خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 7:58

    ما صحة حديث احياء والدي الرسول صلى الله عليه وسلم
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . 470674
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سمعت بحديث احياء والدي النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah وانهما امنا به ثم ماتا ثانية !!

    ارجو ممن يعرف شيئا عن درجة الحديث او مظانه في كتب السنة
    ان يدلني

    وجزاكم الله خيرا



    ====


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حديث منكر لايصح
    والثابت في صحيح مسلم أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في النار وهما مشركان.

    قال ابن كثير في التفسير


    وقال الإمام أحمد 199 حدثنا يحيى بن آدم أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي رضي الله عنه قال سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت أيستغفر الرجل لأبويه وهما مشركان فقال أولم يستغفر إبراهيم لأبيه فذكرت ذلك للنبي فنزلت ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) الآية قال لما مات فلا أدري قاله سفيان أو قاله إسرائيل أو هو في الحديث لما مات قلت هذا ثابت عن مجاهد أنه قال لما مات

    وقال الإمام أحمد 5355 حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا زبيد بن الحارث اليامي عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال كنا مع النبي ونحن في سفر فنزل بنا ونحن قريب من ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الخطاب وفداه بالأب والأم وقال يا رسول الله مالك قال إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار وإني كنت نهيتكم عن ثلاث نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وامسكوا ما شئتم ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا وروى بن جرير من حديث علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي لما قدم مكة أتى رسم قبر فجلس إليه فجعل يخاطب ثم قام مستعبرا فقلنا يا رسول الله إنا رأينا ماصنعت قال إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فما رئي باكيا أكثر من يومئذ

    وقال بن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي حدثنا خالد بن خداش حدثنا عبد الله بن وهب عن بن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال خرج رسول الله يوما إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا لبكائه ثم قام فقام إليه عمر بن الخطاب فدعاه ثم دعانا فقال ما أبكاكم فقلنا بكينا لبكائك قال إن القبر الذي جلست عنده قبر آمنة وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي ثم أورده من وجه آخر ثم ذكر من حديث بن مسعود قريبا منه وفيه وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي وأنزل علي ( ما كان للنبي والذين آمنوا ) الآية فأخذني ما يأخذ الولد للوالد وكنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة


    حديث آخر في معناه
    قال الطبراني حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن استندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا مابكى نبي الله بهذا المكان إلا وقد أحدث الله في أمته شيئا لا تطيقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع اليهم فقال ما يبكيكم قالوا يانبي الله بكينا لبكائك فقلنا لعله أحدث في أمتك شيء لا تطيقه قال لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر أمي فسألت الله أن يأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت ثم جاءني جبريل فقال ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) فتبرأ أنت من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي ودعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين ودعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى الله أن يرفع عنهم القتل والهرج وإنما عدل إلى قبر أمه لأنها كانت مدفونة تحت كداء وكانت عسفان لهم

    وهذا حديث غريب وسياق عجيب

    وأغرب منه وأشد نكارة

    مارواه الخطيب البغدادي في كتاب السابق واللاحق بسند مجهول عن عائشة في حديث فيه قصة أن الله أحيا أمه فآمنت ثم عادت
    وكذلك مارواه السهيلي في الروض بسند فيه جماعة مجهولون إن الله أحيا له أباه وأمه فآمنا به
    وقد قال الحافظ بن دحية في هذا الاستدلال بما حاصله أن هذه حياة جديدة كما رجعت الشمس بعد غيبوبتها فصلى على العصر قال الطحاوي وهو حديث ثابت يعني حديث الشمس
    قال القرطبي فليس إحياؤهما يمتنع عقلا ولا شرعا قال وقد سمعت أن الله أحيا عمه أبا طالب فآمن به
    قلت وهذا كله متوقف على صحة الحديث فإذا صح فلا مانع منه والله أعلم) انتهى.

    فتبين لنا أن الروايات ضعيفة ولاتصح

    وللسيوطي رسالة هزيلة في كتابه الحاوي(2/402-444) يحاول أن يثبت فيها نجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ويتعسف ويتكلف في مخالفة الأدلة الصحيحة ، فالله المستعان.
    وللملا علي القاري رسالة مفيدة وهي (أدلة معتقد أبي حنيفة في أبوي الرسول عليه السلام)
    أثبت فيها الحق في هذه المسألة ورد على من قال بنجاتهما بأدلة سديدة.

    عبدالرحمن بن عمر الفقيه

    ===

    الشيخ عبد الرحمن الفقيه :

    سمعت أن الملا علي القاري رحمه الله قد تراجع عن قوله هذا

    وما ردكم على من قال أنهما من أهل الفترة ؟

    وتقبل تحياتي على مجهودك الرائع في هذا الملتقى المبارك
    فأنت بحق أحد الشخصيات المميزة فيه


    ===

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل
    وأما الدليل فهو الأحاديث الصحيحة
    ومن يقول بنجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم فهو مخالف للسنة الصحيحة الصريحة وليس عنده ما يقاومها
    وأما كون الملا علي القاري رحمه الله تراجع أو لم يتراجع فإن هذا لايضر ، فالعبرة بالدليل وليس بالشخص، ومع ذلك يحتاج إلى إثبات تراجعه عن ذلك.

    وأما الاحتجاج بأنهم من أهل الفترة فهذا احتجاج ضد السنة
    ومع ذلك فقد ذكر القرافي الإجماع على أن موتى الجاهلية يعذبون على كفرهم

    قال القرافي في شرح تنقيح الفصول ص 297(حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول ، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا، ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع) انتهى.
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...425#post262425

    قال الإمام مسلم في صحيحه 203 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار


    وقال 976 حدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن عباد واللفظ ليحيى قالا حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد يعني بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي
    976 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت

    فهذه الأحاديث صحيحة صريحة ، يجب على المؤمن المتبع للحق أن يؤمن بها
    آمنا بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقناه.



    ===



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:06

    من كتاب الحوار الهادي مع الشيخ القرضاوي

    2– حديث إن أبي وأباك في النار

    قال فضيلة الشيخ القرضاوي في الكتاب المشؤوم نفسه (ص97): «ومثل ذلك الحديث الذي رواه مسلم عن أنس مرفوعاً: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ". قاله جواباً لمن سأله عن أبيه أين هو؟ وقلت (الكلام للشيخ القرضاوي): ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار، وهو من أهل الفترة؟ والصحيح أنهم ناجون!!! ومن ناحية أخرى: ما ذنب أبي الرجل السائل؟ والظاهر أن أباه مات قبل الإسلام. لهذا توقفت في الحديث حتى يظهر لي شيء يشفي الصدر. أما شيخنا الغزالي فقد رفض الحديث صراحة لأنه ينافي قوله تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً. ولكني أوثر في الأحاديث الصحاح التوقف فيها دون ردها بإطلاق!» انتهى.

    أقول: ما أجرأ القرضاوي على أحاديث النبي  –بأبي وأمي هو–. فكلمة والصحيح: تعني أن ما قاله النبي  ليس بصحيح. ثم استشهد بكلام شيخه العقلاني الغزالي بأنه رد الحديث صراحة. أقول: قاتل الله أهل الأهواء الذين يقدمون عقولهم الناقصة على أحاديث النبي . قال الإمام النووي –رحمه الله– معلقاً على الحديث في شرحه لصحيح مسلم (3\79): «فيه أن من مات على الكفر فهو من أهل النار ولا تنفعه قرابة المقربين. وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار. وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء –صلوات الله تعالى وسلامه عليهم–». وما ذهب إليه الإمام النووي هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة المستفيضة منها:

    1. قوله : «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة في النار. كان أول من سيب السوائب». أخرجه الشيخان.

    2. سألته أمنا عائشة : «يا رسول الله. ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحِم ويطعم المسكين. فهل ذاك نافعه؟». فقال: «لا ينفعه. إنه لم يقل يوماً: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين» أخرجه مسلم.

    3. رؤيته  في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبة في النار، لأنه «كان يسرق الحاج بمحجنه». أخرجه مسلم.

    وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».

    ومن الواضح أن الشيخ القرضاوي قد تأثر شديد التأثر بالغزالي في كثير من أقواله، حيث يقول الغزالي الهالك: «أما الذي أرفضه وقد حاربته بضراوة، فهو سفاهة بعض الأولاد الذين يتنقلون في العالم الإسلامي، وينشئون عقيدة جديدة (!!) أن أبا الرسول وأمه في النار». وهكذا يصبح جميع علماء المسلمين من السلف الصالح مجرد أولاد سفهاء يحاربهم الغزالي بضراوة. هذا الغزالي هو الذي يقول في الحديث الصحيح المتواتر الذي أخرجه الإمام مسلم "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ": «هذا حديث يخالف القرآن، حطّه تحت رجليك (!!)». فلا حول و لا قوة إلا بالله. و هذا في شريط مسجل في تاريخ 5/4/1988م، و في مناقشة رسالة العبد الشريفي في جامعة الجزائر المركزية. فتأمّل قلة أدب هذا المعتزلي الغزالي مع حديث رسول الله  –بأبي وأمي هو– وقوله «حطه تحت رجليك». فهذا من الإيذاء المتعمد لرسول الله ، والله تعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (الأحزاب:57). وهي أشد بمراتٍ من قول أحد المنافقين: «ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً، وأكذبنا ألسنةً، وأجبننا عند اللقاء» كما سيمر معنا في بحث الرد على المرجئة بإذنه تعالى.

    ومن الملاحظ أن الشيخ القرضاوي قد فاق شيخه تدليساً وتلبيساً. فالغزالي كان يُصرِّح بردِّ السُّنة، ويُقِرُّ الضلال علانيةًً. ومن هنا وقف علماء السنة بوجه كتابه بقوةٍ وحزم، حتى تركه الناس وأفل نجمه. ولكن الشيخ القرضاوي يميل إلى المكر والمراوغة لإقرار وتثبيت باطله، نسأل الله السلامة والعافية. وقوله أنه لا يفضّل رد الحديث الصحيح بإطلاق، هو تلبيسٌ واضحٌ لأنه قد ردّ الحديث فعلاً! فرسول الله الصادق الأمين  –الذي لا ينطق عن هو إن هو إلا وحيٌ يوحى– يقول بصراحة للرجل: «إن أبي وأباك في النار». والقرضاوي ينكر ذلك ويقول: «والصحيح أنهم ناجون». فمن الصادق ومن الكذّاب؟


    ===

    الأخ الكريم .. الحق والصواب .. أنهما ماتا على الشرك ..

    وأما الحديث .. فهو حديث موضوع مكذوب مختلق مصنوع ..

    وانظر إلى ما قاله أهل العلم ..

    إحياء والدي النبي صلى الله عليه وسلم وأنهما آمنا به ثم ماتا .
    قال ابن الجوزي ( حديث موضوع بلا شك ومن وضعه قليل الفهم عديم العلم )

    فضلاً عن معارضته لحديث مسلم في الصحيح :
    استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي .

    وقال أبو الفضل بن ناصر : هذا حديث موضوع .

    وقال الإمام الذهبي : قبح الله واضعه ,

    وقال ابن كثير هذا حديث منكر جداً وقد ثبت في الصحيح ما يعارضه .

    وقال ابن دحية : حديث موضوع

    وأقره الملا علي القاري والقاوقجي وممن حكم ببطلانه الأئمة :

    الدارقطني والجوزقاني وابن عساكر وابن حجر والبيروتي .

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..


    ===

    ذكر القرافي الإجماع على أن موتى الجاهلية يعذبون على كفرهم

    ولكن هل يجب اعتقاد خلودهم في النار ؟؟

    واذا كان مشركوا الجاهلية يعتقدون بالله ويعترفون بألوهيته ،أفلا يدخلون في حديث :‏أخرجوا من النار من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان‏ -‏أخرجه البخاري ‏(‏رقم 7510‏)‏ ومسلم ‏(‏رقم 192‏)‏


    والنقل
    لطفـــاً .. من هنــــــا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:12



    التممة :

    وماذا عن قوله تعالى:

    { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيـرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }[القصص: 46]،

    { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [السجدة: 3]،

    { وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ } [سبأ: 44].

    وقال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى : { وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير } سبأ (44) : وما أرسلنا إلى هؤلاء المشركين من قومك يا محمد فيما يقولون ويعملون قبلك من نبي ينذرهم بأسنا عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .


    وقال تعالى:

    وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.

    وما المانع أن يكون الراوي روى الحديث بالمعنى وأصله عن سعد يعني ابن أبي وقاص أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أين أبي قال في النار قال فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار

    رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد فأسلم الأعرابي فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار

    قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 1 ص: 117 ورجاله رجال الصحيح
    ورواه ابن ماجه عن ابن عمر وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 43
    هذا إسناد صحيح

    وظنها الراوي تعني ما ذهب إليه فنقلها بالمعنى.
    وليس هذا ردا للحديث لكن توقف في لفظة فيه، وهذا فعله العلماء كثيرا
    فأصل الحديث صحيح لكن فيه لفظة تعارض ما هو أقوى.

    ولا أدري من أين جاء القائل بقوله:

    هذا الغزالي هو الذي يقول في الحديث الصحيح المتواتر الذي أخرجه الإمام مسلم "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ":

    سبحان الله !!!!!!!!!
    كيف صار هذا الحديث متواترا.
    في انتظار إثبات هذه الدعوى.


    أما التوقف في الحديث، فليست قطعا رد له، بل هو تأني عند الباحث، لينظر هل للحديث طرق أخرى توضح المراد، أو تفسر المبهم.

    ثم هذا الحديث في أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن أين جيء من صحيح مسلم أن أمه عليه السلام أنها في النار.

    والذي رأيته أعلاه هو عدم الإذن في الاستغفار،

    هذا ما عزي لمسلم فإن كان هناك غير ذلك أنها في النار فأين هو ؟

    أما من ادعى الإجماع على أن أهل الفترة في النار فهو معارض بما في القرآن كما هو أعلاه

    وبالسنة أن أهل الفترة يمتحنون كما جاء في عدة روايات

    ففي مجمع الزوائد ج: 7 ص: 215
    باب فيمن لم تبلغه الدعوة ممن مات في فترة وغير ذلك

    عن الأسود بن سريع أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال اربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول يا رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول يا رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في فترة فيقول ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما

    رواه أحمد والبزار إلا أنه قال يعرض على ا لله الأصم الذي لا يسمع شيءا والأحمق والهرم ورجل مات في الفترة

    رواه الطبراني بنحوه وذكر بعده إسنادا إلى أبي هريرة قالا بمثل هذا الحديث غير أنه قال في آخره فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها هذا لفظ أحمد ورجاله في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصحيح وكذلك رجال البزار فيهما

    وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأربعة يوم القيامة بالمولود وبالمعتوه وبمن مات في الفترة وبالشيخ الفاني كلهم يتكلم بحجته فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار أبرز فيقول لهم إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه فيقول من كتب عليه الشقاء يا رب أين ندخلها ومنها كنا نفر قال ومن كتب عليه السعادة يمضي فيتقحم فيها مسرعا قال فيقول الله تبارك وتعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار

    رواه أبو يعلى والبزار بنحوه وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح


    إلخ ...

    اهـ

    وغير هذه الأحاديث


    وهنا النص أقوى من هذه الدعوى

    أما كلام الإمام النووي –رحمه الله– معلقاً على الحديث في شرحه لصحيح مسلم (3\79): «فيه أن من مات على الكفر فهو من أهل النار ولا تنفعه قرابة المقربين. وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار. وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء –صلوات الله تعالى وسلامه عليهم–».

    قلت هو معارض بالآية أعلاه، وعندي أنه محمول على من قرب عهده من دعوة إبراهيم عليه السلام قبل التغيير

    وإلا لما كان هناك فترة أصلا، لأن أطول فترة عرفت في تاريخ الرسل هي ما بين نبينا وعيسى عليهما الصلاة والسلام

    600 سنة أو أكثر.

    فمن أنكر الفترة فقد أنكر معلوما من الدين بالضرورة لأنها صريح القرآن

    قال تعالى في سورة المائدة:

    يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ

    قال الحافظ ابن كثير في تفسيره
    يقول تعالى مخاطبا أهل الكتاب من اليهود والنصارى بأنه قد أرسل إليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين الذي لا نبي بعده ولا رسول بل هو المعقب لجميعهم ولهذا قال " على فترة من الرسل " أي بعد مدة متطاولة ما بين إرساله وعيسى ابن مريم

    http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...Sora=5&nAya=19

    والله أعلم،

    وكما يعلم الإخوة أننا هنا نتناقش لمعرفة الصواب، وليس الغرض هو تخطئة بعضنا البعض، لكننا جميعا إن شاء الله نتوجه بقلوبنا وعقولنا لفهم أحاديث الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم على الوجه الذي يرضي الله تعالى

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    وفي انتظار ملاحظات الإخوة الأفاضل


    ===

    قال محمد عبادي

    ذكر القرافي الإجماع على أن موتى الجاهلية يعذبون على كفرهم

    ولكن هل يجب اعتقاد خلودهم في النار ؟؟

    واذا كان مشركوا الجاهلية يعتقدون بالله ويعترفون بألوهيته ،أفلا يدخلون في حديث :‏أخرجوا من النار من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان‏ -‏أخرجه البخاري ‏(‏رقم 7510‏)‏ ومسلم ‏(‏رقم 192‏)‏

    ----------------------------------

    وهذا الكلام الذي ذكره خطير جدا ، ونذكره بقوله تعالى (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة)
    وغيرها من الآيات الكثيرة والأحاديث التي تدل على عدم دخول المشركين الجنة

    والشرك محبط للأعمال
    يقول تعالى (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)
    ويقول تعالى(إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)

    ويجب على المسلم اعتقاد خلود المشركين في النار كما قال تعالى(وماهم منها بمخرجين).
    __________________


    عبدالرحمن بن عمر الفقيه



    ===

    الشيخ عبد الرحمن الفقيه

    لكن السؤال هو عمن لم تبلغه الدعوة.

    فمثلا معروف أن معظم النصارى كانوا مشركين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعقيدتهم الشرك بنص القرآن


    لكن الله سبحانه وتعالى قال لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون

    وقال تعالى لأنذركم به ومن بلغ

    وفي الحديث الذي رواه مسلم:
    ج: 1 ص: 134
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار

    وفي مجمع الزوائد ج: 8 ص: 261
    عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يهودي ولا نصراني لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار
    وفي رواية فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة

    قال رضي الله عنه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في كتاب الله عز وجل فقرأت فوجدت ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده



    قال الهيثمي رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه في الروايتين ورجال أحمد رجال الصحيح والبزار أيضا باختصار

    قلت فمفهوم المخالفة في هذا الحديث أن من لم يسمع برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا يحكم له بجنة ولا نار، لكن حكمه حكم أهل الفترة.

    فيمتحن يوم القيامة كما في الأحاديث السابقة.
    والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    فما رأيكم وفقكم الله؟


    ===

    الأخ الفاضل راجي رحمة ربه
    هذا الموضوع الذي تريد بحثه هو موضوع آخر غير الذي نحن فيه، فأبوي النبي صلى الله عليه وسلم ماتا على الشرك وهما في النار بنص الأحاديث الصحيحة ، فإن أردت مناقشة موضوع جديد حول مسألة أحاديث الفترة وغيرها فيكون في موضوع مستقل، فكما قال أهل العلم إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ، فهنا جاءت أحاديث صحيحة صريحة في موت أبوي النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك ، فحتى على القول بنجاة أهل الفترة فلا يدخل فيها أبوي النبي صلى الله عليه وسلم لثبوت النص الصريح في ذلك.

    عبدالرحمن بن عمر الفقيه


    ===

    أخي الكريم راجي رحمة ربه _ وفقه الله _

    الأحاديث الصحيحة الدالة على أن أبوي النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah وغيرهما من مشركي العرب الذين ورد فيهم نص بخصوصهم أنهم في النار ، يجمع بينها وبين الأحاديث الدالة على أن أهل الفترة يمتحنون من وجهين :

    1) الوجه الأول :
    أن يقال هم أهل فترة وسيمتحنون يوم القيامة فلا ينجحون في الامتحان وسيقضى بهم إلى النار لورود النص بذلك ، فأحاديث امتحان أهل الفترة عامة ، وأحاديث أبوي النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah خاصة ، ولا تعارض بين عام وخاص ، بل الخاص يقضي على العام كما هو معلوم ، وكما سبق أن بين شيخنا الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله .

    2) الوجه الثاني :
    أن يقال إن أهل مكة لم يكونوا أهل فترة قبل بعثة النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah لأنهم بلغهم دعوة إبراهيم ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah إلى التوحيد وكان فيهم حنفاء يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا وكانوا يدعونهم إلى التوحيد وينهونهم عن الشرك فقامت الحجة عليهم بذلك ، وهذا لا ينافي أن النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah بعث على فترة من الرسل ، لأن كون الزمان زمان فترة لا يمنع وجود بقية من دعوة الرسل في بعض أنحاء الأرض ، وراجع هذين الرابطين ففيهما مزيد فائدة :

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E1%DD%CA%D1%C9

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...E1%DD%CA%D1%C9
    __________________
    أبو خالد وليد بن إدريس المنيسيّ السُلميّ




    ===


    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه

    وما المانع أن يكون الراوي روى الحديث بالمعنى وأصله عن سعد يعني ابن أبي وقاص أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أين أبي قال في النار قال فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار

    رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد فأسلم الأعرابي فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار

    قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 1 ص: 117 ورجاله رجال الصحيح
    ورواه ابن ماجه عن ابن عمر وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 43
    هذا إسناد صحيح

    وظنها الراوي تعني ما ذهب إليه فنقلها بالمعنى.
    وليس هذا ردا للحديث لكن توقف في لفظة فيه، وهذا فعله العلماء كثيرا
    فأصل الحديث صحيح لكن فيه لفظة تعارض ما هو أقوى.


    أولا :
    حديث الصحيح _ صحيح مسلم _ هو من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وهو طريق لا مطعن فيه كما يعرف الجميع وقد احتج به مسلم في الصحيح


    ثانيا :
    حديث سعد بن أبي وقاص حديث ضعيف لا يصح والصواب فيه أنه مرسل وقد أخطأ من وصله

    فمن يريبد أن يعل حديثا في صحيح مسلم أو غيره من كتب السنة مما اشترط أصحابها الصحة فلا بد أن يأتي بحجة قوية بينة

    أما أن يأتي بالضعيف ليعل به الصحيح فهذا من العجائب

    ولا أدري من الواهم _ بزعمه _ في هذا المتن
    هل هو أنس رضي الله عنه أم من دونه
    ونحن بانتظار الدليل على هذا القول
    ورد السنة أو الأحاديث الصحيحة لا يكون برب ولعل ونحوها من العبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع


    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه


    ثم هذا الحديث في أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن أين جيء من صحيح مسلم أن أمه عليه السلام أنها في النار.

    والذي رأيته أعلاه هو عدم الإذن في الاستغفار،

    هذا ما عزي لمسلم فإن كان هناك غير ذلك أنها في النار فأين هو ؟

    أقول إن أم النبي صلى الله عليه وسلَّم مشركة من أهل النار ، ولو تأمل هذا الأخ سبب نزول الآية في كتب التفسير لتبين له سبب منع النبي صلى الله عليه وسلَّم من الاستغفار لأمه
    { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ، من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }
    فأمه مشركة من أهل النار وهذا هو سبب نهيه عن الاستغفار لها
    وإن كان هناك سبب غير هذا فليأتنا به



    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه


    أما كلام الإمام النووي –رحمه الله– معلقاً على الحديث في شرحه لصحيح مسلم (3\79): «فيه أن من مات على الكفر فهو من أهل النار ولا تنفعه قرابة المقربين. وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار. وليس هذا مؤاخذه قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء –صلوات الله تعالى وسلامه عليهم–».

    قلت هو معارض بالآية أعلاه، وعندي أنه محمول على من قرب عهده من دعوة إبراهيم عليه السلام قبل التغيير




    زيد بن عمرو بن نفيل لقيه النبي صلى الله عليه وسلَّم وجلس معه وقد كان على دين إبراهيم عليه السَّلام
    وكان يقول لقريش : [ كما في صحيح البخاري ]
    يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري .
    فهل كانوا يجهلون دين إبراهيم ؟!
    وها هو يقيم عليهم الحجة ويعظهم عن الأفعال الشنيعة التي كانوا يفعلونها

    يظهر من كلام زيد بن عمرو بن نفيل أنهم يدَّعون أنهم على ملة إبراهيم ولكنها دعوى عارية كاذبة



    والله أعلم وأحكم

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:15

    هل الإحالة على صحيح مسلم أم كتب التفسير.

    ثم في انتظار تبيين موضع الإرسال.

    لأن دعوى الإرسال ينقضها أن البوصيري صرح بتصحيح الإسناد كما مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 43 فقال: هذا إسناد صحيح


    والزيادة التي فيه ترجح صحة لفظه وهي أنه لما قال له فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار

    في رواية أنه لما أسلم الأعرابي قال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار

    فهذه الزيادة تقوي صحة لفظ هذا الطريق وأن ما في مسلم مروي بالمعنى وحماد من رجال مسلم دون البخاري.

    ثم لنفترض إن تمسك البعض بصحة لفظ صحيح مسلم، فقد قال بعض العلماء أن أبي يعني عمي

    لأنه صلى الله عليه وآله وسلم صرح باسم أبي طالب وأنه في النار.

    وهناك فائدة وهي أنه حديث متفق عليه وفيه أنه أهون أهل النار عذابا

    فلو كان أهون أهل النار عذابا

    وهو قد أدرك البعثة وعاش زمنا أقيمت عليه الحجة بل وعرض عليه الإسلام مرارا، وعرف وتيقن من صدق الرسالة المحمدية

    فإن كان هو أهون أهل النار عذابا

    فماذا يقال فيمن لم يدرك البعثة، ولم يعرض عليه الإسلام، ولم يعش زمانا يعرف فيه الرسالة

    فأبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم مات في العشرين من عمره

    وأمه عليه الصلاة والسلام ماتت وهي نحو ذلك.

    فإن كان أبو طالب أهون أهل النار عذابا فمن هو دونه في العذر، لابد أن يكون خارج النار إذ لا يناسب أن يكون مثله.

    ثم أن اللغة تحتمل استعمال لفظة الأب للدلالة على العم

    بخلاف الوالد، فهي لا تطلق إلا على الأب الحقيقي. وبهذا يجمع بين الأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية القطعية في دلالتها والمتضافرة على عدم تعذيب أهل الفترة ممن لم يبعث لهم رسول يرشدهم لطريق الحق.

    أما عدم الإذن بالاستغفار فله عدة محامل.

    والله الموفق.


    ===

    نعم، نعوذ بالله من رد الأحاديث الصحيحة بحجج واهية


    وكلنا يؤمن إيمانا جازما بأن الاحتجاج إنما يكون بكتاب الله تعالى والسنة الصحيحة بإذن الله،
    أما الخطأ في الفهم، فكلنا عرضة له
    نسأل الله التوفيق والسداد

    وجعلنا الله جميعا من أتباع الكتاب والسنة لا نحيد عنهما إن شاء الله ما حيينا.

    آمين

    ===================

    وما كنت أشرت له أنه ليس في حديث مسلم الحكم بأن أمه عليه الصلاة والسلام من أهل النار، كما أطلق الأخ خالد بن عمر وغيره.
    نعم لم تدرك البعثة، نعم لم تدرك الإسلام، نعم لم....

    أما بالنسبة لحديث مسلم فليس فيه هذا الإطلاق

    فالوقوف على لفظ الحديث، وعدم التقدم بين يدي الله ورسوله هو ما كنت أرمي له.

    قال السندي في شرح سنن النسائي:

    إن الاستغفار فرع تصور الذنب وذلك في أوان التكليف ولا يعقل ذلك فيمن لم تبلغه الدعوة فلا حاجة إلى الاستغفار لهم فيمكن أنه ما شرع الاستغفار إلا لأهل الدعوة لا لغيرهم وإن كانوا ناجين

    فالله أعلم


    ===


    اقتباس:

    لأحاديث الصحيحة الدالة على أن أبوي النبي وغيرهما من مشركي العرب الذين ورد فيهم نص بخصوصهم أنهم في النار ، يجمع بينها وبين الأحاديث الدالة على أن أهل الفترة يمتحنون من وجهين :

    1) الوجه الأول :
    أن يقال هم أهل فترة وسيمتحنون يوم القيامة فلا ينجحون في الامتحان وسيقضى بهم إلى النار لورود النص بذلك ، فأحاديث امتحان أهل الفترة عامة ، وأحاديث أبوي النبي خاصة ، ولا تعارض بين عام وخاص ، بل الخاص يقضي على العام كما هو معلوم ، وكما سبق أن بين شيخنا الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله .

    2) الوجه الثاني :
    أن يقال إن أهل مكة لم يكونوا أهل فترة قبل بعثة النبي لأنهم بلغهم دعوة إبراهيم إلى التوحيد وكان فيهم حنفاء يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا وكانوا يدعونهم إلى التوحيد وينهونهم عن الشرك فقامت الحجة عليهم بذلك ، وهذا لا ينافي أن النبي بعث على فترة من الرسل ، لأن كون الزمان زمان فترة لا يمنع وجود بقية من دعوة الرسل في بعض أنحاء الأرض .
    جزا الله خيراً أبا خالد السلمي ، فلم أر أحسن من جوابه وجمعه بين الأحاديث الصحيحة ، ولقد تتبعت الكلام من بدايته وبقي في نفسي شيء حتى زال برد أخينا الفاضل وجمعه بين الأحاديث .


    ===

    هناك نقول حول المسألة سأضعها قريبا إن شاء الله
    ولكن نحن بانتظار الدليل على الدعوى التي نقلها الأخ من كلام _ السيوطي _ في رسالته المشهورة " مسالك الحنفا " أو غيرها من الرسائل التي ألفها حول هذه القضية

    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه
    وما المانع أن يكون الراوي روى الحديث بالمعنى وأصله عن سعد يعني ابن أبي وقاص أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أين أبي قال في النار قال فأين أبوك قال حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار

    رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد فأسلم الأعرابي فقال لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار

    قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 1 ص: 117 ورجاله رجال الصحيح
    ورواه ابن ماجه عن ابن عمر وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 43
    هذا إسناد صحيح

    وظنها الراوي تعني ما ذهب إليه فنقلها بالمعنى.
    وليس هذا ردا للحديث لكن توقف في لفظة فيه، وهذا فعله العلماء كثيرا
    فأصل الحديث صحيح لكن فيه لفظة تعارض ما هو أقوى.




    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر

    أولا :
    حديث الصحيح _ صحيح مسلم _ هو من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وهو طريق لا مطعن فيه كما يعرف الجميع وقد احتج به مسلم في الصحيح

    ثانيا :
    حديث سعد بن أبي وقاص حديث ضعيف لا يصح والصواب فيه أنه مرسل وقد أخطأ من وصله

    فمن يريبد أن يعل حديثا في صحيح مسلم أو غيره من كتب السنة مما اشترط أصحابها الصحة فلا بد أن يأتي بحجة قوية بينة

    أما أن يأتي بالضعيف ليعل به الصحيح فهذا من العجائب

    ولا أدري من الواهم _ بزعمه _ في هذا المتن
    هل هو أنس رضي الله عنه أم من دونه
    ونحن بانتظار الدليل على هذا القول
    ورد السنة أو الأحاديث الصحيحة لا يكون برب ولعل ونحوها من العبارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع


    وادعى [السيوطي ] دعوى ثانية بأن معمرا روى الحديث عن ثابت بلفظ غير هذا اللفظ (( إن أبي وأباك في النار )) وأن معمرا أثبت من حماد
    وهذا تدليس ومحاولة إخفاء الحقائق حتى ينتصر لباطله

    ومعلوم لدى الجميع أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت ومن خالفه في رواية ثابت فهو المخطيء
    وأما معمر فإن روايته عن ثابت مضطربة وفيها أوهام كما نصَّ على ذلك الأئمة رحمهم الله

    قال ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي :

    أصحاب ثابت البُناني :
    وفيهم كثرة ، وهم ثلاث طبقات :
    الطبقة الأولى : الثقات :
    كشعبة ، وحماد بن زيد ، وسليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة ، ومعمر .
    وأثبت هؤلاء كلهم في ثابت حماد بن سلمة ، كذا قال أحمد في رواية ابن هانئ : (( ما أحد روى عن ثابت أثبت من حماد بن سلمة )) .
    وقال ابن معين : (( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني )) .
    وقال أيضاً : (( حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت ، ومن خالف حماد ابن سلمة في ثابت فالقول قول حماد )) .
    وقال ابن المديني : (( لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد ابن سلمة ، ثم من بعده سليما بن المغيرة ، ثم من بعده حماد بن زيد ، وهي صحاح )) يعني أحاديث هؤلاء الثلاثة عن ثابت .
    وقال أبو حاتم الرزاي : (( حماد بن سلمة في ثابت وعلي بن زيد أحب إلىّ من همام ، وهو أحفظ الناس ، وأعلم بحديثهما ، بيّن خطأ الناس )) . يعني أن من خالف حماداً في حديث ثابت وعلي ابن زيد قدم قول حماد عليه ، وحكم بالخطأ على مخالفه .
    وحكى مسلم في كتاب التمييز : (( أجماع اهل المعرفة على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت ، وحمى ذلك عن يحيى القطان وابن معين وأحمد وغيرهم من أهل المعرفة .
    وقال الدار قطني : (( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت )) .

    قال ابن المديني : (( وروى حميد عن ثابت شيئاً ، وأما جعفر يعني ابن سليمان فأكثر عن ثابت ، وكتب مراسيل ، وكان فيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله والملح )) .
    قال علي : (( وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة ، وذكر علي أنها أحاديث أبان بن أبي عياش )) .
    وقال العقيلي : (( أنكرهم رواية عن ثابت معمر )) .
    وذكر ابن أبي خيثمة عن[يحيى]ابن معين قال :((حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام )) . ا.هـ

    وأنا أطلب من الذين يسيرون خلف السيوطي في دعواه أن يأتوا لنا بهذه الرواية التي ادعاها حتى ننظر فيها .


    وهناك الكثير إن شاء الله حول الشبه والدعاوى التي ملأ بها رسالته ، والتي لخصها تلميذ السيوطي الصالحي الشامي في كتابه في - سبل الهدى والرشاد -


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:18

    يا جماعة الخير، يعني لو افترضنا أن والد واحد شخص هنا فاسق أو حرامي أو ....

    فهل يحب أن يناقش أمره علنا أمام البشر، وعلى صفحات الشبكة.

    أجيبوا بصدق.

    ثم فكر طيب هذا فيما يخص والدك،

    فكيف هانت عليك نفسك أن تعلن على الملأ أن تناقش مصير والدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتحكم أنهما في النار،
    يعني كل أهل الفترة ناجون أو أغلبهم إلا والدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. !!!

    وقد ذكرت احتمالات معنى الحديث وهناك غيرها لكني أفضل أن يغلق النقاش في الموضوع. وأفضل عدم الدخول في مناقشة أخرى، من باب الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

    وقد سبق أن نبه على أن هذا الكلام فيه إيذاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم القاضي أبو بكر ابن العربي.

    فقد سئل القاضي أبو بكر بن العربي وهو أحد أئمة المالكية المشار إليهم بالبنان.
    عن رجل قال أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم في النار. فأجاب بأن من قال ذلك فهو ملعون لقوله تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) قال ولا أذى أعظم من أن يقال عن أبيه إنه في النار.

    وقد غضب مجدد القرن الأول أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ممن أشار لذلك، ونعما الاقتداء به وهو في تاريخ دمشق لابن عساكر

    ج 22 ص/321

    عن ضمرة عن علي هو ابن أبي جملة قال قال عمر بن عبدالعزيز لسليمان بن سعد قد بلغني أن أبا فلان عاملنا كان زنديقا
    قال وما يضرك ياأمير المؤمنين كان أبو النبي كافرا فما ضره
    فغضب غضبا شديدا
    وقال ما وجدت له مثلا إلا النبي
    فعزله
    اهـ
    وفي رواية: قال ءأقطع لسانه ءأفعل به كذا وكذا

    والقصة رواها أيضا لكن بإسناد آخر الهروي في ذم الكلام.
    والله الموفق


    ===

    الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -بأبي وأمي هو- يكون بتصديق حديثه كما أخبر، لا بتكذيبه كما يفعل الصوفية

    ولنا في إبراهيم الخليل مثلاً.... قد كفر أباه فما أغنى عنه من الله شيئاً أن ابنه نبي، ولا ضر إبراهيم شيئاً


    ===

    قال الإمام البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة (1/192)

    (( وكيف لا يكون أبواه وجده عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة في الآخرة وقد كانوا يعبدون الوثن ، حتى ماتوا ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام ، وكفرهم لا يقدح في نسبه عليه الصلاة والسلام لان انكحة الكفار صحيحة . ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز في الاسلام وبالله التوفيق )) . انتهى كلامه .

    فهل يستحق البيهقي اللعنة أيضا
    والحمد لله أنه ليس وهابيا أو حنبليا حتى تكون التهمة جاهزة عند المبتدعة القبوريين وغيرهم من أهل الضلال .

    ===

    ( المعترض )

    وكذا يقال في حق القاضي أبو بكر ابن العربي فليس هو صوفيا ولا قبوريا.

    وطبعا لا يستحق الإمام البيهقي اللعنة لأنه لم تقم عليه الحجة

    وليس قوله أولى من قول القاضي ابن العربي


    وقد صرح الشيخ الألباني في عدة أشرطة مسجلة له بأن النووي والعسقلاني ليسا مبتدعة ولا يلاما على مذهبهما في الصفات لأنه لم تقم عليهما الحجة فهما إمامان يترحم عليهما.

    أو كلاما بمعناه

    وهو مبدأ مشهور ومعمول به.

    فهذه كتلك، فإنه لا البيقي ولا غيره يستحق اللعن ما لم تقم عليه الحجة ويناقش بالآيات ويعرف الرواية الثانية التي هي أولى أقصد حديث سعد أو ابن عمر رضي الله عنهم.


    ===========

    أما من اتهمني برد الأحاديث الصحيحة فأني أنصحه بمراجعة مواضيعه وما أكثرها تلك التي رد فيها الأحاديث بحجج واهية كبيت العنكبوت.
    حتى غدا اسمه لصيقا للطعن في الأحاديث الصحيحة نسأل الله العافية.
    بل وصلت به الجرأة أن رد قراءتنا للقرآن برواية حفص
    فالله المستعان.


    أما النقاش هنا فهو يدور حول حديث لم أرده بل قلت بأن أصله صحيح لكن أتوقف في ظاهر لفظة انفرد بها حماد وهي أما وهم منه أو تحمل على غير ظاهرها كمعني العم الذي هو معروف لغة لتتوافق الرواية مع عشرات الآيات القرآنية

    وهذا أحب إلي من أن أكون رادا لآيات محكمات هن أم الكتاب كقوله تعالى:

    { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيـرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }[القصص: 46]،

    { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } [السجدة: 3]،

    { وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ } [سبأ: 44].

    وقال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى : { وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير } سبأ (44) : وما أرسلنا إلى هؤلاء المشركين من قومك يا محمد فيما يقولون ويعملون قبلك من نبي ينذرهم بأسنا عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .


    وقال تعالى:

    وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.

    نسأل الله التوفيق والسداد.


    ===


    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
    وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».
    أقول فمن خالف الإجماع وكذب الأحاديث الصحيحة وجاء بمعتقد جديد بناه على حجج واهية، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين.

    ربنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

    آمين.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:21


    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
    وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».
    أقول فمن خالف الإجماع وكذب الأحاديث الصحيحة وجاء بمعتقد جديد بناه على حجج واهية، فقد اتبع غير سبيل المؤمنين.

    ربنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

    آمين.

    ===

    أنت ادعيت دعوى تابعت فيها _ السيوطي _ فإما أن تأتي ببينة وإما أن ترجع عنها

    وأنا نقلت لك كلام البيهقي لأنه شافعي أولا
    ولأن الجميع لم يذكر هذا النقل عنه حتى الملا على القاري رحمه الله الذي تكلم عن تخبطات السيوطي في رسالته التي ملأها بالتناقضات

    وأما محاولة صرف الموضوع والتباكي فليس هذا موضعه

    وأنا أتيتك بنقل كما أتيت أنت بقل ، وأنا أعلم أن هذه النقولات التي تأتي بها هي نفس أدلة _ السيوطي _ التي ملأ بها رسالته

    وقد وجه الملا على قاري كلام أبي بكر بن العربي بأن المقصود بذلك : من أراد أن يتنقص من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم بذلك .

    ولا حجة في قول أحد مع وجود كلام رسول الله صلى الله عليه وسلَّم _ كما في صحيح مسلم _ ، وليس لكلام غيره _ عند مناقضته لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أو الاعتراض عليه _ إلا المزبلة
    أما زعمك : اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه أما النقاش هنا فهو يدور حول حديث لم أرده بل قلت بأن أصله صحيح لكن أتوقف في ظاهر لفظة انفرد بها حماد وهي أما وهم منه أو تحمل على غير ظاهرها كمعني العم الذي هو معروف لغة لتتوافق الرواية مع عشرات الآيات القرآنية
    فقد بينت في السابق أن _ السيوطي _ قد دلس وأنت متبع له في تدليسه ومخالف لأئمة الحديث إلا أن تأتي ببينة ترد بها كلامهم بأن حماد بن سلمة أوثق الناس في ثابت كما حكاه الإمام مسلم إجماعا لأهل الحديث
    وأن رواية معمر التي ادعاها _ السيوطي _ أقوى منها ، مع العلم أن رواية معمر عن ثابت مضطربة كما حكى الأئمة
    اقتباس:

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
    وادعى [السيوطي ] دعوى ثانية بأن معمرا روى الحديث عن ثابت بلفظ غير هذا اللفظ (( إن أبي وأباك في النار )) وأن معمرا أثبت من حماد
    وهذا تدليس ومحاولة إخفاء الحقائق حتى ينتصر لباطله

    ومعلوم لدى الجميع أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت ومن خالفه في رواية ثابت فهو المخطيء
    وأما معمر فإن روايته عن ثابت مضطربة وفيها أوهام كما نصَّ على ذلك الأئمة رحمهم الله

    قال ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي :

    أصحاب ثابت البُناني :
    وفيهم كثرة ، وهم ثلاث طبقات :
    الطبقة الأولى : الثقات :
    كشعبة ، وحماد بن زيد ، وسليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة ، ومعمر .
    وأثبت هؤلاء كلهم في ثابت حماد بن سلمة ، كذا قال أحمد في رواية ابن هانئ : (( ما أحد روى عن ثابت أثبت من حماد بن سلمة )) .
    وقال ابن معين : (( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني )) .
    وقال أيضاً : (( حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت ، ومن خالف حماد ابن سلمة في ثابت فالقول قول حماد )) .
    وقال ابن المديني : (( لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد ابن سلمة ، ثم من بعده سليما بن المغيرة ، ثم من بعده حماد بن زيد ، وهي صحاح )) يعني أحاديث هؤلاء الثلاثة عن ثابت .
    وقال أبو حاتم الرزاي : (( حماد بن سلمة في ثابت وعلي بن زيد أحب إلىّ من همام ، وهو أحفظ الناس ، وأعلم بحديثهما ، بيّن خطأ الناس )) . يعني أن من خالف حماداً في حديث ثابت وعلي ابن زيد قدم قول حماد عليه ، وحكم بالخطأ على مخالفه .
    وحكى مسلم في كتاب التمييز : (( أجماع اهل المعرفة على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت ، وحمى ذلك عن يحيى القطان وابن معين وأحمد وغيرهم من أهل المعرفة .
    وقال الدار قطني : (( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت )) .

    قال ابن المديني : (( وروى حميد عن ثابت شيئاً ، وأما جعفر يعني ابن سليمان فأكثر عن ثابت ، وكتب مراسيل ، وكان فيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( ليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله والملح )) .
    قال علي : (( وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة ، وذكر علي أنها أحاديث أبان بن أبي عياش )) .
    وقال العقيلي : (( أنكرهم رواية عن ثابت معمر )) .
    وذكر ابن أبي خيثمة عن[يحيى]ابن معين قال :((حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام )) . ا.هـ

    وأنا أطلب من الذين يسيرون خلف السيوطي في دعواه أن يأتوا لنا بهذه الرواية التي ادعاها حتى ننظر فيها .
    وللحديث بقية إن شاء الله


    ===


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه إحدى الرسائل الموجودة في مجموع رسائل الصنعاني
    على هذا الرابط
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...threadid=19005


    وهي ( 7- سُؤَالٌ فِي أَبَوَي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَوَابُهُ. )



    سؤالٌ وردَ على المولى السيِّدِ العلاَّمةِ
    الإِمَامِ البَدْرِ المنيرِ مُحَمَّدِ بنِ
    إِسْمَاعِيْلَ الصَّنعَانيُّ
    رضي الله
    عنه



    بسم الله الرَّحمن الرحيم

    الحمد لله الذي جعل العلماء مرجعا لجلاء غياهب المشكلات ، وأكرمهم بقوله { يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات } ، والصَّلاة والسَّلام على رسوله الذي بعثه ، وظلمات الشرك مدلهِّمَّة ، فكشفها حتى أقام الدِّين ، وأوضح سبيل المتقين فكانت أمَّته خير أمَّة ، وبعد :
    فهذا سؤال مطلوب جوابه ، ممن انتهت إليه رياسة العلم في هذه الأعصار ، واشتهرت علومه في هذه الأمصار ، وصار ملاذا في جلاء المشكلات ، وحكما مقبولا عند المحكمات ، ذلك سيِّدي العلاَّمة الشَّهير محمد بن إسماعيل الأمير ، أعلى الله في الدَّارين مناره ، وغفر جميع خطاياه وأوزاره ، ومدَّ في عمره لإحياء شريعة سيِّد الأنام ، وجعله سراجا منيرا في (...) الأيَّام :
    وهو أنه لمَّا قُرىء قول العلاَّمة محمد بن يوسف الشَّامي الصَّالحي في سيرته (( أنَّ جماعة من أهل الفترة حين يبعثون يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله سلَّم ممن يؤمن عند ذلك فيكونون من أهل الجنَّة )) وقع خوض من طلبة العلم في شأن أبوي النبي صلى الله عليه وسلَّم
    فقال بعضهم " إنَّهما ماتا على دين الجاهليَّة مُشْرِكَيْن "
    وقال بعض " لم يثبت ذلك بدليل " أعني أنه بلغهما دين عيسى وتركا اتباعه ، فلا ينسبان إلى الكفر ، ولا على أنَّهما ماتا على دين الجاهليَّة ، لأنهما ماتا صغارا ، " فعبد الله " مات وسنُّه ثماني عشرة سنة ، " وآمنة بنت وهب " قريب من ذلك .
    وقال : من قال إنهما ماتا على دين المشركين " فهو كافر لأن ذلك أذيَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم بنسبة الكفر ولو لم يقصد الأذيَّة .
    فهل يجوز تكفير من اعتقد أنهما ماتا على دين الجاهليَّة _ أي الشايع _ إلاَّ في نفر قليل خرجوا عنه ، كزيد بن عمرو ، و ورقة بن نوفل ، و عبدالله بن جحش ، و عثمان بن الحويرث ، ، وكان أحسنهم زيدا .
    فالجواب مطلوب مبسوطا بما يوافق الحقَّ إن شاء الله
    وهل المُكَفِّر مجترىء على النكفير مجازف أم لا ؟ إذ لا يجوز إلاَّ بدليل قطعيٍّ كما قُرِّر في مظانه ؟
    هذا وقد روى مسلم في آخر المقدِّمة في
    " باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النَّار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة "
    وروي أن رجلا قال يا رسول الله : أين أبي ؟
    قال : في النَّار .
    فلمَّا قفَّا دعاه فقال : إن أبي وأباك في النَّار .
    قال النووي : وفيه أنَّ من مات على الكفر فهو في النَّار لا تنفعه شفاعة قرابة المقرَّبين ، وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو في النَّار ، وليس في هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدَّعوة ، فإنَّ هؤلاء قد بلغتهم دعوة إبراهيم صلى الله عليه وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلمه . انتهى
    وقد تُكُلِّمَ في هذا الحديث الذي رواه بأنَّ الرواية الصَّحيحة في جواب النبي صلى الله عليه وسلَّم على الرَّجل أنَّه قال له : ( حيثما مررت بقبر كافر فبشِّره بالنَّار ) ذكره السهيلي في الرَّوض ، والصَّالحي الشَّامي في سيرته ، وأطال في ذلك بما يراجع فيه ، والله أعلم .

    الجوابُ من المولى العلاَّمةِ
    محمدِ بنِ إسماعيلَ الأميرِ
    رحمه الله


    الحمد لله تحقّقت الوالد العلاَّمة جمال ( المزين ) (1) لا زال عينا ناظرة في العلماء العاملين ، ورايت ما دار في المتعارضين ، وهو يعلم أدام الله توفيقه ، وسلك به أشرف طريقة ، أنَّ مسألة إيمان أبوي المصطفى صلى الل عليه وآله وسلَّم من مسائل الفضول ، لا يخوض فيها من هو بمهمَّات دينه مشغول ، وقد ألَّف الجلال السيوطي رسالة سمَّاها " التَّعظيم والمِنَّة في أنَّ أبوي النبي صلى الله عليه وسلَّم في الجنَّة " وأطال المقال ، ونقل الأقوال ، وهو أطول الناظرين باعا ، وأكثرهم على الآثار اطِّلاعا ، ولم يأت بما يشرح الخاطر ، ويدفع مخالفة المناظر ، فتارة يقول ماتا على الإسلام ، وأخرى يقول أحيا الله أبويه فآمنا عليهما السَّلام ، وأنشد أبياتا :
    فأحيا أمَّهُ ، وكذا أباه ............. لإيمانٍ به فضْلاً لطيفا
    فصدِّق ، فالإله بذا قدير ... وإنْ كان الحديث به ضعيفا
    قلت : هذا العجب ، الأمر بالتَّصديق مع الإقرار بضعف الحديث
    قال الحافظ ابن دحية : إنَّه حديث موضوع ، يرُدُّه القرآن العظيم والإجماع ، قال الله تعالى { و (2) الذين يموتون وهم كفَّار } ، وقال { فيمت وهو كافر } ومن مات كافرا لا ينفعه الإيمان بعد الرَّجعة ، بل من آمن عند المعاينة لم ينفع ، فكيف بعد الإعادة . انتهى
    قلت : أخرج وكيع وسفيان بن عيينة وعبدالرَّزَّاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (( ليت شعري ما فعل أبواي )) فأنزل الله تعالى { إنَّا أرسلناك بالحقِّ بشيرا ونذيرا ولا تَسْألُ عن أصحاب الجحيم } فما ذكرهما حتى توفاه الله ، قال السيوطي : هذا مرسل ضعيف الإسناد انتهى .
    قلت : جوابه أنه ليس بأضعف من إسناد " أنهما أحييا له صلى الله عليه وسلَّم " فإنه وصفه الحفَّاظ بالوضع ، وهذا بالضَّعف ، ولا يخفى أنَّ الضَّعيف خير من الموضوع .
    قلت : وأمَّا كونه مرسلا ، فله حكم الرَّفع إذ لا يقال من قبل الرأي اتفاقا ، فلا مسرح فيه للاجتهاد .
    ولو أن المؤمن لقي الله تعالى ولا يعرف هذه المسألة الباردة ، ما قيل له لم لم تعرفها .

    وأيُّ نقص يلحق سيِّد الخلايق صلى الله عليه وسلَّم بكفر أبويه ؟! ، وهذا خليل الله إبراهيم عليه السَّلام يقص الله علينا خطابه لأبيه في مواضع { يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا } ويتبرأ منه ومن قومه { لإنني برآء مما تعبدون لإلاَّ الذي فطرني } ، ويقول : { اغفر لأبي إنَّه كان من الضآلين } ، وأبو إبراهيم عليه السَّلام هو أبو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، بل أبو الأنبياء عليهم السَّلام أجمعين من بعد إبراهيم عليه السَّلام ، كما قال تعالى { وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب } ، أَوَعَلَى رُسَلِ اللهِ نقص في كون آبائهم كفارا ، هذا لا يقوله ذو فطنة ، ولا غيرة .

    إنَّما العجب كلُّه في القول بتكفير من قال " إنَّهما ماتا على دين الجاهليَّة " فإنَّ هذا التَّكفير بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، فإنَّ تكفير المؤمن لا يكون إلاَّ بدليل قطعيٍّ ، كما صرَّح بذلك الأئمة ، لأن حقيقة الكفر هو التكذيب عمدا بشيء من كتب الله المعلومة ، أو بأحد من رسله صلى الله عليهم ، أو بشيء مما جاؤا به ، إذا كان ذلك الأمر المكَذَّبُ معلوما بلبضَّرورة للجميع ، كما في " إيثار الحق على الخلق " .

    وأمَّا هذا التكفير لمن قال " إنَّ أبوي الرسول صلى الله عليه وسلَّم ماتا على دين الجاهليَّة " فلا أدري أيُّ أنجاء الكفر هو !
    فإنه فسَّر ابن الأثير الكفر في " النِّهاية " بأنَّه أربعة أنحاء :
    1- كفر إنكار : بأن لا يعرف الله أصلا ، ويعترف به .
    2- وكفر جحود : ككفر إبليس ، يعرف الله بقلبه ولا يقرُّ بلسانه
    قلت : كأتَّه يريد لا يمتثل أمره .
    3- وكفر عناد : وهو أن يعترف بقلبه ، ويقرَّ بلسانه ، ولا يدين ؛ حجدا ؛ وبغيا ، ككفر أبي جهل وأضرابه .
    قلت : يريد يريد أنَّه عرف النبوة بقلبه ، لقوله تعالى { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم } الآية ، والإقرار بلسانه أنَّه قال أبو جهل " لا نكذِّبك يا محمَّد ، ولكن نكذِّب ما جئت به " ، فأنزل الله { فإنَّهم لا يكذِّبونك ، ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون } ، وهو قول أبي طالب :
    لقد علموا أن ابننا لا مُكذَّب ** لدنيا ، ولا يعنى بقول الأباطل
    4- قال وكفر نفاق : وهو أن يقرَّ بلسانه ، ولا يعتقد بقلبه . انتهى

    فقل لي أيها المكفِّر المجتري على هذه العظيمة ، في أي أنواع الكفر الذي كفَّرت به .
    فليتق الله ، وليتب عمَّا فاه به ، ففي الحديث (( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )) ونحوه من أحاديث الباب .


    وإن أراد كفر التأويل ، فهو تكفير باطل ليس عليه دليل ، وقد أوضحنا بطلانه في رسالة مستقِّلَّة (3) .
    واعلم أن تعظيم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلَّم هو متابعته في طريقته ، والاهتداء بهديه ، وتجنُّبِ ما نهى عنه ، والعمل بأقواله ، وأفعاله ، وإيثارها على كلِّ كلام ، ومحبَّته ، فإنَّه لا يتم الإيمان إلاَّ بهذين ، كما قال في الأول (( والذي نفسي بيده لا يتم إيمان أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )) وفي الثَّاني ((والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى أكون أحبَّ إليه من أهله وولده و من النَّاس أجمعين )) وفي لفظ (( من نفسه وأهله ... الخ )) .

    وأمَّا الخوض في إسلام ابويه فخوض باطل ، خارج عن الدلائل ، لا يشتغل به عاقل ، فضلا عن فاضل . وقد طال بي المقال والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .

    كتبه
    محمد بن إسماعيل الأمير ، عمر الله قلبه بتقواه ، وتلافاه بمغفرته قبل أن يتوفَّاه
    يوم السبت لعلَّه
    13 ذي القعدة الحرام 1180
    انتهى .

    ____

    (1) كذا قرأتها
    (2) سقط هنا ( لا) وهي كذا { ولا الذين يموتون وهم كفَّار }
    (3) وهذه الرسالة ضمن هذا المجموع ( ق / 215 _ 243 )



    والسؤال والجواب في الملف المرفق

    الملفات المرفقة
    : سؤال في أبوي النبي صلى الله عليه وسلَّم وجوابه الأمير الصَّنعاني.zip‏ : 9.5 كيلوبايت : zip ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Zip : 67 : اضغط هنا

    __________________



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:23

    جزى الله الأخوة الأفاضل الذين أبانوا وجه الحق في المسألة دون تحريف لمعاني الأحاديث وتلاعب بمدلولاتها لأجل عاطفة في غير محلها .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وقد ثبت كفر أبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فهل إذا قال إنسان إنَّ أبا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام = كان كافراً أنه يستحق اللعن ويوصف بقلة الأدب ، أو غير ذلك مما فيه إرهاب فكري ؟!!
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid ولمعالجة القضية من ناحية نفسية عند من لا يستسيغها مع قضاء الكتاب والسنة بها أقول :
    إنَّ الله تعالى قد شاء بحكمته البالغة أن يكون من أصفياء خلقه وأنبيائه من أبوه أو زوجه أو ابنه أو أبويه كليهما أوعمه أو عشيرته = كفاراً ؛ لحكمةٍ يعلمها هو سبحانه وتعالى .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid فهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان أبوه كافراً ، ((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ )) .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وهذا نوح ولوط كان زوجاهما كافرتان : (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )) .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وهذا نوح كان ابنه أيضاً كافراً : ((وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ )) .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid كما شاء سبحانه أن يكون من أنبيائه من يكون أبواه وبعض أجداده مسلمين ، كيوسف الصديق ، الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid ولعل من حكم ذلك لبيان أنه لا محاباة لأحد لأجل قرابة أونسب عند الكلام على قضية الإيمان وكذا عند فصل القضاء بدخول الجنة أو النار ؛ كما قال سبحانه وتعالى : (( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ )) .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وقد بلغت الحماقة ببعض مدِّعي المحبة المزعومة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه تمنى لو دخل النار بدل إبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فداء له ، لتقرَّ عين النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ؛ كما حكى ذلك أهل التأريخ !!
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وبالله تعالى التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،


    ===

    وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (4/324)

    / سُئلَ الشَّيخُ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏
    هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه، ثم ماتا بعد ذلك ‏؟‏

    فَأَجَـاب‏:‏

    لم يصح ذلك عن أحد من أهل الحديث، بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق،
    وإن كان قد روى في ذلك أبو بكر ـ يعني الخطيب ـ في كتابه [‏السابق واللاحق‏]‏، وذكره أبو القاسم السهيلي في [‏شرح السيرة] ‏بإسناد فيه مجاهيل، وذكره أبو عبد اللّه القرطبي في‏ [‏التذكرة]‏، وأمثال هذه المواضع،

    فلا نزاع بين أهل المعرفة أنه من أظهر الموضوعات كذبًا، كما نص عليه أهل العلم،

    وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث، لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة،

    ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا قد يروون الضعيف مع الصحيح؛

    لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين،


    فإن مثل هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، فإنه من أعظم الأمور خرقًا للعادة من وجهين‏:‏

    /من جهة إحياء الموتى، ومن جهة الإيمان بعد الموت، فكان نقل مثل هذا أولى من نقل غيره،

    فلما لم يروه أحد من الثقات علم أنه كذب‏.‏


    والخطيب البغدادي هو في كتاب‏ [السابق واللاحق]‏ مقصوده أن يذكر من تقدم ومن تأخر من المحدثين عن شخص واحد، سواء كان الذي يروونه صدقًا أو كذبًا،

    وابن شاهين يروي الغَثَّ والسَّمِين،

    والسهيلي إنما ذكر ذلك بإسناد فيه مجاهيل‏.‏


    ثم هذا خلاف الكتاب، والسنة الصحيحة والإجماع‏.‏

    قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏


    فبين اللّه تعالى‏:‏ أنه لا توبة لمن مات كافرًا، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 85‏]‏‏.‏


    فأخبر أن سنته في عباده أنه لا ينفع الإيمان بعد رؤية البأس؛ فكيف بعد الموت‏؟‏ ونحو ذلك من النصوص‏.‏


    وفي صحيح مسلم‏:‏ أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أين أبي‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏إن أباك في النار‏)‏‏.‏ فلما أدبر دعاه فقال‏:‏ ‏(‏إن أبي وأباك في النار‏)‏‏.‏
    وفي صحيح مسلم ـ أيضًا ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏استأذنت ربي أن أزور قبر أمي، /فأذن لي، واستأذنته في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور، فإنها تُذكِّر الآخرة‏)‏‏.‏

    وفي الحديث ـ الذي في المسند وغيره ـ قال‏:‏ ‏(‏إن أمي مع أمك في النار‏)‏،


    فإن قيل‏:‏ هذا في عام الفتح والإحياء كان بعد ذلك في حجة الوداع؛ ولهذا ذكر ذلك من ذكره، وبهذا اعتذر صاحب التذكرة،
    وهذا باطل لوجوه‏:‏


    الأول‏:‏ أن الخبر عما كان ويكون لا يدخله نسخ، كقوله في أبي لهب‏:‏ ‏{‏سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ‏}‏ ‏[‏المسد‏:‏ 3‏]‏، وكقوله في الوليد‏:‏ ‏{‏سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 17‏]‏‏.‏ وكذلك في‏:‏ ‏(‏إن أبي وأباك في النار‏)‏ و ‏(‏إن أمي وأمك في النار‏)‏، وهذا ليس خبرًا عن نار يخرج منها صاحبها كأهل الكبائر؛ لأنه لو كان كذلك لجاز الاستغفار لهما، ولو كان قد سبق في علم اللّه إيمانهما لم ينهه عن ذلك، فإن الأعمال بالخواتيم، ومن مات مؤمنا فإن اللّه يغفر له، فلا يكون الاستغفار له ممتنعًا‏.‏

    الثاني‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه؛ لأنها كانت بطريقه بالحَجُون عند مكة عام الفتح، وأما أبوه فلم يكن هناك، ولم يزره؛ إذ كان مدفونًا بالشام في غير طريقه، فكيف يقال‏:‏ أحيى له ‏؟‏


    الثالث‏:‏ أنهما لو كانا مؤمنين إيمانًا ينفع، كانا أحق بالشهرة والذكر من عميه‏:‏ حمزة والعباس، وهذا أبعد مما يقوله الجهال من الرافضة ونحوهم، /من أن أبا طالب آمن، ويحتجون بما في السيرة من الحديث الضعيف، وفيه أنه تكلم بكلام خفي وقت الموت‏.‏

    ولو أن العباس ذكر أنه آمن لما كان قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ عمك الشيخ الضال كان ينفعك فهل نفعته بشىء‏؟‏ فقال‏:‏ ‏(‏وجدته في غمرة من نار فشفعت فيه حتى صار في ضحضاح من نار، في رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏
    هذا باطل مخالف لما في الصحيح وغيره، فإنه كان آخر شىء قاله‏:‏ هو على ملة عبد المطلب، وأن العباس لم يشهد موته، مع أن ذلك لو صح لكان أبو طالب أحق بالشهرة من حمزة والعباس، فلما كان من العلم المتواتر المستفيض بين الأمة ـ خلفًا عن سلف ـ أنه لم يذكر أبو طالب ولا أبواه في جملة من يذكر من أهله المؤمنين، كحمزة، والعباس، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين ـ رضي اللّه عنهم ـ كان هذا من أبين الأدلة على أن ذلك كذب‏.‏


    الرابع‏:‏ أن اللّه تعالى قال‏:‏‏{‏قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ‏}‏ الآية ‏[‏الممتحنة‏:‏ 4‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 114‏]‏‏.‏

    فأمر بالتأسى بإبراهيم والذين معه، إلا في وعد إبراهيم لأبيه بالاستغفار، وأخبر أنه لما تبين له أنه عدو للّه تبرأ منه‏.
    ‏ واللّه أعلم ‏.‏


    عبدالرحمن بن عمر الفقيه



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:28


    علي الرغم انني اعتقد ان الامام السيوطي قد اجتهد في هذة المسألة ولكنة والله اعلم قد اخطا في هذا الباب.
    وانني اوافق ما اوردة كثير من الاخوة وخاصة الاخ خالد بن عمر

    __________________

    قال ابن عبد البر - رحمه الله - :
    ( ولو أغفل العلماء جمع الأخبار ، وتمييز الآثار ، وتركوا ضم كل نوع إلى بابه ، وكل شكل من العلم إلى شكله لبطلت الحكمة ، وضاع العلم ودرس ، وإن كان لعمري قد درس منه الكثير بعدم العناية ، وقلة الوعاية ، والاشتغال بالدنيا والكَلَبِ عليها ، ولكن الله عزوجل يبقي لهذا العلم قوماً - وإن قلوا - يحفظون على الأمة أصوله ، ويميزون فروعه ، فضلاً من الله ونعمة ، ولايزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم منه الآخِر ) ا هـ .

    ===

    جزاكم الله خيرا

    ومما ينبغي التنبه له ما ذكره المعلقون على مسند الإمام أحمد طبعة الرسالة((19/228) فقد ذكروا نفس كلام السيوطي وزادوا عليه بعدم عزو الحديث لمسلم .

    ===

    وما صحة حديث أمي مع أمك الذي ساقه الشيخ ابن تيمية مستشهدا به


    ===

    وجدت الحديث يدور على عثمان بن عمير عن أبي وائل عن بن مسعود رضي الله عنه
    ولفظه في مستدرك الحاكم:

    قال جاء ابنا مليكة وهما من الأنصار فقالا يا رسول الله إن أمنا تحفظ على البعل وتكرم الضيف وقد وأدت في الجاهلية فأين أمنا قال أمكما في النار فقاما وقد شق ذلك عليهما فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعا فقال إن أمي مع أمكما فقال منافق من الناس لي ما يغني هذا عن أمه إلا ما يغني ابنا مليكة عن أمهما ونحن نطأ عقبيه فقال رجل شاب من الأنصار لم أر رجلا كان أكثر سؤالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه يا رسول الله أرى أبواك في النار فقال ما سألتهما ربي فيعطيني فيهما وإني لقائم يومئذ المقام المحمود


    ولا يغتر بتصحيح الحاكم له في المستدرك ج: 2 ص: 396 فقد رده الذهبي
    وقال في المجمع ج: 10 ص: 362
    رواه أحمد والبزار والطبراني وفي اسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف

    وفي التقريب قال ابن حجر:
    ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع
    وانظر بقية كلام العلماء فيه في تهذيب التهذيب ج: 7 ص: 132


    أقول: بل لو تأمل المستدل به آخره لما ذكره

    ===

    كون هذه الرواية ضعيفة لايضر استدلال ابن تيمية رحمه الله بها لأنه استدل أولا بالحديث الصحيح ثم اعقبه بهذه الرواية

    وأما الذي ذكرته عند الحاكم فهو غلط وهم فيه الصعق بن حزن كما قال البزار (3478 كشف)

    والرواية عند أحمد(1/399) وغيره عن عثمان عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود

    فقد وهمت أخي الفاضل في كلامك السابق واستدليت براوية الحاكم التي فيها خطأ ولم تراجع مسند أحمد وكلام البزار

    فليس هذا الحديث يدور كما ذكرت على عثمان بن عمير عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه

    بل يدور حول عثمان عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود


    فالمقصود أن كلام ابن تيمية رحمه الله قوي جدا في إبطال الحديث النكر الذي يستدل به من يقول بنجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، فجزاه الله خيرا على ما ذكره وبينه حول بطلان هذا الحديث .

    ====

    يا راجي رحمة ربه ( معرف المعترض ) هداك الله قلتَ: بل لو تأمل المستدل به آخره لما ذكره.
    أقول : هل توافق ما جاء في بقية كلام ابن تيمية ، ولا تعترض إلا على ذا ؟
    إن كان نعم فحسن .
    وإن كان لا ؟ فلماذا تنتقي ما تشاء ، أو تأخذ ما أجاب عنه السيوطي وتترك الباقي ؟!
    وإن كنت أرى أن في كلام المشايخ المتقدم ما يغني ، ويشفي ، وقد ردوا على كل شبهة احتج بها من تُقلده في ذلك ..
    لكن تعليقي على كلامك عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،
    وهو قولك : بل لو تأمل المستدل به آخره لما ذكره.
    أقول : لفظ أحمد : .. قال أمكما في النار فأدبرا ، والشر يرى في وجوههما ـ إلى أن قال ـ فقال : أمي مع أمكما ، فقال رجل من المنافقين: وما يغني هذا عن أمه شيئا ، ونحن نطأ عقبيه ؟ فقال رجل من الأنصار: ... يا رسول الله هل وعدك ربك فيها ، أو فيهما ؟ قال: فظن أنه من شيء قد سمعه ، فقال: ما سألته ربي وما أطمعني فيه ..
    في الحديث _ بعض النظر عن ثبوته الآن _ نص على أنها في النار ، وهذا ظاهر ، وأظنك لا تخالف بأنه بأبي هو وأمي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah لا ينطق عن الهوى ، ولا يقول إلا حقا .
    وآخره الذي عنيتَه : وهو قوله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah : ما سألته ربي وما أطمعني فيه .. جوابا لسؤال الرجل : هل وعدك ربك فيها ، أو فيهما.
    نص أيضا على أنه لم يوعد بنجاتها ، وكذا المسؤل عنها ، بل لم يسأل ربه ذلك ،
    لماذا لأنه منهي عن الاستغفار للمشركين ولو كانوا أولي قربى ، وأنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، ولذا قال ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah : "وما أطمعني فيه .." يعني حتى أسأله ذلك فطمعي فيه منقطع لأنه منعني ذلك ولم يطمعني فيه ..
    فكلام الشيخ غاية في الفهم ، والإشكال في فهم من تعقبه .
    هذا كله على فرض أن شيخ الإسلام رحمه الله عندما أجاب بهذا استحضر لفظ الحديث كله ؛ فتأمل.








    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:32

    وهنا فائدة أخرى
    قال العلامة المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول ص180 : .. ـ بعد أن ذكر الحديث وتخريجه وشواهده.. ـ واعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم وقبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة ، وتبني ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah بل إن فيهم من يظن أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث ودلالتها الصريحة ، وفي اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah الذي قالها إن صدقوا بها ، وهذا كما هو ظاهر كفر بواح ، أو على الأقل على الأئمة الذين رووها ، وصححوها وهذا فسق أو كفر صراح ، لأنه يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم لأنه لا طريق لهم إلى معرفته والإيمان به إلا من طريق نبيهم ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم وأذواقهم وأهوائهم ، والناس في ذلك مختلفون أشد الاختلاف كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لرد الأحاديث الصحيحة ، وهذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم كالغزالي والهويدي وبوليق وابن عبد المنان وامثالهم ممن لا ميزان عندهم لتصحيح الأحاديث وتضعيفها إلا أهواؤهم .

    واعلم أيها المسلم ـ المشفق على دينه أنه يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه ـ أن هذه الأحاديث ونحوها مما فيه الأخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم ، إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها وتلقيها بالقبول لقوله تعالى : {ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } (1-3) سورة البقرة ، وقوله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } (36) سورة الأحزاب ، فالإعراض عنها وعدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما ـ وأحلاهما مرّ ـ : إما تكذيب النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ، وإما تكذيب رواتها الثقات كما تقدم .


    وأنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي ـ عفا الله عنا عنه ـ في بعض رسائله ، إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ، وحبهم إياه ، فينكرون أن يكون أبواه ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah كما أخبر هو نفسه عنهما ، فكأنهما أشفق عليهما منه ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah !! ...
    ==== بقي كلام نفيس في قرابة صفحة ونصف لعل أحدا يحتسب ، وينشط لنقله فأنا بطيء الكتابة ..


    ===

    ( معترض آخر : الكتاني )
    الأخ الراجي رحمة ربه، نوركم الله في الدنيا والآخرة، وجزاكم عن ذبكم عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم خير الجزاء...
    والإخوة أعلاه؛ اتقوا الله، فإن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع، ومن تعمده لا يستتاب أصلا، وقد جاءكم الراجي رحمة ربه بالحجة والبرهان، والأصل أن يغلب جانب حسن الظن في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم على سوء الظن...
    ثم إن دلالة القرآن قطعية، ودلالة السنة الصحيحة أقل منها إجماعا، والجمهور على عدم نسخ القرآن بالسنة، هذا في الأحكام، أما في الأخبار فلا ينسخ القرآن حتى القرآن.
    ودلالة القرآن على أهل الفترة قطعية، ودلالة ما جلبتموه من الأحاديث حول والدي النبي صلى الله عليه وسلم ظنية قولا واحدا، وإن جلدي ليقشعر من تلك الجرأة على جناب النبي صلى الله عليه وسلم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، فهنا يحق للعين أن تذرف بدل الدمع دما، والجسم حق له أن يتفطر ويتمزق حسرة وهيبة من جناب النبي العظيم صلى الله عليه وسلم.
    بل؛ ألم يبلغكم في حديث فضل النبي صلى الله عليه وسلم، المتفق على صحته: "فأنا خيار من خيار"، فإن كان آباؤه صلى الله عليه وسلم خيارا، فكيف يكونون مشركين وكفارا؟؟؟؟؟، هل يكون أهل النار خيارا ومصطفين على الخلائق؟؟؟؟. هذه دلالة قطعية لا مناقشة فيها.
    وفي الصحيح كذلك: "ما مسني من سفاح الجاهلية من شيء"، ومعلوم أن عقود المشركين لا وزن لها في الإسلام، إذا عقود آباء النبي صلى الله عليه وسلم كانت على المهيع الشرعي، وهذا من دلائل إيمان آبائه صلى الله عليه وسلم.
    ثم قد تضافرت الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينشد مفتخرا في عدة مناسبات: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. فلو كان آباء النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد ولد آدم، كفارا ومشركين، وحاشاهم، فهل يفتخر بهم؟، أيعقل أن يفتخر النبي صلى الله عليه وسلم بالكفار والمشركين؟؟؟؟؟؟؟.
    {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}...
    فالقول بأن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار قول يخشى أن يموت صاحبه على سوء الخاتمة، بل من نافح عن ذلك وذب عنه نكاد نجزم له بذلك كان من كان، فليس فوق النبي صلى الله عليه وسلم أحد، لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، بله من دونهم...
    ثم إنه وردت أحاديث بعضها يحتج به أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قراءة الآيات الواردة في أبي جهل أمام ابنه عكرمة، والواردة في أبي لهب كذلك، ناهيك في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم خيار من خيار بنص الحديث، وهم مصطفون من بني كنانة بنص الحديث، وهم مصطفون من بني إسماعيل بنص الحديث، وهم مصطفون من بني نوح بنص الحديث...
    كما ورد في تفسير قول الله تعالى {وتقلبك في الساجدين}، عن بعض السلف أن الله تعالى أقسم بآباء النبي صلى الله عليه وسلم، بل وظاهر الآية لا يحتاج إلى نقل في معناها، فهل يعقل أن يقسم الله تعالى بأهل النار؟؟؟؟؟. إضافة إلى أنه سبحانه وصفهم بالساجدين، فهل الموصزف بذلك مشرك؟. إضافة إلى أن الله تعالى أثنى عليه بآبائه صلى الله عليه وسلم، فهل يثني عليه بالمشركين؟. وقد أقسم تعالى بالبلدة التي نشأ فيها وهي مكة المكرمة، فكانت خير البقاع: {لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد}.
    وقال تعالى: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}. ومعلوم أن كلام الحق تعالى قديم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في صلب آبائه، فكيف يعذبهم الحق تعالى وأنهم في النار.
    على أن لفظة الأب والوالد في اللغة تعني من جملة ما تعنيه: العم. فلماذا لم تصرف تلك الأحاديث الصحاح إلى أبي لهب؟. واللغة والقياس والقواعد تقبل ذلك، ولا يمكن الجمع بينها وبين النصوص القطعية التي ذكرناها وغيرها الكثير إلا بذلك...
    كما أن لفظة "الأم" لها في اللغة أكثر من عشرة معان، ذكرها الإمام السائح في "تحقيق الأمنية في حديث إنا أمة أمية"، وفي الحديث: "أوتيت جوامع الكلم"، فلماذا لم تصرفوا الأثر إلا على الوالدة وهو يحتمل غير ذلك المعنى؟؟؟.
    أين إعمال القواعد العلمية يا ناس، أين العلماء، أين أهل الاستنباط، أين وسائل الترجيح والجمع بين النصوص؟؟؟؟. أم التقليد الأعمى فقط؟؟؟.
    على أنه ورد بسند يحتج به أن الله تعالى يخفف على أبي لهب يوما في الأسبوع لأنه أعتق جارية له فرحا بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، فما بالك بمن كان السبب في ظهوره صلى الله عليه وآله وسلم، وهما أبواه عليهما الصلاة والسلام.
    فإن أبي ومالي ثم عرضي===لعرض محمد منكم وقاء
    ولا سبيل لمن كان في قلبه ذرة من إيمان، وتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيم لشعائر الحق تعالى إلا القول بما قلناه، وما سواه فوسواس الشياطين، وإعراض عن الحق المبين، والدلائل في هذا الموضوع أكثر من أن تحصى، من القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع المستوفي الشرائط، أعني إجماع العلماء على أصول المسألة، لا الفرع المذكور.
    وإني أعجب كل العجب من أولئك الأئمة الذين تواقحوا على النبي صلى الله عليه وسلم وطعنوا في أبويه الكريمين، وإني لأعتقد أنهم كانوا من كانوا، إن لم يكونوا تابوا في آخر عمرهم فقد ماتوا على سوء الخاتمة ولا كرامة، فليس عندنا بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبله من أحد، نحب لحبه، ونبغض لبغضه، ونتألم ممن مسه ونموت من أجله، لا حول ولا قوة إلا بالله إن هذا لبهتان عظيم، ووقاحة ما فوقها من وقاحة.
    وقد كان يكفي للمتدخلين في هذا الموضوع الحديث عن الحديث المذكور، صحة وضعفا، وعدم الاستطراد، خاصة وأن المسألة بالنسة للمنكر لغو بحت لا ينبني عليه عمل، وقد كنت وقفت على السؤال، وتمنيت أن لو أجيبَ عنه على مقداره، ولم أرد الدخول خشية أن يستطرد الموضوع إلى ما نحن فيه الآن، أما وقد وصل إلى ما وصل، فلا يجوز لنا السكوت بأي حال.
    و
    إني أدعو إدارة هذا الملتقى إلى غلق هذا الموضوع ففيه جرأة وأي جرأة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قرأت من المقالات أعلاه كلمات تنم عن قلة حياء واحترام للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما لا يسكت عنه البتة.
    أدعو العلماء، وآل البيت منهم خاصة، والدعاة، وغيرهم من الغيورين على هذا الدين أن يتدخلوا في هذا الأمر، فإنه لا سكوت عليه، والسلام....


    ===

    لم تات أنت أو هو إلا بالتباكي والهذيان ، وردود أسود السنة في المشاركات السابقة حجج باهرة لا تستطيعان ردها بهذا التباكي هداكما الله
    أما قلة الحياء والوقاحة التي نبزتنا بها فأنت أولى بذلك منا ، وكل كلمة قلناها أتينا لها بالدليل والبرهان ، والذي يقرأ ما سودت بها المشاركة يظن أن الإخوة لم يردوه على صاحبك المتباكي سابقا .
    فإن كانت لديك اعتراضات على ما أورده أسود السنة في المشاركات السابقة فأت به وستجد الجواب عنه ، وإن لم يكن لديك إلا التباكي فدعنا منك هداك الله
    ولعلي أوضح بعض الأخطاء الجديدة التي استدللت بها في وقت لاحق إن شاء الله لأني مشغول قليلا

    وكتب
    طويلب العلم
    خالد بن عمر الفقيه الغامدي السلفي عدو القبورية المشركين والمتصوفة الوقحين


    ===

    ما هذا الكلام يا أستاذ حمزة ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأستاذ الفاضل / حمزة الكتاني
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأستاذ الفاضل ، ألم تقرأ ما كُتبَ في هذا الأمر ؟
    أأنت حريص على أبوي الرسول ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah من رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah نفسه ؟
    أتحبهما أكثر من رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ؟
    أم ماذا يا أستاذنا ؟
    ألا نحب رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah مثلك ، أو أكثر ؟
    ولكنني أؤمن بما يقوله رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah بلا اعتراض طالما صح هذا القول عنه .
    يا أستاذ حمزة ، لا تكن غاليًا في حبك !!!!!!!
    نحن من آل البيت ، ولا نتشنج مثلك !
    فمعروف : أن كلٌّ يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah .
    وطالما صح الحديث ، فلما الاعتراض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    اتقوا الله واعدلوا ، ودعونا من الغلو في الحب الذي يؤدي للهلاك .
    والله نسأله أن نكون من المعتدلين في حب ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah وآله بيته .
    وكتب
    مسعد الحُسيني


    ===

    ( المعترض الكتاني )
    كأنكم ما قرأتم الحجج المذكورة أعلاه، وأن المسألة جمع للنصوص، لا رد للصحيح، وقد سئل القاضي أبو بكر ابن العربي المعافري، شيخ السنة في وقته، عن القائل بأن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار، فقال: "ملعون من قال ذلك"، نقلها عنه جل من كتب في المسألة من المالكية وغيرهم...
    أما المتقول أعلاه، فأحراه أن يكتب لنفسه: عدو السنة والنبي صلى الله عليه وسلم.
    وكأن الناس عندهم حساسية من النبي وآل بيته، وكل من كتب في الذب عن حوض رسول الله يلمز بالبدعة والتصوف.
    إن كان بدعا اتباع محمد===فليشهد الثقلان أني مبتدع
    ولله در إمام السنة الشافعي رحمه الله حيث قال:
    لو كان رفضا حب آل محمد===فليشهد الثقلان أني رافضي
    ووالله ثم والله لا يدخل أحد الجنة إلا بمحبتهم والتودد إليهم، أما البحث عن المتشابه، والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم مرة بأبويه، ومرة بأنه يخطيء وليس كل كلامه تشريع، ومرة غير ذلك، فذلك من العداء للنبي صلى الله عليه وسلم...
    ولو لم يكن في المسألة إلا أن فيها إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبنى عليها عمل أصلا، وأنها مزالق أقدام، لابتعد عنها من في قلبه ذرة من ورع، خاصة وأن الأدلة فيها واضحة لا تقبل الرشا...


    ===


    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الكتاني
    وقد سئل القاضي أبو بكر ابن العربي المعافري، شيخ السنة في وقته، عن القائل بأن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار، فقال: "ملعون من قال ذلك"
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid رنين باب وطنين ذباب .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وكما ذكر الأخوة فكل ما ذكرته أنت والراجي للرحمة إنما هو جعجعة بلا طحين .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid ولو حاججناك بطريقتك لقلنا : الذي قال بأن والد النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah في النار هو رسول الله ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah .
    وأي أذية أعظم من لعنه ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ، شعر اللاعن أم لم يشعر !
    ومن لعن رسول الله فقد كفر !
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid فأبصر ما تكتب أوما تنقل !
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid الأخ المتصوف الطرقي! حمزة الكناني .. العصبية لميراث الأقدمين تؤصل الجهل المركب !
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid أما ما ذكرت من الحجج فهي حجج لكنها كما قال الله تعالى : ( حجتهم داحضة عند ربهم ...) .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid قاتل الله الجهل .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:38

    والله يا كناني إنك لاتدري ما يخرج من فاك ولو التزمت لوازم قولك لكنت على خطر عظيم عياذا بالله.
    ماذا بك يا رجل تكرر الكلام بلا فائدة جديدة حول حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار وكأننا زنادقة لانعرف قدرهم الشريف!!!
    ولم تجب بجواب علمي عن الأدلة التي ذكرها المشايخ حفظهم الله فاتق الله يا أخي ودعك من هذه الشنشنة الأخزمية المفضوحة والتي دندن عليها قبلك عبر التاريخ الطرقية والجهال ومن لاعلم لهم ولافهم بالسنة.فالله المستعان على ما تصفون.

    ===


    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الكتاني
    أما المتقول أعلاه، فأحراه أن يكتب لنفسه: عدو السنة والنبي صلى الله عليه وسلم.
    الأستاذ الفاضل .........
    الرجاء تحديد من تقصده بقولك هذا !!!!!!!!
    والظن أنه أنا !!!!!!!
    فإن كنت تقصدني فلن أسامحك ، وسنقف أمام الله عز وجل يوم العرض عليه ، لنعرف حقًّا من هو عدو السنة والنبي صصص .
    يا أستاذ حمزة
    [size=25]
    اثبت العرش ثم انقش

    ويا شيخ حمزة ! إنني أحب رسول الله صصص ، حبًّا شديدًا ، فهو عندي أحب الناس إلى قلبي ، أحبّ من أبي وأمي ومن نفسي ، فهو خير البشر ، وأفضلهم على الإطلاق .
    ومن يقول بغير ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    يا شيخ حمزة ! انظر لما تقوله أولاً !!!!!!!
    [ عدو السنة ، والنبي صصص ] ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    يا شيخ حمزة ! هو جدي ، كما هو جدك !!!!!!!!
    أيوجد أحد يكره جده ؟ ، ومن يكون الجد ، رسول الله صصص ، خير البشر صصص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ففف كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ققق (الكهف: من الآية5)
    ولا أقول إن كنتَ تقصدني بهذا الكلام إلا :
    حسبي الله ونعم الوكيل
    والرجاء من الإخوة المشرفين ، إغلاق هذا الموضوع نهائيًا ، وعدم الخوض فيه .
    فالمنتدى قد ابتلى بالمتصوفة ، والرافضة ، ومشككي السنة ، وسيأتي من يشككنا في القرآن نفسه !!!!!!!!!!!!!
    فالرجاء مرة أخرى من الإخوة المشرفين ردع كل من تسول له نفسه الكلام في هذه الأمور بكل حزم وشدة ، فنحن هنا لطلب العلم الصحيح ، وليس لطلب الخرافات والخزعبلات !!!!!!!!
    وجزاكم الله خير الجزاء ، وأعانكم الله على الإشراف .


    ===

    ( المعترض الكتاني )
    أما الشريف الحسيني؛ فحاشا لله لم أقصدك أنت، إنما أقصد من شتمني قبلك، واعتبر أن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم صوفية، وشركا. وأنا عادتي أن لا أسمي.
    أما الحنبلي السلفي؛ فاعلم أولا أن "من" حرف جر، لا نصب، ولذلك فلا حديث معك....

    ===

    اقتباس:

    الأخ المتصوف الطرقي! حمزة الكناني ..
    اقتباس:

    والله يا كناني إنك لاتدري ما يخرج من فاك ..
    الكتاني .

    ===

    رفعَ الله قدر الإخـوة المنافـحين عن سـنة نبيِّنـا ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ، الصادقـين في محبَّته؛ لا كمحبة أهل الأهــواء.


    وأشكر أخي الحبيب الشيخ مسعد الحسيني على مشاركته، وسواءٌ أقصدَك هذا المسكين أم قصدَ الأخ الشيخ خالد بن عمر أم غيركما فالأمرُ واحد،، تهمـةٌ باطلة، وتَبـَاكٍ مَشُوب.

    ولا أوافقك يا أخ مسعد على المطالبة بــ (إغــلاق الموضوع) بل يبقى الموضوع على حاله، وإن كان هناك حـذفٌ فلتُحذَف المشاركات الدخيلة على منهج أهل الحديث.



    ===


    أنا أريد أن أسال حمزة الكتاني عن الأحاديث التالية وقد ذكرها الإخوة في مشاركاتهم

    قال الإمام مسلم في صحيحه 203 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار

    وقال 976 حدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن عباد واللفظ ليحيى قالا حدثنا مروان بن معاوية عن يزيد يعني بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي
    976 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت


    ياحمزة الكتاني أما تتق الله
    هل تكذب النبي صلى الله عليه وسلم ولاتصدقه؟؟
    كيف لاتصدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا أن أباه في النار

    كيف ما تقبل الأحاديث أنت معتزلي ترد الأحاديث والا عقلاني أو ايش؟؟؟؟


    ===

    يا حمزة الكتاني هداك الله
    تناقشنا مع الأخ راجي رحمة ربه من قبل و هو يخالفنا تماما ولم نتعد عليه بتكفير أو غيره ، وعندما أتيت بهذيانك واتهمتنا بالوقاحة وغيرها وكأنك تريد تكفيرنا ولكنك تخشى تبعات ذلك ، أردت أن أبين لك أن السب والشتم يستطيعه كل أحد وأن الدين كتاب وسنة صحيحة لا دموع واحتمالات
    ونحن لم نفتح هذا الموضوع ابتداء بل سأل أحدهم عنه فأجابه شيخنا أبو عمر وفقه الله عن ذلك ثم جاء من يريد أن يلبس على الناس بحجج أوهى من بيت العنكبوت فأجبنا عنها ولله الحمد ، ثم أتيت أنت دون أن تقرأ الردود جميعها واتهمتنا بالوقاحة وغيرها فهل تظن أنا سنسكت عن بهرجك دون أن نرده ، ولو ناقشت بالحسنى فلن تجد منا إلا كل كلام هين لين في حدود النقاشات العلمية ، وأما إن أردت أن تنافح عن عقيدة القبورية والصوفية في أحد أكبر الملتقيات السلفية فلن نرد لك الصاع إلا صاعين وهذا من الانتصار بعد الظلم لأنك تريد تصويرنا وكأنا أعداء للنبي صلى الله عليه وسلم وما لنا من ذنب إلا أن صدقناه فيما قال إن والده في النار
    ونحن نعلم أنك تنافح عن القبورية الخبثاء كالهالك علوي مالكي وأضرابه من أهل التصوف الذميم ،كما بين ذلك الأخ العاصمي وفقه الله في موضوعه الذي فضحك فيه وبين دفاعك عن القبورية ونحوهم على هذا الرابط
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...DF%CA%C7%E4%ED

    وقد ذكرت لك في المشاركة التي أقضت مضجعك وأطارت لبك وأخرجتك عن طورك فقلت
    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
    وكل كلمة قلناها أتينا لها بالدليل والبرهان ، والذي يقرأ ما سودت بها المشاركة يظن أن الإخوة لم يردوه على صاحبك المتباكي سابقا .
    فإن كانت لديك اعتراضات على ما أورده أسود السنة في المشاركات السابقة فأت به وستجد الجواب عنه ، وإن لم يكن لديك إلا التباكي فدعنا منك هداك الله


    _
    [/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:41

    ( المعترض حمزة الكتاني )

    أما بعد يا ابن خميس؛
    1- فاعلم أنكم من رددتم صريح القرآن الكريم، وما تنزلت من الآيات التي ذكرتها أعلاه وذكرها غيري في شأن أهل الفترة أولا، وفي شأن آباء النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا. وهي آيات محكمة، لا إشكال في معناها..
    2- ثم رددتم الأحاديث الصحاح الصراح، في الصحيحين وغيرهما من الكتب المحتج بها، من الأحاديث التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم تنسل من طاهر إلى طاهر، والواردة في أهل الفترة وغيرهم، مما يبلغ حد التواتر، وأبطلتموها، ولم تعملوا لها معنى، إلا أن تكونوا استثنيتم الوالدين الكريمين منها....وهذا عجب.
    3- والأصل لطالب العلم أن يقول: هناك إشكال، هناك آيات محكمة في أهل الفترة، وآيات محكمة في آباء النبي صلى الله عليه وسلم وجدوده. وهناك أحاديث كذلك في الموضوع.
    غير أن هناك أحاديث أيضا صحيحة لا يدخلها الشك، في أن أب النبي صلى الله عليه وسلم وأمه ليسا على ذلك؟.
    فكيف يمكن الجمع بين النصوص؟، إن قلنا بأنهما في النار، نكون آمنا ببعض الكتاب وكفرنا ببعض، خاصة وأن البعض الآخر جاء في معرض الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم.
    وإن قلنا بأنهما ليسا في النار؛ نكون رددنا الأحاديث الصحاح التي لا تقبل الطعن، وهو رد لكلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض.
    هكذا تكيّف القضية أيها الأخوة الأعزاء، لا بالشتم، والطعن، والاتهام بالصوفية وغير ذلك....
    4- ثم يرد أمر آخر؛ وهو أن القضية لا يبنى عليها عمل.
    5- ثم أمر آخر؛ وهو أن فيها مسا مباشرا بأعز شيء لدى النبي صلى الله عليه وسلم، ولدى كل عاقل، وهما الأبوان...والنبي صلى الله عليه وسلم بقي يفتخر بآبائه إلى آخر رمق، بقوله: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. وزجر القائل له، وهو حسان، لأسلنك منهم - يعني قريشا - كما تسل الشعرة من العجين، ونطق عليه الصلاة والسلام بالحديث المذكور أعلاه، "إن الله اصطفى كنانة من العرب...الحديث"، وهو صحيح كما لا يخفى، وله شواهد عدة.
    فلا بد حينئذ من الجمع بين النصوص وعدم رد أي منها، والجمع بين النصوص يستنبط منه أمور؛
    1- إما أن يقال بأن ذلك في أول الشريعة، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم بأنهما مع أهل الفترة. فتكون الآيات والأحاديث الأخرى ناسخة في الموضوع، أو موضحة على الأصح.
    2- وإما أن يقال بأن الله تعالى أحياهما وآمنا به صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر ابن حجر الهيتمي الشافعي في بعض فتاواه بأنه صححه جمع من الحفاظ. وعلى كل؛ فالضعيف يعمل به في مثل هذه الأمور "الفضائل" اتفاقا.
    3- وإما أن يصرف لفظ الأب على العم، ولفظ الأم على الخالة، أو غير ذلك، وهو ما أعمله جل الفقهاء. واللغة لا تمنعه، والنصوص لا تأباه، وظاهر الشريعة يعززه...بل إنهم من أجل ذلك نص الكثير من المفسرين بأن آزر إنما هو عم إبراهيم عليه السلام لا والده...راجع التفاسير تستفد، ولم يكن ذلك إلا لأنه من آباء النبي صلى الله عليه وسلم....والنصوص قطعية في أنهم مطهرون.
    هكذا تجمع النصوص، وهكذا يُتعامل مع المتعارض ظاهرا منها، أما أن أرد الحديث؛ فلا وحاشا وألف حاشا، والقائل بأنهما في النار رَد للكتاب والسنة، ورد فقه السلف كابن عباس وغيره، وجمهور فقهاء أهل البيت المتقدمين الذين تعبدنا الله بفهمهم، وورد فيهم حديث الثقلين المشهور الصحيح، فقد أجمعوا على نجاة الأبوين الطاهرين عليهما السلام.
    والقائل بالنجاة على المهيع الذي ذكرناه؛ جامع بين النصوص على ما تقتضيه القواعد الأصولية، وهذا هو الفقه، وهذا هو العلم...أما التقميش، والتلفيق، واتباع المتشابه وترك المحكم، فهذا من شيم الصعافقة، لا من شيم الفقهاء.
    وقد تعامل بعض العلماء مع حديث أهل نجد: "أنتم قرن الشيطان منكم يخرج الدجال"، وأنها"أرض الزلازل والفتن"، فقالوا المقصود نجد العراق، لعدم انطباق الوصف - حسب قولهم - على نجد، علما بأنه عند العرب معلوم أن نجدا إذا أطلقت إنما تطلق على نجد المعروفة. ولكن لانتفاء القرائن صرفت إلى نجد العراق وفارس التي هي أرض الزلازل والفتن فعلا...
    ثم إن المسألة حساسة في جانب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنها تؤذيه، ولها مخارج كثيرة يعضدها الكتاب والسنة، وعلى ذلك جمهور الخلف، وجل السلف، بل كل أئمة اهل البيت عليهم السلام، الذين أُمرنا باتباع فهمهم..ولا يمكن السكوت على أمر يمس ذات النبي صلى الله عليه وسلم وأهله، إذ به أسلمنا، وهو قدوتنا، فداه النفس والوالدان...
    من أجل ذلك قال القاضي الإمام أبو بكر ابن العربي رحمه الله تعالى، مستدلا بالآية: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}...بأن المنافح عن أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ملعون...والكلام كلام إمام مجتهد لا كلامي أنا، نقله مفتوا المذهب في نوازلهم، كالوازاني وغيره، ونقله السيوطي في كتابه في نجاة الأبوين الطاهرين وغيره، فالقائل بأننا لا نفهم الأجدر به أن يطلب العلم من أوله...
    هكذا تكيف الفتوى، وهكذا تستنبط الأحكام، ثم إن المسألة ليست عقدية حتى يلمز القائل بالنجاة، بل من العقيدة شرف أصول النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشك في ذلك إلا جاهل أو كافر، أما أنهما في النار فلم يجعلها أحد من العقيدة....
    فطريقة السلف وأهل الحديث رضي الله عنهم هي ما ذكرناه أعلاه، وطريقة أصحاب الأهواء ومن لهم طرف من العلم هي الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه....وأرجو من أراد التعليق أن يستفهم عن إشكال، أو يستدرك في خطأ، لا السباب والشتائم، خاصة ممن ليس من أهل العلم...والسلام..


    ===


    اقتباس:

    فالقائل بأننا لا نفهم الأجدر به أن يطلب العلم من أوله...
    يقول الجاحظ في " الرسائل " :

    (وكل مَن خاصـم فيـها ، ظَـنَّ أنَّـه فـوق مَنْ خاصمه ، حتى يـرى الـمبتدئ أنَّـه كالـمُنتـهي ،
    ويـُخَـيَّل إلى الغبـيّ أنَّـه فـوق الذكـيّ
    ) اهـ


    ويقول الشيخ عليش في " أجوبة الحيارى " :

    فيـا أهـل الذكـاء تعجَّـبوا ، مِـمَّنْ كان عيبه مسـتورا ، فنـادى على نفسه بين الناس ، وصـَّير عيبه مشهورا ...

    يا أهل الذكاء تعجَّـبوا ، مِـمَّنْ كان عيبه مغـمورا ، فأبى إلا فضيحة نفسه ، وصيرورة عيبه في البلدان منشورا ...

    يا أهل الذكاء تعجَّـبوا ، مِنْ حماقة مَنْ كان عيبه مستورا ، ففضح نفسه به بين الورى ، حتى صار مشهورا ...



    ===

    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الكتاني
    فالقائل بأننا لا نفهم الأجدر به أن يطلب العلم من أوله...
    هكذا تكيف الفتوى، وهكذا تستنبط الأحكام، ثم إن المسألة ليست عقدية حتى يلمز القائل بالنجاة، بل من العقيدة شرف أصول النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشك في ذلك إلا جاهل أو كافر، أما أنهما في النار فلم يجعلها أحد من العقيدة....
    فطريقة السلف وأهل الحديث رضي الله عنهم هي ما ذكرناه أعلاه، وطريقة أصحاب الأهواء ومن لهم طرف من العلم هي الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه....وأرجو من أراد التعليق أن يستفهم عن إشكال، أو يستدرك في خطأ، لا السباب والشتائم، خاصة ممن ليس من أهل العلم...والسلام..

    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid بل اطلب أنت العلم من أوله على طريقة السلف الصالح أتباع سنة المصطفى ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ، لا على طريقة الدراويش الرقاصين .
    ونعوذ بالله من الكبر ، برد الحق واحتقار الخلق .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid من العقيدة التي تنجي صاحبها التصديق بكلام النبي ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah ، وعدم تقديم أقوال غيره .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid وقد قال ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah : ( كل الناس يدخلون الجنة إلاَّ من أبى ) .
    ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Mid أما ما زعمته من السباب والشتائم فأنت من فتح بابه فتجلَّد أو أعتذر ، وأما اتهامك لغيرك بالسب فلم يشتموك بل وصفوك بما أنت أهلٌ له ، من الجهل المركب .


    ===

    اهل الفترة وحديث ابوك في النار؟
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا:
    اود ان اطرح بين يدي الاخوة الكرام هذا السؤال حيث كان محور حديث مجلس بعض طلبة العلم الا وهو: كيف الجمع بين الحديث الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي سأل عن ابوه انه في النار ثم قال له بعد ذلك ابي وابوك في النار وبين ان الله لايعذب اهل الفترة حتى تقام عليهم الحجة وابو الرجل السائل وابو النبي صلى الله عليه وسلم اغلب الظن انهم من اهل الفترة فكيف الجمع والتوجيه؟
    طرحناه فقط من باب طلب الفائدة والمدارسة من اخواننا واستكتاب طلبة العلم في هذا المتدى المبارك.


    ===

    أما بعد يا حمزة الكتاني:
    كنت أريد أن أرد عليك ولكن بعد أن رأيت ردك السابق فأنا الآن ادعو الله أن يهديك ويصلحك
    فلماذا لاتصدق النبي صلى الله عليه وسلم ؟لماذا؟ لماذا؟

    ولكن شفقة عليك ورحمة بحالك وإحسانا إليك أنقل لك كلاما من المشاركات السابقة لعل الله أن ينفعك به

    قال الإمام البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة (1/192)

    (( وكيف لا يكون أبواه وجده عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة في الآخرة وقد كانوا يعبدون الوثن ، حتى ماتوا ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام ، وكفرهم لا يقدح في نسبه عليه الصلاة والسلام لان انكحة الكفار صحيحة . ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز في الاسلام وبالله التوفيق )) . انتهى كلامه .

    هذا الجمع يا حمزة الكتاني إن كنت تريد الجمع بين النصوص

    وقال تعالى‏:‏‏{‏وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 114‏]‏‏.‏

    فوالد إبراهيم عليه السلام مشرك وعدو لله وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا بنص القرآن ياحمزة!!!

    قال الإمام مسلم في صحيحه 203 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار

    قال القرافي في شرح تنقيح الفصول ص 297(حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول ، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا، ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع) انتهى.

    قال الحافظ ابن دحية : إنَّه حديث موضوع ، يرُدُّه القرآن العظيم والإجماع ، قال الله تعالى { و لا الذين يموتون وهم كفَّار } ، وقال { فيمت وهو كافر } ومن مات كافرا لا ينفعه الإيمان بعد الرَّجعة ، بل من آمن عند المعاينة لم ينفع ، فكيف بعد الإعادة . انتهى

    فيا حمزة الكتاني ذكرنا لك القرآن والسنة والإجماع
    فهل أنت تريد الحق واتباعه نرجو من الله ذلك

    تحياتي لأهل السنة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:43

    الحمد لله أنك عاجز يا كتاني وعدم ردك عليّ لسبق زر مني بلحن غير مقصود واحتقارك لإخوانك سترى غبه ولو بعد حين ما لم تتب إلى ربك يا أخي دعك من بنيات الطريق ولاعليك أن يكون المتحدث معك أعجميا أو عربيا أو جاهلا لحانا وقد كان يجهل أنك سيبويه زمانك لكن المهم أن تجيب عن الأدلة الصحيحة الصريحة التي سردها الإخوة بجواب علمي وإلا فقد بان عوارك.نسأل الله السلامة والعافية من هذه الأفكار الخاوية التي تردي بصاحبها للهاوية.
    ملحوظة :هذا الغر المأفون يكثر من مدح الصوفية والطرقية في مشاركاته عامة ومن تتبعها وجد ذلك فلتحذر الإدارة وفقها الله من أمثاله ولتتخذ معه الإجراءات الصارمة التي تردعه وأمثاله ليبقى هذا المنبر المبارك مكانا لبث العلم الصحيح ونشر الحق بعيدا عن عبث الدراويش والحرافيش.


    ===

    الأخ حمزة الكتاني وفقه الله وهداه:
    أولاً: يبدو من كلامك أنَّ الإخوةَ هم الذين بدؤوا في الإساءة إليك، وليس الأمرُ كذلك كما هو ظاهر لكلِّ من يقرأ، بل أنتَ من بدأ الهجومَ مع الإساءة.

    ثانياً: ذكرتَ أدلةً تظنُّ أنها تدعمُ قولك، وليس الإشكالُ في هذا، إنما الإشكالُ في زعمك أنَّ ما أوردتَ من أدلة (قطعية الدلالة) وهذا من سوء الفهم.
    فليس بين كلام الله تعالى وكلام نبيِّه ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah أيَّ تعارض، إنما التعارض في الأفهام، كما قال ابن القيم: (الإشكالُ في الأفهام، لا فيما خرجَ من بين شفتَيه - ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah -من الكلام).

    ثم جئتَ لتؤوِّل الحديث الصحيح الصريح ليوافقَ الأدلة (القطعية) التي ذكرتَ.
    وأيُّ دلالة قطعية في الأدلة التي ذكرتَ!

    أما الآيةُ والحديث فقد دفعَ الاختلافَ (المتوهَّم) عنهما بعضُ أهل العلم (بغير الأوجه التي ذكرتَ) فذكر أنه يحتمل أن يكون الله عَلِمَ أنهما يُمتحَنان ثم يكونُ سبيلُهما إلى النار.


    وأما الأحاديثُ التي ذكرتَ؛ فهي واردةٌ في افتخار النبيِّ ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah بآبائه من حيثُ مكارم الأخلاق والنسب لا من حيث الديانة.
    وأينَ حديث: "إنَّ أبي وأباك في النار" وحديث نهي الله لنبيِّه ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah عن الاستغفار لأمِّه من الأحاديث التي ذكرتَ (من حيثُ قوة الدلالـــة)!!

    أليس من آباء نبيِّنا ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah أبو النبيِّ إبراهيم ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Sallah !


    هذا جوابٌ عما ذكرتَ من أدلة، وللباحث أن يناقشَ بأكثر من ذلك، ولكن ليس في الوقت سعةٌ، وفي الإخوة كفاية.



    ===

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سأكتب إن شاء الله ردا تفصيليا للشبهات القديمة والتي يحاول حمزة الكتاني أن يجددها
    وقد قلت له إن الإشكالات التي أتى بها أجاب عنها الإخوة سابقا ، ولكنه لم يلتفت إليها وأراد أن يصورنا وكأنا لا نفهم هذه التلفيقات التي ادعي أنها هي العلم الذي من جهله فإن عليه أن يطلب العلم على أمثال حمزة من المتصوفة الذين بلغ بهم الحال إلى محاولة رد الحديث الصحيح ( أبي وأباك في النار ) والعمل بالموضوع ( أحياهما فآمنا به ) مع اعترافهم أنه لا يصح ، ولكن حبك الشيء يعمي ويصم
    وأخذ يستشهد لنا بأقوال الرجال على ما قال ونحن نعلم ذلك من قبل أن نراه ولكنا لا نقدس أحدا ولله الحمد ، وقد أتيناه بأقوال علماء خالفوهم في قولهم لنبين له أن العلماء يحتج لأقوالهم ولا يحتج بأقوالهم خاصة إذا خالفت قول النبي صلى الله عليه وسلم
    وإن كنت تعتقد صحة ما قلت دينا تدين الله به بعد بحث متجرد عن تصوراتك الموروثة من الصوفية فإنا لن نستطيع أن نشق عن قلبك ونغير معتقدك ، ولكن أن تأتي لتنشر عقيدة المتصوفة الباطلة في ملتقانا السلفي فلن نسمح لك بذلك _ وأظن أن هذا أحد شروط الكتابة في الملتقى _ وسنرد على أباطيلك التي توردها ، لأنا نعرف أنها أوهى من بيت العنكبوت والحمد لله ، فلا تعجل بتسويد المشاركات واتهام خصومك بالجهل تارة وبالوقاحة تارة و بـ ( الصعافقة ) تارة أخرى
    فأقول لك يا صعفوق دع الكلام فيما لا تحسن فإن أسود السنة قد بينوا وهاء حججك وحجج من ذكرت فيما مضى ولن يعجزوا ولله الحمد عن بيان بطلانها بلباسها الجديد الذي أتيت به ، و أنصحك أن تدع نبز الإخوة بكلماتك السوقية إن كنت تريد النقاش المتجرد
    وأنا الآن لست في منزلي حتى أحرر ردا على شبهاتك ولكني أعدك بمناقشتها قريبا إن شاء الله تعالى


    الأخ الحنبلي السلفي وفقه الله ليتك تسأل حمزة عن هذا
    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الكتاني
    غير أن هناك أحاديث أيضا صحيحة لا يدخلها الشك، في أن أب النبي صلى الله عليه وسلم وأمه ليسا على ذلك؟.


    ===

    إليكم قاصمة الظهر هذه:

    لا تجريحا في النبي(ص) كما يدعي الضالون- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار)


    تأليف


    أبو صلاح


    جميع حقوق التأليف والطبع والنشر والتوزيع محفوظة
    وسوف ينشر أيضا إن شاء الله بالقاهرة






    لقد ألفيت هجوما شديدا على هذا الحديث, فحثني ذلك على تحقيق المسألة بجميع جوانبها؛ دفاعا عن السنة. ووالله لولا ذلك ما ألفته.

    سوف ادخل في الموضوع بدون مقدمات:

    عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله! أين أبي؟ قال "في النار" فلما قفى دعاه فقال "إن أبي وأباك في النار".
    رواه مسلم(1: 132-133) وأبو داود(4718) وأحمد(3: 268) زأبو يعلى(3516) وابن حبان(578- الإحسان) وابن أبي شيبة وأبو عوانة(1: 99) والبيهقي(7: 190) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني به.
    وهو حديث صحيح جدا, وإسناده في غاية الصحة, صححه مسلم والجوزجاني في الأباطيل والمناكير(1: 233) وابن حبان والبيهقي وابن كثير(باعتمادهما الحديث في كتبيهما وتعليقاتهما كما سيأتي) والألباني في الصحيحة(2592) والحويني في مجلة التوحيد.
    وندين لله تعالى بما نطق به هذا الحديث, كما دان به وبمعناه كبار أئمة المسلمين بلا خلاف بينهم, ومنهم :
    1- الإمام مسلم, حيث رواه في صحيحه وعنون عليه: باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين.
    2- داود صاحب السنن, حيث روى حديث أنس مع أحاديث أخرى وعنون عليها: باب في ذراري- أي أبناء- المشركين.
    3- ابن حبان, حيث رواه في ((صحيحه)).
    4- النسائي, حيث روى حديث الاستئذان(2032) - وهو:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وهو كما ترى بمعنى حديث أنس في أنه قد ثبت أن من أهل الجاهلية من هم ليسوا من أهل الفترة, وعنون عليه: باب زيارة قبر المشرك. أقول: وهذا الحديث صريح في عدم إيمانها ؛ لأن اللَّه عز وجل قال : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }, والآية عامة.. فتأمل. ويؤكد ذلك حديث بريدة رضي الله عنه قال:( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم [ في سفر، وفي رواية : في غزوة الفتح ] . فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب ، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان ، فقام إليه عمر بن الخطاب، ففداه بالأب والأم، يقول :يا رسول لله مالك ؟ قال: إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، [ واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي ] ، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيرا ) . أخرجه أحمد (5/355،357،359) وابن أبي شيبة (4/139) والرواية الاخرى لهما وإسنادها عند ابن أبي شيبة صحيح ، والحاكم (1/376) وكذا ابن حبان (791) والبيهقي (4/76) والزيادة الاولى لها : والرواية الاخرى فيها لمن سبق ذكره ، والزيادة الاخرى للحاكم وقال : ( صحيح على شرط الشيخين ) وصححه الألباني[أحكام الجنائز238], وهو كما قال.
    5- ابن ماجة: حيث روى هو أيضا حديث الاستئذان(1572), وعنون عليه: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.
    6- البيهقي: إذ قال في كتابه دلائل النبوة (1/192، 193) بعد تخريجه لهذا الحديث: (وكيف لا يكون أبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة ، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ، ولم يدينوا دين عيسى ابن مريم عليه السلام). وقال أيضا في سننه(7: 190): " وأبواه كانا مشركين, بدليل ما أخبرنا.." ثم ساق حديث أنس.
    7- ابن الجوزي إذ قال في الموضوعات(1: 284) بعد أن ذكر حديثا باطلا موضوعا فيه أن الله أحيا أبوي النبي(ص) ليؤمنا به, قال: [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر", وقوله(ص).. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان..].
    8- ابن كثير, حيث نقل كلام البيهقي المتقدم من الدلائل تأييدا له وإقرارا, ثم قال ابن كثير في (سيرة الرسول وذكر أيامه..): "وإخباره (ص) عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة ..., فلا منافاة ولله الحمد والمنة ".
    9- النووي, حيث قال في [شرح مسلم (3/79)] في شرحه لحديث أنس: " فيه أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين ، وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العربُ من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة, فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء".
    وقال قي شرحه لحديث الاستئذان(7/45) : "فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة وفيه النهي عن الاستغفار للكفار".
    10- الألباني, انظر كلامه في الصحيحة(2592) وصحيح السيرة(24: 27).
    11- ابن باز, في فتواه [مصير أهل الفترة] من فتاوى نور على الدرب.
    وأختم بهذين الإجماعين:
    12- قال القرافي في شرح تنقيح الفصول (ص297): «حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا. ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع».
    13- وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ (ت1014هـ) في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».




    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:45


    شبهات مثارة لرد الحديث

    الشبهة الأولى: يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي- عفا الله عن زلاته, وجازاه خيرا عن صالح أعماله, فإنا لا ننكر فضله - في كتابه هموم داعية (21: 22) - وقال ما شابه ذلك في دستور الوحدة الإسلامية(25)- :
    " رأيت نفرا يغشون المجامعَ مذكّرين بحديث أنّ أبا الرسولِ صلى الله عليه وسلم في النار! وشعرت بالاشمئزازِ من استطالتِهِم وسوء خلقِهِم! قالوا لي: كأنك تعترض ما نقول؟ قلتُ ساخرا: هناك حديث آخر يقول: { وما كنّا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولاً } فاختاروا أحدَ الحديثيْنِ ... قال أذكاهم بعد هنيهةٍ: هذه آية لا حديث! قلت: نعم جعلتها حديثا لتهتمّوا بها فأنتم قلّما تفقهونَ الكتابَ !!
    قال: كانت هناك رسالات قبل البعثةِ والعربُ من قوم إبراهيم وهم متعبّدون بدينِهِ. قلتُ: العرب لا من قومِ نوح ولا من قومِ إبراهيم، وقد قال الله تعالى في الذين بُـعِـثَ فيهم سيد المرسلين: [ ومَا آتَينَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسونَهَا وَ مَا أَرْسَلْنَا إلَيهِمْ قَبْلَك منْ نَذيرٍ] وقالَ لنبيّهِ الخاتم:[وما كُنتَ بِجَانبِ الطّورِ إذْ نَادَينَا ولكِنْ رَّحمةً منْ ربّكَ لِتُنذِرَ قَومَاً ما أتَاهُم منْ نَذيرٍ من قبلِكَ لعَلّهُم يتذكّرونَ]. كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصّة !! وللفقهاءِ كلام في أنّ أبوي الرسول ليسا في النارِ يردّونَ بِهِ ما تروونَ، لقد أحرجتُم الضميرَ الإسلاميّ حتى جعلتموهُ ليستريحَ يروي أنّ الله أحيى الأبوينِ الكريمينِ فآمنا بابنِهِما وهي روايةٌ ينقصُها السندُ؛ كما أنّ روايَتَكم ينقصها الفقهُ ، ولا أدري ما تعشّقُكُم لتعذيبِ أبوينِ كريمينِ لأشرفِ الخلقِ؟ ولم تنطلقونَ بهذه الطبيعةِ المسعورةِ تسوءون الناسَ؟ " انتهى.
    قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله , لا يصدر هذا الكلام ممن شم رائحة الفقه أبدا, فاللهم غفرانك وعفوك ...
    ملخص كلامه أن الحديث مخالف لقوله تعالى:
    1- "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" [الإسراء15]
    2- "لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون" [السجدة3]
    "لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون" [يس6]
    "ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون" [القصص46]
    3- "قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير...." [المائدة19]

    أقول- والعون من الله - ردا على ذلك:
    هذه الآيات عامة, تتحدث عن مطلق الناس ومطلق القوم, والأحاديث خاصة بأفراد وأناس وأشخاص معينين, فوجب التخصيص لكل من تأمل وكان له قلب, أو ألقى السمع وهو شهيد.
    1- بالنسبة لآية الإسراء, الرسول المقصود فيها, أرجح أنه ما جاء في هذا الحديث: "أربعة يوم القيامة يدلون بحجة... وذكر النبي(ص) منهم من مات على الفترة ... فيأخذ-أي الله- مواثيقهم ليطعنه, فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار-أي يأمرهم ذلك الرسول بذلك ليختبرهم ويرى مدى طاعتهم لله ومدى استجابتهم لأوامره-, وأكمل الرسول(ص) فقال: فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما-أي لطاعته لأمر الله- , ومن لم يدخلها يسحب إليها ".رواه أحمد, وابن أبي عاصم(السنة355) وهو حديث صحيح صحيح, بأسانيد صحيحة عن أبي هريرة عن النبي(ص). وكذا صححه الألباني في الصحيحة(1432و 2468). ويرد عليهم أيضا بما سيأتي في الفقرات التالية.
    2- احتج بآيات القصص والسجدة و يس, ونسي أو تناسى بقية سياق آية القصص, إذ في الآية48 " أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل..", فهذا دليل قاطع دامغ على أن الكثير منهم قد بلغتهم الحجة والرسالة ودعوة التوحيد وشرائع بعض الرسل, فكفروا بكل ذلك. ويؤكد ذلك ايضا إنكار الله عليهم, إذ يقول تعالى: " ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم, أتتهم رسلهم بالبينات.." [التوبة70], فأهل الجاهلية-في مجملهم-كانوا على علم بذلك إذا, ولكنه الكبر الذي في قلوبهم, فإنه لا تعمى الأبصار, ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
    3- أما احتجاج فضيلته بآية المائدة, فيرد عليه بما جاء في الفقرة السابقة, إضافة إلى الاية104 من المائدة نفسها.." قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا, أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا( وهؤلاء هم المقصودون بأهل الفترة, لأنهم لا يعلمون شيئا, ولم يفكروا أصلا في من هو الخالق, وهل لهذا الكون-أصلا- صانع أو مبدع أم لا, أي أنهم لم يدر بخلدهم أو تفكيرهم مثل هذه الأسئلة والأفكار على الإطلاق. هب أنك قد انقطعت بك السبل في صحراء واسعة شاسعة لا تجد فيها أثرا لحياة أو طعام أو شراب, ومرت عليك الأيام والليالي, وذات مرة غلبك النوم فنمت, وعندما استيقظت فوجئت بمائدة منصوبة لك عليها أطايب الطعام والشراب.., فمنا من يفكر-قبل أن تمتد يدك إليها- في أمرها وأصلها وفصلها, ومن أين جاءت إلى هنا, ومنا من لا يلتفت إلى شيء من ذلك على الإطلاق, فيهجم عليها هجمة الأسد, يفترسها عن آخرها. فمثل الأول مثل من اهتدى بفطرته إلى وجود الله, ومثل الثاني مثل من لم يهتد إلى شيء على الإطلاق, لأن الأمر لا يشغل باله بتاتا..., فتأمل) ولا يهتدون( وهؤلاء كفار كفرا بينا, لأنهم قد بلغتهم الحجة ودعوة التوحيد, أو تفكروا واهتدوا بفطرتهم إلى أن هناك (الله), ولكنهم جحدوه بعد اهتدائهم له تعالى اتباعا لأهوائهم أو آبائهم... بدليل قوله تعالى " لا يهتدون", فهذا معناه أنهم قد وقفوا على شيء يدعوهم إلى الهداية, ولكنهم لم يهتدوا ...فتأمل) ".
    ويرد عليه أيضا قوله تعالى " وجعلوا لله .. نصيبا, فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا .. ساء ما يحكمون " [الأنعام13] , فهم يعرفون أن هناك (الله), ولكنهم يجحدونه. وكذلك قوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله(فهاهم يقرون به تعالى من دون أن يقول لهم النبي(ص) شيئا على الإطلاق), قل الحمد لله, بل أكثرهم لا يعلمون(أي: لا يعلمون أنهم بإقرارهم هذا قد هدموا عقيدتهم الشركية الفاسدة) " [لقمان25]

    وهناك ملحظ آخر أحب إضافته(وهو يحتاج لمناقشة), فإن كان صحيحا فلله الحمد, وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان. الملحظ هو أن المقصود بأنهم "ما آتاهم من نذير من قبلك", المقصود أنهم لم يبعث فيهم خاصة رسول من قبل الله , فالكثير والكثير من الأقوام على مر العصور بعث الله فيهم نبيا أو رسولا خاصة لهم من دون الآخرين, ولم يحدث ذلك لقريش أو عرب الجزيرة العربية. فامتن الله عليهم بأن بعث فيهم رسولا منهم, لهم خاصة وللناس والعالمين عامة. فأصبحوا يفضلون كل من سبقهم من الأقوام, فرسولهم للبشرية كلها, ورسالته خالدة خلود الدهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..., فتأمل, أفيتركهم الله طيلة الزمان والدهر بدون شيء ينبههم أو دعوة للتوحيد والحنيفية تصل إليهم..!!

    وقد أتحفني أخي الفاضل محمد إبراهيم الزبيري التميمي بتعليق له حول هذا الملحظ, فأبان أحسن بيان, وأفاد أحسن إفادة وصاغ بكلماته القوية الآتية ما كان يدور في رأسي وخلدي, فقال-جزاه الله خيرا-:
    " فإن تباعد زمن النبي عن زمنه فهو مأمور بما أتى به ذلك النبي ..
    وإن اختلف مكان إقامة هذا الذي لم يعلم بالإسلام وعلم أن عيسى عليه السلام قد قال بالبنوة وأتى بكتاب من الله تعالى في الشام فهو مأمور باتباعه ..
    لأن النبي الذي بعث لقومه خاصة فقد أمره الله تعالى بدعوة قومه لا بدعوة غير قومه من جهة التنقل والذهاب ..
    أما من علم بالحق الذي جاء به وهو ليس من قومه فواجب عليه أن يؤمن به ..
    أما من زعم أنه لا يؤمر باتباعه لأن كل نبي أرسل لقومه خاصة ..
    فيجعل الخصوص هذا هو في قبولنا لما جاؤوا به وعدمه فقد فارق العقول والنصوص ..
    فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة بأن أمره الله تعالى بإيصال دعوته للناس والجن عامة ..
    أما غيره من الأنبياء فلم يؤمروا بتبليغ دعوتهم لكافة الناس ..
    وإنما اكتفى الله تعالى بأن أمره بإيصال الدعوة لقومهم فقط ..
    ومن علم أن الحق مع النبي صلى الله عليه وسلم فوجب اتباعه ..
    وكذلك من علم أن الحق مع عيسى عليه السلام فوجب اتباعه وإن لم يكن من قومه ولم يبلغه عيسى عليه السلام بنفسه أو برسوله أو بأصحابه ..
    وإلا ما اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي من صالحي أهل الكتاب ..
    فلو كانت لا تلزمه دعوة عيسى لما كان من ابتاعه أصلاً ..
    ولما صح إيمانه بالنصرانية ..
    ولما صح إيمان آسيا رضي الله عنها زوجة فرعون اللعين ..
    وهي ليست من بني إسرائيل ..
    ولما صح إيمان من آمن من أهل مصر حين ورد عليهم يوسف الصديق عليه السلام ..

    فكل من يدعي غير هذا فهو كذّاب ، وإن قلنا نحسن الظن به فهو جاهل بما يتكلم به .. ". انتهى كلام أخي الزبيري التميمي.

    وبهذا يتضح لكل ذي عينين أنه ليس كل أهل الجاهلية من أهل الفترة, فهل يقول المخالف أيضا أن نصوص القران الكريم " ينقصها الفقه"..!!
    وبما سبق يتضح بطلان دعوى الغزالي, وكذلك بطلان قول فضيلة الشيخ القرضاوي الذي قال في كتابه كيف نتعامل مع السنة(117) "ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة و الصحيح أنهم ناجون؟ ".
    قال الإمام النووي-كما نقلنا سابقا- " من مات في الفترة على ما كانت عليه العربُ من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة, فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء ".
    أما قول فضيلة الشيخ الغزالي " كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصة ", فهو قول عجيب, ألدعوة للتوحيد وإفراد العبودية لله رسالة محلية مؤقتة أيضا..!!, فإننا نتكلم في دعوة التوحيد والحنيفية التي تركها أهل الجاهلية-عمدا- وعبدوا الأصنام, فلسنا نتكلم في تفاصيل الأحكام والشرائع حتى تقول أن رسالات إبراهيم وموسى وعيسى رسالات محلية مؤقتة .. فتأمل ولا تشطط.
    إليك هذه الأمثلة, وتأملها جيدا وعض عليها بالنواجذ :
    1- عن سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله(ص) أنه " لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل (بلدح)، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله(ص) الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منه وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه ". رواه أحمد (2/89)، قال الألباني(صحيح السيرة34): إسناده صحيح, وهو كما قال. وحاشا النبي(ص) أن يذبح على النصب, فلقد كان على الحنيفية السمحة كما هو ثابت معلوم بالضرورة, ولكن عمرا لم يكن يعرف أن محمدا بن عبد الله موحد حنيفي.
    2- عن اسماء بنت أبي بكر قالت: "رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش, والله ما منكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري. وكان-أي زيد- يحيي الموءودة, يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: أنا أكفيك مؤنتها, فيأخذها, فأذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها ". رواه البخاري معلقا(7: 114_ 115), ووصله الحاكم في المستدرك(3: 440) وصححه على شرط الشيخين, وصححه الألباني(تخريج فقه السيرة للغزالي 66).
    3- " ورقة بن نوفل كان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني... فأخبره الرسول(ص) خبر ما رأى, فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى..., وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا....". حديث صحيح جدا رواه البخاري(18:1_ 23) ومسلم(1: 97_ 98).
    4- قال(ص) "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار, كان أول من سيب السوائب(وفي رواية: كان أول من غير دين إسماعيل) ". رواه الشيخان, وانظر الصحيحة(1677).
    5- سألوه(ص) عن عبد الله بن جدعان, فقالوا: كان يقري الضيف, ويعتق, ويتصدق, فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ فقال(ص):" لا, إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ". رواه مسلم, وانظر الصحيحة تحت الحديث رقم(2927).
    6- " مر النبي(ص) بنخل لبني النجار, فسمع صوتا, فقال:ما هذا, فقالوا قبر رجل دفن في الجاهلية. فقال(ص): لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني". حديث صحيح جدا, رواه أحمد(3: 201) وابن حبان(786) بأسانيد صحيحة عن أنس.
    وله شاهد رواه مسلم( 8 : 160) بسند صحيح عن زيد بن ثابت: بينما النبي(ص) في حائط لبني النجار.., فقال (ص) من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل: أنا.قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك, فقال(ص) " لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني".
    7- " رؤيته(ص) في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبه في النار, لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه ". رواه مسلم, وانظر الإرواء(656).

    كل هذه الأحاديث, وغيرها الكثير, تدل على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة –الكثير منهم- معذبون بشركهم وكفرهم, وأن معظمهم ليسوا من أهل الفترة, إذ لو كانوا من أهلها لم يستحقوا العذاب.

    الشبهة الثانية: أورد السيوطي في (( مسالك الحنفا في والدي المصطفى )) (2/432- 435) سؤالاً في مسألة إيمان والدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال :{{{ فإن قلت : بقيت عقدةٌ واحدةٌ وهي ما رواه مسلمٌ عن أنسٍ أن رجلاً قال : يا رسول اللَّه ، أين أبي ؟ قال : (( في النار )) ، فلما قفَّى دعاه ، فقال : (( إن أبي وأباك في النار )) . وحديث (( مسلم )) و(( أبي داود )) عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يُؤذن له . فاحلل هذه العقدة . قُلْتُ : على الرأس والعين ، والجواب : أن هذه اللفظة ، وهي قوله : (( إن أبي وأباك في النار )) لم يتفق على ذكرها الرواة ، وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنسٍ ، وهي الطريق التي رواه مسلمٌ منها ، وقد خالفه معمر عن ثابت ، فلم يذكر : (( إن أبي وأباك في النار )) ، ولكن قال : (( إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار )) ، وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمرٍ البتة ، وهو أثبت من حيث الرواية ، فإن معمرًا أثبت من حمادٍ ، فإن حمادًا تكلِّم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه ، وكان حمادٌ لا يحفظ فحدَّث بها فوهم ، ومن ثمَّ لم يخرج له البخاري شيئًا ، ولا خرَّج له مسلم في الأصول إلاَّ من حديثه عن ثابتٍ .. وأمَّا معمر فلم يتكلَّم في حفظه ، ولا استنكر شيءٌ من حديثه ، واتفق الشيخـــان على التخريـــج له ، فكان لفظه أثبت ... ثم ذكر السيوطي شاهدًا لحديث معمر من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه }}}انتهى كلام السيوطي-عفا الله عن زلته-.
    أقول ردا على ذلك:
    1- بنى السيوطي تضعيفه على أن معمرا بن راشد قد خالف حماد بن سلمة عن ثابت عن أنسٍ في لفظه "إن أبي وأباك في النار" فقد قال معمر عن ثابت- كما يدعي السيوطي- " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار".
    أقول: هذا هو الكذب بعينه, هذا هو الكذب بعينه, فلقد أعمى التعصب السيوطي, فوقع في الكذب على رسول الله(ص) , فليس هناك إسناد لهذا الحديث في الدنيا كلها- ولو في الأحلام, إلا أحلام السيوطي بالطبع- فيه معمر عن ثابت عن أنس بلفظ " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار". فمعمر لم يرو هذا الحديث أصلا عن ثابت, ولا بواسطة أخرى عن أنس. وإنما الحديث الذي فيه " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار", فقد رواه معمر عن الزهري مرسلا, أخرجه عبد الرزاق في المصنف (19687) عن معمر بن راشد ، عن الزهري قال : جاء أعرابي لرسول الله(ص) فقال: أين أبي ؟ قال : (( في النار )) . قال : فأين أبوك ؟ قال : (( حيثما مررت بقبر كافرٍ فبشره بالنار )) ". فالحديث مرسل ضعيف كما ترى, فانظر كيف يضرب السيوطي الصحيح بالضعيف الواهي الذي هو أشبه بالريح- كما قال الأئمة في مراسيل الزهري- . وإياك أن تقول أن الزهري المرسل صحيح, لأن إبراهيم بن سعد رواه موصولا عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه فذكر الحديث- أخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ) (1/191/1) وابن السني في (عمل اليوم والليلة) رقم (588) بسند صحيح- لأن أبا حاتم قال " إنما يرونه عن الزهري ، قال : جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... والمرسل أشبه ) . ذكره ولده في (( العلل )) (ج2/ رقم 2263). وما ذكره أبو حاتم هو الحق والصحيح والصواب لأنه قد اختلف إبراهيمُ بن سعد ومعمر بن راشد ، ولا شك عندنا في تقديم رواية معمر المرسلة ؛ لأن معمرًا ثبتًا في الزهري ، وأما إبراهيم بن سعد فقال قال صالح بن محمد الحافظ : ( سماعه من الزهري ليس بذاك ؛ لأنه كان صغيرًا حين سمع من الزهري ) . وقال ابن معين وسئل : إبراهيم بن سعد أحب إليك في الزهري أو ليث بن سعد ؟ قال : كلاهما ثقتان . فإذا تدبرت قول يعقوب بن شيبة في الليث : ( ثقة وهو دونهم في الزهري - يعني : دون مالك ومعمر وابن عيينة - وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب ) . عملت أن قول ابن معين لا يفيد أنه ثبت في الزهري مثل معمر .
    فالذي يتحرر من هذا البحث أن الرواية المرسلة هي المحفوظة ، وهي التي رجحها أبو حاتم الرازي, وكذلك الدارقطني في العلل(4/334)... فتأمل منصفا.
    ولنفترض جدلا أن معمرا قد رواه عن ثابت باللفظ الذي ذكره السيوطي- وقد علمت أن هذا كذب صراح بواح- فالرد: الأمر لا يخفى على أحدٍ من المشتغلين بالحديث أن أهل العلم بالحديث قالوا : أثبت الناس في ثابت البناني هو حمادُ بن سلمة ، ومهما خالفه من أحدٍ فالقولُ قولُ حمادٍ . فقال أبو حاتم الرازي - كما في (( العلل )) (2185) -: ( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابتٍ وفي علي بن زيد ) . وقال أحمد بن حنبل : ( حماد بن سلمة أثبت في ثابتٍ من معمر ) . وقال يحيى بن معينٍ : ( من خالف حماد بن سلمة فالقول قول حمادٍ . قيل : فسليمانُ بن المغيرة عن ثابت ؟ قال : سليمانُ ثبتٌ ، وحماد أعلم الناس بثابت ). وقال ابنُ معينٍ مرة : ( أثبت الناس في ثابت : حماد بن سلمة ) . وقال العقيلي في (( الضعفاء )) (2/291) : ( أصح الناس حديثًا عن ثابت : حماد بن سلمة ).
    وقد أكثر مسلمٌ من التخريج لحماد بن سلمة عن ثابت في الأصول ، أما معمر بن راشد فإنه وإن كان ثقةً في نفسه إلاَّ أن أهل العلم بالحديث كانوا يضعفون روايته عن ثابت البناني ولم يخرج له مسلمٌ شيئًا في (( صحيحه )) عن ثابت إلا حديثًا واحدًا في المتابعات ، ومقرونًا بعاصم الأحول ، وهذا يدلك على مدى ضعف رواية معمر عن ثابت . ولذلك قال ابنُ معين : ( معمر عن ثابت : ضعيفٌ ) . وقال مرَّةً : ( وحديث معمر عن ثابت ، وعاصم بن أبي النجود ، وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطربٌ كثيرُ الأوهام ) . وقال العقلي في (( الضعفاء )) (2/291) : ( أنكرُ الناس حديثًا عن ثابت : معمر بن راشد ).
    ولا تقل أن حمادا قد تغير حفظه بأخرة كما قال ابن حجر في التقريب, لأن أمير المؤمنين في الحديث وفي الجرح والتعديل يحيى بن معين قد نفى ذلك بقوله: حديث حماد بن سلمة أوله وآخره واحد (انظره في تهذيب الكمال للمزي في ترجمة ابن سلمة), ومما يؤكد ذلك..قول أمير المؤمنين في الحديث عبد الرحمن بن مهدي: " صحيح السماع.., لم يتهم بلون من الألوان.. فسلم حتى مات".. فلم يذكر أي تغير, وقال أيضا الإمام الكبير العظيم أبو حاتم الرازي " أضبط الناس وأعلمهم بحديثيهما-يقصد ثابتا وحميد الطويل اللذين أكثر عنهما حماد ابن سلمة-, بين خطأ الناس ".. فهل يقال ذلك فيمن تغير حفظه, اللهم غفرا. وسئل يحيى بن الضريس: حماد أم الثوري, فقال: حماد أحسن حديثا. وهذا قول منه عن سبر, لأن ابن الضريس عنده عن كل واحد منهما عشرة آلاف حديث(انظر كل هذه الأقوال في المصدر السابق). أقول: لقد كان حماد واسع الرولية.. روى بضعة عشر ألف حديث, فإذا أخطأ في شيء منها.. كان ماذا ؟!! وكذلك كل من ترجم له من الأئمة يوثقونه مطلقا.
    2- زعم السيوطي أن حماد قد وقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه. وهذا هو الباطل بعينه مجسدا مجسما, يرد عليه أقوال الأئمة التي ذكرناها في الفقرة السابقة. وإليك ما قاله فضيلة الشيخ الحويني في رد ذلك( مقال له بمجلة التوحيد) وهو رد نفيس غال, عض عليه بالنواجذ :
    " قولُ السيوطي : إن ربيب حماد بن سلمة دسَّ في كتبه أحاديث مناكير وانطلى أمرها على حمادٍ لسوء حفظه . وهذه تهمة فاجرةٌ ، كما قال الشيخ المعلمي رحمه اللَّه في (( التنكيل )) (1/243) ، ومستند كل من تكلَّم بهذه التهمة ما ذكره الذهبي في (( ميزان الاعتدال )) (1/593) من طريق الدولابي قال : حدثنا محمد بن شجاع بن الثلجي ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث - يعني أحاديث الصفات - حتى خرج مرة إلى عبادان ، فجاء وهو يرويها ، فلا أحسب إلا شيطانًا خرج إليه من البحر فألقاها إليه . قال ابن الثلجي : فسمعتُ عباد بن صهيب يقول : إن حمادًا كان لا يحفظ ، وكانوا يقولون إنها دُسَّت في كتبه . وقد قيل : إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه ، وعلَّق الذهبي على هذه الحكاية بقوله : ( ابن الثلجي ليس بمصدق على حمادٍ وأمثاله ، وقد اتُهم . نسأل اللَّه السلامة ) . انتهى .
    وابن الثلجي هذا كان جهميًا عدوًا للسنة ، وقد اتهمه ابنُ عدي بوضع الأحاديث وينسبها لأهل الحديث يثلبهم بذلك ، فالحكاية كلُّها كذب ، فكيف يُثلب حماد بن سلمة بمثل هذا ، ولو جاز لنا أن نرد على السيوطي بمثل صنيعه لذكرنا ما روى عن أبي حامد بن الشرقي - كما في (( تاريخ بغداد )) (4/42) - أنه سئل عن حديث أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق ، عن معمر في فضائل علي بن أبي طالب ، فقال أبو حامد : هذا حديثٌ باطل ، والسببُ فيه أن معمرًا كان له ابنُ أخٍ رافضيٌّ ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيبًا لا يقدرُ أحدٌ عليه في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخى معمر ) . فعلَّق الذهبي في (( السير )) (9/576) قائلاً : ( هذه حكاية منقطعةٌ ، وما كان معمرُ شيخًا مغفلاً يروج عليه هذا ، كان حافظًا بصيرًا بحديث الزهري ) . ولكننا لا نستجيز أن نطعن على الثقات بمثل هذه الحكاية ". انهى كلام الحويني.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:46


    شبهات مثارة لرد الحديث

    الشبهة الأولى: يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي- عفا الله عن زلاته, وجازاه خيرا عن صالح أعماله, فإنا لا ننكر فضله - في كتابه هموم داعية (21: 22) - وقال ما شابه ذلك في دستور الوحدة الإسلامية(25)- :
    " رأيت نفرا يغشون المجامعَ مذكّرين بحديث أنّ أبا الرسولِ صلى الله عليه وسلم في النار! وشعرت بالاشمئزازِ من استطالتِهِم وسوء خلقِهِم! قالوا لي: كأنك تعترض ما نقول؟ قلتُ ساخرا: هناك حديث آخر يقول: { وما كنّا مُعَذّبِينَ حتّى نَبْعثَ رَسُولاً } فاختاروا أحدَ الحديثيْنِ ... قال أذكاهم بعد هنيهةٍ: هذه آية لا حديث! قلت: نعم جعلتها حديثا لتهتمّوا بها فأنتم قلّما تفقهونَ الكتابَ !!
    قال: كانت هناك رسالات قبل البعثةِ والعربُ من قوم إبراهيم وهم متعبّدون بدينِهِ. قلتُ: العرب لا من قومِ نوح ولا من قومِ إبراهيم، وقد قال الله تعالى في الذين بُـعِـثَ فيهم سيد المرسلين: [ ومَا آتَينَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسونَهَا وَ مَا أَرْسَلْنَا إلَيهِمْ قَبْلَك منْ نَذيرٍ] وقالَ لنبيّهِ الخاتم:[وما كُنتَ بِجَانبِ الطّورِ إذْ نَادَينَا ولكِنْ رَّحمةً منْ ربّكَ لِتُنذِرَ قَومَاً ما أتَاهُم منْ نَذيرٍ من قبلِكَ لعَلّهُم يتذكّرونَ]. كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصّة !! وللفقهاءِ كلام في أنّ أبوي الرسول ليسا في النارِ يردّونَ بِهِ ما تروونَ، لقد أحرجتُم الضميرَ الإسلاميّ حتى جعلتموهُ ليستريحَ يروي أنّ الله أحيى الأبوينِ الكريمينِ فآمنا بابنِهِما وهي روايةٌ ينقصُها السندُ؛ كما أنّ روايَتَكم ينقصها الفقهُ ، ولا أدري ما تعشّقُكُم لتعذيبِ أبوينِ كريمينِ لأشرفِ الخلقِ؟ ولم تنطلقونَ بهذه الطبيعةِ المسعورةِ تسوءون الناسَ؟ " انتهى.
    قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله , لا يصدر هذا الكلام ممن شم رائحة الفقه أبدا, فاللهم غفرانك وعفوك ...
    ملخص كلامه أن الحديث مخالف لقوله تعالى:
    1- "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" [الإسراء15]
    2- "لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون" [السجدة3]
    "لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون" [يس6]
    "ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون" [القصص46]
    3- "قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير...." [المائدة19]

    أقول- والعون من الله - ردا على ذلك:
    هذه الآيات عامة, تتحدث عن مطلق الناس ومطلق القوم, والأحاديث خاصة بأفراد وأناس وأشخاص معينين, فوجب التخصيص لكل من تأمل وكان له قلب, أو ألقى السمع وهو شهيد.
    1- بالنسبة لآية الإسراء, الرسول المقصود فيها, أرجح أنه ما جاء في هذا الحديث: "أربعة يوم القيامة يدلون بحجة... وذكر النبي(ص) منهم من مات على الفترة ... فيأخذ-أي الله- مواثيقهم ليطعنه, فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار-أي يأمرهم ذلك الرسول بذلك ليختبرهم ويرى مدى طاعتهم لله ومدى استجابتهم لأوامره-, وأكمل الرسول(ص) فقال: فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما-أي لطاعته لأمر الله- , ومن لم يدخلها يسحب إليها ".رواه أحمد, وابن أبي عاصم(السنة355) وهو حديث صحيح صحيح, بأسانيد صحيحة عن أبي هريرة عن النبي(ص). وكذا صححه الألباني في الصحيحة(1432و 2468). ويرد عليهم أيضا بما سيأتي في الفقرات التالية.
    2- احتج بآيات القصص والسجدة و يس, ونسي أو تناسى بقية سياق آية القصص, إذ في الآية48 " أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل..", فهذا دليل قاطع دامغ على أن الكثير منهم قد بلغتهم الحجة والرسالة ودعوة التوحيد وشرائع بعض الرسل, فكفروا بكل ذلك. ويؤكد ذلك ايضا إنكار الله عليهم, إذ يقول تعالى: " ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم, أتتهم رسلهم بالبينات.." [التوبة70], فأهل الجاهلية-في مجملهم-كانوا على علم بذلك إذا, ولكنه الكبر الذي في قلوبهم, فإنه لا تعمى الأبصار, ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
    3- أما احتجاج فضيلته بآية المائدة, فيرد عليه بما جاء في الفقرة السابقة, إضافة إلى الاية104 من المائدة نفسها.." قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا, أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا( وهؤلاء هم المقصودون بأهل الفترة, لأنهم لا يعلمون شيئا, ولم يفكروا أصلا في من هو الخالق, وهل لهذا الكون-أصلا- صانع أو مبدع أم لا, أي أنهم لم يدر بخلدهم أو تفكيرهم مثل هذه الأسئلة والأفكار على الإطلاق. هب أنك قد انقطعت بك السبل في صحراء واسعة شاسعة لا تجد فيها أثرا لحياة أو طعام أو شراب, ومرت عليك الأيام والليالي, وذات مرة غلبك النوم فنمت, وعندما استيقظت فوجئت بمائدة منصوبة لك عليها أطايب الطعام والشراب.., فمنا من يفكر-قبل أن تمتد يدك إليها- في أمرها وأصلها وفصلها, ومن أين جاءت إلى هنا, ومنا من لا يلتفت إلى شيء من ذلك على الإطلاق, فيهجم عليها هجمة الأسد, يفترسها عن آخرها. فمثل الأول مثل من اهتدى بفطرته إلى وجود الله, ومثل الثاني مثل من لم يهتد إلى شيء على الإطلاق, لأن الأمر لا يشغل باله بتاتا..., فتأمل) ولا يهتدون( وهؤلاء كفار كفرا بينا, لأنهم قد بلغتهم الحجة ودعوة التوحيد, أو تفكروا واهتدوا بفطرتهم إلى أن هناك (الله), ولكنهم جحدوه بعد اهتدائهم له تعالى اتباعا لأهوائهم أو آبائهم... بدليل قوله تعالى " لا يهتدون", فهذا معناه أنهم قد وقفوا على شيء يدعوهم إلى الهداية, ولكنهم لم يهتدوا ...فتأمل) ".
    ويرد عليه أيضا قوله تعالى " وجعلوا لله .. نصيبا, فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا .. ساء ما يحكمون " [الأنعام13] , فهم يعرفون أن هناك (الله), ولكنهم يجحدونه. وكذلك قوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله(فهاهم يقرون به تعالى من دون أن يقول لهم النبي(ص) شيئا على الإطلاق), قل الحمد لله, بل أكثرهم لا يعلمون(أي: لا يعلمون أنهم بإقرارهم هذا قد هدموا عقيدتهم الشركية الفاسدة) " [لقمان25]

    وهناك ملحظ آخر أحب إضافته(وهو يحتاج لمناقشة), فإن كان صحيحا فلله الحمد, وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان. الملحظ هو أن المقصود بأنهم "ما آتاهم من نذير من قبلك", المقصود أنهم لم يبعث فيهم خاصة رسول من قبل الله , فالكثير والكثير من الأقوام على مر العصور بعث الله فيهم نبيا أو رسولا خاصة لهم من دون الآخرين, ولم يحدث ذلك لقريش أو عرب الجزيرة العربية. فامتن الله عليهم بأن بعث فيهم رسولا منهم, لهم خاصة وللناس والعالمين عامة. فأصبحوا يفضلون كل من سبقهم من الأقوام, فرسولهم للبشرية كلها, ورسالته خالدة خلود الدهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..., فتأمل, أفيتركهم الله طيلة الزمان والدهر بدون شيء ينبههم أو دعوة للتوحيد والحنيفية تصل إليهم..!!

    وقد أتحفني أخي الفاضل محمد إبراهيم الزبيري التميمي بتعليق له حول هذا الملحظ, فأبان أحسن بيان, وأفاد أحسن إفادة وصاغ بكلماته القوية الآتية ما كان يدور في رأسي وخلدي, فقال-جزاه الله خيرا-:
    " فإن تباعد زمن النبي عن زمنه فهو مأمور بما أتى به ذلك النبي ..
    وإن اختلف مكان إقامة هذا الذي لم يعلم بالإسلام وعلم أن عيسى عليه السلام قد قال بالبنوة وأتى بكتاب من الله تعالى في الشام فهو مأمور باتباعه ..
    لأن النبي الذي بعث لقومه خاصة فقد أمره الله تعالى بدعوة قومه لا بدعوة غير قومه من جهة التنقل والذهاب ..
    أما من علم بالحق الذي جاء به وهو ليس من قومه فواجب عليه أن يؤمن به ..
    أما من زعم أنه لا يؤمر باتباعه لأن كل نبي أرسل لقومه خاصة ..
    فيجعل الخصوص هذا هو في قبولنا لما جاؤوا به وعدمه فقد فارق العقول والنصوص ..
    فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة بأن أمره الله تعالى بإيصال دعوته للناس والجن عامة ..
    أما غيره من الأنبياء فلم يؤمروا بتبليغ دعوتهم لكافة الناس ..
    وإنما اكتفى الله تعالى بأن أمره بإيصال الدعوة لقومهم فقط ..
    ومن علم أن الحق مع النبي صلى الله عليه وسلم فوجب اتباعه ..
    وكذلك من علم أن الحق مع عيسى عليه السلام فوجب اتباعه وإن لم يكن من قومه ولم يبلغه عيسى عليه السلام بنفسه أو برسوله أو بأصحابه ..
    وإلا ما اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي من صالحي أهل الكتاب ..
    فلو كانت لا تلزمه دعوة عيسى لما كان من ابتاعه أصلاً ..
    ولما صح إيمانه بالنصرانية ..
    ولما صح إيمان آسيا رضي الله عنها زوجة فرعون اللعين ..
    وهي ليست من بني إسرائيل ..
    ولما صح إيمان من آمن من أهل مصر حين ورد عليهم يوسف الصديق عليه السلام ..

    فكل من يدعي غير هذا فهو كذّاب ، وإن قلنا نحسن الظن به فهو جاهل بما يتكلم به .. ". انتهى كلام أخي الزبيري التميمي.

    وبهذا يتضح لكل ذي عينين أنه ليس كل أهل الجاهلية من أهل الفترة, فهل يقول المخالف أيضا أن نصوص القران الكريم " ينقصها الفقه"..!!
    وبما سبق يتضح بطلان دعوى الغزالي, وكذلك بطلان قول فضيلة الشيخ القرضاوي الذي قال في كتابه كيف نتعامل مع السنة(117) "ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة و الصحيح أنهم ناجون؟ ".
    قال الإمام النووي-كما نقلنا سابقا- " من مات في الفترة على ما كانت عليه العربُ من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة, فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء ".
    أما قول فضيلة الشيخ الغزالي " كلّ الرسالاتِ السابقةِ محلّية مؤقتة، وإبراهيم وموسى وعيسى كانوا لأقوامٍ خاصة ", فهو قول عجيب, ألدعوة للتوحيد وإفراد العبودية لله رسالة محلية مؤقتة أيضا..!!, فإننا نتكلم في دعوة التوحيد والحنيفية التي تركها أهل الجاهلية-عمدا- وعبدوا الأصنام, فلسنا نتكلم في تفاصيل الأحكام والشرائع حتى تقول أن رسالات إبراهيم وموسى وعيسى رسالات محلية مؤقتة .. فتأمل ولا تشطط.
    إليك هذه الأمثلة, وتأملها جيدا وعض عليها بالنواجذ :
    1- عن سالم بن عبد الله أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله(ص) أنه " لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل (بلدح)، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله(ص) الوحي، فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منه وقال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه ". رواه أحمد (2/89)، قال الألباني(صحيح السيرة34): إسناده صحيح, وهو كما قال. وحاشا النبي(ص) أن يذبح على النصب, فلقد كان على الحنيفية السمحة كما هو ثابت معلوم بالضرورة, ولكن عمرا لم يكن يعرف أن محمدا بن عبد الله موحد حنيفي.
    2- عن اسماء بنت أبي بكر قالت: "رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش, والله ما منكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري. وكان-أي زيد- يحيي الموءودة, يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: أنا أكفيك مؤنتها, فيأخذها, فأذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها ". رواه البخاري معلقا(7: 114_ 115), ووصله الحاكم في المستدرك(3: 440) وصححه على شرط الشيخين, وصححه الألباني(تخريج فقه السيرة للغزالي 66).
    3- " ورقة بن نوفل كان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني... فأخبره الرسول(ص) خبر ما رأى, فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى..., وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا....". حديث صحيح جدا رواه البخاري(18:1_ 23) ومسلم(1: 97_ 98).
    4- قال(ص) "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار, كان أول من سيب السوائب(وفي رواية: كان أول من غير دين إسماعيل) ". رواه الشيخان, وانظر الصحيحة(1677).
    5- سألوه(ص) عن عبد الله بن جدعان, فقالوا: كان يقري الضيف, ويعتق, ويتصدق, فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ فقال(ص):" لا, إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ". رواه مسلم, وانظر الصحيحة تحت الحديث رقم(2927).
    6- " مر النبي(ص) بنخل لبني النجار, فسمع صوتا, فقال:ما هذا, فقالوا قبر رجل دفن في الجاهلية. فقال(ص): لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني". حديث صحيح جدا, رواه أحمد(3: 201) وابن حبان(786) بأسانيد صحيحة عن أنس.
    وله شاهد رواه مسلم( 8 : 160) بسند صحيح عن زيد بن ثابت: بينما النبي(ص) في حائط لبني النجار.., فقال (ص) من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل: أنا.قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك, فقال(ص) " لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني".
    7- " رؤيته(ص) في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبه في النار, لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه ". رواه مسلم, وانظر الإرواء(656).

    كل هذه الأحاديث, وغيرها الكثير, تدل على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة –الكثير منهم- معذبون بشركهم وكفرهم, وأن معظمهم ليسوا من أهل الفترة, إذ لو كانوا من أهلها لم يستحقوا العذاب.

    الشبهة الثانية: أورد السيوطي في (( مسالك الحنفا في والدي المصطفى )) (2/432- 435) سؤالاً في مسألة إيمان والدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال :{{{ فإن قلت : بقيت عقدةٌ واحدةٌ وهي ما رواه مسلمٌ عن أنسٍ أن رجلاً قال : يا رسول اللَّه ، أين أبي ؟ قال : (( في النار )) ، فلما قفَّى دعاه ، فقال : (( إن أبي وأباك في النار )) . وحديث (( مسلم )) و(( أبي داود )) عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يُؤذن له . فاحلل هذه العقدة . قُلْتُ : على الرأس والعين ، والجواب : أن هذه اللفظة ، وهي قوله : (( إن أبي وأباك في النار )) لم يتفق على ذكرها الرواة ، وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنسٍ ، وهي الطريق التي رواه مسلمٌ منها ، وقد خالفه معمر عن ثابت ، فلم يذكر : (( إن أبي وأباك في النار )) ، ولكن قال : (( إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار )) ، وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمرٍ البتة ، وهو أثبت من حيث الرواية ، فإن معمرًا أثبت من حمادٍ ، فإن حمادًا تكلِّم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه ، وكان حمادٌ لا يحفظ فحدَّث بها فوهم ، ومن ثمَّ لم يخرج له البخاري شيئًا ، ولا خرَّج له مسلم في الأصول إلاَّ من حديثه عن ثابتٍ .. وأمَّا معمر فلم يتكلَّم في حفظه ، ولا استنكر شيءٌ من حديثه ، واتفق الشيخـــان على التخريـــج له ، فكان لفظه أثبت ... ثم ذكر السيوطي شاهدًا لحديث معمر من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه }}}انتهى كلام السيوطي-عفا الله عن زلته-.
    أقول ردا على ذلك:
    1- بنى السيوطي تضعيفه على أن معمرا بن راشد قد خالف حماد بن سلمة عن ثابت عن أنسٍ في لفظه "إن أبي وأباك في النار" فقد قال معمر عن ثابت- كما يدعي السيوطي- " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار".
    أقول: هذا هو الكذب بعينه, هذا هو الكذب بعينه, فلقد أعمى التعصب السيوطي, فوقع في الكذب على رسول الله(ص) , فليس هناك إسناد لهذا الحديث في الدنيا كلها- ولو في الأحلام, إلا أحلام السيوطي بالطبع- فيه معمر عن ثابت عن أنس بلفظ " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار". فمعمر لم يرو هذا الحديث أصلا عن ثابت, ولا بواسطة أخرى عن أنس. وإنما الحديث الذي فيه " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار", فقد رواه معمر عن الزهري مرسلا, أخرجه عبد الرزاق في المصنف (19687) عن معمر بن راشد ، عن الزهري قال : جاء أعرابي لرسول الله(ص) فقال: أين أبي ؟ قال : (( في النار )) . قال : فأين أبوك ؟ قال : (( حيثما مررت بقبر كافرٍ فبشره بالنار )) ". فالحديث مرسل ضعيف كما ترى, فانظر كيف يضرب السيوطي الصحيح بالضعيف الواهي الذي هو أشبه بالريح- كما قال الأئمة في مراسيل الزهري- . وإياك أن تقول أن الزهري المرسل صحيح, لأن إبراهيم بن سعد رواه موصولا عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه فذكر الحديث- أخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ) (1/191/1) وابن السني في (عمل اليوم والليلة) رقم (588) بسند صحيح- لأن أبا حاتم قال " إنما يرونه عن الزهري ، قال : جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... والمرسل أشبه ) . ذكره ولده في (( العلل )) (ج2/ رقم 2263). وما ذكره أبو حاتم هو الحق والصحيح والصواب لأنه قد اختلف إبراهيمُ بن سعد ومعمر بن راشد ، ولا شك عندنا في تقديم رواية معمر المرسلة ؛ لأن معمرًا ثبتًا في الزهري ، وأما إبراهيم بن سعد فقال قال صالح بن محمد الحافظ : ( سماعه من الزهري ليس بذاك ؛ لأنه كان صغيرًا حين سمع من الزهري ) . وقال ابن معين وسئل : إبراهيم بن سعد أحب إليك في الزهري أو ليث بن سعد ؟ قال : كلاهما ثقتان . فإذا تدبرت قول يعقوب بن شيبة في الليث : ( ثقة وهو دونهم في الزهري - يعني : دون مالك ومعمر وابن عيينة - وفي حديثه عن الزهري بعض الاضطراب ) . عملت أن قول ابن معين لا يفيد أنه ثبت في الزهري مثل معمر .
    فالذي يتحرر من هذا البحث أن الرواية المرسلة هي المحفوظة ، وهي التي رجحها أبو حاتم الرازي, وكذلك الدارقطني في العلل(4/334)... فتأمل منصفا.
    ولنفترض جدلا أن معمرا قد رواه عن ثابت باللفظ الذي ذكره السيوطي- وقد علمت أن هذا كذب صراح بواح- فالرد: الأمر لا يخفى على أحدٍ من المشتغلين بالحديث أن أهل العلم بالحديث قالوا : أثبت الناس في ثابت البناني هو حمادُ بن سلمة ، ومهما خالفه من أحدٍ فالقولُ قولُ حمادٍ . فقال أبو حاتم الرازي - كما في (( العلل )) (2185) -: ( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابتٍ وفي علي بن زيد ) . وقال أحمد بن حنبل : ( حماد بن سلمة أثبت في ثابتٍ من معمر ) . وقال يحيى بن معينٍ : ( من خالف حماد بن سلمة فالقول قول حمادٍ . قيل : فسليمانُ بن المغيرة عن ثابت ؟ قال : سليمانُ ثبتٌ ، وحماد أعلم الناس بثابت ). وقال ابنُ معينٍ مرة : ( أثبت الناس في ثابت : حماد بن سلمة ) . وقال العقيلي في (( الضعفاء )) (2/291) : ( أصح الناس حديثًا عن ثابت : حماد بن سلمة ).
    وقد أكثر مسلمٌ من التخريج لحماد بن سلمة عن ثابت في الأصول ، أما معمر بن راشد فإنه وإن كان ثقةً في نفسه إلاَّ أن أهل العلم بالحديث كانوا يضعفون روايته عن ثابت البناني ولم يخرج له مسلمٌ شيئًا في (( صحيحه )) عن ثابت إلا حديثًا واحدًا في المتابعات ، ومقرونًا بعاصم الأحول ، وهذا يدلك على مدى ضعف رواية معمر عن ثابت . ولذلك قال ابنُ معين : ( معمر عن ثابت : ضعيفٌ ) . وقال مرَّةً : ( وحديث معمر عن ثابت ، وعاصم بن أبي النجود ، وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطربٌ كثيرُ الأوهام ) . وقال العقلي في (( الضعفاء )) (2/291) : ( أنكرُ الناس حديثًا عن ثابت : معمر بن راشد ).
    ولا تقل أن حمادا قد تغير حفظه بأخرة كما قال ابن حجر في التقريب, لأن أمير المؤمنين في الحديث وفي الجرح والتعديل يحيى بن معين قد نفى ذلك بقوله: حديث حماد بن سلمة أوله وآخره واحد (انظره في تهذيب الكمال للمزي في ترجمة ابن سلمة), ومما يؤكد ذلك..قول أمير المؤمنين في الحديث عبد الرحمن بن مهدي: " صحيح السماع.., لم يتهم بلون من الألوان.. فسلم حتى مات".. فلم يذكر أي تغير, وقال أيضا الإمام الكبير العظيم أبو حاتم الرازي " أضبط الناس وأعلمهم بحديثيهما-يقصد ثابتا وحميد الطويل اللذين أكثر عنهما حماد ابن سلمة-, بين خطأ الناس ".. فهل يقال ذلك فيمن تغير حفظه, اللهم غفرا. وسئل يحيى بن الضريس: حماد أم الثوري, فقال: حماد أحسن حديثا. وهذا قول منه عن سبر, لأن ابن الضريس عنده عن كل واحد منهما عشرة آلاف حديث(انظر كل هذه الأقوال في المصدر السابق). أقول: لقد كان حماد واسع الرولية.. روى بضعة عشر ألف حديث, فإذا أخطأ في شيء منها.. كان ماذا ؟!! وكذلك كل من ترجم له من الأئمة يوثقونه مطلقا.
    2- زعم السيوطي أن حماد قد وقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه. وهذا هو الباطل بعينه مجسدا مجسما, يرد عليه أقوال الأئمة التي ذكرناها في الفقرة السابقة. وإليك ما قاله فضيلة الشيخ الحويني في رد ذلك( مقال له بمجلة التوحيد) وهو رد نفيس غال, عض عليه بالنواجذ :
    " قولُ السيوطي : إن ربيب حماد بن سلمة دسَّ في كتبه أحاديث مناكير وانطلى أمرها على حمادٍ لسوء حفظه . وهذه تهمة فاجرةٌ ، كما قال الشيخ المعلمي رحمه اللَّه في (( التنكيل )) (1/243) ، ومستند كل من تكلَّم بهذه التهمة ما ذكره الذهبي في (( ميزان الاعتدال )) (1/593) من طريق الدولابي قال : حدثنا محمد بن شجاع بن الثلجي ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث - يعني أحاديث الصفات - حتى خرج مرة إلى عبادان ، فجاء وهو يرويها ، فلا أحسب إلا شيطانًا خرج إليه من البحر فألقاها إليه . قال ابن الثلجي : فسمعتُ عباد بن صهيب يقول : إن حمادًا كان لا يحفظ ، وكانوا يقولون إنها دُسَّت في كتبه . وقد قيل : إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه ، وعلَّق الذهبي على هذه الحكاية بقوله : ( ابن الثلجي ليس بمصدق على حمادٍ وأمثاله ، وقد اتُهم . نسأل اللَّه السلامة ) . انتهى .
    وابن الثلجي هذا كان جهميًا عدوًا للسنة ، وقد اتهمه ابنُ عدي بوضع الأحاديث وينسبها لأهل الحديث يثلبهم بذلك ، فالحكاية كلُّها كذب ، فكيف يُثلب حماد بن سلمة بمثل هذا ، ولو جاز لنا أن نرد على السيوطي بمثل صنيعه لذكرنا ما روى عن أبي حامد بن الشرقي - كما في (( تاريخ بغداد )) (4/42) - أنه سئل عن حديث أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق ، عن معمر في فضائل علي بن أبي طالب ، فقال أبو حامد : هذا حديثٌ باطل ، والسببُ فيه أن معمرًا كان له ابنُ أخٍ رافضيٌّ ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيبًا لا يقدرُ أحدٌ عليه في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخى معمر ) . فعلَّق الذهبي في (( السير )) (9/576) قائلاً : ( هذه حكاية منقطعةٌ ، وما كان معمرُ شيخًا مغفلاً يروج عليه هذا ، كان حافظًا بصيرًا بحديث الزهري ) . ولكننا لا نستجيز أن نطعن على الثقات بمثل هذه الحكاية ". انهى كلام الحويني.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:49

    وأعتذر مقدما عن اختصاري لصيغة (صلى الله عليه وسلم).

    وسوف يستدرك ذلك فيما بعد إن شاء الله.

    ===

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    فقط أحب أن أقول مذكرا كل من دافع عن أبي الرسول و أمه عليه الصلاة و السلام و قال بعدم الخوض في المسألة لدعوة الحزن
    فنقول بأن السائل سأل عن الحديث و صحته و عليكم العودة لأول مشاركة فهل تريد من الذين يعلمون كل ماسبق من ردود علمية و أصولية بأن يخفوا علمهم و أن يكذبوا على السائل . هل رأيتهم كتبوا في الموضوع مايدل على فرحهم بالانتصار و الاستهزاء .
    ماقال أهل السنة و المدافعين عنها هذا إلا بعد انتشار التوسل بأبي الرسول و أمه عند كثير من الناس كما هو معلوم و شكراً


    ===

    أسأل الإخوة " راجي رحمة ربه " و " الكتاني " ...
    لم أسمع أن السلف اختلفوا في هذه المسألة.
    وليس الذين يخوضون في هذه المسألة يخوضون فيها ابتداء..بل ردا على الخرافيين المتصوفة.
    وذلك نصرة للحديث... لماذا؟
    لأن هذه الطريقة في رد الصحاح.. طريقة تنسف السنة إن سكتنا عنها فاليوم هذه المسألة غدا غيرها.

    أما ايات الفترة... فجوابها واضح صريح.
    ونقل احاديث كثيرة في بيان ان هناك من اخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بأنهم في النار مع انهم من اهل الفترة.
    وقد وجدنا في البخاري ان بن سعيد بن نوفل كان على الحنيفية وكان يخاطب قريشا في سوق عكاظ والتقى النبي صلى الله عليه وسلم .. وهو يخاطب قريش بأن ليس سواي على ملة إبراهيم.

    وأن قريش كانت تزعم ان إبراهيم كان يستقسم بالازلام.

    ولكن .. وجدت أن امام المفسرين ـ من السلف ـ الإمام الطبري يقول بما يدل عليه الحديث.. وبما يبين الاجماع الذي نقله القرافي.

    وهذا هو أمامكم

    قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى : "ولا تسأل عن أصحاب الجحيم" : (( .. فَإِنَّ فِي اسْتِحَالَة الشَّكّ مِنْ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَنَّ أَهْل الشِّرْك مِنْ أَهْل الْجَحِيم , وَأَنَّ أَبَوَيْهِ كَانَا مِنْهُمْ ..)) [جامع البيان في تأويل القرآن، ج1، ص516]


    ===

    الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، وجعلنا من أمة عبده ورسوله المجتبى، صلى الله عليه وعلى أصحابه أعلام الهدى، وعلى من تبع هديه إلى أن يحشر الناس غدا.
    أخوتي الكرام: بادئ ذي بدء أعتذر عن فتح الموضوع من جديد كما أدعو الله تعالى أن يهدينا لما أختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، كذا فإني لا أفتات على مشايخنا وإخواننا وإنما محاولة لفهم الموضوع وتقريبه ، كما أني لم أقصد تعقب الأخ الكريم راجي رحمة بل أردت بيان وجه الحق الذي أعتقده.
    فهذا نص رواية البخاري في وفاة أبي طالب:
    صحيح البخاري برقم 1294 كتاب الجنائز باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله :
    حدثنا إسحق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره: أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية بن المغيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله ) . فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) . فأنزل الله تعالى فيه { ما كان للنبي } الآية
    وأطرافه [ 3671 ، 4398 ، 4494 ، 6303 ] وهو عند الإمام مسلم
    قلت: فقول أبي جهل وعبد الله بن أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب وقول أبي طالب: هو على ملة عبد المطلب يدل صراحة أن ملة عبد المطلب كانت الشرك وهذا واضح أتم الوضوح قلت وتصريح الأية بأن أبا طالب مشرك يقتضي بالملازمة كون عبد المطلب ومن كان على مثل ما هو عليه مشرك ولا بد وأنه مثله في النار، كذا فلا يتصور أن عبد الله والد النبي وأمه كانا على خلاف ملة جده عبد المطلب وإلا لأشتهر عنهما كما اشتهر عن غيرهما كورقة وزيد بن نفيل ولا يقبل مثل هذا إلا بدليل صحيح صريح كيف وقد جاء الدليل بخلافه.
    وكونهما مشركين لا يضره صلى الله عليه وسلم كما قال مشايخنا في نقولاتهم فما ضر إبراهيم وهو الخليل كفر أبيه، ولا ضر نوح كفر امرأته وابنه، ولا ضر لوط كفر امرأته، وكلام إبراهيم لأبيه ذكره الله تعالى في القرآن وأعاده فهل كان يؤذي خليله....
    ومسألة تخفيف العذاب عن أبي طالب (مشاركة 15) وقد شهد الدعوة ومقارنتها بمن لم يشهدها ليست محل شاهد فإنه خفف عنه بسبب شفاعته صلى الله عليه وسلم كما أخرجه مسلم
    358 - ( 209 ) حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عبدالملك بن عمير عن عبدالله بن الحارث قال : سمعت العباس يقول قلت يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك ؟ قال نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح.
    ولم تنفعه شفاعته في إخراجه من النار مع كونه كان يحوطه ويدفع عنه وقد حجر عثرة أقامه الله تعالى للمشركين في طريق قضائهم على دعوة الإسلام ومع ذلك لم ينتفع بهذا.
    ولولا النص النبوي في حقه ما قال أحد أنه أهون أهل النار عذاباً فإذا قبلت هذا تحتم عليك لزاما قبول غيره لأن الذي أخبر بهذا أخبر بهذا.
    وفي مقام أبويه نهي عن الاستغفار لهما فكيف ينهى عن الاستغفار وتذيل الآية الكريمة بقول الحق "من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" ثم يقال أنه نهي عن الاستغفار لأنه لم يصدر عنهما ذنب يستحقان الاستغفار عنه (مشاركة 16).
    أما أن أمه لم يصرح أنها في النار إنما نهي عن الإستغفار لها فقط فإذا صح دليل الأب صح دليل الأم وقد رضيت الأول فلما رددت الثاني وما الفرق. (مشاركة رقم 9).
    أما مسألة مناقشة ذلك على الشبكة والملأ (مشاركة رقم 20) فأنا أقول لك أخي هل يدخل هذا المنتدى المبارك داعر أو فاسق أم يدخله طلبة العلم ومشايخه - كما هو ظني – فهل تظنهم طرحوا هذا الموضوع سباً في نبيهم أم سؤال علمي يتعلق بقضية عقدية فصدقني أخي الكريم وأقسم بالله غير حانث - إن شاء الله - كنت أتحاور مع أحد المنتسبين للصوفية وهو لا يتكلم جملة إلا قال وسيدنا أبو طالب قال وسيدنا أبو طالب فعل، وسيدتنا أمنة قالت وعملت وهكذا فقل لي بالله عليك رجل قطع له بالنار كأبي طالب على الاتفاق بيننا يقال عنه سيدنا، ويترحم عليه أليس هذا مسألة من صلب العقيدة التي يجب إعلام الخلق بها.
    كما أني وإحقاقاً للحق أتفق معك في أنه يجب عدم التوسع في نشر ذلك عند من يفقهه ومن لا يفقهه فإن ذلك أبكاه صلى الله عليه وسلم وتكدر خاطره صلى الله عليه وسلم يجب مراعاته فلقد جعله الصحابة أهون من دخول غسان بجيشه المدينة (البخاري من حديث ابن عباس).
    وكان يكفي من الأمر والنقاش التوفيق الذي ذكره الشيخ خالد السلمي - سلمه الله.
    ولا أظن أحداً حقيق بقول الشافعي - رحمه الله – من رواد هذا المنتدى المبارك حيث قال:
    ما جادلت أحداً على الغلبة، وما جادلت أحداً لأ رجوت أن يجري الله الحق على يديه.
    هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل، ونفعنا بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا وأصلح بيننا وألف بين قلوبنا.
    إنه ولي ذلك والقادر عليه.


    ===

    جميع الأخوة - ماعدا الكتاني وحزبه- جزاكم الله كل خير وزادكم علماً وبعد:
    لقد قرأت عنوان هذه المشاركة مرات عديدة ولم أدخل إلى الموضوع لظني أن المسألة محسومة ولا تحتاج إلى إطالة بحث فيها ولم يتسن لي قراءة الموضوع إلا هذا اليوم وما كنت أظن أن من أعضاء هذا المنتدى المبارك من يحمل عقلية أبو النور خورشيد "( شيخ صوفي خرافي شامي ) الذي يصلي على أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ويقول إنهما في الجنة حيث رآهما في النام
    وكنت في دمشق الشام قد ناقشت هؤلاء القائلين بهذا القول الأعور
    وكتبت في ذلك بحثاً وقمت باستنساخ رسالة ملا علي القاري المخطوطة من مكتبة الأسد بدمشق_ ولا أظن حسب علمي أنها مطبوعة_ ومضى على هذا وقت طويل وظننت أن هذا القول لا يقول به إلا شرذمة من غلاة التصوف ولكن فوجئت بكلام الكتاني_ وهو من المنتسبين إلى منتدىعلمي حديثي_ يناقش وينافح بعقلية خرافية لم تشم رائحة العلم ويتهم الأخوة الكرام باتهامات خطيرة جداً فهو يكاد يكفرهم وجميع الأئمة الذين تكلموا في هذا
    الموضوع فليتق الله وليتب إليه .

    نسأل الله السلامة وحسن القول والعمل.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:56

    جزى الله من تصدى لبيان الحق في هذه المسألة التي تولى كبرها المتشبعون بما لم يعط من محته صلى الله عليه وسلم إذ لو أحبوه لتبعوه

    ===

    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Viewpost
    بقي كلام نفيس في قرابة صفحة ونصف لعل أحدا يحتسب ، وينشط لنقله فأنا بطيء الكتابة
    ..

    2592 -
    " إن أبي و أباك في النار " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 177 :

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3552 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن عمران بن الحصين قال : جاء حصين إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أرأيت رجلا كان يصل الرحم ، و يقري الضيف مات قبلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره : فما مضت عشرون ليلة حتى مات مشركا . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير العباس بن عبد الرحمن ، و هو مولى بني هاشم ، لا يعرف إلا برواية داود عنه كما في " تاريخ البخاري " ( 4 / 1 / 5 ) و " الجرح و التعديل " ( 3 /211 ) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا ، فهو مجهول ، و قول الحافظ في " التقريب " : " مستور " سهو منه لأنه بمعنى : " مجهول الحال " ، و ذلك لأنه نص في المقدمة أن هذه المرتبة إنما هي في " من روى عنه أكثر من واحد و لم يوثق " .
    قلت : و ذهل عنه الهيثمي ، فقال في " المجمع " ( 1 / 117 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و رجاله رجال ( الصحيح ) " ! و ذلك لأن العباس هذا لم يخرج له الشيخان ، و لا بقية الستة ، و إنما أخرج له أبو داود في " المراسيل " و "القدر " ، و حديثه في " المراسيل " يشبه هذا في المعنى ، فقد أخرجه فيه ( برقم 508 ) من طريق داود أيضا عنه قال : جاء رجل إلى العباس فقال : أرأيت الغيطلة -كاهنة بني سهم - في النار مع عبد المطلب ؟ فسكت : ثم قال : أرأيت الغيطلة .. ،فوجأ العباس أنفه ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم : " ما بال أحدكم يؤذي أخاه في الأمر و إن كان حقا ؟! " و كذا رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 24 - 25 ) بأتم منه . و الحديث أخرجه الجورقاني <1> في " الأباطيل و المناكير " ( 1 / 235 ) من طريق أخرى عن داود بن أبي هند في جملة أحاديث أخرى تدل كلها - كهذا - على أن من مات في الجاهلية مشركا فهو في النار ، و ليس من أهل الفترة كما يظن كثير من الناس ، و بخاصة الشيعة منهم ، و من تأثر بهم من السنة ! و من تلك الأحاديث ، ما رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله أين أبي ؟ قال : في النار . فلما قفى دعاه ، فقال : فذكر حديث الترجمة حرفا بحرف . أخرجه مسلم ( 1 / 132 - 133 ) و أبو عوانة ( 1 / 99 ) و أبو داود ( 4718 ) و الجورقاني ( 1 / 233 ) و صححه ، و أحمد ( 3 / 268 ) و أبو يعلى ( 6 / 229 / 3516 ) و ابن حبان ( 578 - الإحسان ) و البيهقي ( 7 / 190 ) من طرق عن حماد بن سلمة به . و منها سعد بن أبي وقاص المتقدم في المجلد الأول برقم ( 18 ) بلفظ : " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار " . فراجع سببه هناك ، فإنه بمعنى حديث الترجمة لمن تأمله . و إن مما يتصل بهذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم لما زار قبر أمه : " استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي ، و استأذنته في أن أزور قبرها ، فأذن لي .." الحديث . رواه مسلم و غيره ، و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 187 - 188 ) من حديث أبي هريرة و بريدة ، فليراجعهما من شاء . و الأحاديث في هذا الباب كثيرة ، و فيما ذكرنا خير كبير و بركة . و اعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم و قبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة ، و تبني ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل إن فيهم من يظن أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث ودلالتها الصريحة ! و في اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي صلى الله عليه وسلم الذي قالها إن صدقوا بها . و هذا - كما هو ظاهر - كفر بواح ، أو على الأقل : على الأئمة الذين رووها و صححوها ، و هذا فسق أو كفر صراح ، لأنه يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم ، لأنه لا طريق لهم إلى معرفته و الإيمان به ، إلا من طريق نبيهم صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه ، فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم و أذواقهم و أهوائهم - و الناس في
    ذلك مختلفون أشد الاختلاف - كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لرد الأحاديث الصحيحة ، و هذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم
    كالغزالي و الهويدي و بليق و ابن عبد المنان و أمثالهم ممن لا ميزان عندهم لتصحيح الأحاديث و تضعيفها إلا أهواؤهم ! و اعلم أيها المسلم - المشفق على دينه أن يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه - أن هذه الأحاديث و نحوها مما فيه الإخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم ، إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها وتلقيها بالقبول ، لقوله تعالى : *( ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين .
    الذين يؤمنون بالغيب )* ( البقرة : 1 - 3 ) و قوله : *( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .. )* ( الأحزاب : 36 ) ، فالإعراض عنها و عدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما - وأحلاهما مر - : إما تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، و إما تكذيب رواتها الثقات كما تقدم . و أنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي - عفا الله عنا و عنه - في بعض رسائله ، إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ، و
    حبهم إياه ، فينكرون أن يكون أبواه صلى الله عليه وسلم كما أخبر هو نفسه عنهما ، فكأنهم أشفق عليهما منه صلى الله عليه وسلم !! و قد لا يتورع بعضهم أن يركن في ذلك إلى الحديث المشهور على ألسنة بعض الناس الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أحيا الله له أمه ، و في رواية : أبويه ، و هو حديث موضوع باطل عند أهل العلم كالدارقطني و الجورقاني ، و ابن عساكر و الذهبي و العسقلاني ، وغيرهم كما هو مبين في موضعه ، و راجع له إن شئت كتاب " الأباطيل و المناكير " للجورقاني بتعليق الدكتور عبد الرحمن الفريوائي ( 1 / 222 - 229 ) و قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 284 ) : " هذا حديث موضوع بلا شك ، و الذي وضعه قليل الفهم ، عديم العلم ، إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة ، لا بل لو آمن عند المعاينة ، و يكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى : *( فيمت و هو كافر )* ، و قوله صلى الله عليه وسلم في ( الصحيح ) : "
    استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي " . و لقد أحسن القول في هؤلاء بعبارة ناصعة وجيزة الشيخ عبد الرحمن اليماني رحمه الله في تعليقه على " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " للإمام الشوكاني ، فقال ( ص 322 ) : " كثيرا ما تجمح المحبة ببعض الناس ، فيتخطى الحجة و يحاربها ، و من وفق علم أن ذلك مناف للمحبة الشرعية . و الله المستعان " . قلت : و ممن جمحت به المحبة السيوطي عفا الله عنه ، فإنه مال إلى تصحيح حديث الإحياء الباطل عند كبار العلماء كما تقدم ، و حاول في كتابه " اللآلىء " ( 1 / 265 - 268 ) التوفيق بينه و بين حديث الاستئذان و ما في معناه ، بأنه منسوخ ، و هو يعلم من علم الأصول أن النسخ لا يقع في الأخبار و إنما في الأحكام ! و ذلك أنه لا يعقل أن يخبر الصادق المصدوق عن شخص أنه في النار ثم ينسخ ذلك بقوله : إنه في الجنة ! كما هو ظاهر معروف لدى العلماء . و من جموحه في ذلك أنه أعرض عن ذكر حديث مسلم عن أنس المطابق لحديث الترجمة إعراضا مطلقا ، و لم يشر إليه أدنى إشارة ، بل إنه قد اشتط به القلم وغلا ، فحكم عليه بالضعف متعلقا بكلام بعضهم في رواية حماد بن سلمة ! و هو يعلم أنه من أئمة المسلمين و ثقاتهم ، و أن روايته عن ثابت صحيحة ، بل قال ابن المديني و أحمد و غيرهما : أثبت أصحاب ثابت حماد ، ثم سليمان ، ثم حماد بن زيد، و هي صحاح . و تضعيفه المذكور كنت قرأته قديما جدا في رسالة له في حديث
    الإحياء - طبع الهند - و لا تطولها يدي الآن لأنقل كلامه ، و أتتبع عواره ، فليراجعها من شاء التثبت . و لقد كان من آثار تضعيفه إياه أنني لاحظت أنه أعرض عن ذكره أيضا في شيء من كتبه الجامعة لكل ما هب و دب ، مثل " الجامع الصغير " و" زيادته " و " الجامع الكبير " ! و لذلك خلا منه " كنز العمال " و الله المستعان ، و لا حول و لا قوة إلا بالله . و تأمل الفرق بينه و بين الحافظ البيهقي الذي قدم الإيمان و التصديق على العاطفة و الهوى ، فإنه لما ذكر حديث : " خرجت من نكاح غير سفاح " ، قال عقبه : " و أبواه كانا مشركين ، بدليل ما
    أخبرنا .. " ، ثم ساق حديث أنس هذا و حديث أبي هريرة المتقدم في زيارة قبر أمه صلى الله عليه وسلم .
    -------------------------------
    ----------------
    ---------
    --
    -
    [1] اختلفوا في ضبطه اختلافا كثيرا ، هل هو بالراء أم بالزاي ؟ و هل هو بفتح
    الجيم أم بالضم . انظر الحاشية على " السير " ( 20 / 178 ) . اهـ .

    ===

    فائدة علمية ممتازة

    ===


    الإخوة " راجي رحمة ربه " و " الكتاني " غفر الله للجميع :

    لقد تجاوزتما مع من ينتحل مذهبكما ـ للأسف ـ كل قواعد المصطلح عند حديثكما عن متن الحديث وسنده , وردّ عليكما الإخوة بما يتوافق مع قواعد المصطلح مع أنّ ردهم عليكما ليس في مكانه لأن كلامكما لا وزن له من الناحية العلمية , وإنما حصل ذلك للبيان في حال قرأه من لا يفقه في المصطلح ما يجعله يستبين سقوط كلامكما علميا .

    وتجاوزتما أيضا قواعد الحوار , فاتهمتا مخالفيكما ـ بطريق التلميح لا التصريح ـ بما هو كفر وزندقة , والعجيب أنكما لم تعتذرا .

    ثم الكتّاني يتكلم في أحد المشاركين من الإخوة كلاما لا يقوله طلبة العلم , ولما يراجع في ذلك من قبل من حسب كلام الكتاني فيه , فرد عليه الكتاني بأنه لم يقصده هو إنما قصد من شتمه!!! .. وهو الذي كان يقول ما يقول ـ كما يزعم ـ دفاعا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وإذا بنا نتفاجأ أن غضب الأخ " الكتاني " لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم , بل كان من أجل نفسه وانتصارا لها , فليراجع نفسه.

    وتجاوزتما فهم الآيات والأحاديث والجمع بينهما وأتيتما بما لم تسبقا إليه في الترقيع العجيب لكلامكم طمعاً في أن يلتئم ويتناسق , وأنّى له ذلك , وقد ردّ عليكم الإخوة بما فيه الكفاية ولكن لا تحبون الناصحين.
    ولكن ما دفعني للمشاركة هو أمرٌ آخر , هو أن كلّ ما سبق من كلام الإخوة كان ينقصه أمرٌ واحد لم ينبهوا عليه , بسبب أنهم لا يتعصبون إلا للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .
    وما أردت في هذه المشاركة هو أن أبيّن لكم أنه حتى كلامكم في من يبين ما يدين الله به المسلمون في شأن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم , ليس هو من قول هؤلاء الذين قمتما بنعتهم بأقذع النعوت بسبب التزامهم الكتاب والسنة .

    ولكن لفت نظري اجترار الأخوين المسكينين لما نقله السيوطي عن القاضي ابن العربي المالكي , حين زعم السيوطي بأن القاضي سئل عن الذي يقول بأن والدي النبي صلى الله عليه وسلم في النار , فقال ابن العربي جوابا على ذلك بأنه ملعون ؟!!

    وكنت دائماً أسأل أين نستطيع أن نجد فتوى القاضي هذه ؟!! حتى أتحفني الشيخ الفاضل " أبو ريان الطائفي " جزاه الله عني كل خير , بحقيقة فتوى القاضي ابن العربي المالكي مما يبيّن أن السّيوطي غير مؤتمن فيما ينقله عن أهل العلم غفر الله لنا وله .

    فلدى مراجعة أكبر الكتب الجامعة في الفقه المالكي وهو " المعيار المعرب " للونشريسي سنجد فتوى القاضي ابن العربي المالكي كاملة هناك , والمفاجأة أن الفتوى ليست كما ادّعى السيوطي وزعم , بل إن في الفتوى ما يبيّن أن القاضي رحمه الله ؛ يقول بكفر أبوي النبي صلى الله عليه وسلم .
    فقد ذكر الونشريسي في [ المعيار المعرب : 12/257-262 ] الفتوى بكاملها ، وأن رجلاً أطلق اللعنة على والد النبي r ، فقال ما نصّه : ( إن لاعن والد النبي r ملعون على لسان النبي r إذ قد بلغنا عن ربنا أنه قال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) ( الأحزاب : 57) .... ) .
    إلى أن قال : ( وقال النبي r : ( إن أبي وأباك في النار وأمي وأمك في النار – هكذا - ) بياناً لحكم الله في الدين وتفريقاً بين المؤمنين والكافرين ... ) .
    وقال : ( والد النبي r ليس كأبي جهل وإن كان كافراً لأن أبا جهل عدو مباين لمضايقته على النبي r ولإذايته له ولأصحابه ولصده عن سبيل الله ولمحاربته لله ولرسوله ، و والد النبي r فما زاد على أن ظلم نفسه ... ) .
    فهذا كلام ابن العربي ، وهو بكماله في المصدر المشار إليه ، فتأملوا يأهل الأمانة في النقل مدى الفرق بين الكلامين ! ، وكيف أن ابن العربي يرى كفر والد النبي r ، وأنه في النار ، وأنه ممن ظلم نفسه ! .
    وقفوا على أن الكلام الذي نقله السيوطي كما في " مسالك الحنفا " مخالفٌ لكلامه واختياره ، ولا يخالف ما سبق تقريره من حكم أبوي الرسول r .

    والآن من بقي لكما يا " راجي رحمة ربه " و " الكتاني " ؟!!!

    حسبنا الله ونعم الوكيل



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.10.09 8:58

    قال صاحب مراقي السعود:ذو فترة بالفرع لايراع... وفي الاصول بينهم نزاع.
    أورد الشارح المؤلف في كتابه نشر البنود وتبعه واقره ايضا صاحب نثر الورود مؤلف اضواء البيان على ان الخلاف حاصل في اهل في الفترة هل يحاسبون على اصول الدين ام لا اما في الفروع فحكى الاتفاق على انهم لايحاسبون بها وان كانوا على رأي البعض انهم مأمورون بها في الدنيا..ثم ان مسئلة كون والدي النبي في النار ام لاهي من المسائل التي لا يبنى عليها عمل .. اما توجيهي لهذا الفرع .
    1- اسلم بحديث مسلم .
    2- انا مع القول بان الاحاديث التي تروى ان الله احيا ام النبي فاسلمت الخ كلها اما ضعيفة ضعفا شديدا او موضوعة .
    3- الحذر من التوغل بحماس في هذا السباق لان العلماء كفروا من قال والدي النبي في النار تشفيا .
    احببت هذا الملتقى لان الحوار دائما ما يكون عفيفا بعيدا عن الشتم والتشفي غير ان ما رأيته في هذا السجال من البعض اثار حفيظتي خصوصا من رمى الدكتور يوسف القرضاوي بالتهم والشتم..
    اظن ان هذا ما لم يفعله العلماء مع من صحح هذه الاحاديث واعتمد عليها من المتاخرين او المتقدمين بل كانوا يغضون الطرف عن هذه المعايب وينبهون الى حقيقة الفرع وكون ما مال اليه العالم الفلاني غير صحيح.
    هذا والله اعلم


    ===

    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق علي محمد ما صحة حديث احياء والدي الرسول - صلى الله عليه وسلم . Viewpost
    قال صاحب مراقي السعود:ذو فترة بالفرع لايراع... وفي الاصول بينهم نزاع.
    أورد الشارح المؤلف في كتابه نشر البنود وتبعه واقره ايضا صاحب نثر الورود مؤلف اضواء البيان على ان الخلاف حاصل في اهل في الفترة هل يحاسبون على اصول الدين ام لا اما في الفروع فحكى الاتفاق على انهم لايحاسبون بها وان كانوا على رأي البعض انهم مأمورون بها في الدنيا..ثم ان مسئلة كون والدي النبي في النار ام لاهي من المسائل التي لا يبنى عليها عمل .. اما توجيهي لهذا الفرع .
    1- اسلم بحديث مسلم .
    2- انا مع القول بان الاحاديث التي تروى ان الله احيا ام النبي فاسلمت الخ كلها اما ضعيفة ضعفا شديدا او موضوعة .
    3- الحذر من التوغل بحماس في هذا السباق لان العلماء كفروا من قال والدي النبي في النار تشفيا .
    احببت هذا الملتقى لان الحوار دائما ما يكون عفيفا بعيدا عن الشتم والتشفي غير ان ما رأيته في هذا السجال من البعض اثار حفيظتي خصوصا من رمى الدكتور يوسف القرضاوي بالتهم والشتم..
    اظن ان هذا ما لم يفعله العلماء مع من صحح هذه الاحاديث واعتمد عليها من المتاخرين او المتقدمين بل كانوا يغضون الطرف عن هذه المعايب وينبهون الى حقيقة الفرع وكون ما مال اليه العالم الفلاني غير صحيح.
    هذا والله اعلم

    الموضوع طرح في الملتقى لمَّا سأل السائل عن الحديث ، لكن البعض لم يرد السكوت ، بل أتى يريد تقرير الباطل الذي ذكره السيوطي في رسائله .

    وقد كتبت كلمات حول الموضوع من مدَّة لم أشأ أن أطرحها ، مع أني وعدت بعض المشاركين بها ، لأن تضييع الوقت في المسألة مما لا طائل تحته ، ولولا أن بعض المتصوِّفة شارك ببث شبهات السيوطي ، ثم حاول الانتصار لها ، لما رأيت كل هذه المشاركات من الإخوة ، ثم عزمت على تحرير بعض النقاط التي وعدت بها .
    والملتقى سني سلفي ، ولا يصلح أن تترك الشبهات التي كُتبت دون رد .


    بسم الله الرحمن الرحيم

    ذكر الإخوة في مشاركاتهم ما يقنع به كل من أراد الحق ، وكانت ردودهم بعلم وحلم ، طالبين في ذلك _ وفي سائر مشاركاتهم في الملتقى _ رضى الله تَعَالَى والدفاع عن دينه ، والرد على الظالمين المحرفين من أعداء الدين ، أو من الجهلة الذين ينافحون عن باطلهم بالجهل ، ولم يقصد أحد منهم بكلامه الطَّعن في النبي صلى الله عليه وسلم أو التنقص من قدره ، كيف وهم أكثر الناس تعلقا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واطلاعا على أحاديثه ومدارستها ، والاهتداء بهديها ، والعلم بما صح منها .
    وإن تعجب فاعجب من أناس أخذتهم العاطفة بعيدا عن الحق ، وظنوا أن الكلام عن والدي النبي صلى الله عليه وسلم وبيان حالهما وأنهما في النار _ متبعين في ذلك كلام رسول الله _ من الطعن فيه ، ولمَّا علموا أن أهل السنة _ الصافية من البدع _ لن يتركوهم يبثون هذه البدع بين الناس أخذوا يطعنون في الأدلة التي استدل بها أهل السنة _ الصافية من البدع _ ويحرفونها عن ظواهرها ، وقائدهم في ذلك هو التأويل اللعين الذي صرف به أهل البدع قبلهم كلام رب العالمين ، وزعموا أنه يخاطبنا بالألغاز والتورية دون الحقيقة ، فقد فزعوا إلى طاغوتهم المعروف ، ليصرفوا خطاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلامه عن ظاهره ، فصرفوا لفظ الأب إلى العم ، وقالوا إنه قَالَ إن اباه في النَّار مواساة للسائل ، وتركوا ظاهر الحديث الصحيح وطعنوا فيه بغيا وظلما وعدوانا ، وهم يعلمون أنهم كاذبون في دعواهم ثم ركنوا إلى حديث موضوع هم يقرون أنه لا يصح ، وقالوا إن هذا لا ينافي قدرة الله تعالى ، فلا حول ولا قوة إلا بالله من هذه التحريف ورد الحق بالشبه والحديث الضعيف .

    أولا :
    بما أنَّ غالب المبتدعة يركنون إلى كلام السيوطي في رسائله الَّتِيْ سوَّدها في هَذَا الموضوع ، فهذه نقولات من كلام الملا علي قاري الحنفي ، الَّتِيْ تكلَّم فيها عن تخبطات السيوطي ، ولم أنقل الرسالة كاملة ، بل نقلت ما يقوله عن السيوطي ، وعن طريقته المرذولة في الرسائل الَّتِيْ كتبها في الموضوع ، فتأملها لتعرف أنَّ كلام السيوطي فيه تعسُّف وتخَبُّط ، والملا علي قاري حنفي ، ليس وهَّابيا أو حنبليا ، وإلا لسارع البعض بإلصاق السباب والشتم والتهم به .
    1- (( قال السيوطي : ثم ما أبعد قوله في حديث مسلم إن أبي وأباك في النَّار (( قَصَدَ بذلك تطييب خاطر الرَّجل خشية أن يرتدَّ لو قرع سمعه أوَّلاً أن أباه في النَّار .اهـ
    قَالَ القاري : نعوذ بالله من القول به ، وحاشاه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخبر بغير الواقع ، ويحكم بكفر والده لأجل تاَلُّف قلب واحد يؤمن به أو لا يؤمن ، فهذه زلَّة عظيمة ، وجراءة جسيمة ، حفظنا الله عن مثل هذه الجريمة )) .
    2- (( قَالَ القاري : وأطال في ذكر أمثاله من الأخبار والآثار بما ليس له مناسبة في هَذَا الباب ، وإنَّما هو تسويد الكتاب عند من لم يميِّز بين الخطإ والصَّواب ))
    3- (( قَالَ القاري : لم يذكر أحد من هؤلاء الأعلام أنَّ آزر عَمُّ إبراهيم عليه السَّلام ، فثبت أنَّ هَذَا القيل من القول العليل ))
    4- (( قَالَ السيوطي : ومنها أنه قد ثبت أن جماعة كانوا في زمن الجاهلية أنَّهم تحنَّفوا ، وتديَّنوا بدين إبراهيم عليه السَّلام وتركوا الشرك ، فما المانع من أن يكون أبوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلكوا سبيلهم . اهـ
    قَالَ القاري : قُلْتُ : بعد ما كان مستدلا قاطعا ، رجع فصار مانعا ، وهذا مسلكه أهون من بيت العنكبوت ، ولا يصلح أن يقال مثل هَذَا إلا في البيوت ، إذا حديث مسلم ينادي على خلاف ذلك ، وبقية ما ذكرناه من الدلالات في الآيات والأحاديث يرد احتمال خلاف ما هنالك ، لأن الحافظ أبا الفرج ابن الجوزي ذكر في التَّلقيح تسمية من رفض عبادة الأصنام في الجاهلية ... ولو كانا من هَذَا القبيل لكان ذكرهما أولى في مقام التعليل ... ))
    5- (( قَالَ القاري : وقد أطنب الشيخ _ يعني السيوطي _ في منقبته ، وهو كذلك في حدِّ ذاته وصفاته، مع استحقاق زيادة في تزكيته ، لأنَّه صنَّف في كُلِّ صنف من العلوم الشَّرعيَّة ، كالتَّفسير والحديث والفقيه والآلات العربيَّة ، إلَّا أنَّه في هذه الرِّسالة عمل عمل العطَّارين في تكبير النوالة ، وتكثير الحوالة ، ولم ينظر إلى كلام العلماء المتقدمين ، والأئمة المعتبرين الذين هم الأطبَّاء والحكماء في نظر الخواصِّ والعوام أجمعين )) .
    6- (( قَالَ القاري : ثم لو استدل بمثل هَذَا المبنى ، لزم أن لا يوجد كافر على وجه الأرض ، لقوله تَعَالَى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) } ، فتأمَّل ، فإنَّه موضع زلل و مقام خطل ، واحذر أن تكون ضالاًّ مضِلاًّ في الوحل ))
    7- ((قَالَ القاري : وبهذا تبيَّن أنَّه كحاطب ليل وخاطب ويل ، فتارة يَقُوْل إنهما مؤمنان من أصلهما ! لأنهما من أهل الفترة ، أو لكونهما من آباء أرباب النُّبوَّة .
    وأخرى يَقُوْل إنهما كانا كافرين لكن أحياهما الله وآمنا !
    ومرَّة يَقُوْل كانا مؤمنين ، وما كانا كافرين ، بل في مرتبة المجانين جاهلين فيمتحنان يوم القيامة ، وبالظَّنِّ يحكم أنهما ناجيان
    فانظر إلى هذه المعارضات الواضحة ، والمناقضات اللائحة ، فهل تثبت المسائل الاعتقادية بأمثال هذه الاحتمالات العقليَّة ، فدلَّ تصانيفه في هذه القضيَّة بأنَّه أقلَّ من العطَّار ، بالنِّسبة إلى إمام الحكماء المعتبرين ... ))
    8 - (( قَالَ القاري : ثم أعلم أن ما اختاره الفخر الرَّازي وتبعه السُّيوطي في أنَّ أبا إبراهيم عليه السَّلام لم يكن كافرا ، فساد عظيم ، وتشكيك لعقيدة أرباب اليقين ، وإن كان كلُّ واحد منهما يدَّعي أنَّه من المجدِّدِين ، بل يَصِحُّ أن يقال إنَّهما من المُحْدِثِيْنَ ، لما ورد أن (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )) فهو ردَّ من بين المجتهدين ... ))
    9 - (( قَالَ القاري : هذه طنطنة مصريَّة ، ليس تحتها فائدة قويَّة ... ))

    ثانيا :
    الرَّد على بعض حيل السيوطي في رسائله

    أولا : الطَّعن في الحديث الصَّحيح في مسلم
    لا يشك عاقل أن أصحَّ كتابين بعد كتاب الله تَعَالَى ، هما كتاب الصَّحيح للإمام البخاري وكتاب الصَّحيح للإمام مسلم القشيري ، وأن الأمَّة مجمعة على صحَّة ما فيهما إلا حروفا يسيرة حصل النِّزاع فيها ، ويجب أن يقف كلَّ سُنِّي يغار على حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سدَّاً منيعا أمام أي طاعن في أحاديث هذين الكتابين ، حتى لا يتجرَّأ أهل البدع ومن في قلوبهم مرض على التَّعدِّي على أحدهما ، ومع ذلك فنحن نناقش من تكلَّم في أي حديثٍ من أحاديثهما ، إذا أتى بحجج مقبولة عند أهل الحديث ، لا على طريقة المعتزلة وأذنابهم من العقلانيين الذين يردُّون أحاديث رسول الله لمجرد مخالفتها لما يظنُّون أنه اليقين ، وطريقة أهل الحديث في تعليل الروايات أوالحكم عليها بالصِّحَّة أوالضَّعف معلومة عند من مارس تخريج الرِّوايات ، وعرف مناهج المحدِّثين .
    وليس كل من ألَّف أو تكلَّم في مصطلح الحديث ، يصبح مؤهلا للخوض في هَذَا الفنِّ الصَّعب الَّذِيْ يحتاج إلى دراسة وممارسة وكدٍّ وكدح حتى يفهم الإنسان طرفه ، فكيف بمن يكتفى بتجميع طرق الروايات ثم يقويها ببعضها ، أو يخترع منهجا جديدا في التصحيح بكثرة الطرق وإن كانت واهية ، بل يفخر أنه صحح حديثا لم يسبقه أحد من أهل الحديث لتصحيحه ! .

    الحيلة الأولى :
    ادَّعى السُّيوطي أنَّ الراوي أخطأ في الحديث إسنادا ومتنا ، وأنَّ المتن الصَّحيح هو قول النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنَّار )) ، وزعم أن معمرا أثبت في ثابت البناني من حمَّاد بن سلمة .

    والرَّد على هذه الحيلة كالتَّالي :
    1- أنَّ حمَّاد بن سلمة أثبت النَّاس في ثابت البناني ، وهذه أقوال أهل الشَّأن في ذلك :
    قال الإمام ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي :
    أصحاب ثابت البُناني :
    وفيهم كثرة ، وهم ثلاث طبقات ، الطبقة الأولى : الثقات :
    كشعبة ، وحماد بن زيد ، وسليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة ، ومعمر .
    وأثبت هؤلاء كلهم في ثابت حماد بن سلمة
    قال أحمد في رواية ابن هانئ : (( ما أحد روى عن ثابت أثبت من حماد بن سلمة )) .
    وقال ابن معين : (( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني )) .
    وقال أيضاً : (( حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت ، ومن خالف حماد ابن سلمة في ثابت فالقول قول حماد )) .
    وقال ابن المديني : (( لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة ، ثم من بعده سليما بن المغيرة ، ثم من بعده حماد بن زيد ، وهي صحاح )) يعني أحاديث هؤلاء الثلاثة عن ثابت .
    وقال أبو حاتم الرَّزاي : (( حماد بن سلمة في ثابت وعلي بن زيد أحب إلىّ من همام ، وهو أحفظ الناس ، وأعلم بحديثهما ، بيّن خطأ الناس )) . يعني أن من خالف حماداً في حديث ثابت وعلي ابن زيد قدم قول حماد عليه ، وحكم بالخطأ على مخالفه .
    وحكى مسلم في كتاب التمييز : (( أجماع أهل المعرفة على أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت ، وحكى ذلك عن يحيى القطان وابن معين وأحمد وغيرهم من أهل المعرفة ))
    وقال الدار قطني : (( حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت )) .
    2- أن معمرا مضطرب في حديث ثابت البناني :
    قال ابن المديني: (( في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة ، وذكر علي أنها أحاديث أبان بن أبي عياش )) .
    وقال العقيلي : (( أنكرهم رواية عن ثابت معمر )) .
    وقَالَ ابن معين:(( حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام )) . ا.هـ

    ادَّعى السيوطي أن معمرا رواه عن ثابت بغير هَذَا اللفظ
    أقول لعل هذه الرواية لا توجد إلا في مخيلة السيوطي ، وعلى من ينتصر لقول السيوطي أن يأتينا بهذا الطريق أو يلتزم الصمت .
    أمَّا رواية (( حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنَّار )) فالصواب أنها من مراسيل الزهري ، وإن صحح الوصل بعض المشتغلين بالتصحيح والتضعيف ، وإليك تفصيلها بصورة واضحة مختصرة :
    هذا الأثر له أسانيد عدة وهي ترجع إلى طريقين :
    الطريق الأول : إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    ورواه عن إبراهيم بن سعد ثلاثة هم :
    1- محمد بن أبي نعيم الواسطي عند الطبراني في الكبير(1/145)
    2- يزيد بن هارون عند البزار في المسند المعلل (3/299) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة 595، والضياء في المختارة (3/204)
    3- أبو نعيم الفضل بن دكين عند البيهقي في دلائل النبوة (1/191)
    وخالفهم محمد بن إسماعيل
    فرواه عن يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه
    كما أخرجها ابن ماجه في السنن ( 1573 ) وهي رواية شاذة خالف فيها إسماعيل رواية الثِّقات السابقين .
    الطريق الثاني : عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
    أخرجه معمر بن راشد البصري في الجامع _ الملحق بالمصنف _ (10/4549)
    الحكم عليه :
    الصواب أن الرواية المرسلة هي الأصح
    لأن معمرا أوثق في الزهري من إبراهيم بن سعد وكلام الضياء في المختارة ( أن المرسل يشد من المتصل ) كلام غير صحيح أبدا ، وهو إلى الخلط أقرب منه على الصواب ، فكيف يستشهد بالطريق الصحيح للطريق الخاطيء !
    وقد حكم بصحَّة المرسل إمامين من أئمة العلل هما :
    1- أبو حاتم الرازي في العلل (2/256)
    2- الدارقطني في العلل (4/334) ، وذكر في الأفراد (1/324) أن إبراهيم بن سعد تفرد به .
    فلا عبرة بأقوال المخطئين الذين حكموا بصحتها ، بناء على ظواهر الأسانيد ، ودون نظر في علل الروايات ، أو التفات إلى أقوال أئمة العلل .

    الحيلة الثَّانية :
    الزَّعم أن القول بكفر آبائه من الطعن في نسبه

    وهذه حيلة لا تساوي شيئا
    لكن القصد أن أنقل كلام أحد العلماء الَّذِيْ أكاد أجزم أنَّ السيوطي اطَّلع عليه لزاما ، لكنه ذهب يحتجُّ بقول الرَّازي على باطله ، وحاله كحال القائل :
    المستجير بسعد حال كربته ... كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار
    ثم بناه على مقدمتين بزعمه ، وأنا لن أطيل الكلام في هَذَا الأمر ، لكني أكتفي بالقول الَّذِيْ سكت عنه السيوطي ولم يذكره لأنه يخالف باطله الَّذِيْ يريد تقريره .
    قال الإمام البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة (1/192)
    (( وكيف لا يكون أبواه وجده عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة في الآخرة وقد كانوا يعبدون الوثن ، حتى ماتوا ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام ، وكفرهم لا يقدح في نسبه عليه الصلاة والسلام لأن أنكحة الكفار صحيحة . ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز في الإسلام وبالله التوفيق )) اهـ

    الحيلة الثالثة :
    بتره لكلام القاضي ابن العربي
    قال السيوطي في الحاوي " رسالة مسالك الحنفاء "
    وسئل القاضي أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية عن رجل قال أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم في النار ؟
    فأجاب بأن من قال ذلك فهو ملعون لقوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ } ، قال ولا أذى أعظم من أن يقال عن أبيه إنه في النار . اهـ

    هذه الفتوى نقلها السيوطي مبتورة من كلام القاضي أبي بكر ابن العربي ، وقد غَيَّر البتر مضمونها ، وأهم ما فيها ، فأصبح كثير من أهل البدع يتكؤون عليها عند النِّقاش في مسالة حال أبو ي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويدَّعون أن ابن العربي قَالَ إن من قَالَ إنهما في النار فهو ملعون ، لأنه آذى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في والديه !

    فالحمد لله أن الله تعالى حفظ لنا كلام القاضي أبي بكر كاملا ، وإن كنَّا لا نذكره إلا من باب الاستئناس ، لا من باب الركون إليه ، لأن حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الأصل ، وكلام غيره مردود مهما كان قائله .
    قَالَ الونشريسي (ت: 914 هـ ) في المِعْيَارِ المُعْرِبِ وَالْجَامِعِ المُغْرِبِ (12/257)

    وسئل الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي رَحِمَهُ اللهُ
    ما تقول أعزَّك الله في رجلين تنازعا الكلام
    فَقَالَ أحدهما : إن قريشا أفضل العرب لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث منهم .
    وقال الآخر : بل قريش وسائر العرب سواء لأنهم كانوا مشركين ، ولا فضل لقريش إلا من كان منهم مسلما ، أو مات على الإسلام .
    فَقَالَ له الرَّجل : وهل والد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل أبي جهل ؟
    فَقَالَ : هما سواء ، وأطلق اللعنة على والد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقال إنها واجبة عليه إذا مات على الشِّرك .
    فَقَالَ : هل جاء بهذا أمر ؟
    فَقَالَ : الأمر يخرج من قوله تَعَالَى { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
    فبيِّن لنا وجه الصَّواب في / هَذَا ، وهل يجوز له إطلاق اللعنة عليه ، وهو إمام مسجد ؟
    وهل تجوز الصَّلاة وراءه أم لا ؟
    مأجورا مشكورا إن شاء الله .

    فأجاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأن قَالَ :
    قرأنا سؤالك ، عصمنا الله وإيَّاك من الفتنة ، وأكرمنا بالعصمة من المحنة ، وهذا زمان تنطلق فيه الدويبة ، وتبسط فيه الألسنة ، حتى تتعدى إلى الأنبياء المصطفين الأخيار ، ثم إلى المصطفى منهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقد تضمَّن سؤالك خمسة معان :
    الأوَّل : أن قريشا أفضل العرب
    والجواب عنه : أن قريشا أفضل العرب والعجم وسائر الآدميين ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى وَمِنْ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ )) ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ فِرْقَةً ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا وَخَيْرِهِمْ بَطْناً )) ، وقد بيَّنا شرح هذه الأحاديث على التَّفصيل في شرح التِّرمذي .

    وعن السُّؤال الثَّاني : أنَّ من كان منهم مسلما فهو خير ممن كان كافرا ، وغيرهم في ذلك سواء ، ويفضلونهم في غير ذلك بما يطول تعداده .

    وعن السؤال الثَّالث : وهو والد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَخٍ بَخٍ إلى يوم النَّفخ ، إنَّ لاعن والد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملعون على لسان النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إذا قد بلغنا عن ربِّنا أنَّهُ قَالَ { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } ، وهو مناقض للتعزير والتَّوقير الواجب له ، ولا يجوز ذلك مع المسلمين غير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فيه من الأذيَّة لهم الَّتِيْ هي معصية ، فكيف في جانب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِيْ هو كفر ! ، وقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ مخبرا عن إبراهيم عليه السَّلام { وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } ، وهو مناقض لتوقير النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( إن إبراهيم عليه السلام يلقى أباه ، وعليه القترة ، فيقول يا ربِّ ، وعدتني لا تخزني / يوم يبعثون ، فيعود والد إبراهيم في صورة ذيخ ، وهو المتولد بين الذئب والكلب ، حتى لا يَرَى الخلق والد إبراهيم يُحمل إلى النَّار .
    فكيف يؤذى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو يجترئ في الشَّرع بلعن أبيه ، والتخصيص بذلك له ، وقد قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَبِي وَأَبُوْكَ فِي النَّارِ ، وَأُمِّي وَأُمُّكَ فِي النَّارِ )) بيانا لحكم الله في الدين ، وتفريقا بين المؤمنين والكافرين ، وليس لأحد أن يَقُوْل ذلك هجيراه في جواره ، فلا يجوز ذلك لما فيه من الأذيَّة والخزاية ، ففي رواية ((لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الأَحْيَاءَ )) ، وفيه كلام قد بيَّنَّاه في شرح الحديث ، من معظمه الأذيَّة الَّتِيْ أشرنا إليها ، وفي أبي النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأنتم ترون حنانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عمِّه أبي طالب ، واستلطافه به ، ودعاء الله تَعَالَى في التَّخفيف عنه ، لا يجوز لأحد لعنته لأنها منقصة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمِّه فضلا عن أُمِّه وأبيه .
    وعن السؤال الرَّابع : إنَّ قول الله { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) } أنَّه متناول لكل كافر كائن من كان ، بحال العموم ، ويقال على الخصوص فيمن ليست له ذِمَّة ولا يَمُتُّ بحرمة ، كلعن السَّارق وشارب الخمر على الجملة والعموم ، ولا يفعل ذلك على التَّعيين ، ففي صحيح الحديث أن رجلا كان يشرب الخمر على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيؤتى به إليه كثيرا فَقَالَ بعضهم : ما أكثر ما يؤتى به أخزاه الله ! ، فَقَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لاَ تَكُونُوا أَعْوَاناً لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ )) .
    وعن السؤال الخامس : والد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس كأبي جهل ، وإن كان كافرا ، لأن أبا جهل عدوٌّ مبين ، لمضايقته للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولإذايته له ولأصحابه ، ولِصدِّه عن سبيل الله ، ولمحاربته لله ولرسوله ، ووالد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما زاد على أن ظلم نفسه ، ولا يُسوَّى بينهما ، والكفر درجات ، كما أن الإسلام درجات ، وأعلى درجات الإسلام درجة النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأسفل درجات الكفر درجة أبي جهل لعنه الله . أمَّا الواجب على القائل فهو الاستتابة ، ويؤدَّب أدبا وجيعا / على استطالته ، وعلى أذيته للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعلى تأويل القرآن بغير علم ، ويُعزل عن الإمامة .
    عصمنا الله من الفتن بحوله وقوَّته وأسبغ علينا عوارف نِعَمِه ، وصلى الله على سيدنا مُحَمَّد وعلى آله وصحبه وعلى جميع النَّبيين ، والحمد لله ربِّ العالمين . اهـ

    فهل تبين لك التحريف الَّذِيْ فعله السيوطي في كلام القاضي أبي بكر رَحِمَهُ اللهُ

    أخيرا :
    ومن الأمور التي يتكئ عليها البعض ، أنَّهم يقولون إن والدي رسول الله من أهل الفترة ، ثم ينزلون عليهما الآيات والأحاديث المعروفة ، وهذا القول يطول النقاش حوله ، لأن بعض الموحدين كانوا يعيشون بينهم مثل زيد بن عمرو بن نفيل ، وبعض الذين اعتنقوا النصرانية كورقة بن نوفل ، والأحاديث الواردة عن رسول الله في هذا الباب تدل على أنهم ليسوا جميعا أهل فترة .
    وتأمل قول زيد بن عمرو رحمه الله حينما كان يقول لقريش : [ كما في صحيح البخاري ]
    يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري .
    فهل كانوا يجهلون دين إبراهيم ؟!
    فها هو يقيم عليهم الحجة ويعظهم عن الأفعال الشنيعة التي كانوا يفعلونها
    يظهر من كلام زيد بن عمرو بن نفيل أنهم يدَّعون أنهم على ملة إبراهيم ولكنها دعوى عارية كاذبة

    ومن جزم أنهم من أهل الفترة ، فليأت بأدلة صحيحة صريحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر ، ولا يضرب الأحاديث الصحيحة كما يضربها المبتدعة ، بحجَّة القطعي والظَّنِّي ، أو بحجة مخالفة الحديث لظاهر القرآن ، فهذه المخالفة ليست إلا في عقله هو ، أمَّا المتبعون للكتاب والسنة حقيقة ، فلا إشكال عندهم في هذا الأمر .

    والله أعلم وأحكم


    المصدر السابق

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 20:29