خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون "

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون "

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.12.08 12:41

    يقول العلامة السعدي

    رحمه الله تعالى - في التفسير - :



    " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا "

    فينظرون إلى الأسباب

    ويجزمون بوقوع الأمر الذي في رأيهم انعقدت أسباب وجوده

    ويتيقنون عدم الأمر الذي لم يشاهدوا له من الأسباب المقتضية لوجوده شيئا

    فهم واقفون مع الأسباب

    غير ناظرين إلى مسببها

    المتصرف فيها .




    " وهم عن الآخرة هم غافلون "

    قد توجهت قلوبهم وأهواؤهم وإراداتهم إلى الدنيا وشهواتها وحطامها

    فعملت لها وسعت ، وأقبلت بها وأدبرت

    وغفلت عن الآخرة .

    فلا الجنة تشتاق إليها ، ولا النار تخافها ونخشاها

    ولا المقام بين يدي الله ولقائه يروعها ويزعجها

    وهذا علامة الشقاء ، وعنوان الغفلة عن الآخرة .


    ومن العجب

    أن هذا القسم من الناس

    قد بلغت بكثير منهم الفطنة والذكاء في ظاهر الدنيا إلى أمر يحير العقول ويدهش الألباب .

    وأظهروا من العجائب الذرية والكهربائية والمراكب البرية والبحرية والهوائية ما فاقوا به وبرزوا

    وأعجبوا بعقولهم

    ورأوا غيرهم عاجزا عما أقدرهم الله عليه .


    فنظروا إليهم بعين الاحتقار والازدراء

    وهم مع ذلك

    أبلد الناس في أمر دينهم
    و
    أشدهم غفلة عن آخرتهم
    و
    أقلهم معرفة بالعواقب .

    قد رآهم أهل البصائر النافذة ، في جهلهم يتخبطون ، وفي ضلالهم يعمهون ، وفي باطلهم يترددون .

    نسوا الله ، فأنساهم أنفسهم

    أولئك هم الفاسقون .


    ولو نظروا إلى ما أعطاهم الله وأقدرهم عليه

    من الأفكار الدقيقة في الدنيا وظاهرها ، وما حرموا من العقل العالي

    لعرفوا أن الأمر لله

    والحكم له في عباده

    وإن هو إلا توفيقه أو خذلانه

    ولخافوا ربهم وسألوه أن يتم لهم ما وهبهم

    من نور العقول والإيمان ، حتى يصلوا إليه ، ويحلوا بساحته .


    وهذه الأمور لو قارنها الإيمان ، وبنيت عليه ، لأثمرت الرقي العالي ، والحياة الطيبة .

    ولكنها لما بنى كثير منها على الإلحاد ، لم تثمر إلا هبوط الأخلاق ، وأسباب الفناء والتدبير .

    انتهى .


    والنقل
    لطفــــــــــــــاً .. من هنـــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 11.05.24 22:01