خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "التوحيد أولاً" لفضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ورعاه

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "التوحيد أولاً" لفضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ورعاه Empty "التوحيد أولاً" لفضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ورعاه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 18:22

    التوحيد أولاً
    لفضيلة الشيخ
    ربيع بن هادي المدخلي
    حفظه الله ورعاه
    :bball:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (آل عمران:102)

    (
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا ً) (النساء:1)

    (
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) (الأحزاب:70-71)

    ألا وإن أصدق الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد :

    فموضوع هذا اللقاء في هذه الليلة المباركة – كما سمعتمهو : ( التوحيد أولاً )

    لماذا التوحيد أولاً ؟

    لأن هذا هو منهج الله الذي شرعه لجميع الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام - ، فما من رسول دعا أمته إلا وبدأ بالتوحيد ، وإن كانت دعوات الأنبياء تشمل كل خير للبشر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ) (1) . وغيره .) ، فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – يحملون كل السعادة إلى البشرية وكل ما يسعدهم ، ولكن يبدأون بالأهم فالأهم ، والذي يتأمل القرآن يرى أن دعوات الأنبياء اشتركت في أصول عظيمة جداً منها : التوحيد ، ومنها تقرير النبوات ، ومنها تقرير البعث والجزاء ، ولكن المحور الأساسي لدعواتهم والتي دار حولها الصراع بينهم وبين أممهم ؛ إنما هو التوحيد ، وتوحيد العبادة بالذات ، لأن توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لا ترى في القرآن خلافاً بين نبي وبين أمته في شيء من هذا ، يكذبون بالبعث لا شك وينكرونه ، ولكن أشد ما يكذبون فيه هو : الدعوة إلى إخلاص الدين لله تبارك وتعالى ، فترى دعوات الأنبياء جميعاً
    كما بين الله ذلك في كتابه ؛ أول شيء يبدأون به : إصلاح العقيدة ، إصلاح ما أخلُّوا به في باب توحيد العبادة ، إذ الشيطان دبَّر أول مكيدة لبني آدم – بعد تدبيره لأبيهم آدم حيث أوقعه في أكل الشجرة – المكيدة الكبيرة التي كاد بها البشر كانت في توحيد العبادة ، إذ زيَّن لقوم نوح – عليه الصلاة والسلام – أن يتعلقوا بأشخاص صالحين ، وأن يصوروا لهم تماثيل ، فصوروا لهم تماثيل ، فلما فَنِيَ الجيل الذي يعرف هؤلاء الأشخاص ؛ جاءهم الشيطان مرة أخرى وقال : ما نُصبت هذه التماثيل لهؤلاء الصالحين إلا لتُعبَد ، واستمر نوح - عليه الصلاة والسلام - يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، كما قص الله ذلك في كتابه العزيز ، وكان شرَّ قوم هم قومُ نوح وأظلمَ قوم هم قوم نوح وأطغى قوم هم قوم نوح ، ولهذا دعاهم ألف سنة فما آمن معه إلا قليل ، كم من الأجيال ، كم من القرون قضاها نوح ، ألف سنة إلا خمسين عاماً وهم ما ازدادوا إلا عناداً وكبراً حتى دعا عليهم فأهلكهم الله تبارك وتعالى ، وأخرج الله من نوح ذرية مسلمة ، ولكن سرعان ما التف عليهم الشيطان وأركسهم في حمأة الشرك بالله عز وجل ، وهكذا كلما يأتي نبي ينقذ الله به من ينقذ من بني آدم فلا تمر فترات قصيرة إلا ويأتي الشيطان ويكيدهم نفس المكيدة التي كاد بها قوم نوح ، واستمر على هذه المكايد وسيستمر إلى يوم القيامة ، فينبغي لكل من يتصدى للدعوة إلى الله عز وجل أن يجعل هذه الدعوة دعوة الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – في مواجهة هذه المكايد التي يكيد بها الشيطان بني آدم على طريقة الرسل ، واجهْ هذه المكايد ، أول شيء تريد أن تبدأ به في إصلاح شعب من الشعوب هو البدء بالتوحيد ، سواء الشعوب الإسلامية أو غير الإسلامية عندها انحراف شديد في هذا الباب ، فالداعي المخلص الذي يريد أن يترسم خطى الأنبياء ويريد أن يصلح إصلاحاً صحيحاً فأول ما يبدأ به معالجة هذا الانحراف ، فإذا رأيت داعية يسير على خطى الأنبياء ويبدأ بما بدأوا به من الإصلاح؛ فثق أنه على هدى وعلى رشاد ، وإذا رأيته حاد يميناً ويساراً إلى السياسة وغيرها ؛ فهذا يكون موضع ريبة ولا شك ، كيف يحيد عن دعوة شرعها الله للأنبياء والتزمها الأنبياء من أولهم إلى آخرهم ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (النحل: من الآية36)

    ما هو الطاغوت هنا ؟ لأن فيه الآن إطلاق الطاغوت على غير الطاغوت الذي يقصده القرآن ،
    (
    وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) : عبادة الأوثان والشرك بالله عز وجل ، فأصلح حطِّم هذه الطواغيت في نفوس أصحابها ، وبعد ذلك إذا صلحت عقائد الناس ؛ صلحت سائر شؤون حياتهم ، فإذا رضي المسلم بالله رباً ومعبوداً لا معبود بحق سواه ؛ سوف لا يخضع لقوانين شرق ولا غرب أبداً لأنه رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً فسيرفض القوانين والتشريعات البشرية ، أما أن تبدأ بالانحراف السياسي – فقط – وتشغل الشباب بهذه الأشياء وتسدل الستار على دعوة الأنبياء ؛ هذا خطأ فادح أول ما يصاب به الدعاة أنفسهم ، أول ما ينالهم شر هذه الدعوة ، فلست - والله - أعلم من الله ، ولست أرحم من الله ، ولست - والله - أغير من الله ، ولا أغير من رسل الله - عليهم الصلاة والسلام – مهما ادعيت .
    طريق الإصلاح واضح ، الأمة في كل زمان ، والأمة الإسلامية من قرون تحتاج إلى الإصلاح العقائدي لأن الفساد العقائدي دبَّ إلى المسلمين من قرون ، سواء في الأسماء والصفات التي أظن ما انحرفت فيها الأمم السابقة ، وفي توحيد العبادة ، إذا رحت تجوب بلاد العالم في أي بلد شئت ترى من الانحراف في عقائد المسلمين وأعمالهم حول القبور ما يخجل منه اليهود والنصارى والوثنيون ، كيف نتجاهل كل هذه الأشياء ونذهب نربي الشباب تربية سياسية فقط ، والشرك أمامهم ، الشرك الذي حاربه الأنبياء وأفنوا حياتهم في محاربته وأهلك الله الأمم لمخالفتهم للأنبياء في هذه المسألة بالذات ، ليست من أجل سياسة ولا غيرها ، أهلكهم من أجل مخالفة الأنبياء في هذا الباب ، فيا شباب الإسلام لا يخدعنكم بريق السياسة ومطامعها ومغرياتها ، عليكم بنهج الأنبياء ، ولهذا ترى أيَّ مصلح صادق مخلص عَرَفَ الإسلام حق المعرفة أول ما يبدأ بمعالجة هذه الأشياء ، ابن تيمية – رحمه الله – جاء وقد جثمت كوابيس الخرافات والبدع على الأمة الإسلامية شعوباً وحكومات ، فبدأ يعالج هذه الأمور ، الانحرافات الشركية والانحرافات في باب أسماء الله وصفاته ، بدأ بهذه الأمور .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    "التوحيد أولاً" لفضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ورعاه Empty رد: "التوحيد أولاً" لفضيلة الشيخ: ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ورعاه

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 18:25

    وجاء الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمهالله – الرجل الثاني والمجدد الثاني حق التجديد بعد ابن تيمية ، وانطلق من حيثانطلق الرسل ومن حيث انطلق المصلحون ، الذين يحملون رايات هذه الدعوات ولا يلتزمونهذا الباب ؛ ما عرفوا هذا الباب ولا عرفوا قيمته ولا عرفوا خطورة الشرك ، بكل صراحةما عرفوا هذه الأشياء ، تربوا في بيئات لا تحفل بالعقائد ، وجدوا صراعات سياسية بينالأحزاب فأخرجوا أحزاباً تحمل شعارات إسلامية لا يعرفون دعوة الأنبياء فجاءواوأطبقوا بسياستهم على شباب بلاد التوحيد ، وهم ما عرفوا التوحيد ولا عرفوا الشركولا أدركوا مكانة التوحيد ولا خطورة الشرك فمع الأسف انتشرت دعواتهم في بلادالتوحيد على خلاف منهج الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام - ، وهذا والله غزو فكريمركز على أبناء التوحيد ، ونحن نكافح من سنين لتعود الأمور إلى نصابها ، ولكنالشباب مخدوعون – مع الأسف الشديد – وينقادون لمن يركض بهم في ميادين بعيدة عنميادين الرسل – عليهم الصلاة والسلام -، وعن ميادين المصلحين ، فيجب على الشباب أنيفيق وأن يدرك أهمية التوحيد .
    والله لا نرى ولاء ولا براء في كثير من الشبابعلى توحيد الله ، وتجد كثيراً من الشباب يوالي عباد القبور وأعداء التوحيد ، ويحاربحملة راية التوحيد ، هذا موجود ، وما سببه إلا تلاعب هؤلاء الجهلة بعقول شبابالتوحيد وأبناء التوحيد ، جهلة ما عرفوا توحيد الله ولا عرفوا دعوة الأنبياء ، ولاعرفوا مكانة هذه الدعوة ، ما عرفوها ، وجاءوا في وقتٍ أقام الإنجليز في الدولالغربية وفي بلاد المسلمين أحزاباً ، هذا بعثي ، وهذا شيوعي ، وهذا علماني ، وهذاكذا ، فقال السياسيون الإسلاميون : نقيم أحزاباً سياسية ، ويدخلون في صراعات معالأحزاب هذه ومع الحكومات ، كله صراع سياسي ، والإسلام ، والإسلام ، والإسلام ،شعارات فقط ، وجدوا العلمانية ، الشيوعية ، البعثية ، منبوذة في بلاد المسلمين ،قالوا : نرفع شعارات إسلامية ، فرفعوا شعارات إسلامية لكنها جوفاء ، والله جوفاءميتة ، لأنها خالية من الاهتمام بالتوحيد ومحاربة الشرك ، ولهذا ترى منابع هذهالدعوات التي غزت هذه البلاد ملوثة بالشرك ، ولم يغيروا في بلدانهم شيئاً ، وإلىيومك هذا يموت كبار أساطين هذه الدعوات يموتون على الخرافات والبدع ، بل ويذهبونإلى القبور ويقدمون لها النذور ويقدمون لها الزهور ويركعون لهذه القبور ، الشركعندهم لا خطورة فيه أبداً ، والتوحيد هذا لا قيمة له عندهم ، بل يرون أنه يُفرِّقالأمة ، كيف ما يعقل أبناء التوحيد هذه المكايد وهذه البلايا التي دهمتهم وفرَّقتهمومزقتهم لأجل دعوات جوفاء ، ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّانُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (الانبياء:25)، لاإله إلا الله ، هذه ( لا إله إلا الله ) : لا حاكم إلا الله – عندهم ، أخص خصائصالألوهية (لا حاكم إلا الله ) ، هذا التفسير يجعلك ترى الشرك أمامك كأنك لم ترَشيئاً ، الشرك الذي يحاربه الأنبياء لا تراه شيئاً ، هذا التفسير تحريف لمعنى ( لاإله إلا الله ) ، ثم جعلوه نوعاً رابعاً من أقسام التوحيد ، حيلة ، ثم بعد أياميُسَرِِّبون المعاني الأساسية للا إله إلا الله وتبقى الحاكمية ، افهموا المكايدالسياسية .
    (
    لا إله إلا الله ) معناها : لا معبود بحق إلا الله ، ما هي العبادة؟ الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، الذبح ، النذر ، التوكل ، الرجاء ، الرغبة ،الرهبة ، هذه تُصرَف لله وحده لا تصرف لأحد ، أما ( لا حاكم إلا الله ) فلا تدخل فيمعنى ( لا إله إلا الله ) أبداً ، لأن ما معنى ( لا إله إلا الله ) ؟ لا معبود بحقإلا الله ، عابد ومعبود ، الله معبود ، والمخلوقون عابدون ، فالعبادة : فعلالمخلوقين ، افهموا هذا ، العبادة فعل المخلوقين يتقربون بها إلى الله ، يركع ،يسجد ، يخضع ، يبكي ، يتوكل ، يرجو ، يخاف ، هذه كلها صفات وأفعال المخلوقين ، ليستصفات الخالق ، تعالى الله عن ذلك ، فإذا قلنا ( لا حاكم إلا الله ) معناها : لاعابد إلا الله ، تعالى الله وتنزَّه عن ذلك ، افهموا هذا التفسير باطل ، الذي نَكَبالمسلمين هو التفسيرات الفاسدة للا إله إلا الله ، والله نُكِب المسلمون بالتفاسيرالباطلة من المتكلمين والفلاسفة وغيرهم ، قالوا: ( لا إله إلا الله ) معناها : لاخالق لا رازق ، لا محيي ، لا مميت إلا الله ، تراه يعبد القبر ، يذبح ، ينذر ، يسجد، يقول لك : يا أخي ! أنا لا أعبده ، أنا لا اعتقد فيه أنه يضر أو ينفع ، لأن الضارالنافع هو الله ، أنا لا أقول : إنه خالق ، لأني أعتقد أن الخالق هو الله ، لكن لايفهم أن أعماله هذه التي يتقرب بها إلى الأموات وغيرهم هي العبادة التي تنافي ( لاإله إلا الله ) ، فهموا ( لا إله إلا الله ) فهماً سيئاً خاطئاً بعيداً كل البعد عنالمعنى الأساسي للا إله إلا الله ، والذي جاء به جميع الأنبياء ، فراحوا يذبحونلغير الله ، وينذرون لغير الله ، ويستغيثون بغير الله ، وصنوف الشرك وقعوا فيها ،لماذا ؟ لجهلهم بمعنى ( لا إله إلا الله ) ، فلما تأتي السياسة – في هذا العصروتُضيف معنى جديداً إلى هذه التفسيرات الفاسدة ؛ زاد الناس هلاكاً .
    والله لو لابقايا قوة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والمنهج السلفي – في هذا البلد – لرأيتَالآن أهل هذا البلد يسجدون للقبور ، لكن هذه حمتهم ، ولكنها إلى حين – إن لميُتدارك الأمر ، الأمر خطير والمسألة ليست بالسهلة حتى ننام عنها وندغدغ عواطف منيعبثون بعقول الشباب ونتملقهم ونسكت عنهم بل نؤيدهم ونشجعهم على هذا الانحرافالسياسي الذي دهموا به هذه البلاد ، بلاد التوحيد .
    محمد بن عبد الوهاب وإخوانهوأبناؤه وأنصاره قد بذلوا جماجمهم لتصحيح معنى ( لا إله إلا الله ) ، فتأتي هذهالسياسة الجاهلية فتُحبِط هذه الجهود العظيمة وتضع بديلاً لها معانٍ سياسية من أناسما عرفوا دعوة الأنبياء ، بل يحاربونها ويهوِّنون من شأنها ، ويَصرفون الناس عنها ،لأن أكثر هؤلاء السياسيين خرافيون قبوريون ، السياسيون الذين وضعوا هذه الأشياءأكثرهم قبوريون خرافيون أعداء لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ، ولهذا خططوا الخططالخطيرة لنسف هذه الدعوة ، والله ركَّزوا على أبناء هذه البلاد ، وبذلوا من الجهودوالمكايد ما لم يُبذَل مثله في الدنيا كلها ، فتجد كثيراً من أبناء هذه البلاديُصدِّر هذه الدعوات الفاسدة إلى العالم ، ويرصد لها من الأموال ما لو سخَّره فيسبيل الله لغيَّر واقع كثير وكثير من الخرافيين .
    والله لولا هذا الغزو الماكرلرأيتَ العالم الإسلامي على غير الحال التي يعيشها الآن من الذل والهوان ، لأنالناس بدأوا يعرفون دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب .
    محمد بن عبد الوهاب كاد لهالصوفية والروافض وأهل الضلال كلهم ، ودول الغرب والشرق ، كادوا لدعوة الإمام محمدبن عبد الوهاب ، وأنا لا أستبعد أن هؤلاء الذين غزوا هذه البلاد أن بينهم اتفاقياتلحرب هذه الدعوة ، اتفاقيات سياسية ، بريطانيا أكبر عدو لدعوة التوحيد ، وحاربتهافي الهند أكثر من مائة سنة وفي باكستان ، وتحاربها ولا تحارب أي دعوة مثل هذهالدعوة ، ولهذا ترى رؤوس الدعوات السياسية ليس لهم مأوى إلا عند بريطانيا ،يخدمونها بمحاربة هذه البلاد ، بلاد التوحيد ، وتؤويهم لهذه الأهداف السياسيةويضحكون على أبنائنا ، ويروجون لهذه الدعوات المجرمة المحاربة لدعوة التوحيد ،والتي خططت الخطط وكادت المكايد لسحق دعوة التوحيد .
    والله الذي لا إله إلا هو، لقد زرت اليمن قبل ثلاثة عشر أو أربعة عشر سنة ، ونُقِل لي عن أحد هؤلاء الغزاةأنه قال : ( لقد سحقنا الدعوة السلفية في عقر دارها ) ، هكذا جاءوا لسحق الدعوةالسلفية في عقر دارها ، ويرى أنهم قد نجحوا في تنفيذ خططهم .
    فيا أبناء التوحيد ! لا يضحك عليكم هؤلاء الخرافيون القبوريون ، والله لو آمنوا بالتوحيد وآمنوا بدعوةالأنبياء ، وعرفوها حق المعرفة ؛ لما بدأوا إلا بها ، ولبدأوا بإصلاح شعوبهم ، كثيروكثير من شعوبهم غارقون في الشركيات والبدع ، وهم يساهمون في تأكيد وترسيخ هذهالخرافات .
    اذهب إلى مصر منشأ دعوة الإخوان المسلمين ، اذهب لمناسبة عيد ميلادالبدوي ، سترى رؤوس الإخوان يشاركون في هذه الأعياد الشركية التي يخجل منها اليهود، واذهب لباكستان حيث دعوة المودودي ، سترى البلاء وترى الشرك بأصنافه من الوثنيينومن الخرافيين القبوريين ، ومن غيرهم ، ولا ترى دعوة المودودي تحرك أي ساكن تجاههذا الكفر والشرك ، وإنما – بارك الله فيك – تشغل الناس بالسياسة .
    ثم إن هذهالسياسة تجعلهم يتحالفون مع الشيوعيين ، وتجعلهم يؤاخون الروافض ، ويؤاخون أصنافأهل الشرك للوصول إلى أهدافهم السياسية ، ونحن ما أفقنا ، ومرت علينا الصيحات ومرتعلينا الدعوات ومرت علينا التنبيهات ، فما يزيد كثير منا إلا كبراً ونفوراً ،مغتبطاً بما عند هؤلاء من الخرافات والأباطيل .
    اقرأ تفسيرات هؤلاء للا إله إلاالله ، لا خالق لا رازق لا موجود ، لا مهيمن لا مسيطر ، زيادة على ذلك : لا حاكمإلا الله ، فزادوا الناس بُعداً عن توحيد الله وعن دعوة الأنبياء – عليهم الصلاةوالسلام - ، ولهذا يهونون من التوحيد ، ونصف ساعة تكفي للتوحيد ،وعشر دقائق تكفيللتوحيد ، كل هذا من صرف الناس عن التوحيد وللتقليل من أهميته بل لإهانته ، ما هذااللعب ؟ وأكبر داعية إلى هذا الضلال والتحريف السياسي لدعوات الأنبياء ، واللهمقدسين ، ودعاة التوحيد عملاء وجواسيس ، سبحان الله ! ،دعاة
    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 9:37