خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    رسالة رداً علي محمد حسان في حكم الموالاة بين المسلمين والكافرين

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رسالة رداً علي محمد حسان في حكم الموالاة بين المسلمين والكافرين

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 05.02.09 16:30

    التبيان لبعض أخطاء كتابي الإيمان و حقيقة التوحيد
    للمؤلفين
    الشيخ /محمد نعيم ياسين أحد قادة فرقة الاخوان
    و الشيخ /محمد حسان أحد أتباع المنهج القطبي

    كتبه
    أبو أحمد نادي بن علي الدالى
    تحت أشراف الشيخ أبا عبد الله محمد بن عبد الحميد حسونة ـ حفظه الله ـ

    المقدمة ، وفيها السبب الباعث على الطرح
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللهُ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له،وأشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون" }سورة آل عمران الآية( 102 ){ "يا أيها الناسُ اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء , واتقوا الله الذى تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً"}سورة النساء الآية(1){ "يا أيها الذين آمنو اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما"ً}سورة الأحزاب من (70 – 71 }
    أما بعــــد:
    فإن أصدق الحديثِ كتابُ الله وأحسن الهدىِ هدىُ محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، عباد الله كان من الواجب علي تماشياً مع عنوان البحث أن أبدأ بالكلام على كتاب ( الإيمان ) لمؤلفه "محمد نعيم ياسين" ولكن رأينا الخير في أن نبدأ بـ "حقيقة التوحيد" لمؤلفه "محمد حسان" وذلك لأمور منها :
    أولاً: لعموم البلوى به من أهل بلادنا وذلك تماشياً مع قوله تعالى فى سورة " الشعراء ""وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)
    ثانياً:أن الرجل نُصِح وبلغه النصح سراً كما طلب هو فى آخر الكتاب ، ولكنه ما إن أرسل إليه الشيخ "أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد" - وفقه الله تعالى- النصح سراً ، فما كان منه إلا أن تعنت و أخذته العزة بالإثم ، فلذلك كان لابد من البيان تلو البيان وذلك قربة إلى الله تعالى وأملاً فى عودته وأوبته.
    وإن مما يجلب الحزن أنه جاء بأقوال لأهل العلم عارية من الأدلة بل وأحياناً تصطدم مع الأدلة محاولة منه لتكميم الأفواه ، وفى الحقيقة هذا أمر فى غاية الخطورة ، وتكمن خطورته فى التشبه بأهل الأهواء "الشيعة و الصوفية" الذين يربون مريديهم على هذه اللفظة المرزولة من إعترض إنطرد.
    ولكن نقول له هيهاتٌ هيهات فالذى عليه الأدلة من ديننا الحنيف أنه ) يعرف الرجالُ بالحق ، ولا يعرف الحق بالرجال .) فالحقيقة أن أقوال الرجال من المفترض أنها تعرض على الكتاب والسنة وليس العكس كما هو مشاهد لمن تتبع حال أهل الأهواء ، ولذلك نقول: أن المسلك الذى أتخذه " الشيخ حـسـان " ليس مسلك السلف ، وليس هو طريق الدعوة السلفية ، إنما هو عقيدة صوفية غايتها من إعترض إنطرد !!!
    والبحث يتكون
    من ثلاثة مباحث

    المبحث الاول :
    الموالاة عند محمد حسان

    المبحث الثانى
    : الموالاة عند محمد نعيم ياسين

    المبحث الثالث: امال و احزان فى حاكمية محمد حسان
    وقبل الولوج في المبحث
    الاول اود إعلامكم أن كتابه الذى هو محل النقدبعنوان حقيقة التوحيدمطبعة فياض المنصورة.شارع
    عبدالهادى- عزبة عقل . طبعة عام 1427هـ - 2006م
    وإليكم أيها
    الأخوة الكرام المبحث الاول .و فية وقفات
    .......
    الـوقـفـة الأولـــــى
    شؤم التقليد الأعمى الذى أورده فى المتناقضات والمهالك شأنه شأن كل مقلد وإليك أخى الكريم بيان ذلك:




    هذا مُشرِق





    هذا مُغرِب
    ففى ص (102)تحت قوله تعالى فى سورة " البقرة" [وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) ] ففى هذه الآية.............
    ولم يرخص الله عز وجل فى موافقتهم خوفا على النفس و المال بل أخبر أن من وافقهم بعد أن قاتلوه ليدفع شرهم أنه مرتد فإن مات على دينه بعد أن قاتله المشركون فإنه من أهل النار الخالدين فيها فكيف حال من وافقهم من غير قتال ألا يكون أولى بعدم العذر و أولى بحكم الردة والكفر؟!

    وفى ص ( 96) ، (97 ) نجده يقر بأن كل أنواع الموافقة للكفار موجبة للردة عن
    الإسلام ما عدا حالة واحدة وهى الإكراه ، كما يقول الشيخ
    "محمد بن عتيق" إن
    موافقة المشركين تنقسم إلى حالات
    ... الحالة الثالثة أن يوافقهم فى الظاهر مع مخالفته لهم فى الباطن وهى على وجهين: الأول وهو أن يفعل ذلك وهو فى سلطانهم وتحت ولايتهم مع ضربهم له و تهديده بالقتل والتعذيب مع مباشرة التعذيب فعلاً فإنه والحالة هذه يجوز له موافقتهم فى الظاهر مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان كما جرى لعمار بن ياسر - رضى الله عنهماحيث أنزل الله تعالى فى سورة "النحل" قوله مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) :
    إخوة الإيمان , أليس من حقي أن أقول مشرق و مغرب ؟
    فالذي فعله الشيخ حسان شىْ مضحك وشر البلية ما يضحك , و سر ضحكي انه في فعله هذا يذكرني بقول العامة
    " إجعلها في رقبة عالم وأطلع سالم " وهذا هو حال العامة يدرون حول الرجال ويزهدون في الدوران مع الدليل وهذا خلق مذموم ،ولا يخفى على مثلك يا شيخ حسان أن الإمام ابن عبد البر وغيره قد نقلوا الإجماع على أن المقلد ليس من أهل العلم وإن العلم معرفة الحق بدليله ،واسمع منى وأنا لك ناصح أمين ,إن كنت تريد أن يكون لك نصيب من قوله تعالى (يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)فان كنت ترغب في هذه الرفعة المزبوة في الايه فما عليك إلا أن تنخلع قلبآ وقالبآ من اتبع الرجال بغير دليل,أي نبذ التقليد وأن تجعله وراك ظهريا ومن أروع ما قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين,أجمع أهل العلم على إخراج المتعصب بالهوى والمقلد الأعمى من زمرة العلماء
    ففى هذا الجدول الذى بين يديك أكبر برهان على شؤم التقليد ولا يشفع لك أن هذا ليس كلامك
    ففى يمين الجدول جعلت من وافق الكفار خوفآ على النفس
    والمال مرتداً ,بل الطامة الكبرى والتى هى أدهى وأمر أنك جعلت من وافقهم ليدفع عن نفسه الموت مرتد,فاصطدمت باية النحل
    التى نزلت فى عمار رضى الله عنه ,الم اقل لك أن التقليد شؤم وعذاب

    وفى يسار الجدول ترى العجب العجاب ,فقد جعلت من وافق
    الكفار ليرد عن نفسه القتل مؤمنآ وهذا هو الحق، ولكن وصفته بالعجب العجاب لانه
    يصتدم مع ما فى يمين الجدول

    شيخ حسان أقسم بالذى رفع السموات بغير عمد أنى حزين عليك , وما ابتغى إليك إلا الخير و التمتع بالسلفية قبل ان تلق الله تعالى , وما اكتب هذا النقد شماتة وتشفياً, ولكنه من باب إحقاق الحق , وطمعآ فى العودة والأوبةلك ولإخواننا المقلدين
    اللـــهـم آمــيـن
    ومما يبين صدق قولى انه جعل عزو هذه المتناقضات إلى مجموعة التوحيدلائمة الدعوة النجديه فكان من الواجب علينا رد الامور الى نصابها و بيان عقيدة هؤلاء الابرار , و الله المستعان
    [يتبع]
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: رسالة رداً علي محمد حسان في حكم الموالاة بين المسلمين والكافرين

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 05.02.09 16:48

    أقوال أئمة الدعوة النجدية في الموالاة
    فاعلموا أيها الأخوة الكرام أن الذى حمل الناس على إساءة الظن بأئمة الدعوة النجدية هم إخواننا
    المخالفين الذين يبحثون فى كتبهم فيأخذون النصوص التى توافق أهوائهم ويدعون الآخرى التى توافق الأدلة
    فكشفآ للغمة بيان للمحجةفإليكم
    هذه النصوص تبراة لهؤلاء الائمة الاعلام.

    اولآقول الامام محمد بن عبد الوهاب
    "
    وأما ما ذكر الأعداء(1) عنى أنى أكفر بالظن والموالاة ... فهذا بهتانٌ عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله " أهـ }
    الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسالة الثالثة ص (23 ){
    ثانياً أو كالنقل الماتع الذي لا يحتاج إلى تعليق للشيخ "سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب" - رحمهم الله - وهو حفيد الشيخ وصاحب كتاب "تيسير العزيز الحميد بشرح كتاب التوحيد" وإليكم النص بين أيديكم :"وإن كانت الموالاة لهم فى ديار الإسلام إذا قدموا إليهم ونحو ذلك فهذا عاصٍ آثم متعرض للوعيد وإن كانت موالاتهم لأجل (دنياهم) يجب عليه من التعزيز والهجر والأدب ونحو ما يزجر به أمثاله " مجموعة التوحيد ص (14) .
    ثالثآ وهذا هو قول الشيخ ابن عتيق في تفسيره لآية "الممتحنة" يتبن لكل ذي عينين أنه على التفصيل في الموالاة ، إذ يقول في مجموعة التوحيد كتاب سبيل النجاة والفكاك ص (302) بعد أن ذكر آية الممتحنة {يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ... } ، وقد ثبت في الصحاح أن هذه السورة نزلت في رجل من الصحابة لما كتب إلى أهل مكة يخبرهم بمسيرة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم عام الفتح فأنزل الله هذه الآيات يخبر عن هذا الكتاب وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبى طالب في أثر المرأة التي ذهبت بالكتاب فوجده في عقيصة رأسها فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعتذر ويحلف أنه ما شك ولكن ليس له من يحمى من وراءه من أهله بمكة وأنه أراد بهذا يداً عند قريش واستأذن بعض الصحابة في قتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما يدريك إن الله اطلع على أهل بدرفقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "فلولا أن الرجل كان من أهل بدر لقتل لهذا الكتاب " .
    قلت : عباد الله لابد من إمعان النظر في هذه الجملة التي هي من كلام الشيخ عتيق وهي أولا: وجاء الرجل
    يعتذر ويحلف أنه ما شك؛ ثانياً
    : أنه أراد بهذا يداً عند قريش ؛ ثالثاً: أنه ليس له من يحمى أهله , لينتبه طلبة العلم أن هذه الأشياء الثلاثة لو كانت تدخل في الموالاة الناقضة لأصل الإيمان ما كان تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تكفيره لماذا ؟ لأن تأخير البيان عن
    وقت الحاجة لا يجوز إلا لحاجة ؛ ولان الله جل وعلا حينما خاطبه رضي الله عنه خاطبه بيا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة
    , وكما ثبت أن حاطباً رضي الله عنه حينما خاطبه الله جل وعلا بيا أيها الذين أمنوا خر مغشياً عليه من الفرح والسرور وبالنظر للآية نجد أن الله تعالى أثبت له إيماناً وأثبت له موالاة للكفار وأثبت له مودة فمن ذلك يظهر لنا أن الموالاة والمودة على التفصيل ،
    ثم قال الشيخ ابن عتيق رحمه الله
    ( فلولا أن الرجل كان من أهل بدر لقتل لهذا الكتاب) نعم عباد الله كلام الشيخ هنا موافق لكلام الأئمة الكبار أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم و الأوزاعي وغيرهم حيث أن منهم من قال بقتل الجاسوس ومنهم من قال لا يقتل ويترك أمره للإمام ولكن ما قال أحد منهم بكفره إلا على التفصيل المعروف فقتله هنا الذي يشير إليه الشيخ ابن عتيق بأن يقتل
    حداً لا ردة والذي منع النبي صلى الله عليه وسلم من قتله أنه شهد بدراً إذن أي جاسوس غير حاطب رضي الله عنه يقتل كما رجح ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله وغيره
    في زاد الميعاد وحاطب رضي الله عنه فعل أمرين
    :
    1: ما استُفصل فيه وهو مسألة إن كان قاصداً ظهور الكفر على الإسلام ومحبة الكفر على الإسلام ؛لو فعل ذلك لكان مكفراً ولم يكن حضوره مع أهل بدر غافراً لذنبه ويكون خارجاً من أمر الدين .
    2 : أنه حصل منه أمر إعانة لهم وهذه فعلة فيها ذنب والله تعالى يقول " تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " وهذا يدل على الاستفصال في هذه المسألة وأخواتها وهو ظاهر
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [يتبع]
    (1) أيسرك يا شيخ "حسان" أن تكون من أعداء هذا الإمام ؟؟؟
    ومما يجلب الحزن والأسى أنك لم تستفد من هذا النقل وهو فى كتابك ص (160)ويظهر منه جلياً أن الإمام في قضية الموالاة على التفصيل كإخوانه السلفيين الذين لا يكفرون بمطلقها
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: رسالة رداً علي محمد حسان في حكم الموالاة بين المسلمين والكافرين

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 05.02.09 17:26

    رابعآ
    قال العلامة السعدى رحمة الله فى تفسير قوله تعالى { إنما ينهاكم الله عن الذي قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تلوهم ومن يتولهم فأولئك هو الظالمون } سورة "الممتحنة" الآية (9) .وذالك الظلم يكون بحسب التولى , فإن كان توليآ تامآ, كان ذالك كفرآ مخرجآ عن دائرة الاسلام , وتحت ذالك من المراتب ماهو غيظ وما هو دونه.
    خامسآ
    قال الشيخ العثيمين رحمه الله موضحاً لنا أن الموالاة على التفصيل في شرحه لكتاب الأصول الثلاثة ص22 ( قال عز وجل " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ " (الممتحنة : 4) ولأن موالاة من حاد الله ومداراته تدل على أن ما في قلب الإنسان من الإيمان بالله ورسوله ضعيف( 2) لأنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئاً هو عدو لمحبوبه وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق وهذا ولا شك ينافي الإيمان كله أو كماله ( 3)
    سادسآ
    للشيخ صالح آل شيخ ( 4) حفظه الله يجسد لنا فهم السلف في هذا المعترك يقول حفظه الله :وعقد الإيمان يقتضى البراءة من
    المعبودات من الآلهة المختلفة ومن عبادتهم قال تعالى
    "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " الزخرف (28:26) وأساس الولاء والبراء هو: الولاء للإيمان والبراء من الكفر وعبادة غير الله جل وعلا ويتضمن ذلك موالاة أهل الإيمان والبراء من أهل الكفر على اختلاف مللهم هذه الموالاة(5)
    منها ما يكون للدنيا ومنها ما يكون للدين فإذا كانت للدنيا فليست مخرجة من الدين ومما يكون في بعض الأنواع من الموالاة للدنيا من الإكرام أو البشاشة أو الدعوة أو المخالطة ما قد يكون مأذوناً به (6) إذا لم يكن في القلب مودة لهذا الأمر من مثل ما يفعله الرجل مع زوجته النصرانية ومن مثل ما يفعله الابن المسلم مع أبيه الغير مسلم ونحو ذلك مما فيه إكرام وعمل في الظاهر طيب مع عدم المودة الدينية في الباطن فإذا كانت الموالاة للدنيا فإنها محرمة وغير جائزة إلا فيما استثنى من الحالات كما ذكرنا في حالة الزوج مع زوجته والابن مع أبيه مما يقتضى معاملة وبرا ًوسكوناً ونحو ذلك ،
    إذاً الموالاة تنقسم إلي قسمين:
    القسم الأول: تكون الموالاة للدنيا ولكن ليس لجهة قرابة وإنما مصلحة بحتة في أمر دنيا وإن فرط في أمر دينه وهذه الموالاة غير مكفرة لأنها في أمر الدنيا هذه التي نزل فيها قول الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ "الممتحنة الآية (1) هنا أثبت أنهم ألقوا بالمودة وناداهم باسم الإيمان قال جمع من أهل العلم :مناداة من ألقى المودة باسم الإيمان دل على أن فعله لم يخرجه من اسم الإيمان وهذا هو مقتضى استفصال النبي صلى الله عليه وسلم من حاطب رضي الله عنه حيث قال له في القصة المعروفة السابقة الذكر "يا حاطب ما حملك على هذا ؟- يعنى أن أفشى سر رسول الله صلي الله عليه وسلم فبين أنه حمله على الدنيا لا على الدين "
    القسم الثاني للموالاة :موالاة المشرك وموالاة الكافر لدينه يواليه ويحبه ويؤيده وينصره لأجل ما عليه من الشرك ومن الوثنية ونحو ذلك يعنى محبته لدينه هذه موالاة مكفرة(7) والإيمان الكامل ينفى مطلق موالاة غير المؤمن لأن موالاة غير المؤمن بمودته ومحبته ونحو ذلك هذه منافية للإيمان الواجب لقول الله جل وعلا " لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ "المجادلة" الآية (22) أما مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين فهذا من نواقض الإسلام كما هو مقرر في كتب فقه الحنابلة وذكره العلماء ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله(8) في النواقض العشرة (الناقض الثامن ) وهذا الناقض مبنى على أمرين الأول هو المظاهرة الثاني هو الإعانة قال مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين و
    المظاهرة
    :أن يتخذ أو يجعل طائفة من المسلمين أن يجعلوا أنفسهم ظهراً للكافرين يحمونهم فيما لو أراد طائفة من المؤمنين أن يقعوا فيهم يحمونهم وينصرونهم ويحمون ظهورهم ويحمون بيضتهم وهذه مظاهرة بمعنى أنه صار ظهراً لهم .
    فقول الشيخ رحمه الله مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين مكونة من أمرين :
    الأول: المظاهرة بأن يكون ظهراً لهم بأي عمل يكون ظهراً يدفع عنهم ويقف معهم ويضرب المسلمين لأجل حماية هؤلاء الكفار
    أما الثاني: الإعانة إعانة المشرك على المسلم والإعانة ضابطها أن يعين قاصداًظهور الكفر على الإسلام لأن مطلق الإعانة غير مكفر لأن حاطب رضي الله عنه حصل منه إعانة للمشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استفصل منه فدل على أن الإعانة تحتاج إلى استفصال والله جل وعلا قال في مطلق العمل هذا "ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " لكن ليس مكفراً إلا بقصد , فلما أجاب حاطب رضي الله عنه لم يكن قصده ظهور الكفر على الإسلام قال يا رسول الله والله ما فعلت هذا رغبة في الكفر بعد الإسلام ولكن ما من أحد من أصحابك إلا وله يد يدفع بها عن أهله وماله وليس لي يد في مكة فأردت بذلك أن يكون لي يد فقال النبي صلي الله عليه وسلم " لعل عل الهدى هدى محمد صلى الله عليةسنة "ة في بلاد الحرمين الشريفين حفظها اللهالله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "وحاطب فعل أمرين
    الأول: ما استفصل فيه وهي مسألة إن كان قاصداً ظهور الكفر على الإسلام ومحبة الكفر على الإسلام , لو فعل ذلك لكان مكفراً ولم يكن حضوره لأهل بدر غافراً بذنبه ويكون خارجاً من أمر الدين
    الثاني: أنه حصل منه أمر إعانة لهم وهذه فعلة فيها ذنب والله تعالى يقول "تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ... إلى نهاية الآية ..لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر "الممتحنة الآيات (6:1) وهذا يدل على أن وجوب الاستفصال في هذه المسألة وهو ظاهر فالإعانة فيها استفصال أما المظاهرة بأن يكون ظهراً لهم يدفع عنهم ويدرؤا عنهم ما يأتيهم ويدخل معهم ضد المسلمين في حال حربهم لهم في الحرب هذا من نواقض الإسلام التي بينها أهل العلم
    وعلي كثرة ما جاء من بحوث في هذه المسألة من قديم من وقت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ العثيمين رحمهما الله وكثرة ورود هذه المسائل لكن نخشى أن يكون المنهج التكفيري يمشى في الناسوالعياذ بالله والخوارج سيبقون ومعتقدات الخوارج
    ستبقى والناس إن لم يتداركوا أنفسهم قد يكون فيهم خصلة من خصال الضلال إن لم
    يحذروا من ذلك
    .أهـ من كتاب الفتاوى المهمة لتبصير الأمة دار المنهاج ص (56, 61).

    سابعآ
    وعلى دربهم سار الإمام الشنقيطي حتى تعلم أخي أنهم في الخير عصبة واحدة- حيث قال كلاماً ماتعاً في تفسير قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ } (الممتحنة : 1) : "رد أهل السنةبهذه الآية وأمثالها على المعتزلة () قولهم إن المعصية تنافي الإيمان لأن الله ناداهم بوصف الإيمان مع قوله تعالى "ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل" فلم يخرجهم بضلالهم عن عموم إيمانهم ويشهد لهذا أن الضلال هنا على سواء السبيل وليس عن مطلق السبيل " انظر تفسير سورة الممتحنة في "أضواء البيان".
    ثامنآ
    عباد الله انتبهوا فإن أئمة الدعوة النجدية يرون التفصيل السلفي فى كل امور المنهج وها هو قول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كما في الدرر السنية(1/70) جواباً عما يكفر الرجل به؟ وعما يقاتل عليه ؟فقال رحمه الله أركان الإسلام خمسة أولها الشهادتان ثم الأركان الأربعة إذا أقر بها وتركها تهاوناً فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره لتركها والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهموهو الشهادتان أهـ المرجع حكم تارك الصلاة للعلامة الألباني رحمه الله نشرها
    الشيخ علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي ص
    ( 29-30 )

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (2) أرجو منك أخي الحريص على الحق أن تتدبر كلمة ضعيف من العلامة العثيمين رحمه الله
    (3) وهنا يظهر لك التفصيل جلياً أيها الحريص على الحق فإن كانت الموالاة من أجل الدين فهي تنفي الإيمان كله وإن كانت من أجل الدنيا فهي تنفي كمال الإيمان فرحم الله العلامة العثيمين

    (4) كلام ماتع أي عالي الجودة والعرب تمدح الرجل الطويل فتقول رجل ماتع
    (5)
    نعم إخوتي الكرام من بركة العلم أن ينسب إلى أهله والشيخ معروف وهو وزير الشئون الإسلامية في بلاد الحرمين الشريفين حفظها الله
    (6)
    هنا التفصيل فلينتبه
    (7) فهو للاستحباب أقرب :وقد حض الله تعالى على إعطائهم من الصدقة تأليفاً لقلوبهم فقال تعالى والمؤلفة قلوبهم
    (8)ولا يغيب عن ذهنك أيها القارئ أن من جملة عقائد السلف أنهم يفرقون في مسألة التكفير والتفسيق والتبديع بين الإطلاق والتعيين
    (9) الكثير ممن قل نصيبهم من العلم يحتجون بالناقض الثامن من نواقض الإسلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهو مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين وهؤلاء أتوا من قبل جهلهم بعقيدة الشيخ فقد بيانا لكم انفا ان الذى يدعى أن
    الامام محمد يكفر بمطلق الموالاة فهو من ألد أعدائة فتامل

    ()عارٌعليكم يا من تدعون السلفية أن تكون منكم خصلة من خصال المعتزلة تلكم الفرقة الضالة. [يتبع]


    عدل سابقا من قبل أبو عبد الله أحمد بن نبيل في 05.02.09 20:10 عدل 1 مرات
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: رسالة رداً علي محمد حسان في حكم الموالاة بين المسلمين والكافرين

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 05.02.09 19:57

    أقوال شيخي الإسلام فى الموالاة
    تتمة للفائدة
    فهذه أقوال الإمام بن تيمية وتلميذه بن القيم فى الموالاة لا تختلف البتة عن قول أئمة الدعوة النجدية حينما تطالعها تعلم يقيناً أنهم على النهج السلفى سواء ولم لا وقد ارتووا من معينٍ واحد وهذا هو قول إمامهم وإمامنا شيخ الإسلام
    رحمه الله تعالى- في تفسير آية المجادلة ، وهي قول الله تعالى ‏:{ ‏لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْأَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ (22) }: "فأخبر أنك لا تجد مؤمناً يواد المحادين للّه ورسوله، فإن نفس الإيمان ينافي موادته ، كما ينفي أحد الضدين الآخر‏
    ، فإذا وجد الإيمان انتفى ضده، وهو موالاة أعداء اللّه، فإذا كان الرجل يوالي أعداء اللّه بقلبه، كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب" . أهـ انظر "مجموع الفتاوى (7/13) .
    قلت :وانظروا بارك الله فيكم إلى هذا القيد الماتع من شيخ الإسـلام بعد أن نفر و قـذذ مـن خطورة موالاة المؤمنين للكافرين ، ولكنه لما كان منضبطاً بفهم السـلف للنصوص ، فجعل الموالاة المنافية للإيمان الواجب مدارها ليس على الموالاة فحسب إنما اشترط عمل القلب. فيا ليت قومى يعلمون !!!
    ومما يزيدك بصيرة على تفصيله قوله فى مجموع الفتاوى (7/523) عند كلامه على الكفار " وقد
    تحصل للرجل مودتهم لرحمٍ أو حاجة ، فتكون ذنباً ينقص به إيمانه ، ولا يكون به كافراً
    ، كما حصل من حاطب لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبى - صلى الله عليه وسلم – وأنزل الله فيه (( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة )) الممتحنة :1 ، وكما حصل لسعد بن عبادة لما أنتصر لأبن سلول فى قصة الإفك ، فقال لسعد بن معاذ : والله لا تقتله ، ولا تقدر على قتله ، قالت عائشة : وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ، ولكن أحتملته الحمية ، ولهذه الشبهة سمَّ عمر حاطباً منافقاً ... فكان عمر متأولاً فى تسميته منافقاً للشبهة التى فعلها.

    وقال الحافظ بن القيم فى "زاد المعاد" (3/423،424) بعد ذكره لهذه القصة : (( وفيها : أن الكبيرة العظيمة مما دون الشرك قد تكفر بالحسنة الكبيرة الماحية )) فإذا ثبت أن ما فعله حاطب
    – رضى الله عنه - ليس ردة - وهذا مجمع عليه - مع أن رسالته لو وصلت إلى مشركى مكة لأستعدت قريشٌ للحرب ، وهذا خلاف ما قصد إليه النبى - صلى الله عليه وسلم - من تعمية خبر غزوه لهم فما فعله حاطب رضى الله عنه إعانة عظيمة للكفار فى حربهم للمسلمين فى غزوة من أهم الغزوات الفاصلة فى الإسلام - إذا ثبت ذلك علم أن الإعانة لا تكون كفراً حتى يكون الحامل عليها محبة الكفار رغبة فى انتصارهم على المسلمين .اهـ
    * * *

    أئمة الدعوة أبرياء ممن يقلدهم بدون دليل
    فاعلم حسان أن الحق واحد ، وما تعبدنا الله جل وعلا بقول زيد أو عمرو , فالواجب علينا وعليك أن نعرض كلام الشيخ ابن عتيق وغيره من العلماء على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فإن كان صواباً أخذنا به وإن كان غير ذلك ضربنا به عرض الحائط ولا كرامة وهذا ما أصله الأئمة الأربعة وغيرهم حينما قالوا إذا وجدتم كلامنا يخالف كلام النبي صلى الله عليه وسلم فخذوا بقوله صلى الله عليه وسلم واضربوا بكلامنا عرض الحائط وهذا ما أصله شيخ الإسلام رحمه الله فقال "هؤلاء العلماء يحتج لهم ولا يحتج بهم " .
    وإني ادعوك يا حسان إلى أن تمتع عينك بهذا النقل الماتع للإمام البربهاري رحمه الله في كتابه شرح السنة ؛ فالإمام البربهاري منذ أكثر من ألف سنة ينصح الأمة ويقول "فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن وتدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء (10)فإن وجدت فيه أثراً عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار عليه في شيء فتسقط في النار(11) .أهـ ( كتاب شرح السنة للإمام البربهاري فصل رقم 8 ص 67 تحقيق خالد بن قاسم الرداري- الطبعة الثانية1418 هـ دار السلف للنشر والتوزيع الرياض )
    فها هو الإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب يذم التقليد والإتباع الأعمى حتى لا يكون لحسان وغيره
    في تقليده وإتباعه بغير بينة حجة فقال رحمه الله
    : " والإتباع والإقتداء أنواع منه ما هو محرم كما ذكر الله عز وجل عن الكفار فقال تعالى " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ " ( البقرة 170) وقال تعالى " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " ( الجاثية 23) وقال تعالى " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ " ( القصص :50 )
    وها هم أئمة الدعوة النجديه يذمون المقلد من كل وجه
    ففي "مجموعةالتوحيد" رسالة أسباب نجاة السؤول من السيف المسلول ص (168)
    قال ابن القاسم عن مالك قال ليس كل ما قال رجلاً قولاً وإن كان له فضل- يتبع عليه لقوله تعالى "فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "( الزمر 17 ,18) وقال بشر بن الوليد قال أبو يوسف صاحب أبو حنيفة لا يحل لأحد أن يقول مقالتنا حتى يعلم من أين قلنا ؛وقال مالك رضي الله عنه كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم وقد صرح الإمام مالك رحمه الله بأن من ترك قول عمر رضي الله عنه لقول إبراهيم النخعي أنه يستتاب فكيف بمن ترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هو دون إبراهيم النخعي ومثله ؛وقال ابن مسعود رضي الله عنه "لا يقلدن أحدكم رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر " وقال أيضاَ رضي الله عنه " أغدُ عالماً أو متعلماً ولا تغدوا أمة ما بين ذلك " وقال عبد الله بن المعتمر "لا فرق بين بهيمة تنقاد وإنسان يقلد "
    قال سفيان بن عيينة إضجع ربيعة مقنع رأسه وبكي فقال ما يبكيك ؟ قال رياء ظاهر وشهوة خفية والناس
    عند علمائهم كالصبيان عند أمهاتهم ما نهوهم به انتهوا وما أمروهم به ائتمروا قال سليمان التيمي رحمه الله
    "لو أخذت بزلة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله " وقال أحمد رحمه الله عجبت إلى قوم يعرفون الإسناد وصحته يذهبون إلى رأى سفيان والله يقول " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (النور 63 ) أهـ . بتصرف من "مجموعة التوحيد" رسالة أسباب نجاة السؤول من السيف المسلول ص (168) .
    فلابد أن نعلم أن من معالم دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه عند التنازع لابد من الرجوع إلى الكتاب وأنه عند الاختلاف لا ننظر إلى أقوال المخالفين بل ننظر إلى نصوص الكتاب والسنة قال تعالى " فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً "(النساء : 59)فحارب رحمه الله البدع وأوجب على أهلها أن يرجعوا إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم لأن فيه القضاء على كل البدع الإعتقادية والعملية وهذا من الأصول العظيمة أنه فيما اختلف الناس فيه لابد أن نرجع إلى ركن ركين وتيد ألا وهو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ؛ لذا كانت السمة الرئيسية لدعوة الشيخ الرجوع بفهم الكتاب والسنة متعين على فهم الصحابة والسلف الصالح والتابعين لهم بإحسان ذلك لأن فيهم العصمة مع اعتبار أن الأفهام متفاوتة فنفهم على أي شيء ؟

    فائدة
    –من الشيخ صالح آل الشيخ- يوضح منهج إمام الدعوة بوجوب تقديم فهم السلف
    مثال على ذلك
    قول الله عز وجل
    " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "( يونس 62-64) فنجد أهل البدع يقولون البشرى في الحياة الدنيا وهي أن يطلب منه ويتوسل به ويسأله ؛ فنقول هذا فهم في الآية هل فهمه السلف كذلك ؟ لا نجد عندهم هذا الفهم ألم يكن أبو بكر رضي الله عنه من أولياء الله عز وجل فلماذا لم يعتقد فيه الصحابة هذا الاعتقاد فيتوسل به , ألم يكن عمر رضي الله عنه من أولياء الله تعالى ؟ بلى ومع ذلك لم يكن الصحابة يأتون إلى قبورهم فيسألونهم ويتوسلون بهم وكذلك عثمان وعلي والعشرة المبشرون بالجنة رضي الله عنهم إذن الميزان الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح فما فهم فلان وفلان مما أتى بعد ذلك فهو ليس بحجة على فهم السلف ولذلك قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات والاعتصام حينما ناقش مسألة التبرك إلا أنه عرض لهذا أمر الثبوت وقطعي الدلالة ألا هو أن الصحابة ما كانوا يفعلون بأبي بكر شيء من هذا التبرك ولم يكونوا يفعلون بعمر ولا في حياته ولا بعد مماته شيء من هذا التبرك ولا عثمان وعلي والعشرة المبشرون بالجنة فدل هذا على أن هذا الفهم للتبرك مقطوعاً ببطلانه لعدم فهم السلف له " هذا هو أصل أصيل في دعوة الإمام المصلح في أن الفهم في المسائل المشتبهة يجب أن يرجع الناس فيها إلى فهم السلف الصالح" أهـ من شريط "معالم دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب لفضيلة الشيخ : صالح آل الشيخ -وفقه الله . فأخبرنا يا حسان وأنت الخطيب المفوه عن حكم من وافق الكفار في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن وما حمله على ذلك إلا طمعاً في أموال ؟
    لقد جعلته مرتداً فمن سلفك في هذا الهرج ؟؛وكأنك ما سمعت ولا قرأت شيئاً عن قصة حاطب رضي الله عنه ولا عذر لك يا حسان في أن هذا ليس كلامك وإنما هو كلام الشيخ محمد بن عتيق فقد بينا لك أقوال أئمة الدعوة النجدية وأن الفهم المقدم عندهم هو فهم السلف.
    وبهذا إخوانى ننتقل إلى وقفتنا الثانية .......

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (10) أى العلماء المتبوعين
    (
    11) قال شيخنا أبو عبد الله -حفظه الله تعالى- وهذا في زمان الإمام البربهاري رحمه الله منذ أكثر من ألف سنة فكيف بنا الآن وقد أصبح بيننا وبين السلف بون شاسع أفلا يجدر بنا أن نعرض كل ما نسمع على الكتاب والسنة وفهم السلف ومن ثم يتبع.
    [يتبع]
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: رسالة رداً علي محمد حسان في حكم الموالاة بين المسلمين والكافرين

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 05.02.09 21:15

    الـوقـفـة الـثـانيـــة
    إدعاء باطل
    وقد وهم الشيخ "حسان" وهماًعظيماً وسر وهمه أنه فاجأنا فى ص (100) بنقلٍ عزاه إلى "محمد نعيم ياسين" ألا وهو" فثبوت
    موالاة الكفار موجب لعدم الإيمان أو نقصه
    ..." فكلامك الذي نقلته يا حسان من كتاب "محمد نعيم ياسين" فيه زيادة مقحمة ليست من كلام نعيم وهي لفظة (نقصه) (12) فماذا تعني بلفظة نقصه ؟ هل تعني بها منهج السلف ؟ أسأل الله أن يرزقني وإياك إتباعه , هل تقصد بها الموالاة من أجل الدنيا كما يقول السلف ؟ إن قلت نعم ؛ قلت يبدو أنك لم تقرأ كلامك الذي كتبته بيدك فقد نقلت بيدك في ص (97) كلاماً لمحمد عتيق وهو" أن من وافق الكفار ووالاهم طمعاً في رياسة أو مال أو خوفاً على عيال يكون مرتداً " أ.هـ
    وأنا بقرأتى لباب الموالاة فى كتابك أستنبط ماذا تعنى عندك كلمة نقصه :
    والدليل على صحة قولي أنك قلتَ في ص (113) "استثناءات لا تنقض أصل البراء"
    1 - اللين عند عرض الدعوة .
    2 - الزواج من الكتابية وأكل ذبيحة الكتابي .
    3 - الإحسان إليهم والبر بهم .
    وذكرت انت هذه الثلاثة ثم قلتَ : "وأود أن أختم الحديث في هذه العجالة عن الولاء والبراء ببعض الاستثناءات التي لا تنقض أصل البراء حتى لا يقع أحبابنا في أي تعامل خاطئ مع النصوص التي ذكرناها آنفاً" أ.هـ
    وهنا وقفة أوجه كلامي إلى الأصولى حسان والذي يتشدق هو ومن على شاكلته بتعلم الأصول ويتهمون مخالفيهم بجهل الأصول فهل يا شيخ حسان اللين في عرض الدعوة والزواج من الكتابية وأكل ذبيحة الكتابي والإحسان إليهم والبر بهم أشياء لا تنقض أصل البراء؟!! .
    إن هذه الثلاثة التي ذكرتها لا تنقض كمال البراء يا أصولي ، فكان من الواجب عليك أن تجعل العنوان ( إستثناءات لا تنقض كمال البراء) ؛ وذلك لأن الله جل وعلى شرع هذه الأمور دون الإنكار على فاعليها أما الذي لا ينقض أصل البراء هو أن يواليهم من أجل الدنيا وإن شئت أن تعلم فارجع إلى أقوال أهل العلم التي ذكرناها آنفاً . وهنا يتضح لنا أن قولك :"نقصه" لا تعني أنك على المنهج السلفي والآن نرى سوياً وقفتنا الثالثة ...
    الـوقـفـة الـثـالـثـــةموافقته لفهم الخوارج
    سر هذا العنوان أن الشيخ حسان جاء بآية نزلت فى المنافقين نفاقاً أكبر إعتقادياً وإذا به أنزلها على عصاة المسلمين بحكمها ، وإعلموا أخوة الإيمان أن مذهب الخوارج الذين مرقوا من الدين هو (( التأويل )) فكفروا الناس بالذنوب وقد علمت ما وصفهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المرق وما أذن فيهم من سفك دمائهم وكما قال - صلى الله عليه وسلم -:" سيخرج فى آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون من خير قول البرية ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فإذا لقيتموهم فإن فى قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة "
    وإليكم البيان
    فقد قال الشيخ
    " حسان " - عجل الله بهدايته - فى ص (98) مستدلاً على إعتقاده بآية فى سورة " المائدة " فقال: قال الله تعالى
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) قال حذيفة رضى الله عنه " ليتق احدكم ان يكون يهوديا او نصرانيا وهو لا يشعر بهذه الاية " "قال الإمام القرطبي رحلهم منهم "أي من يعاضدهم ويناصرهم على المسلمين فحكمه كحكمهم في الكفر والجزاء وهذا الحكم باق إلى يوم القيامة وهو قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين" أ.هـ
    وتعليقاً على ذلك نقول :
    ثبت عرشك ثم انقش
    عباد الله نحن لا ننكر على الشيخ حسان اتيانه بكلام حذيفة رضى الله عنه ولكن الذى ننكره عليه عدم تفصيله فى الموالاة فاظهر وكان حذيفة يكفر بمطلقها وهذا ومحال وذيادة فى الايضاح اقول لو أن الشيخ حسان عنده الموالاة على التفصيل,ثم إستدل بهذه الايه فلا حرج عليه,وساعة إذ ينسجم أثر حذيفه رضى الله عنه أما إتيانه بلاية على إطلقها ثم إتينها بإثر حذيفة رضى الله عنه يوهم الاغمار بان الصحابى عنده الموالاة قولة واحده وهذا من المستبعد بمكان لأن قصة حاطب رضى الله عنه من الشيوعة بمكان,علمها القاصى والدانى من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم,فيشبه ان يكون هذا إجمعآ فى عهدهم رضى الله عنهم
    وكذلك
    لابد لنا من توجيه كلام الإمام القرطبى فهو كإخوانه من أهل العلم عنده الموالاة على التفصيل ودليل ذلك أسوقه لك من تفسيره لسورة "الممتحنة" وأعلم أن من جملة عيون عقائد السلف أنهم يحملون كلام الإمام المطلق على كلامه المفصل وإنى أجزم أنك حينما تأتي بكلام مجمل للإمام وتترك كلامه المفصل تضع نفسك فى موضع تهمة وذلك لا يليق بمثلك ومن جريرة إتينك بكلمه المطلق ان ذلك يوهم الاتباع ان الموالاة عنده قولة واحده وهذا محال,ونحن لاننكر عليك إتينك بكلامه رحمه الله ولكن نلح عليك ونقول ثبت عرشك ثم انقش, والآن مع كلام الإمام القرطبي في أحكام القرآن تفسير سورة الممتحنة ص (40) والذى يقيد كلامه فى تفسير آية المائدة التى أحتججت بها آنفاً " من كثر تطلعه على عورات المسلمين وينبّه عليهم ويعرف عدوهم بأخبارهم لم يكن بذلك كافراَ إذا كان فعله لغرض دنيوي واعتقاده على ذلك سليم كما فعل حاطب رضي الله عنه حين قصد بذلك اتخاذ اليد ولم يَنْوى الرِدَّة عن الدين" أ.هـ
    والان مع أقول أهل العلم حول اية المادئدة يتبين لكم منها خطأ الشيخ حسان فى إنزلهاعلى عصاة المسلمين بدون تفصيل
    فاعلموا عباد الله أن هناك فرق عند أهل العلم بين التولى والموالاة للمشركين ، أما "التولى فكما فى قوله تعالى فى سورة "المائدة
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) يتولهم معناه يتبعهم وينصرهم فالتولى -هنا- يقصد به إتباع دينهم من القلب والرأى والعمل من أجل النصرة ، وهزيمة المسلمين وإيذائهم ... من كشف أسرارهم وإرضاء العدو بكل ما يساعد بالتنكيل بالمسلمين ، وإن تظاهرالمتعاون بدين الإسلام ، وأنه مع المسلمين ، وهذا فعل المنافقين أصلاً .
    كما ورد فى أسباب نزول الآية ، أن "عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت" -رضى الله عنهم- عن جده: أنها نزلت فى "عبدالله بن أُبى بن سلول" رأس المنافقين. والعبرة فى عموم اللفظ لا فى خصوص السبب ، ولكنها - أيضاً - تعنى على وجه العموم فـى من أظهر الإسلام ، وأبطن الكفر ، وسـاعد على التنكيل بالمسـلمـين عن "عقيدة" ولا تتعدى هذا الصنف البته .
    وهذا مستقرأ فقهاً من نصوص الكتاب والسنة ، وسبيل سلف الأمة الصالح ، وقد صرح المفسرون بأنها تعنى المنافقين. وهذا التأويل صحيح ، حيث أتبع الآية بقوله تعالى فى سورة "المائدة"
    فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) فهذه الآيات تبين أن التولى - هنا - يقصد به حال ومقال المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر - عياذاً بالله - فقوله "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"
    وصف للمنافقين كما وردت فى آيات المنافقين فى صدر سورة "البقرة" ، منها "فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وقوله"فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"أى نفاق ، وما حكاه على لسان المؤمنين وإنكارهم على المنافقين كما فى قوله تعالى"وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ" وهو نفس الوصف الذى ذكرته آية فى سورة "البقرة" فى قوله تعالى "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
    والقرآن يفسر بعضه بعضاً ، فهذه حالة ردة ، وهو عمل ظاهرى ظاهره الإعتقاد ، و لا تجرى أحكامه إلا على من تحقق فيه النـفاق الأكبر ، ومع ذلك لم يقتل الرسـول - صلى الله عليه وسلم - المنافقين ، فقال:"أتريدون أن يقال أن محمداً يقتل أصحابه؟!!" وهذا القول عن حال "عبدالله بن أُبى بن سلول"- كما رواه البخارى ومسلم وغيرهما- عن "عمرو بن دينار" انه سمع "جابراً"- رضى الله عنه - أن عمر قال: ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث - يعنى عبدالله بن أُبى - ؟! فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -:"لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه " ( صحيح البخارى ، ج 3 ، باب ما ينهى عن دعوة الجاهلية )
    وأما الموالاة فى بعض ألفاظ أهل العلم فتعنى: التقية من شر المشركين ، ولا تكـون إلا باللسان ، كما صرح "ابن عباس" - رضى الله عنهما - وغيره ، فى تفسير قوله تعالى فى سورة "آل عمران" "إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً" وأصل الموالاة : المحبة ، وأصل
    المعاداة
    : البغض ، وإذا كانت الموالاة محصورة فى الظاهر خوفاً من بطش غير المسلمين فى حالة ضعف المسلمين ، فهذه حالة لا يعلمها إلا الله ، وسماها الله ( تقاة ) كما فى قوله تعالى فى سورة "آل
    عمران
    " "قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)
    قال العلامة " الشوكانى "رحمه الله تعالى: ......... وفى ذلك دليل على جواز الموالاة لهم من الخوف منهم ، ولكنها تكون ظاهراً لا باطناً. وهذا الذى حكاه الإمام " البخارى " - رحمه الله - عن " أبى الدرداء " أنه قال: " إنا نبش فى وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم " فهذه التى تسمى التقاة ، ويجب أن تكره فى عمل القلوب ، لذلك قال بعد تحذيره فى الآية ( فتح القدير .1/331
    أما الحكم بالكفر على الموالاة بسبب بعض العمل الظاهر دون الشك من القلب فى الإسلام ففيه نظر، ولا تجرى أحكام الدنيا على أحد وقعت منه الموالاة للمشركين قبل أن يستنطق ، فإن أقر بإتباع دينهم فهو مرتد ، وإلا فهو عاصٍ ، لأنه قد يكون متأولاً ، أو مكروهاً ، أو لحاجة - خاصة - دفعته ، أو لإتقاء شرهم ، وإن كان الكفر يقع فى القلب والعمل والقول ... فالإيمان لا يستقر فى وسط القلب إلا بيقين ، والكفر لا يقع من مسلم إلا بيقين ، لذلك لابد من المقال لتبيين فعل الحال ، كما أظهرت لذلك قصة" حاطب بن أبى
    بلتعة
    " - رضى الله تعلى عنه - التي أبانت الفرق بين التولى و الموالاة ، حيث أرسل للمشركين بخبر غزوة النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - وسأله - عليه الصلاة والسلام - وقال:" ما حملك على فعل هذا ؟؟" فقال "حاطب":" ما فعلته شاكاً فى الإسلام ............" (الحديث) فبين - عليه الصلاة والسلام - أن إقامة الأحكام على المقال لا على الحال، وهذا عمل من "حاطب" يترتب
    على فعله ضرر على المسلمين
    - لو تم ذلك - ومع هذا حـكـم - صلى الله عليه وسلم - على مقاله وليس على عمله !!
    وأبانت القصـة - أيضاً - بأن الحـكـم على قلوب الناس وباطنهم أمر ترفضه الشريعة حيث الأحكام تطرح الظنون كما قال - عليه الصلاة والسلام - :" لم أؤمر بأن أنقب على قلوب الناس ولا أن أشق بطونهم ".
    وما ورد عن مجدد الدعوة الإمام "محمد بن عبدالوهاب" - رحمه الله - أن مظاهرة المشركين من نواقض الإسلام ، فهى على تفصيل السلف الصالح ، إذا كانت عن عـقيـدة ، فقوله فى الناقض الثامن ( مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ) ، والدليل قوله تعالى فى سورة "المائدة "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فقد أوعز إلى الدليل فى هذه الآية ، وتفصيلها الذى سقناه إليكم - رحم الله الجميع- أ.هـ بتصرف من كتاب "الدامغة لمقالات المارقة دعاة التكفير والتفجير" للشيخ "موسى بن عبدالله أل عبدالعزيز" وفقه الله - قلت ونقلنا فى الصفحة الثامنة يبين بما لا يدع مجالاً للشك أن الإمام محمد بن عبدالوهاب فى قضية الموالاة على التفصيل وأن من يحتج بناقضه الثامن على التكفير بمطلق الموالاة فقد صرح بإنه من أعداءه -
    والآن وقبل التطرق إلى وقفتنا الرابعة ... أخبرنا يا شيخ "حسان" إن لم يكن هذا هو فهم الخوارج ففهم من ؟!
    نطالبك بالعودة تعبداً لله جل وعلى وحتى تكون عوناً لإخوانك السلفيين على أهل الأهواء
    [يتبع]
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (12)قال شيخنا أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد حفظه الله وفي هذا الإقحام أمرين الأول عدم الأمانة العلمية في التصرف دون الإشارة الثاني إنكار محمد حسان على محمد نعيم هذا الإطلاق وإتيانه بـ"أو نقصه " الدالة على التفصيل موافقة منه لنا فيالإنكار ومتابعة منه لمنهج السلف الذي نتشرف بالانتساب إليه والدفاع عنه

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.04.24 19:15