خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ألوهية المسيح عقيدة تحت المجهر

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ألوهية المسيح عقيدة تحت المجهر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.04.09 10:19

    فاصل

    ألوهية المسيح عقيدة تحت المجهر

    تحية



    "المسيح ليس خالقاً، بل هو مخلوق لله، ونبي عظيم" تلك بعض آراء "أريوس" العالم النصراني المصري، والتي أخافت أسقف الإسكندرية "ألكسندر"، وزاد من مخاوفه أكثر سرعة انتشارها بين رجال الدين أنفسهم .


    ولهذا دعا مجلساً من الأساقفة المصريين إلى الاجتماع في الإسكندرية، وأقنع أعضاءه بأن يحكموا بتجريد "أريوس" وأتباعه من رتبتهم الكنسية؛ وأبلغ باقي الأساقفة بالإجراءات التي اتخذها، فاعترض عليها بعضهم، وأظهر البعض الآخر عطفاً على "أريوس"، واختلفت الآراء في هذه القضية اختلافاً كبيراً.

    ووصلت أصداء هذا الخلاف إلى الإمبراطور الروماني "قسطنطين" - الذي جعل من النصرانية ديناً رسمياً للدولة الرومانية -، فأرسل إلى "الإسكندر" وإلى "أريوس" رسالة ينصحهما فيها أن يتحليا بهدوء الفلاسفة في مناقشة قضاياهم، وألا يشركوا العامة في مجادلاتهم، وقلل الإمبراطور في رسالته من قيمة المسألة المثارة، ورأى أنها غير جديرة بالمناقشة، ولا يثيرها إلا من ليس لديهم عمل يشغلون به أنفسهم!!.


    وبالطبع لم يكن لهذه الرسالة أثر ما في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، فمسألة ألوهية المسيح كانت في نظر الكنيسة مسألة حيوية من الوجهتين الدينية والسياسية، وكانت ترى أنه إذا لم يكن المسيح إلهاً، فإن كيان العقيدة المسيحية كلها يبدأ في التصدع، وإذا ما سمحت الكنيسة باختلاف الرأي في هذا الموضوع فإن فوضى العقائد قد تقضي على وحدة الكنيسة وسلطانها .


    وعندما فشلت رسالة الإمبراطور في إطفاء جذوة الخلاف اضطر إلى أن يحسمه بالدعوة إلى أول مجلس عام للكنيسة . فعقد مجلساً من الأساقفة عام 325م في نيقية البيثينية ( شمال شرق تركيا حالياً )، وحضر الاجتماع ما لا يقل عن 318 يصحبهم كما يقول واحد منهم: "حشد كبير من رجال الدين الأقل منهم درجة"، وكان معظم من حضر من الولايات الرومانية الشرقية .


    واجتمع المجلس في بهو أحد القصور الإمبراطوريّة تحت رياسة قسطنطين، وافتتح المناقشات بدعوة وجهها إلى الأساقفة يطلب إليهم فيها أن يعيدوا إلى الكنيسة وحدتها. وأكدَّ "أريوس" من جديد رأيه القائل بأن المسيح مخلوق، لا يرقى إلى منزلة الأب، ولكنه "مقدس" وخالفه أثناسيوس Athanasiua، رئيس الشمامسة، الذي رأى أنه إذا لم يكن المسيح والروح القدس كلاهما إلهين، فإن الشرك لابد أن ينتصر!!. ومع تسليم "أثناسيوس" بصعوبة تصور تشكل إله واحد من ثلاثة أشخاص إلا أنه قال: بأن العقل يجب أن يخضع لما فيه الثالوث من خفاء وغموض !!. ووافقه جمع من الأساقفة على قوله شكلوا الأغلبية التي أصدرت بموافقة الإمبراطور الروماني القرار الآتي: " نؤمن بإلهٍ واحد، آبٍ قادر على كل شيء، صانع كل الأشياء المرئيّة واللامرئيّة . وبربٍ واحدٍ يسوع المسيح، ابن الله، مولود الآب الوحيد، أي: من جوهر الآب، إله من إله، نور من نور، إلهٌ حق من إلهٍ حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي بواسطتهِ كل الأشياء وُجِدَت، تلك التي في السماء، وتلك التي في الأرض . الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزلَ وتجسَّد، تأنَّس، تألَّم وقام في اليوم الثالث ".


    وحكم المجمع على "أريوس" وموافقيه وأتباعه باللعنة والحرمان، ونفاهم الإمبراطور من البلاد. وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب "أريوس" جميعها، وجعل إخفاء أيّ كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام .


    وبذلك يكون هذا القرار قد رسخ فكرة ألوهية المسيح، واستبعد كل قول مخالف يعترف ببشرية المسيح، وأنه نبي من عند الله، !! لكن السؤال الذي نودُّ معالجته هنا، ماذا كان المسيح قبل مجمع نيقية ؟ وماذا يقول الإنجيل عنه ؟ وهل حقاً أن أدلة ألوهية المسيح مبثوثة في الإنجيل ؟


    إن الإنجيل مليء بإظهار وإبراز الجوانب الإنسانية للمسيح - عليه السلام – فهو يظهر حياة المسيح حياة عادية يأكل ويشرب ويجوع وينام ويتعب كسائر الناس .
    وحتى عندما بشر الملك أمه بولادته أخبرها أنها ستلد ابناً كما في إنجيل متى (1/31) ولم يقل لها إنك ستلدين إلهاً !! وكانت أمه تعامله كصبي، وليس كإله، فحين بلغ المسيح اليوم الثامن قامت أمه بختانه، كما يختن الصبيان ( متى: 2/21) .


    وعندما بلغ الثلاثين عاماً وجاءته الرسالة الإلهية قام بتبليغها للناس، ولم يقل لهم: إني إلهكم وخالقكم، ولم يدعهم إلى عبادته والتقرب إليه، بل أوضح لهم أنه ابن إنسان، وليس إلهاً، بل حينما ناداه أحدهم بقوله: أيها المعلم الصالح، غضب - عليه السلام –وقال: " لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " ( متى 19/17 ).
    وكان - عليه السلام - حريصاً على إبداء حقيقة نفسه، فصرّح بأنه إنسان يوحى إليه، كما في يوحنا: 8/40: ( وأنا إنسان قد كلّمكم بالحق الذي سمعه من الله )، وصرّح بأنه ابن إنسان في أكثر من ثمانين موضعاً. وأوضح - عليه السلام - أنه رسول الله، فقال: ( من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني )(مرقس: 9/37)، وقال كما في يوحنا ( 5/36):( أن الأب قد أرسلني )، وعندما سأله أهل بلده أن يشفي مرضاهم، قال: ( الحق أقول لكم إنه ليس نبي مقبولاً في وطنه ) (لوقا: 4/24) إذا فهو - وفق قوله وشهادته – إنسان كرمه الله بالوحي والنبوة والرسالة .


    وقد صرّح عليه السلام بأنه نبي أرسله الله عز وجل لتجديد شرعه ، فقد جاء في إنجيل لوقا أن الناس مجدوا الله قائلين : " قد خرج فينا نبي عظيم " ( 7 : 16) فلم ينكر عليهم عيسى قولهم عنه إنه نبي، فضلا على أن يبين لهم أنه إله - كما تدعي النصارى - ، كيف وهو يصرح أنه مرسل من عند الله كما جاء في إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 48 قوله عليه السلام : " مَنْ قَبِلَ بِاسْمِي هَذَا الْوَلَدَ الصَّغِيرَ، فَقَدْ قَبِلَنِي؛ وَمَنْ قَبِلَنِي، يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي ) فهذا تصريح منه عليه السلام بأنه مرسل من عند الله كغيره من الأنبياء والرسل .


    ولما قيل له اهرب انج بنفسك : قال : " لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم . يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء ، وراجمة المرسلين " ( لوقا :13:23) فهو يصرح عليه السلام بأنه نبي ، كما في هذا النص ، وكما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 11 : 41 - 43 قول المسيح عليه السلام : -" أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي…… ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني " وكما في إنجيل يوحنا الإصحاح 17 : 24 قول المسيح عليه السلام : - " وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني " فإذا هو يعلِّم الناس أنه مرسل من عند الله عز وجل .


    وهذا هو ما كان شائعا عند الناس في زمنه فقد جاء في إنجيل متى : أنه : ( 10لَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ، ضَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَسَاءَلَ أَهْلُهَا:مَنْ هُوَ هَذَا؟ 11فَأَجَابَتِ الْجُمُوعُ:هَذَا هُوَ يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ بِالْجَلِيلِ . وكذلك قالوا عندما رأوا بعض معجزاته : " إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا ( 6 : 14) .
    إذا فعقيدة ألوهية المسيح لم تكن معروفة أبداً في زمن عيسى لا عند المؤمنين به، ولا عند غيرهم.


    وكان عندما يُسأل عن أمرٍ لا سلطان له عليه يرده إلى الله، فقد جاءته إحدى النسوة بابنيها، طالبة منه أن يجلسهما عن يمينه وشماله في ملكوته، فردَّ الأمر إلى الله، قائلاً لها: ( وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أُعدَّ لهم من أبي )(متى: 20/23).


    وحين ذكر الساعة أخبر أنه لا يعلم وقت وقوعها إلا الله، ففي إنجيل متى: 20/23 ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده ) .
    وأوضح - عليه السلام - عقيدة التوحيد صافية نقية - عندما سئل عن أول الوصايا فأجاب: ( أن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد )(مرقس: 12/29) .


    وحين وسوس له الشيطان قائلاً له: اسجد لي: امتنع وعلل ذلك بقوله: ( لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد )(متى: 4/10)، وكان يخاطب تلاميذه وجميع الناس بالتوحيد قائلاً: ( أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ) (يوحنا: 20/17) إذا فهو يستوي وتلاميذه وسائر الناس بأن أباهم واحد، وإلههم واحد .


    وأبطل عليه السلام الشرك بأوضح مثل فقال: ( لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر ) .

    وأمر - عليه السلام - أتباعه بعبادة الله وحده ودعائه والالتجاء إليه، وقال أعظم المواعظ في ذلك ففي إنجيل ( متى: 7/7-11) "اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم، لأن كلَّ من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له، أم أيُّ إنسان منكم إذا سأله ابنُه خبزاً يعطيه حجراً، وإن سأله سمكة يعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه ".
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ألوهية المسيح عقيدة تحت المجهر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.04.09 10:20

    وكان قدوتهم في ذلك، فقد كان شديد التعبد لله، فعندما شعر بتآمر اليهود عليه، قام الليل يصلي لله، ويدعوه أن يدفع عنه شرهم، ويبعد كيدهم، ففي إنجيل متى: ( 26/39) ( وخرَّ على وجهه، وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت ) وكان يكثر من حمد الله ( متى:11/ 25)، وشكره ( يوحنا: 6/11) ويتعبد له بأنواع العبادات، ولو كان المسيح إلهاً – كما تعتقد النصارى - فإلى من يتوجه بالعبادة والشكر والحمد ؟ هل يعبد نفسه، ويصلي لها ؟ وهل الإله بحاجة إلى أن يعبد نفسه ؟!

    ومن دلائل بشريته عليه السلام اتصافه بصفات البشر من التعب والعجز ونحو ذلك ، فقد جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح 4 : 6 " كان يسوع قد تعب من السفر " ومن ذلك ما جاء في إنجيل يوحنا 5:30 " أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا.كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني "
    فإذا كانت مظاهر بشرية المسيح، وافتقاره وعبوديته لربه، بهذا الوضوح وهذا الجلاء، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو على ماذا استند النصارى في تأليه عيسى ؟ والجواب أنهم استندوا على بعض النصوص المتشابهة، وتركوا تلك النصوص الواضحة والجلية والتي أوردنا بعضها .


    فمما استدلوا به إطلاق وصف "ابن الله" عليه، ففي إنجيل ( لوقا: 3/ 22): ( وكان صوت من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب بك سررت )، وهذا الوصف لا دليل فيه إطلاقاً على ألوهية المسيح، لأنه كان يطلق في "العهد القديم" و"العهد الجديد" على الأنبياء والصالحين، ومن أمثلة ذلك وصف المسيح لأهل الجنة بأنهم أبناء الله، كما في (لوقا: 20/36 ): حيث قال: ( لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله )، وأُطلق وصف "ابن الله" على آدم عليه السلام كما في لوقا (3/38)، وكذلك وصف به داود كما في المزامير (2/7) قال الله لداود: ( أنت اليوم ابني )، ولو كان إطلاق وصف "ابن الله" على مخلوق يرفعه لمرتبة الألوهية لكان كل من أطلق عليه هذا الوصف إلهاً، ولما اختص المسيح وحده بذلك .


    وقد جاء في إنجيل يوحنا الإصحاح (20 : 17) قول المسيح عليه السلام : " إني سأصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " فهذا نص من المسيح نفسه على أن الله أب لتلاميذه أيضاً فلماذا فرقوا بين الأمرين ؟ ولماذا استدلوا على ألوهية المسيح بأنه ابن لله ، ولم يقولوا بألوهية تلاميذه أيضاً فقد كانوا أيضا أبناء لله بنص كلام المسيح نفسه .


    وقد ورد نص آخر في إنجيل متى فيه إطلاق لفظ أبناء الله على المؤمنين به سبحانه، فقد جاء فيه : " 8 طُوبَى لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ . 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ. ) وفيه أيضاً : 44 أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ، 45فَتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ ) ويروي متى عن عيسى قوله : ( إن أباكم واحد الذي في السموات ) ( إصحاح : 32 الفقرة 8 ) فكل هذه النصوص تدل على أن معنى ابن الله معنى آخر غير ما تدعيه النصارى ، وهو أن الله عز وجل يكون لعباده المؤمنين كالأب على أولاده فيرحمهم وينعم عليهم ويحميهم من كل سوء وأذى فهو لهم أب بهذا الاعتبار، وهم له أبناء من حيث اعتمادهم وتوكلهم عليه سبحانه وهذا المعنى لا يختص بعيسى عليه السلام، بل يشمل غيره من الأنبياء وهو الذي تدل عليه نصوص الإنجيل وتلتئم به فقراته .
    فنقول إن لفظ الابن له معنى حقيقي ومعنى آخر مجازي ، فالمعنى الحقيقي أنه حيوان ولد من نطفة حيوان هو من نوعه ، هذا هو معناه في اللغة وهذا المعنى محال في حق الخالق سبحانه ، لذلك جاء القرآن باستبعاده وتنزيه الله عنه، قال تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (الأنعام:101) .


    والمعنى الثاني معنى مجازي يراد به أنه في منزلة الابن النسبي من حيث تعلقه بخالقه ، وحماية الخالق له ، ورحمته به وشفقته عليه ، وهذا المعنى هو المراد بنصوص الإنجيل في نسبة عيسى أنه ابن الله.


    وإذا تبين معنى الابن في اللغة فلا يجوز التلاعب بعد ذلك في الألفاظ ، فالواجب ضبط الألفاظ بمعانيها منعا للخبط وعدم الضبط فإن الألفاظ قوالب المعاني، فلا يجوز أن يقال إن عيسى ابن الله ثم يفسر قائل هذا القول كلامه بأنه أراد أن عيسى هو علم الله أو محبته أو أنه أقنوم غير أقنوم الأب وغير أقنوم روح القدس إلى آخر هذه التحكمات ، لأننا سنقول له إن كلمة ابن لم توضع للدلالة على العلم أو المحبة أو الأقنومية وإنما وضعت للمعنى الذي ذكرنا .


    إن النصارى إذا اعتقدوا أن المسيح هو الله لم يبق أي معنى لقولهم بأنه ابن الله وإذا اقتصروا على وصفه بأنه ابن الله لم يبق أي معنى لقولهم أنه هو الله ( لأنه لا يعقل أن يكون أباً لنفسه وابناً لها ) .


    ومما يجدر ذكره أن وصف "ابن الله" لم يطلقه المسيح على نفسه في أغلب نصوص الإنجيل، وإنما أطلقه عليه آخرون، حيث أطلقه عليه الشيطان ( متى: 4/3)، وأطلقه عليه اليهود على وجه الاستهزاء والتحدي (متى: 27/40)، وأطلقه عليه إنسان متلبس به جني ( مرقص: 5/7)، وأطلقته عليه المرأة السومرية (يوحنا: 11/27)، وأطلقه عليه تلميذه سمعان (متى:16/ 16 )، أما هو - عليه السلام - فأكثر ما كان يطلق على نفسه لقب "ابن الإنسان"، حيث أطلق المسيح على نفسه هذا اللقب أكثر من 80 مرة، كقوله في متى: إصحاح 8/20: ( للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له، أين يسند رأسه ؟ ) .


    ومما استدلوا به على ألوهية المسيح قول المسيح - عليه السلام -: ( أنا والأب واحد ) يوحنا:(10/30)، وهو نص اقتطع من سياقه ففهم على غير وجهه، وبالرجوع إلى سياق النص يتضح معناه جلياً، وذلك أن اليهود أحاطوا بالمسيح – عليه السلام - قائلين له: ( إلى متى تعلق أنفسنا ؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً ؟ أجابهم يسوع: إني قلت لكم، ولستم تؤمنون . الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم, خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والأب واحد، فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه، أجابهم يسوع: أعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي بسبب أي عمل منها ترجمونني ؟ أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً !! أجابهم يسوع: أليس مكتوباً في ناموسكم، أنا قلت: ( إنكم آلهة )

    إن قال: آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدسه الأب وأرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت: إني ابن الله )( يوحنا: 10/24-36)،

    فالمسيح – عليه السلام - أراد أن يخبر اليهود أن له أتباعاً ( خرافي )، وهو يعرفهم، ويعطيهم – بإذن الله - حياة أبدية ( الخلود في الجنة )، وهؤلاء الأتباع قد كتب الله لهم الهداية والاستقامة، فلن يستطيع أحد أن يضلهم ( يخطفهم ) عن الله، لأن الله أعظم من الكل، وقدره نافذ على الجميع، ولن يستطيع أحد أن يضلهم ( يخطفهم ) عني، لأني والأب واحد، فالدين أدعو إليه هو دين الله، يجعل الإيمان بي جزءا أصيلا فيه، فمن يضل عني يضل عن الله، ومن يضل عن الله يضل عني، فأنا والأب واحد، وهو تعبير مجازي يراد به وحدة الموقف، أو وحدة الغاية والهدف، أو قوة العلاقة، وذلك كقول الرجل لخصمه: إن تعادي صديقي زيد فأنت تعاديني فأنا وزيد واحد، وهو معنى يستعمله الناس قديماً وحديثاً، لكن اليهود لم يفهموا لغة المجاز التي يتحدث بها المسيح، فقد اعتادوا على فهم النصوص بحرفية حادة، فنظروا إلى قول المسيح: ( أنا والأب واحد ) على أنه تجديف على الله أي كفر وإلحاد به، وكانوا يتصيدون له العبارات والمواقف،

    فبين لهم - عليه السلام - أن قوله هذا لا يحمل كفرا ولا جحودا لحق الله وعظيم مكانته، حيث استشهد لهم من ناموسهم ( كتابهم المقدس ) بأن فيه أن الله خاطب أنبياءه بقوله: ( إنكم آلهة )، وأراد – عليه السلام - باستشهاده هذا أن يقول لهم: إن ما أنكرتم علي من قولي: ( أنا والأب واحد )، أو من قولي في موضع آخر ( إني ابن الله ) لا يصح، لأن في كتابكم ما هو أعظم بالإنكار حيث أطلق على الأنبياء آلهة !!
    حينئذ سكت عنه اليهود، ولم ينبتوا ببنت شفه، ولو كان قصد المسيح ما فهمه النصارى اليوم من هذه اللفظة لكان في ذلك أعظم الحجة لليهود على قتله والتخلص منه فقد كانوا يتحينون ذلك وينتظرونه .

    على أن المسيح – عليه السلام – قد بين في نفس النص الذي ذكرناه أوجه الفرق بينه وبين الله، - والذي يعبر عنه بالأب وهو في لغتهم يعنى الرب أو المربي -، وذلك في موضعين:


    الموضع الأول:
    في قول المسيح ( أبي أعظم من الكل )، وإذا كان الله أعظم من الكل بمن فيهم المسيح نفسه، فكيف يصبح المسيح مساوياً ومماثلاً له .
    الموضع الثاني:
    أن المسيح قال: " فالذي قدّسه الأب وأرسله إلى العالم " وهذا تأكيد أن الله هو الذي قدس المسيح أي: طهره وزكاه وأرسله إلى الله، فكيف يصبح بعد ذلك مساويا لله مماثلاً له ؟!!


    واستدلوا على إلوهية المسيح بأنه ولد من غير أب، وهذا الاستدلال مردود لأنه لو صح أن يكون عيسى إلهاً لكونه ولد من غير أب، فإن آدم عليه السلام أولى بذلك منه لأنه خلق من غير أب ولا أم، وأولى منه كذلك "كاهن ساليم" الذي وجد بلا أب ولا أم، ولا نسب، وليس لوجوده بداية ولا نهاية، كما هو مذكور في "الرسالة إلى العبرانيين" ( 7/3 ) . فلم اتخذ النصارى عيسى إلهاً ؟ ولم يتخذوا آدم، ولا كاهن ساليم.


    واستدلوا كذلك بمعجزات - المسيح عليه السلام - كإحياء الموتى وشفاء الأمراض المستعصية كالبرص والعمى على أنها أدلة على ألوهيته وتصرفه في الكون، وهذا سوء فهم لا شك فيه، أوضحه وبينه المسيح نفسه، حيث بيّن - عليه السلام - أنه لا يفعل هذه المعجزت بنفسه، وإنما بإعانة من الله، فقال: ( أنا بروح الله أخرج الشياطين )( متى:12/28)، وروح الله هو الملك الذي يعينه – عليه السلام - وهذا أمر يعرفه تلاميذه جيداً، فهذا بطرس يخاطب اليهود بقوله: ( أيها الرجال الإسرائيليون: اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون ) فصرّح بطرس أن المسيح إنما صنع تلك العجائب والمعجزات بتأييد الله سبحانه وإعانته لا بنفسه وذاته .


    وبهذا يتضح كم كان المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - حريصاً كسائر الأنبياء على تجريد التوحيد لله رب العالمين، ونفي أي التباس بين مقام الإلوهية ومقام الرسالة، وكل هذا منشور في الإنجيل لا تكاد تخلو منه فقرة، وهو ما كانت عليه الأجيال الأولى من أتباع المسيح - عليه السلام - تقول دائرة المعارف الأمريكية:
    " لقد بدأت عقيدة التوحيد كحركة لاهوتية بداية مبكرة جداً في التاريخ، أو في حقيقة الأمر فإنها تسبق عقيدة التثليث بالكثير من عشرات السنين "، وتقول "دائرة معارف لاوس الفرنسية" : "عقيدة التثليث .. لم تكن موجودة في كتب العهد الجديد، ولا في عمل الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم المقربين .. إن عقيدة إنسانية عيسى كانت غالبة طيلة مدة تكون الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة، وجميع الفرق النصرانية التي تكونت عن اليهودية اعتقدت بأن عيسى إنسان بحت مؤيد بالروح القدس،.. وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد لم تكن موجودة من قبل". وكُشِفَ مؤخراً عن وثيقة مسيحية قديمة نشرت في جريدة "التايمز" في 15 يوليو 1966م تقول: "إن مؤرخي الكنيسة يسلمون أن أكثر أتباع المسيح في السنوات التالية لوفاته اعتبروه مجرد نبي آخر لبني إسرائيل.


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ألوهية المسيح عقيدة تحت المجهر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.04.09 10:27

    نقد عقيدة الصلب والفداء عند النصارى
    Embarassed

    نحن على يقين أن الناقد لن يكون بحاجة إلى معرفة الحقائق الإسلامية عن حياة عيسى عليه السلام لينقض هذه العقيدة، ذلك أن ما يزعمه النصارى مناقض للعقول المستقيمة،


    ولأجل ذلك أصبحت تلك المعتقدات الكنسية عرضة لهجوم تيارات كثيرة كالعلمانية والملاحدة ،

    ولعل أول ما يرد على النصارى في عقيدة الفداء هو اتهامهم لله عز وجل بالظلم من جهة ، وبالعجز من جهة أخرى
    ، أما الظلم فلأن الله قد قضى : { ألا تزر وازرة وزر أخرى }( النجم:38 )

    وليس هذا الأمر مقرراً في القرآن وحده بل هو منصوص عليه في التوراة أيضاً فقد جاء في "سفر التثنية":- " لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل"أهـ ،

    فهذا نص توراتي صريح يؤيد النص القرآني بألا يتحمل أحد جريرة أحد ، فما بال النصارى يريدون أن يحملوا البشرية جميعاً خطأ آدم عليه السلام ،

    أليس مقتضى العدل أن يتحمل آدم - عليه السلام - وزر خطيئته وحده دون غيره ، مع العلم أننا نعتقد كما أخبرنا القرآن أن آدم عليه السلام تاب إلى الله عز وجل فتاب الله عليه وانتهت القضية عند ذلك.

    هذا ما يلزمهم من اتهام الله بالظلم ،

    أما اتهام الله عز وجل بالعجز فيظهر من خلال تلك التمثيلة الطويلة التي اخترعها النصارى من حمل مريم بالإله إلى ولادته إلى صلبه ، كل ذلك ليغفر الله للناس خطيئة آدم التي لحقتهم، وكأن الله عاجز عن غفران خطيئة آدم إلا بتلك الطريقة السمجة التي ذكروها .

    فالله تعالى عندهم نزل من العرش عن كرسيّ عظمته ، ودخل في فرج امرأة ، وأقام هناك تسعة أشهر يتخبط بين البول والدم والنجو ، وقد علته أطباق المشيمة والرحم والبطن ، ثم خرج من حيث دخل رضيعاً صغيراً يمص الثدي ، ولفّ في القمط ، وأودع السرير ، يبكي ويجوع ويعطش ويبول ويتغوّط ، ويحمل على الأيدي والعواتق ...ثم أهين وبصق في وجهه وصلب على خشبة حتى مات فكل هذا مسبة شنيعة ما تجرأ عليها أحد من العالمين ، حتى الوثنيون لم ينسبوا هذا النقص لآلهتهم وهي من الحجارة والطين ، لذلك كان عمر رضي الله عنه يقول : "أهينوهم - أي النصارى - ولا تظلموهم، فلقد سبوا الله عز وجل مسبة ما سبّه إياها أحد من البشر" أ.هـ .

    وكان بعض أئمة الإسلام إذا رأى صليباً أغمض عينيه عنه، وقال:" لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب ".أهـ.

    ويعجبني ما قاله قس مصري أسلم : ( إن كان المسيح رباً فلماذا يحتاج كي يغفر للعباد ويُكفّر ذنوبهم أن يُصلب ويُهان ويُصفع ويُبصق في وجهه ..!! )

    وأين هذا من قوله تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }(الزمر:53).

    ومن العجب أن يوجد في التوراة التي يؤمن بها النصارى ويسمونها العهد القديم لعن من عُلِّق على خشبة ، ففي سفر التثنية (21/23) : "ملعون من تعلق بالصليب" ، فهل أصبح المسيح - عليه السلام - ملعوناً

    إن جواب النصارى على ذلك ليصيب العاقل بالحيرة والذهول ، إذ يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية (3/13) : " المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا " أهـ.

    فانظر إلى عقول هؤلاء كيف يصمون إلههم باللعنة ثم يعبدونه ويقدسونه

    إنها عقول فسدت فجعلت من الإله ملعونا

    وفسدت فجعلت الثلاثة واحدا

    وفسدت فعظمت الآلة التي قتل عليها إلههم ، حيث علق كل واحد على صدره صليباً .

    فمن أمرهم بعبادة الصليب والتذلّل له

    وما هو إلا قطعة خشب لا تضر ولا تنفع ؟

    ومن أمرهم بتعظيم الأوثان والتماثيل التي يزعمون أنها على صورة عيسى ومريم عليهما السلام ؟

    وهل تسمعهم هذه الأوثان !! أم يسمعهم عيسى ومريم عليهما السلام ؟!

    وهل الأنبياء الذين سبقوا مجيء عيسى عليه السلام يؤمنون بألوهيته وصلبه ؟

    وأين ذلك في العهد القديم ( التوراة ) الذي يؤمنون به ؟
    Embarassed

    مختصر عقيدة المسلم
    فاصل

    الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض عظيم حكيم قدير كامل غنيّ عن العالمين عالم الغيب والشهادة سبحانه وحده لا شريك له، ولا يعرف الإنسان كيفيّة ذاته سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) سورة الشورى 11


    والانسان لا يدرك حقيقة الملائكة ولا الجن ولا الروح التي بين جنبيه فعلمه محدود ، وسيعطي الله المؤمنين دون الكافرين القدرة على رؤيته في الآخرة والنظر إليه سبحانه وتعالى.

    والله سبحانه وتعالى رحيم أرحم بالناس من الأم بولدها ، ويفرح سبحانه بتوبة العبد أكثر من فرح العبد التائه في الصحراء أضاع راحلته ، ثم وجدها فقال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك .


    ومحمد صلى الله عليه وسلم رسول من الرسل لا يملك شيئاً ولا يعلم الغيب ، ولا يملك أن يدخل أحداً الجنة أو النار ولا يعلم مصير أحد إلا من عند الله تعالى

    قال تعالى ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنهم ظالمون ) آل عمران 128
    ( قل إني لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً إلا بلاغاً من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً ) سورة الجن 21-23 .

    وقد خلق الله تعالى الإنس والجن لعبادته وحده لا شريك له ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) سورة الذاريات 56،


    ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ( إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) سورة الحجرات13 .

    والله تعالى لا يعذّب أحداً إلا بعد البلاغ ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) سورة الإسراء 15.


    والأنبياء بعثوا بالإسلام ، فالإسلام في عهد نوح عليه السلام يكون باتباع ما جاء به نوح ، والإسلام في عهد موسى عليه السلام يكون باتباع شريعة موسى ، والإسلام في عهد عيسى عليه السلام يكون باتباع الانجيل ومن كذّب من اليهود بعيسى فهو كافر ، والإسلام في عهد محمد صلى الله عليه وسلم يكون بالتزام القرآن وما جاء به صلى الله عليه وسلم ومن كذب به من اليهود والنصارى فهو من الكافرين .


    والله الموفق
    Embarassed

    والنقل
    لطفـــاً .. من هنـــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 11:59