خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ما هو موقف السلفية من الإمامة والبيعة وموقف الدعوات الحزبية الأخرى ؟ (الحلقة الأولى)

    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية ما هو موقف السلفية من الإمامة والبيعة وموقف الدعوات الحزبية الأخرى ؟ (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 13:33

    كتبه
    أبو مريم أيمن بن دياب بن محمود العابديني
    غفر الله له ولوالديه ومشائخه
    س8:ما هو موقف السلفية من الإمامة والبيعة وموقف الدعوات الحزبية الأخرى ؟
    أقول والله المستعان وعليه التكلان أن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلي تفصيل لذا أقول:
    اعلموا رحمنا الله وإياكم: أن أهل البدع والضلال من الخوارج، والروافض والمعتزلة قد اجتهدوا أن يدخلوا على أهل السنة والجماعة شيئاً من بدعهم وضلالهم فلم يقدروا على ذلك، لذب أهل العلم ودفع الباطل، حتى ظفروا بقوم في آخر الوقت من تصدى للعلم ولا علم له ولا فهم، ويستنكف ويتكبر أن يتفهم وأن يتعلم؛ لأنه قد صار متصدراً معلماً بزعمه، فيرى بجهله أن عليه في ذلك عاراً وغضاضة، وكان ذلك منه سبباً إلى ضلاله وضلال جماعته من الأمة([1]).
    ولما كان موضوع ( الإمامة والبيعة ) من أهم الأمور وأخطرها لأنه الحارس لهذا الدين ، واليد الطولى لنشره والذود عن حماه من عبث العابثين وطمع الطامعين ، إذ لا بد لكافتهم من إمام ينفذ أحكامهم ويقيم حدودهم ويحفظ بيضتهم ويحرس حوزتهم ويعبي جيوشهم ويقسم غنائمهم وصدقاتهم ويتحاكموا إليه في خصوماتهم ومناكحاتهم ويراعي فيه أمور الجمع والأعياد وينصف المظلوم وينتصف من الظالم وينصب القضاة والولاة في كل ناحية ويبعث القراءة والدعاة إلى كل طرف وأما العلم والمعرفة والهداية فهي حاصلة للعقلاء بنظرهم الثاقب وفكرهم الصائب ومن زاغ عن الحق وضل عن سواء السبيل فعلى الإمام تنبيهه على وجه الخطأ وإرشاده إلى الهدى فإن عاد وإلا فينصب القتال ويطهر الأرض عن البدعة والضلال بالسيف الذي هو بارق سطوة الله تعالى وشهاب نقمته وعقبة عقابه وعذبة عذابه.
    فقد كان لهذا الموضوع وافر الحظ والنصيب من الإضلال والتضليل منذ أول عصر خروج هذه الفرق وإلى يومنا هذا.
    بل استخدموا بعض أدعياء العلم والدين ، كما انضمت إليهم طوائف من المتطوعين المنتسبين للإسلام . فهرعت الأقلام لتكتب عن نظام الحكم في الإسلام ، فهناك من أنكر أن يكون في الإسلام نظام حكم ، أو أنه يدعو إلى إقامة دولة إسلامية ، وآخر لم يمانع من أن يكون الشعب مسلمًا والحكومة لا دينية ([2]) ، ومنهم من قال بأن قيام حكومة إسلامية في هذا العصر من المستحيلات ( فمن ينظر في كتب الشريعة الأصلية بعين البصيرة والحذق ، يجد أنه من غير المعقول أن تضع قانونًا أو كتابًا أو مبدأ في القرن الثاني من الهجرة ، ثم تجيء بعد ذلك لتطبق هذا القانون سنة 1354 هـ ([3]) ) .
    ويقول آخر:(إن قيام نظام الخلافة بالشروط وبالصورة التي بينها رجال الفقه الإسلامي يعد - في عصرنا هذا - شأنه شأن الإجماع ضربًا من ضروب المحال ([4])).
    وأحد الدعاة إلى الوحدة الإسلامية يقول:(إننا لا نرى أن تكون الوحدة قائمة على دولة واحدة لها حكومة مسيطرة على المسلمين([5]))، ويقول:(إن الوحدة التي نبتغيها لا تمس سلطانًا - أي سلطان - يقوم بالحق .. ولا تمس شكل الحكم في أي إقليم إسلامي)([6]).
    أما عقلاء هؤلاء - إن كان لهم عقلاء - فقالوا : لا. إنكم قد أبعدتم النجعة ، وافتريتم على الإسلام ، فالإسلام له نظام حكم ، ودعا إلى إقامة دولة ، فنحن معشر المسلمين سبقنا الغرب إلى الديمقراطية([7])، فنظام الحكم في الإسلام هو الديمقراطية ، بل إن الإسلام هو ( أبو الديمقراطيات ).
    وقابلهم الآخرون فقالوا : لا بل أنتم مخطئون ، فنظام الحكم في الإسلام هو الاشتراكية ، وامتلأت المكتبات والمؤلفات بالحديث عن ديمقراطية الإسلام واشتراكيته([8]).
    أولاً:التعريف اللغوي:الإمامة في اللغة مصدر من الفعل ( أمَّ ) تقول : ( أمَّهم وأمَّ بهم : تقدمهم ، وهي الإمامة ، والإمام : كل ما ائتم به من رئيس أو غيره ) ([9]) .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]
    )) الإنصاف للباقلاني - (ج 1 / ص 23).
    ([2]) ينقل مصطفى صبري عن شيخ الأزهر - المراغي - قوله : ( بأن في إمكان أي حكومة إسلامية أن تخرج من دينها فتصبح حكومة لا دينية ، وليس في هذا مانع مع أن يبقى الشعب على إسلامه ، كما هو الحال في تركيا الجديدة ) . موقف العقل والعلم والدين (4/285) .
    ([3]) موقف العقل والعلم والدين (4/359)( الهامش ) من كلام الشيخ المراغي مع وفد الشبان العراقيين المنشور في جريدة الأهرام فبراير 1936 م .
    ([4]) مبادئ نظام الحكم في الإسلام لعبد الحميد متولي ص 162 ، ط . ثانية .
    ([5]) الوحدة الإسلامية لأبي زهرة (ص 251) ، ط . ثانية 1397 هـ . ن . دار الفكر .
    ([6]) الوحدة الإسلامية لأبي زهرة (ص 252) ، ط . ثانية 1397 هـ . ن - دار الفكر .
    ([7]) إسلام بلا مذاهب لمصطفى الشكعة (ص 57) . ط . رابعة . ن . دار النهضة المصرية .
    [8]
    ))نقلاً عن "الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة "(ص7ـ10) لعبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، ونهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني- (ج 1 / ص 168)بتصرف.
    ([9]) القاموس المحيط للفيروز آبادي : مجد الدين محمد بن يعقوب (4/78) . ن . دار الجيل : بيروت .


    عدل سابقا من قبل الشيخ أبو مريم العابديني في 17.12.08 13:42 عدل 1 مرات
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: ما هو موقف السلفية من الإمامة والبيعة وموقف الدعوات الحزبية الأخرى ؟ (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 13:40

    ويقول ابن منظور-رحمه الله-:( الإمام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين .. والجمع : أئمة ، وإمام كل شيء قيَّمه والمصلح له ، والقرآن إمام المسلمين ، وسيدنا محمد رسول الله e إمام الأئمة ، والخليفة إمام الرعية ، وأممت القوم في الصلاة إمامة ، وائتم به : اقتدي به .
    والإمام : المثال ، وإمام الغلام في المكتب ما يتعلمه كل يوم ، وإمام المثال ما امتثل عليه ، والإمام : الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيبنى عليه ويسوى عليه ساف البناء .. ) أ . هـ ([1]) .
    وقال صاحب تاج العروس:(والإمام : الطريق الواسع ، وبه فُسِّر قوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ﴾ ([2]) أي : بطريق يُؤم ، أي : يقصد فيتميز قال:(والخليفة إمام الرعية ، قال أبو بكر : يقال فلان إمام القوم معناه : هو المتقدم عليهم ، ويكون الإمام رئيسًا كقولك : إمام المسلمين ) ، قال:(والدليل : إمام السفر ، والحادي : إمام الإبل ، وإن كان وراءها لأنه الهادي لها .. ) أ . هـ ([3]) .
    وقال الجوهري في الصحاح:(الأمُّ بالفتح القصد ، يقال : أَمّه وأممه وتأممه إذا قصده ) ([4]) . إلى غير ذلك من المعاني المقاربة .
    ومن جميع ما سبق نلاحظ تقارب مدلول هذه الألفاظ عند أصحاب اللغة .
    ثانياً:التعريف الاصطلاحي:أما من حيث الاصطلاح : فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات ، وهي وإن - اختلفت في الألفاظ فهي متقاربة في المعاني ، ومن هذه التعريفات ما يلي
    (1) ما ذكره الماوردي-رحمه الله-حيث قال:(الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ) أ . هـ ([5]).
    (2) ويقول إمام الحرمين الجويني-رحمه الله-:( الإمامة رياسة تامة ، وزعامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا )أ.هـ ([6]).
    (3) وعرفها النسفي-رحمه الله- في عقائده بقوله:(نيابة عن الرسول عليه السلام في إقامة الدين بحيث يجب على كافة الأمم الإتباع ) ([7]).
    (4) ويقول صاحب المواقف-رحمه الله-:(هي خلافة الرسول e في إقامة الدين بحيث يجب إتباعه على كافة الأمة ) ([8]).
    (5) أما العلامة ابن خلدون-رحمه الله-فيعرفها بقوله:(هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها ، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة ، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به ) أ . هـ ([9]) .
    (6) ويقول الأستاذ محمد نجيب المطيعي-رحمه الله-:(المراد بها - أي الإمامة الرئاسة العامة في شؤون الدنيا والدين ) ([10]) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ([1]) لسان العرب لابن منظور : جمال الدين محمد بن مكرم (12/24) مادة ( أمم ) . ن . دار صادر ودار بيروت - بيروت ط . 1388 هـ .
    ([2]) سورة الحجر آية 79 .
    ([3]) تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد مرتضي الزبيدي (8/193) . ن . دار مكتبة الحياة : بيروت لبنان .
    ([4]) تاج اللغة وصحاح العربية لإسماعيل بن حماد الجوهري (5/1865) تحقيق أحمد عبد الغفور عطار . ط . ثانية 1399 هـ . ن . دار العلم للملايين : بيروت .
    ([5]) الأحكام السلطانية لعلي بن محمد الماوردي (ص 5) الثالثة 1393 هـ . ن . شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي - القاهرة .
    ([6]) غياث الأمم في التياث الظلم لأبي المعالي الجويني (ص 15) . ط . أولى 1400 هـ . ن . دار الدعوة الإسكندرية تحقيق د . مصطفى الحيني . د . فؤاد عبد المنعم .
    ([7]) العقائد النسفية (ص 179) ط . 1326 هـ . ن . شركة صحافة عثمانية .
    ([8]) المواقف للإيجي (ص 395) ط . بدون : ت . بدون : ن . عالم الكتب بيروت .
    ([9]) المقدمة للعلامة ابن خلدون (ص 190) . ط . الرابعة 1398 هـ . ن . دار الباز للنشر والتوزيع . مكة .
    ([10])المجموع شرح المهذب للنووي . التكملة لمحمد نجيب المطيعي (ج5) من التكملة والسابع عشر من المجموع (ص 517).ن. زكريا علي يوسف.
    avatar
    الشيخ أبو مريم العابديني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 173
    العمر : 49
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 06/08/2008

    الملفات الصوتية رد: ما هو موقف السلفية من الإمامة والبيعة وموقف الدعوات الحزبية الأخرى ؟ (الحلقة الأولى)

    مُساهمة من طرف الشيخ أبو مريم العابديني 17.12.08 13:44

    إلى غير ذلك من التعريفات التي تدور حول هذه المعاني .
    التعريف المختار:والمختار من هذه التعريفات ما ذكره ابن خلدون-رحمه الله- لأنه الجامع المانع ، وبيان ذلك أنه في قوله : (حمل الكافة ) يخرج به ولايات الأمراء والقضاة وغيرهم ، لأن لكل منهم حدوده الخاصة به وصلاحيته المقيدة ، وفي قوله : ( وعلى مقتضى النظر الشرعي ) قيد لسلطته ، فالإمام يجب أن تكون سلطاته مقيدة بموافقة الشريعة الإسلامية ، وفيه أيضًا وجوب سياسة الدنيا بالدين لا بالأهواء والشهوات والمصالح الفردية ، وهذا القيد يخرج به الملك .
    وفي قوله:(في مصالحهم الأخروية والدنيوية ) تبيين لشمول مسؤولية الإمام لمصالح الدين والدنيا لا الاقتصار على طرف دون الآخر.

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.04.24 18:19