( عندما يجتمع السلطانان )
قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
– رحمه الله تعالى –
كما في ( الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة ):
" …كان في صحن المسجد النبوي بئر و نخلة و شجيرات و كان الجهال يسمون ذلك بستان فاطمة و يتبركون بالنخلة و تمرها و بالشجيرات و البئر و يعتقدون أن بئر زمزم تجري تحت الأرض حتى تتصل بذلك البئر يوم عاشوراء من كل سنة, فيقبل الناس في يوم عاشوراء على تلك البئر و يأخذون منها ماء كثيرا للتبرك به
فاستشارنا الشيخ عبد الله بن حسن رحمة الله عليه في طمس البئر و إزالة البستان فلم نتردد في الموافقة على ذلك,
لأن
المسجد كله و قف للصلاة و لا يجوز أن يشغل بغيرها,
و
لأن الجهال يفتتنون بماء البئر و النخلة و الشجيرات
فكتب رحمه الله إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله يخبره بما رأينا و يستأذنه في تنفيذه,
فجاء الإذن
فأمر الشيخ بطم البئر و قلع تلك الأشجار و تسوية الأرض فكانت من حسناته رحمة الله عليه,
و لما قلعة النخلة و الأشجار و قطعت و حملت على خارج المدينة
انتظر المفتونون بها مجيء الليل بظلامه فأخذوها كلها و لم يبقوا شيئا,
و لابد أن يكونوا قد اقتتلوا عليها لينال كل واحد منهم قطعة صغيرة من الأشجار و أوراقها.
…و هنا نذكر شجرة ذات أنواط التي كانت للمشركين في الجاهلية ينوطون بها أسلحتهم و يتبركون بها,
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد:
باب من تبرك بشجر أو حجر و نحوهما
و مضى إلى أن قال:
و عن أبي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى حنين و نحن حدثاء عهد بكفر و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"الله أكبر إنها السنن قلتم و الذي نفسي بيده كما قالت بنوا غ7سرائيل لموسى{اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون}
لتركبن سنن من كان قبلكم"
رواه الترمذي و صححه
قال شارحه الشيخ سليما بن عبد الله رحمة الله عليه في شرح هذا الحديث ص150 ما نصه
" فإذا كان اتخاذ شجرة لتعليق الأسلحة و العكوف عندها اتخاذ إله مع الله مع أنهم لا يعبدونها و لا يسألونها فما الظن بما حدث من عباد القبور من دعاء الموات و الاستغاثة بهم و الذبح و النذر لهم و الطواف بقبورهم و تقبيلها و تقبيل أعتابها و جدرانها و التمسح بها و العكوف عندها و جعل السدنة و الحجاب بها؟!
و أي نسبة بين هذا و بين تعليق الأسلحة على شجرة تبركا؟!
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي
من أئمة المالكية:
(فانظروا رحمكم الله أينما و جدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس و يعظمونها و يضربون بها المسامير و الخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها).
…و قال الحافظ أبو محمد غبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي
في كتاب البدع و الحوادث:
(و من هذا القسم أيضا ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشياطين للعامة تخليق الحيطان و العمد و سرج مواضع مخصوصة في كل بلد يحكي لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحدا ممن شهر بالصلاح و الولاية فيفعلون ذلك و يحافظون عليه مع تضييعهم فرائض الله تعالى و سننه و يظنون أنهم متقربون بذلك, ثم يتجاوزون هذا إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها و يرجون الشفاء لمرضاهم و قضاء حوائجهم بالنذر لهم و هي من بين عين و شجر و حائط و حجر.
و في مدينة دمشق صانها الله من ذلك مواضع متعددة كعونية الحما خارج باب توما و العمو المخلق خارج باب الصغير و الشجرة الملعونة اليابسة خارج باب النصر في نفس قارعة الطريق, سهل الله قطعها و اجتثاثها من اصلها فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث)اهـ.
…فماذا يقول أعداء التوحيد الذي يبغضون الموحدين و يسمونهم بالوهابية
فهل كان أبو بكر الطرطوشي [المالكي] و عبد الرحمن أبو شامة و هابيين؟!".اهـ
والنقل
لطفا من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148847