خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "أهمية التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية "أهمية التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 17:56

    أهمية التوحيد
    لفضيلة الشيخ صالح الفوزان
    :bball:
    إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُوَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِأَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاهَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُوَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا ًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ( يـَـأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْمُسْلِمُونَ ) ( يـَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْمِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاًكَثِيرا ًوَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا ً) ( يَــأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوااتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا ًيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَفَوْزا ًعَظِيماً ).

    أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِوَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّمُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ .

    وبــعد … نقدم هذه المحاضرة القيمة والتي بعنوان " أهميةالتوحيد " لفضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والتي ألقاها فضيلته فييوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر صفر لعام 1413 هـ.

    أهميةالتـوحيد
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومنوالاه. وبعد...
    ليس هو من المواضيع التي تقل فائدتها أو المواضيع التي تختص ببعضالناس دون بعض وإنما هو موضوع يجب على كل مسلم معرفته ، ألا وهو أهمية التوحيدومكانته في الإسلام ذلك الموضوع الذي يجب علينا دائماً أن نتحدث عنه وأن نوضحه وأننتعلمه لأنه مناط السعادة في الدنيا والآخرة.

    معنـىالتوحيـد
    التوحيد معناه: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وتركعبادة ما سواه.

    وهذا الموضوع تكرر ذكره في كتاب الله عز وجل ولا محال تخلوسورة ممن سور القرآن العظيم إلا وفيها ذكر للتوحيد وأمر به وحث عليه وهباك سوركثيرة وخصوصاً المكية تكون من أولها إلى آخرها في موضوع التوحيد، بل إن الأمام ابنالقيم رحمه الله في كتابه "مدارج الساكين" يقول: إن القرآن كله في التوحيد لأنه إماخبر عن الله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وأمر بعبادته وحده لا شريك له ونهي عنالشرك ، وإما بيان لجزاء الموحدين الذين أخلصوا العبادة لله عز وجل في الدنياوالآخرة وبيان لجزاء المشركين الذين أعرضوا عن التوحيد وما حل بهم من العقوبات فيالدنيا وما ينتظرهم في الآخرة ، وإما إخبار عن الموحدين من الرسل وأتباعهم أو إخبارعن المكذبين من المشركين وأتباعهم من الأمم السابقة كقوم نوح وقوم هود وقوم صالحوقوم شعيب وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات وغيرهم من الأمم لما أعرضوا عنالتوحيد وعصوا الرسل وماذا حل بهم ، وإما بيان الحلال والحرام وهذا من حقوق التوحيد

    فالقرآن كله توحيد لأنه إما لبيان التوحيد وبيان مناقضاتهومنقصاته ، وإما إخبار عن أهل التوحيد وما أكرمهم الله به أو إخبار عن المشركين وماانتقم الله تعالى منهم به في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة ، وإما أحكام حلال وحراموهذا من حقوق التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه ومفسداته ومبطلاته فالقرآن كلهيدور على التوحيد.

    إن بعض الناس اليوم من جهلة الدعاة وأقولها بأسفلأنه لا يصلح للدعوة من كان جاهلاً لا يجوز أن يدخل في مجال الدعوة إلا من كانعالماً مسلحاً بالعلم ولكن فيه من جهلة الدعاة من يهونون من شأن التوحيد ويقولونالناس مسلمون وانتم في بلاد مسلمين, العالم الإسلامي ليس بحاجة إلى من يلقي محاضراتفي التوحيد أو يقرر مقررات في المدارس في التوحيد أو يقرأ كتب التوحيد بالمساجدهكذا يقولون! .

    وهذا من الجهل العظيم لأن المسلم أحوج من غيره لمعرفةالتوحيد من أجل أن يحققه ومن أجل أن يقوم به ومن أجل أن يبتعد عما يخل به أو يناقضهمن الشركيات والبدع والخرافات ما يكفي أن يكون مسلماً بالاسم من غير أن يحققالإسلام ولن يحققه إلا إذا عرف أساسه وقاعدته التي يبنى عليها وهو التوحيد. فإنالناس إذا جهلوا التوحيد وجهلوا مسائل الشرك وأمور الجاهلية فإنهم حينئذٍ يقعون فيالشرك من حيث يدرون أو لا يدرون وحينئذٍ تقوض عقيدة التوحيد كما قال أمير المؤمنينعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ فيالإسلام من لا يعرف الجاهلية ]

    وهل كل المسلمينيعرفون أمور العقيدة ويعرفون التوحيد ؟ إذا كان العلماء يعلمون هذا فالعلماء قلةوأقل من القليل العلماء بالمعنى الصحيح أقل من القليل وكلما تأخر الزمان فإنالعلماء على الحقيقة يقلون ويكثر المتعالمون ويكثر القراء ويكثر الرؤوس الجهّال كماقال صلى الله عليه وسلم :[ إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعاً ينتزعه من صدورالرجال ولكن يقبض هذا العلم بموت العلماء حيى إذا لم يبقى عالماً اتخذ الناس رؤوساًجهّالا فأفتوا بغير علمٍٍ فضلوا وأضلوا ]

    وفي حديث آخر أنه في آخر الزمان يقلالعلماء ويكثر القرّاء وفي أثر آخر يكثر الخطباء في آخر الزمان ويقل الفقهاء ومنهنا يجب علينا أن نهتم بجانب التوحيد وأن نعتني به عناية تامة بأن ندرسه وندرّسهونحاضر فيه ونعقد فيه الندوات ونشكل به البرامج في وسائل الإعلام ونكتب في الصحفوندعو إلى التوحيد رضي من رضي وغضب من غضب لأن هذا أساس ديننا وهذا مبنى عقيدتناونحن أحوج الناس إلى أن نتعرف عليه وأن نتدارسه وأن نبينه للناس

    في العالمالإسلامي ـ ماعدا هذه البلاد التي حماها الله بدعوة التوحيد ـ المشاهد الشركيةالمشيدة على القبور كما تسمعون عنها أو كما رآها بعضكم ممن سافر، الدين عندهم هوالشرك وعبادة الموتى والتقرب إلى القبور ومن لم يفعل ذلك عندهم فليس بمسلم لأنهبزعمهم يتنقّص الأولياءكما يقولون وهناك دعاة لا يهتمون في تلك البلاد بأمرالتوحيد مع الأسف إنما يدعون الناس إلى الأخلاق الطيبة وإلى ترك الزنا وترك شربالخمور هذه كبائر محرمات بلا شك ولكن حتى لو ترك الناس الزنا وشرب الخمور وحسنواأخلاقهم وتركوا الربا لكن لم يتركوا الكبائر ما داموا أنهم لم يتركوا الشرك وحتى منلم يشرك ما دام أنه لا ينكر الشرك ولا يدعوا إلى التوحيد ولا يتبرأ من المشركينفإنه يكون مثلهم ولهذا يقول جل وعلا لنبيه (( وما أنا من المشركين )) ]سورةيوسف-108[ .

    هذا فيه البراءة من المشركين، فالمسلم الموحد لابد أنيتبرأ من المشركين ولا يسعه أن يسكت والشرك يعج في البلد والأضرحة تبنى والطوافبالقبور معمور ولا يسع من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسكت على هذا الوباء الخطيرالذي يفتك بجسم الأمة ويقول لا ادعوا الناس إلى حسن السيرة والسلوك وترك الخموروترك الزنا، وماذا تجدي هذه الأمور مع فقد الأساس ؟ أنت لما تبني بناءً ألست أولشيء تهتم بالأساس والقواعد من أجل أن تقيم البناء الصحيح وإلا إذا لم تهتم بالأساسولم تهتم بقواعد البناء فإنك مهما شيدته ونمقته فإنه عرضة للسقوط ويكون خطراً عليكوعلى من دخل هذا المبنى ، كذلك الدين إذا لم يقم على عقيدة سليمة وأساس صحيح وتوحيدلله وتنزيه عن الشرك وإبعاد للمشركين عن موطن الإسلام فإن هذا الدين لا ينفع أهلهلأنه دين لم يبنى على أساس ولم يبنى على قاعدة سليمة.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "أهمية التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 18:03

    مكث بمكةeالنبيبعد البعثة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى التوحيد يقول للناس قولوا لا إله إلا اللهتفلحوا ـيدعو إلى التوحيد ـ.السور المكية كلها تعالج قضية التوحيد وتأسيس العقيدةثم لمّا تأسس التوحيد وقامت العقيدة نزلت شرائع الإسلام ، نزل الأمر بالصلاة والأمرفي مكة ليلة الإسراءeبالزكاة هذا إنما نزل بالمدينة ـ الصلاة فرضت على النبيوالمعراج قبل الهجرة بأشهربعد تأسيس التوحيد وبعدما بنيت العقيدة ثم نزلت الزكاةونزل الصيام والحج وبقية شرائع الإسلام ـلما بعثe، ويوضح هذا جلياً أن الرسولمعاداً رضي الله عنه إلى اليمن رسم له منهج الدعوة وقال له: [ إنك تأتي قوماً منأهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإنهم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن همأطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم] .

    معاداً بالدعوة إليه وهذا ليس خاص بمعاد،eالتوحيد هو أول شيء أمر النبيهذا عام لكل من يدعو إلى الله عز وجل أن نبدأ بهذا الأصل فإن هم أطاعوك لذلك وشهدواأن لا إله إلا الله واعترفوا بعقيدة التوحيد حينئذٍ مرهم بالصلاة والزكاة أما بدونأن يقروا بالتوحيد فلا تأمرهم بالصلاة لأنه لا فائدة للصلاة والزكاة ولجميع الأعمالـ ولو كثرت ـ بدون توحيد. قال اله سبحانه وتعالى (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين منقبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ))] سورة الزمر 65-66[ ، وقال الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم في قولهتعالى (( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليمووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمانوأيوب ويوسف وموسى وهارون…… إلى قوله تعالى …… ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهمواجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولوأشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) ]سورة الأنعام 83...88[. الأنبياء عليهمالصلاة والسلام أول ما يبدءون بدعوة التوحيد قال الله تعالى في نوح علية السلام (( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورةالأعراف 59[ ، وقال تعالى (( وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكممن إله غيره )) ]سورة هود 61 [ ، ((وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا اللهمالكم من إله غيره )) ]سورة هود 61 [، (( وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدواالله مالكم من إله غيره)) ]سورة هود 84[ ،بل إنه سبحانه وتعالى أجمل الرسل في قوله (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى اللهومنهم من حقت عليه الضلالة))]سورة النحل 36 [ وقال تعالى((وما أرسلنا من قبلك منرسول إلا نوحي إليه أنه لا إله أنا فاعبدون)) ]سورة الأنبياء 25] .

    هذا هوالأساس وهذا هو الأصل وهذا هو القاعدة، فكيف نزهد في هذا الأمر ونغفل عنه ونخطّئ منيدعو إليه ويقال عن هذا يفرق بين المسلمين! لا هذا لا يفرق بين المسلمين هذا يجمعكلمة المسلمين لأن كلمة المسلمين لا تجتمع إلا على كلمة التوحيد ولا يستتب الأمنوالاستقرار إلا على التوحيد قال الله سبحانه وتعالى (( وعد الله الذين آمنوا منكموعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهمالذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )) ]سورةالنور55 [، بهذا الشرط هذا هو الأساس إنما تحصل هذه المطالب العظيمة بعبادة اللهوحده لا شريك له " يعبدونني لا يشركون بي شيئاً "، فلا تجتمع كلمة الأمة ولا يصحبناء الأمة إلا على كلمة التوحيد، ـ على عقيدة التوحيد الصحيحة ـ أما إذا دخل الشركوتفشّت البدع والخرافات وتركت وقيل اتركوا الناس، الناس أحرار في عقائدهم اتركوهملا تنفروهم، بهذا يحصل الاختلاف ويحصل التفرق ويدخل الشيطان بين صفوف المسلمينفيفرق جماعتهم كما هو الواقع. أضرب لكم مثلاً في هذه البلاد:

    هذه البلاد قبلدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله إلى التوحيد كانت متفرقة كل قرية لهاأمير وحكومة وكل قرية تخض للأخرى وكل قرية تحارب الأخرى بل يذكر التاريخ أن أهلالقرية يتقاتلون فيما بينهم ـ سلب ونهب وقتل وقتيل ـ، فلما جاء الله بهذه الدعوةالمباركة على يد هذا الرجل الصالح المفلح توحدت البلاد وصارت تحت قيادة واحدة وصارتلها دولة قامت على الدين وعلى التوحيد ولا زالت ولله الحمد، هذا لأنه أسس التوحيد،لكن قبل أن يؤسس التوحيد في البلاد كانت البلاد متفرقة وكانوا يتبركون بالأشجاروالأحجار وكان السحرة يعملون عملهم بين الناس وكان المشعوذون يتجولون في القرىويخربون عقائد الناس وكان الحكم عند القبائل والعوائد الجاهلية ما فيه حكم بالشرعولا فيه عقيدة صحيحة ولا فيه اجتماع، ملما جاء الله بهذا النور وبهذه الدعوةالمباركة توحدت البلاد واطمأن العباد وأقيمت الحدود وأمر بالمعروف ونهي من المنكروصار المسلمون أخوة، هذا ببركة عقيدة التوحيد الصالحة الصحيحة.

    وحالة العربeكانوا متفرقين متشتتين ـ ثارات وغارات وقبائل ـ فلما بُعث النبيeقبل بعثة الرسولودعاهم إلى التوحيد واستجابوا لله ورسوله توحدوا وصاروا قوة هائلة في الأرض سادتالعباد والبلاد وذكرهم الله تعالى بقوله (( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءفألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منهاكذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) ]سورة آل عمران-103 [، الله سبحانهوما كانت عليه بعد دعوتهeوتعالى بين ما كانت عليه حالتهم قبل دعوة الرسولواستجابتهم له، ويقول الله سبحانه وتعالى: (( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعثeفيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوافي ضلالeمن قبلُ لفي ضلال مبين )) ]سورة آل عمران-164 [، كانوا قبل بعثة الرسولمبين وكانوا مطمعاً للشعوب الأخرى ـ فارس واروم ـ وكل دولة من دول الكفر كان لهانصيب في جزيرة العرب فلما جاء الإسلام ودخلوا في دين الله انعكس الأمر فصارت جزيرةالعرب تسيطر على العالم وامتدت الفتوح وانتشر الإسلام ودخل الناس في دين اللهأفواجاً. والإمام مالك رحمه الله يقول: [ لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها ] فإذا كانت هذه الأمة الآن تريد الاجتماع وتريد القوة وتريد الائتلاف فإنه لا يصلحهاإلا ما أصلح أولها، الذي أصلح أولها هو التوحيد ولا يصلح آخر هذه الأمة إلابالتوحيد والاجتماع على كلمة التوحيد وعلى كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله .

    هذا هو الذي يجمع الأمة " العقيدة الصحيحة والعملالصالح "، الله تعالى يقول( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)) ]سورة الفتح-28 [.
    الهدى هو العلم النافع ودين لاحق هو العمل الصالح ولا يمكن أنتجتمع هذه الأمة إلا بالعلم النافع والعمل الصالح الذي أساسه التوحيد وإفراد اللهسبحانه وتعالى بالعبادة.

    ليس التوحيد ما يقوله بعض الجهّال أو الضلاّل الذينيقولون أن التوحيد هو الإقرار بوجود الله أو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازقالمحي المميت، هذا توحيد لكنه ليس التوحيد المطلوب هذا التوحيد الذي يقولونه أقرّبه المشركون ولم يدخلهم في الإسلام يقول الله سبحانه تعالى (( ولئن سألتهم من خلقالسماوات والأرض ليقولونّ الله )) ]سورة لقمان-25 [، ويقول الله سبحانه وتعالى (( أمّن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض ومن يدبر الأمر فسيقولونالله )) ]سورة النمل-64 [، ويقول(( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولونلله )) ]سورة المؤمنون-84 [، صاروا مقرّين بأن الله هو الخالق الرازق الذي يملكالسماوات والأرض ومن فيهن وهم مشركون ولم يدخلهم ذلك في الإسلام حتى أقرّواواعترفوا بأن العبادة لله سبحانه وتعالى فأفردوا الله بالعبادة وتركوا عبادةالأصنام والأوثان والأحجار والأشجار وأخلصوا العبادة لله حينئذٍ صاروا مسلمين، أملاقتصار التوحيد على توحيد الربوبية فهذا ليس بتوحيد هذا أقرّ به أبو جهل رأس الكفروأبو لهب وكل الكفرة أقرّوا بتوحيد الربوبية وأنّ الله هو الخالق الرازق المحيالمميت المدبر لكنهم يعبدون معه أصنام فصاروا مشركين ـ موحدين توحيد الربوبيةومشركين بالألوهية ـولا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "أهمية التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 18:09

    لابد من توحيد الألوهية الذي هو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة من سواه كماقال الله تعالى(( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أناعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) ]سورةالنحل-36 [،وقال تعالى(( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)) ]سورةالنساء-36 [، ما قالأقرّوا بأنّ الله هو الخالقالرازق المحي المميت لأن هذا موجود يقرّون به ولكن هذالايكفي.

    التوحيد المطلوب هو توحيدالألوهية وهو إفراد الله بالعبادة الذي :[ أمرت أن أقاتل الناس ـ أي يقاتلالناس ع لا ينجي من عذاب الله إلا هو يقول الرسولالذين يقولون أن الله هو الخالقالرازق المحي المميت ـ حتى يقولوا لا إله إلا اللهفإذا قالوها عصموا مني دمائهموأموالهم إلا بحقها ] ، المشركون كانوا يقرّون أنالله هو الخالق الرازق المدبّرويعترفون أن آلهتهم التي يعبدونها أنّها لا تخلق ولاترزق ولا تدبّر شيئاً إنمااتخذوها شفعاء ووسائط بين الله بزعمهم ومع إقرارهمقولوا لا إله إلا الله قالوا: (( أجعل ع بتوحيد الربوبية لمّا قال لهم رسول اللهالآلهة إلهاً واحداً إنّ هذالشيء عجاب وانطلق الملأ من بينهم أن امشوا واصبروا علىآلهتكم إنّ هذا لشيء يراد ماسمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلا اختلاق آءنزلعليه الذكر من بيننا بل لمّايذوقوا عذاب ))]سورة ع ص-4..6 [،يعني كذب يتهمون الرسوللمّا دعاهم إلى توحيد الألوهيةوقال تعالى في الآية الأخرى: (( إنهم كانوا إذا قيللهم لا إله إلا الله يستكبرون ))]سورة الصافات-35 [، ويقولون: (( آءنّا لتاركوآلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحقوصدّق المرسلين )) ]سورة الصافات-37 [، المرسلون صدّقهم ودعاإلى ع كلهم يدعون إلى لا إله إلا الله وخاتمهم وإمامهم وأفضلهممحمدالتوحيد بل جاء بالحق وصدّق المرسلين الذين من قبله لأنهم كلهم دعواإلى التوحيدوإلى عبادة الله وحده لا شريك له. لو كان معنى لا إله إلا الله هوالإقرار بأن اللههو الخالق الرازق لما قال لهمقولوا لا إله إلا الله دلّ على هذا أن هذا غير هذاوأنه لابد من إفراد الله تعالىبالعبادة قال الله تعالى: (( يأيها الناس اعبدواربكم الذي خلقكم ـ لأنهم يقرّونبأن الله هو الذي خلقهم ـ والذين من قبلكم لعلّكمتتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاًوالسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به منالثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوالله أنداداً وأنتم تعلمون )) ]سورةالبقرة-21،22 [،لا تجعلوا الناس شركاء فيالعبادة وأنتم تعلمون أن لا خالق ولا رازق إلا اللهتعالىوتقرّون بأنّ آلهتكم هذه لا تخلق ولا ترزق، احتج الله عليهم بما أقرّوابه على ماجحدوه من توحيد الألوهية.

    فتوحيد الألوهية هو مناط السعادة والشقاوة لابدمن تحقيقه ولابد من الدعوة إليه ولابد من بيانه للناس، فالذي يقول لا إله إلا اللهولكنه يعبد القبور والأشجار والأحجار ويتقرّب إلى الأولياء والصالحين والجنوالملائكة بشيءٍ من العبادات، هذا مشرك كافر بالله سبحانه وتعالى يجب أن يدعى إلىالتوحيد فإن أقرّ به وإلاّ قتل قال الله تعالى: (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكونالدين كله لله فإن انتهوا فلا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولّوا فاعلموا أن اللههو مولاكم نعم المولى ونعم النصير )) ]سورة الأنفال-39،40 [، " قاتلوهم حتى لا تكونفتنة " يعني شرك، " ويكون الدين كله لله " لا يكون فيه شيء للقبر ولا للصنم ولاللولي ولا للملك ولا للجن ولا للإنس الدين كله لله ـ الدين الذي هو العبادة ‘‘ الصلاة والصيام والدعاء والخوف والرجاء والنذر والرغبة والرهبة والذبح وغير ذلك ‘‘.

    فالذي يقسم الدين بين الله وغيره كالقبر والولي فهذا مشرك بالله عزّ وجلكافر بالله، الله تعالى يقول في الحديث القدسي[ أنا أغنـى الشركاء عن الشرك من عملعملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه ] ، وفي رواية [ فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ] ،فالله عزّ وجل لا يقبل العمل الذي فيه شرك ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه الكريمولابد مع ذلك البراءة من المشركين ومن الشرك، يقول الله تعالىإن إبراهيم كان أمةقانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين)) ]سورة النحل-120 [، ويقول: (( وإذ قالإبراهيم لأبيه وقومه إنني براءٌ مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )) ]سورةالزخرف-26 [، وقال (( لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا إنّابرءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاءأبداً حتى تؤمنوا بالله وحده )) ]سورة الممتحنة-4 [، هذا هو الدين وهذه ملّةإبراهيم عليه والسلام التي لا ينجو أحد إلا باتباعها ولا يدخل أحد الجنة أحد غلاباتباعها، فأمر العقيدة والتوحيد عظيم، فالكفار والمشركين من اليهود والنصارى يدعونإلى التوحيد وكذلك المرتدّون من المسلمين الذين قالوا لا إله إلا الله ودخلواالإسلام ثم نكصوا على أعقابهم وصاروا يدعون القبور هؤلاء نحكم عليهم بالردة وندعوهمإلى التوحيد والرجوع إلى الدين من جديد فإن تابوا وإلا قُتلوا (( فإذا انسلخ الأشهرالحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحشروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإنتابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )) ]سورة التوبة-5 [، وفي الآيةالأخرى: (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) ]سورةالتوبة-11 [.

    فالمشرك والكافر يدعى إلى الإسلام والمرتد من المسلمين يدعىإلى التوبة وتصحيح الدين الذي أخل به من عقيدته ويدعى إلى إخلاص العبادة والتوبة منعبادة القبور ومن التقرب إلى الأولياء والصالحين وتحقيق معنى لا إله إلا الله التيينطق بها، وكذلك المسلم الموحد الذي لا يصدر منه شرك أيضاً يبين له التوحيد الصحيححتى لا يخطئ وتشرح له العقيدة وخصوصاً أولاد المسلمين وعوام المسلمين وطلبة العلمالمبتدئين، وكذلك العلماء الضلاّل أيضاً يدعون إلى تصحيح علمهموعقيدتهم.

    قال لمعاد[ إنك تأتي ع فاليهود كانوا علماء لكنهم علماء سوء فالرسولقوماً من أهل الكتاب ـ أي علماء ـ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلاالله ]، أهل علم وأهل دين ويدعون إلى شهادة أن لا إله إلا الله لأنهم تركوها وهميدّعون أنهم على دين فالانتساب إلى الدين لا يكفي.
    الله تعالى يقول: (( قاتلواالذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينوندين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون))]سورة التوبة 29 [ ،فالعلم إذا انحرف فإنه يدعى إلى التوحيد ولو كان عالماً فإن استجاب وإلا فإنهيقتل إن كان فرداً وإن كانوا جماعة يقاتلون حتى يكون الدين كله لله عزّوجل.

    التـوحيد إذاً هو: إفراد الله بالعبادة وترك عبادةما سواه نوضح هذا للناس وتوضح العبادة ما معناها.
    العـبادة اسم جامع لكل ما يحبهالله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
    العبادة تكون بالقلب ‘ منالخوف والخشية والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والإخلاص‘ هذه كلها منأعمال القلب وتسمى عبادة قلبية.

    وتكون على اللسان ‘ من ذكر لله سبحانه وتعالىوالتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ‘ هذه عبادة يتحرك بها اللسان.

    وتكون علىالجوارح ‘ من الصلاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله وإخراج الزكاة وصلة الأرحاموالمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‘.

    فكل هذه عبادة شرعها الله عزّ وجل وكلها يجبأن تفرد وتخلص لله عزّ وجل ولا يكون فيها شائبة شرك قال تعالى: (( قل إنما أنا يشرٌمثلكم يُوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاًولا يشرك بعبادة ربه أحداً )) ]سورة الكهف-110 [، لم يقتصر على قوله " فليعمل عملاًصالحاً " بل قال " ولا يشرك " لأن العمل الصالح إن دخله شرك بطل وإن كان صالحاًيفسده الشرك ويبطله.

    والعمل لا يقبل إلا بشرطين :

    الشـرط الأول: الإخلاص لوجـه الله تعـالى.

    الشـرط الثـاني: المتـابعة للرسـول وهذا جاء في قوله تعالى (( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )) ]سورة البقرة-111 [.
    قوله " من أسلم وجهه لله " هذا هو الإخلاص، الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك لا أكبر ولا أصغر.
    وقوله " وهو محسن " . ع هذا هو الشرط الثاني، فالإحسان هو المتابعة للرسول

    فكل عمل لا يتوفر فيه هذان الشرطان يكون باطلاً ـ فالعمل إذا كان فيه شرك فهو مردود وإذا كان فيه بدعة [ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد] وفي رواية [ من ع فهو مردود أيضاً لقوله أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] ، فمهما حسنت نية الإنسان وقصده إذا كان فهو بدعة ومردود عليه ولا يقبل مه شيء، وهذا هو معنى ع يعمل عملاً لم يشرعه الرسول . ع شهادة أن إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "أهمية التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 18:15



    ومعنى شهادة أن محمداً رسول ، أما الذي يقول أشهد أن ع الله: متابعته والاقتداء به وترك ما نهى عنه وتصديقه محمداً رسول الله ولكنه لا يتّبعه ولا يعمل بشريعته بل يعمل بالبدع والمحدثات فهذا لا تصح شهادته، فلا بد من الإخلاص ـ وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله ـ . ع ومتابعته ـ وهذا هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله


    وليس ع فالمشرّع هو الرسول ويقتدون به، ع المشرّع العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني، إنما العلماء يتبعون الرسول فإنه لا يتّبع ولا يُقتدى به ولو كان عالماً فهناك ع أمّا من انحرف عن طريق الرسول يقول: إنما أخشى على أمتي الأئمة ع من العلماء الضلاّل الذين أضلوا الناس والنبي يخشى على أمته الأئمة المضلين أئمة ومضلين يدعون إلى البدعة ع المضلين الرسول وإلى الخرافة وإلى المحدثات والعياذ بالله ويدعون إلى عبادة غير الله هؤلاء هم الأئمة المضلون من العلماء.


    إلا والدين ع وما توفي ع فالدين هو ما جاء به النبي ويريد أن يجعلها من الدين نقول له أن هذه ع قد تكامل وأي أحد يزيد إضافة بعد الرسول بدعة، الله تعالى يقول اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم وهو واقف بعرفة في ع الإسلام ديناً ““سورة المائدة-3 ، هذه الآية نزلت على النبي وقد أكمل الله تعالى به الدين ع حجة الوداع ما عاش بعدها إلا شهرين وأياماً وتوفي فحسبنا بما جاء من غير زيادة ولا نقصان هذا الذي يريد النجاة أما الذي يريد أن يشرّع للناس وأن يأتي للناس بعادات وتقاليد ومحدثات فذا مضلّل.



    يقول ع النبي لمّا وعظ أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودِّع فأوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
    المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار “.
    يقول ع وكان في خطبه إن أصدق الحديث كلام الله وشر الأمور محدثاتها وكل ع وخير الهدى هدى محمدٍ يوصي الناس بالتمسك بكتاب الله وبسنته ويحذرهم من البدع ع بدعة ضلالة هكذا النبي والمحدثات والله تعالى أنزل وفرض علينا قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا وفي آخرها اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين أنعم عليهم هم أهل العلم النافع والعمل الصالح أهل الاقتداء والاتباع قال الله تعالى ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ““سورة النساء-69 .
    "
    صراط الذين أنعمت عليهم " يعني " النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً " ، " غير المغضوب عليهم " هم العلماء الذين يدعون الناس إلى الضلال الذين لا يعملون بعلمهم يعرفون الحق ولا يعملون به يدعون إلى خلافه لهوىً في نفوسهم أو لأطماع يحصلون عليها أو رئاسات يتبوءونها ، يدعون الناس إلى إلى غير ما يعتقدون وإلى غير ما يعلمون من أجل أن يترأسوا عليهم ويتأكّلوا منهم ومن أجل أن يضلوهم عن سواء السبيل ، فالمغضوب عليهم كل من كان عنده علم ولكنه يخالفه ولا يعمل ع به وفي طليعتهم اليهود فهم عندهم علم الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ـ يعني محمد ـ كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتـمون الحـق وهم يعلمون ““سورة البقرة-146 ، فاليهود يعلمون ولكنهم لا يعملون بعلمهم فهم مغضوبٌ عليهم وكذلك مثلهم من هذه الأمة كل عالم يخالف علمه ولا يعمل به ولا يفتي بالحق ولا يدعو إلى التوحيد ولا يحذر الناس من الشرك يدخل في المغضوب عليهم.
    "
    ولا الضالّين " الضالّون هم الجهّال الذين يعبدون الله على جهل وعلى غير دليل بالبدع والخرافات والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان فكل مخرّف ومبتدع ومُحدث في الدين ما ليس منه فهو داخل في الضالين ولهذا يقول عبد الله بن المبارك: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى ومصداق هذا في الآية الكريمة " غير المغضوب عليهم ولا الضالين ".
    فالحاصل أن التوحيد هو الأساس وأنّ العقيدة هي رأس الدين ويجب أن نهتم بها وندعو الكفار إليها وندعو المرتدّين إلى لا ع من بدّل دينه فاقتلوه ، وقال ع الرجوع إليها وإلا يقتلون على ردتهم قال يحل دم امرئ إلا بثلاث الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفرّق للجماعة ، فالتارك لدينه هو المرتد المفرِّق لجماعة المسلمين فهذا يقتل.

    فلذلك يجب أن ندعو المسلمين إلى أن يحققوا التوحيد ولا يكفي أن نتركهم ونقول أنهم مسلمين ويكفي ذلك، بل يجب أن نبين لهم العقيدة الصحيحة ونعلِّمهم وندرِّسهم ونحفِّظهم إيِّاها ونعلِّمهم ما يخلُّ بها من الشرك الأكبر والأصغر والبدع والخرافات لكي يجتنبوها لأنهم إذا جهلوها وقعوا فيها.
    فبعض الناس يقول أنَّ أولاد المسلمين أولاد بيئة وأولا فطرة وهم مسلمون بدون توحيد ولا داعي لتعليمهم أركان الإسلام والإيمان وأركان التوحيد في المدارس، فهذا مضلِّل يريد تضليل المسلمين والعياذ بالله . سبحان الله ! إذا ما علّمناهم كيف يعرفون الدين وكيف يعرفون عبادة الله سبحانه وتعالى سيأخذون الدين من العادة إنّا وجدنا آبائنا على أمّة وإنّا على آثارهم مقتدون ““سورة الزخرف-23 ، فنقول لهم لا بل يجب أن يأخذوا الدين عن علم وعن اعتقاد ومعرفة قال الله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ““سورة محمد-19 .
    "
    فاعلم " أمر بالعلم قبل القول والعمل قال الله سبحانه وتعالى ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ““سورة الزخرف-86 .
    "
    شهد بالحق " قال لا إله إلا الله، " وهم يعلمون " يعني هذه الكلمة.
    وكيف يعرفون معناها وهم يتعلّموا ولم يدرسوا كتب العقيدة الصحيحة ولم يحفظوها ؟ ، فلا يكفي أن يقول لا إله إلا الله دون أن يعرفها ويطبقها ويوالي أهلها ويعادي أعدائها.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "أهمية التوحيد" لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 18:16

    فالعقيدة هي أساس ديننا وهي قاعدةشريعتنا ولا يصح عمل إلا بتصحيح العقيدة مهما كانت الأعمال، الله يقول في الكفاروالمشركين الذين يعملون من غير عقيدة ، وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناههباءً منثوراً ““سورة الفرقان-23 ، ـ الهباء هو الغبار الذي يصير أما الشمسشعاعاً ـ أعمال الكفار يوم القيامة تصير هباءً لأنها ما بنيت على عقيدة يقول اللهتعالى والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجدهشيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب ““سورة النور-39 ، ـ ماذاتكون حالة العطشان إذا جاء ليشرب ولم يجد شيئاً ؟ كذلك حالة المشرك والكافر والعياذبالله إذا جاء يوم القيامة وهو بحاجة للحسنات والأعمال الصالحة وما وجد شيئاً ـ ،ويقول الله سبحانه وتعالى مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريحفي يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد ““سورة إبراهيم-18،هذه أمثلة القرآن في أعمال الكفار والمشركين لأنها لم تبنى على أساس وهوالعقيدة.إذن العقيدة أمر مهم لا يجوز للمسلم أن يتساهل بشأنها وأن يحقِّرمن ويقول وأن يقلِّل من أهميتها ويقول انظروا للناس واقعين في الربا والسفور والزنانعم هذه معاصي ولكنهم واقعين فيما هو أكبر من ذلك وهو الشرك والكفر بالله ، ففيالبلاد التي يسمونها إسلامية تجدهم واقعين في الشرك في وضح النهار تبنى الأصنامويطوفون بها ويذبحون وينذرون لها ومع هذا نغطي رؤوسنا ونقول ادعوا الناس إلىالأخلاق والزهد ويقولون أن الشرك هو محبة الدنيا أخرجوها من قلوبكم، والبعض يقول أنالشرك هو الحاكمية اتركوا المحاكم تحكم بالشرع ـ نعم مطلوب أنّ المحاكم تحكم بالشرعـ ولكن حتى لو فرضنا أنها حكمت بالشرع فما دام الشرك موجود ومادام في الأرض أضرحةوقبور وفيها دعاة إلى الشرك لا يكفي أن نجعل المحاكم تحكم بالشرع ، الشرك ليسلو ع بالحاكمية فقط بل هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى وتخل فيه الحاكمية. فالرسولقال للمشركين اتركونا نجتمع ونبطل الحكم بعوائد الجاهلية ونحكم الناس بالشرع وليبقىكل واحد على دينه فلا يكون هذا دين ولا تستقيم به ملّة.فلابدّ من تصحيحالعقيدة أولاً ولابد من تحقيق لا إله إلا الله ولابد من إزالة الشرك ومظاهره منالبلاد ثمّ تأتي بعد ذلك أوامر الدين وشرائعه لأننا إذا حققنا الأساس أقمنا عليهالبناء الصحيح.أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ أمّن أسّسبنيانه على شفا جُرُفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين““سورة التوبة-109.فالواجب علينا أن نعرف هذا الأمر وأن نهتم به وأنندرسه أولاً وندرِّسه لأبنائنا وإخواننا وأن نحرص عليه ونكثِّف مناهجه في المدارسوالمعاهد والكليات وفي المساجد وأن نعمِّر به بيوتنا ودروسنا.هذا هو الأساسالصحيح وماعداه فهو تابع له ومكمل له.فلهذا ندعو إلى تصحيح العقيدة والعنايةبها وتعلمها وتعليمها وتأليف الكتب والرسائل فيها وطبعها ونشرها وتوزيعها ، ثمّيتبعها بقية أوامر وشرائع الدين.نسأل الله عزّ وجل أن يرزقنا وإيّاكم معرفةالحق والعمل به والدعوة إليه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيموالعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحـقوتواصوا بالصبر.أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين منكل ذنب فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين.

    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 8:51