خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( السلطان وعظيم حاجته للرحمن )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( السلطان وعظيم حاجته للرحمن )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 31.12.08 11:02

    ماذا قال شيخ الإسلام للسلطان لما نادى يا خالد بن الوليد!

    فاصل

    "ولما جاء السلطان إلى شقحب والخليفة لأقاهما إلى قرن الحرة

    وجعل يثبتهما

    فلما رأى السلطان كثرة التتر قال :

    يا خالد بن الوليد!

    قال:

    قل يا مالك يوم الدين

    إياك نعبد وإياك نستعين!

    وقال للسلطان:

    اثبت فأنت منصور ،

    فقال له بعض الأمراء :

    قل : إن شاء الله!

    فقال : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.

    فكان كما قال".

    فاصل

    التعليق:

    موقف يقدر قدره من عرف السبيل الذي به يستنزل النصر!

    ويراه موقفاً هامشياً من لم يقدر الله قدره!


    والنقل
    لطفــــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( السلطان وعظيم حاجته للرحمن )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 31.12.08 11:22

    فاصل

    جزاك الله خيرا ، كيف تحقيقا لا تعليقا ؟

    فاصل

    الأخ الفاضل:

    التعليق يراد به ترتيب وقوع شيء أو عدمه على شيء آخر بعبارة أخرى ربط شيء بشيء، فإن قلت أنتم منصرون إن شاء الله وأردت بها التعليق
    فالمعنى أنتم منصرون إذا شاء الله نصركم، وهذا يقتضي شكك في النصر.


    أما إذا أردت التحقيق فالمعنى أنتم منصورون بمشيئة الله.


    وفي مثل هذا التركيب يكون معنى إن شاء الله: إذ شاء الله، أو بمشيئة الله، ويكون الغرض من التركيب التأكيد. وهذا يقال فيما جزم به.

    ومن أمثلته قول الله تعالى: (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) فذكر المشيئة تحقيقاً ولا يتطرق الشك إلى علمه سبحانه.

    والمقبل على عمل أحد رجلين:

    إما جازم على الفعل غير متردد فيه فهو فاعل بكل حال، كأن تتهيأ للخروج من أجل غرض لابد منه وتقول أنا خارج من المنزل إن شاء الله
    فمثل هذا تحقيق، أي بمشيئة الله أخرج، الغرض منه التأكيد.

    أما فائدته فالنأي عن التألي على الله عز وجل.

    أما فائدة التعليق

    فتظهر في مسائل كثيرة منها الحنث إذا أقسم على أمر علق فيه الوقوع بالمشيئة فمثل هذا هل تلزمه كفارة أو لا الصحيح لا

    وكذلك لو علق الطلاق فقال هي طالق إن شاء الله، فإن طلق بعدها وقع الطلاق وإلا لا

    بخلاف ما لو قال: هي طالق إن شاء الله ويريد به التحقيق فتطلق في الحال، وهذا على اختيار شيخ الإسلام.



    وقد كان ظنه رحمه الله مبني على علم وفقه بمعنى شهادة التوحيد وأثرها.

    فهي المعنى الذي من أجله يقاتل: لتكون كلمة الله هي العليا، فذاك الذي في سبيل الله وما عداه هباء.

    ومن جاهد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فجدير بأن يتعجل نصره.

    ولهذا ذكر شيخ الإسلام شأن التتار أول مقدمهم، وكيف أن قتالهم لم يكن مشروعاً، ثم لما تغيرت الحال وتحقق التوحيد وصلح الاعتقاد

    وكان أهل الإسلام جديرون بالنصر نصروا نصراً عزيزياً.

    قال رحمه الله ورضي عنه:

    "حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم وقال بعض الشعراء:

    يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر
    عوذوا بقبر أبي عمر ... ينجيكم من الضرر

    فقلت لهم هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد!
    فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك ولحكمة الله عز وجل في ذلك.

    ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله
    ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال، فلا يكون فيه ثواب الدنيا، ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا.
    وإن كثيراً من المقاتلين الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً أجروا على نياتهم.

    فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل، والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا إياه، لا يستغيثون بملك مقرب، ولا نبي مرسل

    كما قال تعالى يوم بدر:
    (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم)

    وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم بدر يقول: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث

    وفي لفظ:
    أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك.

    فلما أصلح الناس أمورهم، وصدقوا في الاستغاثة بربهم، نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً

    لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما لم يكن قبل ذلك

    فإن الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".

    فهل الأمة أهلاً اليوم لأن تنصر؟


    نسأل الله أن يتدراكنا برحمته وفضله.


    فاصل

    بارك الله في أخينا الشيخ همام.
    السؤال:
    فضيلة الشيخ: ما رأيكم في قول القائل: أنا صائم إن شاء الله، أو أنا مؤمن إن شاء الله، وقوله كذلك: سوف آتيك غداً إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً؟

    الجواب:
    [ أما من قال: أنا صائم إن شاء الله، أو أنا مؤمن إن شاء الله، فإذا كان قصد بذلك التبرك بذكر المشيئة فلا بأس، ولا ينقص من إيمانه شيء، ولا من صيامه شيء، وكذلك إذا قصد بقوله: إن شاء الله التعليل يعني: أني صائم بمشيئة الله، أو أني مؤمن بمشيئة الله، فلا بأس أيضاً؛ لأن التعليل بالمشيئة ثابت حتى في الأمور المتيقنة

    ألا ترى إلى قول الله تعالى: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [الفتح:27] مع أن هذا خبر مؤكد من الله، ومع هذا علق بالمشيئة

    ألا ترى إلى قول من يزور المقابر: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) ومعلوم أن الإنسان سوف يلحق بكل تأكيد

    لكن هذا من باب التعليل بالمشيئة. فإذا قصد التبرك فهذا جائز، أو التعليل بالمشيئة فهذا أيضاً جائز

    أما إذا قال: إن شاء الله متردداً في ذلك فإنه ليس بمؤمن؛ لأن الإيمان لا بد فيه من الجزم، فلو قال: أنا مؤمن إن شاء الله متردداً في ذلك فهو لم يؤمن ويعتبر كافراً؛ لأن الواجب الجزم بالإيمان

    وكذلك أيضاً يقال في الصيام: إذا كان متردداً فإن صومه لا يصح، أما إذا ذكر ذلك على سبيل التبرك أو على سبيل التعليل بالمشيئة فهذا لا بأس به.

    السائل:
    قوله: سوف آتيك غداً إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً؟

    الشيخ:
    هذا أيضاً لا ينبغي، بل لو شئت لقلت: إن هذا داخل في النهي وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:23-24]

    وهو إذا قال: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً لم يستفد من قوله: إن شاء الله شيئاً، ما دام أنه جزم

    وهذا من آداب الله عز وجل التي أدب بها العباد ألا يجزمن الإنسان على شيء في المستقبل، لا يقل: سآتي غداً حتماً سيكون؛ لأن الأمر بيد الله، أما من أخبر عما في ضميره أنه عازم على الإتيان غداً فهنا لا يحتاج إلى ذكر المشيئة؛ لأنه يخبر عن أمر واقع، والإخبار عن أمر واقع لا يحتاج إلى القرن بالمشيئة، فإذا قال إنسان: أتزورني غداً؟

    قلت:
    نعم، تريد أن تخبر عما في نفسك من أنك عازم على الزيارة هذا لا بأس به؛ لأن العزم قد حصل

    أما إذا قلت: نعم يعني: تريد أن يتحقق هذا بالفعل فلا ، وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
    [الكهف:23-24].

    السائل:
    وقول شيخ الإسلام؟

    الشيخ:
    شيخ الإسلام قصده تشجيع الجند على الإقدام ].

    " لقاء الباب المفتوح " شريط (76) وجه ب.

    قال شيخنا الفقيه حمد الحمد في " كتاب الطلاق " من " الزاد " :

    [ وفصَّل شيخ الإسلام تفصيلاً حسناً في هذه المسألة فقال: إن كان تعليقاً فلا يقع ، وإن كان تحقيقاً أو تأكيداً فإنه يقع ، فإذا قال ذلك تعليقاً أي علقه على مشيئة الله المستقلة فلا تطلق عليه ؛ لأن الله لا يشاؤه في الواقع وقوعاً حتى يتكلم به هذا المكلف ، فلا يقال إن الله شاء الطلاق لفلانة من فلان إلا أن يكون قد وقع وحدث

    وعليه فإذا قال لها "أنت طالق إن شاء الله " فلا تطلق حتى يقول لها بعد ذلك: " أنت طالق "

    وأما إن كان تحقيقاً أو تأكيداً بمعنى قال: " إن شاء الله" يحقق قوله أي قد وقع قوله وشاءه الله عز وجل فهذا هو التحقيق ، أو تأكيداً كأن يقول: " إن شاء الله " مؤكداً للطلاق مثبتاً له ] .

    أخي الشيخ هماما :

    عند تأمل كلام الشيخين وجدت :

    1-
    ذم استخدام هذه الكلمة " إن شاء الله تحقيقا " كما هو ظاهر كلام الشيخ ابن عثيمين .
    2-
    الفرق بين التوكيد والتحقيق .
    3-
    معنى "... إن شاء الله محلقين ...".

    فتأمل .


    فاصل
    شكر الله لك لعل لما قلت وجه، وأختصر التعقيب حتى لا يخرج الموضوع عن المراد به في عنوانه.

    والكلام على مسألتين؛ احتمال توجيه كلام المشايخ، أو عرض تقريراتهم على تحقيقات غيرهم من أهل العلم، والذي يظهر باختصار:


    1- كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه ليس بظاهر في الذم مطلقاً بل فيه تفصيل ولم يذم استخدامها مطلقاً وإنما ذهب إلى أنه لا فائدة فيه، إذا كان جازماً مخبراً عما في ضميره مما عزم به

    وفي هذا بحث أعني عدم الفائدة فقد قرر -رحمه الله- في أول الكلام أنه لابأس به إن كان قصده منه التعليل أو التبرك، مع أن في هذا بحث أيضاً

    لكن القصد من التذكير به توجيه قوله: "هذا أيضاً لا ينبغي"، فيحمل على ما فصله في شأن غير الجازم بما في ضميره. وإن لم يرتض هذا التوجيه، فالقصد منه حمل كلام شيخنا محملاً حسناً بدلالة أول كلامه، وإلاّ فليراجع في جواز القطع ببعض الأمور ما قرره شيخ الإسلام في غير موضع

    ومنها ما في الفتاوى 3/289-290

    ليعلم أنه قد ينبغي بل قد يجب.

    2- أما الفرق بين التوكيد والتحقيق فكذلك قد يفهم من كلام الشيخ الحمد، وقد يقال إنما أراد تنويع العبارة للإفهام

    وأياً ما كان قول الشيخ حفظه الله، فالصحيح أن التحقيق فيه معنى التوكيد، فالتحقيق تفعيل من حقق، كالتقطيع من قطع، والتركيب من ركب

    والذي يزعم أنه فاعل ويزعم أنهم محقق فهو مؤكد لزعمه أو عزمه، ثم قد يتضمن التحقيق مع التوكيد معنى آخر وذلك بحسب المُحَقق به فقد يكون التحقيق بالمشية أو بقد أو إن أو التكرار أو غير ذلك فإن كان بالمشيئة فكما علقت سابقاً قد يريد به إذ شاء الله، فهو يخبر عن مشيئة الله

    وهذا متجه في كثير من القطعيات، كأن يقول لا يغفر الله لمن مات مصراً على سب الأنبياء إذ شاء الله، وقد يأتي لمعان أخر كما أشرت

    وقد ذهب الشيخ العلامة ابن عثيمين في الجواب الآنف إلى أن منها التبرك، وليس قصده التبرك بذكر المشيئة مجردة، فهي مشروعة لمعنى، كما يقال في التبرك بالبداءة بالبسملة فلا يعني هذا أنه ليس فيها من معاني الاستعانة وغيرها ما فيها، فلا تنافي، بل التبرك بقول إن شاء الله لا يشرع إلاّ لمعنى، وإلاّ فليس ممن الذكر المشروع أن يردد المرء إن شاء الله في غير سياق يفيد معنى.

    3- أما معنى " إن شاء الله محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون"، فقد تكلم فيه شيخ الإسلام في مواضع وناقش توجيهات من وجهها على غير ما ذكرت سابقاً فليراجع كلامه وهو منسجم مع ما ذكرت يؤيد ما ذكرته به.

    والله أعلم.


    المصدر السابق

      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 7:57