خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المنهج الصحيح - لفضيلة الشيخ السلفي عبيد الجابري - حفظه الله -

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية المنهج الصحيح - لفضيلة الشيخ السلفي عبيد الجابري - حفظه الله -

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 14.11.09 18:36

    المنهج الصحيح - لفضيلة الشيخ السلفي عبيد الجابري - حفظه الله - 231570
    المنهج الصحيح
    لفضيلة الشيخ السلفي عبيد الجابري - حفظه الله -

    أن الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه له النعمة و له الفضل وله الثناء الحسن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلي الله علية وسلم وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى
    بهداه ثم أما بعد :
    يقول الحق جل علاه : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله
    عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقدكم منها كذلك يبن الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) .

    أيها الإخوة والأبناء : أذكر قولا وأظنه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول :
    { إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا في القرآن فاسغ لها سمعك فإنه إما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه } أقول : هذا يدل دلالة واضحة على عناية أصحاب رسول الله صلي الله علية وسلم بالقرآن لا تلاوة فقط بل تلاوة وتدبرا للوقوف على ما تضمنه هذا القرآن الكريم من العبر والمواعظ والأحكام وبيان الحلال و الحرام والوعد والوعيد ولا شك أن من أولى القرآن هذه العناية نال سعادة الدنيا والآخرة فإن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن على نبيه صلي الله علية وسلم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور و من الضلالة إلى الهدى ومن الكفر والشرك إلى الإيمان و التوحيد وهو كتاب الله الذي يهدي للتي هي أقوم . وما رضي الله سبحانه وتعالى للبشرية كلها إلا دين الإسلام ودين الإسلام هذا يجب أن
    يؤخذ من كتاب الله ومن سنة رسوله صلي الله علية وسلم وكذلك سيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين .
    وهذه الآيات أعتذر إليكم أيها الإخوة والأبناء عن شرحها كاملة ولكني سأحاول مع الإختصار عرض بعض ما اشتملت عليه .

    فنقول أولا : في قوله تبارك وتعالى ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
    فسر هذا غير واحد من الأئمة كابن عباس وغيره { تقوى الله حق تقاته } أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر . و أما قوله سبحانه وتعالى- النقطة الثانية – فإنه سبحانه وتعالى لما أمر بتقواه حق التقوى وحذر من التفريط فيها وأمر بالثبات على الحق و الهدى بقوله (لا تموتن إلا وأنتم مسلمون) دعا عباده إلى الإعتصام بحبله
    (واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )
    أقول : {واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا} هذه الجملة القرآنية ما بيانها ؟ لأنَّا وجدنا كثيرا من المسلمين يقولون نعتصم بحبل الله ولا
    نتفرق .
    فحبل الله ما هو أولا ؟ وما كيفية الاعتصام بهذا الحبل ؟
    فحبل الله : هو كتاب الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم قولا وعملا واعتقادا لا غير ذلك.
    وثانيا هذا الاعتصام – الإعتصام بحبل الله – ما جاء مفردا بل جاء مضموما إلى قواعد إلى قواعد يجب أن يسلكها كل مسلم وهذه القواعد في حديث صحيح صح عن النبي صلي الله علية وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم)
    {إن الله يرضى }: هذه جملة خبرية إخبار منه صلي الله علية وسلم وهو المبلغ عن ربه وهو لا ينطق عن الهوى – أعني محمدا صلي الله علية وسلم - إن هو إلا وحي يوحى يبلغ عن ربه سبحانه وتعالى ما أراده من عباده
    و{إن الله يرضى لكم ثلاثا} هذه الجملة الخبرية في الأصول تفيد الأمر والأصل في الأمر الوجوب ما لم يصرفه صارف . فرضى ربنا سبحانه وتعالى كما أخبر به رسوله صلي الله علية وسلم هذه الثلاثة الأشياء :{ عبادته وحده دون سواه والاعتصام بكتابه وسنة رسوله وأن نناصح ولاة أمورنا }
    ويزيد الأمر وضوحا أحاديث كثيرة صحت عن النبي صلي الله علية وسلم منها حديث العرباض بن
    سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلي الله علية وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) هذا المنهج هذا هو الذي رسمه لنا رسول الله صلي الله علية وسلم و رسول الله صلي الله علية وسلم في مجال الاعتقاد والأحكام
    يبلغ عن ربه ما يرضاه لعباده هذا المنهج يتمثل في عدة أمور :
    الأمر الأول :
    شد عصا المسلمين إن صح التعبير نقول شد عصا المسلمين فهذا الشد يكون في طاعة إمامهم فيما يأمر به و ينهى عنه السمع والطاعة وهذه الطاعة ليست مطلقة بل هي مقيدة ويقيدها حديث بن عمر في الصحيحين (على المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )فإذا انجلى الأمر فليست المسألة راية علمية فيجب طاعة أمر ولي المسلمين مادام يؤمر بطاعة الله وهذا كما قدمنا مقرر في نصوص كثيرة منها أحاديث النبي صلي الله علية وسلم .
    و الأمر الثاني القاعدة الثانية :
    قوله (أوصيكم بتقوى الله) سبحانه وتعالي فتقوى الله ما هي ؟
    التقوى في اللغة من الوقاية فالإنسان يتقي ما يكره بما يقدر عليه من وسائل فهو يتقي ما يضره و يدفع ما يكرهه بما أقدره الله عليه من وسائل حتى ينجو منه
    والتقوى في الاصطلاح : هي أن تعمل ما أمر الله به على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تدع ما نهى الله عنه على نور من الله أي على بصيرة تخشى عقاب الله هذه هي التقوى
    و الأمر الثالث :
    قوله ( وإياكم ومحدثات الأمور ) محدثات الأمور قد تكون في العادات وقد تكون في العبادات ومجال المعاملات واسع لا نبحثه الآن لكن يهمنا الآن مجال العبادات لأن العبادات هي الأصل أصل الرسالات كلها هي العبادة هي صحة الاعتقاد فالنبي صلي الله علية وسلم بهذا يحذر من كل أمر يستحدثه الناس ولا عهد للإسلام والمسلمين به لا من كتاب ولا سنة ويزيد الأمر تأكيدا إذا سمعت قوله : ( سيكون في أخر هذه الأمة قوم يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم فإياكم وإياهم )
    والأمر الرابع عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
    إذا المنجاة من مضلات الفتن وسبيل السلامة الوحيد وطريق السعادة الكامل هو التزام كتاب الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم فإن رسولنا صلي الله علية وسلم ما ترك الأمة وهو يعلم لها خيرا إلا بينه لها أتم البيان وما ترك الأمة وإلا بين لها شر ما يعلمه لها
    أتم البيان حتى تجتنبه
    وهنا يجدر أيها الإخوة أن نبين بعض مهمات الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام فإن مهمة الرسول محمدا صلي الله علية وسلم كما سبقه من الأنبياء
    أولا : تعريف الناس بخالقهم سبحانه وتعالى يعرفون الناس بخالقهم أي يعرفونهم بما يجب لله عز وجل يعني يعرفون العباد بحق الله سبحانه وتعالى
    عليهم وليس التعريف المجرد . المشركون يعرفون أن الله ربهم لكن الرسالات ما جاءت بهذا الرسالات جاءت بتعريف الناس سبحانه وتعالى أنه هو المستحق أن يعبد وحده
    الأمر الثاني: الطريق الموصلة إلى مرضات الله سبحانه وتعالى كما قال ربنا
    (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم والله غفور)
    رحيم فقد سد الله سبحانه وتعالى كل طريق يزعم الناس أنها توصلهم إلى مراضي ربهم غير طريق واحدة هي طريق محمد صلي الله علية وسلم وهذا يظهر حين تتأمل الآية وكيف يظهر بأن الله سبحانه وتعالى اشترط في صدق المحبة شرطا واحدا لا غيره ما هو ؟
    (الجواب) :إتباع النبي صلي الله علية وسلم لأن محبة الله أمنية غالية وكل إنسان يدعي محبة
    الله سبحانه وتعالى وإن انحرفت به السبل واستحوذت عليه الشياطين فإن ما دام مسلما( فهو) يدعي محبة الله سبحانه وتعالى لكن الدليل القاطع على صدق المحبة هو اتباع النبي محمد صلي الله علية وسلم ويزيد هذه الأمور توضيحا وتأكيدا في بيان المحجة البيضاء والنهج الصحيح الذي إذا سلكته هذه الأمة سعدت في الدنيا والآخرة ما رواه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن ابن عبد رب الكعبة قال :{ دخلت
    المسجد فوجدت عبد الله بن عمرو بن العاص حول الكعبة والناس جلوس حوله فدنوت منه فسمعته يقول: كنا مع رسول الله صلي الله علية وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباؤه ومنا من ينتضل يعني يرمي بالأقواس ومنا من هو في جشره يعني دوابه وإذا بمنادي رسول الله صلي الله علية وسلم ينادي الصلاة جامعة فاجتمعنا فقال رسول الله صلي الله علية وسلم - حمد الله ثم أثنى عليه - إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لها - سمعتم يا إخواني خير ما يعلمه لها – ويبين لهم شر ما يعلمه لها وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخر
    لها بلاء – ( تعليق من الشيخ "و و الله و تالله وبالله لا مناص لكم أيها المسلمون عامة وطلاب العلم خاصة من الفتن ومحدثات الأمور فاستعيذوا بالله"
    فسيصيب آخرها بلاء" عام يشمل جميع أنواع البلايا" فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وفي رواية فلتأته منيته وهو يؤمن بالله
    واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يِؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع وإن جاء آخر ينازعه فاقتلوا الأخر
    قال عبد الرحمن فقلت له أنشدك الله أأنت سمعت هذا من رسول الله صلي الله علية وسلم قال اللهم نعم قال هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نقتل أنفسنا وأن نأخذ أموالنا بالباطل والله يقول ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة
    عن تراضي منكم و لا تقتلوا أنفسكم ) فسكت ساعة – يعني زمنا – ثم قال أطعه في طاعة الله و اعصه في معصيته }.
    من هذه أيها الإخوة ,من هذه الأحاديث -وليست فريدة ما أكثرها - بيان صحيح
    صريح للمنهج الصحيح الذي يجب أن تسلكه أمة محمد صلي الله علية وسلم حتى تلقى ربها إذ أرادت سعادة الدنيا والأخرة فلتسلك هذا المنهج لماذا كان صحيحا وفيه سعادة الدنيا و الأخرة ؟
    لأن الذي وضعه من هو ؟ هو الله سبحانه وتعالى والذي بلغه من هو؟ هو رسول الله صلي الله علية وسلم
    إذا كل منهج لا يرتكز على هذا المنهج وإن كان صاحبه مخلصا محتسبا فإنه منهج ضلال و انحراف شاء أم أبى شاء أم أبى هذه أهم ملامح المنهج الذي وضعه الله وبلغ به رسوله صلي الله علية وسلم لكن هنا سؤال كيف ندرك هذا المنهج؟ كيف نفهمه؟ كيف نفقه؟ كيف نعرفه ؟
    نقول أولا :
    الاستقامة وتقوى الله في السر والعلانية ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فإذا اتقيت الله سبحانه وتعالى هيأ لك من
    الأسباب ما يعينك على معرفة الحق ,التقوى الصحيحة كيف لا و هو يقول سبحانه تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) يعينك على معرفة الحق
    ثانيا : دراسة الكتاب والسنة دراسة من يريد الفقه في الدين والوقوف على النصوص المختلفة حتى يعرف كيف يتعامل مع المطلق والمقيد والمنطوق والمفهوم والخاص والعام والناسخ والمنسوخ والمجمل والمبين
    فأكثر الدعاة لا يعرفون هذه القواعد التي قررها علماء الإسلام و من هنا ينشأ الخطأ وينشأ سوء الفهم لأنهم لا يعرفون التعامل مع النصوص
    يجد نصا في الوعيد فيظنه هو هو ويغيب عنه النص الأخر المقيد له من الكتاب و السنة
    و هنا نقول لا يصلح داعية من لم يتعلم , الذي لا يحسن العلم لا يصلح داعية لأنه يفسد من حيث يريد الإصلاح و يخطأ من حيث يريد الصواب
    و الله سبحانه وتعالى قال لنبيه صلي الله علية وسلم وهو خطاب لكل من تأهل للدعوة بعد النبي صلي الله علية وسلم و أحب أن تكون له في رسوله أسوة حسنة
    (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله) مطلق أو مقيد؟ على إيش؟ على بصيرة ما هو على عمى و لا من كلام فلان وفلان(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني ) من اتبع النبي صلي الله علية وسلم كذلك على بصيرة فالنبي يبصره ربه و يسدده ويهديه و نحن من يبصرنا ؟ كتاب الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم
    الأمر الثالث : رد ما اختلف فيه إلى الكتاب والسنة
    رد ما اختلف فيه من أمور النزاع والخصام إلى الكتاب والسنة وهذا من الدين كما قال الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوارالرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )
    إذا ما شجر بين المسلمين يجب أن يرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلي الله علية وسلم فما وافق الكتاب والسنة قبل وإن كان صاحبه ناقصا في أعين الناس وما خالف الكتاب والسنة ينبذ ويطرح وإن كان هو أكبر الناس منزلة وأعظمهم شعبية وأقواهم شخصية و أكثرهم علما و أوسعهم معرفة
    قال الإمام مالك رحمه الله كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلام صاحب هذا القبر
    الأمر الأخير: احرصوا بارك الله فيكم على عقيدة الولاء و البراء
    وعقيدة الولاء والبراء معناها الحب في الله والبغض في الله والإعطاء لله والمنع لله هذه هي عقيدة الولاء والبراء يعني أنه يحب إنسانا من الناس لله
    سبحانه وتعالى معنى هذا أنك ما دمت تحبه في الله إذا أخطأ تبين الخطأ قد يكون إنسانا عالما نحريرا ربانيا لكنه أخطأ في كذا يبين للناس خطأه ويبغض لله إذا يبغض لله سبحانه وتعالى
    وعقيدة الولاء هذه و البراء أوضحتها آية من كتاب الله بل عدة آيات لكن نحن نذكر آية لأن أبنائنا في الإبتدائية يحفظونها في الغالب ( لا تجد قوما
    يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ) هذه الآية تبين لك منهج الولاء والبراء معنى هذا حتى المسلم حتى المنتسب
    إلى الإسلام إذا كان مظهرا لمحادة الله و محادة رسوله صلي الله علية وسلم فإنه يجب عليك ماذا أجيبوا ؟ هو مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول و يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت إلى غير ذلك من أعمال الإسلام لكنه يحاد الله ورسوله فماذا يجب علينا ؟ يجب علينا أن نتبرأ منه لله إذا هذا هو المنهج السليم هذه ليست في الكفار لا هذه عامة ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله )
    {قوما} نكرة في سياق النفي والنكرة في سياق النفي نص صريح في العموم يعني لا تقبل التأويل و إن كان مسلما ما دام أنه يأتي من الأعمال الكفريات ما يبرأ الله ورسوله منه فلا تعده أخا لك في الإسلام أبدا وإن كان مسلما و إن كان منتسبا للإسلام فالإسلام بارك الله فيكم ولكم ليست نسبة ليس الإسلام مبدأ انتمائي الإسلام قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية الإسلام والإيمان شيء واحد لا تفريق بينهما فليس الإسلام قضية تجميع وقضية أن الإنسان يجمع شتات المسلمين على ما فيهم وينظر إلى المعتقدات التي هي معلوم بطلانها بإجماع المسلمين ينظر إلى أنها اجتهاد اجتهادات كل إنسان له اجتهاده.
    أبدا هذا ليس من الدعاة إلى الله على بصيرة هذا يدعو على عمى هذا مثل الذي يحاول أن يجمع مياها طاهرة وأخرى قذرة يصبها في بعض. بالله من يشربها هذا ؟ ماء تشوفه ماء طاهر نظيف وهذا ماء عكر يقول عادي كلها ماء لم يقع عليه شيء بالله عليكم أي المائين تطلب الماء النظيف الصافي ؟ أم الماء المكدر ؟ أجيبوا ما يقول عاقل أن الماء المكدر يقوم مقام الماء النظيف.
    فمثلا على سبيل المثال الرافضة أليسوا ينتسبون إلى الإسلام أليسوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكن ماذا عندهم من الكفريات
    انظروا : صحابة رسول الله صلي الله علية وسلم كلهم كفار إلا القليل هذا كفر ليش؟ لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى قد ترضى أثبت رضاه على أصحاب رسول الله صلي الله علية وسلم من فوق سبع سموات و لم يستثني أحدا , معروف, من عرفوا بالنفاق هذا أمرهم آخر كعبد
    الله ابن أبي بن سلول وغيرهم (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه ) من قال أن أصحاب رسول الله كلهم كفار إلا قليل عشرة عشرين خليهم مائة ألا يناقض الآية الكريمة مناقضة صريحة
    الإمام مالك رحمه الله عند قول الله عز وجل ليغيض بهم الكفار سورة الفتح
    استنبط رحمه الله كفر الرافضة قال لأنهم يغيضهم أصحاب النبي صلي الله علية وسلم أما المسلم الحق فلا يغيضه أصحاب محمد صلي الله علية وسلم
    و أيضا بلية أخرى القرآن الموجود عندنا ليس هو القرآن الذي أنزله الله هذا قرآن محرف وإنما يتعاملون معه معاملة مؤقتة حتى يخرج الإمام المنتظر الذي دخل في سرداب مثل سرداب الفأر .والله ما يخرج أحد منه إلى يوم القيامة هذا كله كذب دجلوا على الناس فهذا
    أقول يعني القرآن كتاب الله سبحانه وتعالى تلقته الأمة عن رسولها محمدصلي الله علية وسلم ليس تلقي أحاد بل نقلا متواترا والخبر المتواتر لا يقبل الرد أبدا و لا يبحث عن نقلته مادام أنه خبر متواتر هذا يثبت من الدين بالضرورة هذا يفيد العلم اليقيني يفيد العلم الضروري أبدا لا مجال فيه. الباطنية مثلا يقولون النصوص لها ظاهر وباطن فيتعبدون بزعمهم بالباطل كالنصيرية والدروز والقادينية إلى غيرهم أفمن يزعم أن هؤلاء القوم مثل السني الذي لا يعرف مصدرا للدين إلا قال الله قال رسوله وكذلك قال الصحابة ينبني على هذا يساوي هؤلاء بهؤلاء أي داعية إلى الله . ! هل هذا داعية إلى
    الله على هدى وبصيرة أم على عمى وضلال؟ إن لم نقل فيه بلى هو إن كان داعية مخلصا فإنه يدعو على عمى وضلالة لا يدعو على بصيرة لأن البصيرة من شأنها أنك تفرق بين المسلم الصادق الحق السليم المعتقد وبين المسلم الذي يستحق منك البراءة يعني الداعية الصادق المبصر الذي بصره الله هو الذي يفرق بين من يستحق الولاء ومن يستحق البراء وإلا في الحقيقة هو ليس داعية وعلمت أن الإخوان عندهم كثير من الأسئلة وحتى لا يطول الكلام نترك فرصة للأسئلة لأن فيها فوائد كثيرة إن شاء الله تعالى وفق الله الجميع لما فيه مرضاته و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين

    منقول من سحاب السلفية


      الوقت/التاريخ الآن هو 06.05.24 13:14