خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    عليك بتقوى الله

    avatar
    خالد بن إبراهيم الشرقاوي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 77
    العمر : 55
    البلد : مصر
    العمل : مصر
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 16/07/2009

    الملفات الصوتية عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف خالد بن إبراهيم الشرقاوي 24.08.09 18:17

    عليك بتقوى الله إن كنت غافلا000000يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدرى
    و كيف تخاف الفقر والله رازقٌ00000 فقد رزق الطير ، و الحوت فى البحر
    و من ظن أن الرزق يأتى بقوةٍ00000 ما أكل العصفور شيئًا مع النسر
    تزول عن الدنيا فإنك لا تدرى إدا0000 جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
    فكم من فتى امسى و أصبح ضاحكًا0000و أكفانه فى الغيب تنسج و هو لا يدرى
    فمن عاش ألفًا و ألفين فلا00000000 بد من يوم يسير الى القبر
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 10:41



    التقوى من مفاتيح الرزق


    قال تعالى:
    (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)
    [الطلاق:2-3.

    فاصل


    فإن تقوى الله سبب تفريج الكُرَب والخَلاص من المضائق

    وملاحظةُ المسلم ذلك ويقينُه بأن الله يدفع عنه ما يخطر بباله من الخواطر الشيطانية التي تثبطه عن التقوى يحقق وعد الله إياه بأن يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

    فكل مَن اتقى الله تعالى، ولازم مرضاة الله في جميع أحواله، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة.


    ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة

    فاصل

    وكما أن مَن اتقى الله جعل له فرجًا ومخرجًا،
    فمَن لم يتق الله، وقع في الشدائد والآصار والأغلال، التي لا يقدر على التخلص منها والخروج من تبعتها.

    (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)


    أي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به. [التحرير والتنوير - تيسير الكريم الرحمن.

    وفي القرآن مواضع متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلوب واستقامتها على هدى الله، وبين تيسير الأرزاق وعموم الرخاء..


    جاء في موضع:
    (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ . وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) [المائدة:65-66]

    وجـاء في موضـع:
    (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود:3]

    وهذه القاعدة التي يقررها القرآن في مواضع متفرقة، قاعدة صحيحة تقوم على أسبابها من وعد الله، ومن سنة الحياة؛ كما أنّ الواقع العملي يشهد بتحققها على مدار القرون.

    قال أبو سعيد الخدري:

    ومَن يبرأ مِن حوله وقوته بالرجوع إلى الله؛ يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة له.

    وتأول ابن مسعود ومسروق الآية على العموم

    وقال أبو ذر:
    قال النبي e: “إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم”، وتلا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)
    فما زال يكررها ويعيدها.

    وقال ابن عباس :

    مخرجًا من شبهات الدنيا، ومن غمرات الموت، ومن شدائد يوم القيامة.

    قال الزجاج :

    إذا اتقى وآثر الحلال والتصبر على أهله؛ فتح الله عليه إنْ كان ذا ضِيقة، ورزقه مِن حيث لا يحتسب.
    [الجامع لأحكام القرآن - الظلال]

    وقد قيل لأحد الصالحين:

    إن الأسعار قد ارتفعت، فقال: أنزلوها بالتقوى؛
    في إشارة منه لقوله تعالى:
    (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف:96]

    فاصل

    والله جل وعلا يضمن للخليقة جمعاء رزقها فضلا منه لا وجوبا عليه، ووعدا منه حقا

    ، فهو لم يخلق الخلق ليضيعهم:
    (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود:6.

    وعن عبد الله بن مسعود t عن النبي e قال:

    “إن رُوحَ القُدُسِ نَفثَ في رُوعِي أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ رزقَها، ألا فاتقوا اللهَ وأجمِلوا في الطلبِ، ولا يحملنكم استبطاءُ الرزقِ أنْ تطلبوه بمعاصي اللهِ؛ فإنه لا يُدرَكُ ما عندَ اللهِ إلا بطاعتِهِ”.
    [أخرجه الحاكم وابن حبان، وحسنه الألباني.

    فإن العبد إذا أيقن أن الرزق بيد الله، وأنه آتيه لا محالة تفرغ لأداء المهمة التي خلقه الله من أجلها؛ وهي العبادة بمفهومها الشامل.

    وحينئذ يمكنه أن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم؛ فلا يخشى فصلا من عمل، أو طردا من وظيفة، أو حرمانا من تجارة؛ فرزقه عند الله لا محالة.

    فاصل

    وهو عندما يبذل سببا للحصول على الرزق؛

    يبذله وهو عزيز النفس رافع الرأس، فليس لأحد منة عليه، بل المنة والفضل لله جميعا.

    فاصل

    والله جل وعلا عندما قسم الأرزاق جعل بينها تفاوتا:

    (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا) [الإسراء:30.

    ولو أعطى الله الخلق فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان:

    (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِير) [الشورى:27.

    فاصل

    إنه سبحانه وتعالى يرزق عباده بالقدر الذي فيه صلاحهم،

    فيُغني من لا يُصلحه إلا الغنى، ويَقْدِر على مَن لا يُصلحه إلا الفقـر؛ بحكمتـه وعدله جـل وعلا:
    (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الشورى:12.

    فاصل

    والرزق مكتوب للعبد وهو في بطن أمه:

    “إنَّ أحدَكم يُجمعُ خلقُه في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغةً مثلَ ذلك، ثم يبعثُ اللهُ إليهِ مَلَكًا، ويُؤمَرُ بأربعِ كلماتٍ، ويُقالُ له: اكتبْ عملَه ورزقَه وأجلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ، ثمُ يُنفخُ فيه الروحُ”.
    [رواه البخاري ومسلم.

    فاصل


    فوالله الذي لا إله إلا هو، لو اجتمعت الدنيا كلها، بقضِّها وقضيضها، وجيوشها ودولها، وعسكرها وملوكها وأرادوا أن يمنعوا رزقا قدره الله لك، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً،

    ولو أرادوا أن يسقوك شربة ماء، لم يكتبْها الله لك، فإنك ستموت قبل هذه الشربة.

    البسملة

    ومن أسباب الرزق: الاستغفار والتوبة:

    نعم.. التوبة والاستغفار، قال تعالى:
    (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارا)
    [نوح:10-12.،

    قال القرطبي:
    “هذه الآية دليل على أن الاستغفار يُستنزل به الرزق والأمطار”،

    وقال ابن كثير:
    “أي إذا تبتم واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم”.

    جاء رجل إلى الحسن فشكا إليه الجدب، فقال: استغفر الله، وجاء آخر فشكا الفقر، فقال له: استغفر الله،

    وجاء آخر فقال: ادع الله أن يرزقني ولدا، فقال: استغفر الله، فقال أصحاب الحسن: سألوك مسائل شتى وأجبتهم بجواب واحد وهو الاستغفار؟
    فقال رحمه الله: ما قلت من عندي شيئا، إن الله يقول:
    (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً).

    وقال تعالى:

    (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3.

    [هذه الآية الكريمة تدل على أن الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب سبب لأن يمتع الله مَن فعل ذلك متاعًا حسنًا إلى أجل مسمى؛ لأنه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء على شرطه.

    والظاهر أن المراد بالمتاع الحسن سعة الرزق، ورغد العيش، والعافية في الدنيا، وأن المراد بالأجل المسمى: الموت.. [أضواء البيان.

    [وقد ابتلينا في العصر الحديث بالغفلة والشك، وذهبنا نظن أنَّ هذا الكلام ومثله إنما أريد به مجرد الترغيب والترهيب، لا أنه حقيقة واقعة، وقانون صادق.. ابتلينا بهذا فخسرنا كل شيء.. وقد كان سلفنـا الصالح يفطنون إليها، ويوقنون بخيرها، ويستفتحون أبواب السماء بسرها؛ فيسعفهم الله بما يريدون..

    رُوِي أنّ السماء أمسكت، والأرض أجدبت على عهد عمر بن الخطاب؛ فخرج مع الناس ليستسقي لهم، فاستغفر عمر ربه هنيهة، ثم عاد بالناس! فقالوا له: ما نراك استسقيت لنا؟! قال: لقد طلبت لكم الغيث بمجاديح(1) السماء التي يُستنزَل بها المطر][تذكرة الدعاة]

    ¶ ذكر ابن قُدامة في كتاب “التوابين” أنه: لحق بني إسرائيل قحطٌ على عهد موسى ؛، فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله! ادْعُ لنا ربك أنْ يسقينا الغيث. فقام معهم، وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفًا أو يزيدون. فقال موسى ؛: إلهي! اسقنا غيثك، وانشر علينا رحمتك، وارحمنا بالأطفال الرضَّع، والبهائم الرُّتَّع، والمشايخ الرُّكَّع.. فما زادت السماء إلا تقشعًا، والشمس إلا حرارة.. فقال موسى: إلهي! إن كان قد خَلَق جاهي عندك؛ فبجاه النبي الأمي محمد الذي تبعثه في آخر الزمان.. فأوحى الله إليه: ما خَلَقَ جاهك عندي؛ وإنك عندي وجيه، ولكن فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي؛ فنادِ في الناس حتى يخرج مِن بين أظهركم؛ فبه منعتُكم..! فقال موسى: إلهي! وسيدي! أنا عبد ضعيف، وصوتي ضعيف؛ فأين يبلغ؛ وهم سبعون ألفًا أو يزيدون؟ فأوحى الله إليه: منك النداء، ومني البلاغ.. فقام مناديًا وقال: يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة! اخرج مِن بين أظهرنا؛ فبك مُنعنا المطر..! فقام العبد العاصي، فنظر ذات اليمين وذات الشمال، فلم يَـرَ أحدًا خرج؛ فعلم أنه المطلوب.. فقال في نفسه: إنْ أنا خرجتُ مِن بين هذا الخلق افتضحتُ على رءوس بني إسرائيل.. وإنْ قعدتُ معهم منعوا لأجلي! فأدخل رأسه في ثيابه نادمًا على فعاله، وقال: إلهي! وسيدي! عصيتُك أربعين سنة وأمهلتَني، وقد أتيتُك طائعًا؛ فاقبلني.. فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القِرَب.. فقال موسى: إلهي! وسيدي! بماذا سقيتَنا، وما خرج مِن بين أظهرنا أحد؟! فقال: يا موسى! سقيتُكم بالذي به مَنعتُكم! فقال موسى: إلهي! أرني هذا العبد الطائع. فقال: يا موسى! إني لم أفضحه وهو يعصيني، أأفضحه وهو يطيعني؟!

    البسملة

    ومن أسباب الرزق ومفاتحه، التوكل على الله، الأحد الفرد الصمد،


    وفي الحديث قال رسول الله e:
    “لو أنكم كنتم تَوَكَّلون على اللهِ حقَّ توكلِه لرُزِقتُكم كما يُرزَقُ الطيرُ، تَغدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا”.
    [رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني]

    وقال الله تعالى:

    (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْرا) [الطلاق:3].

    والمراد بالتوكل اعتقاد ما دلت عليه هذه الآية:

    (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)
    [هود: 6]،

    مع الأخذ بالأسباب. فإن التوكل عليه سبحانه مفتاح لكل خير.

    البسملة

    مما يُستجلب به الرزق، صلة الرحم،


    قال رسول الله e: “مَن أحبَّ أنْ يُبسطَ له في رزقِه، ويُنْسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه” [رواه البخاري].

    وروى الطبراني من حديث أبي بكرة، عن رسول الله e قال: “إنَّ أعجلَ الطاعةِ ثواباً لَصِلَةُ الرحمِ، حتى إنَّ أهلَ البيتِ ليكونوا فَجَرةً، فتنمو أموالُهم، ويكثرُ عددُهم، إذا تواصلوا”.

    البسملة

    ومن أسباب الرزق الإنفاق في سبيل الله،


    قال تعالى:
    (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
    [سبأ:39].

    وروى مسلم في صحيحه عن النبي e قال:

    “يقول الله تعالى: يا ابن آدم أنفِقْ أُنفِقْ عليك”. الله أكبر! ما أعظمه من ضمان بالرزق؛ أنفقْ أُنفقُ عليك.

    البسملة

    من أسباب الرزق الإحسان إلى الضعفاء والفقراء، وبذل العون لهم،


    فهذا سبب في زيادة الرزق وهو أحد مفاتيحه، قال رسـول الله:
    “هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم”.
    [رواه البخاري].

    فمن رغب في رزق الله له، فلا ينسَ الضعفاء والمساكين، فإنما بهم يُرزق، ولهذا كان يقول:

    “ابغوني في ضعفائكم فإنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم”
    [رواه النسائي وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني].

    ابغوني: تقربوا إليَّ بالتقرب إليهم وتفقد حالهم، وحفظ حقوقهم، والإحسان إليهم قولا وفعلا واستنصارا.
    فاصل
    والنقل
    http://www.14october.com/News.aspx?newsid=f270e660-e374-440e-af9c-6bc0da7aa297
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 10:54

    بركة الرزق
    Embarassed
    ملخص الخطبة

    1- الله خلق الخلق وقدر أرزاقهم.
    2- البركة في الرزق تجعل القليل كثيراً.
    3- التقوى سبب من أسباب البركة.
    4- الدعاء سبب من أسباب البركة.
    5- صلة الرحم سبب في البركة.
    6- الإنفاق في سبيل الله من أسباب البركة.
    7- الكسب الطيب كسب مبارك.
    8- نصيحة عن الزواج وآدابه.

    فاصل
    الخطبة الأولى


    فاصل

    أما بعد:

    فيا عباد الله اتقوا الله حقيقة التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسادنا على النار لا تقوى، وأكثروا من ذكر الموت والبلى وقرب المصير إلى الله جل وعلا.


    عباد الله:

    إن الله أنعم علينا بنعم عظيمة ومنن جليلة كريمة. نعم لا تعد ولا تحصى ومنن لا تكافأ ولا تجزى، فما من طرفة عين إلا والعبد ينعم فيها في نعم لا يعلم قدرها إلى الله جل وعلا: عليك بتقوى الله Start-iconوما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبينعليك بتقوى الله End-icon [هود: 6].

    خلق الخلق فأحصاهم عددًا وقسم أرزاقهم وأقواتهم فلم ينس منهم أحدًا، فما رفعت كف طعام إلى فمك وفيك إلا والله كتب لك هذا الطعام قبل أن يخلق السموات والأرض، سبحان من رزق الطير في الهواء والسمكة والحوت في ظلمات الماء، سبحان من رزق الحية في العراء والدود في الصخرة الصماء، سبحان من لا تخفى عليه الخوافي فهو المتكفل بالأرزاق، كتب الآجال والأرزاق وحكم بها فلم يعقب حكمه، ولم يُردُّ عليه عدله، سبحان ذي العزة والجلال مصرف الشؤون والأحوال.


    وإذا أراد الله بالعبد خيرًا بارك له في رزقه، وكتب له الخير فيما أولاه من النعم, البركة في الأموال، والبركة في العيال، والبركة في الشؤون والأحوال، نعمة من الله الكريم المتفضل المتعال, الله وحده منه البركة ومنه الخيرات والرحمات، فما فتح من أبوابها لا يغلقه أحد سواه، وما أغلق لا يستطيع أحد أن يفتحه.


    لذلك عباد الله :

    إذا أراد الله بالعبد خيرًا بارك له في رزقه وقوته، إنها البركة التي يصير بها القليل كثيرًا، ويصير حال العبد إلى فضل ونعمة وزيادة وخير، فالعبرة كل العبرة بالبركة, فكم من قليل كثره الله، وكم من صغير كبره الله, وإذا أراد الله أن يبارك للعبد في ماله هيأ له الأسباب وفتح في وجهه الأبواب.


    ومن أعظم الأسباب التي تفتح بها أبواب الرحمات والبركات تقوى الله جل جلاله، تقوى الله التي يفتح الله بها أبواب الرحمات ويجزل بها العطايا والخيرات عليك بتقوى الله Start-iconولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرضعليك بتقوى الله End-icon [الأعراف:66].

    الخير كل الخير، وجماع الخير في تقوى الله جل وعلا، ومن اتقى الله جعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب، فلن تضيق أرض الله على عبد يتقي الله، ولن يضيق العيش والرزق على من خاف الله واتقاه.


    عباد الله:

    ومن أسباب البركات ومن الأمور التي يفتح به الله أبواب البركات على العباد الدعاء والالتجاء إلى الله جل وعلا، فهو الملاذ وهو المعاذ, فإن ضاق عليك رزقك وعظم عليك همك وغمك وكثر عليك دينك فاقرع باب الله الذي لا يخيب قارعه، واسأل الله جل جلاله فهو الكريم الجواد،

    وما وقف أحد ببابه فنحّاه، ولا رجاه عبد فخيبه في دعائه ورجاه، "دخل النبي عليك بتقوى الله Salla-icon يومًا إلى مسجده المبارك فنظر إلى أحد أصحابه وجده وحيدًا فريدًا ونظر إلى وجه ذلك الصحابي فرأى فيه علامات الهم والغم رآه جالسًا في مسجده في ساعة ليست بساعة صلاة فدنى منه الحليم الرحيم صلوات الله وسلامه عليه ـ وكان لأصحابه أبر وأكرم من الأب لأبنائه ـ وقف عليه رسول الهدى عليك بتقوى الله Salla-icon فقال: ((يا أبا أمامة ما الذي أجلسك في المسجد في هذه الساعة؟)) قال: يا رسول الله، هموم أصابتني وديون غلبتني ـ أصابني الهم وغلبني الدين الذي هو همّ الليل وذل النهار ـ فقال عليك بتقوى الله Salla-icon: ((ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك)) صلوات ربي وسلامه عليه، ما ترك باب خير إلا ودلنا عليه, ولا سبيل هدى ورشد إلا أرشدنا إليه فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا عن أمته ((ألا أدلك على كلمات إذا قلتهن أذهب الله همك وقضى دينك؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: ((قل إذا أصبحت وأمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)) قال عليك بتقوى الله Radia-icon وأرضاه: فقلتهن فأذهب الله همي وقضى ديني"
    [1].

    الدعاء حبل متين وعصمة بالله رب العالمين عليك بتقوى الله Start-iconإياك نعبد وإياك نستعينعليك بتقوى الله End-icon [الفاتحة:5]. فإذا أراد الله أن يرحم المهموم والمغموم والمنكوب في ماله ودينه ألهمه الدعاء، وشرح صدره لسؤال الله جل وعلا من بيده خزائن السموات والأرض، يده سحاء الليل والنهار لا تغيضها نفقة.


    ومن أسباب البركات، ومن الأسباب التي يوسع فيها على أرزاق العباد صلة الأرحام، قال عليك بتقوى الله Salla-icon: ((من أحب منكم أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، وأن يزاد له في عمره فليصل رحمه))
    [2].

    صِلُوا الأرحام؛ فإن صلتها نعمة من الله ورحمة يرحم الله بها عباده، أدخل السرور على الأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وسائر الأرحام والقرابات. فمن وصلهم وصله الله وبارك له في رزقه ووسع له في عيشه.


    ومن أسباب البركات التي توجب على العباد الرحمات والنفقات والصدقات، فمن يسر على معسر يسر الله له في الدنيا والآخرة، ومن فرج كربة المكروب فرج الله كربته في الدنيا والآخرة، فارحموا عباد الله يرحمكم من في السماء، والله يرحم من عباده الرحماء، وما من يوم تصبح فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا
    [3].

    يا ابن آدم أنفق ينفق الله عليك، وارحم الضعفاء يرحمك من في السماء، فرجوا الكربات وأغدقوا على الأرامل والمحتاجين، فإن الله يرحم برحمته عباده الراحمين، قال عليك بتقوى الله Salla-icon: ((يا أسماء أنفقي يُنفق الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك))
    [4]امرأة يقول لها أنفقي ينفق الله عليك، فمن أنفق لوجه الله ضاعف الله له الأجر؛ فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله، ولك الخلف من الله، فما نقصت صدقة من مال. كان الناس إلى عهد قريب يعيشون حياة شديدة صعيبة، ومع ذلك فرج الله همومهم، ونفس الله غمومهم بفضله ثم بما كان بينهم من الرحمات، كانوا متراحمين متواصلين متعاطفين فجعل الله القليل كثيرًا

    وانظر إلى أصحاب رسول الله عليك بتقوى الله Salla-icon كيف كانوا رحماء بينهم فرحمهم الله من عنده.

    ومن الأسباب التي يبارك الله بها في الأرزاق، بل يبارك بها في الأعمار وفي أحوال الإنسان العمل والكسب الطيب، الإسلام دين العمل، دين الكسب، الحلال الذي يعف الإنسان به نفسه عن القيل والقال وسؤال الناس، فمن سأل الناس تكثرًا جاء يوم القيامة وليس على وجهه مزعة لحم
    [5] والعياذ بالله.

    خذ بأسباب الرزق وامش في مناكبها عليك بتقوى الله Start-iconفامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشورعليك بتقوى الله End-icon [الملك: 15]. بسط الله الأرض وأخرج منها الخيرات والبركات، وجعل الخير في العمل، والشر في البطالة والكسل، الإسلام دين الجهاد والعمل قال عليك بتقوى الله Salla-icon: يرشدنا إلى فضل الأعمال وما فيها من الخير في الأرزاق ((وجعل رزقي تحت ظل رمحي))
    [6].

    فليست الأرزاق أن يجلس الإنسان في مسجده، فلا رهبانية في الإسلام فإن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، خذوا بالأسباب واطلبوا الرزق الحلال من أبوابه يفتح الله لكم من رحمته، وينشر لكم من بركاته وخيراته، الرجل المبارك يسعى على نفسه وأهله وولده، فيكتب الله له أجر السعي والعمل، ليس العمل بعار، فقد عمل أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كان نبي الله داود يعمل صنعة لبوس فكان يعمل في الحدادة فكانت منة من الله على عباده.


    ليس بعار أن تكون حدادًا أو نجارًا، ولكن العار كل العار في معصية الله جل وعلا والخمول والكسل والبطالة حين يعيش الإنسان على فتات غيره، حين يعيش الرجل على فتات غيره مع أنه صحيح البدن قوي في جسده، فهذا من محق البركة في الأجساد، فخذوا رحمكم الله بأسباب البركة بالعمل المباح والكسب المباح، فلن يضيق الرزق بإذن الله على من اكتسب, قال عليك بتقوى الله Salla-icon: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروحوا بطانًا))
    [7] فأخبر أنها تغدو وأخبر أنها تذهب، فمن ذهب للرزق يسر الله أمره، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: عليك بتقوى الله Start-iconيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملونعليك بتقوى الله End-icon [الحشر:18].

    اللهم بارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

    أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    ========== الحواشي ==========

    [1] رواه أبو داود في كتاب الوتر, باب في الاستعاذة (4/412) عون المعبود شرح سنن أبي داود، عن أبي سعيد الخدري.

    [2] رواه البخاري في كتاب الأدب، باب من بسط له الرزق بصلة الرحم (10/429) فتح، ومسلم في كتاب البر، باب صلة الرحم وتحريم قطعها (16/114) بشرح النووي، عن أنس.

    [3] رواه البخاري في كتاب الزكاة, باب قول الله تعالى: عليك بتقوى الله Start-iconفأما من أعطى واتقى...عليك بتقوى الله End-icon (3/304) فتح، ومسلم في كتاب الزكاة، باب كل نوع من المعروف صدقة (7/95) بشرح النووي، عن أبي هريرة.

    [4] رواه مسلم في كتاب الزكاة، باب الحث على الإنفاق وكراهة الإحصاء (7/118) بشرح النووي، عن أسماء.

    [5] كما عند البخاري في كتاب الزكاة، باب الحث على الإنفاق وكراهة الإحصاء (7/118) بشرح النووي، عن أسماء.

    [6] رواه البخاري تعليقًا في كتاب الجهاد, باب ما قيل في الرماح، ورواه أحمد (2/50) عن ابن عمر.

    [7] رواه أحمد (1/30) والترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا، عن عمر بن الخطاب.


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 11:00



    عليك بتقوى الله Small-white-h-line

    الخطبة الثانية

    فاصل

    الحمد لله الواحد القهار
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلب القلوب والأبصار

    وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار
    صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهار وعلى جميع أصحابه الأبرار
    ومن سار على نهجهم واهتدى بهديهم ما أظلم الليل وأضاء النهار.

    فاصل أما بعد:

    فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل.

    عباد الله:

    بعد أيام قليلة ينتهي هذا النصف من العام الدراسي وتُقبل العطل على الناس فيعيش الناس هذه العطلة والله أعلم بما غيبت لهم من الأقدار والأخبار, ولكنَّ
    كثيرًا من الناس قد يكرمهم الله عز وجل بفضله فيغتنمون هذه العطل في خير يعود عليهم بصلاح دينهم ودنياهم وأخراهم.

    ومن الأمور التي يكثر وقوعها في هذه العطلة:

    فاصل

    الزواج:

    الرحمة العظيمة والمنة الجليلة الكريمة التي بها يضاف بيت مسلم إلى بيوت المسلمين
    فنسأل الله العظيم أن يبارك للمسلمين فيما يكون لهم من ذلك
    وأن يجعل أفراحهم عونًا على طاعته ومحبته ومرضاته،
    وأن يُخرجَ منها الذرية الصالحة التي تقر بها العيون.
    فاصل
    فيا معشر الشباب، يا معشر الآباء والأمهات

    إن الزواج مسئولية عظيمة، فمن أراد أن يكرمه الله بنعمته فليأخذ بأسباب الخير في هذا الرباط العظيم خيرها وأفضلها:

    أن يتقي الله عز وجل في نكاحه
    فلا تنكح إلا عبدًا صالحًا ولا تنكح إلا مؤمنة تتقي الله وتخافه

    قال رجل للحسن البصري رحمه الله:
    يا إمام إن لي ابنة لمن أزوجها؟
    قال:
    زوجها التقي؛ فإنه إن أمسكها أكرمها وإن طلقها لم يظلمها.

    فاتقوا الله عز وجل في اختيار الأزواج والزوجات

    وإذا أكرمك الله فوجدت المرأة الصالحة وأردت أن تبني هذا البيت فابنه على تقوى من الله ورضوانه
    فإنه الأساس المتين والحصن الحصين بإذن الله رب العالمين

    فمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان أسعده الله في حياته وبارك له في نفقة الزواج, فخير النساء وأبركهن أيسرهن مئونة

    فإياك والإسراف, إياك والبذخ, فإن الله لا يحب المسرفين

    واشكر نعمة الله عز وجل عليك، وجليل منته لديك، إذ أعطاك المال وحرم غيرك

    فاتق الله في مالك وما تنفقه في زواجك ونكاحك، واطلب اليسير فإن الله يجعله كثيرًا بفضله ورحمته.

    لو كان التفاخرُ في المهور ومئونة النكاح خيرًا لفعله رسول الله عليك بتقوى الله Salla-icon والأخيار من بعده فخيرُ النساء وأبركهن أيسرهن مئونة.

    الأمر الثالث:

    اتق الله في ليلة عُرسك، اتق الله أن تستفتح هذا الزواج بمعاصي الله، وانتهاك حدود الله ومحارم الله وجمع العباد على ما يسخط الله ويغضب الله، اللهَ اللهَ أن تستفتح هذا النكاح بما يوجب غضب الله عليك وسخطه عليك فإنه من يخادع الله يخدعه، ومن يكفر نعمة الله عز وجل فإن الله عزيز ذو انتقام.

    عباد الله:

    إن الله أمرنا بالصلاة والسلام على خير الأنام رسول الخير والسلام....

    فاصل

    والنقل
    http://forum.mnaber.com/t8888.html



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 11:20




    أثر الإيمان والتقوى في الرخاء الاقتصادي

    فاصل

    الرابط نحو هذا المقال هو :
    http://www.rayah.info/browse.php?comp=viewArticles&file=article&sid=1951
    إن فهم الناس لعدم دخول الأخذ بأسباب التقدم والرخاء الاقتصادي في مسمى الإيمان والتقوى قصور مرده بعدهم عن مصادر الإسلام أو سوء الفهم لنصوصه في هذا الباب،

    بل الأخذ بأسباب التقدم والقوة والرخاء الاقتصادي وعمارة الأرض بكل ما هو نافع مطلب شرعي يسعى إلى تحقيقه كل مؤمن تقي يفهم
    فاصل


    قال الله تعالى:

    ]ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض(

    لو قلت إن المؤمن يؤمن بأن الله هو الرزاق لكان ذلك عند بعض الناس من نافلة القول بل ربما لم يعده بعض القراء كلاما ؛

    لأن من شرط الكلام تجدد فائدة للسامع ، وهذا الكلام لا يضيف في حسه معنى جديدا

    بل هو إخبار بحاصل معلوم بالضرورة ، لكنى حين أنزل إلى واقع المخاطبين المعترضين أجد هذه القناعة وهذه المسلمة المعلومة بالضرورة تهتز كثيرا في نفوسهم عند ما يخافون على مصادر أقواتهم إذا هدد فلان بقطعها ، ويخيل إليهم حينئذ أن فلانا من البشر يمكن أن يقطع أرزاقهم أو يضيق عليهم فيها.

    إن الله عز وجل حين يخبر عن نفسه بأنه الرزاق ، وأنه المعطى والمانع


    يكون واجب المؤمن الإيمان بذلك عقيدة مترجمة في سلوك عملي

    ويكون شغله الشاغل هو البحث عن أسباب نيل ما عند الله من رزق

    شأنه في ذلك شأن من يريد التوصل إلى مطلوبه المملوك لغيره

    وقد بين سبحانه وتعالى في هذه الآية أسباب نيل الرزق والرخاء الاقتصادي فقال
    : ] ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض( ؛

    فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان والتقوى سبب لفتح بركات السماء والأرض ، وأنه بالإيمان والتقوى يستجلب الرزق المبارك فيه.

    إننا في هذه الآية الكريمة أمام سنة إلهية يغفل عنها كثير ممن آمن بالقرآن في زعمه، غير مكترث بأسلوب الآية في تقرير هذه السنة الإلهية


    وهو أسلوب يؤكد حقيقة علاقة الإيمان والتقوى بالرخاء الاقتصادي حيث يبين :

    1- أن هذا الفتح علق بالإيمان والتقوى ، فهما شرط في حصوله.

    2- أن التعبير بالفتح يفيد أن هذا الأمر كان مغلقا لولا فتح الله .

    3- أن المفتوح عبر عنه بأنه " بركات" ، وذلك لتحقق نفعه ؛ إذ لا فائدة في رزق لم يبارك الله فيه.

    4- تعدد مصادر هذا الرزق الذي يفتحه الله على المؤمنين المتقين ، فهو بركات من السماء والأرض ؛ فكل مستخرج من الأرض على وجه الانتفاع به داخل في معنى بركات الأرض نفطا كان أو ذهبا أو نحاسا أو حديدا ، أو غير ذلك من المعادن المستخرجة من الأرض أو الزروع أو الثمار فكل ذلك داخل في معنى بركات الأرض


    وكل نازل من السماء من مطر يروي الأراضي الزراعية وينفع الثمار ويملأ السدود ويغذي المياه ، وينفع الأسماك .. داخل في معنى البركات المفتوحة من السماء .

    وهكذا يجد المؤمنون المتقون أثر الإيمان والتقوى في تعدد مصادر اقتصادياتهم ،

    ومن المقرر في علم الاقتصاد أن أقوى الأمم اقتصادا الأمم ذات المصادر المتعددة لاقتصادها ؛ لأن المصدر الاقتصادي الواحد عرضة للهزات الاقتصادية وهبوط الأسواق ؛ فصاحبه في قلق دائم من خوف نفاده أو الاستغناء عنه في الأسواق أو قلة رواجه لضعف الطلب أو كثرته في الأسواق كثرة تضر برواجه في الأسواق.

    وليس أثر الإيمان والتقوى مقتصرا على هذا الفتح المتعدد بل هو أساس للحفاظ عليه ، والارتقاء به ، والسعادة به سعادة يطيب في ظلها التمتع به


    قال تعالى :
    ] من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزنهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون( ،

    وقال :
    ] فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( .

    وأما غير المؤمن المتقي فإنه ضيق الصدر معيشته ضنك وإن خيل للناظر أنه في سعادة؛ لما يرى عليه من بهرج زينة الدنيا وبريقها الظاهر


    : ] فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ( ،

    وقال :
    ] ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى( ،

    وضنك المعيشة يشمل كل ما من شأنه أن ينغص الحياة ولو كان المنغص عليه في حياته غنيا يرفل في حلل الزينة والمتاع الظاهر

    بل ربما كان ذلك هو سبب نكده ، وشقائه ، وضنك معيشته

    قال تعالى :
    ] فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون( .

    هذا من حيث السعادة به


    وأما من حيث الحفاظ عليه ، فقد أمر الشارع بالتوسط في الإنفاق من المال فنهى عن التبذير

    وبين أن المال أمانة يسأل عنها من كانت في ولايته وتحت نظره ورعايته ، وكل من قصر عن استثماره على الوجه الأمثل أو عرضه للإتلاف فقد خان الأمانة فيه، ورقيب الأمين في ذلك كله وحارسه الأكبر هو أثر الإيمان والتقوى في نفسه، وهو أثر لا يدانيه ولا يقاربه أي أثر لرقابة أرضية مهما كانت صرامتها وقوة أجهزتها.

    ... ويحسن بنا التنبيه


    إلى أن جل الكوارث الاقتصادية مصدرها التفريط في هذا الركن الأساس من أركان التنمية الاقتصادية؛ فما خان موظف وظيفته ولا اختلس عامل من مال الدولة رئيسا كان أو من دونه ، ولا ارتشى مرتش إلا لضعف رقيب الإيمان والتقوى في ضميره.

    وأخيرا قد تسألني مستغربا فتقول :


    هذه أوربا وآمريكا واليابان ودول أخرى لم تحقق هذا المطلب- الإيمان والتقوى - وهي ترفل في رخاء اقتصادي وتقدم علمي لم يشهده المؤمنون ولا عرفوه فمن أين لهم ذلك ؟!

    ولن أتركك في حيرة من هذا السؤال فأقول :


    أولئك قوم أخذوا بأسباب التقدم الصناعي والرخاء الاقتصادي فأعطاهم الله على قدر جدهم واجتهادهم ولم يبخسهم شيئا سبحانه وتعالى ،

    فحق فيهم قوله تعالى :
    ] من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ( ،

    لكنهم فقدوا شرط السعادة بهذا التقدم ، فكان مصدر شقاء في كثير من الأحيان،

    وما كثرة مصحات الأمراض النفسية والعقلية ، ومراكز الإدمان ، وشيوع ظاهرة الانتحار بينهم إلا مظهر من مظاهر ذلك الشقاء والضنك الذي يجده كل معرض عن الإيمان والتقوى

    كما أن غياب الإيمان والتقوى في مجتمعاتهم عامل هدم لتلك الاقتصاديات سواء من حيث الفساد الاجتماعي والتحايل على المصالح العامة ، أو ما تنفقه الدول على المصحات النفسية، والأضرار الجسدية الناجمة عن أثر المسكرات والجرائم المنتشرة انتشارا ينذر بانهيار تلك المجتمعات بأسرها.


    أما المسلمون فلم يأخذوا بأسباب التقدم والرخاء والقوة - وهي من لوازم الإيمان والتقوى فضيعوا بذلك شرط تحقيق هذا المطلب واقعا عمليا


    فما حقق الإيمان والتقوى من أهمل أسباب التقدم والقوة المأمور بها في أكثر من نص شرعي

    ولا حقق الإيمان والتقوى من يرتكب النواهي والدواهي المدمرة للأفراد والمجتمعات

    وكيف يدعى مؤمن تحقيق الإيمان والتقوى وهو يترك تلك الأوامر، ويفعل تلك الدواهي ؟

    ألم يعرف العلماء التقوى بأنها فعل المأمور به وترك المنهي عنه؟؟؟.

    إن فهم الناس لعدم دخول الأخذ بأسباب التقدم والرخاء الاقتصادي في مسمى الإيمان والتقوى قصور مرده بعدهم عن مصادر الإسلام أو سوء الفهم لنصوصه في هذا الباب


    بل الأخذ بأسباب التقدم والقوة والرخاء الاقتصادي وعمارة الأرض بكل ما هو نافع مطلب شرعي يسعى إلى تحقيقه كل مؤمن تقي يفهم عن الله مراده .

    وفي الختام


    أسأل الله عز وجل أن يرد الأمة إلى مصدر عزها وقوتها ومنعتها : كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم.


    وكتبه :

    د / محمد بن سيد عبد القادر الأمسمي
    المدينـة الـمنورة.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 11:43







    في قوله - عفا الله تعالى عنه :
    " ... أما المسلمون فلم يأخذوا بأسباب التقدم والرخاء والقوة - وهي من لوازم الإيمان والتقوى فضيعوا بذلك شرط تحقيق هذا المطلب واقعا عمليا" إهـ

    أقول :

    هذا الإطلاق كان الواجب التنزه عنه

    فالمسلمون متفاوتون في إيمانهم في عقولهم في ممتلكاتهم، غير أنهم متفقون في التوحيد والاتباع

    وما بعد هذا فتابع، أقبل أو أدبر، اتسع أو ضاق .

    فلا الدثور آية حبور فضلا عن كون صاحبها مبرور مأجور، ولا فقدانها : آية سخط وعلامة غضب .

    التعويل على الاتباع .

    والرضا بالمقسوم من موجبات عقيدتنا في القدر، والدنيا سجن المؤمن جنة الكافر

    مؤمن وإن ملك، كما أنه مؤمن وإن حرم .

    فلا تضييع، وواجبنا عدم التعميم والرفق في الخطاب وبثّ الثقة لتقوية اليقين، لا التهوين والاتهام والتحقير

    نؤكد أنه لم يغب الإيمان عن مجتمعاتنا ! لم يضع الإيمان فيما بيننا ! كما لم تغب التقوى !

    كيف هذا والنصوص كما الواقع والعرف يشهد بخلافه، والمقام لا يتسع .


    هذا ..
    وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين

    والحمد لله رب العالمين

    أبو عبد الله
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 11:56


    التقوى سبب كل خير
    Embarassed
    قال العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى .
    فاصل




    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، سيدنا وإمامنا ونبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم القيامة
    أما بعد:
    فلشدة الحاجة إلى التقوى ولعظم شأنها، ولكون كل واحد منا، بل كل واحد من المسلمين في أشد الحاجة إلى التقوى والاستقامة عليها، رأيت أن أكتب فيها كلمة موجزة عسى الله أن ينفع بها المسلمين.
    فأقول: كل من تدبر موارد التقوى في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، علم أنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة. فأنت يا عبد الله إذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره تجد التقوى رأس كل خير، ومفتاح كل خير، وسبب كل خير في الدنيا والآخرة، وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها، فالتقوى هي سبب السعادة والنجاة، وتفريج الكروب، والعز والنصر في الدنيا والآخرة، ولنذكر في هذا آيات من كتاب الله ترشد إلى ما ذكرنا، من ذلك قوله جل وعلا: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[1]، قال بعض السلف: (هذه الآية أجمع آية في كتاب الله)، أو قال: (من أجمع آية في كتاب الله)، وما ذاك إلا لأن الله رتب عليها خير الدنيا والآخرة، فمن اتقى الله جعل له مخرجاً من مضائق الدنيا ومضائق الآخرة، والإنسان في أشد الحاجة، بل في أشد الضرورة إلى الأسباب التي تخلصه من المضائق في الدنيا والآخرة، ولكنه في الآخرة أشد حاجة وأعظم ضرورة، وأعظم الكربات وأعظم المضائق كربات يوم القيامة وشدائدها، فمن اتقى الله في هذه الدار فرج الله عنه كربات يوم القيامة، وفاز بالسعادة والنجاة في ذلك اليوم العظيم العصيب، فمن وقع في كربة من الكربات فعليه أن يتقي الله في جميع الأمور، حتى يفوز بالفرج والتيسير، فالتقوى باب لتفريج كربة العسر، وكربة الفقر، وكربة الظلم، وكربة الجهل وكربة السيئات والمعاصي، وكربة الشرك والكفر إلى غير ذلك، فدواء هذه الأمور وغيرها أن يتقي الله بترك الأمور التي حرمها الله ورسوله، وبالتعلم والتفقه في الدين حتى يسلم من داء الجهل، وبالحذر من المعاصي والسيئات حتى يسلم من عواقبها في الدنيا والآخرة، فالسيئات لها عواقب في الدنيا من عقوبات قدرية، أو عقوبات شرعية، من الحدود والتعزيرات والقصاص، ولها عقوبات في الآخرة أولها عذاب القبر، ثم بعد الخروج من المقابر بعد البعث والنشور عقوبات وشدائد يوم القيامة، ومن عقوباتها أيضاً أن الإنسان يخف ميزانه بسبب إضاعة التقوى، ويرجح ميزانه بسبب استقامته على التقوى، ويعطى كتابه بيمينه إذا استقام على التقوى، وبشماله إذا انحرف عن التقوى، ويدعى إلى الجنة إذا استقام على التقوى، ويساق إلى النار إذا ضيع التقوى، وخالف التقوى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    والإنسان محتاج أيضاً إلى الرزق الحلال الطيب في هذه الدار، وإلى النعيم المقيم في الآخرة، وهو أحسن نعيم وأعظم النعيم ولا نعيم فوقه، ولا طريق إلى ذلك ولا سبيل إلا بالتقوى، فمن أراد عز الدنيا والرزق الحلال فيها، والنعيم في الآخرة، فعليه بالتقوى.
    والإنسان محتاج إلى العلم والبصيرة والهدى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا[2]، والفرقان كما قال أهل العلم: هو النور الذي يفصل به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال.
    ولا يخفى على من تأمل أن الاجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى، وبذلك يحصل النور والهدى، وهما الفرقان.
    فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها الإيمان والعمل الصالح؛ كما قال الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ[3]؛ وكما قال عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[4]، فالتقوى حقيقتها إيمان صادق بالله ورسوله، وبما أخبرت به الرسل عما كان وعما يكون، ثم عمل صالح وهو مقتضى الإيمان وموجبه، ومن ذلك التعلم والتفقه في الدين وهما من التقوى كما تقدم؛ ولذلك رتب الله على التقوى الفرقان؛ لأن من شعبها التعلم والتفقه في الدين، والتبصر في ما جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام.
    فالإنسان قد تضيق أمامه الدروب، وتسد في وجهه الأبواب في بعض حاجاته، فالتقوى هي المفتاح لهذه المضائق وهي سبب التيسير لها، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا[5]، وقد جرب سلفنا الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، كما جرب قبلهم رسل الله عليهم الصلاة والسلام الذين بعثهم الله لهداية البشر، وحصلوا بالتقوى على كل خير، وفتحوا بها باب السعادة، وانتصروا بها على الأعداء، وفتحوا بها القلوب، وهدوا بها البشرية إلى الصراط المستقيم.
    وإنما حصلت لهم القيادة للأمم، والذكر الجميل، والفتوحات المتتابعة بسبب تقواهم لله، وقيامهم بأمره، وانتصارهم لدينه، وجمع كلمتهم على توحيده وطاعته، كما أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات وحط الخطايا، وغفران الذنوب وسبيل هذا هو التقوى، كما قال عز وجل: إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ[6]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا[7]، ومن أعظم الأجر الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على أعدائهم، والسلامة من مكايد الأعداء، ولا سبيل إلى هذا إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ[8].
    فالمسلمون إذا صبروا في طاعة الله وفي جهاد أعدائه، واتقوا ربهم في ذلك بإعداد العدة المستطاعة البدنية والمالية والزراعية والسلاحية وغير ذلك، نصروا على عدوهم؛ لأن هذا كله من تقوى الله، ومن أهم ذلك إعداد العدة المستطاعة من جميع الوجوه، كالتدريب البدني والمهني والتدريب على أنواع الأسلحة، ومن ذلك إعداد المال وتشجيع الزراعة والصناعة وغير ذلك مما يستعان به على الجهاد، والاستغناء عما لدى الأعداء، وكل ذلك داخل في قوله سبحانه: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[9] ولا يتم ذلك إلا بالصبر.
    والصبر من أعظم شعب التقوى، وعطفها عليه في قوله سبحانه: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا[10] من عطف العام على الخاص، فلابد من صبر في جهاد الأعداء، ولابد من صبر في الرباط في الثغور، ولابد من صبر في إعداد المستطاع من الزاد والبدن القوي المدرب، كما أنه لابد من الصبر في إعداد الأسلحة المستطاعة التي تماثل سلاح العدو أو تفوقه حسب الإمكان، ومع هذا الصبر لابد من تقوى الله في أداء فرائضه وترك محارمه، والوقوف عند حدوده، والانكسار بين يديه، والإيمان بأنه الناصر، وأن النصر من عنده لا بكثرة الجنود ولا بكثرة العدة، ولا بغير ذلك من أنواع الأسباب، وإنما النصر من عنده سبحانه، وإنما جعل الأسباب لتطمين القلوب وتبشيرها بأسباب النصر، كما قال جل وعلا: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[11] الآية، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[12]، وقال عز وجل: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ[13] الآية.
    وهذه الأعمال من شعب التقوى، وبهذا يعلم معنى قوله سبحانه: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا[14]، فإذا أراد المسلمون النصر والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة، وتفريج الكروب، وتيسير الأمور، وغفران الذنوب، وتكفير السيئات، والفوز بالجنات، إلى غير هذا من وجوه الخير فعليهم بتقوى الله عز وجل. والله وصف أهل الجنة بالتقوى فقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ[15]، وقال عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ[16]، وقال تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ[17]، فبين سبحانه أنه أعد الجنة لأهل التقوى، فعلمت يا أخي أنك في أشد الحاجة إلى أن تتقي ربك، ومتى اتقيته سبحانه حق التقوى فزت بكل خير، ونجوت من كل شر، وليس المعنى أنك لا تبتلى، بل قد تبتلى وتمتحن، وقد أبتلي الرسل وهم أفضل الخلق وأفضل المتقين حتى يتبين للناس صبرهم وشكرهم، وليقتدي بهم في ذلك، فبالابتلاء يتبين صبر العبد وشكره، ونجاته وقوته في دين الله عز وجل، كما قال سبحانه: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ[18]، وقال تعالى: وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[19]، فلا بد من الامتحان والفتنة كما تقدم، وكما قال جل وعلا: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ[20]، وقال سبحانه: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[21]، وقال سبحانه: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[22]، فالاختبار لابد منه، فالرسل وهم خير الناس امتحنوا بأعداء الله.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 12:00

    نوح ما جرى عليه من قومه، وهكذا هود وصالح وغيرهم، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وإمام المتقين، وأفضل المجاهدين، ورسول رب العالمين، قد عُلم ما أصابه بمكة وفي المدينة وفي الحروب، ولكنه صبر صبراً عظيماً حتى أظهره الله على أعدائه وخصومه، ثم ختم له سبحانه وتعالى بأن فتح عليه مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً، فلما أتم الله النعمة عليه وعلى أمته، وأكمل لهم الدين، اختاره إلى الرفيق الأعلى، وإلى جواره عليه الصلاة والسلام بعد المحنة العظيمة، والصبر العظيم والبلاء الشديد، فكيف يطمع أحد بعد ذلك أن يسلم أو يقول متى كنت متقياً أو مؤمناً فلا يصيبني شيء، ليس الأمر كذلك بل لابد من الامتحان، ومن صبر حمد العاقبة، كما قال الله جل وعلا: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ[23]، وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[24]، فالعاقبة الحميدة لأهل التقوى، متى صبروا واحتسبوا وأخلصوا لله وجاهدوا أعداءه وجاهدوا هذه النفوس فالعاقبة لهم في الدنيا والآخرة، كما قال عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[25].
    فأنت يا عبد الله في أشد الحاجة إلى تقوى ربك ولزومها والاستقامة عليها، ولو جرى ما جرى من الامتحان، ولو أصابك ما أصابك من الأذى أو
    الاستهزاء من أعداء الله، أو من الفسقة والمجرمين فلا تبالي، واذكر الرسل عليهم الصلاة والسلام، واذكر أتباعهم بإحسان، فقد أوذوا واستهزئ بهم، وسخر بهم، ولكنهم صبروا فكانت لهم العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة.
    فأنت يا أخي كذلك اصبر وصابر فإن قلت: ما هي التقوى؟ فقد سبق لك شيء من بيانها، وقد تنوعت عبارات العلماء في التقوى، وروي عن عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين رضي الله عنه ورحمه أنه قال: (ليس تقوى الله بقيام الليل وصيام النهار والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى أداء فرائض الله وترك محارمه، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير) أ.هـ. فمن رزق بعد أداء الفرائض وترك المحارم نشاطاً في فعل النوافل وترك المكروهات والمشتبهات فهو خير إلى خير.
    وقال طلق بن حبيب التابعي المشهور رحمه الله: (تقوى الله أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تدع معاصي الله على نور من الله تخاف عقاب الله). وقال بعضهم في تفسيرها: التقوى طاعة الله ورسوله، وقال آخرون: التقوى أن تجعل بينك وبين غضب الله وعقابه وقاية تقيك ذلك بفعل الأوامر وترك النواهي.
    وكل هذه العبارات معانيها صحيحة. فالتقوى حقيقتها هي: دين الإسلام، وهي: الإيمان والعمل الصالح، وهي: العلم النافع والعمل به، وهي: الصراط المستقيم، وهي: الاستسلام لله والانقياد له جل وعلا بفعل الأوامر وترك النواهي؛ عن إخلاص كامل له سبحانه، وعن إيمانه به ورسله، وعن إيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، إيماناً صادقاً يثمر أداء الخير، والحذر من الشر، والوقوف عند الحدود
    وإنما سمى الله دينه تقوى؛ لأنه يقي من استقام عليه عذاب الله وغضبه، ويحسن لربه العاقبة جل وعلا، وسمى هذا الدين إسلاماً؛ لأن المسلم يسلم نفسه لله وينقاد لأمره، يقال: أسلم فلان لفلان، أي انقاد له
    ولهذا سمى الله دينه إسلاماً في قوله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[26] وغيرها من الآيات؛ لأن المسلم انقاد لأمر الله وذل لعظمته، فالمسلم حقاً ينقاد لأمر الله، ويبتعد عن نهيه، ويقف عند حدوده، قد أعطى القيادة لربه فهو عبد مأمور، رضاه وأنسه ومحبته ونعيمه في امتثال أمر الله وترك نهيه، هذا هو المسلم الحق.
    ولهذا قيل له: مسلم، يعني منقاداً لأمر الله، تاركاً لمحارمه، واقفاً عند حدوده، يعلم أنه عبد مأمور عليه الامتثال، ولهذا سمي الدين عبادة كما سمي إسلاماً، سمي عبادة كما في قوله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ[27]، وفي قوله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[28]، فسمي عبادة؛ لأن العباد يؤدون أوامر الله ويتركون نواهيه عن ذل وخضوع وانكسار، وعن اعتراف بالعبودية، وأنهم مماليك لله وأنه سيدهم، وأنه القاهر فوقهم، وأنه العالم بأحوالهم، وأنه المدبر لشؤونهم، فهم عبيد مأمورون ذليلون منقادون لأمره سبحانه وتعالى.
    فلهذا سمى الله دينه عبادة؛ لأن العبادة عند العرب هي: التذلل والخضوع والانكسار، يقولون: طريق معبد، يعني مذلل قد وطأته الأقدام،
    ويقولون أيضاً: بعير معبد، يعني قد شد ورحل حتى ذل للركوب والشد عليه، فسميت طاعاتنا لله عباده؛ لأننا نؤديها بالذل والخضوع لله جل وعلا، وسمي العبد عبداً؛ لأنه ذليل بين يدي الله مقهور مربوب للذي خلقه وأوجده، وهو المتصرف فيه سبحانه وتعالى.
    وسمي هذا الدين أيضاً إيماناً؛ لأن العباد يؤدونه عن إيمان بالله وتصديق به ورسله، فلهذا سمي دين الله إيماناً لهذا المعنى، كما في الحديث الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم.
    فبين عليه الصلاة والسلام أن الدين كله إيمان، وأن أعلاه قول: لا إله إلا الله، فعلمنا بذلك أن الدين كله عند الله إيمان، ولهذا قال سبحانه: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[29] فسماهم بذلك، لأنك أيها المؤمن بالله واليوم الآخر تؤدي أعمالك وطاعتك، وتترك المحارم عن إيمان وتصديق بأن الله أمرك بذلك، ونهاك عن المحارم، وأنه يرضى منك هذا العمل ويثيبك عليه، وأنه ربك ولم يغفل عنك وأنت تؤمن بهذا، ولهذا فعلت ما فعلت، فأديت الفرائض، وتركت المحارم، ووقفت عند الحدود، وجاهدت نفسك لله عز وجل.
    وسمى الدين براً؛ لأن خصاله كلها خير. وسمى هذا الدين هدى؛ لأن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير الأخلاق وإلى خير الأعمال؛ لأن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليكمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وفي حديث أنيس أخي أبي ذر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى مكارم الأخلاق)
    فهذا الدين سمي هدى؛ لأنه يهدي من استقام عليه إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى[30]، وقال في أهله: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ[31]، وقال في أهله أيضاً: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[32] وبهذا تعلم يا أخي معنى هذه الألفاظ: "الإسلام"، "الإيمان"، "التقوى"، "الهدى"، "البر"، "العبادة"، إلى غير ذلك.
    وتعلم أيضاً أن هذا الدين الإسلامي قد جمع الخير كله، فمن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو متقٍ لله، وهو موعود بالجنة والكرامة، وهو موعود بتفريج الكروب وتيسير الأمور، وهو الموعود بغفران الذنوب وحط الخطايا، وهو الموعود بالنصر على الأعداء والسلامة من مكائدهم إذا استقام على دين الله وصبر عليه، وجاهد نفسه لله، وأدى حق الله وحق عباده، فهذا هو المتقي وهو المؤمن، وهو البر، وهو المفلح، وهو المهتدي والصالح، وهو المتقي لله عز وجل، وهو المسلم الحق.
    وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين ومن حزبه المفلحين، وأن يمن علينا بالاستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا، والدعوة إلى ذلك والصبر عليه إنه سبحانه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: عليك بتقوى الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.08.09 12:03


    [1] سورة الطلاق الآية 2-3.

    [2] سورة الأنفال الآية 29.

    [3] سورة لقمان الآية 8.

    [4] سورة النحل الآية 97.

    [5] سورة الطلاق الآية 4.

    [6] سورة الأنفال الآية 29.

    [7] سورة الطلاق الآية 5.

    [8] سورة آل عمران الآية 120.

    [9] سورة الأنفال الآية 60.

    [10] سورة آل عمران الآية 120.

    [11] سورة الأنفال الآية 10.

    [12] سورة محمد الآية 7.

    [13] سورة الحج الآية 40-41.

    [14] سورة آل عمران الآية 120.

    [15] سورة الذاريات الآية 15.

    [16] سورة الطور الآية 17.

    [17] سور القلم الآية 34.

    [18] سورة العنكبوت الآيتان 2-3.

    [19] سورة العنكبوت الآيتان 2-3.

    [20] سورة محمد الآية 31

    [21] سورة الأنبياء الآية 35.

    [22] سورة الأعراف الآية 168.

    [23] سورة هود الآية 49.

    [24] سورة طه الآية 132.

    [25] سورة العنكبوت الآية 69.

    [26] سورة آل عمران الآية 19.

    [27] سورة البقرة الآية 21.

    [28] سورة الذاريات الآية 56.

    [29] سورة التوبة الآية 72.

    [30] سورة النجم الآية 23.

    [31] سورة البقرة الآية 5.
    [32] سورة البقرة الآية 157.
    موقع سماحة الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى .
    http://www.binbaz.org.sa/mat/8528

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 22:37