الفتوى الثانية للعلامة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

    . ذكر الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - في (جريدة المسلمون والشرق الأوسط - 9 جمادىالأولى 1417هـ) : أن أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدةوخرج عن طاعة ولي الأمر.

    فتوى المحدث الشيخ مقبل بن هادي الوادعي– رحمه الله - :

    . في لقاء مع علامة اليمن الشيخ مقبل بن هاديالوادعي - رحمه الله- في جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد : 11503 قال الشيخ مقبل -رحمه الله- : (( أبرأ إلى الله من بن لادن فهوشؤم وبلاء على الأمة وأعمــاله شر )).

    و في نفس اللقاء :(( السائل : الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم ؟

    أجابالشيخ مقبل : أعلم ذلك ، وقد اتصل بي بعض الأخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم ،ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن ، فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد ، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغرب مضيق عليهمبسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين أو غيرهم ، والله المستعان .السائل : ألم تقدم نصيحة إلى أسامة بن لادن ؟

    أجاب الشيخ : لقد أرسلت نصائح لكن الله أعلم إن كانت وصلت أم لا ، وقد جاءنا منهم أخوة يعرضون مساعدتهم لنا وإعانتهم حتى ندعو إلى الله ، وبعد ذلك فوجئنا بهم يرسلون مالا ويطلبون منا توزيعهعلى رؤساء القبائل لشراء مدافع ورشاشات ، ولكنني رفضت عرضهم ، وطلبت منهم ألا يأتواإلى منزلي ثانية ، وأوضحت لهم أن عملنا هو دعوي فقط ولن نسمح لطلبتنا بغير ذلك )) أهـ.

    وقال الشيخ مقبل – رحمه الله - في كتاب (تحفة المجيب) من تسجيل بتاريخ 18 صفر 1417 هـتحت عنوان (من وراء التفجيرات في أرض الحرمين؟ ) : (( وكذلك إسناد الأمور إلى الجهال،فقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعهمن العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالمًا اتّخذ النّاسرءوسًا جهّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا )).

    كما يقال: العالمالفلاني ما يعرف عن الواقع شيئًا، أو عالم جامد، تنفير، كما تقول مجلة "السنة" التي ينبغي أن تسمى بمجلة "البدعة"، فقد ظهرت عداوتها لأهل السنة من قضية الخليج.

    وأقول: إن الناس منذ تركوا الرجوع إلى العلماء تخبطوا يقول الله عز وجل: {وإذاجاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم وأولي الأمر هم العلماء والأمراء والعقلاءالصالحون.

    وقارون عند أن خرج على قومه في زينته قال أهل الدنيا: {يا ليت لنا مثلما أوتي قارون إنّه لذو حظّ عظيم * وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلاّ الصّابرون }.

    والعلماء يضعون الأشياء مواضعها: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالمون }، {إنّ في ذلك لآيات للعالمين }، {إنّما يخشى الله من عباده العلماء }، {يرفع الله الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات }. فهل يرفع الله أهل العلم أم أصحاب الثورات والانقلابات وقد جاء في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ eسئل: متى السّاعة؟ فقال: (( إذا وسّد الأمر إلى غير أهلهفانتظر السّاعة)) رئيس حزب وهو جاهل.ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجدًا في بلد كذا . فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعًا ورشاشًا وغيرهما. فيقول: خذ هذه مائة ألف (أو أكثر) وإن شاء الله سيأتي الباقي )) أهـ .
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty تتمة

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 10.08.08 14:06

    فتوى الشيخ العلامة أحمد النجمي – حفظه الله - :

    . سئل الشيخ العلامة أحمد النجمي–حفظه الله-:

    أحسن الله إليك هذا سائل يقول قد صح النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال : (( لعن الله من آوى محدثاً ))،هل هذا الحديث ينطبق على دولة طالبان و خاصة أنهم يؤون الخوارج ويعدونهم في معسكر الفاروق الذي يشرف عليه أسامة بن لادن و فيه أربعة فصائل: الفصيل الأول فصيل المعتم ، وفصيل الشهراني ، و فصيل الهاجري ، وفصيل السعيد ، وهؤلاء الأربعة هم الذين فجروا في العليا ، و يكفرون الحكام و يكفرون العلماء في هذه البلاد ؟

    فأجاب الشيخ -حفظه الله-: (( لا شك أن هؤلاء يعتبروا محدثين،و هؤلاء الذين آووهم داخلون في هذا الوعيد الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم و اللعنة التي لعنها من فعل ذلك، (( لعن الله من آوى محدثاً )) فلو أن واحداً قتل بغير حق و أنت أويته و قلت لأصحاب الدم ما لكم عليه سبيل و منعتهم ، ألست تعتبر مؤوياً للمحدثين ! )) أهـ.

    فتوى معالي الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله - :

    . قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ في (جريدة الرياض )بتاريخ ( 8/11/2001 ) في جانب الانحراف في فهم الإسلام ، هذا له أسباب كثيرة جداً ، لكن من أهمها أن المعلم في التعليم ما قبل الجامعي يحتاج إلى نظرة جادة ، أنا لست مع الذين يقولون إن المشكلة في المناهج ، إن المشكلة في المعلم والمعلم الآن يعطي منهجاً مختصراً ، وهذا المنهج لو أتينا ونشرحه مثلاً خذ منهج العقيدة في المتوسط هذا المنهج يمكن أن نقرأه في يوم كله من أوله إلى أخره لأنه كله عشرون صفحة أو ثلاثون صفحة، وهو الآن (المعلم) يعلّم هذا المنهج لمدة سنة أو كل يوم ساعة، هنا الشرح الذي سيكون، أن بعض المعلمين عندما يعطي المعاني غير الصحيحة وأنا واجهت هذا عند أولادي حيث يأتون ويقولون إن هذه معناها كذا وكذا ومفهومها كذا وتطبيقها بهذا الشكل، ويكون هذا خلاف الصحيح حتى في مسائل التوحيد والعقيدة يطبقونها بشكل خاطئ، والمنهج هو نفس المنهج الديني الذي درستموه كلكم..فلماذا قبل ثلاثين سنة لم يؤد إلى انحراف أو غلو ديني ولم يعط إلا خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة؟ وفي الخمس عشرة سنة الأخيرة صار هناك اندفاع كبير جداً من الشباب يحتاج إلى علاج.

    ومن أهم أسبابه هو المعلم ، ولهذا أقول من الضروري أن يكون المعلم للموضوعات الشرعية والدينية معداً إعداداً صحيحاً وليس كل متخرج في كلية شرعية أو من كلية إسلامية يصلح لأن يعلم.إن المعلم يحتاج حتى تضبطه إلى إعداد أولاً ويحتاج إلى كتاب معلم مفصل لا يخرج عنه، وإذا خرج عن كتاب المعلم هذا يحاسب عليه لأن كتاب المعلم لا وجود له في المسائل الدينية، هناك كتاب الفقه، كتاب التوحيد، كتاب التفسير، لكن أين الشرح ومن أن يأتي به يعطونك مدارس كثيرة جداً. حتى إنه في هذه الأزمة ربما سمعتم بعض المدرسين يمجد أسامة بن لادن وهذا خلل في فهم الإسلام )) أهـ.
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty ((التكفير بين الإفراط والتفريط )) للعلامة الفوزان

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 14.08.08 14:22

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    هذه محاضرة لسماحة الشيخ الوالد صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله و التي ألقاها

    يوم الإثنين 10-10-1428 الموافق ل 22-10-2007

    بجامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض

    و التي هي بعنوان


    ((التكفير بين الإفراط والتفريط ))

    فحفظ الله شيخنا و بارك في علمه و عمره

    من هنا للتحميل


    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty وقفات مع حديث عظيم حول التكفير

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 14.08.08 15:16

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Mnwa7re3

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله مُحمد وعلى آله وصحبه. أما بعد:

    عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ ما أَتَخَوف عليكم رجل قَرأ القرآن حتى إذا رُئِيَت بَهجته عليه وكان ردءاً للإسلام غَيَّرَه إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسَعَى على جَارِه بالسيف ورماه بالشرك. قال قلت يا نَبِيَّ الله أيُّهُما أَولَى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي) رواه ابن حبان في صحيحه. وقال ابن كثير عن إسناده هذا إسناد جيد ، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه الألباني رحمهم الله.


    أيها القراء الكرام؛ إنَّ هذا حديث عظيم القَدْر لأنه يُشَخِّصُ مَرضاً مِن أَفْتَكِ أمراض العصر، ألا وهو مَرض التكفير بغير حقّ، ثم ما ترتب على التكفير مِن استحلال الدماء والأموال وإشاعة الفوضى والرعب في بلاد المسلمين.

    ولنا معه في هذا المقام عدد من الوقفات:

    أولاً: إنَّ نبِي الله صلوات الله وسلامه عليه لم يكن ينطق عن هوى بل كان ما جاء به وحيٌ أَوْحَاهُ الله إليه، والله علام الغيوب لا تخفى عليه خافية ماضية أو حاضرة أو مستقبلة.
    وقد سبق في علمه سبحانه أن سيكون في هذه الأمة من سَيُكفر المسلمين بغير حقّ ويسفك دماءهم بغير حقّ، فلذا حَذَّرَنَا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة حتى نكون على بَيِّنَةٍ وبصيرة منها فلا تَجرفنا تياراتها ولا تُهلكنا أعاصيرها حيث نرى أنها الحق وأن ما خالفها هو الباطل.

    ثانياً: هذا الرجل الذي تَخَوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أنه قرأ القرآن أي حفظ حروفه وأتقن قراءتها، وكان ردءاً للإسلام أي صاراً ناصراً للإسلام ومدافعاً عنه وذاباً عنه بأي نوع من أنواع النصرة بتعليمه القرآن أو جهاده بالقلم أو بالسيف أو بغير ذلك من الوسائل.

    ولا شك أن فتنة هذا الصنف أعظم من فتنة غيره لأنه مَحسوب على الإسلام، يتكلم بلسان الدين، ويلبس عِباءة الدين، فالناس أسرع له تصديقاً، وأعظم به ثقة، بِخلاف مَن عُرف بِتَهَتُّكِهِ وفُجُوره وفُسُوقه وانسلاخه فهذا لا يُقبل منه ولا يُلتفت إليه ولا يُؤْبَهُ به بل لا يَزيده حربه للدين إلا مَقتاً عند الناس وانحطاطاً في أعينهم.

    ثالثاً: هذا الرجل بعد أن قرأ القرآن وصار منه ما صار من خِدمة الإسلام غَيَّرَهُ إلى ما شاء الله، أما تغيير حروفه فلا يستطيع لأنه سرعان ما يفتضح فالقرآن مَحفوظ ولو غُيِّرَت نسخه أو عشر أو مئة فكتاب الله مَحفوظ في المصاحف وفي الصدور والحمد لله كما قال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُون ) ويدخل القرآن في الذِّكر دُخولاً أولياً.

    ولكن هذا الرجل غَيَّرَ تأويل القرآن وَحَرَّفَ معانيه ونَزَّلَ آياته على غير مَحامِلِها الصحيحة، ومِن ذلك مَثلاً أنْ جَعل الكبائر بِمنزلة الكفر فَكَفَّرَ بالمعاصي، وبناءً على ذلك تَجده يُكَفِّرُ المسلمين بغير حقّ.

    ومن ذلك مثلاً أن يُفسر الآية تفسيراً مُجْمَلاً عاماً مع أنَّهَا تَحتمل أكثر مِن مَعنى، لا يستقيم المعنى الصحيح لها إلا بالتفصيل مثل قوله تعالى ( وَمَن لَم يَحكُم بِما أَنزلَ الله فأولئك هُم الكافرون )، فيُفسرها تفسيراً عاماً فَيُكَفِّر كل مَن حَكَمَ بغير ما أنزل الله وهذا مِن أبطل الباطل.

    إنَّ العالم المجتهد إذا أفتى وأخطأ في فتواه فقد حكم بغير ما أنزل الله، فهل يكون بذلك كافراً معاذ الله !! بل هو مأجور عند الله أجراً واحداً لاجتهاده.

    إنَّ السلف الصالح فسروا هذه الآية بِما مُقضاه أنَّ الحاكم يَكْفُرُ إذا حَكَمَ بغير ما أنزل الله إذا كان مُسْتَحِلاً والعياذ بالله، أما إذا لَم يستحل فهو مِن باب كُفْر دُون كُفر كما قاله ابن عباس وغيره، أي كُفر لكنه دون الكفر الأكبر، أما إذا كان خَطَئاً في الاجتهاد مِمَّن له حقّ الاجتهاد فهذا مأجور على اجتهاده مغفور له خطأه.

    ومن أمثلة تحريف معاني القرآن عند هذا الصنف من الناس أن يأتي إلى النص الشرعي الذي يُخاطب وُلاَة الأُمور فينزله الواحد منهم على نفسه، ومثال ذلك أنَّ الله تعالى قال في كتابه (يا أيها النبي حَرِّض المؤمنين على القتال) فيقوم الواحد منهم وهو في ظل دولة لها إمام فيُحرض الناس على ما يسميه هو جهاداً بدون أن يُخَوله ولي أمر المسلمين بذلك ويقول أنا أمتثل قول الله تعالى (يا أيها النبي حَرِّضِ المؤمنين على القتال) ولا شك أنَّ هذا باطل من القول، وإذا أردت أن تعرف بطلانه فانظر هل كان الصحابة يُعلنون الجهاد مِن عند أنفسهم أم كانوا ينتظرون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يُجاهدون بأمره ويكفون بأمره.

    أفهؤلاء القوم أحرص على تطبيق القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا. ولكن مَنع أولئك العلمُ والتقوى والوقوفُ عند حدود الله.

    إنَّ الله خَاطَبَ نَبِيَّهُ بالتحريض على القتال باعتبار أنه ولي أمر المسلمين وإمامهم ، وهو خِطابٌ مِن بَعدِه لأُولي الأمر فأمر الجهاد مَوْكُولٌ إليهم باتفاق الأئمة قال صلى الله عليه وسلم ( الإمام جُنَّة يُقَاتَلُ مِن وَرَائِه ).

    ومِن أمثلة تغيير معاني القرآن أنهم يَجيئون إلى آيات النهي عن موالاة الكفار فأدخلوا في الموالاة المحرمة التعامل المباح الذي دَلَّ الكتاب والسنة على إباحته، فإذا تعاقدت الدولة المسلمة مع الدولة الكافرة قالوا هذا كُفر ورِدَّة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما قَدم المدينة أَبرَمَ اتفاقية حسن الجوار مع يهود المدينة ثم أبرم عهد الصلح مع مشركي قريش في الحديبية.

    وإذا حصل التبادل التجاري مع الدولة الكافرة قالوا هذه موالاة وحرموا على الناس شراء المنتجات التي تأتي من دول الكفر، مع أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مَاتَ ودِرْعهُ مَرهونة عند يهودي اشترى منه ثلاثين صاعاً من شعير فلم يكن عنده قيمته فرهن لديه درعه صلوات الله وسلامه عليه.

    فهذه بعض صور تغيير معاني القرآن الكريم التي ضلوا بسببها وأضلوا كثيراً مِمَّن لا فِقْهَ عنده ولا عِلم ولا بَصيرة.

    رابعاً: هذا التغيير لمعاني القرآن ولأحكام الشريعة له سببان رئيسان.

    الأول: الجهل، وسبب الجهل هو عدم تلقي العلم على أهل العلم والسنة بل يرمي الشاب نفسه على جهال مثله يتلقى على أيديهم. أو ينعزل على كتبه يقرؤوها دون وعي ولا بصيرة، والله أمرنا بالرجوع إلى أهل الذِّكر، أمَّا تلقي العلم عن طُرق الكتب وحدها أو الأشرطة وحدها أو مواقع "النِّت" وحدها ونحو ذلك فهذه لا تُخرج إلا جُهَالاً ضُلالاً إلا مَن عَصَمَهُ الله تعالى.

    إنَّ كثيراً مِمَّن يَقتدي بهم بعض شبابنا وفتياتنا هم في الأصل مِن الجهال الذين لم يتلقوا العلم الشرعي على أهله بل إن فتشت اكتشفت بأن هذا تخصصه في الزراعة وذاك تخصصه في التجارة وإدارة المال والثالث تخصصه في علم النفس والرابع تخصصه فن و تمثيل والخامس تخصصه عربدة وتفحيط، وبين عشية وضُحاها وإذا هُم أصحاب فَتْوَى وتوجيه وصَارُوا مَرجِعاً للناس تُعقد لهم المحاضرات والدروس وتصدر لهم الأشرطة وأصبح لهم جمهور عريض تُرَدُّ مِن أَجل كلماتهم فتاوى أهل العلم بل تُرَدُّ لأجلهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

    السبب الثاني: الهوى، فبعض الناس يكون عنده علم لكنه يفتقد المصداقية فيحرف معاني الشريعة لمصلحة شخصية أو مصلحة حزبية والعياذ بالله، ولهذا تَجد هذا الصنف كثيري التلون والتشكل كل يوم لهم وجه كل يوم لهم موقف، لا أقول في المسائل الفقهية التي يدخلها الاجتهاد ولكن في المسائل العقدية المحسومة التي لا تقبل إلا التسليم والانقياد.

    فعلى المسلم أن يجتهد في طلب العلم قبل أن يتكلم في دين الله، وعليه أن يلتزم الصدق والتقوى وأن يمشي على مقتضى العلم لا الهوى.

    خامساً: من هنا ندرك أن حفظ القرآن وحده لا يكفي، بل لابد من شيء هو أعظم من الحفظ ألا وهو الفقه فيه ومعرفة أحكامه ومعانيه، ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجمعون بين الحفظ والعلم فإذا تعلموا بضع آيات لم يتجاوزوا تلك الآيات حتى يتعلموا فقهها وأحكامها فجمعوا بين العلم والعمل والإيمان.

    وليس معنى كلامي التهوين من شأن حفظ القرآن -معاذ الله- ولكن التنبيه إلى ضرورة الجمع بين الحفظ والفهم حتى لا ينزل القرآن على غير منازله. والنبي صلى الله عليه وسلم بَيَّنَ أنَّ مِن أبرز صفات الخوارج قراءة القرآن دون فقه ولا فهم يقرؤون القرآن ولا يُجاوز حناجرهم أو تراقيهم.

    سادساً: هذا الرجل الذي تَخَوَّفَهُ علينا النبي صلى الله عليه وسلم لم يَكتف بأنْ ضَلَّ في نفسه بل تعامل مع الناس على ضوء ذلك الضلال فقام على جاره أي أخيه المسلم فَكَفَّرَهُ أيْ بغير حقّ ولم يكتف بذلك بل قام عليه بالسيف فقتله، فأي فساد بعد هذا.

    هذا الذي كان ينظر إليه بالأمس نظرة احترام وتوقير وتقدير يقوم على من كان يوقره لفضله وقراءته القرآن فيقتله مُعتقداً كُفره، ولم يقف الأمر عند قتل جاره وأخيه ، بل وصل الأمر إلى أدهى من ذلك لقد افتخر بعض هؤلاء بأنه ذبح أباه وأمه في الله تعالى. نعم وصل الحال ببعضهم إلى هذه الدركة والعياذ بالله. ذبح أبويه وهما مِن أهل لا إله إلا الله ولم يكن لهما ذنب إلا أنه اعتنق فكر التكفير فكفر أباه وأمه ثم تقرب إلى الله بسفك دمائهما تدليلاً على أنه لا تأخذه في الله لومة لائم، وتأكيداً على أنه لا يُحابي في دين الله أحداً ولو كان أباه أو أمه. فهل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا الضلال والانحراف.

    فأين هذا من الأمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كَانَا مُشرِكين ولو جاهداك على أن تُشرك بالله كما جاء به نص الكتاب الكريم.

    انظروا إلى هذه الفئات اليوم كيف كَفَّرَت العلماء وولاة الأمور ورجال المباحث ورجال الأمن بل المجتمع كله عند بعضهم ثم استحلوا سفك دمائهم.

    إنه الأمر نفسه الذي تخوفه علينا النبي صلى الله عليه وسلم وصدق الله وبَلَّغَ رسوله عليه الصلاة والسلام.

    سابعاً: في الحديث تَحذير بَالِغٌ لكل مَن تُسَوِّلُ له نفسه أن يُكَفِّرَ المسلمين بغير حقّ بأنه الأحق بالكفر والأولى به والعياذ بالله، فإن مَن كَفَّرَ مُسلماً بغير حقّ رجع تكفيره عليه فَلْيُقْدِم أو لِيحْجِم.

    ثامناً: على المسلم أن يتبصر في هذا الفكر وفي رموزه وفي تنظيماته وليرجع إلى كبار العلماء فإننا نعيش فتنة عامة جَرفت كثيراً من الناس لاسيمَا من الشباب.

    تأملوا في هذه التنظيمات ماذا جَرَّتْ على المسلمين مِن الويلات ؟! ماذا جَرَّت عليهم مِن الفتن والدمار؟!

    سَلُوا أنفسكم هل استفاد منهم المسلمون؟
    هل حرروا فلسطين؟
    هل رفعوا الظلم عن المستضعفين؟
    هل أعانوا المنكوبين؟
    هل عَمَرُوا المساجد وشَيَّدُوا المدارس؟
    هل نشروا التوحيد وحاربوا لبدع ؟
    هل فتحوا للإسلام بلاداً جديدة؟
    هل هيئوا للمسلمين حياة سعيدة؟
    هل ازداد المسلمون بسببهم ألفةً ومَحبةً وتَرابطاً وأُخُوّة ؟


    أم أنهم ما دخلوا بلدةً إلا أفسدوها وفرقوا كلمة أهلها وأشاعوا الفتنة والخراب في أرجائها، وتعاونوا مع كل مفسدٍ مُجرم فصاروا بذلك ذريعة لأعداء الإسلام للإفساد في أرض المسلمين.

    تأملوا في مكايدهم ومُخططاتهم وتفاهة أفكارهم بالأمس يقولون أَخْرِجُوا المشركين مِن جزيرة العرب، واليوم يقولون دمروا آبار النفط وأدخلوا المشركين جزيرة العرب؟ لماذا؟ حتى يفتكون بهم بزعمهم ؟

    سَلُوهُم هل استطاعوا أن يُحرروا أفغانستان حتى يزعموا أن في قدرتِهم إخراجَهم من جزيرة العرب بعد أن يستدرجوهم إليها ؟ فأين العقول أين البصائر؟ أين التجرد للحق؟

    أيها الإخوة مَن المستفيد لو تمت هذه المؤامرات التي تحاك ضد بلادكم وأوطانكم، مَن؟ والله لن يستفيد منها إلا اليهود والصهاينة وأذنابهم.

    وقبل أن أختم أحب أن أطرح عليكم سؤالاً بالغ الأهمية، أتدرون من هو هذا الرجل الذي خافه علينا الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

    إنه ليس شخصاً واحداً بعينه ولكنه كل من انطبقت عليه هذه الصفات، فاحذر أخي الكريم أن تكون هو.

    والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.


    كتبه
    علي بن يحيى الحدادي
    إمام وخطيب جامع أم المؤمنين بالرياض


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 14.08.08 15:19 عدل 1 مرات
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty حقيقة الإيمان ومسألة التكفير

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 15.08.08 10:37

    بيان ضلال من ضل في
    حقيقة الإيمان ومسألة التكفير



    كثر الخوض في بيان حقيقة الإيمان ومسألة التكفير وأخذ من لا يريد خيرا بالمسلمين يلقي بذورها المنحرفة بينهم من خلال وجهتين ضالتين ومذهبين باطلين ‏:‏

    أحدهما ‏:‏ في جانب الغلو والإفراط في نصوص الوعيد وهو مذهب الخوارج الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه بشقيه شيئاً واحداً ، إذا زال بعضه زال جميعه فأنتج هذا مذهبهم الضال ‏:‏ ‏"‏ وهو تكفير مرتكب الكبيرة ‏"‏ ‏.‏

    ومن آثاره ‏:‏ فتح باب التكفير على مصراعيه ، مما يصيب الأمة بالتصدع والانشقاق وهتك حرمات المسلم في دينه وعرضه ‏.‏

    وثانيهما ‏:‏ في جانب التقصير والجفاء والتفريط في فهم نصوص الوعد ، والصدِّ عن نصوص الوعيد وهو مذهب المرجئة الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه شيئاً واحداً لا يتفاضل وأهله فيه سواء ، وهو ‏:‏ ‏"‏ التصديق بالقلب مجرداً من أعمال القلب والجوارح ‏"‏ وجعلوا الكفر هو ‏"‏ التكذيب بالقلب ، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه ‏"‏ فأنتج هذا مذهبهم الضال ‏:‏ ‏"‏ وهو حصر الكفر بكفر الجحود والتكذيب ‏"‏ المسمى ‏:‏ ‏"‏ كفر الاستحلال ‏"‏ ‏.‏

    ومن آثاره ‏:‏ فتح باب التخلي عن الواجبات والوقوع في المحرمات وتجسير كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات مما يؤدِّي إلى الإنسلاخ من الدين وهتك حرمات الإسلام ‏.‏ نعوذ بالله من الخذلان ‏.‏

    كما يلزم عليه عدم تكفير الكفار ، لأنهم في الباطن لا يكذبون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما يجحدونها في الظاهر كما قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏ فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ‏}‏ ‏[‏ الأنعام/33 ‏]‏ ‏.‏

    وقال - سبحانه - عن فرعون وقومه ‏:‏ ‏{‏ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماًَ وعلواً ‏}‏ ‏[‏ النحل/14 ‏]‏ ‏.‏

    و لهذا قال إبراهيم النخعي - رحمه الله تعالى - ‏"‏ لفتنتهم - يعني المرجئة - أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة ‏"‏ ‏.‏

    وقال الإمام الزهري - رحمه الله تعالى - ‏:‏ ‏"‏ ما ابتدعت في الإسلام بدعة هي أضر على أهله من هذه - يعني ‏:‏ الإرجاء - ‏"‏ رواه ابن بطة في ‏:‏ ‏"‏الإبانة‏"‏ ‏.‏

    و قال الأوزاعي - رحمه الله تعالى - ‏:‏ ‏"‏ كان يحيى بن كثير و قتادة يقولان ‏:‏ ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء ‏"‏ ‏.‏

    و قال شريك القاضي - رحمه الله تعالى - وذكر المرجئة فقال ‏:‏ ‏"‏ هم أخبث قوم ‏,‏ حسبك بالرفض خبثا ‏,‏ و لكن المرجئة يكذبون على الله ‏"‏ ‏.‏

    وقال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - ‏:‏ ‏"‏ تركت المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري ‏"‏ ‏[‏ الفتاوى ‏:‏ 7/394 - 395 ‏]‏

    و عن سعيد بن جبير - رحمه الله تعالى - ‏:‏ ‏"‏ أن المرجئة يهود أهل القبلة ‏,‏ و صابئة هذه الأمة ‏"‏ ‏[‏ رواه ابن بطة وغيره ‏]‏

    * لوازم الإرجاء الباطلة ‏:‏

    و إنما عظمت أقوال السلف في الإرجاء ‏,‏ لجرم آثاره ‏,‏ ولوازمه الباطلة ‏,‏ و قد تتابع علماء السلف على كشف آثاره السيئة على الإسلام و المسلمين ‏.‏

    قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - في الرد على المرجئة ‏:‏ ‏"‏ ويلزمه أن يقول ‏:‏ هو مؤمن بإقراره ‏,‏ و إن أقر بالزكاة في الجملة و لم يجد في كل مائتي درهم خمسة ‏:‏ أنه مؤمن ‏,‏ فيلزمه أن يقول ‏:‏ إذا أقر ثم شد الزنار في وسطه ‏,‏ و صلى للصليب ‏,‏ و أتى الكنائس و البيع ‏,‏ و عمل الكبائر كلها ‏,‏ إلا أنه في ذلك مقر بالله ‏,‏ فيلزمه أن يكون عنده مؤمنا ‏.‏ و هذه الأشياء من أشنع ما يلزمهم ‏"‏ انتهى ‏.‏

    ثم قال بعده شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ‏:‏ ‏"‏ قلت ‏:‏ هذا الذي ذكره الإمام أحمد من أحسن ما احتج الناس به عليهم ‏,‏ جمع في ذلك جملا يقول غيره بعضها ‏.‏ و هذا الإلزام لا محيد لهم عنه ‏.‏‏.‏ ‏"‏ انتهى ‏[‏ الفتاوى 7/401 ‏]‏

    ثم إن هذه اللوازم السيئة على قول المرجئة التي ذكرها الإمام أحمد ‏,‏ بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ‏"‏ الفتاوى ‏:‏ 7/188-190 ‏"‏ ‏.‏

    ثم قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ‏:‏ ‏"‏ النونية ‏"‏ ناظما لآثار الإرجاء ولوازمه الباطلة هذه ‏:‏

    وكذلك الإرجاء حين تقر بالــ **ـمعبود تصبح كامل الإيمان

    فارم المصاحف في الحشوش و خرب الـ ** ـبيت العتيق وجد في العصيان

    واقتل إذا ما استطعت كل موحد ** وتمسحن بالقس والصلبان

    واشتم جميع المرسلين ومن أتوا **من عنده جهرا بلا كتمان

    وإذا رأيت حجارة فاسجد لها ** بل خر للأصنام و الأوثان

    و أقر أن رسوله حقا أتى ** من عنده بالوحي والقرآن

    فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا ** وزر عليك وليس بالكفران

    هذا هو الإرجاء عند غلاتهم ** من كل جهمي أخي شيطان


    وقال - رحمه الله تعالى - في ‏:‏ إعلام الموقعين ‏:‏ في بيان تناقض الأَرْئَتِيَّة ‏:‏ ‏"‏ ومن العجب إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان ‏,‏ و أنه مجرد التصديق ‏,‏ والناس فيه سواء ‏,‏ وتكفير من يقول ‏:‏ مُسَيْجِدْ ‏,‏ أو فُقَيْه ‏,‏ أو يصلي بلا وضوء أو يلتذ بآلات الملاهي ‏,‏ ونحو ذلك ‏"‏ انتهى ‏.‏

    وكشف عن آثار الإرجاء ولوازمه الباطلة الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - ‏[‏ فتح الباري ‏"‏11/270 ‏.‏ وانظر فيض القدير ‏:‏ 6/159 ‏.‏ و أصله في شرح المشكاة للطيبي ‏:‏ 2/477 ‏]‏ ‏:‏ ‏"‏ قال الطِّيبي ‏:‏ قال بعض المحققين ‏:‏ وقد يتخذ من أمثال هذه الأحاديث المبطلة ذريعة إلى طرح التكاليف و إبطال العمل ‏,‏ ظنا أن ترك الشرك كاف ‏!‏‏!‏ و هذا يستلزم طي بساط الشريعة و إبطال الحدود ‏,‏ و أن الترغيب في الطاعة و التحذير من المعصية لا تأثير له ‏,‏ بل يقتضي الانخلاع عن الدين ‏,‏ و الانحلال عن قيد الشريعة ‏,‏ و الخروج عن الضبط ‏,‏ والولوج في الخبط ‏,‏ وترك الناس سدى مهملين ‏,‏ وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد أن يفضي إلى خراب الأخرى ‏,‏ مع أن قوله في بعض طرق الحديث ‏:‏ ‏"‏ أن يعبدوه ‏"‏ يتضمن جميع أنواع التكاليف الشرعية ‏,‏ وقوله ‏:‏ ‏"‏ ولا يشركوا به شيئا ‏"‏ يشمل مسمى الشرك الجلي والخفي ‏,‏ فلا راحة للتمسك به في ترك العمل ‏,‏ لأن الأحاديث إذا ثبتت وجب ضم بعضها إلى بعض ‏,‏ فإنها في حكم الحديث الواحد ‏,‏ فيحمل مطلقها على مقيدها ليحصل العمل بجميع ما في مضمونها ‏.‏ وبالله التوفيق ‏"‏ انتهى ‏.‏

    وفي كتاب ‏"‏ صفوة الآثار و المفاهيم ‏"‏ في فوائد قول الله تعالى ‏:‏ ‏{‏ إياك نعبد و إياك نستعين ‏}‏ قال مبينا أن القول بالإرجاء دسيسة يهودية وغاية ماسونية ‏[‏ 1/187 للشيخ عبدالرحمن الدوسري - رحمه الله تعالى - ‏]‏ ‏:‏

    ‏"‏ التاسع و الثمانون بعد المائة ‏:‏ تعليم الله لعباده الضراعة إليه بـ ‏{‏ إياك نعبد و إياك نستعين ‏}‏ إعلام صريح بوجوب الصلة بين الإيمان والعمل ‏,‏ وأنه لا يستقيم الإيمان بالله ولا تصح دعواه إلا بتحقيق مقتضيات عبوديته ‏,‏ التي هي العمل بطاعته ‏,‏ وتنفيذ شريعته ‏,‏ وإخلاص القصد لوجهه الكريم ‏,‏ والانشغال بمرضاته ‏,‏ والعمل المتواصل لنصرة دينه ‏,‏ والدفع به إلى الأمام بجميع القوى المطلوبة ؛ ليرتفع بدين الله عن الصورة إلى الحقيقة ‏,‏ وأن المسلم لا يجوز له الإخلال بذلك ‏,‏ ولا لحظة واحدة ‏.‏

    وإن الدعوات لمجرد إيمان خال من العمل هي إفك وخداع وتلبيس ‏,‏ بل هي من دس اليهود على أيدي الجهمية ‏,‏ وفروعها من المرجئة كالماسونية ‏,‏ وغيرهم ‏,‏ إذ متى انفصمت الصلة بين الإيمان والعمل ، فلن نستطيع أن نبني قوة روحية نقدر على نشرها والدفع بمدها في أنحاء المعمورة ‏,‏ بل إذا انفصمت الصلة بين الإيمان و العملفقد المسلم قوته الروحية ‏,‏ وصار وجوده مهددا بالخطر ‏,‏ الذي يزيل شخصيته أو يذيبها في بوتقة غيره ‏,‏ لأنه لا يستطيع أن ينمي قوة روحية يصمد بها أمام أعدائه ‏,‏ فضلا عن أن يزحف بها عليهم ‏"‏ انتهى ‏.‏

    وبالجملة فهذان المذهبان ‏:‏ مذهب الخوارج ومذهب المرجئة ‏,‏ باطلان ‏,‏ مُردِيَان ، أثَّرا ضلالاً في الاعتقاد ‏,‏ وظلما للعباد ، وخرابا للديار ‏,‏ وإشعالا للفتن ‏,‏ ووهاءً في المد الإسلامي ‏,‏ وهتكاً لحرماته وضرورياته ‏,‏ إلى غير ذلك من المفاسد والأضرار التي يجمعها الخروج على ما دلت عليه نصوص الوحيين الشريفين ، والجهل بدلائلها تارة ، وسوء الفهم لها تارة أخرى وتوظيفها في غير ما دلت عليه ‏,‏ وبتر كلام العالِم تارة ‏,‏ والأخذ بمتشابه قوله تارة أخرى ‏.‏

    وقد هدى الله ‏(‏ جماعة المسلمين ‏)‏ أهل السنة والجماعة - الذين مَحَّضُوا الإسلام ولم يشوبوه بغيره - إلى القول الحق ‏,‏ والمذهب العدل ‏,‏ والمعتقد الوسط بين الإفراط والتفريط مما قامت عليه دلائل الكتاب والسنة ، ومضى عليه سلف الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا ‏,‏ وقد بينه علماء الاسلام في كتب الاعتقاد ‏,‏ وفي ‏(‏ باب حكم المرتد ‏)‏ من كتب فقه الشريعة المطهرة ‏,‏ من أن الإيمان ‏:‏ قول باللسان ، واعتقاد بالقلب ‏,‏ وعمل بالجوارح ‏,‏ يزيد بالطاعة ‏,‏ وينقص بالمعصية ولا يزول بها ‏,‏ فجمعوا بين نصوص الوعد والوعيد ونزلوها منزلتها ‏,‏ وأن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك وبالترك ‏,‏ وليس محصورا بالتكذيب بالقلب كما تقوله المرجئة ‏,‏ ولا يلزم من زوال بعض الإيمان زوال كله كما تقوله الخوارج ‏.‏

    و أختم هذا الفصل بكلام جامع لابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتاب ‏:‏ ‏"‏ الفوائد ‏"‏ بيَّن فيه آراء من ضل في معرفة حقيقة الإيمان ‏,‏ ثم ختمه ببيان الحق في ذلك ‏,‏ فقال - رحمه الله تعالى - ‏:‏

    ‏"‏ و أما الإيمان ‏:‏ فأكثر الناس أو كلهم يدعونه ‏{‏ و ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ‏}‏ ‏[‏ يوسف/103 ‏]‏ و أكثر المؤمنين إنما عندهم إيمان مجمل ‏,‏ و أما الإيمان المفصل بما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم معرفة وعلما و إقرارا و محبة ‏,‏ ومعرفة بضده وكراهيته وبغضه ‏,‏ فهذا إيمان خواص الأمة وخاصة الرسول ‏,‏ وهو إيمان الصديق وحزبه ‏.‏

    وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار بوجود الصانع ‏,‏ وأنه وحده هو الذي خلق السماوات و الأرض وما بينهما ‏,‏ و هذا لم يكن ينكره عباد الأصنام من قريش ونحوهم ‏.‏

    و آخرون الإيمان عندهم التكلم بالشهادتين سواء كان معه عمل أو لم يكن ‏,‏ وسواء رافق تصديق القلب أو خالفه ‏.‏

    و آخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق القلب بأن الله سبحانه خالق السماوات و الأرض و أن محمدا عبده ورسوله ‏,‏ و إن لم يقر بلسانه ولم يعمل شيئا ‏,‏ بل ولو سب الله ورسوله و أتى بكل عظيمة ‏,‏ وهو يعتقد وحدانية الله ونبوة رسوله فهو مؤمن ‏.‏

    و آخرون عندهم الإيمان هو جحد صفات الرب تعالى من علوه على عرشه ‏,‏ وتكلمه بكلماته وكتبه ‏,‏ وسمعه وبصره ومشيئته وقدرته و إرادته وحبه وبغضه ‏,‏ وغير ذلك مما وصف به نفسه ‏,‏ ووصف به رسوله ‏,‏ فالإيمان عندهم إنكار حقائق ذلك كلهوجحده ‏,‏ والوقوف مع ما تقتضيه آراء المتهوكين وأفكار المخرصين الذين يَرُدُّ بعضهم على بعض ‏,‏ وينقض بعضهم قول بعض ‏,‏ الذين هم كما قال عمر بن الخطاب و الإمام أحمد ‏:‏ مختلفون في الكتاب ‏,‏ مخالفون للكتاب متفقون على مفارقة الكتاب ‏.‏

    و آخرون عندهم الإيمان عبادة الله بحكم أذواقهم ومواجيدهم وما تهواه نفوسهم من غير تقييد بما جاء به الرسول ‏.‏

    و آخرون الإيمان عندهم ما وجدوا عليه آباءهم و أسلافهم بحكم الاتفاق كائنا ما كان ‏,‏ بل إيمانهم مبني على مقدمتين ‏:‏ إحداهما ‏:‏ أن هذا قول أسلافنا و آبائنا ‏,‏ و الثانية ‏:‏ أن ما قالوه فهو الحق ‏.‏

    و آخرون عندهم الإيمان مكارم الأخلاق وحسن المعاملة وطلاقة الوجه و إحسان الظن بكل أحد ‏,‏ وتخلية الناس وغفلاتهم ‏.‏

    و آخرون عندهم الإيمان التجرد من الدنيا و علائقها وتفريغ القلب منها و الزهد فيها ‏,‏ فإذا رأوا رجلا هكذا جعلوه من سادات أهل الإيمان و إن كان منسلخا من الإيمان علما وعملا ‏.‏

    و أعلى من هؤلاء من جعل الإيمان هو مجرد العلم وإن لم يقارنه عمل ‏.‏

    وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الإيمان ولا قاموا به و لا قام بهم ‏,‏ وهم أنواع ‏:‏

    منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان ‏.‏

    ومنهم من جعل الإيمان ما لا يعتبر في الإيمان ‏.‏

    ومنهم من جعله ما هو شرط فيه و لا يكفي في حصوله ‏.‏

    ومنهم من اشترط في ثبوته ما يناقضه ويضاده ‏.‏

    ومنهم من اشترط فيه ما ليس منه بوجه ‏.‏

    و الإيمان وراء ذلك كله ‏,‏ وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم علما و التصديق به عقدا و الإقرار به نطقا و الانقياد له محبةوخضوعا ‏,‏ والعمل به باطنا وظاهرا ‏,‏ وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان ‏,‏ وكماله في الحب في الله والبغض في الله ‏,‏ والعطاء لله و المنع لله ‏,‏ و أن يكون الله وحده إلهه ومعبوده ‏,‏ والطريق إليه ‏:‏ تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا ‏,‏ وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله ‏.‏ وبالله التوفيق ‏"‏ انتهى ‏.‏

    المصدر
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Untitl13
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty الأصول والضوابط في مسألة التكفير

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 15.08.08 10:46

    الأصول والضوابط في مسألة التكفير

    ونظرا لما حصل من تسرب المذهبين المذكورين المخالفين لمذهب أهل السنة إلى عقائد بعض المعدودين من أهل السنة ، وخفاء أصول هذه المسألة شرعاً على آخرين ؛ رأيت إيضاح ما يجب اعتباره شرعاً في هذه المسألة مما يُعْرَفُ به الحق بدليله ‏,‏ وبطلان ما خالفه من المذاهب المردية ‏,‏ والاتجاهات الفكرية الضالة ‏,‏ وأنها مسألة خطيرة ‏,‏ وعظيمة ‏,‏ مُحاطةٌ شرعا بما يحفظ للإسلام حرمته ‏,‏ وللمسلمين حرمتهم ‏,‏ وذلك فيما يأتي ‏:‏

    1- التكفير حكم شرعي لا مدخل للرأي المجرد فيه ‏,‏ لأنه من المسائل الشرعية لا العقلية ‏,‏ لذا صار القول فيه من خالص - حق الله تعالى - لا حَقَّ فيه لأحد من عباده ، فالكافر من كفره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا غير ‏.‏

    وكذلك الحكم بالفسق ، والحكم بالعدالة ، وعصمة الدم ، والسعادة في الدنيا والآخرة ، كل هذه ونحوها من المسائل الشرعية ‏,‏ لا مدخل للرأي فيها ‏,‏ وإنما الحكم فيها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ‏,‏ وهي المعروفة في كتب الاعتقاد باسم ‏:‏ ‏"‏ مسائل الأسماء والأحكام ‏"‏ ‏.‏


    2- للحكم بالردة والكفر موجبات وأسباب هي نواقض الإيمان والإسلام ، من اعتقاد ‏,‏ أو قول ‏,‏ أو فعل ‏,‏ أو شك ‏,‏ أو ترك ، مما قام على اعتباره ناقضا الدليلُ الواضح ‏,‏ والبرهان الساطع من الكتاب أو السنة ‏,‏ أو الإجماع ‏,‏ فلا يكفي الدليل الضعيف السند ‏,‏ ولا مشكل الدلالة ، ولا عبرة بقول أحد كائنا من كان إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح ‏.‏

    وقد أوضح العلماء - رحمهم الله تعالى - هذه الأسباب في كتب الاعتقاد ‏,‏ وفرعوا مسائلها في ‏:‏ ‏"‏ باب حكم المرتد ‏"‏ من كتب الفقه ‏.‏

    وأَوْلَوها عناية فائقة ‏,‏ لأنها من استبانة سبيل الكافرين ، والله - تعالى - يقول ‏:‏ ‏{‏ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ‏}‏ ‏[‏ الأنعام/55 ‏]‏ ‏.‏

    وفي استبانة سبيل المجرمين ‏:‏ تحذير للمسلم من الوقوع في شيء منها ، وهو لا يشعر ‏,‏ وليتبين له الإسلام من الكفر ، والخطأ من الصواب ويكون على بصيرة في دين الله تعالى ‏.‏

    وبقدر ما يحصل من الجهل بسبيل المؤمنين ، وبسبيل الكافرين ، أو بأحدهما يحصل اللبس ويكثر الخلط ‏.‏

    وكما أن للحكم بالردة والكفر موجباتٍ وأسباباً فله شروط وموانع ‏.‏

    فيشترط إقامة الحجة الرسالية التي تزيل الشبهة ‏.‏

    وخلوه من الموانع كالتأويل ‏,‏ والجهل ‏,‏ والخطأ ‏,‏ والإكراه ‏.‏

    وفي بعضها تفاصيل مطولة معلومة في محلها ‏.‏

    3- يتعين التفريق بين التكفير المطلق وهو ‏:‏ التكفير على وجه العموم في حق من ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام ، وبين تكفير المعين ، فإن الاعتقاد ، أو القول ، أو الفعل ، أو الشك ، أو الترك ، إذا كان كفرا فإنه يطلق القول بتكفير من فعل ذلك الفعل ، أو قال تلك المقالة وهكذا ‏.‏‏.‏‏.‏ دون تحديد معين به ‏.‏ أما المعين إذا قال هذه المقالة ، أو فعل هذا الفعل الذي يكون كفرا ‏,‏ فينظر قبل الحكم بكفره ‏,‏ بتوفر الشروط ‏,‏ وانتفاء الموانع في حقه ، فإذا توفرت الشروط ‏,‏ وانتفت الموانع ، حكم بكفره وردته فيستتاب فإن تاب وإلا قتل شرعاً ‏.‏

    4- الحق عدم تكفير كل مخالف لأهل السنة والجماعة لمخالفته ‏,‏ بل ينزل حكمه حسب مخالفته من كفر ، أو بدعة أو فسق أو معصية ‏.‏

    وهذا ما جرى عليه أهل السنة والجماعة من عدم تكفير كل من خالفهم وهو يدل على ما لديهم بحمدالله من العلم والإيمان والعدل والرحمة بالخلق ، وهذا بخلاف أهل الأهواء ، فان كثيرا منهم يكفِّرون كل من خالفهم ‏.‏

    5- كما أن ‏"‏الإيمان‏"‏ شعب متعددة ورتبها متفاوتة أعلاها قول ‏"‏لا اله إلا الله‏"‏ وأدناها ‏:‏ إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ، فكذلك ‏"‏الكفر‏"‏ الذي هو في مقابلة الإيمان ، ذو شعب متعددة ، ورتب متفاوتة أشنعها ‏"‏الكفر المخرج من الملة‏"‏ مثل ‏:‏ الكفر بالله ، وتكذيب ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ‏.‏

    وهناك كفر دون كفر ، ومنه تسمية بعض المعاصي كفراً ‏.‏

    ولهذا نبه علماء التفسير ، والوجوه والنظائر في كتاب الله - تعالى- وشراح الحديث والمؤلفون في‏:‏ ‏"‏لغته‏"‏ وفي الأسماء المشتركة ، والمتواطئة ، أن لفظ ‏"‏الكفر‏"‏ جاء في نصوص الوحيين ، على وجوه عدة ‏:‏ ‏"‏الكفر الناقل عن الملة‏"‏ و ‏"‏كفر دون كفر‏"‏ و‏"‏كفر النعمة‏"‏ و‏"‏التبرؤ‏"‏ و‏"‏الجحود‏"‏ و‏"‏التغطية‏"‏ على أصل معناه اللغوي ‏.‏

    وبناء على هذا ‏:‏ فانه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر بالعبد ، أن يصير كافراً الكفر المطلق ، الناقل عن الملة ، حتى يقوم به أصل الكفر ، بناقض من نواقض الإسلام ‏:‏ الاعتقادية أو القولية أو العملية عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا غير ‏.‏

    كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يكون مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان ‏.‏

    فالواجب وضع النصوص في مواضعها وتفسيرها حسب المراد منها من العلماء العاملين الراسخين ، وان الغلط هنا إنما يحصل من جهة العمل وتفسير النصوص وعلى الناصح لنفسه أن يحس بخطورة الأمر ودقته وأن يقف عند حده ويكل العلم إلى عالمه ‏.‏

    6- إصدار الحكم بالتكفير لا يكون لكل أحد من آحاد الناس أو جماعاتهم وإنما مرد الإصدار إلى العلماء الراسخين في العلم الشرعي المشهود لهم به ، وبالخيرية والفضل الذين أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يبلغوا الناس ما علموه وأن يبينوا لهم ما أشكل عليهم من أمر دينهم امتثالا لقول الله تعالى ‏(‏وإذ أخذ الله ميثاق الذي أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه‏)‏ ‏"‏آل عمران/187‏"‏ ‏.‏ وقوله سبحانه ‏(‏إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون‏)‏ ‏"‏البقرة/159‏"‏ وقوله سبحانه ‏:‏ ‏(‏ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏)‏ ‏"‏النحل/43‏"‏ ‏.‏

    فما أمر الله بالسؤال حتى أخذ سبحانه العهد والميثاق على العلماء بالبيان ‏.‏

    7- التحذير الشديد ، والنهي الأكيد عن سوء الظن بالمسلم فضلا عن النيل منه فكيف بتكفيره والحكم بردته والتسرع في ذلك بلا حجة ولا برهان من كتاب ولا سنة ‏.‏

    ولهذا جاءت نصوص الوحيين الشريفين محذرة من تكفير أحد من المسلمين وهو ليس كذلك كما قال الله تعالى ‏(‏يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عَرَض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعلمون خبيرا ‏)‏ ‏"‏النساء/94‏"‏ ‏.‏

    وفي عموم قول الله سبحانه ‏:‏ ‏(‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا‏)‏ ‏"‏الأحزاب/58‏"‏ ‏.‏

    وقد تواترت الأحاديث النبوية في النهي عن تكفير المسلم بغير حق ، منها ‏.‏‎‏:‏

    حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ، ولا يرميه بالكفر ،إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ‏"‏ متفق على صحته ‏.‏

    وعن ابن عمر -رضي الله عنهما -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏أيَّما رجل قال لأخيه ‏:‏يا كافر فقد باء بها أحدهما ‏"‏ متفق على صحته ‏.‏

    وعن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ومن دعا رجلا بالكفر ، أو قال ‏:‏ عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه ‏"‏ متفق على صحته ‏.‏

    ومعنى حار عليه ‏:‏ رجع عليه ‏.‏

    وفي حديث ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله‏"‏ رواه البخاري في صحيحه ‏.‏

    فهذه النصوص وغيرها فيها الوعيد الشديد لمن كَفَّر أحداً من المسلمين وليس هو كذلك ، وهذا والله أعلم - لما في إطلاق الكفر بغير حق على المؤمن من الطعن في نفس الإيمان ، كما أن فيها التحذير من إطلاق التكفير إلا ببينة شرعية ، إذ هو حكم شرعي لا يصار إليه إلا بالدليل ، لا بالهوى والرأي العاطل من الدليل ‏.‏

    وهذه الحماية الكريمة والحصانة العظيمة للمسلمين في أعراضهم وأديانهم من أصول الاعتقاد في ملة الإسلام ‏.‏

    بناء على جميع ما تقدم فليحذر المسلم أن يخوض مع الخائضين في هذا الأمر الخطير في المجالس الخاصة ، والمجتمعات العامة ، وفي الصحف والمجلات وغيرها ، من غير قدرة شرعية ولا قواعد علمية ولا أدلة قطعية فهذا تصرف يأباه الله ورسوله والمؤمنون ، وفاعله مأزور غير مأجور ، فالله تعالى ، يقول ‏:‏‏(‏ ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ‏)‏ ‏"‏الإسراء/36‏"‏ ‏.‏


    ويقول -سبحانه- ‏:‏ ‏(‏قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ‏)‏ ‏"‏الأعراف

    وبذلك يكون المسلم في مأمن من الإثم والتبعة في الدارين ، وتسلم المجتمعات الإسلامية من مظاهر الانحراف التي سببها الجهل والميل إلى الهوى ‏.‏ والله المستعان ‏.‏

    وفي هذا الفصل نقض لمذهب الخوارج في غلوهم وإفراطهم ‏.‏

    المصدر
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Untitl14
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 23.08.08 10:19

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    اليكم اخواني التسجيل الكامل للمحاضرة العلمية التأصيلية التي القاها

    فضيلة الشيخ الوالد العلامة عبيد بن عبد الله الجابري
    -حفظه الله-

    والتي كانت بعنوان:

    تحذير البصير من التسرع في التفسيق والتبديع والتكفير

    من هنـــــــــــــا

    نقلا عن
    من هنـــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty نقد ونق

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 23.08.08 10:26

    نقد ونقض
    قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر


    للعلامة
    محمد بن ناصر الدين الألباني
    -رحمه الله تعالى-


    السائل: ما رأيكم في هذه القواعد: من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، ومن لم يكن معنا فهو ضدنا ؟

    الشيخ الألباني: ومن أين جاءت هذه القواعد ؟،ومن قعَّدها؟!،

    هذا يُذكّرني بنُكتة تُرْوى في بلادنا الأصيلة " ألبانيا" حكاها في بعض المجالس والدي-رحمه الله- القصة تقول: بأن رجلاً عالماً زار صديقاً له في بيته، ثم لما خرج من عنده كَفَّرهُ قيل له: لِمَ؟ عندنا عادة في بلادنا وهي عادة أظُن مضطردة في بلاد العالِمْ يُعَظِّمون ويحترمون أو يُوّقِّرُون العلماء في بعض الأعراف والتّقاليد التي تختلف في اختلاف البلاد ،منها:

    رجلٌ مثلاً دخل الغرفة ونزل عليه ، فهو حين يَخْرُجْ ينبغي أنْ يُدار النّعِلْ بحيث أن العالِمْ لا يتكلّف أن يَلِفْ ويدور كأنه داخل وانما يجعل النعل مهيأ لدك قدميه فيه، فهذا العالِمْ لَمَّا زار صديقه وخرج وجد النَّعِلْ كما هما ، يعني ما احترم الشيخ ، تركهما كما هما ، فقال الرجل العالِمْ : أنّ هذا كَفَرْ، لماذا؟ لأنه لم يحترم العالِمْ ، ومَنْ لا يحترم العالم لا يحترم العِلِمْ ، والذي لا يحترم العلِمْ لا يحترم مَنْ جاء بالعِلمْ ،والذي جاء بالعلم هو محمد -صلى الله عليه وسلم - وهكذا سلْسلَها إلى جِبْريل ، إلى رب العالمين ، فإذاً هو َ كافر .

    هذا سؤآل أو هذه القاعدة ذكرتني بهذه الإطلاقة

    ليس شرطاً أبداً أنّ مَنْ كَفَّرَ شخصاً وأقام عليه الحُجَّة ، أنْ يكون كّلَّ النَّاس معه في التَّكْفير لأنه قد يكون هو متأوِّلاً ، ويرى العالِمْ الآخِرْ أنه لا يجوز التَّكْفير ، كذلك التَّفْسيق والتَّبْديع ، فهذه الحقيقة مِنْ فِتَنْ العصر الحاضر ، ومِنْ تسرُّع بعض الشباب في إدِّعاء العِلْم سواءٌ مقصود أن هذا التَّسلْسُلْ أو هذاالإلزام هو اللازِم ابداً ، هذا بابٌ واسعْ قد يرى عالِمْ أمْراً واجباً ، ويراه الآخَرْ ليس كذلك ، كما اختلف العلماء مِنْ قبل ومِنْ بعد إلا لأنه بعض الإجتهاد لا يُلْزم الآخرين بأن يأخذوا برأيهِ ، الذي يُوجِبْ الأخذْ برأي الآخَرْ إنّما هوَ المُقَلِّدْ الذي لا علم عنده ،فهو يجب عليه أن يُقلِّدْ ، أمّا مَن كان عالماً كالذي كَفَّرَ أو فسَّقَ أو بَدَّعْ ، ولا يَرى مثل رأيهِ فلا يَلْزمُهُ أبداً أنْ يُتابِعَ ذلك العَالِمْ، الظاهر أن هذه المصيبة كأنها إن شاء الله ما انتشرت بعد مِنْ بلادكم إلى بلادٍ أخرى .

    المصدر:

    شريط رقم778 السؤآل الرابع مِنْ " سلسلة الهدى والنور"

    منقول
    عن شبكة البيضاء العلمية
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 10:49


    بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير
    والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت .



    الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :

    فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 2\4\1419هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير , وما ينشأ عنه من سفك الدماء , وتخريب المنشآت , ونظرا إلى خطورة هذا الأمر , وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة , وإتلاف أموال معصومة , وإخافة للناس , وزعزعة لأمنهم واستقرارهم , فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده , وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليهم الأمر في ذلك , فنقول وبالله التوفيق :

    أولا : التكفير حكم شرعي , مرده إلى الله ورسوله


    فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله , فكذلك التكفير , وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل , يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة .

    ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة , فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن , لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة , وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات , مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير , فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر , فقال : " أيما امرىء قال لأخيه : يا كافر , فقد باء بها أحدهما , إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " . وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الإعتقاد كفر , ولا يكفر من اتصف به , لوجود مانع يمنع من كفره .

    وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها , وانتفاء موانعها كما في الإرث , سببه القرابة - مثلا - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين , وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به .
    وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد , كما في قصة الذي قال :" اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . أخطأ من شدة الفرح .

    والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال , ومنع التوارث , وفسخ النكاح , وغيرها مما يترتب على الردة , فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .

    وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم , وإشاعة الفوضى , وسفك الدماء , وفساد العباد والبلاد , ولهذا منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من منابذتهم , فقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " . فأفاد قوله :" إلا أن تروا " , أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة .

    وأفاد قوله :" كفر " أنه لا يكفي الفسوق ولو كبُرَ , كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار , والإستئثار المحرم . وأفاد قوله : " بواحا " أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر , وأفاد قوله : " عندكم فيه من الله برهان " . أنه لابد من دليل صريح , بحيث يكون صحيح الثبوت , صريح الدلالة , فلا يكفي الدليل ضعيف السند , ولا غامض الدلالة . وأفاد قوله : " من الله " أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وهذه القيود تدل على خطورة الأمر .

    وجملة القول :

    أن التسرع في التكفير له خطره العظيم ؛ لقول الله عز وجل : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به , سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) - الأعراف 33 - .


    ثانيا : ما نجم عن هذا الإعتقاد الخاطىء

    من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض , وسلب الأموال الخاصة والعامة , وتفجير المساكن والمركبات , وتخريب المنشآت , فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين ؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة , وهتك لحرمة الأموال , وهتك لحرمات الأمن والإستقرار , وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم , وغدوهم ورواحهم , وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها .

    وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم , وحرم انتهاكها , وشدد في ذلك , وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا " .

    ثم قال صلى الله عليه وسلم :" ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد " . متفق عليه .

    وقال صلى الله عليه وسلم :" كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " . وقال عليه الصلاة والسلام :" اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .

    وقد توعد الله سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد , فقال سبحانه في حق المؤمن : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) - النساء 93 - .

    وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ :(( وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة )) - النساء 92 -
    فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة , فكيف إذا قتل عمدا , فإن الجريمة تكون أعظم , والإثم يكون أكبر . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة " .

    ثالثا : إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك

    لما يترتب عليه من شرور وآثام , فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطىء , وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة , وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة , وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي , والإسلام بريء منه , وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه , وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف , وعقيدة ضالة , فهو يحمل إثمه وجرمه , فلا يحتسب عمله على الإسلام , ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام , المعتصمين بالكتاب والسنة , المستمسكين بحبل الله المتين , وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ؛ ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله .

    قال الله تعالى : (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام , وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد , وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) . - البقرة 204 - 206 - .

    والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق , والتناصح والتعاون على البر والتقوى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والجدال بالتي هي أحسن , كما قال الله سبحانه وتعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) - المائدة 2 -

    وقال سبحانه : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) - التوبة 71 - , وقال عز وجل : (( والعصر , إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) - سورة العصر -

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " . قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال: " لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمة المسلمين وعامتهم " , وقال عليه الصلاة والسلام :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " , والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

    ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين , وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين , وأن ينصر بهم دينه , ويعلي بهم كلمته , وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان , وأن ينصر بهم الحق , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

    رئيس المجلس :
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى .


    المصدر :
    مطوية بعنوان بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 12:24

    أبو عبد الله أحمد بن نبيل كتب:
    التحذير من فتنة التكفير


    للإمام
    ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ


    (1)
    تحميل
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Download_pic_05


    (2)
    تحميل
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Download_pic_05


    (3)
    تحميل
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Download_pic_05


    (4)
    تحميل
    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Download_pic_05


    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Template_01

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 12:28

    أبو عبد الله أحمد بن نبيل كتب:
    محاضرة بعنوان

    "خطورة الخوض في مسائل التكفير والحذر من شبهأهل الأهواء"

    تأليف
    فضيلة الشيخ ناصر عبد الكريم العقل
    -غفر الله تعالى له-

    وبتعليق سماحة المفتي الشيخ
    عبد العزيز آل الشيخ
    -حفظه الله تعالى-

    والإجابة على الأسئلة

    من هنا

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 12:35

    أبو عبد الله أحمد بن نبيل كتب:
    الشيخ اللحيدان يندد بمن يعتنق فكر التكفير ويحمل الغل على العلماء وبلاد التوحيد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا تفريغ لسؤال طرح على سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان يوم الخميس 22/06/1429 بعد صلاة المغرب ضمن الدروس والتوجيهات التي يقوم بها أيده الله في الحرم المكي الشريف لإجازة هذا العام

    السؤال: يقول نريد من سماحة الشيخ توجيها للشباب الذين يعتنقون فكر التكفير وينتقدون العلماء ويحملون الغل والكراهية لهذه البلاد

    أولا نسأل الله أن يصلحهم

    ويهديهم ويجيرنا وإياهم من شرهم وشر غيرهم والواجب على كل أحد أن يخاف الله جلا وعلا في السر والعلن وان ينظر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته

    رضي الله عنهم وأرضاهم وأن يحرص على التخلق بأخلاقهم

    والإقتداء بهم ثم يراجع سير الفرق الضالة والجماعات المنحرفة وحملة الدعايات الفاسدة المفسدة وليتجنبها

    في ما يتعلق بالتكفير من قال لأجد -إنسان واحد- يا كافر إن لم يكن كافرا حقا رجع التكفير إلى المتكلم (1) فإن قال لشخص ياعدو الله وليس بعدو الله رجعت هذه الكلمة على قائلها كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح (2)عن سيد البشر

    لا شك أن هذه الأفكار الخطيرة والنزعات السيئة الفاحشة ما نبتت في البلاد نباتا وإنما وفدت وفودا حملها دعاة ضلال وتعاهدها جهال بالإيمان حاقدون على الإيمان ن وأهله

    نسمع نرى ما كتب في الجرائد وما ذكر عن مقاصد ونعجب أشد العجب فسبحان الله ما أوسع حلم الله على هؤلاء وأمثالهم لا شك أن ذنوبنا كثيرة وانه لا مصيبة تأتي إلا بسبب الذنوب لكن هؤلاء وما قيل انه ينوونه ويقصدونه أمر خطير بالغ الخطورة

    نصيحتي لكل شاب أن يحذر من الأصدقاء وأن يبتعد عن قرناء السوء

    فإن النبي قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح

    مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير الجالس عند الكير إما أن يشم رائحة منتنة أو أن تتطاير عليه الشرارات تحرق الثوب أو قد تحرق الثوب والجسد وحامل المسك أقل ما يصيب جليسه

    أن يشم الرائحة الطيبة وربما أهداه وربما حملته الرائحة على أن يشتري منه

    وأصحاب الأفكار الخبيثة هؤلاء من جلساء السوء فيجب على الآباء و الأمهات أن يكونوا غاية في الحذر ولاسيما وقد دخل زمن الفراغ من الدراسات فيتفقدوا أولا دهم ويتعرفوا على أحوالهم ومن يجالسون ومن يصاحبون في أفكارهم وإذا استطاعوا أن يضعوا معهم ما يسجل ما يقولون وما يسمعون فينبغي أن يفعلوا لا عداوة بهم وإنما رحمة بهم وبالمجتمع الذي يعيشون فيه ،هذه شرور عصفت بالعالم الإسلامي أجمع ولم نسلم في هذه البلاد من شرها رغم أن هذه البلاد والفضل لله جلا وعلا كله تبذل خيرا كبيرا في الدعوة إلى الله وإيواء من يفد وتوفير الأمن إلى الوافدين لحج أو عمرة أو زيارة أو طلب معيشة فهي تحسن إلى الناس وتبذل، (.....)4 مفسدين يزرعون في قلوب الشباب الشر والفحش ,يحملونهم على أفعال الخوارج وأعمال المبتدعة الضلال ودعايات الفجور والإلحاد ينبغي للمسلم أن يكون غاية في الحذر منهم وان يهتم بذريته ومن له عليهم سلطة أن لا يسايروا وأن لا يصاحبوا دعاة التكفير والفجور فنسأل الله أن يهدينا وإياهم سواء السبيل

    استمع لكلام الشيخ ( صوتياً )
    من هنــــــــــــــا



    -------------------------
    (1) يشير الشيخ على ما رواه الإمام البخاري برقم ( 6103،6104) ومسلم برقم (61)
    (2) يشيرالشيخ إلى الحديث الذي رواه الإمام مسلم برقم (61) من حديث أبي ذر رضي الله عنه
    (3) يشير الشيخ غلى الحديث الذي رواه البخاري (رقم: 2101 ـ 5534) عن أبي موسى رضي الله عنه
    (4) كلمة غير واضحة لي

    منقول من هنــــــــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 12:48

    أبو عبد الله أحمد بن نبيل كتب:
    من له حق التكفير؟!

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

    فإنَّ من المظاهر السيئة التي انتشرت عند البعض ((ظاهرة التكفير))!!؛ حيث يزعم البعض أنَّ كل مسلم له حق التكفير، وليس هو من حقوق أهل العلم، الخاصة بهم!!، مما أدى إلى تساهل الكثير من أولئك في تكفير المسلم والحكم عليه بالردة عن الإسلام!!؛ ونبينا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول:((أيُّما امرئٍ قال لأخيه: يا كافرُ؛ فقد باء بها أحدُهما؛ إن كان كما قال وإلا رجعت عليه!!)) رواه مسلم.

    وممن تصدى لبيان هذه المسألة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء حفظه الله تعالى:

    سؤال: يُلاحظ على من يطلق لفظ " الجاهلية " على المجتمعات الإسلامية أنَّه يريد به: تكفير تلك المجتمعات، وبالتالي الخروج - أي على الحكام والمحكومين!! - ؟.

    جواب فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى:
    ((ليس من حق كل أحد أن يطلق التكفير أو أن يتكلم بالتكفير على الجماعات أو على الأفراد!!، التكفير له ضوابط فمن يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام فإنَّه يحكم بكفره ...،

    فالتكفير خطير، ولا يجوز لكل أحد أن يتفوه به في حق غيره!!، إنَّما هذا من صلاحيات الحاكم الشرعي، ومن صلاحيات أهل العلم الراسخين في العلم: الذين يعرفون الإسلام، ويعرفون نواقض الإسلام، ويعرفون الأحوال، ويدرسون واقع الناس والمجتمعات؛ فهم أهل الحكم بالتكفير وغيره، أما الجهال وأما أفراد الناس وأنصاف المتعلمين فهؤلاء ليس من حقهم إطلاق التكفير على الأشخاص أو على الجماعات أو على الدول؛ لأنهم غير مؤهلين لهذا الحكم!!)) [مراجعات في الفقه السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة ص 50- 51؛ إعداد وحوار: د. عبدالله بن محمد الرفاعي] .

    وقال قبل ذلك في ص49: ((والتكفير له ضوابط شرعية؛ فمن ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام التي ذكرها علماء أهل السنة والجماعة حكم بكفره بعد إقامة الحجة عليه!!، ومن لم يرتكب شيئاً من هذه النواقض فليس بكافر وإن ارتكب بعض الكبائر التي هي دون الشرك)).

    وقال في ص58: ((الحكم بالردة والخروج من الدين من صلاحيات أهل العلم الراسخين في العلم!!؛ وهم القضاة في المحاكم الشرعية والمفتون المعتبرون، وهي كغيرها من القضايا، وليس من حق كل أحد أو من حق أنصاف المتعلمين أو المنتسبين إلى العلم الذين ينقصهم الفقه في الدين؛ ليس من صلاحياتهم أن يحكموا بالردة!!؛ لأنَّ هذا يلزم منه الفساد!!، وقد يحكمون على المسلم بالردة وهو ليس كذلك، وتكفيرالمسلم الذي لم يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام فيه خطورة عظيمة، ومن قال لأخيه يا كافر أو فاسق وهو ليس كذلك؛ فإنَّ هذا الكلام يعود على قائله، فالذين يحكمون بالردة: هم القضاة الشرعيون والمفتون المعتبرون، والذين ينفذون هذا الحكم: هم ولاة أمر المسلمين، وما عدا هذا فهو فوضى!!!)).
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 12:59

    تأصيل لمسألة تكفير من ثبت إسلامه

    لسماحة الشيخ المفتي :
    صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
    -حفظه الله تعالى

    من هنـــــــــــــــــــــا للاستماع

    من هنـــــــــــــــــــــا للتحميل


    عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 23.08.08 13:10 عدل 1 مرات
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 13:02

    ضوابط في التكفير و التبديع

    لسماحة الشيخ المفتي :
    صالح آل الشيخ
    -حفظه الله تعالى-

    من هنـــــــــــــــــــا للاستماع

    من هنـــــــــــــــــــا للتحميــل


    عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 23.08.08 13:12 عدل 1 مرات
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 13:04

    شروط ثبوت الردّة أو الكفر على مسلم

    لسماحة الشيخ المفتي :
    صالح آل الشيخ
    -حفظه الله تعالى-

    من هنـــــــــــــــــــا للاستماع

    من هنـــــــــــــــــــا للتحميــل


    عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 23.08.08 13:12 عدل 1 مرات
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 13:05

    الفرق بين الكفر والتكفير والبدعة والتبديع

    لسماحة الشيخ المفتي :
    صالح آل الشيخ
    -حفظه الله تعالى-

    من هنـــــــــــــــــــا للاستماع

    من هنـــــــــــــــــــا للتحميــل
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره Empty رد: مجموع : ما كتب عن التكفير وخطره

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 23.08.08 13:18

    الفرق بين فهم الحجة و إقامة الحجة

    لفضيلة الشيخ :
    صالح العبود
    -حفظه الله تعالى-

    من هنـــــــــــــــــــا للاستماع

    من هنـــــــــــــــــــا للتحميــل

      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 10:58