خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    [ الدين ] لا ينقسم إلى ثوابت ومتغيرات !

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية [ الدين ] لا ينقسم إلى ثوابت ومتغيرات !

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.07.09 12:32

    [ الدين ] لا ينقسم إلى ثوابت ومتغيرات !

    فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان :

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه

    وبعد :

    فقد صرنا نسمع أخيرًا من يقول : " إن الدين ينقسم إلى ثوابت ومتغيرات " .

    وهذه عبارة لا وجود لها فيما نعلم في كلام أهل العلم ، لأن دين الله كله ثوابت فما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد ما أكمل الله به الدين ، واستقرت به الأحكام ، فلا تبدل ولا تغير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وليس لأحد صلاحية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدل أو أن يغير

    قال الله تعالى :
    ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ﴾ .
    [ المائدة : 3 ] .

    فالدين برخصه وعزائمه قد استقر وثبت بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا يغير منه شيء ، ولا يزاد فيه ، ولا ينقص منه :

    ﴿ لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ .
    [ فصلت : 42 ] .

    وهذه الكلمة : " الثوابت والمتغيرات " التي تجري على ألسنة بعض طلبة العلم ربما يستغلها أصحاب الأهواء في محاولة تغيير بعض الأحكام التي لا تتوافق مع رغباتهم وأهوائهم

    التي قال الله تعالى فيها :
    ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ﴾ .
    [ المؤمنون : 71 ] .

    وإن كان لهذه الكلمة - التي قد يقولها بعض الطلبة - من محمل صحيح ، فهم يريدون اجتهادات العلماء فيما لم يرد فيه نص ، فإن اجتهاد المجتهد قد يتغير من حين لآخر حسبما يظهر له من الأدلة في كل وقت وفي حق كل نازلة .

    وقد قال عمر - رضي الله عنه - لما اختلف اجتهاده في قضية ميراث : ( ذاك فيما قضينا وهذا فيما نقضي ) .

    واجتهاد المجتهد إنما هو رأيه ، ولا يقال : أنه هو حكم الله ، بل قد يوافق حكم الله وقد يخالفه ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

    واجتهادات المجتهدين لا تنقسم إلى ثوابت ومتغيرات ، لأنها كلها قابلة للتغيير متى ثبت أنها مخالفة للدليل ، أما أحكام الله ودينه فإنها لا تقبل التغيير ولا التبديل

    فيجب على طلبة العلم أن يتحفظوا في كلامهم ولا يدعوا فيه مجالاً لأهل الأهواء والنزعات الباطلة ، لأنهم يتكلمون بلسان العلماء ويحتج بقولهم في أمور الدين .

    وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

    والنقل
    http://www.sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=641

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 11:43