خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    ثقافة النظافة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    ثقافة النظافة Empty ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.09.09 22:57



    ثقافة النظافة
    ثقافة النظافة 470674
    ثقافة النظافة 412160

    قد يثير عنوان مقالي هذا بعض الجدل إذ ربما لقائل أن يقول وهل أضحى لدينا للنظافة ثقافة أيضاً ،


    وهذه النظافة هل هي موروثة أم مكتسبة وقابلة للتعلم وهل وهل ؟الخ

    وأقول

    نعم إن ثقافة النظافة هي ليست موروثة ولكنها مكتسبة نكتسبها من بيئتنا ومفردات المجتمع من حولنا

    فمن اعتاد الحفاظ على مفردات النظافة بكل ما تحمله من معنى فسوف تنتقل من عقله الواعي إلى عقله اللاواعي وتصبح بذلك خبرات وعادات يمارسها بإتقان

    وأنا هنا أعني النظافة بمعناها الحقيقي وليس المجرد وهي نظافة البيوت والشوارع والمدارس والأماكن العامة دونما أدنى تلاعب بالألفاظ والكلمات .

    ولكن

    مع الأسف ما نراه من مشاهدات في بلداننا العربية ويحزنني أن أقول الإسلامية هو عكس ذلك .

    فمع أن الإسلام عمل على تكريس مفهوم النظافة البدنية والمكانية حيث قال النظافة من الإيمان ، و كان قد فرض الوضوء خمس مرات في اليوم حرصاً على النظافة .

    وهناك حديثاً شريف يقول ( نظفوا أفنيتكم )...

    وهناك الحث على التطيب وترجيل الشعر وسواك الفم ..., ولكننا كمسلمين وإن كنا بالغنا بمظاهر الأناقة والنظافة ومظاهرنا وبيوتنا , ولكن هناك جانباً آخرمهم للغاية قد أغفلناه ألا وهو نظافة شوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا وكل الأماكن العامة من حدائق ومنتزهات ...

    ففي الوقت الذي تفرض فيه قوانن صارمة للغاية في الغرب على النظافة وفرض غرامات على من يلقي القمامة ..

    وهم ينفذون القانون بحذافيره دونما تواني وقد تكون بيوتهم نظيفة أم لا (ليس شأننا )

    ولكن مايهمنا ذلك المظهر الحضاري والجمالي لشوارعهم وطرقهم ... وكل أماكنهم

    في حين أننا نغفل نحن هذا الموضوع فبيوتنا كمسلمين من الداخل نظيفة جداً وأنيقة جداً ,

    ولكن

    ما خارج سور بيت كل واحد منا لا علاقة لنا به ,

    وهذه المشكلة تعود عندما إلى أننا نتعامل مع تلك الأماكن وكأنها ملك خاص لنا ويحق لنا= التصرف فيها كيفما نشاء مع العلم أننا في ملكنا الخاص الحقيقي لا نفعل ذلك ,فهذا يرمي الأوساخ وآخر يبصق في الطريق... في حين أنه يضرب سلام لعامل التنظيفات في دول الغرب , نحن نخجل من أن نضع عيننا بعينه على اعتبار وضاعة مهنته ولعمري هذا هو العجب العجاب ،

    وبالمناسبة أنا لا استثني فئة من الناس دون أخرى حيث يشترك في هذه الظاهرة المؤلمة كل طبقات المجتمع من مثقفين وعوام وأنصاف متعلمين إلى طبقة نخبوية من المثقفين ، وسأسرد عليكم هاتين الحادثتين لأدعم حديثي بهما :

    الأولى : ه
    ي أنني ذات يوم كنت أعمل في شركة أدوية ، وكان باص الشركة يأخذني من أحد المواقف العامة أنا وبعض الموظفين ، وذات يوم كنت على الموقف أنا وأحد الزملاء الصيادلة ننتظر الباص واحتجت أن أرمي ورقة كانت في يدي فابتعدت حوالي ثلاث أمتار بعيداً عن الموقف كي أرميها في الحاوية القريبة من الموقف فكان كلام الصيدلاني لي كل هذه الأوساخ في الشارع وتذهبين إلى الحاوية لترميها هناك !! فقلت له : لماذا لا أكون لبنة في بناء مشروع النظافة للطرقات ، فكان جوابه ربما بسخرية وربما كان جاداً ،أمثالك يلزمهم أن يعيشوا في السويد وليس في بلداننا .

    والمشهد الثاني :
    كنت استمع لمحاضرة ثقافية في احد المراكز الثقافية في مدينتنا ، وكانت المحاضِرة تتكلم في شأن فكري عالي المستوى حيث أنها حاصلة على شهادة الدكتواره في العلوم الإنسانية وكان ختام المشهد بعد أن انتهت المحاضرة ، قدمت لنا ضيافة قطع من السكاكر المغلفة ، فما كان منها إلا أن فتحت قطعة السكاكر وألقت بالقشرة على الأرض بكل بساطة .

    فما كان مني إلا أن نسيت كل محاضرتها القيّمة وجعلت أفكر بتلك الرواسب التي عششت في دواخلنا بعيدة عن الأصل الذي يجب الرجوع إليه .
    برأيكم ماهو الحل ؟



    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 16.09.09 23:30 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    ثقافة النظافة Empty رد: ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.09.09 23:00

    مشكلة النظافه عندنا ليس سوى شعار رنان نعلقه على اكثر الاماكن قدارة ووساخة

    ( النظافه من الايمان)

    وديننا يدعوا لها

    ( من نظافة الجسم والثوب والمكان ويعتبرها شرط لقبول بعض الشعائر والعبادات وتقرب الى الله واقتداء بسنة الحبيب عليه الصلاة والسلام )


    لكن

    ما نراه في شوارعنا متناقض تماما مع هذا الشعار حتى اصبحت من العادات المألوفه عندنا جدااااا

    وليس بالغريب ان تمر بجنبك سيارة فااااخرة وتفتح النافذة وترمى منها اكياس بلاستيك او قوطي مشروبات غازية

    لتؤكد لك ان من بداخلها عقلية وسخة لم تتماشى مع هذه الرفاهية الاجتماعيه

    او امام بيوت وفيلات راقيه اكياس قمامة وكان النظافه تقتصر على البيت فقط دون الحي او الشارع او السيارة فقط دون الطريق العام


    اذكر

    انه قبل سنوات عزمنا قنصل ايطاليا بالمغرب لبيتنا واول ما دخل قال اعجب من نظافة البيوت المغربية وحرص صاحبات البيوت على نظافته لكنك تصفع بمنظر الازبال والقمامة بالشوارع

    وقام وطلع لنا كيس بلاستيك من سيارته يحط فيها محارم او اي شئ يتناوله بسيارته حتى يرجع البيت ويتخلص منه

    وقال
    اجزم انني الوحيد بالمغرب اللي يتصرف بهذه الطريقه (qq60)

    موقف مخجل بصراحة والمفروض نكون قدوة ونحن امة دينها يحثها على النظافه ويهتم بادق التفااااصيل


    قبل يومين اتناقش مع قريبة لي زارت الصين تقول ( تصوري البصاق بالشارع عليه عقوبة وغرامه)

    قلت لها احنا لو ما ادري شنو نعمل بالشارع ما نستحي على دمنا ولا غرابة انه صارت بعض الازقة والشوارع ريحتها تزكم الانوف

    وصارت عبارة عن مراحض للمارة بلا حسيب ولا رقيب


    فمتى نعي ونفهم ثقافة النظافه وتطهر العقليات حتى يسهل نظافة محيطنا

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    ثقافة النظافة Empty رد: ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.09.09 23:04

    بارك الله فيك على هذا الموضوع الراقى لا عدمناك

    لاشك أختى أن ديننا الحنيف يحثنا على نظافة أجسامنا وثيابنا وأماكن اقامة شعائرنا

    وتلك مقدمة من الرحمن نتدبر من خلالها أن النظافة من الايمان ونعتبرها من الفروض الواجبة فنشيعها على كامل الأرجاء وكل درب تطأه أقدامنا

    ولكن

    ما خارج سور بيت كل واحد منا لا علاقة لنا به

    وهذه المشكلة تعود عندما إلى أننا نتعامل مع تلك الأماكن وكأنها ملك خاص لنا ويحق لنا= التصرف فيها كيفما نشاء

    لنقل أنها ملكا خاصا لنا الا يلزمنا ذالك الحفاظ عليها أكثر

    ومن خلال سردك أختى للموقفين الحادثان معك ومع كل من الصيدلانى والدكتورة المحاضرة نستخلص الآتى

    أن المرء على ما تربى ونشأ ..ومن اعتاد بطفولته أمرا سيظل ملازما له حتى يشيب عليه ،

    وسيأتيه بعفوية دون حرص أو تدبر بل سيفعل ما يفعل دون شعور بأنه أساء التصرف

    وعليه

    نجد أن العلم لا يصلح النشئ ولا يستطيع أن يقوم ما فسد من عادات قد لصقت بهم

    عليه
    لا نجد خلاف أن مرد ذالك عائدا الى الأسرة لا محالة

    كيف يكون اذا الحل

    يبدأ الحل من الأسرة بأن يكون الوالدين بذالك عنوانا و قدوة للنشئ ...ذالك بالاطار الأسرى

    أما بالشارع

    فلابد من رقابة تفرض على من فاته ذالك عنوة حتى يتعوده

    وكذالك

    الأمر على المستوى العام بكامل المدن ولن تعدم الدولة لذالك السبل

    بارك الله فيك أختى وكثر من أمثالك

    دمتى بحفظ الله ورعايته

    تحياتى
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    ثقافة النظافة Empty رد: ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.09.09 23:17

    والسبب في نظري

    هو عدم اقتناع الكثير منا بهذه الثقافة ويعتبرها أمراً ثانوياً

    ولا يعي بعضنا، إن لم يكن أغلبنا، مدى خطورة ذلك على الصحة العامة من انتقال الأمراض وغيرها من الأمور التي لا تحمد عقباها.

    وهذا راجع إلى ضعف الوازع الديني لدى معظمنا في تطبيق ما أمر به رسول الهدى محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    تقبلي احترامي وتقديري


    ثقافة النظافة 179654

    تكلمت عزيزتي عن النظافة

    ومع الأسف فنحن لانطبق أي شيء من تعاليم ديننا

    الغرب يطبق قيم وصل إليها في هذا العصر

    ونحن من 1400 سنة لدينا ديننا يحثنا على ذلك

    فغير النظافة من الإيمان لدينا أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة

    وشهادة لله

    أن دول الخليج أنظف من كثير من الدول الأخرى ففي بعض الدول حتى عمال النظافة لايقومون بواجبهم كما هو مطلوب منهم .

    ايضا هنا مبادرات فردية تستحق الإشادة والتقليد

    مثال

    مدرسة تقوم بحصص النشاط مع الطالبات بتنظيف جدران المدرسة ويرسمون عليها لو حات تجميلية

    وأيضا

    إحدى الشركات تنظم حملة لتنظيف متنزه في البر تؤمن الباصات للمشاركين معها تنقلهم إلى المكان وتشجعهم على تنظيفه يشترك بها الكبار والصغار .
    علينا أن نشجع مثل هذه المبادرات وننشرها

    فيكفينا كلام ونصائح نحتاج لفعل وعمل

    ثقافة النظافة 179654

    الحقيقة اختي ... انه مشكله ليست بالسهله : هي عدم الاهتمام بالنظافه للأماكن العامة

    وصدقني هذا يدل علي ان كل شخص منا لا يهتم سوى بنفسه ، وانا وغير ما علي منهم

    وعموما يقاس وعي كل مجتمع بنظافة أماكنهم العامة

    في أوربا الأن يقاس جمال المدينة علي نظافة دورات المياه فيها أكرمكم الله

    وهذا هو الصحيح

    لأن دورة المياة هي المكان الذي يكون أقل مستوى للنظافة فيه

    لذلك هكذا تقاس

    وعليه قيسي في ذلك أماكن دوراة المياه لدينا


    ثقافة النظافة 179654

    ثقافه النظافه تبدا من التربية الاسرية الدينية السليمة، ومن المدرسة لتطبق بالشارع ويصبح مرآة لسلوك المواطنين

    ولن تفيد اللوائح والعقوبات اذا كانت العقليات لم تقتنع بعد باهمية النظافه

    ثقافة النظافة 179654


    صدقت سيدي لأننا بتنا نعيش في مايشبه الكانتونات ونتبع سياسة أنا وبعدي الطوفان

    كل واحد يفكر بنفسه فقط و لا يهمه من الآخرين شيء

    متناسين حديث السفينة فإن تركناهم غرقوا وغرقنا جميعاً وإن منعناهم نجوا ونجونا جميعاً

    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــا
    http://www.qassimy.com/vb/archive/index.php/t-91877.html



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    ثقافة النظافة Empty رد: ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.09.09 23:23


    النظافة مظهر حضاري




    د. أحمد محمد القضاة....

    كانت المدينة حين قدم الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً إليها، منطقة كثيرة الأوبئة والأمراض، وقد أسهم في ذلك ما كان عليه الناس من ممارسات اجتماعية غير سليمة، فالأقذار والأوساخ وفضلات الناس والدواب تلقى في الطرقات، دون أن يهتم أحد بجمعها في أماكن خاصة، وحين ينزل المطر فإنه يأخذ هذه الأقذار في طريقه ليلقي بها في الآبار والبرك التي اعتاد الناس أن يستخدموها للشرب وغيره.

    قالت عائشة رضي الله عنها: ".. قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، فكان بُطْحَان يجرى نَجْلًا، أي ماءً آجِنًا" (متغير اللون والرائحة لما فيه من الأقذار).

    وقالت: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعك أبو بكر وبلال، فدخلت عليهما فقلت: يا أبه كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحُمَّى يقول:


    كل امرئ مُصَبَّحٌ في أهله

    والموت أدنى من شِرَاك نَعْلِه



    وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:


    ألا ليت شِعْرِي هل أبيتَنَّ ليلة

    بوَادٍ وحولي إذْخِرٌ وجَلِيـلُ

    وهل أرِدْن يومًا مياه مِجَنَّة

    وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ




    قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك في صاعها ومدها، وانقل حُمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة ).

    وقد استجاب الله دعاءه صلى الله عليه وسلم، فأُري في المنام أن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بالمَهْيَعَة، وهي الجُحفة.

    وكان تأويل ذلك نقل وباء المدينة إلى الجحفة، وبذلك استراح المهاجرون مما كانوا يعانونه من شدة مناخ المدينة.([1])

    ولكن: هل كانت استجابة الدعاء هكذا دون اتخاذ إجراءات عملية؟ وهل رضي الرسول صلى الله عليه وسلم ببقاء الأقذار متناثرة في كل مكان، ودعا ربه أن يزيل الوباء من المدينة؟

    لننظر ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما الإجراءات التي اتخذها؟

    تبين كتب السنة وكتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابه والناس من حوله بسلسلة من الإجراءات العملية التطبيقية، وحثهم عليها مبيناً أهميتها، ورابطاً لها بمبدأ الثواب والعقاب


    فمن ذلك:

    · أهمية تنظيف الساحات والطرق وإصلاحها، حتى يستطيع الناس أن يستخدموها بيسر وسهولة.

    · تنظيف البيوت وأفنيتها حتى تكون صالحةً للسكنى، خالية من الأوبئة والأمراض.

    · تنظيف الأجسام والاهتمام بالمظهر الجمالي، والرائحة الطيبة.

    · مراعاة حق الجار، وعدم إزعاجه بالروائح الكريهة.

    · الاهتمام بغرس الأشجار، ومكافحة زحف الصحراء.

    · العناية بحفر الآبار، لتوفير كميات كافية من مياه الشرب.

    وإذ لا يتسع المقام هنا للحديث المفصل عن سائر النقاط، فسوف يتم الحديث عن النقطتين، الأولى والثانية بشيء من البيان، لنعرف كيف أسهمت هذه الإجراءات في إزالة الوباء، والحد من آثاره المخيفة، وتنظيم المدينة، وإبرازها في صورة جميلة مشرقة،



    · أهمية تنظيف الساحات والطرق وإصلاحها، حتى يستطيع الناس أن يستخدموها بيسر.

    جاء في الحديث الشريف عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلّبُ فِي الْجَنّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطّرِيقِ. كَانَتْ تُؤْذِي النّاسَ". قال الشارح: هذه الأحاديث المذكورة في الباب ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق، سواء كان الأذى شجرةً تؤذي، أو غصنَ شوك، أو حجراً يُعْثَرُ به، أو قذراً أو جيفةً وغير ذلك، وإماطةُ الأذى عن الطريق من شعب الإيمان كما في الحديث الصحيح، وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين، وأزال عنهم ضرراً.

    قوله صلى الله عليه وسلم: "رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق" أي يتنعم في الجنة بملاذها بسبب قطعه الشجرة.

    يؤخذ من هذا الحديث أن إزالة الأذى – أياً كان – من طريق الناس فيه أجر عظيم، وأنه يوصل صاحبه إلى الجنة، ويجعله يتقلب في نعيمها، وإذا عرفنا حال الصحابة الكرام، وحرصهم على دخول الجنة، عرفنا أنهم سيترجمون هذا الحديث تطبيقاً عملياً كلما ساروا في الطريق، أو مروا بشيء مما يؤذي الناس ويزعجهم.


    لقد سارع هؤلاء إلى تنظيف الطرقات، وتوسيعها وتمهيدها للسالكين، ابتغاء الأجر، ورغبة في رضا الرحمن سبحانه.


    وقد عدّ الرسول صلى الله عليه وسلم تنظيف الطرقات، وإزالة الأذى منها شعبةً من شعب الإيمان فقال: "الإيمان بضع وستون شعبةً، أو بضع وسبعون شعبةً، فأرفعها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

    ومن جهة أخرى حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من رمي الأقذار أو التبرز في الطرقات، مبيناً أن هذا يؤذي الناس، مما يجعلهم يلعنون فاعله


    فالطريق مرفق عامٌّ ينتفع به الناس، وليس لأحد أن يتصرف فيه بما يزعج الآخرين ويؤذيهم.

    وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا اللعانين" قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال "الذي يتخلَّى في طريق الناس أو في ظلهم".([2])

    وفي رواية قال: "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق)).

    ويظهر من هذه الأحاديث الشريفة ونظائرها أن النبي صلى الله عليه وسلم يربط أفعال الناس دائماً بمبدأ الثواب للمحسن، والعقاب للمسيء، وهذا الأمر له أثره التربوي في النفس، بحيث يجعل المتلقي مبادراً إلى تنفيذ الأمر سواءٌ أكان هناك من يرقبه ويراه أم لا، ويتجنب الوقوع في النهي حتى لو كان خالياً بعيداً عن الناس، لأنه يراقب الله تعالى، فيرجو ثوابه، ويخاف عقابه.


    ومن جهة أخرى يجعل الرسولُ صلى الله عليه وسلم الأعمال والخدمات التي يقدمها المسلم للناس أعمالاً داخلة في دائرة العبادة والطاعة، فهو حين يُبعِد الأذى عن الطريق يعبد ربه، وحين يساعد شخصاً في عمله يكون في عبادة، ..

    وبهذا يمضي المسلم باذلاً جهده في إصلاح المجتمع غير منتظر أن يعطيه الناس أجراً، أو يقدموا له شكراً.

    · تنظيف البيوت وأفنيتها حتى تكون صالحةً للسكنى، خالية من الأوبئة والأمراض.

    وهذا الأمر اهتم به الرسول صلى الله عليه وسلم اهتماماً بالغاً، وأوصى به المسلمين، وحذَّرهم من التشبه بأهل القذارة والجهل


    مؤكداً أن نظافة البيوت والأفنية معلم بارز من معالم البيوت المسلمة، ودليل على التزام أهلها بالإسلام، فالنظافة مظهر إسلامي أصيل

    وفي هذا يقول صالح بن أبي حسان: سمعت ابن المسيب يقول:
    "ان الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود".([3])

    وفي رواية عند أبي يعلى: عن صالح بن حسان قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود؛ تجمع الأكناف في دورها([4]).

    وتنظيف الأفنية والبيوت يستدعي إخراج الأقذار منها، وكنسها وتطهيرها وتطييبها، والحرص على جمالها وحسن مظهرها، وتزويدها بالمرافق التي تجعل سكناها مريحة.

    بمثل هذه الإجراءات تصبح البيوت والمدن صالحة للسكنى، خالية من الأوبئة، بعيدةً عن الأمراض، ويعيش أهلها في هدوء وراحةٍ، فكل منهم يقوم بعمله مُدركاً أنه يعبد ربه في الوقت الذي يخدم فيه مجتمعه وأهل منطقته. فما أعظم الدين الذي جاءنا بهذه التعاليم.


    والحمد لله رب العالمين




    1-الرحيق المختوم 1/136.


    (2) صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب النهي عن التخلي في الطرق والظلال 68 ، رقم (269)

    (3) أبواب الاستئذان والآداب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، 74- باب ما جاء في النظافة، رقم الحديث 2951.

    (4) مسند أبي يعلى الموصلي، مسند سعد بن أبي وقاص، رقم [ 791 ].

    [/size]
    والنقل
    لطفـــاً .. من هنــــــــــــا
    http://www.homslife.com/forum/index.php?showtopic=29566
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    ثقافة النظافة Empty رد: ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.09.09 23:28


    نظافة بيئتنا مسؤوليتنا جميعا..

    من قبل: الياسمين الدمشقي

    البيوت مرآة لأصحابها

    هذا ما اعتدنا ان نربطه بالعائلة التي نقوم بزيارتها..

    بيوت نظيفة, لامعة, تغريك روائح النظافة والعطور التي تملا أرجاء المنزل وترتيب الأثاث وألوانه, وتنسيقه, بما يلائم ويريح من يقطنه, وما إلى ذلك من طرق ليكون المنزل أفضل وأجمل لأصحابه وضيوفهم.

    حتى أن أغلب العائلات ميسورة الحال أصبحت تستقدم الخادمات الآسيويات والإثيوبيات لأجل استخدامهن في أعمال المنزل ويأتي التنظيف في المرتبة الأولى في أعمالهن..

    وبالرغم من الوضع المعيشي المتوسط للعائلات السورية بشكل عام, الا ان سورية احتلت نسبة مرتفعة عربيا ودوليا في استقدام العاملات لأعمال النظافة سواء في المنازل او المطاعم.

    هذه البيوت التي نتحدث عنها.. على هذا القدر من النظافة والاهتمام من الداخل فقط..

    فما أن نخرج من حدود أي منزل حتى تصادفنا كل أنواع القذارة..

    بدءا من روائح بقايا الفضلات التي ترمى بغير وقتها.. وبغير مكانها..

    وانتهاء بالأوساخ المرمية هنا وهناك في كل مكان يتواجد فيه البشر.

    غالبية البيوت لا تلتزم بالأوقات المعينة لرمي فضلات المنزل (القمامة)..

    وغالبية العائلات وربات المنزل تهتم بنظافة المنزل حتى عتبة الباب فقط

    فحدود نظافة المنزل لا تتجاوز عدة خطوات خارجه..

    فالنسبة الغالبة من ربات البيوت يجدن أن النظافة خارج إطار المنزل ليست من شأنهن او مهام أعمالهن اليومية..

    بعض حالات اللامبالاة من البعض

    السيدة (ج) تسكن شقة ضمن منطقة سكنية ضخمة, وتهتم بنظافة منزلها حتى حدود شرفات منزلها, ولاتمل تنظيف منزلها بشكل يومي بالبربيج الذي يغسل جدران شرفاتها يوميا, ونوافذ بيتها بلا كلل ولاتعب, ولم يكن يعنيها كل اللافتات والتوجيهات التي نسمعها على الإذاعات ومحطات التلفزة والتي لا تنفك تؤكد على ضرورة ترشيد المياه, وعند الإشارة إلى التقليل من هدر المياه, كانت تقنع نفسها بأن النظافة من الإيمان..

    عائلة أخرى.. تعترض على توجيه ملاحظة لها بخصوص الماء, بحجة أنها المسؤولة عن دفع فواتير المياه, لذلك فهي حرة في الهدر بالطريقة التي تراها مناسبة!!

    عائلة ضمن منطقة سكنية أخرى تركت مصارف توجيه المياه خاصتها دون توجيهها نحو المصارف الرئيسية في الأرض, حاول الجيران مرارا الطلب منهم بإصلاحها دون فائدة, حتى تمت مخالفتهم من قبل مراقبين البلدية .

    عائلة أخرى تهتم بكل المظاهر الخارجية لترتيب المنزل وأناقته لكنها سهت عن ضرورة وضع قمامة المنزل ضمن كيس محكم الإغلاق!!
    فهذه العائلة تضع قمامتها ضمن دلو مخصص وبدون كيس خاص بها لترمي بها ضمن الحاوية المخصصة, وعند الاعتراض على التصرف..
    لم نفاجيء برد صاحب المنزل:

    ” سترمى ضمن حاوية فما الفرق ان تكون ضمن كيس او دونه!!”.

    وقد تمر ليلا تحت إحدى الأبنية لتفاجأ بكيس اسود يسقط قبالتك من إحدى النوافذ وربما قد يسقط عليك إذا لم تراعي واجب الحيطة والحذر.

    بعيدا عن المناطق السكنية.. إلى الطرق العامة للسيارات التي تستخدم الطرقات بشكل يومي ومتكرر, نجد ان سائقي هذه السيارات بكل بساطة يرمون فضلاتهم خارجها غير آبهين بأنها الفضلات ذاتها التي تزعجهم ويتذمرون من وجودها على الطرقات وخاصة الزجاجية منها التي تتناثر أجزاء مؤذية عند رميها من نوافذ السيارات لثقب إطاراتها ومن ثم تتسبب بحوادث مؤلمة..

    حتى العائلات التي تقصد الحدائق العامة بغية التسلية وتمضية بعض الوقت مع الأطفال, بشرائهم لبعض الأطعمة والتي تم تحضيرها بعناية وجلبت ضمن أكياس خاصة بها, لكن ماان يتم الانتهاء منها حتى ترمى على الأرض وعلى العشب الأخضر غير مهتمين بالأوساخ والتشوه الحضاري والجمالي الذي افتعلوه جراء رميهم لبقايا طعامهم, عدا بعض أنواع الفضلات التي يتم أكلها ورميها هنا وهناك ( البذر مثلا) دون أدنى إحساس بالمسؤولية من قبل من يقوم بهذا الفعل ودون ان يعوا مدى صعوبة تنظيفها من قبل عامل النظافة.

    في السوق.. في الطريق.. أثناء ذهابنا إلى العمل وعودتنا منه.. لا يتوانى اغلبنا عن رمي. أوراق.. بقايا طعام.. علبة عصير فارغة.. دون التفكير بوجود سلة قمامة صغيرة معلقة هنا وهناك على أعمدة الإنارة.. بل نسارع إلى رميها بالأرض بكل بساطة.

    وأن فكر أحدنا بتوجيه ملاحظة لأحدهم فيما لو رأيناه يرمي بالأوساخ على الأرض, فبكل بساطة سيعتبر ملاحظتنا تدخل في شؤون لا تعنيننا, ولن يقبل حتى بمجرد التفكير بأن فعله يعنينا جميعا بشكل شخصي.

    حتى المنتزهات الشعبية لم تسلم هي الأخرى من القمامة المترامية هنا وهناك جراء بقايا ومخلفات بعض الأطعمة.. وخير دليل عليها نهر بردى الذي ناء بما يحمله من فضلات العائلات التي ترتاد ضفافه يوميا وترمي بقاياها غير أبهة بأنها تزيد في تلوث مياهه

    الحاويات قصة أخرى..

    وضعت الحاويات لأجل تجميع قمامة الأحياء السكنية, لكن حتى هذه الحاويات أصبحت مصدر عبء على من يقوم بإفراغها.. وعلى أهالي الحي أيضا..
    فالحاويات في آخر النهار تمتليء ويبدأ الناس بالرمي خارجها, مما يجعلها بؤرة للجراثيم والأمراض الناتجة عن عدم وجود النظافة
    كما أن عصارة الحاويات مشكلة أخرى.. ولأنها مستعصية الحل على سكان الحي كون رائحتها تجذب الذباب والحشرات والقوارض, ولأن الكي هو آخر الأدوية يعمد البعض إلى حرق الحاوية لأجل التخلص من الرائحة السيئة وهنا يمكن الأسوأ لأن حرقها سيلوث الجو بهواء فاسد
    قد تكون هذه الأمثلة التي استعرضتها سيئة لبعض العائلات من مجتمعنا ولكن للأسف هذه هي صورتنا الحقيقية فيما يتعلق بنظافة بيئتنا وشوارعنا وطبيعتنا

    وهذا مانحن عليه حاليا..

    المشكلة ليس باستحداث قانون للنظافة, وإيجاد العقوبات الرادعة لمن لا يمتثل,
    إنها مشكلة تربية وأخلاق تمكن داخل كل شخص فينا ليقرر في داخله أن النظافة مسؤوليتنا جميعا ولا تقف عند حدود شخصنا ومنزلنا بل تتعداها إلى كل رقعة في مدينتنا التي نعيش فيها..

    فلتكن دعوة لنا جميعا لنبدأ من أنفسنا أولا.. ولنعلم أطفالنا جوهر ومعنى النظافة

    الكاتبة : ربا الحمود
    rouse2000@gmail.com

    نقلا عن موقع يارا صبري الرسمي
    أم عبد الملك الأثرية
    أم عبد الملك الأثرية
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 117
    العمر : 41
    البلد : مصرنا الحبيب
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 03/08/2008

    ثقافة النظافة Empty رد: ثقافة النظافة

    مُساهمة من طرف أم عبد الملك الأثرية 25.09.09 4:08

    ثقافة النظافة 541492

      الوقت/التاريخ الآن هو 13.05.24 21:46