خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هذا تفريغ لكلمة شيخنا ـ عببد الحميد الجهني ـ حفظه الله0

    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية هذا تفريغ لكلمة شيخنا ـ عببد الحميد الجهني ـ حفظه الله0

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 22.11.08 17:16

    --------------------------------------------------------------------------------

    هذا تفريغ لكلمة شيخنا ـ عببد الحميد الجهني ـ حفظه الله0
    قال وفقه الله :
    " يقول السائل ، حديث صاحب البطاقة التي طاشت بالسجلات هل تدل على أن التوحيد وحده ينفع بدون عمل معه ؟
    لا ، حديث صاحب البطاقة ليس فيه حجة لمن قال إن تارك العمل بالكلية ينجو،لابد من بالعمل ، فكلمة لا إله إلا الله وحدها ما تنفع إذا لم تقترن بالعمل ، هذا الذي عليه السلف ، ولذلك السلف قالوا الإيمان قول وعمل ، لابد من العمل،
    أما حديث الشفاعة يخرج الله من النار أناسا لم يعملوا خيرا قط ، فهذا الحديث احتج به بعض العلماء المتأخرين بأن تارك العمل بالكلية ينجو ويخرج من النار، وهذا فيه نظر من وجهين
    الوجه الأول : أنهم ليس لهم سلف في هذا
    الإستدلال ، بمعنى أنه لم يستدل أحد من الأئمة بهذا الحديث على هذه المسألة ، وأظن أن هذا يكفي طالب العلم ، يكفي طالب العلم أن العلماء المعاصرين الذين احتجوا بهذه اللفظة على نجاة من ترك العمل بالكلية الذي لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي .. تارك العمل ، نعوذ بالله ، العلماء الذين احتجوا بهذه اللفظة على نجاة تارك العمل بالكلية ليس لهم سلف ، ما فيه سلف لهم بهذا الإستدلال هذا استدلال عصري حادث
    والعالم مهما بلغ من العلم والمنزلة يؤخذ من قوله ويرد عليه،
    العالم يا إخواني ليس نبيا ، كل ما يقول نأخذ به ، العالم كما قال مالك رحمه الله ، مالك هو الذي وضع القاعدة السلفية ، ومالك رحمه الله أخذها من النصوص العامة في الشريعة قال : كل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر، أشار إلى النبي عليه الصلاة والسلام
    فهذا الاستدلال يا إخواني ينبغي أن ينتبه له طالب العلم هذا استدلال عصري ، ما استدل الأئمة الأولون بهذا الحديث على هذه المسألة ، هذا أولا
    ثانيا : قد يقول قائل من طلاب العلم يمكن أنهم استدلوا به ولم يبلغنا ، أو يمكن للأئمة الأولين أنهم ما وقفوا على هذه اللفظة ما وقفوا عليها ما عرفوها ولو وقفوا عليها ربما استدلوا بها،
    الجواب : أما كلمة أنهم لم يقفوا عليها فهذا بعيد ويا سبحان الله ! ما هذا الكلام ؟ أيقف المعاصرون والمتأخرون على علم لم يقف عليه الأولون ؟ هذا ممكن ؟ مستحيل أبدا ، هذا جواب عام ،أما الجواب التفصيلي ،
    فإن الأئمة الأولين وقفوا على هذه اللفظة وتأملوا ما فيها وعرفوا أن هذه اللفظة قد يحتج بها بعض الناس على نجاة من يترك العمل بالكلية ، الأئمة رحمة الله عليهم الأئمة الأولون ما تركوا لنا شيئا هذه اللفظة وقفوا عليها وعرفوا ما فيها ، ولكن هل احتجوا بها أم أجابوا عنها ؟ ، هذا السؤال ، الجواب : أجابوا عنها ما احتجوا بها، أجابوا عنها ، فإن قلت لي من من الأئمة الأولين وقف على هذه اللفظة وأجاب عنها ، ما احتج بها ؟
    أقول لك إمام الأئمة ، الذي كان يسمى بإمام الأئمة وهو الإمام محمد ابن خزيمة رحمه الله صاحب الصحيح وهذا الرجل أحد أئمة السنة في عصره وهو امتداد لمدرسة أحمد ابن حنبل ، الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله ،
    وقف على هذه اللفظة وأجاب عنها وقال ليس المقصود هنا لم يعملوا خيرا قط أنهم لم يعملوا خيرا قط بالكلية النفي المطلق
    قال هذا على طريقة العرب أو كما تقول العرب لمن فعل شيئا ولم يكمله أو ما أحسن فيه ، أنهم يقولون فلان لم يصنع شيئا، فلان لم يصنع شيئا ، وهو قد صنع ولكنه أساء أو أنه أنقص، هذا ـ معروف ـ في لغة العرب ، فلان لم يصنع شيئا ،
    فمحمد ابن خزيمة رحمه الله أجاب عن هذه اللفظة بهذا الجواب فكفانا مئونة الرد ، لو نرجع إلى علمائنا الأولين لتبينت لنا هذه المسائل
    فإن فال قائل ابن خزيمة يحتاج كلامه هذا إلى دليل إلى أن يدعم كلامه ؟
    نقول موجود في الأدلة ما يدعم كلامه رحمه الله وهو حديث الذي قتل تسعة وتسعين رجلا وأكمل المئة تعرفون الحديث ، هذا الرجل جاء إلى العالم وسأله ، قال له هل لي من توبة ، قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة هو قد قتل مئة رجل ، قتل مئة نفس ، ولكن أنت بأرض سوء وإن في أرض كذا وكذا أناس صالحون إذهب واعبد الله معهم ، الرجل تحرك في وسط الطريق حضرته الوفات في وسط الطريق فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ملائكة العذاب تقول لم يعمل خيرا قط ، ملائكة الرحمة تقول الرجل جاء إلى الله تائبا
    الشاهد في الكلام انتبه له ، قول الملائكة لم يعمل خيرا قط
    الجواب : هل هذا الرجل لم يعمل خيرا قط ؟ لا ، أولا أنه تاب، هذا عمل
    ثانيا أنه هاجر، هذا عمل ، والملائكة ملائكة الرحمة قالت جاء إلى الله تائبا فالرجل عمل خيرا ولكن المقصود أن هذا الخير الذي عمله قليل جدا نذر يسير ولذلك يصح نفيه ، صح نفيه ، ولكن الله سبحانه وتعالى من رحمته أنه قال لأرض السوء تباعدي وقال لأرض الخير تقاربي فأخذته ملائكة الرحمة وهذا مصداق قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي ، قول النبي عن ربه سبحانه وتعالى سبقت رحمتي غضبي
    فرحمت الله سبقت غضبه أو سبقت غضبه
    فحديث البطاقة يا أخى ليس فيه حجة وقلنا لكم الإحتجاج إنما هو بحديث الشفاعة لم يعملوا خيرا قط وهذا الجواب عليه والله أعلم
    وكذلك أيضا الإحتجاج بهذا الحديث ، كما أن الإحتجاج بهذا الحديث على أن تارك الصلاة ليس كافرا أيضا فيه نظر
    من أين ؟ يؤخذ من الكلام السابق أن العلماء الأولين الأئمة الذين بحثوا في هذه المسألة ما أدخلوا هذا الحديث في البحث ، وإنما بحثوا في أدلة أخرى
    والله أعلم اهــ
    جزى الله خيرا شيخنا على هذا البيان الشافي الكافي
    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية رد: هذا تفريغ لكلمة شيخنا ـ عببد الحميد الجهني ـ حفظه الله0

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 22.11.08 17:21

    --------------------------------------------------------------------------------

    وهذا بعض ما استحضرته لعل الشيخ يطلع عليه فيفيدنا بصحته
    ويصوبنا إذا أخطأنا

    ما ذكر الشيخ حفظه الرحمن من أن العرب تستعمل هذا الأسلوب فيمن يعمل عملا يقصر فيه فيقال لم يعمل شيئا قط
    فهذا يؤيده كذلك حديث ابن عباس عند البخاري ومسلم " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ "
    فأنكرت لما أساء معها مع أنه أحسن إليها الدهر
    ولعل هذا يرد فيما ذكره الشيخ من باب التأييد

    وكذلك حديث آخر وهو حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يُؤْتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيُصْبَغ في النار صبغة ثم يقال : يا بن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا ربِّ ، ويُؤْتَى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال : يا بن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك من شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا ربِّ ما رأيت بؤسا ولا مر بي من شدة قط »
    قال ابن عثيمين معلقا عليه : يعني أن أهل النار ينسون كل نعيم مر بهم في الدنيا ، وأهل الجنة ينسون كل بؤس مر بهم في الدنيا
    أهــ
    فهذا والله أعلم قوي في الإستدلال من حيث وروده على لغة العرب
    فذاك لم يعمل خيرا قط ولكنه عمل ما يحتقر فلا يذكر
    وهذه لم ترى من زوجها حسن قط لما أساء إليها وقد أحسن لها الدهر
    وهذا لم يرى نعيما قط بعد غمسه في النار وهو انعم اهل الارض
    وهذا لم يرى بأسا قط بعد غمسه في الجنة وهو اباس اهل الارض

    وثمة وجهة ثالثة للرد على احتجاجهم بحديث الشفاعة هذا : أنهم قالوا لم يعمل خيرا قط وهذا نكرة في سياق النفي فتعم جميع الأعمال
    قلنا لهم وأعمال القلوب ، أتقولون أنه يخرج من النار من خلى إيمانه من أعمال القلوب لعموم الحديث عندكم ؟
    لا شك أنهم يقولون لا ، لأن أعمال القلوب خصص بالإجماع
    قلنا إذا لا فكاك لكم إذ أن أعمال الجوارح كذلك تخصص بالإجماع
    لأن أهل السنة مجمعون أن الإيمان قول وعمل
    قول القلب وقول اللسان
    وعمل القلب وعمل الجوارح
    والله أعلى وأعلم

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 6:37