خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.02.09 7:48

    كيف تربى طفل مســلم ؟!

    الله الموفق

    أصناف المربين وجوانب التربيةلا يدخر الآباء والأمهات جهداً في تربية أبنائهم فهم امتداد لحياة الآباء ،وصلاحهم فيه خيري الدنيا والآخرة ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ماتالإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . كذلك فإن الأبناء زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : "المال والبنون زينة الحياةالدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيراً أملاً" .


    ليسو سواءورغم أهمية التربية إلا أن الناس ليسواسواء في تربيتهم لأبنائهم فهم ينقسمون إلى ثلاثة أصناف :

    ·
    الصنف الأول : يهمل في تربية أبنائه ولسان حاله يقول "الله الهادي ولاتتعبوا أنفسكم" وهذا الصنف عاجز عن المتابعة وعن تربية أبنائه .


    ·
    الصنف الثاني : على النقيض من السابق حيث يحرص حرصاًشديداً على أبنائه ، كأنه هو المتصرف فيهم ويريد أن يصنعهم ويضعهم في قوالب مثاليةليكونوا أفضل الخلق على الأرض . دون اعتبار لحقهم كأناس .


    ·
    الصنف الثالث : يحاول أن يبحث عن أفضل وسائل التربيةلأبنائه ولا ينفك من الالتجاء إلى الله عز وجل متذللاً متضرعاً بين يديه يرجوههداية أبنائه وصلاحهم . وهذا هو أفضل الأصناف .

    ومن الصفات التي يجب أنتتوفر في الصنف الثالث من المربين :


    · أن يكونقدوة في نفسه؛ حتى يستطيع أن يؤثر في غيره وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه . وقد قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده "ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهممعقودة بعينك ، فالحسن عندهم ما صنعت ، والقبيح عندهم ما تركت" وقال الشاعر :

    لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم· التأني والحلم :فالمتسرعة لا تستطيع أن تربي وكثيراً ماتخطيء ، فالتأني يجعل المربية تفكر في أصلح الوسائل لتربية أبنائها . ولنا في رسولالله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .

    · الأم القلقةوالمعلمة الغاضبةلا تستطيع أن تربي ؛ لأن الأبناء لن يجدوا الوقت المناسبللتفاهم معها ، بل قد يكون صراخها المستمر منفراً للتفاهم معها ، أو للتعبير عنمشاعرهم وأحاسيسهم .

    · الأم الضعيفةلا تستطيعأن تربي ؛ لأن التربية تحتاج إلى مواقف حازمة .

    · المرأة الخراجة الولاجةلا تستطيع أن تربي ؛ لأن التربية تحتاج إلى عدة أمور :

    -
    جلسات هادئة مع الأبناء تسمعين منهم .

    -
    مراقبة تصرفاتهموأفعالهم وتفقد أحوالهم .

    -
    معالجة نفسياتهم ووضع حلول لمشكلاتهم .

    فكيف تستطيع الأم تحقيق هذه الأمور وهي تقضي معظم أوقاتها خارج المنزل . وهذا الأمر أيضاً بالنسبة للأب ، وتكون النتيجة أن يعيش الطفل حياة باردة جافة لاحنان فيها ولا ود ولا رحمة .



    ·
    جوانب مهمةتتساءل كثير من الأمهات عن الجوانب التي ينبغي أن تركز عليها في تربيةأبنائها لتضمن لهم تربية سليمة ، وينصح التربويون بالتالي :


    ·
    تثبيتعقيدة الطفل وغرس محبة الله عز وجل ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه . كذلك الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن وهذا ما يسميه علماء النفس "الوازعالديني" وهو الشيء العظيم الذي تستطيعين توجيه سلوكيات الطفل من خلاله . وقد قاللقمان الحكيم لابنه وهو يعظه "يابني إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو فيالسماوات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير" .


    ·
    التأكيد علىتحفيظ أبنائنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتدبر معانيه وتطبيقه، فالعلم إذا لم يُعمل به لا فائدة منه.


    ·
    التحذير من الصفات والسلوكياتالسيئة كالكذب والشتم وما شابه ذلك . وعلى المربين أن يكونوا حذرين من التصريحبالفاحشة حتى لا ينبهوا أطفالهم لذلك . وعليهم مراقبتهم مراقبة دقيقة حتى لايتعلموا من غيرهم سلوكيات خاطئة ويقعوا فيها . وعليهم توضيح مساوئ الكراهية والحسدوغيرها من أمراض القلب التي تسبب التفريق والعداوة والبغضاء .


    ·
    تعويدالطفل الطهارة وكيفية التنظيف واستخدام دورة المياه ، وكيفية الوضوء الصحيح ،وتوضيح أن أحد أسباب عذاب القبر هو عدم التنزه من البول فعن ابن عباس رضي اللهعنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بقبرين يعذبان فقال : (أنهما ليعذبان ومايعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يعيش بالنميمة" . رواه البخاري في صحيحه


    ·
    احترام الطفل لمن حوله بدءاً بوالديه ومعلمهوالأكبر سناً، وأقاربه وضيوفه والمحيطين به من أخوة وأصدقاء وجيران . قال تعالى "ولا تصعِّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور . واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير " .


    ·
    توجيهأبنائنا في جميع تصرفاتهم إلى الاحتساب .


    ·
    الرعاية الجسمية الكاملةللطفل والمسؤولية في هذا تقع على عاتق الوالدة . وعليها أن لا توكل هذا الأمر إلىغيرها وإن اضطرت إلى ذلك يجب أن تكون تحت مراقبتها الشديدة وإشرافها الدائم .


    ·
    الاعتماد على النفس : على الوالدين تعويد أبنائهم على الاعتماد علىأنفسهم في جميع أمورهم ، كأن ينظفون أنفسهم ، وينظمون ملابسهم ، ويرتبون حاجياتهم ..


    ·
    تعويد الطفل على الاعتدال سواء في الإنفاق أو غيره فلا إسراف مبالغفيه ولا بخل إلى حد الشح قال تعالى : "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كلالبسط فتقعد ملوماً محسوراً" .



    **
    تربية الطفل علىطهارة القلب من خلال :

    ·
    تعويده على القناعة بالإكثار من شكر النعمةوتقدير نعم الله عليه .

    ·
    ردعه إذا قارن نفسه بغيره .

    ·
    ترديد قصص عنمن هم أقل منه شأناً كالفقراء والمرضى والأيتام ومن هم في ديار الفتن والحروب .

    ·
    تشجيعه أن يذاكر لينفع نفسه وأمته .

    ·
    بيان فضل العلم والاحتسابوأن لا يكون همه أجر الدنيا فقط .

    ·
    تعويده على محاسبة نفسه عندما يخطئ ،وأن الخطأ ليس عيباً ولا بد أن نكثر من الاستغفار إذا أخطأنا ، ونكثر من الحسناتلأن الحسنات يذهبن السيئات .

    ·
    تشجيعه على إعطاء كل ذي حق حقه من أقاربوإخوان وأصدقاء ... الخ.

    ·
    تعزيز ثقة الطفل بنفسه بأخذ رأيه ، وتعويده علىالتفكير البناء ، لكي يتحرر من أفكار التبعية والانهزامية .

    ·
    الاهتمامبأسئلة الأبناء ولو كانت محرجة ومحاولة الإجابة عليها ولو بالتلميح إن لم يستطيعواالتصريح .

    ·
    إعطاء الأبناء ثقة في حدود ، خاصة المراهقين .

    ·
    الحزممع الأبناء في الأمور الشرعية التي لا مجال للنقاش فيها.

    ·
    توجيه الأبناءوجهة طيبة لاستغلال أوقاتهم ، حتى يكونوا فعَّالين ومنتجين ، ومستفيدين من أوقاتهمبما يعود عليهم بالنفع في أمور دينهم ودنياهم .



    http://www.damasgate.com/vb/t1678.html


    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 13.02.09 8:24 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.02.09 8:09

    وقفة محاسبة مع الآباء
    فاصل
    [size=24] الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى

    أما بعد،،،

    في هدأة الليل البهيم ارتفع صوت الأم وهي تبكي ..تخاطب ولدها الماثلأمامها : أرجوك يا بني ..أتوسل إليك ..لا تتركني وحدي أعيش بين هذه الجدران الأربعةتحيط بي الوحشة والخوف والحاجة والعوز .

    أبنُي ..أهذه وصية أبيك لك حينماوصاك بي ..أنسيت ما قاله لك وهو يُحتضر !؟ لقد ذَرَفْتَ الدموع قليلا ثم تنكرت لي ،وذهبت تعيش مع زوجتك وأولادك ، وتركتني وحدي ..أبني ..إني على استعداد لأكون خادمةلك ولزوجتك وأولادي لكن لا تتركني للظلام والوحدة ..كان الابن العاق ينظر إلى أمهغير مكترث لما تقول ..وبعد صمت طويل أخرج من جيبه خمسمائة ريال ووضعها في يد أمهوقال : سأزوك بعد شهر !! قالت يا بني لكني ..

    فقاطعها قائلا : إني مشغول ،ولدي أعمال كثيرة لابد من إنجازها في أسرع وقت ..ثم خرج ..ومضى شهر واثنان وثلاثةولم يزرها أو يقف على بابها ..حتى جاء ذلك اليوم الذي أُخبر فيه أنها وجدت ملقيةعلى الأرض قد فارقت الحياة منذ أيام ..[1]

    هكذا..تطالعنا الصحف يوما بعد يومعن أخبار مؤسفة ، وحكايات مؤلمة ، وقصص مفزعة ،نعم كم سمعنا وقراءنا عنأولئك الذين تجرؤا على فعل أفظع جريمة ترتكب !؟
    كم قراءنا عن أولئك البائسينالذين وصلت بهم قسوة القلب إلى أن تمتد يد أحدهم القذرة إلى من كان السبب في وجودهبعد الله Y !؟
    سمعنا عن ذاك الرجل الذي تجرأ على قتل والده بطريقة بشعة مفزعة ..! سمعنا عن ذاك الذي تآمر هو و زوجته على قتل أمه التي بلغت سن الكبر ..أمه التيحملته وهنا على وهن !؟ حملته كرها ، ووضعته كرها !

    ولكن يالله !! وياللعجبكيف تجرأ أولئك أن يمدوا يد الجريمة النكراء إلى أقرب الناس إليهم ؟ بل من لهمالفضل بعد الله تعالى في وجودهم !

    هل كان ذاك ناتجا من حسن التربيةوالتوجيه ؟ كلاهل هو ناتج من الاهتمام والشعور بالمسؤولية تجاه الأبناء ؟كلاهل هو ناتج عن تذكر ثقل الأمانة الملقاة على كواهلنا تجاه الأبناء ؟كلا ! كلا !!

    إنها سوء التربية ..سوء التوجيه ..إنه التفريط في متابعةالأبناء ..إنه عدم الشعور بالمسؤولية ..بالأمانة العظمى ..إنه التواكل عن القيامبحقوق أولئك الشباب ..إنه الإخلاد إلى الأرض والسعي وراء حطامها الفاني ..إنهالاهتمام المنقطع النظير بأمر دنياهم ومعاشهم والتغافل الكبير عن دينهم وأخلاقهم ..
    إن هذا كله وغيره ـ بعد تقدير الله ومشيئته ـ أدى إلى حصول تلك الجرائم المؤلمة،والقصص المفزعة ، وما خفي أعظم !

    قال ابن القيم رحمه الله : ( من أهملتعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى ، فقد أساء إليه غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنماجاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه ، فأضاعوهمصغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءهم )[2]
    أيها الأب المبارك : كيف ترجو نفع ولدك وإحسانه وأنت قد جلبت له أسباب الشقاء ..قد هيأت له ما تقسوا بهالقلوب ..بل تموت !

    كيف ترجوا نفعه وبره وقد تركت له الحبل على الغارب،يذهبمتى يشاء،ويعود متى أراد !؟
    كيف ترجو خيره وأنت تراه مقيما على المعصية فلاتنهاه ! بل ربما وصل بك الأمر ـ واسمح لي إن قسوت عليك في العبارة فما أريد وربالكعبة إلا نفعك ـ أن تكون أنت أول من يفعل ذلك أمامه ، بل قد تراه أمرا لا غضاضةفيه ، وهذا والله لهو الخطأ الفادح بكل المقايس ، والفعل المشين بكل المعايير .
    قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده منبهاً له: ( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإنعيونهم معقودة بعينك،فالحسن عندهم ما صنعت ، والقبيح عندهم ما تركت)[3] فإن أبيتإلا ركوب رأسك فكما قيل (على نفسها جنت براقش )

    كل منا يرجو الخير لنفسه فيحياته ، ويرجو أن يتاح له من الظروف ما يمكنه من قضاء شيخوخته بسرور واكتفاء ..وهذالا يتحقق للمرء في حالة كبره إلا من أبناء بررة ، ولن يكون الأولاد بررة إلابالتربية الدينية الكريمة ومن هنا كان إهمالنا لتربية أولادنا إساءة لأنفسنا فيالدنيا عندما نكون في أشد الحاجة إلى برهم ومساعدتهم ومواساتهم ، [4]


    جاء رجل إلىعمر بن الخطاب t فقال إن ابني هذا يعقني . فقال عمر t للابن : أما تخاف الله فيعقوق والدك ! فإن من حق الوالد كذا ، ومن حق الوالد كذا . فقال الابن : يا أميرالمؤمنين ! أما للابن على والده حق ؟قال نعم ، حقه عليه أن يستنخب أُمه ،لكيلا يكون للابن تعييرٌ بها ، ويحسن اسمه ؛ ويعلمه القرآن . فقال الابن : فواللهما استنخب أُمي ، وما هي إلا سندية اشتراها بأربعمائة درهم ؛ ولا أحسن اسمي ، سمانيجُعلا ؛ ولا علمني من كتاب الله آية واحدة .

    فالتفت عمر t إلى الأب وقال : تقول ابني يعقني ، فقد عققته قبل أن يعقك ، قم عني .[5]

    إننا لا نلقي اللومعلى أولئك الذين فعلوا الأسباب ، وتخيروا من أساليب التربية والتوجيه ما هي كفيلةبإذن الله بإصلاح أبنائهم ،وسعادتهم في الدارين ، ثم بعد ذلك يشاء الله Y لحكمةيعلمها أن لا يستقيم الابن


    فهذا نبي الله نوح عليه السلام يجاهد ولده و يدعوه إلىالإيمان ويقول له : } يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَالْكَافِرِينَ(42)

    قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لَاعَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَاالْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ(43){

    ولكن اللوم كل اللوم على أولئكالذين فرطوا وأهملوا وهم يتعلقون بتلك المقولة المشهورة على السنة الناس ( اللهالهادي )!! كلمة حق أُريد بها باطل
    نعم الهداية بيد الله Y والله يهدي منيشاء إلى صراط مستقيم ،
    لكن السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه : ماذا قدمت من الأسبابالتي تكفل بإذن الله صلاح ولدك وفلذة كبدك !؟
    هل كنت تحرص على تعليمه القرآن ؟
    هل كنت تذكره في كل إشراقة شمس عظمة الله Y وفادحة مخالفة أمره ، وارتكابنهيه ؟
    هل كنت توقظ في قلبه روح المراقبة لله عز وجل حتى يصبح كأنه يرى الله عز وجلفإن لم يكن يرى الله فإن الله تعالى يراه ؟
    ثم هل في يوم من الأيام أخذت بيده وذهبتبه إلى المقبرة حتى يرى ما هو صائر إليه ؟ وعندما رأيت منه إقبالا على الخير ، ومحبة الطاعة
    هل كنت عونا له على ذاك ؟
    هل عندما رأيت نفسك قد شغلتك دنياك ..والصفق في الأسواق أحضرت من يقوم بتربية ولدك وتعليمه ما به يسمو ويكمل ؟
    إن الله يهيب بالمؤمنين أن يؤدوا واجبهم في بيوتهم من التربية والتوجيه والتذكير ، فيقوا أنفسهم وأهليهم من النار : } يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهمويفعلون ما يؤمرون {

    إن مسؤولية الأب في نفسه وفي أهله مسؤولية عظيمة رهيبة، فالنار هناك وهو متعرض لها وأهله ، وعليه أن يحول دون نفسه وأهله ودون هذه النارالتي تنتظره هناك ..إنها نار فظيعة مستعرة ، وقودها الناس والحجارة ..إنها نار كلهابؤس وعناء ..نار كلها عذاب وشقاء ..نار عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يأمرون .

    أيها الأخ المبارك : وإذا قلبت طرفك في صفحاتالتاريخ وقفت على حقائق ناصعة كلها صفاء وبهاء من اهتمام الأجيال الفذة بتربيةأبنائهم والاعتناء بهم ، إن هذا الاهتمام كان له أعظم الأثر في صلاح أبناءهم ومن ثمإحسانهم إليهم وبرهم بهم .


    فهذا لقمان الحكيم يقول لولده ويوصيه بقوله : } وَإِذْقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِإِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13){ ويقول له أيضا ليزرع في قلبه مراقبة الله Y : } يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِيصَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّاللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(16)يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِوَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِالْأُمُورِ(17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِمَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(18)وَاقْصِدْ فِيمَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُالْحَمِيرِ(19) {


    وهذا عمر فاروق هذه الأمة يؤدب ولده عندما دخل عليه وهو مترجل ،وقد لبس ثيابا حسانا ، فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه ، فقالت له حفصة : لم ضربته ؟قال رأيته قد أعجبته نفسه ، فأحببت أن أصغرها إليه [6]


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.02.09 8:10

    وهذا عبدالملك عمر بنعبدالعزيز الذي نهل الدين قويما ، والخلق صافيا ، والشجاعة الأدبية من أبيه وكانكما قال الشاعر :

    وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه


    وهل هذاالشبل إلا من ذاك الأسد !


    لقد كان يقوم الليل في آية يقرأها وهي قول الله تعالى } أفرءيت إن متعناهم سنين ، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون { يرددها ويبكي..


    وهذا سفيان الثوري رحمه الله قالت له أمه : ( يا بني ! اطلب العلم، وأنا أكفيك بمغزلي "
    فكانت تعمل ـ وتقدم له ليتفرغ للعلم ، وكانت تتخوله بالموعظ ةوالنصيحة ،
    قالت له ذات مرة : ( يا بني إذا كتبت عشرة أحرف ، فانظر : هل ترى فينفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك ، فإن لم تر ذلك ، فاعلم أنها تضرك ، ولا تنفعك


    " [7] فهل من غرابة بعد هذا أن نرى سفيان يتبوأ منصب الإمامة في الدين ، كيف وهو قدترعرع في كنف مثل هذه الأم الرحيمة ، وتغذي بلبان تلك الأم الناصحة التقية ؟!


    وهذهأم ربيعة الرأي شيخ الإمام مالك أنفقت على تعليم ولدها ثلاثين ألف دينار خلفهازوجها عندها ، وخرج إلى الغزو ، ولم يعد لها إلا بعد أن استكمل ولده الرجولةوالمشيخة ، وكانت أمه قد اشترتهما له بمال الرجل ، فأحمد صنيعها ، وأربح تجارتها


    ..وهذا الإمام مالك توصيه أمه بأن يتعاهد حلقة الإمام ربيعة بن عبدالرحمن ..وكذاالإمام الشافعي وأحمد رحمهم الله تعالى !

    >>>
    ![8]

    فمن منا لا يعر ف هؤلاء الرجال ! ومن منايجحد فضل هؤلاء الكرام ! إن الأمة كلها تشهد لهؤلاء فضلهم ومكانتهم في الإسلام ، إنأعمال أولئك العظماء التي عملوها في حياتهم ..كلها في ميزان من كان السبب فيإقبالهم على الخير والسعي فيه .


    فأي فضل هذا ؟ وأي نعمة تلك ؟ ولكن وما ذلك علىالله بعزيز ؟ نعم وما ذلك على الله بعزيز


    ..إننا مطالبون بفعل الأسباب والنتائج علىالله عز وجل ،وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ..

    أخي يارعاك الله : إن تربية الدواجن والحيوانات أمر يعهد به إلى مختصين يعرفون واجبهم .. فكيف نفرط في حق أعظم مخلوق على هذه الأرض وهو الإنسان ؟


    لابد من أن يعي كل أب وكلأم مسؤوليتهم الضخمة فيما استخلفهم الله فيه ، قال عليه الصلاة والسلام : " كلكمراع ومسؤول عن رعيته ..والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيتزوجها ومسؤولة عن رعيتها .."

    فإبراء لذمتنا ، وإخلاء لعهدتنا أقدم لك أيهاالأب المبارك توجيهات سريعة تستضيء بها في تربية ولدك وفلذة كبدك فأرع يا رعاك اللهلها سمعك وأحضر لها قلبك ..

    أولا :[9] من الأمور المهمة أن يغتنم الأبوانمرحلة الصغر والتأثر لأن الولد في هذا السن صفحة بيضاء ، فكل مولد يولد على الفطرة، ثم يأتي دور الأبوين فإما أن يكون دورا مجيدا مشرفا شاعرا بالمسؤولية ، وإما أنيكون دورا مخربا مفسدا لا مباليا .ويصعب عليهما فيما بعد أن يتداركا الأمر كما قالالقائل :

    إن الغصون إذ قومتها اعتدلت ولا يلين إذا قومته الخشب

    ثانيا :لابد أن يكون هناك تفاهم قائم بين الزوجين ، وأن يتعاونا على التربية الفاضلة ، فلايجوز أن يتلقى الطفل أوامر متناقضة لا يدري أيها ينفذ ؟ ويجد لنفسه النصير إن عصىأمر أحد والدية ، بحجة طاعته أمر الآخر ، لابد أن يكون هناك تنسيق وتعاون وتفاهمبين الوالدين .

    ثالثا : ألا يرى الأولاد في سلوك أبويه ما يخالف النصائحالتي سمعها منهما ..حتى تكون ثمرة التربية مجدية نافعة .


    أما الازدواج الذي يقومبين ما يقوله الآباء وبين ما يسلكون ، فهو من أكبر أسباب الانحراف التي تُفسدالناشئة وتجعلهم يشكون في القيم والمثل العليا كلها .وكما قال القائل :

    لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذ فعلت عظيم

    رابعا : ومن أسس تربية الأولاد غرسالروح الدينية في نفوسهم ، وتنشئتهم على المخافة من الله تعالى ، فإن ذلك سببلاستقامتهم على السبيل السوي الفاضل ، وعلى الوالدين أن يشربا الأولاد حب الله وحبرسوله .

    خامسا : ومن أسس تربية الأولاد تعداد الوسائل في تقويمهم ، فالضربفي سنّ ، وعند الضرورة ، وبعد زوال الحدة ، ولا يجوز أن يستمر الوالد في الضرب ،لأن ذلك قد يؤدي إلى مخاطر عظيمة ..


    ومن أهم الملاحظات في هذا المجال أن يتفهمالوالد عقلية أولاده عندما يكبرون ويناقشهم ، ويحترم شخصياتهم ، ولا يستمر في نظرتهإليهم على أنهم ما يزالون صغارا .


    إن العقد النفسية بدأت تمزق صدور كثير من الشبابوالشابات بسبب تصرف سيء يقوم به أحد الأبوين ، فلنتق الله في أبنائنا ولنعلم أنهمأكبادنا يمشون على الأرض .

    سادسا : ومن الأسس الهامة في تربية الأولادالعدل بينهم ، فلا يجوز تفضيل الذكر على الأنثى أو الأنثى على الذكر ، ولا تفضيلواحد على واحد ، وهذا رسول الله r يسأل من أراد أن يشهده على عطية أراد أن يعطيهاولده قائلا : " أكل ولدك أعطيتهم مثل هذا ؟ قال : لا . فقال : " أشهد على هذا غيريفإني لا أشهد على جور اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " [10]

    سابعا : ومنالأسس الهامة في تربية الأولاد اختيار الرفقاء الصالحين لهم فالرفيق ذو تأثر كبير ،فعلى الأبوين مراقبة الأولاد في أصدقائهم .( فالمرء على دين خليله )[11]

    ثامنا : تشكل ظاهرة انتشار الخادمات الأجنبيات خطرا فادحا على عقيدةالولد وخلقه وثقافته ، وقد دلت البحوث الميدانية بمنطقة الخليج على أن أكثرهن غيرمسلمات ، ولديهن اهتمام بعقائدهن وشعائرهن التعبدية ، إلى جانب ثبوت انحرافات خلقيةوسلوكية عند كثير منهن ، مما يشير إلى مدى الخطورة المتوقعة من أمثلهن على الأولاد


    ولا شك أن الأب هو المسؤول الأول عن تريبة أولاده ورعايتهم وحفظهم من الانحراف


    ولهذا ينبغي للأب إن كان ولابد فاعل لهذا البلاء أن يحرص غاية الحرص على حسن انتقاءالخادمة المسلمة الملتزمة شرع الله ، والكبيرة السن ، وفق الضوابط الشرعية معمراعاة عدم تكليفها شيئا من شؤون الأولاد المباشرة . [12]

    وصلى الله وسلمعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين

    ----------------------------


    [1] انظر :جريدة المدينة في عددها الصادر برقم (11257)

    [2]
    تحفة المودود ص161بتصرف .

    [3]
    مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد ص68



    [5]
    صفحات مشرقة ص224

    [6]
    صفات مشرقة ص230

    [7]
    عودة الحجاب (2/203)

    [8]
    منهاج القاصدين ص175

    [9]
    انظر في هذه كتاب نظرات في الأسرةالمسلمة ص 191بتصرف .

    [10]
    رواه البخاري ومسلم .

    [11]
    أخرجه أبوداودوالترمذي وأحمد (2/303) وغيرهم .

    [12]
    مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد ص 578 بتصرف[/size
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.02.09 8:17

    ***إن الحمد لله؛ نحمـده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللهمن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هاديله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلىالله عليه، وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد،،،

    فأسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا الموضوع الآباء والأمهات في وقت تخلى كثير منهم عن هذه المسئولية العظيمة: تربية الأبناء، فالأب في وظيفته، أو تجارته، وربما الأم فيوظيفتها وزياراتها، والضحية هم الأولاد.

    ألا تتق الله أيها الأب، وأنتِ أيتها الأم؛فإنكما مسئولان أمام الله عن هذه الأمانة، وتذكرا جيداً هذا الموقف عند السؤالوالحساب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ كُلُّكُمْرَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْرَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِوَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْرَعِيَّتِهَا...]رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وأحمد .


    وَقَالَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُرَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ] رواه البخاري ومسلم وأحمد .وقال تعالى:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُواأَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَامَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَمَا يُؤْمَرُونَ(6){ [سورة التحريم
    ] .

    إذاً فاعلما أن مسئولية تربيةالأولاد بينكما مشتركة تقتضي التعاون والتفاهم، واعلما أيضاً أن مرحلة الطفولة مهمةجداً في توجيه الولد وتأديبه، قال الإمام الماوردي مؤكداً على هذا المعنى:" فأماالتأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب؛ ليأنس بها، وينشأ عليها،فيسهل عليه قبولها عند الكبر؛ لاستئناسه بمبادئها عند الصغر؛ لأن نشأة الصغير علىشيء تجعله متطبعاً به، ومن أُغفِل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً
    " .

    توجيهات و أفكار:
    1- الحرصعلى تعويده على مراقبة الله: وغرس ذلك في نفسه كل لحظة، وتخويفه باللهسبحانه وتعالى(( لا بأبيه، ولا بالحرامي، ولا بالبعبع )) كما تفعل كثير من الأمهات،فإن الصغير يتعلق بالله، فلا يرجو إلا الله، ولا يخاف إلا الله وهذا ما يسميه علماءالتربية بالوازع الديني

    وهذا جانب مهم جداً يغفل عنه الآباء والأمهات، قال تعالى- حاكياً عن لقمان، وهو يؤصل هذا الجانب في نفس ولده- :} يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْتَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِأَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(16){ [سورةلقمان]

    انظر للتربية العميقة: ملءُ نفس الولد بعظمة علم الله واطلاعه عليه، حتى وإنكانت هذه الحبة في حقارتها لا وزن لها ولا قيمة، ولو كانت هذه الحبة داخل صخرةصلبة، أو كانت هذه الحبة في السماوات؛ ذلك الكيان الهائل، الشاسع، الذي يبدو فيه النجم الكبير ذرة تائهة، أو حتى كانت هذه الحبة في الأرض ضائعة، فإن الله سبحانه وتعالى سيبديها ويظهرها؛ بلطيف علمه

    فأين الآباء والأمهات من هذه التربية . فاملأقلب صغيرك بخوف الله، وأخبره بأن الله يراه في كل مكان، وأنه مطلع عليه في كل حال،فإذا كذب قل له: إن الله يعلم ما تخفي، وأن الكاذب في النار. وإذا سرق قل له: إنالله يراك، وإن الله يغضب على السارق. و إذا عصاك، فقل له: إن الله يغضب عليك، وإذاأطاعك، فقل له:إن الله يحبك ...

    وهكذا في كل أفعاله ذكره بالله , إذاً لنربيأبناءنا على هذا المنهج . ثم بعد ذلك أطلق له العنان، فكلما حدثته نفسه بأمر سوء؛تذكر أن الله عز وجل معه يراه، ويعلم ما يصنع.

    ويؤكد النبي صلىالله عليه وآله وسلم على هذا المنهج، فنجده يوصي ابن عباس وهو صغير، فَعَنِ ابْنِعَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ:كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَقَالَ:[ يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍيَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ] فَقُلْتُ: بَلَى فَقَالَ:[ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَاحْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَفِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَفَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوْ أَنَّالْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُاللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَبِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَاعْلَمْأَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَالصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا] رواه أحمد والترمذي.


    هكذا كان يغرس هذه المعاني الجميلة في نفس ابن عباس وهو صغير. وعنحماد بن زيد قال: كنت أسير مع أبي، فمررنا بجدار فيه تبن، فأخذت عود تبن، فقال ليأبي:لم أخذت؟ ينهاني، فقلت: إنه عود تبن، فقال أبي: لو أن الناس كلهم مروا منهاهنا، فأخذوا عود تبن هل كان يبقى في الجدار تبن يا بني؟ هكذا كانوا يربونهم لاتمتد اليد على أحقر الأشياء، حتى إذا كبر لا تمتد يده إلى أي شيء مهما كان صغيراًأو كبيراً .

    فعلي الآباء والأمهات تأصيل رقابة الله عز وجل في نفس الصغير،حتى وإن كان ابن ثلاث سنين. فهذه بائعة اللبن تقول لأمها:" يا أماه إن كان أميرالمؤمنين لا يرانا، فإن رب أمير المؤمنين يرانا
    ".

    فعلّم الصغير من هو الله،وأنه هو الذي خلقه وأنعم عليه؛ ليمتلئ قلبه بحب الله، فيحرص بعد ذلك على أن لايخالف الله بقول أو فعل . ذكر ابن سعد في" الطبقات": أن أم سُلَيْم كانت تلقن أنساًولدها الشهادتين قبل أن يبلغ سنتين
    .


    2- التأكيد علىتعليمه للوضوء والصلاة:لماذا لا يجلس الأب أو الأم وقتاً يسيراً لتعليمصغارهم هذا الركن العظيم، وذلك بالتطبيق العلمي أمامه، ثم ليطبق الولد ما يراه، فإنأخطأ؛ وجِّهه بدون تعنيف، إن الصغار كثيراً ما يندفعون لتقليد آبائهم وأمهاتهم فيالصلاة، فيقفون بجوارهم، ويفعلون كما يفعل آباؤهم ولذلك نوصي الأب بأن يحرص علىصلاة النوافل والرواتب في البيت بل هذه هي السنة، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ:[... صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ أَفْضَلَالصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ] رواه البخاريومسلم .


    وفي صلاة النافلة في البيوت فوائد كثيرة منها: تشجيع الزوجة والأهل علىالعبادة، وإحياء البيت، وطرد الشياطين، وكثرة مشاهدة الصغار والدهم وهو يصلي وهذاما يسمى عند علماء التربية بأسلوب التربية بالعادة، وهو من أسهل الأساليب وأفضلها.

    وكم نغفل عن هذا المنهج النبوي في أمر الصلاة، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْأَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍوَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ] رواه أبوداود وأحمد . إذاً في هذا الحديثيمر الصغير بثلاث مراحل:


    قبل السبع، وهذا أمر مندوب إليه أن يشجع الصغير بالتلميحللصلاة،

    وما بعد السبع وهنا يجب على الأب وعلى الأم أن تعلّم أو يعلّم صغيرهما علىالصلاة وأركانها وما يقول فيها،

    ثم المرحلة الثالثة عند العشر وما بعدها، فإن لميستجب الصغير؛ فكما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ:[...وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ...]ولا يستعملالضرب إلا بعد فشل جميع الوسائل والعقوبات الأخرى: من وعظه وتعنيفه وهجره، أي: لايكلمه ولا يمازحه ويحرمه بعض ما يحب.

    وكم نقع في أخطاء تربوية جسيمة معالصغار في أمر الصلاة بدون أن نشعر ومن هذا مثلاً: الحرص الشديد على إيقاظهللمدرسة، والاهتمام بألا يتأخر لحظات، وربما عقابه لو تأخر، أما صلاة الفجر: فتأخذالأم الشفقة والرحمة بإيقاظ ولدها، فلا يصليها إلا عند ذهابه للمدرسة، مع أن الولدبلغ العاشرة، وتجب عليه الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين،


    ولا شك أن الأم آثمة فيمثل هذا الفعل، وأن الشفقة والرحمة إنما هي في إيقاظه وصلاته مع المسلمين، ولذلكقال عز وجل:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْنَارًا(6){ [سورة التحريم] .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.02.09 8:21

    3- القدوةالصالحة: فإن الصغار يبدءون التقليد من السنة الثانية أو قبلها بقليل، وهم يتعلمون بالقدوة والمشاهدة أكثر مما نتصوره، فالطفل يحاكي أفعال والده، والطفلة تحاكي أفعال أمها، وهذا يؤكد أموراً منها:ألا نظهر أمامه إلا بصورة حسنة، فانتبهيأيتها الأم لأفعالك وأقوالك خاصة أمام صغارك.

    ومنها: الابتعاد عنالمتناقضات في الحياة، فإنها تهلك الطفل، وتمزق نفسيته


    وخذ أمثلة على ذلك: المدرسيحذر الطفل من التدخين، وخطره، وأنه محرم، ثم إذا رجع الطفل إلى بيته وجد أباهيدخن، وأخاه، فما هو تأثير ذلك على هذه النفسية؟!

    فأي جريمة نرتكبها بحق هؤلاءالصغار ونحن لا نشعر؟

    وقد تنبه السلف الصالح إلى هذا الأمر وأهميته،

    فهذا عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر، فيقول: "ليكن أول إصلاحك لولديإصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ماتركت".


    4- الدعاء :فإن للدعاء واللجوء إلىالله، أثراً عجيباً في صلاح الأولاد واستقامتهم، ولقد كان الأنبياء صلوات اللهوسلامه عليهم أكثر الناس دعاء بإصلاح أولادهم، ومن الأمثلة على ذلك
    :

    فهذاإبراهيم عليه السلام يقول- كما يخبر الله عنه- :} وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْنَعْبُدَ الْأَصْنَامَ(35){ [سورة إبراهيم] . ويقول:} رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَالصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(40){ [سورة إبراهيم
    ] .

    وهذا زكريا يقول:} رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةًإِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ(38){ [سورة آل عمران
    ] .

    ويخبر الله على لسانالمؤمنين الصالحين:} رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَاقُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا(74){ [سورة الفرقان] . واحذروا من الدعاء على الأولاد، خاصة أنت أيتها الأم خاصة عند الغضب،


    فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِوَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ] رواه أبو داودوالترمذي وابن ماجه وأحمد.

    وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ:[...لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْوَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُفِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ...] رواه مسلم .

    وهذا نهي صريح في عدم الدعاءعلى الأولاد، فأكثروا أيها الآباء والأمهات من الدعاء لأولادكم، وألحوا عليه فيركوعكم وسجودكم، واستعينوا بالله في تربيتهم، فإنه خير معين، وإذا استعنت؛ فاستعنبالله.


    5- الحرص على تعويذ الأولاد وتعليمهمالأذكار: فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ:[ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ] رواه البخاري والترمذي وأبوداود وابن ماجه وأحمد
    .


    وعند البيهقي في "الآداب" بلفظ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَيَقُولُ:[ أُعِيِذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ]


    ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ عَوِّذُوُا بِهَاأَوْلَادَكُمْ فَإِنّ إبْرَاهِيِمَ عَلْيهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ]

    ولذلك ليحرص الوالدان على تشجيع صغارهم على تعلمالأذكار وحفظها، ومن أفضل الوسائل لذلك ما يلي:

    القدوة: أن يرى الصغار حرصآبائهم وأمهاتهم على الذكر، ثم أيضاً: ليرفع الأب والأم أصواتهما؛ ليسمع الصغار،فإذا سمع الصغار كثرة الذكر بلسان الأب أو بلسان الأم؛ تجد أن الصغير يردد هذهالأذكار دون أن يشعر
    .

    ثم أيضاً: الحرص على اختيار القصير من الأذكاروأيسرها لفظاً، فعند النوم- مثلاً- رددي أيتها الأم على الصغار قوله صلى الله عليهوسلم" باسمك اللهم أموت وأحيا
    " .


    استغلال الأوقات وبعض المناسبات السارة: لتلقينهم بعض الأذكار كالخروج للنزهة في البر أو الحدائق، وتعليمهم دعاء نزول المكان: [ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ
    ] .

    وضع المسابقات والحوافز التشجيعية والهدايا: كلما حفظ الصغير شيئاً من هذهالأذكار، وسيرى الوالدان بعد فترة قصيرة أن الصغير يعتمد على نفسه بترديد هذهالأذكار، بل أقول ربما ذكّر هو أمه أو أباه بهذه الأذكار
    .


    [b]6-
    ومن البدائل أيضاً:اجعل لأولادكالصغار مكتبة صغيرة خاصة بهم تحتوي على أشرطة خاصة للصغار من تلاوات للقرآن مناسبةلهم، وقصص ومواقف وأذكار .


    7- اصطحابهم في بعض الأوقاتفي نزهة خارج المدينة:لممارسة بعض الألعاب، وما دمت تريد أن تخرج مثل هذهالوسائل من البيت، فلابد أن تحرص على أن تجالس الأولاد، وأن تقضي بعض أوقات الفراغمعهم
    .


    8- الحرص على مشاركة الأطفال في لعبهمولو في بعض الأحايين وتوجيه الأخطاء من خلال اللعب: وهذا أفضل وسائل التوجيهومداعبة الصغار وملاطفتهم ويتوسط في هذا الأمر فلا إفراط ولا تفريط، فقد كان رسولالله صلى الله عليه وسلم يضع في فمه قليلا من الماء البارد، ويمجه في وجه الحسن،فيضحك .


    وكان صلى الله عليه وسلم يمازح الحسن والحسين، ويجلس معهما، ويركبهما علىظهره .

    وكان صلى الله عليه وسلم يخرج لسانه للحسين، فإذا رآه أخذ يضحك .

    وكان صلىالله عليه وسلم يخطب مرة الجمعة، فإذا بالحسن يتخطى الناس، ويتعثر في ثوبه الطويل،فينزل صلى الله عليه وسلم من منبره، فيرفع الحسن معه .

    وَقَالَ أَنَسُ بْنُمَالِكٍ:" إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُبِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِحَيْثُ شَاءَتْ" رواه البخاري وابن ماجه وأحمد . هكذا كان رسول الله صلى الله عليهوسلم، وهكذا كان منهجه مع الصغار .

    9- الحرص على المظهرالخارجي للطفل من لباس وشعر ونحوه:فعود الطفل على المظهر الرجولي، والبعدعن ملابس الميوعة، والطفلة عودها على الستر في الصغر؛ تلتزمه في الكبر، وعلىالحجاب، وإياك واللباس القصير خاصة للفتيات، والابتعاد عن الملابس التي فيها صور؛فإن الملائكة لاتوجد في المكان الذي فيه صورة، فهل ترضى أن تحيط الشياطين بطفلك؟لأن المكان الذي فيه صورة تحل فيه الشياطين بلاشك
    .


    10- تعويده على احترام الكبير وتقديره:وذلك بإلقاء السلام عليه،وكذلك احترام الضيوف والسكون عندهم هذا بالنسبة للذكور . وعدم السماح للإناثبالدخول على الرجال في المجالس خاصة بعد سن الرابعة
    .

    11- الحذر من تحطيم المعنويات العالية عند الطفل:بل ارفع من معنوياته، وأشعرهبأنه مهم، وأنه يستطيع أن يفعل أفعالاً عظيمة، فإن هذا من الأسس لبناء شخصية قويةمتميزة للصغير
    .

    وإذا كان الطفل كثير الحركة فإن هذا دليل على فطنته وذكائه،لا كما يعتقده بعض الآباء . وعلى الوالدين توجيه الصغير لاستغلال نشاطه وحركته فيمايفيده . وإعطاؤه الفرصة للكلام والحديث، والإجابة على أسئلته، والاهتمام به
    .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 13.02.09 8:22

    12- عدم القسوة على الصغير بشدة:لماذا نلاحظ أنبعض الصغار مزعج لوالديه، معاند لهما؟ لاشك أن لذلك سبباً، والسبب هو القسوة علىالصغير، وضربه بشدة من قبل أبويه، أو أحدهما، وعدم إظهار المحبة له،

    ولذلك، فإنالصغير يعاند قاصداً إزعاج والده والانتقام منه، وعلاج ذلك: أن يظهر الوالد لولدهالمحبة. وربما كان سبب المعاندة هو: شعوره بتفضيل إخوانه عليه، وقد اتفق الباحثونعلى أن أشد العوامل إثارة للحسد في نفوس الأطفال هو: تفضيل أخ على أخ أو أخت أوالعكس
    .

    13- تعويده على الآداب الاجتماعيةوالإسلامية:مثل آداب الطعام، والشراب، والاستئذان، والسلام، والدخولوالخروج، وآداب العطاس، وغير ذلك
    .

    14- لابد من مخالفةهواه أحياناً: فلا يعطى كل ما يطلبه: من أكل، أو لعب، أو غير ذلك، فإنه إناعتاد على ذلك، ولم يسمع كلمة:( لا) أو (غير موجود )في منزله؛ فسيؤثر ذلك على سلوكهوتصرفاته، فلا يخطر بباله أن يقال له: لا، وإذا تعود على هذا السلوك؛ أصبح من الصعبمستقبلاً أن يتحمل عدم تحقق رغباته، فيصطدم بمشكلات الحياة المتنوعة، فيصيبه اليأس،وربما الانحراف
    .


    15- تشجيع الصغير على الإقدام وإعطاؤهالثقة بنفسه:فمن الخطأ المبادرة بمساعدته، أو القيام بالعمل عنه، بل لابدأن يعتاد على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها
    .


    16- الحرص على تنمية مواهب الصغير،وهواياته النافعة، وتشجيعه: كالإلقاء مثلاً،والخطابة، أو الاهتمام بالأجهزة والمخترعات، أو بالخط العربي فإننا نرى بعض الصغارلديهم بعض هذه الأمور، أو تنظيم البيت وتجميله عند بعض الفتيات الصغيرات، ولابد أنيتحمل الأبوان كثرة الأخطاء والمحاولات، بل وتشجيعه ومكافأته
    .

    17- عدم إهمال أسئلة الصغار:فهي كثيرة جداً، وبعضها مهم، وبعضهاتافه. ومن الخطأ إهمالها، وعدم الإجابة عليها؛ ظناً بأنه صغير لا يعقل، أو أن الأمأو الأب مشغولان عنه
    .


    18- الحرص على تعليمه في سنواتهالخمس الأولى:فإن العادات يمكن أن يكتسبها بسهولة كلما كان سنه أصغر، كماأن الطفل في هذه الفترة يميل إلى إرضاء والده، ويحاول أن يخرج منه عبارات الثناءوالإعجاب، فمن البديهي أن يستغل الوالد هذه الفترة الهامة في تعليمه وتوجيهه الوجهةالحسنة
    .


    19- التغافل عن الطفل وعدم فضحه إذا أخطأوحاول هو ستر خطئه وإخفائه:فإن إظهار ذلك ربما جرأه على ارتكاب الخطأ مرةأخرى، وأصبح لا يبالي بظهور أخطائه
    .


    20- تذكير الصغيربشكل مستمر بمواقف بطولية:لأبناء الصحابة والسلف الصالح؛ ليتأسى بهم وتمتلئنفسه عزيمة وقوة؛ فإن الصغار يتعلقون بالقصص بل ويطلبونها من آبائهم بإلحاح
    .


    21- الحرص على انتقاء المدرسة الجيدة بإدارتهاومدرسيها: فإن هناك من المدارس من تُخلص في توجيه الصغار، وإفادتهم، وزرعالخير في نفوسهم
    .


    22- أن يتحرى الآباء أكلالحلال:فإن لأكل الحلال أثراً كبيراً، وواضحاً على صلاح الأولاد، و لأكلالحرام أثر كبير على فسادهم، وسوء أخلاقهم، وهذا أمر محسوس مشاهد
    .


    24- على الآباء والأمهات الاجتهاد في توزيع الحب علىأولادهم بالتساوي: ولا يفرق بينهم حتى وإن كان بعضهم أفضل من بعض، ولا تعقدالمقارنات بينهم، فإن هذا كله يولد فيهم الأحقاد والضغائن
    .


    25- استغلال قدرة الصغار على الحفظ :يمتاز الصغار بقدرة عجيبةعلى الحفظ فعلى الوالدين استغلال هذه الفرصة، وعدم إهمالها، وأقصد بإهمالها: أنيترك الطفل يحفظ أي شيء
    .


    26- من الخطأ أن يكون الصغارضحية لمزاجية الأم أو الأب:فإذا حصل خصام، أو سوء فهم بينهما؛ صبت الأمغضبها على الصغار، أو الأب أيضًا. وهذا من الظلم الذي لا يرضاه الله، فعلى الأبوينضبط النفس قدر الإمكان، وعدم الخصام بين الأولاد، وإن ظهر هذا؛ فمن الظلم العظيم أنينتقل هذا الأمر إلى الأولاد بدون سبب
    .


    27- ألايُعَوَّدُ الطفل الوقوف على باب الدار، ولا الخروج إلى الشارع:أو الجلوس معأولاد الحي في الشارع، فهي قاصمة الظهر، فمن الشارع يتعلم الألفاظ السيئة، وبذاءةاللسان، ومن الشارع يبدأ الضياع . ولحل مشكلة الشارع هذه وأخطائه: ننصح بوجود ملعب،أو استراحة في وسط الحي لأطفال وصغار الحي، ويتم تجهيزه، والإشراف عليه، ومتابعتهمن قبل أولياء الأمور .


    و كذلك المراكز الصيفية للصغار فهي فكرة جديدة جميلة نشكرالقائمين عليها، ونتمنى أن نرى تطويراً لها واهتماماً ببرامجها لحفظ أولادالمسلمين.


    28- احرص أيها الأب على أخذ أولادك معكلمجالس نافعة كالدروس والمحاضرات: واجعل عيونهم تكتحل برؤية الصالحينوالمشائخ، فإنهم يفخرون بذلك أمام أقرانهم، ويتمنون الوصول لمكانتهم. وعوِّدهم علىمجالس الرجال، والتأدب فيها، واحرص على إلحاقهم بمجالس تحفيظ القرآن في المساجد معالمتابعة والحرص
    .


    29- عَوِّدْ الصغار على البذلوالعطاء وحب الضعفاء والمساكين: وليخبر أن له إخواناً من المسلمين لا يجدونما يأكلون ولا ما يلبسون، وأعطه بعض المال وشجعه على التبرع والتصدق ببعضها؛ ليتعودالبذل في الكبر ...أشركه في الإنفاق على بعض مشتريات البيت البسيطة، وليدفع هو منحصالته الخاصة ثمن شراء كيس خبز للبيت- مثلاً- ... قص عليه قصة ذلك الصغير الذيتبرع ببعض ألعابه لأولاد جيرانه المحتاجين، فإن هذه الوسائل تحرره من البخل، وحبجمع المال، وتعوده حب الفقراء والمساكين، والبذل، والعطاء
    .


    30- لنحذر من كثرة خوف الصغير مما حوله من الأشياء والأشخاص:فإنكثرة مخاوفه تدل على جبنه وهلعه؛ وذلك بأن نجنبه قدر الإمكان ما يؤذيه ويخيفهكالتخويف بالحرامي مثلا أو البعبع كما أسلفت أو من تخويفه ببعض القصص المرعبة حولالشياطين والجن؛ فإن هذه الأمور تزرع في نفس الطفل الرعب والفزع، وينشأ خوّافًا كمانرى في بعض الصغار
    .


    31- اعلم أيها الأب وأنت أيتهاالأم أن الصغير لا يدرك الكذب إلا بعد الخامسة من العمر:أما قبل هذا، فإنخياله واسع، فيكون كذبه في هذه الفترة غير مقصود ولامتعمد، وهو بحاجة للتوضيحوالتوجيه في هذه المرحلة بدلًا من عقابه وزجره كما يفعل بعض الآباء ظناً منا أنهتعمد الكذب علينا.


    واعلما أيضًا: أن الكذب خلق يكتسبه الصغير من بيئته، فالوالدالذي لا يفي بوعوده لأولاده؛ يزرع الكذب فيهم بدون أن يشعر، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِبْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا فَقَالَتْ: هَا تَعَالَأُعْطِيكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ] قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا فَقَالَ لَهَا رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِشَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ] رواه أبوداود وأحمد.


    فيأيها الوالدان:إن أجركما عند الله عظيم متى إن حرصتما علىالقيام بالواجب عليكما تجاه أولادكما، فلابد من الصبر، وعدم الملل في متابعةالصغار، وتربيتهم واحتساب الأجر والثواب من الله
    .

    وعلينا أن نحرص، وأننصبر على تربية أولادنا، ونحتسب الأجر عند الله، ولن يكون ذلك إلا بالتدريبوالمتابعة .فأهدي هذه التوجيهات إلى الآباء والأمهات، معطرة بالحب، والتقدير،والدعاء بالتوفيق لكل أبوين حريصين على تربية أولادهما، وصلاحهم، وغفر الله لمنتجاوز عن الزلات، والتمس لي العذر في النقص والتقصير...


    سبحانك اللهم وبحمدك، نشهدأن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلىآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

    إذاعة القرآن الكريم - نابلـس - فلسطين

    بتصرف
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 14.02.09 8:49

    الحاجة إلى التأديب

    يخطئ من يظن أن التأديب يعني اللجوء إلى العقاب لتعديل السلوك لدى الطفل أو إلزامه بأمر ما... إن التأديب أوسع بكثير... فهو تعليم وتهذيب وتدريب وترغيب وترهيب وتشجيع وتفسير وتبرير... وبصفة عامة هو إدماج الطفل في مواصفات شخصية تتسم بالسلوك الحسن وتقويم سلوكه غير السوي...

    أما العقاب فيعد جزءاً هامشياً في عملية التأديب وعابراً لدى الآباء والأمهات... ولا يلجأ إليه إلا في الحالات النادرة وعند الحاجة وفي سن محددة فقط...

    التأديب يشمل عنصرين هما: تربية وإصلاح... فالمهمة الرئيسة للوالدين تربية أبنائهما تربية سليمة ووفق أسس علمية ومتابعة نتائج هذه التربية بالرعاية. والإصلاح تثبيت أصول الخير ونوازعه وإبعاد الشر وعواقبه.

    - ضرورة التأديب:

    ورد في كتاب أدب الدين والدنيا للماوردي في التأديب قول حكيم وشامل لمفهوم التأديب وماهيته نسوقه لبناء تصور كامل حول موضوع التأديب باعتباره حاجة نفسية لدى الطفل:

    أعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة، وأخلاق مرسلة، لا يستغني محمودها عن التأديب، ولا يكتفي بالمرضي منها عن التهذيب، لأن لمحمودها أضدادا مقابلة، يسعدها هوى مطاع، وشهوة غالبة، فإن أغفل تأديبها تفويضاً إلى العقل، أو توكلا على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع، أعدمه التفويض درك المجتهدين، وأعقبه التوكل ندم الخائبين، فصار من الأدب عاطلاً، وفي صورة الجهل داخلاً، لأن الأدب مكتسب بالتجربة، أو مستحسن بالعادة، ولكل قوم مواضعة، وكل ذلك لا ينال بتوقيف العقل، ولا بالانقياد للطبع، حتى يكتسب بالتجربة والمعاناة، ويستفاد بالدربة والمعاطاة، ثم يكون العقل عليه قيما، ولو كان العقل مستغنيا عن الأدب، لكان أنبياء الله تعالى عن أدبه مستغنين وبعقولهم مكتفين<.

    وقد رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: >بعثت لأتمم مكارم الأخلاق<.

    وقيل لعيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام: من أدبك؟ قال: >رأيت جهل الجاهل فجانبته<. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: >إن الله تعالى جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلاً بينه وبينكم فحسب الرجل أن يتصل من الله تعالى بخلق منها<.

    والتأديب يلزم من وجهين:
    أحدهما: ما لزم الوالد لولده في صغره
    والثاني: ما لزم الإنسان في نفسه عند نشأته وكبره.

    فأما التأديب اللازم للأب، فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها، وينشأ عليها، فيسهل عليه قبولها عند الكبر، لاستئناسه بمبادئها في الصغر، لأن نشأة الصغير على الشيء تجعله متطبعاً به، ومن أغفل في الصغر، كان تأديبه في الكبر عسيرا. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: >ما نحل والد ولده نحلة أفضل من أدب حسن يفيده إياه، أو جهل قبيح يكفه عنه، ويمنعه منه<. وقال بعض الحكماء: >بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال، وتفرق البال<. وقال بعض الشعراء:

    إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولا يلين إذا قومته الخشب

    قد ينفع الأدب الأحداث في صغر *** وليس ينفع عند الشيبة الأدب


    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 19.02.09 8:43


    فاصل
    تقبل الأطفال على ما هم عليه !
    فاصل
    يحبنا أطفالنا لأننا نقدم لهم حباً غير مشروط ، و هذا ما علينا أن نفعله .
    فالأولاد هدية من الله تعالى - وعلينا أن نتقبل تلك الهدية مهما كان شأنها ..

    فقد يرزق الإنسان بطفل فيه عيب خلقي أو ضعيف الذكاء أو يملك استعدادا قوياً ليكون بديناً أو يكون قصيراً قميئاً ....
    في كل هذه الأحوال علينا أن نبدي مشاعر الاغتباط و الرضا .
    كثيراً ما يقلق الآباء و الأمهات من أمور لا تدعو الى القلق كأن يروا طفلهم قد تأخر في المشي أو في النطق أو يروه منطوياً على نفسه !! ثم تثبت لهم الأيام أن قلقهم كان في غير موضعه ،
    وأن كل ما كانوا يخشونه في إبنهم لم يكن إلا وهم..!

    إني أدعوا كل الآباء و الأمهات أن يمتلكوا شيئاً من الثقافة التربوية الي تمكنهم من معرفة خصائص النمو في كل مرحلة عمرية من حياة أبنائهم ، حتى لا يقعوا فريسة الأوهام و التخيلات .
    وتلك المعرفة وحدها هي التي تجعل ردود أفعالهم على أوضاع أبنائهم و أحوالهم
    راشدة و متزنة ، و يكفي لذلك أن يكون في البيت مرجع واحد جيد في مسائل تربية الطفل .

    ليست وصيتي بقبول الطفل على ما هو عليه نابعة من أسباب أخلاقية أو عاطفية
    فحسب ، و إنما هناك نقطة عملية مهمة للطفل و هي أن الطفل الذي يتقبله أهله بصرف النظر عما فيه من نواقص و عيوب ينشأ واثقاً من نفسه ، معتزاً بذاته ، سعيداً في حياته ،- على الرغم مما تسببه له عيوبه من معاناة ــ

    ويحمل الطفل الذي تقبله أهله بالإضافة الى ذلك روحاً معنوية تمكنه من الافادة من جميع طاقاته
    ومن اغتنام كل الفرص التي تعرض له إلى أقصى حد ممكن ؛ و يملك إلى جانب كل هذا طاقة كبيرة على مواجهة التحديات التي تواجهه .

    إن قبولنا للطفل على ما به من علل يوفر له دعماً اجتماعياً هو بأمس الحاجة إليه .
    و إن ذلك الدعم يوفر له من الأمن و الثقة أكثر بكثير مما نتصوره .

    وعلى العكس من كل هذا يكون الطفل الذي يذكره أهله بعيوبه و نواحي قصوره أو يشعرونه أنه يشكل عبئاً عليهم ، إنهم بذلك يجعلون آثار علته العقلية أو الجسمية مضاعفة عليه أضعافاً عديدة .

    تعالوا كي ننسى العيوب في أطفالنا ونركز على تنمية نقاط القوة - فيعوضهم الخالق جل و علا بخيراتها و ثمراتها عن كل ما قد يكونون فقدوه في جانب من جوانب شخصيتهم .

    أيها الأب و أيتها الأم لا تكره من أمر إصابة طفلك شيء... و تكذر أنه ( رب ضــــارة نـــــــــــــــافعة )

    فاصل
    استعجال الثمرات يضر ولا ينفع ..
    إن فترة الطفولة لدى الطفل طويلة نسبياً إذا ما قارناها بفترة الطفولة لدى الحيوان
    فإذا قلنا أن متوسط عمر الإنسان ستون سنة ، فإن فترة الطفولة لديه تستغرق نحواً من ربع هذه المدة
    أما القط مثلاً فإن متوسط عمره نحو من ثماني سنوات ، لكن مدة طفولته ثلاثة أشهر ، أي ثمن الطفولة لدى الإنسان.

    وطول فترة الطفولة هذه تعني طول فترة معاناة الأبوين
    كما تعني أن ما ينتظر من وراء التربية عظيم جداً .

    و من يقول إن الإنسان إذا وصل البلوغ استغنى عن التربية ؟
    الحقيقة إن البشرية تتعلم باستمرار ، و سيظل المرء بحاجة إلى نوع من التوجيه فترة طويلة من الزمان ، قد تمتد حتى سن الخامسة و العشرين ..

    ويعلمنا القرآن الكريم أن النتائج العظيمة تحتاج إلى صبر و قد أخبرنا الله -جل في علاه- أن بعض أصفيائه لم يبلغوا الإمامة في الدين إلا بالصبر و الإيمان

    فقال سبحانه:
    ( و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون )

    وقال سبحانه :
    ( و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها ).

    فالله هنا يحثنا على الصبر في أمر الصلاة ، لأننا نريد أن نجعلها جزءاً من السلوك اليومي لمن نقوم بتربيتهم

    وهكذا في الحقيقة كل ما يتعلق بالأخلاق و السلوك تحتاج برمجته في شخصية الإنسان إلى وقت
    ولاسيما أن الطفل قد لا يستوعب ما نقوله له على الوجه الذي نريده ..
    و القيم و المثل لا تكون واضحة في ذهنه كوضوحها في أذهاننا !
    ولذا فالانتكاس و النكوص في التربية وارد دائماً.


    إن رفع صوتنا على الطفل أو ضربه لن يخلصه من عادة الكذب، أو عادة توسيخ ثيابه أو مص أصابعه ؛ بل لا بد من متابعة متأنية قد تستغرق سنوات وسنوات.
    و إن كثيراً من معاناتنا مع الأطفال ينبع من أن عنصر المرونة لديهم ليس مكتملاً..


    ولذا فمهما كانت طبيعة الابن ممتازة و طيعة ؛ ومهما كان المربي ذكياً و مثقفاً و مهما كانت البيئة التي نربي فيها جيدة وملائمة فإن الكثير من المشاق ينتظرنا في الطريق ..

    ولكن ..
    الأجر على الله تعالى و الثواب على قدر المشقة فلنوطن أنفسنا على ذلك.

    فاصل
    همسة :

    يقول الشاعر :

    وما جزعت لأن الدرب شائكةً *** إن الثواب على قدر المشقات



    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنــــــــــــا

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: مجموع ( نصائح وتوجيهات في تربية البنين والبنات )

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 19.02.09 9:16

    خطوات تزرع المحبة بين الأبناء
    إن زرع المحبة بين أفراد الأسرة، والأبناء تحديدا، وخلق جو مسالم مفعم بالمحبة والرعاية والاهتمام بالابناء بكافة أعمارهم ومزاياهم ومتطلباتهم يعد من أصعب المهمات الملقاة على عاتق الأهل جميعا، وقد يفشل بعضهم في إتقانها مما يؤدي إلى خلق جو متوتر، بل حقد وغيرة بين أفراد الأسرة ككل!

    إليكم هذه الخطوات التي تهدف لتعزيز المحبة بين أفراد أبنائك..!

    التفاضل بين الأخوة:

    يميل بعض الآباء حباً وعطفًا إلى أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين، وذلك ليس لأنّه الأكبر أو الأجمل وإنَّما لأنّه الأفضل نشاطاً وخدمةً لوالديه، فيقومون باحترام هذا الابن والاهتمام به دون إخوته. بينما الطريقة الإيجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلّى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه أو بذكر اسمه بطريقة تشجيع وبكل أمل مثلا: "إنني على ثقةٍ من أنكم ستحذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة". بهذه الطريقة يمكنكم أن تضمنوا استمرار تصرف الابن الصالح على هذا المنوال، وأن تشجعوا أبنائكم الآخرين بأن يقلدوه.

    اعلمي متى تطبعين القبلة وتوزّعين الحب:


    عليك أن تساوي بين أبنائك في توزيع القبلات، ما يعني أنه إذا قبّلت أحد أبنائك في حضور إخوته الصغار حينئذ لا بد أن تلتفتي إليهم وتقبّليهم أيضاً. وإذا كنت تكثرين من تقبيل أحد أبنائك دون إخوته، فاعلمي أنَّك بعملك هذا تكونين قد زرعت بذور الحسد بينهم.

    مشكلة الأخ الأوسط:كثيرا ما تشتعل الغيرة والحسد بين الابناء عند ميلاد أطفال اخرين، يحصلون على رعاية واهتمام أكبر من سائر أفراد العائلة المترقبين قدومه، وبالمقابل يشعر المولود الجديد، مع مرور الوقت وعندما يكبر بأنه يحتل مرتبة هامشية في العائلة من خلال حصوله على الألعاب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدةً، فضلاً عن ملابس أخيه بعد أن تصبح غير صالحة للإستعمال. ولعلّ ما يزيد الأمر سوءاً ميلاد طفل ثالث في الأسرة ليصبح محط رعاية جديدة من الوالدين، فيقلُّ مقدار الرعاية التي كانت توجّه إليه.

    اقضي على الظلم والحسد:

    ابحثي عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين أبنائك، ثم اقتلعيها من الجذور وازرعي مكانها المودّة والإخاء. فإذا كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض ويكثرون من الشجار، فلن تجدي فيهم الحب والود والإخاء. واحرسي من أن يسيطر الابن الكبر على الأخ الأصغر منه وهكذا دواليك، بل واستعيني بزوجك، الأب ليفك القيد والظلم ويمنع هذه الشجارات بين أفراد العائلة.

    إزرعي الحبّ:

    عندما ترزق الأسرة بطفل جديد، فإن الطفل البكر يشعر تجاهه كما يشعر المرء تجاه منافسيه، فينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضا، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيّلته، تقول: لماذا احتلّ هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمّي مني؟ ويبدأ الحسد والغيرة يدّبان في نفسه حتى أنّه قد يتسلّل إليه ويؤذيه وهو في مهده. وهنا، لابد أن نمنع الأذى عن هذا الرضيع من خلال إحضار بعض الألعاب الجميلة والمأكولات اللذيذة ووضعها في مهده, ثم إفهام الطفل الأكبر أنّ أخاه الصغير يحبّه كثيراً، وقد جاء له بهذه الهدايا.

    ومع مرور الوقت وتكرار هذا الأمر، ستجدين أن طفلك الأكبر قد ازداد حباً وتعلّقاً بأخيه الأصغر، وعلى العكس من ذلك يمكنك أن تطلبي من الأخ الأكبر إحضار بعض الهدايا الصغيرة أو بعض قطع الحلوى لأخيه الأصغر.

    اجعلي الحوار وسيلةً لحلّ المشكلات:


    لا تسمحي لأولادك أن يلجئوا إلى الشجار والضرب كوسيلة لحل المشكلات، فإن تجادلا مثلا على لعبة معينة يريد كلاهما أن يلعبا بها، عليك أن تحاوريهم وتدفعيهم فورا إلى عمل إيجابي يرضي كلا الطرفين فمثلا يمكنك أن تقولي لهم:"ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة ويعطيها للآخر".


    والنقل

    لطفـــــــــاً .. من هنـــــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 03.05.24 4:01