خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    البيان الصحيح لدين المسيح

    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية البيان الصحيح لدين المسيح

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 19.01.10 4:56

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله
    نبدأ وعلى بركة الله
    كتاب:
    البيان الصحيح لدين المسيح

    أ. ياسر جبر






    أ- وجهة النظر المسيحية:

    خلق الله آدم وحواء ووضعهما في الجنة، وأعطاهما الحرية للاختيار بين الصواب والخطأ، فاختارا الخطأ وهو ارتكاب الخطيئة.

    فخطيئة آدم وحواء أدت إلي طردهما من الجنّة بالإضافة إلى معاناة تأثير الموت كنتيجة لخطئهما، وورثت الطبيعة البشرية طبيعة فاسدة جرَاء هذه الخطيئة.


    والله في المسيحية هو إله واحد وحيد في كل الوجود، خلق الكون و الأرض، وخلق آدم وحواء.
    والله في المسيحية ثلاثة أقانيم :(آب ، ابن، روح قدس)، وكلمة "أقنوم" تعني:خاصية أو شخصًا، ولذلك فالله في المسيحية هو واحد في ثالوث، ويسوع المسيح هو الأقنوم الثاني من الثالوث.
    وتجلت رحمة الله بأن سمح بمجيء المُخلص ليفتدي البشرية من العقوبة الشديدة وهى الموت، (الموت عندهم هو الخروج من رحمة الله )؛ وذلك نتيجة لعصيان آدم وحواء لله بالأكل من الشجرة ، فجاء المسيح المُخلص ليُِخلص البشرية من حكم الموت الأبدي ، وقام المسيح من الموت بكامل قدرته بعدما مات على الصليب .

    والمسيح هو الأقنوم الثاني ( الابن ) الذي تجسد أي ( أخذ جسد إنسان ) وفي تجسده هذا لم يفارق لاهوته أي (خواصه الإلهية) ناسوته أي (خواصه الجسدية) لحظة واحدة ، فلهذا هو مستحقّ للعبادة والصلاة .

    قوانين الإيمان :
    قوانين الإيمان هي التي تبين أصول الاعتقاد المسيحي وما اتفق عليه الآباء الأوائل.


    قانون الإيمان النيقاوي :

    اعتمد بمجمع "نيقية" سنة 325 م .

    نؤمن بإله واحد "آب" ، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى ، وبربٍّ واحدٍ وهو يسوع المسيح "ابن اللـه" الوحيد ، المولود من "الآب" قبل كل الدهور، إله من إله، و نور من نور، و إله حق من إله حق ، مولودٌ غير مخلوق، مساوٍ "للآب" في الجوهر، الذي به كان كل شيء، والذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بروح القدس من مريم العذراء ، وصار إنسانًا و صُِِلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، تألـم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب ، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين "الآب" وسيأتي أيضًا بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه.

    قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني :

    أضيفت الفقرة التالية لقانون الإيمان النيقاوي السابق وذلك عام 381 م بمجمع القسطنطينية الأول لتؤكد ألوهية الروح القدس، وتم تغيير اسمه إلى "قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني" .

    ...وبالروح القدس الرب المحيي المنبثق من "الآب" و"الابن" الذي هو مع "الآب" و"الابن" يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء، وبكنيسة واحدة جامعة مقدّسة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات والحياة في الدهر الآتي.



    ملخص الاعتقاد المسيحي :
    يتلخص الاعتقاد المسيحي في أن آدم عليه السلام أخطأ فطرده الله من الرحمة ( حكم عليه بالموت )، وأصبحت البشرية كلها ملوثة بالخطيئة التي اقترفها آدم بأكله من الشجرة .
    ومن رحمة الله أنه أرسل ابنه الوحيد ليقٌتل على الصليب ليفتدي البشر ويزيل عنها خطيئة آدم ،
    وتجسد الابن في رحم مريم العذراء وتمت ولادته مرة ثانية .
    ولد أولاً من الله قبل كل الخلائق حسب قانون الإيمان ولادة غير جسدية ، وولد ثانياً من مريم العذراء التي ولدته إلها وإنسانا وتم اعتبار السيدة مريم"أم الإله" .
    وطهر "الروح القدس" مريم من الخطيئة قبل الولادة حتى يكون المولود بدمٍ صافٍ نقيّ طاهر فيكون خير ما يقدم كفداء للبشرية .



    أسس العقيدة النصرانية :
    1- الخطيئة الأصلية (خطيئة آدم) ومبدأ توارث الخطيئة .

    2- الله هو واحد ولكن عبارة عن ثالوث .
    3- ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس .

    4 - تجسد الإله وتحمله آلام الصلب والموت ليخلص ويفتدي البشرية ثم قيامته من الأموات وصعوده للسماء .


    ب- المسيحية من وجهة النظر الإسلامية :
    تعتبر المسيحية – باعتبار المصطلح الشائع - في الإسلام هي الرسالة التي أُنزلت على عيسى عليه السلام ، مكمِّلة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام ، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم موجهة إلى بني إسرائيل ، داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح .


    بعدما زاغ بنو إسرائيل عن شريعة موسى عليه السلام وغلبت عليهم النزعات المادية , افترقوا بسبب ذلك إلى فرق شتى ، فمنهم من كان يؤمن بأن غاية الإنسان هي الحياة الدنيا ، ومنهم من يعتقد أن الثواب والعقاب إنما يكونان في الدنيا فقط .

    كما شاع فيهم تقديم القرابين والنذور للهيكل ؛ رجاء الحصول على المغفرة ، وفشا الاعتقاد بأن رضا الأحبار والرهبان ودعاءهم يضمن لهم الغفران لذا فسدت عقيدتهم وأخلاقهم.

    فأرسل الله عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام ، وكانت أمه البتول مريم ابنة عمران عابدة مخلصة لله تعالى ، حملت به من غير زوج بقدرة الله تعالى ، وأنطقه الله تعالى في المهد دليلاً على براءة أمه من بهتان بني إسرائيل لها بالزنا ، فجاء ميلاده حدثًا عجيبًا على هذا النحو ليلقي بذلك درساً لبني إسرائيل الذين غرقوا في الماديات ، وفي ربط الأسباب بالمسببات ، ليعلموا بأن الله تعالى على كل شيء قدير.



    بعثه الله نبيًّا إلى بني إسرائيل وأنزل الله تعالى عليه الإنجيل ، كما أيَّده الله تعالى بعدد من المعجزات الدالة على نبوته ، فكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله .



    وتآمر اليهود على قتله وأرسلوا الجند وراءه ، فاختفى عيسى وأصحابه، إلا أن أحد أصحابه دلّ جند الرومان على مكانه ، فألقى الله تعالى شبه عيسى عليه الصلاة والسلام وصورته عليه ، ويقال: إنه يهوذا الإسخريوطي ، وقيل: إنه واحد آخر من الحواريين ، وقيل: إنه باختياره تطوع بأن يفتدي المسيح، فنُفِّذ حكم الصلب فيه بدلاً من عيسى عليه الصلاة والسلام حيث نجاه الله ورفعه إليه.

    وانقسم النصارى بعد المسيح , واختفى إنجيل المسيح , وتمت كتابة العديد من الأناجيل ، كما ظهرت طوائف تنادي بألوهية المسيح عليه السلام وتعارضت مع من ينادون بالتوحيد .
    وأقيمت بعد ذلك مجامع لتحكم في هذا الأمر فتم إقرار الألوهية للمسيح عليه السلام عام 325 م ، وتم إقرار ألوهية الروح القدس عام 381 م .

    فأرسل الله تعالى محمدًا عليه الصلاة والسلام متمَّمًا للرسائل السماوية ، فكان بذلك آخر الأنبياء والمرسلين .



    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رد: البيان الصحيح لدين المسيح

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 19.01.10 4:58

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الفرق بين نصرانى ومسيحي



    في معاجم اللغة العربية : "نصارى" تنسب إليهم نتيجة لبلد المسيح عليه السلام .
    ففي مختار الصحاح للرازي :
    نَصْرَان بوزن نجران قرية بالشام تنسب إليها النَّصَارَى ويقال اسمها ناصِرَةُ . ونجد ما يؤكد هذا المعنى في إنجيل( مرقس1 : 9 ) فِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ النَّاصِرَةِ بِمِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ .



    في مختصر تفسير ابن كثير للصابوني جاء في تفسير قول الله تعالى :
    { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ { [البقرة:62] .

    والنصارى سموا بذلك لتناصرهم فيما بينهم، وقد يقال لهم أنصار أيضاً كما قال عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله؟ قال الحوارين نحن أنصار الله} [الصف:14] وقيل: إنهم إنما سموا بذلك من أجل أنهم نزلوا أرضًا يقال لها ناصرة ، واللّه أعلم .

    ومما سبق يتضح أن لقب نصارى أطلق عليهم ؛ لأنهم ناصروا بعضهم أو كانوا أنصار الله ، أو نسبة إلى بلد المسيح الناصرة .



    - فمن أين جاء لفظ مسيحي ؟
    1- حسب كتاب ( مصدر المسيحية- ص15 ) "The sources of Christianity Page 15 ", لم يسمح عيسى خلال حياته لأتباعه أن ينسبوا أنفسهم له ، فكلمة مسيحي أو نصراني أو ما شابه كانت ممنوعة ؛ لأن عيسى كان من أنبياء بني إسرائيل ، وكانت شريعة موسى هي شريعته ، ولم تظهر كلمة "Christian" بمعنى )مسيحي ( إلا في القرن الثالث في المجلس الذي عقد بمدينة نيس .
    2- كتب أحمد ديدات في كتابه " محمد المثال الأسمى" : إن الرجل الأبيض يصف نفسه بأنه مسيحي لأنه يعبد المسيح ، وهو يسمي من يعبد "بوذا" بالبوذي .
    3- جاء في أعمال الرسل أن أول من أطلق عليهم لفظ مسيحيين هم "الوثنيون" فلم يطلقوه على أنفسهم، (أعمال26:11 ) فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعًا غفيرا ودعي التلاميذ "مسيحيين" في أنطاكية أولاً .

    ويطلق اللقب أو النعت على المجموعات وذلك لاشتراكهم في شيء من الأمور الآتية:
    1- عبادة إله مثل مسيحي أو بوذي.
    2- الانتماء إلى فكر أو مذهب مثل شيوعي أو قومي.
    3- اتباع شخص مؤسس فكر أو مذهب مثل ماركسي.
    4- الانتماء لبلد أو منطقة مثل شرقي أو مصري.

    وفي الوقت الحالي مصطلح "مسيحي" يُطلق على من يعتقدون بألوهية المسيح , بينما مصطلح "نصراني" يطلقه المسلم على من اتبعوا المسيح فيما سبق ، ويستمر في إطلاقه على من يعتقد المسلم أنهم خالفوا تعاليم المسيح واتخذوه إلهًا .


    3- الكتاب المقدس



    أ- وجهة النظر المسيحية :
    1- يطلق هذا الاسم على مجموع الأسفار المكونة للعهدين القديم والجديد والمؤلفة من 66 سفرًا ، بالإضافة للأسفار القانونية الثانية لبعض الطوائف التي كتبها القديسون بتوجيه من الروح القدس.

    2- يرجع تاريخ البدء في كتابة الكتاب المقدس إلى حوالي 1500 عام قبل الميلاد ، واستغرق تدوينه حوالي 1610 سنة ، فقد سجلت آخر أسفار العهد الجديد عام 98 ميلادية، ولقد قام بكتابته أشخاص كثيرون، أولهم نبي الله موسى وآخرهم يوحنا .
    لغات الكتاب المقدس:
    1- العبرية: وهى لغة العهد القديم، وهى تدعى اللسان اليهودي.
    2- الآرامية: وهى اللغة الشائعة في الشرق الأوسط إلى أن جاء "الإسكندر الأكبر".
    3- اليونانية: لغة العهد الجديد، فكانت اللغة الدولية في زمن المسيح عليه السلام.






    ويتكون الكتاب المقدس من جزأين:
    أ- العهد القديم وهو ما تمت كتابته قبل المسيح ويتكون من :
    1- التوراة وتحتوي على أسفار (التكوين - الخروج - العدد- اللاويين - التثنية) .
    2- الأسفار التاريخية ( يشوع - القضاة - راعوث - صموئيل 1 - صموئيل 2 - ملوك 1 - ملوك 2 - أخبار أيام 1 - أخبار أيام 2 - عزرا - نحميا - أستير ) .
    3- الأسفار الشعرية ( أيوب - مزامير داود - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد ) .
    4- أسفار الأنبياء ( إشعياء - أرمياء - مراثي أرمياء -حزقيال - دانيال -هوشع – يوئيل - عاموس -عوبديا - يونان- ميخا - ناحوم - حبقوق - صفنيا -حجي - زكريا – ملاخي ) .

    ب- العهد الجديد وهو ما تمت كتابته بعد المسيح ويتكون من:
    1- الأناجيل ( إنجيل متى - إنجيل مرقس - إنجيل لوقا - إنجيل يوحنا ) .

    2- الأعمال ( أعمال الرسل "الحواريين" ) .

    3- رسائل بولس ( لأهل رومية - لأهل كورنثوس الأولى - لأهل كورنثوس الثانية - لأهل غلاطية - لأهل إفسس - لأهل فيليبي - لأهل كوليسي- لأهل تسالونيكي الأولى - لأهل تسالونيكي الثانية- إلى تيماثوس الأولى – إلى تيماثوس الثانية – إلى تيطس- إلى فيليمون ) .

    4- الرسالة إلى العبرانيين.

    5- رسالة يعقوب .

    6- رسالتا بطرس (1 , 2 ) .
    7- رسائل يوحنا ( 1, 2 , 3 ) .

    8- رسالة يهوذا.

    9 - سفر الرؤيا ( رؤيا يوحنا ) .



    ج- الأسفار القانونية الثانية:
    هي أسفار قامت طوائف مسيحية بحذفها من الكتاب المقدس بينما أبقتها طوائف أخرى على أساس أنها جزء أساسي من الكتاب المقدس.
    فتعتبر الأسفار القانونية الثانية جزءاً مكملاً للعهد القديم بالنسبة للكاثوليك والأرثوذكس وقد حذفها البروتستانت على أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي ، واعترضت بقية الطوائف على الحذف.

    وفيما يلي ما جاء في مقدمة الأسفار القانونية الثانية :
    " قام البروتستانت بحذف هذه الأسفار من طبعة الكتاب المقدس المنتشرة بين أيدينا، على الرغم من أن كلاً من الأرثوذكس والكاثوليك يؤمنون بقانونية هذه الأسفار، وأما البروتستانت فيعتبرون هذه الأسفار لا ترتقي إلى مستوى الوحي الإلهي" [1].

    كما جاء في نفس الكتاب رد الأرثوذكس على البروتستانت فيما يخص حذف هذه الأسفار ومنه :
    يقول البروتستانت : إن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م. والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذَّر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك. كما أن البعض الآخر منها كُتِب بعد زمن عزرا الكاهن [2] .


    لذلك يعتقد الأرثوذكس والكاثوليك ( الغالبية ) بقدسية الأسفار القانونية الثانية ويضيفوها إلى الكتاب المقدس, ويقوم الأرثوذكس بطباعتها منفردة تحت اسم ( الكتاب المقدس- الأسفار القانونية الثانية ) ، بينما يضيفها الكاثوليك إلى العهد القديم مباشرة .
    الأسفار المحذوفة عددها 10 وهي :
    1- سفر طوبيا . 2- سفر يهوديت . 3- تكملة سفر أستير .

    4- سفر الحكمة . 5- سفر يشوع بن سيراخ . 6- سفر نبؤة باروخ .

    7- تتمة سفر دانيال . 8- سفر المكابيين الأول .
    9- سفر المكابيين الثاني . 10- المزمور 151 .

    اعتقاد النصارى في الكتاب المقدس:
    1- كلمة الرب ولكن كتبت عن طريق آخرين بأساليبهم.
    2 – امتلاء قلوب الكتبة بروح القدس التي تعينهم على الكتابة لتكون الكتابة من وحي الله.
    3 – اعتقادهم بأن كل ما به مقدس من رسائل ورؤى وأسفار وأناشيد.
    4- لا يحتوي على أي أخطاء علمية أو تاريخية.
    5- لم يطرأ عليه أي تحريف أو تغيير.




    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] الكتاب المقدس- الأسفار القانونية الثانية- مكتبة المحبة- القاهرة- ص 6.

    [2] المصدر السابق - ص 7.
    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رد: البيان الصحيح لدين المسيح

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 19.01.10 4:59

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ب - وجهة النظر الإسلامية ( في الكتاب المقدس ) :
    من متطلبات الإيمان في الإسلام الإيمان بالكتب السماوية ، والإيمان بالكتب السماوية عند المسلمين يتضمن أربعة أمور:

    الأول : التصديق الجازم بأن جميعها منزَّل من عند الله .

    الثاني : ما ذكره الله من هذه الكتب وجب الإيمان به ، وهي الكتب التي سماها الله في القرآن :( كالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى ) .

    الثالث : تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن.

    الرابع: الإيمان بأن الله أنزل القرآن حاكما على هذه الكتب ومصدقا لها كما قال تعالى: }وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ{ [المائدة:48] .
    قال أهل التفسير:(مهيمنًا): مؤتمنًا وشاهدًا على ما قبله من الكتب ، و(مصدقا) لها : يصدق ما فيها من الصحيح ، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير، ويحكم عليها بإزالة أحكام سابقة ، أو تقرير وتشريع أحكام جديدة .[1]

    ولقد ذكر القرآن الكريم أن الكتب السابقة تعرضت للتحريف بعدة طرق منها التحريف بالتغيير والإضافة.
    قال الله تعالى:} وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [آل عمران : 78] .


    وقال :{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة :75] .

    وقال :}مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ...... {الآية [النساء: 46] .

    وقال :} وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ..{ الآية [المائدة : 41] .



    ونتيجة لأن الكتاب المقدس تعرض للزيادة والنقص والتبديل فهو يحتوى على كلام الله تعالى مختلطًا مع كلام مؤرخين وكهنة وكتبة , والمسلم لا يقول : إن الكتاب المقدس بالكامل كلام بشر ؛ لأن فيه آيات تشريع وأخبار ذكرها الإسلام ووافقها, ولا يقول : إن الكتاب المقدس بالكامل من عند الله لثبوت التحريف بالزيادة والنقص والتبديل .


    عقيدة المسلم في ما ورد بهذه الكتب من أخبار:
    1- تصديق ما جاء متوافقًا مع ما عند المسلم من أخبار.

    مثال : ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
    وجاء ما يوافقها في القرآن الكريم :}وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا

    مِن لُّغُوبٍ { [ق : 38] .

    2- تكذيب المخالف لما أخبرنا به الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام من أخبار.
    مثال : ما جاء بسفر التكوين أن الله تعالى استراح في اليوم السابع بعد الخلق, القول الذي نفاه الله تعالى بالآية السابقة فقال تعالى }.... وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ { [ق : 38] .

    وفي التفسير الميسر: ( .. وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب ). فلا يجوز في حق الله تعالى التعب والاستراحة.
    3- السكوت عن ما لم ترد لنا أخبار عنه, فلا نكذبه ولا نصدقه مثل قصة "يهوديت" أو "أستير" وغيرها.[2]

    هناك بعض الادعاءات النصرانية من أن القرآن الكريم شهد للكتاب المقدس بالصحة في مواضع عدة ، ومن الناحية الإسلامية يكفي الرجوع للتفسير الخاص بالآيات ليتجلى الأمر ، وللزيادة مراجعة الآيات الصريحة الواضحة التي تبين تحريف أهل الكتاب لكتبهم.

    أما بالنسبة للنصارى فأمامهم اختيار واحد من اختيارين:
    الاختيار الأول : الإيمان بأن القرآن الكريم من عند الله تعالى ، فبذلك يخرجون من المسيحية ولا يوجد داعي للاستشهاد على صحة كتابهم الذي ذكر القرآن تحريفه.

    الاختيار الثاني : إن كان اعتقادهم أن القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى ، فلا داعي للاستشهاد بما يظنون أنه ليس من عند الله لإثبات صحة كتابهم .
    وسيتم التعرض لهذه الشبهة بالتفصيل في الفصل الرابع بإذن الله تعالى.





    بسم الله الرحمن الرحيم
    4- الفرق المسيحية وتاريخ انشقاق الكنائس.[1]





    نشأت خلافات كثيرة بعد المسيح عليه السلام بين أتباعه, وكانت الطريقة المتبعة لحل كل خلاف هو عمل اجتماع يحضره الأساقفة لوضع قانون نهائي أو رأي فاصل فيه.
    وكانت النتيجة النهائية لكل مجمع هي إما موافقة الجميع على القانون فيصبح أساسيًا في التشريع المسيحي، أو أن يحدث خلاف على القانون فينتج عنه انشقاق في صفوف الكنيسة.
    والمجامع نوعان :

    1- مجمع مسكوني أي عالمي ( نسبة إلى الأرض المسكونة) .
    2- مجمع محلي .
    وأول مجمع عقد كان في أورشليم برياسة الأسقف " يعقوب الرسول " للنظر في ختان غير اليهود.



    أهم المجامع:
    1- مجمع "نيقية" سنة 325م.
    عقد هذا المجمع لخلاف حول ألوهية المسيح فقد نادى البعض بألوهية المسيح ورفضها البعض منهم آريوس وأتباعه ، مما دعا الإمبراطور "قسطنطين الكبير" وهو أول من آمن مِن أباطرة الرومان بالمسيحية ، ودعا جميع كنائس المسكونة للاجتماع .
    أخذ في المجمع قرارات أهمها:
    ( أ) القول بألوهية المسيح ونزوله ليصلب تكفيرًا عن خطيئة البشر.
    (ب) اختار المجمع الكتب وبعض الرسائل لتكوين الكتاب المقدس وتدمير ما عداها من رسائل وأناجيل.

    (ج) إصدار قانون الإيمان النيقاوي .

    2- مجمع "القسطنطينية الأول" سنة 381م.
    كان لمناقشة وبحث ألوهية الروح القدس ، فقد نادى "مكدونيوس" أسقف القسطنطينية بأن الروح القدس مخلوق مثل الملائكة ، فتم عقد المجمع لمناقشة الموضوع ، وكانت أهم قرارات المجمع :
    ( أ ) اعتبار الروح القدس إلها.
    (ب) إضافة الجزء الثاني من قانون الإيمان الذي بدءوه: نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب . . . إلخ .

    وبذلك اكتمل الثالوث بألوهية الابن في مجمع "نيقية" وألوهية الروح القدس في مجمع"القسطنطسنية".

    3- مجمع "أفسس الأول" سنة 431 م .
    أنكر " نسطور" أسقف القسطنطينية ألوهية المسيح ، وبدأ بإنكار كون السيدة العذراء والدة الإله قائلاً: إن مريم لم تلد إلهًا بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسداً ، وما يولد من الروح فهو روح، فالعذراء ولدت إنسانًا عبارة عن آلة للاهوت ، وذهب إلى أن المسيح لم يكن إلهاً في حد ذاته بل هو إنسان مملوء بالبركة أو هو مُلهم من الله لم يرتكب خطية .
    فتم عمل مجمع لمناقشة هذه الأمور وأصدر المجمع القرارات التالية :
    ( أ ) المسيح له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ، طبيعة إلهية ممزوجة بطبيعة بشرية لا ينفصلان ومشيئة وإرادة بشرية وإلهية لا ينفصلان .
    ( ب) أن العذراء ولدت إلهًا وتدعى لذلك أم الإله.
    ( ج ) وضع مقدمة قانون الإيمان الذي بدءوه: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله . . . إلخ ".


    ما معنى طبيعة واحدة ومشيئة واحدة ؟
    1- الطبيعة : هي طبيعة الإله وطبيعة البشر .

    أي إذا أكل المسيح فمن الذي يأكل ؟ هل هو الإله أم الإنسان حسب فكر القائلين بتجسد الإله في الإنسان؟
    فالقائلين بطبيعتين يقولون : ليس الإله هو الذي يأكل بل الإنسان .
    فجعلوا الطبيعة مثل ثوب يرتديه ويخلعه فإن ذهب ليأكل قالوا الإنسان هو الذي ذهب أو الطبيعة البشرية

    " ناسوت" ، وإن قام بمعجزة شفاء المرضى مثلاً قالوا : الإله هو من قام بها " اللاهوت ".

    أما القائلين بطبيعة واحدة يقولون: لا نفصل بين الطبيعيتين فلا نتكلم عن طبيعة ونترك الأخرى ، وعندما يأكل نقول ذهب ليأكل بدون القول " الإله أو الإنسان " ، فنقول: إن المسيح له طبيعة واحدة بدون امتزاج ولا اختلاط بين الناسوت ( الإنسان ) واللاهوت ( الإله ).


    2- المشيئة أو الرغبة : وهي رغبة الإله ورغبة البشر .
    أي إن أراد المسيح أن يذهب إلى مكان ، فهل الذي أراد أو شاء الذهاب هو الإنسان أم الإله بفكرهم ؟
    هناك أيضًا من قال بمشيئتين ( إرادتين ) للسيد المسيح واحدة إلهية والأخرى إنسانية ، وهناك من قال : لا نفرق بين المشيئتين.

    نتيجة للخلاف حول هل المسيح له طبيعة واحدة أم طبيعتين ، مشيئة واحدة أم مشيئتين تم عقد العديد من المجامع ونشأت الفرق بين الطوائف كما يلي:


    4- مجمع "أفسس الثاني" سنة 449م .
    رئيس دير في "القسطنطينية" قال : إن جسد المسيح مع كونه جسدا" إلا أنه ليس مساويًا لجسدنا في الجوهر؛لأن الطبيعة الإلهية لاشت الطبيعة البشرية وهذا معناه أن اللاهوت أي ( الصفات الإلهية) اختلط وامتزج بالناسوت (الصفات البشرية) .






    وهنا بداية الاختلافات الكبرى بين الفرق المتواجدة الآن :

    تم عمل مجمع لمناقشة الموضوع ورفض المجمع رأي رئيس الدير وأيد الرأي القائل :" أن اللاهوت اتحد بالناسوت ولكن بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير " مما يعني اتحاد صفات الإله مع صفات الإنسان بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير وهو رأي "الأرثوذكس" حاليًا .

    ولم يقبل بابا روما القرار وتم عقد مجمع آخر فيما بعد "مجمع خلقيدونية" لمن رفضوا القرار السابق واتفقوا في هذا المجمع على : أن اللاهوت والناسوت لم يتحدا مع بعضهما .
    واتفقت باقي الأطراف عدا الأرثوذكس على أن للسيد المسيح طبيعيتين ومشيئتين.
    وأصبحت الكنيسة الأرثوذكسية لا تعترف بأي مجمعات بعد مجمع "أفسس الثاني" 449 م ، بينما لا تعترف باقي الكنائس بمجمع "أفسس الثاني" 449 م السابق .



    مجمع "خلقيدونية" سنة 451م ويتكون من ( باقي الطوائف عدا الأرثوذكس ).
    واتخذ قرارات أهمها:
    ( أ ) إلغاء قرارات المجمع السابق والذي كان ينص على أن ( اللاهوت اختلط مع الناسوت ).
    ( ب) اعتبر أن للسيد المسيح طبيعتين ومشيئتين .

    وبذلك انقسمت المسيحية إلى فرقتين رئيسيتين :

    (الطائفة الأولى) الأرثوذكس ( الكنائس الشرقية) .
    وهذه الطائفة يعتقدون أن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة .
    أي " اتحاد الصفات الإلهية مع البشرية بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير في المسيح".
    واستمر الأرثوذكس بلا انشقاق حتى الآن .
    ( الطائفة الثانية ) الكاثوليك ( المذهب الملكاني) .
    وهذه الطائفة يعتقدون أن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين.

    انقسام آخر بظهور "طائفة المارون " :

    انشقت فئة عن الكاثوليك تزعمهم "يوحنا مارون" سنة (667 م) ، والذي ذهب إلى أن للمسيح طبيعيتين ولكن له مشيئة واحدة ، فأقيم مجمع لمناقشة الفكرة .
    مجمع "القسطنطينية الثاني" 680 ميلادية.

    قرر أن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين وكفّر أتباع " طائفة المارون " وتمت مطاردة "طائفة المارون" حتى استقروا في جبال لبنان .

    وأطلق عليهم المارونيين ولهم بطريرك بلبنان ، وظلوا مستقلين في مذهبهم إلى أن أعلنوا الولاء لكنيسة روما ( الكاثوليك ) عام 1182 مع بقائهم على مذهبهم .

    وبذلك أصبحت الفرق ثلاثة :
    الأرثوذكس : للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة .

    الكاثوليك : للمسيح طبيعيتان ومشيئتان .
    المارون : للمسيح طبيعيتان ومشيئة واحدة .

    بعد ذلك حدث انشقاق داخل الكاثوليك أنفسهم بين "كنيسة روما" و"كنيسة القسطنطينية" حول إضافة كلمة "ابن" لقانون الإيمان .
    فقانون الإيمان الذي ينص على أن " الروح القدس منبثق من الآب " ، أضافت له كنيسة روما "والابن".
    أي أنهم غيروا في قانون الإيمان " النيقاوي القسطنطيني" إلى :" نؤمن........ "وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب والابن ".

    أقامت كنيسة القسطنطينية مجمع " القسطنطينية الثالث "الذي رفض رأي كنيسة روما.

    مجمع القسطنطينية الثالث 879 ميلادية.
    قرر أن الروح القدس منبثق من الآب فقط وهذا مخالف لما أقرته كنيسة روما, فحدث الانفصال داخل الكاثوليك إلى:
    1- كنيسة روما وتسمى الكاثوليكية أو اللاتينية أو الغربية أوالملكانية .
    2-كنيسة القسطنطينية وتسمى الروم أرثوذوكس أو الكنيسة اليونانية .



    أصبحت الفرق الرئيسية أربعة :-
    (الأولى) أرثوذكس تقول : إن للمسيح طبيعة واحدة ، وهي أن الروح القدس من الآب فقط.

    ( الثانية ) كاثوليك تقول : إن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين ، وهي أن الروح القدس من الآب والابن معًا.
    ( الثالثة) الروم أرثوذكس تقول : إن للمسيح طبيعيتين ومشيئتين ، وهي أن الروح القدس من الآب فقط.
    (الرابعة) المارون تقول : إن للمسيح طبيعيتين ومشيئة واحدة.

    أصبح لكل فرقة من الفرق تشريعاتها الخاصة ومجمعاتها الخاصة ، فعلى سبيل المثال أقامت الكنيسة الكاثوليكية ( روما ) المجمعات التالية:

    مجمع "رومة" 1225 ( خاص بالكاثوليك ) :

    تقرر أن الكنيسة البابوية الكاثوليكية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء.
    مجمع "رومة" 1869 ( خاص بالكاثوليك ) :

    تقرر فيه أن البابا معصوم.



    نشأة طائفة البروتستانت :
    كتب القمص" زكريا بطرس" في كتابه "تاريخ انشقاق الكنائس" :
    كنيسة روما وجهت كل مجهوداتها نحو السياسة والسيطرة على الأباطرة وإخضاعهم تحت سلطانها فأدى هذا إلى نزاع شديد بين السلطتين الدينية والسلطة الحاكمة ، وكان نتيجته ضعف البابوية وانحلالها.

    نتج عن هذا الوضع بعض الحركات الإصلاحية المعارضة كان أبرزها حركة" مارتن لوثر" في القرن السادس عشر. وهو الذي انشق عن الكنيسة الكاثوليكية وكون الكنيسة البروتستانتية.
    كان "لوثر" راهباً كاثوليكياً وأستاذًا لعلوم الدين في جامعة ويتنبرج بألمانيا وراعيًا لكنيستها وأعلن معارضته للبابا وخروجه عن الكنيسة الكاثوليكية.
    ثم أعلن فيما بعد أن البابوية ليست ذات مصدر إلهي ، وعندما استدعاه البابا إلى روما رفض ذلك ، ثم زاد في عناده فكان من جرّاء هذا أن جرّمه البابا سنة 1526م وأمر بإحراق كل كتاباته .


    كان أهم اعتراضين عند "مارتن لوثر":
    1- الاستحالة ( القربان المقدس )- أكل الذبيحية الإلهية - "سر الإفخارستيا":
    وهي من الشعائر المسيحية حيث يقوم الراهب باختيار رغيف من الخبز ثم تلاوة صلوات عليه ويعتقد المسيحيون أن المسيح ( ربهم ) , يتجسد في الخبز تجسدا" كاملا" فمن يأكل الخبز فقد أكل جسد المسيح "الرب " ليثبت فيه.
    كما أن من يشرب الخمر في القداس فقد شرب من دم الرب ، فيكون الرب فيه يعطيه قوة وينير له الطريق ، ولا تزال بقية الطوائف عدا البروتستانت تمارس هذا الطقس.



    2- صكوك الغفران:
    كتب القمص زكريا بطرس في كتاب "تاريخ انشقاق الكنائس" :

    أصدر البابا "ليو العاشر" غفراناً شاملاً للعالم أجمع عام 1517م ، ويتمتع بهذا الامتياز كل من يشتري صك الغفران ، وكان الغرض من هذا العمل هو الحصول على المال اللازم لبناء كنيسة "القديس بطرس" في روما فكان من يدفع للكنيسة يحصل على صك غفران من الخطايا .



    لجأ كثير من الناس إلى المذهب البروتستانتي الجديد هربًا من "الضرائب" وهربًا من سيطرة الكنيسة والبابا على الأفكار والعلم ، كما نشطت هجرة "البروتستانت" إلى العالم الجديد "أمريكا" فشكلوا نسبة كبيرة من المجتمع الأمريكي.

    اتخذ "مارتن لوثر" ثلاثة وسائل لجذب الناس إلى معتقده:

    نشر كتاب حرّض فيه الأمراء على اختلاس أوقاف الأديرة وتحويل الأديرة إلى مدارس ومستشفيات عقلية وبهذا جذب الأمراء إلى جانبه .

    أراد حاكم "هيش" أن يتزوج بإحدى النساء التي هام بها رغم أن زوجته حية فصّرح له "لوثر" أن يكون له امرأتان معاً وبهذا كسب وده فصرح له بإقامة شعائره الجديدة .

    ولكي يستميل الكهنة والرهبان (الذين ضاقوا ذرعاً بالرهبنة) جعل نفسه نموذجًا لهم فاعتدى على راهبة تدعى "كاثرين" ثم تزوجها وعاش مع زوجته في البناء الذي كان قبلاً ديراً له حتى توفى سنة 1546م.[2]


    أسس المذهب البروتستانتي :
    1- الكتاب المقدس هو المصدر الأعلى وليس تعاليم الباباوات.
    2- الكتاب المقدس يفسر حرفيًا وليس مجازيًا.
    3- يتاح لكل مسيحي تفسير الكتاب المقدس.
    وينقسم البروتستانت إلى العديد من الطوائف مثل معمدانية ومنهجية ومتحدة وأسقفية ولويثرية ومشيخية ومورمونية وإصلاحية وسبتية وغيرها.



    أهم الخلافات بين الارثوذكس( الكنيسة الشرقية) وبين الكاثوليك ( كنيسة روما) وهي:

    1- يعتقد الكاثوليك بالطبيعيتين والمشيئتين في المسيح.( الأرثوذكس طبيعة واحدة ومشيئة واحدة) .

    2- يؤمن الكاثوليك بانبثاق الروح القدس من الآب والابن ( الأرثوذكس من الآب فقط ).

    3-القربان عند الكاثوليك يعني التناول من الفطير فقط ، وليس فيه خمرعلى عكس الأرثوذكس التناول بالخمر .

    4- يعتقد الكاثوليك أن العذراء نفسها وُلدت وهى لا تحمل الخطيئة الأصلية (عقيدة الحبل بلا دنس) . عكس الأرثوذكس الذين يقولون أن الروح القدس طهرها ولكن كان يلزم لها الفداء أيضًا.

    5- يغالي الكاثوليك في السيدة العذراء عن باقي الطوائف ، ويؤمنون أن العذراء شريكة في عمل الفداء ،وأنه لا تأتي نعمة إلى البشر إلا عن طريق العذراء ويسمونها "سيدة المطهر" ، ويؤمنون بعصمة العذراء الكاملة من الخطأ.

    6- يؤمن الكاثوليك بعصمة البابا وبرئاسة روما للكنائس المسيحية في العالم كله وهذا ما لا يقبله الأرثوذكس وغيرهم من الطوائف.

    7- قام الكاثوليك بتبرئة اليهود من دم المسيح في( المجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1965 ).



    أهم الخلافات بين الأرثوذكس ( الكنيسة الشرقية) والبروتستانت:

    1- يعتقد البروتستانت بالطبيعيتين والمشيئتين في المسيح. مثل الكاثوليك وخلافًا عن الأرثوذكس.

    2- يؤمن البروتستانت بانبثاق الروح القدس من الآب والابن مثل الكاثوليك وخلافًا عن الأرثوذكس .
    3- لا يؤمن البروتستانت بالاعتراف على يد كاهن ، ويعترفون لله مباشرة خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس.

    4- لا يؤمنون بسر الإفخارستيا ( التناول- الاستحالة) فلا قداس ولا ذبيحة إلهية ولا إيمان بتحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس .

    5- حذفوا بعض الأسفار (الأسفار الثانية) من طبعتهم الخاصة للكتاب المقدس ودعوها أبوكريفا.

    7 - يؤمنون "بالحكم الألفي" أي: أن المسيح سيعود ليحكم لمدة ألف سنة خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس .

    8 - لا يؤمنون باستمرار عذرية السيدة العذراء حيث إن عندهم السيدة العذراء تزوجت وأنجبت ، وهذا خلافًا لاعتقاد الكاثوليك والأرثوذكس .

    9- لا يؤمن البروتستانت بسلطة البابا ، ويعتقدون أن الكتاب المقدس يفسر حرفيًا ، ومن حق كل مسيحي تفسيره خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس.

    10- لا يطبق البروتستانت الطقوس والصيام الغير موجودة بالكتاب المقدس خلافًا للكاثوليك والأرثوذكس.

    تداعيات ظهور طائفة البروتستانت:
    نتيجة لظهور المذهب البروتستانتي الذي لا يعترف بسلطة البابا شن الباباوات حروب على معتنقي هذا المذهب وحصدت فيها عشرات الملايين وكان من ضمن الحروب:

    1- الحروب الدينية في فرنسا زهاء ما يزيد على أربعين عامًا متتالية خلال القرن السادس عشر.وكان من ضمنها مذبحة "سانت بارتليميو" في 24 أغسطس عام 1572م "St. Bartholomew's Day massacre" حيث انقض الكاثوليك بمباركة البابا "جريجوري الثالث عشر" (Pope Gregory XIII) على البروتستانت أثناء إحدى الأعياد ، وذبحوا منهم الآلاف ، وشنقوا العديد على أغصان الشجر.
    وبلغ عدد القتلى من مصادر البروتستانت في هذه المذبحة 30 ألف قتيل ، أما الكاثوليك فيدعون أن عدد القتلى بلغ ألفين فقط . [3]

    2- حاول الإنجليز إخضاع أيرلندا دينيًا بفرض المذهب البروتستانتي اعتبارًا من 1536م واستمرت الحروب بين الكاثوليك والبروتستانت حتى القرن الثامن عشر، ولا تزال أثار العنف تظهر في بعض المناسبات الدينية.

    3- حرب الثلاثين عامًا الدينية بين البروتستانت والكاثوليك في ألمانيا من (1618م-1648م ) والتي هبطت بسكان ألمانيا من 20 مليون إلى 13.5 مليون نسمة حسب موسوعة قصة الحضارة. [4]

    4- الحرب الأهلية في أسبانيا (1936م-1939م) تعد من آخر الحروب التي نشأت بين الكاثوليك والبروتستانت ، وقد بلغ عدد القتلى فيها 306 ألف شخص ، وتم ذبح رجال الدين الكاثوليك فقتل في الحرب نحو 6845 رجل دين كاثوليكي .[5]



    كما تزامن مع ظهور البروتستانت عمل تراجم للكتاب المقدس وانتشارها نتيجة للمبادئ التي نادى بها البروتستانت ، وأهمها حق القراءة والتفسير للكتاب المقدس ، فأصبح العهد القديم الذي كان حبيس الأديرة والصوامع لقرون عديدة هو المرجع الأعلى لفهم العقيدة النصرانية وبلورتها ، وبالتالي تسّربت الروح العبرية اليهودية إلى الفنون والآداب وحلت قصص وتفسيرات العهد القديم محل المسرحيات التي كانت تمثل حياة القديسين.
    ونتج عن هذا تسرب العديد من الأفكار للفكر الغربي المسيحي مثل:
    1- اليهود شعب الله المختار.
    2- الارتباط الميثاقي الإلهي بين اليهود وبين فلسطين منذ عهد الله لإبراهيم حتى قيام الساعة.
    3- ربط الإيمان المسيحي بعودة المسيح بقيام دولة صهيون ، أي بإعادة تجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم. [6]

    كتب "مارتن لوثر" ( منشئ البروتستانت ) في كتابه " المسيح ولد يهوديا":
    "اليهود هم أبناء الرب ونحن الضيوف الغرباء ...وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل مما يتساقط من فتات مائدة أسيادها ، تماما" كالمرأة الكنعانية". [7]
    وقد ورد ما يدل على ذلك في الإنجيل: أن امرأة كنعانية " فلسطينية " طلبت من المسيح الشفاء لابنتها فقال لها المسيح :"لم أُبعث إلا إلى خراف بني إٍسرائيل" فقالت له : ولكن الكلاب أيضًا تأكل مما يتساقط من مائدة أسيادها . (أي أن الأسياد هم اليهود والكلاب هم غير اليهود).



    وفي إنجيل (متى 15 : 22) "وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ﭐرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». .. 24 فَأَجَابَ: « لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».

    25 : فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: « يَا سَيِّدُ أَعِنِّي» 26 فَأَجَابَ: « لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ». 27 فَقَالَتْ: « نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا».


    الجدير بالذكر أنه يشكل ( معتنقي البروتستانت60 – 62 % ) من نسبة سكان أمريكا, و( الكاثوليك 25-27 %) و(الأرثوذكس 1% ) و(اليهود 2 % ) و( المسلمين2 % ).[8]

    قال الله تعالى : }قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ{ [المائدة : 77].




      الوقت/التاريخ الآن هو 09.05.24 13:34