خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    موقف الشيعة الإثنى عشرية من الأئمة الأربعة !!!

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية موقف الشيعة الإثنى عشرية من الأئمة الأربعة !!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.09.09 14:27

    [size=24]موقف الشيعة الإثني عشرية من الأئمة الأربعة
    موقف الشيعة الإثنى عشرية من الأئمة الأربعة !!! 470674












    google_protectAndRun("render_ads.js::google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);



    تأليف/ خالد بن أحمد الزهراني


    الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:

    فمن المعلوم أن البدع تنشأ في ظل الجهل

    والبعد عن الهدي النبوي،

    ومن البدع التي لها واقع كبير في حاضرنا المعاصر:

    بدعة الشيعة الإثني عشرية،

    وفي هذا البحث نتعرض لموقف الشيعة الإثني عشرية

    من أئمة المذاهب الأربعة عند أهل السنة والجماعة،

    وهم: (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رحمهم الله)؛

    لأن الطبقة التي يطعن فيها الإثنا عشرية بعد الصحابة الكرام رضي الله عنهم هم
    الأئمة الأربعة رحمهم الله؛


    فقد طبقت شهرتهم الآفاق،
    وملأ علمهم الأرض، وخلفوا مذاهب فقهية مستنبطة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه
    صلى الله عليه وسلم،

    واتبعهم على مر العصور مدارس علمية عديدة، وتركوا لنا تراثاً عظيماً،

    بنوه على فهمهم للكتاب والسنة المطهرة، وفقه الصحابة الكرام رضي الله عنهم،

    فهذا أبو حنيفة رحمه الله يرث فقه عبد الله بن مسعود
    رضي الله عنه في العراق،


    وهذا مالك رحمه الله يرث
    فقه أهل المدينة الذين هم معدن الإسلام
    وجيران خير الأنام صلى الله عليه وسلم.


    وفي هذا البحث نريد توضيح هذا الأمر، لكي لا يظن ظان أن الإثني عشرية مذهب فقهي خامس،

    بل نقول:

    إن الأئمة الأربعة متفقون في أصول الدين، متفقون على بدعية الرفض.



    كما أنني -أيها القارئ الكريم- كنت ولا زلت جاهداً في بحثي
    عن موقف الشيعة الإثني عشرية من أئمة المذاهب الأربعة السنية


    (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رحمهم الله)،

    واطلعت خلال زيارتي لمكتبات عدة عامة وخاصة، بل وعند
    بعض
    الزملاء من الشيعة الإثني عشرية،
    على مراجع عدة وكتب جمة لهم
    تقف موقف العداء من هؤلاء الأئمة الأعلام،

    وبدون علم أو توثيق لما ينقله بعضهم عن بعض، وخلال محاورات ومساجلات مع بعضهم

    تبين لي أنَّ كثيراً منهم يقول بما في هذه الكتب من لمز واتهام ستراه في هذا الكتاب،

    مع تنصل بعضهم في أول الأمر من هذا بأن الذم والتثريب من علمائهم منصب على ما أسموه لي آخراً ب(الوهابية)،

    وأنهم يحترمون الأئمة الأربعة وأصحابهم عند أهل السنة!!

    وبعدها أيقنت أن كثيراً من القوم لا يجدي معهم إلا الدليل العلمي والاستدلال المنطقي،
    ويعلم كل منصف أن هذه المذاهب السنية الأربعة كانت من القرن الثاني الهجري،

    وأن شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب
    ([1])
    ظهر في القرن الثالث عشر الهجري!!

    وبعدها عزمت الأمر واستخرت الله متوكلاً عليه
    في كتابة هذه الرسالة التي هي وليدة بحث ونظر وتأنٍ.. سائلاً الله جل
    وعلا أن يهدي كل ضال إلى الحق.


    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..



    وكتب/

    خالد بن أحمد الزهراني

    غرة المحرم 1427هـ
    موقف الشيعة الإثنى عشرية من الأئمة الأربعة !!! 470674

    والنقل
    لطفــاً .. من هنــــا
    http://women.bo7.net/girls32241
    [/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: موقف الشيعة الإثنى عشرية من الأئمة الأربعة !!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.09.09 14:28

    الفصل الأول: لمحة موجزة عن الأئمة الأربعة


    الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله (80-150) هـ [1]


    نسبه:

    هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الفارسي، كان جده من أهل كابل، أسر عند فتح بلاده ثم مُنّ عليه، وأبو حنيفة - وإن كان مولى - لم يجر عليه الرق ولا على أبيه، بل كان حر النفس أصيلاً.

    مولده ونشأته:

    ولد أبو حنيفة رحمه الله في الكوفة سنة ثمانين للهجرة على رواية الأكثرين،
    ونشأ وتربى بها، وعاش أكثر حياته فيها متعلماً ومعلماً.

    ولد أبوه (ثابت) على الإسلام، ويُروى
    أنه التقى بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه صغيراً، فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته.

    نشأ أبو حنيفة رحمه الله

    في بيت إسلامي خالص، وابتدأ حياته تاجراً،
    ثم لفته الشعبي فقيه الأثر -لما لمح فيه من مخايل الذكاء وقوة الفكر-
    إلى الاختلاف إلى العلماء مع التجارة، فانصرف إلى العلم دون أن يهمل التجارة.

    طلبه للعلم:

    أخذ أبو حنيفة رحمه الله يطلب العلوم الإسلامية
    التي كانت في عصره، فحفظ القرآن على قراءة عاصم، ودرس الحديث،
    وعرف قدراً من النحو والأدب والشعر، وجادل الفرق المختلفة في مسائل الاعتقاد
    وما يتصل به، ثم عدل إلى الفقه واستمر عليه واستغرق كل مجهوده الفكري فيه، وقد ذكر في اختياره للفقه قوله:
    «كلما قلبته وأدرته لم يزدد إلا جلالة... ورأيت أنه لا يستقيم أداء الفرائض وإقامة الدين والتعبد إلا بمعرفته، وطلب الدنيا والآخرة إلا به».

    ثم اتجه أبو حنيفة رحمه الله
    إلى دراسة الفتيا على المشايخ الكبار الذين كانوا في عصره،
    فلزم شيخه حماد بن أبي سليمان مذ كان في الثانية والعشرين
    من عمره إلى أن مات شيخه وأبو حنيفة رحمه الله في الأربعين من عمره.

    ومع ملازمة أبي حنيفة رحمه الله لشيخه حماد إلا أنه كان كثير
    الرحلة إلى بيت الله الحرام حاجاً، يلتقي في مكة والمدينة
    بالفقهاء والمحدثين والعلماء، يروي عنهم الأحاديث، ويذاكرهم الفقه،
    ويدارسهم ما عندهم من طرائق.

    وكان يتتبع التابعين أينما وجدوا،
    وخصوصاً من اتصل منهم بصحابة امتازوا في الفقه والاجتهاد، وقال في ذلك: «تلقيت فقه عمر وفقه عبد الله بن مسعود وفقه ابن عباس عن أصحابهم».

    وقد جلس الإمام أبو حنيفة في الأربعين من عمره
    في مجلس شيخه حماد بمسجد الكوفة، وأخذ يدارس تلاميذه ما
    يعرض له من فتاوى وما يبلغه من أقضية، ويقيس الأشباه بأشباهها والأمثال
    بأمثالها بعقل قوي مستقيم، ومنطق قويم، حتى وضع تلك الطريقة الفقهية
    التي اشتق منها المذهب الحنفي.

    أخلاقه:

    كان أبو حنيفة رحمه الله بالغ التدين،
    شديد التنسك، عظيم العبادة، صائماً بالنهار، قائماً بالليل، تالياً لكتاب الله،
    خاشعاً دائباً في طاعة الله، قام الليل ثلاثين سنة، وكان القرآن الكريم ديدنه وأنيسه.

    ومن أخلاقه:

    السماحة والجود، فقد كانت تجارته تدر
    عليه المال الوفير رغم ورعه واكتفائه من الربح بالقدر اليسير، وكان
    ينفق أكثره على المشايخ والمحدثين، اعترافاً بفضل الله عليه فيهم.

    قال فيه الفضيل بن عياض رحمه الله:

    «كان أبو حنيفة رجلاً

    فقيهاً معروفاً بالفقه، واسع المال، معروفاً بالإفضال على كل من يطيف به،
    صبوراً على تعلم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام،
    حتى ترد مسألة في حلال أو حرام فكان يحسن أن يدل على الحق، رهاباً من مال السلطان».


    منزلته العلمية ومصادر علمه:


    كان الإمام أبو حنيفة
    فقيهاً مستقلاً قد سلك في تفكيره مسلكاً استقل به وتعمق فيه، وقد بقيت أصوات الثناء تتجاوب في الأجيال تعطر سيرته، قال أحد العلماء: «أقمت على أبي حنيفة خمس سنين
    فما رأيت أطول منه صمتاً، فإذا سئل عن شيء من الفقه تفتح وسال كالوادي، وسمعت له دوياً وجهارة بالكلام».

    كما وصفه معاصره الورع التقي عبد الله بن المبارك بأنه مخ العلم، فهو قد أصاب من العلم اللباب، ووصل فيه إلى أقصى مداه.

    صفاته:

    اتصف أبو حنيفة رحمه الله
    بصفات جعلته في الذروة بين العلماء، صفات العالم الحق الثبت الثقة،
    البعيد المدى في تفكيره، المتطلع إلى الحقائق، الحاضر البديهة، الذي تسارع إليه الأفكار.

    كان رحمه الله ضابطاً لنفسه، مستولياً على مشاعره،
    لا تعبث به الكلمات العارضة، ولا تبعده عن الحق العبارات النابية،
    كان يقول:

    «اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له».

    وقد أوتي استقلالاً في تفكيره جعله لا يخضع في رأيه إلا لنص من كتاب أو سنة أو فتوى صحابي.

    كان مخلصاً في طلب الحق مما نور قلبه وأضاء بصيرته، فكان لا يهمه إلا الحق سواء كان غالباً أو مغلوباً، وكان لإخلاصه لا يفرض في رأيه أنه الحق المطلق،

    بل يقول: «قولنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاء بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا».

    هذه جملة الصفات التي جعلت من أبي حنيفة رحمه الله فقيهاً انتفع بكل غذاء روحي وصل إليه.

    شيوخه والموجهون الذين التقى بهم وأثروا فيه:

    التقى الإمام أبو حنيفة بعدد من الذين عمروا من الصحابة، منهم أنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن سعد رضوان الله عليهم، ولكنه لم يرو عنهم؛ إذ كان في سن لقائه بهم صغيراً، ولكن أجمع العلماء على أنه التقى بكبار التابعين وجالسهم ودارسهم وروى عنهم وتلقى فقههم.
    وقد قال: «كنت في معدن العلم والفقه، فجالست أهله ولزمت فقيهاً من فقهائهم».

    وهذا يدل على أنه عاش في وسط علمي،
    وجالس العلماء وعرف مناهج بحثهم، ثم اختار من بينهم فقيهاً وجد فيه ما يرضي نزوعه العلمي،
    وهو حماد بن أبي سليمان الذي انتهت إليه مشيخة الفقه العراقي في عصره،
    فلزمه ثماني عشرة سنة.


    وكان حماد قد تلقى معظم فقهه على إبراهيم النخعي فقيه الرأي، كما تلقى عن الشعبي فقيه الأثر، وهما اللذان انتهى إليهما فقه الصحابيين الجليلين عبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكانا قد أقاما بالكوفة وأورثا أهلها تراثاً فقهياً عظيماً.

    ومن شيوخه عطاء بن أبي رباح الذي أخذ خلاصة علم ابن عباس رضي الله عنهما عن مولاه عكرمة، وكان أبو حنيفة رحمه الله يلازمه ما دام مجاوراً لبيت الله الحرام.

    ومنهم نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما، وقد أخذ عنه أبو حنيفة رحمه الله علم ابن عمر وعلم عمر رضي الله عنهما.

    وهكذا اجتمع للإمام أبي حنيفة علم عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم عن طريق من تلقى عنهم من تابعيهم رحمهم الله أجمعين.

    ولم يقتصر الإمام أبو حنيفة على الأخذ عن هؤلاء الفقهاء؛
    بل تجاوز ذلك إلى أئمة آل البيت فأخذ عنهم ودارسهم،

    ومنهم الإمام زيد بن علي زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وعبد الله بن الحسن بن الحسن.


    محنته ووفاته:

    عاش أبو حنيفة رحمه الله عصراً مليئاً بالمشاحنات والتيارات،
    فقد أدرك دولتي بني أمية وبني العباس، ولما طلب منه ابن والي الأمويين على الكوفة أن يعمل معه امتنع،
    فسجن وعذب، ثم هرب ولجأ إلى مكة، واتخذها مقاماً ومستقراً له من سنة (130-136) للهجرة،
    فعكف على الفقه والحديث يطلبهما بمكة التي ورثت علم ابن عباس رضي الله عنهما.
    ولما استتب الأمر للعباسيين عاد إلى الكوفة وأعلن ولاءه لهم، وتابع حلقات درسه في مسجد الكوفة، واستمر على ولائه للدولة العباسية، إلا أنه على ما يظهر انتقد موقف الخليفة المنصور من بعض آل البيت من أبناء علي رضي الله عنه، وكان حول الخليفة كثيرون

    يحسدون أبا حنيفة رحمه الله ويوغرون صدر المنصور عليه، فكان أن عرض عليه الخليفة المنصور منصب القضاء امتحاناً لإخلاصه، فاعتذر الإمام عن قبول المنصب، تحرجاً من الوقوع في الإثم؛ لأنه يرى القضاء منصباً خطيراً لا تقوى نفسه على احتماله،
    فتعرض لمحنة قاسية بسبب رفضه؛ إذ وجد الخليفة المنصور الفرصة مواتية للنيل منه،

    فسجن وعذب، ثم أخرج من السجن على أن يفتي، فكان يُرْجِعُ المسائل ولا يفتي فيها بشيء، فسجن من جديد، ثم أخرج ومنع من الفتوى والناس والخروج من المنزل، فكانت تلك حاله إلى أن توفي رحمه الله سنة (150) للهجرة على أصح الأقوال، وقيل:

    إنه مات مقتولاً بالسم في سجنه رحمه الله.

    وكان قد أوصى أن يدفن بأرض الخيزران فحمل إليها، وقدر عدد من شيع جنازته وصلى عليها بخمسين ألفاً، وقد صلى المنصور نفسه عليها، إقراراً منه بعظمة دينه وتقواه،

    وقال: "من يعذرني منك حياً وميتاً؟!"

    فرحم الله الإمام أبا حنيفة، ورضي عنه وأرضاه.




    الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة([2])« 93 - 179هـ »

    نسبه:

    هو إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن
    الحارث بن غيمان بن جثيل بن عمرو بن الحارث الأصبحي.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: موقف الشيعة الإثنى عشرية من الأئمة الأربعة !!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.09.09 14:29

    الفصل الثاني بيان موقف الشيعة الإثني عشرية من الأئمة الأربعة




    بيان موقف الشيعة الإثني عشرية من الأئمة الأربعة إجمالاً

    كان موقف أعلام الإثني عشرية وأقطابها قديماً وحديثاً من أئمة المذاهب السنية الأربعة وأتباعهم موقف عداءٍ.

    ولا ينبغي أن يُستغرب هذا منهم بحال؛
    فقد نصبوا العداء لمن هم أفضل من هؤلاء وأكمل؛
    صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم.

    ومما سوّد به الإثنا عشرية كتبهم من مواقف عدائية تجاه أئمة السنة الأربعة وغيرهم:

    ما أخرجه الكليني بسنده إلى أبي جعفر الباقر أنه قال -وهو مستقبل الكعبة-:

    (إنما أُمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا،

    وهو قول الله: (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)) [طه:82] -ثم أومأ بيده إلى صدره- إلى ولايتنا.

    ثم قال: يا سدير([1])! فأُريك الصّادين عن دين الله؟

    ثمّ نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوريّ في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد، فقال:

    هؤلاء الصادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتابٍ مبين.

    إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجاء الناس فلم يجدوا أحداً يُخْبِرُهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم حتّى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم)([2]).

    ويقول شيخهم الأوالي([3]):

    «ذكر نبذة من أحوال أئمتهم الأربعة وسائر علمائهم المبتدعة، وما أحدثوه في الدّين من البدع الفظيعة، لا سيما من بينهم أبو حنيفة صاحب البدع الكسيفة، ومَن ليس له من الله خيفة»!([4]).

    وذكر القاضي عياض في الترتيب أن رجلاً من الإمامية سأل مالكاً رحمه الله:
    (من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟)
    فقال مالك: أبو بكر. قال: ثم من؟ قال: عمر.

    قال: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً عثمان.

    فكان جواب هذا السائل الرافضي أن قال للإمام: (والله لا أجالسك أبداً)([5]).



    ومن صور عدائهم للأئمة الأربعة أيضاً ما جاء على لسان بعض شعرائهم:

    إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهباً ينجيك يوم البعث من ألم النار

    فدع عنك قول الشافعي ومالكٍ وأحمد والنعمان أو كعب أحبار([6])

    ووال أناساً قَولُهُم وحَدِيثُهُم روى جَدُّنا عن جبرائيل عن الباري([7])

    وجاء في مقدمة كتاب مختلف الشيعة للحلي ما يبين نظرتهم التهكمية للأئمة الأربعة:

    «قالوا: لأي شيء أخذت نعلك معك وهذا مما لا يليق بعاقل بل إنسان؟ قال: خفتُ أن يسرقه الحنفية كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    فصاحت الحنفية: حاشا وكلا! متى كان أبو حنيفة في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ بل كان تولد بعد المائة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    قال: فنسيت، لعله كان الشافعي.

    فصاحت الشافعية وقالوا: كان تولد الشافعي في يوم وفاة أبي حنيفة، وكان أربع سنين في بطن أمه ولا يخرج رعاية لحرمة أبي حنيفة، فلما مات خرج، وكان نشؤه في المائتين من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    فقال: لعله كان مالكاً.

    فقالت المالكية بمثل ما قالته الحنفية.

    فقال: لعله أحمد بن حنبل.

    فقالوا بمثل ما قالته الشافعية.

    فتوجه العلامة إلى الملك، فقال: أيها الملك! علمت أن رؤساء المذاهب الأربعة لم يكن أحدهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا في زمن الصحابة، فهذه أحد بدعهم أنهم اختاروا من مجتهديهم هذه الأربعة،
    ولو كان منهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوزون أن يجتهد بخلاف ما أفتاه واحد منهم.


    فقال الملك: ما كان واحد منهم في
    زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة؟

    فقال الجميع: لا.

    فقال العلامة:

    ونحن معاشر الشيعة تابعون لأمير المؤمنين عليه السلام نفس رسول الله صلى الله
    عليه وآله وسلم وأخيه وابن عمه ووصيه.

    وعلى كل حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل، لأنه لم تتحقق شروطه، ومنها العدلان، فهل قال الملك بمحضرهما؟ قال: لا. وشرع في البحث مع علماء العامة حتى ألزمهم جميعاً»([8])<








    الخاتمة


    وفي الختام نخلص من هذا البحث إلى أن هذا هو مذهب واعتقاد الإمامية الشيعة الإثني عشرية في أئمة المذاهب الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وهو المخفي في بطون الكتب، ولا يتحدث به أكابرهم مع أصاغرهم للتضليل عليهم وعلى عوام أهل السنة.

    ونخلص أيضاً إلى أن الأئمة الأربعة أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وأحمد رحمهم الله كلهم من أئمة أهل السنة، وأن مذاهبهم مذاهب فقهية واجتهادية معتمدة على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، لا مذاهب عقدية، فالإسلام عقيدة واحدة.

    وأن أهل السنة وخاصة الأئمة الأربعة أكثر اتباعاً لأئمة أهل البيت وموالاة لهم من الإثني عشرية،
    الذين يغالون في شخصهم ويخالفون أمرهم،
    ويضعون روايات فينسبونها إليهم زوراً وبهتاناً، وهؤلاء الأئمة منهم خليفة راشد رضي الله عنه،
    ومنهم أئمة في العلم والدين، فهم بريئون من أكاذيب الإثني عشرية.

    وأن الإثني عشرية لم يطعنوا في أحد بعد الصحابة رضي الله عنهم
    أكثر من طعنهم في الأئمة الأربعة ومذاهبهم،
    وأن جميع طعونهم في الأئمة الأربعة لا تستند إلى دليل نقلي أو عقلي؛
    بل هم في ذلك إما كاذبون أو مخطئون.

    وأن تهمة تشيع الشافعي رحمه الله لا صحة لها،
    وأن للإمام أحمد رحمه الله كتاباً في فضائل الصحابة،
    خصص منه جزءاً كبيراً في فضائل علي رضي الله عنه،
    وهذا مما يدفع عن الإمام أحمد تهمة القول بوجوب بغض علي رضي الله عنه.




    والحمد لله رب العالمين

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

    وعلى آله وصحبه أجمعين

    المصدر

    البرهان


    المصدر السابق

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 11:13