خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هل فسر الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن

    avatar
    يسر الدين محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 80
    البلد : مصر السنية
    العمل : محاسب
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 30/04/2008

    الملفات الصوتية هل فسر الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن

    مُساهمة من طرف يسر الدين محمد 04.10.09 20:24

    هل فسر الرسول عليه السلام القرآن


    شرح القواعد المثلى- ص176 طبعة دار الآثار

    فإذا قال القائل: يلزمكم على هذا أن يكون للرسول صلى الله عليه وسلم تفسيراً كاملاً للقرآن ؟

    فالجواب: أن القرآن نزل بالسان العربي, والذي نزل القرآن بلغتهم لا يحتاجون إلى تفسير إلا في أمور غامضة فسرها الرسول عليه الصلاة والسلام: كقوله تعالى:) للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ( [يونس:26] قال صلى الله عليه وسلم: "الزيادة هي النظر إلى وجه الله " [رواه مسلم كتاب الإيمان ص163] وكقوله تعالى: ) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ( [ الانفال: 59] قال صلى الله عليه وسلم: " الا إن القوة الرمي " [ رواه مسلم برقم 1917] وما شبه ذلك, أما الباقي فامره واضح عند الصحابة لا يحتاجون إلى تفسيره

    مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (5/157-163)

    أحدها: أن العادة المطردة التى جبل الله عليها بنى آدم توجب اعتناءهم بالقرآن المنزل عليهم لفظاً ومعنى بل أن يكون اعتناءهم بالمعنى أوكد فانه قد ُعلم أنه من قرأ كتابا فى الطب أو الحساب أو النحو أو الفقه أو غير ذلك فانه لابد أن يكون راغبا فى فهمه وتصور معانيه فكيف بمن قرؤا كتاب الله تعالى المنزل اليهم الذى به هداهم الله وبه عرفهم الحق والباطل والخير والشر والهدى والضلال والرشاد والغى, فمن المعلوم أن رغبتهم فى فهمه وتصور معانيه أعظم الرغبات بل اذا سمع المتعلم من العالم حديثا فانه يرغب فى فهمه فكيف بمن يسمعون كلام الله من المبلغ عنه بل ومن المعلوم أن رغبة الرسول فى تعريفهم معانى القرآن أعظم من رغبته فى تعريفهم حروفه فان معرفة الحروف بدون المعانى لا تحصل المقصود اذا اللفظ انما يراد للمعنى

    الوجه الثانى: أن الله سبحانه وتعالى قد حضهم على تدبره وتعقله واتباعه فى غير موضع كما قال تعالى: )كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته ( وقال تعالى: ) أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (وقال تعالى: ) أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ( وقال تعالى: ) أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (

    فاذا كان قد حض الكفار والمنافقين على تدبره علم أن معانيه مما يمكن الكفار والمنافقين فهمها ومعرفتها فكيف لا يكون ذلك ممكنا للمؤمنين وهذا يبين أن معانيه كانت معروفة بينة لهم

    الوجه الثالث: أنه قال تعالى: ) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( وقال تعالى: ) إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ( فبين أنه أنزله عربيا لأن يعقلوا والعقل لا يكون الا مع العلم بمعانيه

    الوجه الرابع: أنه ذم من لا يفهمه فقال تعالى: [ واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا ] وقال تعالى: [ فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ] فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضا لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى به

    الوجه الخامس: أنه ذم من لم يكن حظه من السماع الا سماع الصوت دون فهم المعنى واتباعه فقال تعالى: ) ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون ( وقال تعالى: ) أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ان هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ( وقال تعالى: ) ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ( وأمثال ذلك وهؤلاء المنافقون سمعوا صوت الرسول صلى الله عليه و سلم ولم يفهموا وقالوا ماذا قال آنفا أى الساعة وهذا كلام من لم يفقه قوله فقال تعالى: ) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ( فمن جعل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم باحسان غير عالمين بمعانى القرآن جعلهم بمنزلة الكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى عليه

    الوجه السادس: أن الصحابة رضى الله عنهم فسروا للتابعين القرآن كما قال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس من أوله الى أخره أقف عند كل آية منه واسأله عنها

    ولهذا قال سفيان الثورى اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به وكان ابن مسعود يقول لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله منى تبلغه الابل لأتيته وكل واحد من أصحاب ابن مسعود وابن عباس نقل عنه من التفسير ما لا يحصيه الا الله والنقول بذلك عن الصحابة والتابعين ثابتة معروفة عند أهل العلم بها


      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 11:11