خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المستقبل للإسلام لكن بفهم السلف الكرام

    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية المستقبل للإسلام لكن بفهم السلف الكرام

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 02.08.09 10:04

    المستقبل للإسلام لكن بفهم السلف الكرام


    إن حديث ثوبان فيه زيادة تأكيد أن انتشار الإسلام سيكون بتملك المسلمين للأرض فهنا قضيتان :
    القضية الأولى : انتشار الدين ؛ والقضية الثانية : أن هذا الإنتشار يصاحبه حكم للإسلام وبالإسلام إذ هذه الأحاديث وهذه الآيات تؤكد هذه الحقيقة أن - المستقبل للإسلام - ولكي لا يقع الناس في شك وفي ريب فإن الرسول أشار في بعض هذه الأحاديث إلى قضايا جزئية تحققت في عهده - صلى الله عليه وسلم - أو في عهد الخلفاء الراشدين أو في عهد الملوك الصالحين فأشار - صلى الله عليه وسلم - في حديث ثوبان في نهايته قال : ( وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ) ؛ ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ) الكنزين الأحمر والأبيض هما الذهب والفضة ؛ المراد عند أهل العلم ملك كسرى وملك قيصر ؛ ملك كسرى وملك قيصر لأن هناك في مقدمة كبرى وفي مقدمة صغرى وفي نتيجة المقدمة الصغرى أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض هذا الأمر تحقق في عهد خلفاء الرسول - عليه الصلاة والسلام - في عهد أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - ففتح المسلمون بلاد الفرس وبلاد الروم ، إذا المقدمة الصغرى تحققت والذي حقق هذه المقدمة هو الله ، والذي أخبر بها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحقيق المقدمة هذه إيذان بتحقق المقدمة الكبرى ، والتي إذا اجتمعت المقدمة الصغرى مع المقدمة الكبرى النتيجة أن المستقبل للإسلام ؛ المستقبل للإسلام في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمستقبل للإسلام في آخر الزمان لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أخبر بانتشار الإسلام ثم بتقلصه ! ثم بانتشاره مرة أخرى فقال : - صلى الله عليه وسلم - ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) بدأ الإسلام غريبًا هل بقي غريبًا ؟ ما بقي غريبًا لو بقي غريبًا ما سيعود غريبًا ! هو غريب ؛ بدأ الإسلام غريبا ثم انتشر ثم ازدهر ثم انتصر دين الله في الأرض ثم يعود غريبًا هل سيبقى غريبًا ؟ الجواب : لا سينتشر وسيزدهر وسينتصر وانتشاره في المرة الثانية تكون الإنطلاقة فيه أعظم من الإنطلاقة الأولى ، لأنه في الإنطلاقة الأولى ما سيطر على الأرض الإسلام ، وإنما سيطر على دولتي الفرس والروم ؛ وما جاورهما لكن في الإنطلاقة الثانية سينتشر هذا الإسلام وسيبلغ ما بلغ الليل والنهار ويبلغ ما زوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأرض وكذلك أخبر الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بفتح الشام وبفتح العراق وبفتح مصر في أحاديث كثيرة ؛ منها حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - في الخندق عندما اعترضتهم صخرة واستعانوا برسول الله - عليه الصلاة والسلام - عليها فجاء الرسول - عليه الصلاة والسلام - وبيده المعول فضربها فانهار ثلثها ؛ ثم خرج نور فقال الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( رأيت أبواب الشام أو رأيت قصور الشام ) ثم ضربها الضربة الثانية ؛ ورأى مثل ما رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المرة الأولى فقال : (رأيت القصر الأبيض) أي مدائن كسرى ؛ ثم ضربها الضربة الثالثة فقال : (رأيت أبواب صنعاء) وكل هذه البلاد فتحت ؛ فتحت اليمن وفتحت الشام وفتحت العراق ثم أخبر الرسول - عليه الصلاة والسلام - بفتح مصر فقال : ( إنكم ستفتحون بلاد مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم رحمًا وصهرًا ) فأخبر الرسول - عليه الصلاة والسلام - بفتح مصر ؛ ووقع ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ما كان المسلمون الأوائل ينظرون إلى هذه القضايا الإيمانية قضايا الغيب بمقاييس النّاس من مقاييس الأرض المثقلة لكان يستحيل هؤلاء القبائل وهؤلاء الأعراب وهؤلاء البدو في جزيرة منقطعة عن الأرض صحراء قاحلة سيأتي من يجمعهم ويوحدهم ويخرج منهم خير أمة أخرجت للناس تسيطر على أقوى دول التاريخ في عصرهم دولة الفرس ودولة الروم ولكن كان المسلمون والرسول - عليه الصلاة والسلام - يربيهم كانوا ينظرون إلى هذه القضية بمقاييس السماء وبمقاييس الإيمان لذلك كانت عندهم حقيقة هذا الأمر ، فقد كان نموذجًا أو أسلوبا من أساليب تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم - يربي أتباعه ويربي أصحابه - رضي الله عنهم - على أن المستقبل للإسلام وهم في عصر الاستضعاف ! وهم في عصر التنكيل !! أما في عصر التمكين فكلكم يذكر حديث خباب بن الأرت - رضي الله عنه - لما جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه ؛ كان يعذب من المستضعفين يا رسول الله ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا فيقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( لقد كان من كان قبلكم يحفر له حفرة ، ويجاء بالمنشار ، فيوضع على رأسه فيشق ، ما يصرفه عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظم من لحم أو عصب ، ما يصرفه عن دينه ، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضرموت ، لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون ) قبل أن تنتصر وقبل أن يكون لك التمكين في الأرض والإستخلاف في الأرض لا بد أن تبتلى لا بد أن تمتحن أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون لذلك لما سئل الإمام الشافعي رضي الله عنه و رحمه الله أيهما خير للمؤمن يبتلى أم يمكن قال لا يمكن حتى يبتلى لا يمكن حتى يبتلى لذلك قدم الرسول لخباب الإبتلاء قبل التمكين حتى يعلم العبد أن الطريق ليس مفروشا بالورد وليس ممهدا لا بد من صبر ولا بد من مصابرة ولا بد من ابتلاء ولا بد من ثبات ( كان الرجل ممن كان قبلكم يؤتى فيحفر له فيؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين فيمشط ما دون لحمه وعظمه وعصبه لا يصده ذلك عن دينه ) هذا الإبتلاء وهذه حقيقة كان الرجل من الصالحين الذين سبقوا الرسول صلى الله عليه وسلم يؤتى فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل نصفين ثم يمشط بأمشاط الحديد يعزل العظم عن العصب عن اللحم لكن لا يصده ذلك عن الدين لأن الدين يا إخواني إذا استقر في القلوب لا يمكن أن يستبدل بما في الدنيا ولا ما في الأرض من متاع قليل زائل حقير بل كان كثير من أهل العلم كثير من المربين وكثير من الصالحين يقولون إننا في نعمة لو علمها ملوك الأرض لجالدونا عليها بالسيف طيب ايش النعمة اللي هم فيها كانوا في الفقر وكانوا في السجن وكانوا في الإبتلاء وكانوا في الخوف لكن ايش هي نعمة الأنس والقرب من الله إذا كنت تشعر بأنك قريب من الله بأنك في حمى الله بأن الله يكلؤك بأن الله يرعاك بأن الله معك عندئذ تتنزل السكينة ويطمئن القلب هي نعمة الأنس بالله وجنة القرب من الله لذلك يشمها الصالحون رائحة الجنة قبل أن يدخلوها والحديث معروف حديث صهيب رضي الله عنه في حديث الغلام والساحر ( أن ملكا كان عنده ساحر وقال قد كبر(والحديث في مسلم أورده بالمعنى ) فأتي لي بغلام أعلمه السحر فجيء له بغلام يعلمه السحر كان لما يمضي إلى الساحر كان على طريقه راهب كان يجلس للراهب فعرف الحق من الراهب فآمن فيوم وهو يمر بالطريق إذا بدابة كبيرة تعترض الناس تمنعهم من المسير قال اليوم أعلم أمر الراهب خير أم أمر الساحر فحمل حجرا وقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة فرماها فقتلها فعلم أن أمر الراهب خير من أمر الساحر فأخبر الراهب بما حصل فقال أي بني أنظر إلى فقه التربية النبوية إنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يشفي الأكمه والأبرص فسمع به جليس الملك فقد بصره فأخذ له من الهدايا يريد أن يتقرب للغلام حتى يرد عليه بصره فجلس له فقال لا أرد إليك بصرك ربك الذي يرد إليك بصرك إذا تؤمن بالله يرد إليك بصرك فآمن الرجل بالله سبحانه وتعالى ورد إليه بصره سبحانه وتعالى ثم ذهب إلى الملك فقال ها قد رددت عليك بصرك الملك الكافر قال بل رد علي بصري ربي قال أولك رب غيري قال نعم فما زال يعذب حتى دل على الغلام وجيء بالغلام فما زال يعذب حتى دل على الراهب فجيء بالراهب وهنا الشاهد وقيل له ترجع أو تموت فلم يرجع فجيء بالمنشار فجعل نصفين
    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية رد: المستقبل للإسلام لكن بفهم السلف الكرام

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 02.08.09 10:05

    ثم القصة معروفة والحديث مشهور في صحيح مسلم ثم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والله ليتمن الله هذا الأمر ما هو هذا الأمر الإسلام حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه الرسول في مكة وخباب يعذب والرسول يستضعف وهو يبشر خباب بأن الله سيتم هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء والمراد بصنعاء هنا يا إخوة صنعاء الشام كما بين ذلك أكثر من واحد من أهل الحديث أن المراد صنعاء الشام لأن حضرموت وصنعاء هي هي لكن صنعاء الشام مقصود بها حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت أي أن هذا الدين سينتشر في هذه البلاد لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه أي أن الأمن سيلقى والدين سينتشر بإذن الله سبحانه وتعالى ثم يذكر الرسول الآفة التي تعتري البشر وتعتري الدعوات وتعتري الأمة فتوقعها في الهلاك ولكنكم تستعجلون من أين يؤتى الناس من استعجالهم ويظنون أن الله يستعجل استعجالهم وأن سنن الله حسب رغباتهم فلا يصبرون فيفوت عليهم الأمر ويقعوا في التهلكة إذا لا بد أول شيء من عدم الاستعجال من الصبر الأمر الثاني لا بد من يقين بأن المستقبل لهذا الدين فإذا انضم الصبر واليقين تولدت من بينهما الإمامة في الدين ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) لا تنال الإمامة في الدين إلا بأمرين باليقين وبالصبر كذلك أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد لم تفتح وستفتح بإذن الله سبحانه وتعالى فكما في حديث عبد الله بن عمرو عن أبي قليل رحمه الله قال كنا جلوسا عند عبد الله بن عمرو فقلنا أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أم رومية يسألون عبد الله بن عمرو وكلاهما كانت عاصمة للدولة الرومانية إحداهما عاصمة للدولة الرومانية البيزنطية الشرقية والأخرى الغربية كما يقولون فقال كنا جلوسا عند رسول الله نكتب فسأل أي المدينتين تفتح أولا قال مدينة هرقل أي القسطنطينية والقسطنطينية كما تعلمون فتحت في عهد العثمانيين في عهد محمد الفاتح ولها فتح آخر في آخر الزمان كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعتم بمدينة جانبها في البر وجانبها في البحر يغزوها سبعون ألفا ....
    المسألة ... أنه لا ريب ولا شك إن المستقبل إن شاء الله للإسلام نصا صريحًًا في الكتاب والسنة والشواهد التي يمكن أن نستأنس بها كثيرة سواء بالتجربة سواء بالعقل سواء بالفطرة سواء بالقدر كلها تدل بإذن الله على أن المستقبل للإسلام لكن يكفينا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نأتي إلى الجزء الثاني وأن هذا لإنتشار بأي منهج بأي مذهب الإسلام اليوم مذاهب كثيرة تقول كلها مسلم ومناهج كثيرة تقول كلها مسلم فهناك الروافض يقولون نحن مسلمون هناك الخوارج يقولون نحن مسلمون هناك المتصوفة يقولون نحن مسلمون هناك المرجئة يقولون نحن مسلمون مناهج كثيرة بلغت ثلاثا وسبعين منهجا وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها أمة محمد ليسوا كفارا كلها أمة محمد وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هذه الواحدة هي منهجها الذي سينتشر وسيسيطر وسيتمكن من الإستخلاف في الأرض منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بفهم الصحابة الكرام بفهم التابعين الأعلام بفهم من سار على منهجهم لأن الرسول قال ما أنا عليه اليوم وأصحابيالآن نورد الأحاديث التي تدل على هذا الأمر أولها حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( تكون النبوة فيكم إلى ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء ؛ تكون النبوة أي نبوة محمد وقد رفعت نبوة محمد ) ثم تكون خلافة على منهاج النبوة إلى ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها (وهي خلافة الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم وهي خلافة النبوة كما في حديث سفينة خلافة النبوة ثلاثون عاما ثم يؤتي الله الملك من يشاء إذا جمعت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي تخرج ثلاثين عاما وفي عام الأربعين تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه لمعاوية وآتى الله الملك بني أمية) ثم يكون ملكا عضوضا إلى ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء (ملك عضوض العضوض هو الوراثي الذي يرث الإبن فيه والده دول بني أمية وبني العباس وبني عثمان وغيرهم) ثم يكون ملكا جبريا ( بعد الملك العضوض الملك الجبري ) إلى ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله إذا شاء ( والملك الجبري هو الملك القهري القسري ) ثم تكون ( انظروا إلى النتيجة والخاتمة يا إخوان والأعمال بخواتيمها ) ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فسكت صلى الله عليه وسلم ) يجب أن نتأمل في الحديث من ناحية إيمانية تكون النبوة ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون الخلافة ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم الملك العضوض ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه ثم الملك الجبري يرفعه الله ثم الخلافة من الذي يرفع ومن الذي يضع من الذي يعز من الذي يذل من الذي يؤتي الملك من الذي ينزع الملك الله إذا الذي يعطي الملك وينزع الملك ويعز ويذل هو الله إذا الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في هذا الكون يعز من يشاء ويذل من يشاء ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء هذه الحقيقة يجب أن تعلم لأنها تعطي للمؤمن مدى الإنتشار الدعوي ومدى العمل الإصلاحي لا يكون همه الملك ولا يكون همه الحكم ولا يكون همه السيطرة لأن هذه الأمور ليس بيده إنما هي بيد الله وإنما يكون همه أن يسير على الجادة وأن يسير على الصراط المستقيم فلا يشغلن عبد نفسه بأمور الملك والحكم والسياسة لأن هذه الأمور بيد الملك الوهاب سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء ويرفع من يشاء ويضع من يشاء هذه النقطة ينبغي أن تفهم وإلا لو كان الرسول أراد ملكا أو أراد حكما فعرض عليه الملك والحكم إن شئت جعلناك ملكا المهم تترك هذا الدين لا يريد ملكا ولا يريد حكما الرسول - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يمكن لهذا الدين ولا يمكن لهذا الدين في الأرض يا عباد الله إلا إذا مكن له في قلوب أصحابه ودعاته كيف تريدون أن يمكن للإسلام في الأرض وهو لم يمكن في قلوب أصحابه ومن قلوب دعاته ثم انظر يقول ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم في النهاية خلافة على منهاج النبوة الآن من الذي أنشأ الخلافة على منهاج النبوة خلافة الصحابة اللي أنشأها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولذلك يستدل العلماء بقول الله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) يستدلون بها على أن خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي هي خلافة نبوة وأن الله استخلفهم كما وعدهم إذا الذي أقام الخلافة بعد نبوة الرسول هم أصحاب رسول الله ثم يكون في آخر الزمان بعد أن تملأ الأرض جورا وظلما تكون خلافة على منهاج النبوة من سيصنعها الصحابة ؛ الصحابة ماتوا الصحابة لحقوا بجوار ربهم يقول أهل العلم : هم الذين على منهج الصحابة الذي صنع الخلافة الأولى الصحابة والذي يصنع الخلافة الثانية هم من كانوا على منهج الصحابة وهذا هو منهج السلف كتاب وسنة بفهم الصحابة هذا الحديث الأول الحديث الثاني حديث عبد الله بن عمرو حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم - في صحيحي البخاري ومسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لتقاتلن اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الشجر أو الحجر حتى يقول الشجر أو الحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد) لتقاتلن اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة وفي لفظ آخر لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود هذا قتال اليهود في آخر الزمان من أشراط الساعة يخاطب الصحابة ويومئذ لن يكون الصحابة يقول الحافظ إبن حجر في الفتح وغيره لما كان الذين يقاتلون اليهود كانوا على منهج الصحابة صح الخطاب للصحابة تأملوا كان الله سبحانه وتعالى يخاطب اليهود في زمن الرسول وكأنهم الذين كانوا على عهد موسى وهارون بماذا يخاطبهم ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم ) هذا الخطاب لمن الخطاب موجود في عصر محمد لكن بأسلافهم ليش طيب أسلافهم مضوا قبل ألفين وخمسمائة سنة قال لما كان اليهود في عصر محمد على نهج أسلافهم خاطبهم الله بذلك تقاتلون اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الشجر أو الحجر حتى يقول الشجر أو الحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله هذا يعطينا أيضا منهج ؛ منهج الذين يقاتلون اليهود منهج تربوي إصلاحي حققوا عبودية الله لذلك خاطبهم الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله لم يخاطبه بقومية أو ببعثية أو بعلمانية أو بغير ذلك خاطبه بالعبودية والإسلام
    اذن : هذا يدل أيضا على انتشار وسيطرة منهج الصحابة ومنهج التابعين ومنهج من سار على دربهم من العلماء الربانيين إلى يوم الدين كذلك من الأحاديث التي تدل حديث الطائفة المنصورة وهو متواتر وفيها رواية عمران بن حصين عند أبي داوود يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتل آخرهم الدجال ) والدجال هو ملك اليهود لأنه عندما يخرج يتبعه اليهود قال الرسول يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة من جنود الدجال اليهود وهم ينتظرون خروجه من الذي يقاتلهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وهي بإجماع علماء الأمة هم أهل الحديث السلف الصالح كل العلماء البخاري وعلي بن المديني والإمام أحمد وأحمد بن سنان والترمذي وابن قتيبة وابن حجر كل هؤلاء العلماء فسروا أحاديث الطائفة المنصورة بأنهم أهل الحديث حتى أن الإمام النووي نقل الإجماع على ذلك في كتابه تهذيب الأسماء واللغات منها أحاديث المهدي وأنه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده خليفة من خلفاء آخر الزمان وخلافة آخر الزمان كما بينا هي خلافة على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم وكذلك حديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام كما أخبر الرسول قال فأمكم منكم والحديث حديث أبي هريرة في صحيح مسلم قال أتدرون ما أمكم منكم أي حكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عندما ينزل المسيح - عليه السلام - يحكم بالكتاب والسنة وهذا هو منهج السلف الصالح يحكمون بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى نختم الكلام لابد من إشارة إلى معالم هذا المنهج هذا المنهج يا إخواني منهج تربوي يقوم على التربية إصلاحي يصلح البشر ما معنى تربوي وإصلاحي أنه منهج ليس ثوريا وليس تمييعيا المناهج إما منهج تمييعي ترقيعي أو منهج إصلاحي تربوي أو منهج ثوري فالمنهج الذي يرد المسلمين إلى دينهم هو المنهج الذي هو منهج إصلاحي تربوي كما كان منهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التزكية والتربية والعلم ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياتنا ) التعليم (ويزكيهم ) التربية إذا منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان علما وتزكية تصفية وتربية منهج إصلاحي تربوي لأن الشجر والحجر يخاطبه يا مسلم يا عبد الله إذا ماذا صنع هذا المسلم كان مسلما حقا وحقق عبودية الله في الأرض فإذا حقق المسلم عبودية الله في الأرض نصره الله لأن الله - سبحانه وتعالى - يقول وكان حقا علينا نصر المؤمنين هذا الحق أوجبه الله على نفسه ويقول في سورة الأعراف أولئك هم المؤمنون حقا ذكر الله ؛ كلمة حقا يا إخواني مرتين إذا تفتح المعجم المفهرس لألفاظ القرآن تجد أن كلمة حقا ذكرت مرتين مرة في وصف المؤمنين والمرة الثانية في نصر المؤمنين فإذا تحققت حقا الأولى تحققت حقا .
    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية رد: المستقبل للإسلام لكن بفهم السلف الكرام

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 02.08.09 10:06

    الثانية : أولئك هم المؤمنون حقا إذا تحققت في دنيا الناس وفي واقع المسلمين تحققت حقا الثانية وكان حقا علينا نصر المؤمنين إذا كما يقولون الكرة في ملعب المسلمين متى يرجع المسلمين إلى دينهم متى يتمسك المسلمون بكتاب ربهم متى يطبق المسلمون سنة رسولهم فيرفع الله الذل عنهم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه ) لا يرفعه متى لماذا (لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) طيب ما هم مسلمين يا رب الناس لم يكفروا يا إخوان الناس مسلمون لكنهم جاهلون بالإسلام مضيعون للإسلام ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) دينكم أي دين ، دينكم الذي خاطبكم الله به اليوم أكملت لكم دينكم الإسلام قبل الإختلاف الإسلام قبل الإفتراق الإسلام قبل التنازع ما كان عليه رسول الله وأصحابه ما أنا اليوم عليه وأصحابي اليوم قبل أن يختلفوا قبل أن يتفرقوا فبل أن يتنازعوا ؟؟؟؟؟؟ أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بغربة الإسلام قال طوبى للغرباء من هم الذين يصلحون ما أفسد الناس إذا منهجهم إصلاحي يصلحون ومنهج الإصلاح يا إخواني منهج الأنبياء إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت كل الأنبياء جاؤوا بمنهج الإصلاح والرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق هذا الحديث يدل على منهج الإصلاح أيضا إذا الرسول بعث ليتمم إذا هناك شيء موجود شيء جيد شيء صالح بعث الرسول ليتممه ويزيح ويزيل غير الصالح غير الحسن إذا هناك عملية فرز الصالح يبقى وغير الصالح يرفض الصالح ينمى ويثبت وغير الصالح يرفض هذا منهج الإصلاح أما منهج التمييع يخلط الصالح مع الطالح السنة مع البدعة الشرك مع التوحيد المهم اسمه الإسلام نريد الإسلام بأي ثمن نريد الإسلام بأي اسم نريد الإسلام بأي إشارة صوفي مع رافضي مع خارجي مع عقلاني مع علماني كله إسلام خلطة كوكتيل هذا منهج يرفضه الإسلام لأن هذا كما قال الله : " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم " لا بد من تمييز الصفوف لابد من التميز تميز السنة عن البدعة تميز الشرك عن التوحيد تميز سبيل المؤمنين عن سيبل المجرمين تميز المعروف عن المنكر لابد أن يتميز المسلم بسنته بتوحيده بسبيل المؤمنين بمنهجه منهج ثوري يحصد الصالح مع الطالح لا يبقي أثرا لشيء هذا أيضا مرفوض الإسلام جاء للإصلاح الإسلام جاء لرعاية شؤون الأمة في الإسلام ما كان عندهم من خير أبقاه ونماه ورعاه وحافظ عليه وما كان عندهم من شر استبدله بخير هذا هو منهج الإسلام الذي وعد الله بأنه سينتشر وسينتصر وسيزدهر بإذن الله سبحانه وتعالى أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعل ذلك قريبا وأن ينصر المؤمنين وأن ينصر الموحدين وأن يُرينا يومًا يعز الله فيه الإسلام والمسلمين ويذل فيه الشرك والمشركين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    شريط مفرغ لشيخنا سليم بن عيد الهلالي - سلمه الله - ، وبارك في عمره .
    __________________
    قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ الْحَافِظُ : سَمِعْت الْإِمَامَ أَبَا إسْمَاعِيلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ بِهَرَاةَ يَقُولُ : عُرِضْت عَلَى السَّيْفِ خَمْسَ مَرَّاتٍ ؛ لَا يُقَالُ لِي : [ ارْجِعْ عَنْ مَذْهَبِك ] ؛ لَكِنْ يُقَالُ لِي : [ اُسْكُتْ عَمَّنْ خَالَفَك ]، فَأَقُولُ : [ لَا أَسْكُتُ ] .

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 23:44