سؤال عاجل وهام @ حكم التنقيب عن الأثار واستخراجها وبيعها
الحمد لله
وبعد
فهذا السؤال عرض على وأريد معرفة المزيد عن حكمه الشرعى قبل الجواب
وهذه بعض التفاصيل عنه قد تخدم فى الموضوع
1- البدء بالتنقيب عن الأماكن التى توجد فيها مقابر الفراعنة
2- الإستعانة فى ذلك بالجن عن طريق ساحر وقد يكون نصرانى أو يهودى
3- التقرب للجن حارس المقبرة إما بالقرآن أو بأشياء كفرية
( حسب حالة الجنى والساحر)
4- يوجد بهذه المقابر ذهب خام وبازلت وزيبق واحجار جرانيت غالية الثمن قد تصل للمليارات
5- يباع هذا الزيبق للسحرة لأستخدامه فى أعمال السحر ولاعطاء الجان قوه
4- يوجد بهذه المقابر ذهب خام وبازلت وزيبق واحجار جرانيت غالية الثمن قد تصل للمليارات
5- يباع هذا الزيبق للسحرة لأستخدامه فى أعمال السحر ولاعطاء الجان قوه
(على حد قول السائل )
والسؤال
ما حكم هذا العمل
( أقصد التنقيب عن المقابر )
وما حكم المتاجرة فقط
(بيع هذه الأشياء وشراؤها)
صاحب البيت الذى توجد فيه المقبرة له حصة من الخارج
ما حكم هذا المال
وأحيانا يعرض عليه بيع البيت أو إيجاره لمدة محددة وهى مدة استخراج ما فى المقبرة
فما حكم هذا المال
ملحوظة
ما ذكرته حقيقى وواقع وليس خيال
أريد الحكم الشرعى فيه بشيئ من التفصيل
إن أمكن
وجزاكم الله خيرا
=======
أولا: إن أغلب هذه الأمور إنما تقوم على الخرافات والأساطير التي يبثها بعض من يتمعش منها على أنها حقيقة وعلى أن فلانا وجد كنزا في ذلك المكان
وأحيانا يأتونك بقطعة من ذلك الكنز ، وأذكر أنه قبض على عصابة لتهريب الآثار ، فلما خضعت السلعة المهربة إلى التحليل ظهر أنها قطع أثرية مزيفة
هكذا يلعبون بالسذج من الناس ليسرقوا أمولهم ويأكلوها باطلا ، وهنا يجدر سوق كلام ابن خلدون في هذه المسألة
قال رحمه الله : (الفصل الرابع : في أن ابتغاء الأموال من الدفائن والكنوز ليس بمعاش طبيعي
اعلم أن كثيرا من ضعفاء العقول في الأمصار، يحرصون على استخراج الأموال من تحت الأرض، ويبتغون الكسب من ذلك.
ويعتقدون أن أموال الأمم السالفة مختزنة كلها تحت الأرض، مختوم عليها كلها بطلاسم سحرية، لا يفض ختامها ذلك إلا من عثر على علمه، واستحضر ما يحله من البخور والدعاء والقربان.
فأهل الأمصار بإفريقية يرون أن الإفرنجة الذين كانوا قبل الإسلام بها دفنوا أموالهم كذلك، وأودعوها في الصحف بالكتاب إلى أن يجدوا السبيل إلى استخراجها.
وأهل الأمصار بالمشرق يرون مثل ذلك في أمم القبط والروم والفرس.
ويتناقلون في ذلك أحاديث تشبه حديث خرافة، من انتهاء بعض الطالبين لذلك إلى حفر موضع المال، ممن لم يعرف طلسمه ولا خبره، فيجدونه خاليا أو معمورا بالديدان.
أو يشارف الأموال والجواهر موضوعة، والحرس دونها منتضين سيوفهم.
أو تميد به الارض حتى يظنه خسفا أو مثل ذلك من الهذر.
ونجد كثيرا من طلبة البربر بالمغرب العاجزين عن المعاش الطبيعي وأسبابه، يتقربون إلى أهل الدنيا بالأوراق المتخرمة الحواشي، إما بخطوط عجمية، أو بما ترجم بزعمهم منها من خطوط أهل الدفائن، بإعطاء الأمارات عليها في أماكنها، يبتغون بذلك الرزق منهم، بما يبعثونهم على الحفر والطلب، ويموهون عليهم بأنهم إنما حملهم على الاستعانة بهم طلب الجاه في مثل هذا، من منال الحكام والعقوبات.
وربما تكون عند بعضهم نادرة أو غريبة من الأعمال السحرية يموه بها على تصديق ما بقي من دعواه، وهو بمعزل عن السحر وطرقه، فتولع كثير من ضعفاء العقول بجمع الأيدي على الاحتفار، والتستر فيه بظلمات الليل، مخافة الرقباء وعيون أهل الدول.
فإذا لم يعثروا على شيء ردوا ذلك إلى الجهل بالطلسم الذي ختم به على ذلك المال، يخادعون به أنفسهم عن إخفاق مطامعهم.
والذي يحمل على ذلك في الغالب، زيادة على ضعف العقل، إنما هو العجز عن طلب المعاش بالوجوه الطبيعية للكسب من التجارة والفلح والصناعة، فيطلبونه بالوجوه المنحرفة، وعلى غير المجرى الطبيعي، من هذا وأمثاله، عجزا عن السعي في المكاسب، وركونا إلى تناول الرزق من غير تعب ولا نصب في تحصيله واكتسابه.
ولا يعلمون أنهم يوقعون أنفسهم بابتغاء ذلك، من غير وجهه، في نصب ومتاعب وجهد شديد أشد من الأول، ويعرضون أنفسهم مع ذلك لمنال العقوبات.
وربما يحمل على ذلك في الأكثر زيادة الترف وعوائده، وخروجها عن حد النهاية، حتى تقصر عنها وجوه الكسب ومذاهبه، ولا تفي بمطالبها.
فإذا عجز عن الكسب بالمجرى الطبيعي، لم يجد وليجة في نفسه، إلا التمني لوجود المال العظيم دفعة من غير كلفة، ليفي له ذلك بالعوائد التي حصل في أسرها، فيحرص على ابتغاء ذلك ويسعى فيه جهده.
ولهذا فأكثر من تراهم يحرصون على ذلك هم المترفون من أهل الدولة، ومن سكان الأمصار الكثيرة الترف المتسعة الأحوال، مثل مصر وما في معناها.
فنجد الكثير منهم مغرمين بابتغاء ذلك وتحصيله، ومساءلة الركبان عن شواذه، كما يحرصون على الكيمياء.
هكذا يبلغنا عن أهل مصر في مفاوضة من يلقونه من طلبة المغاربة، لعلهم يعثرون منه على دفين أو كنز، ويزيدون على ذلك البحث عن تغوير المياه، لما يرون أن غالب هذه الأموال الدفينة كلها في مجاري النيل، وأنه أعظم ما يستر دفينا أو مختزنا في تلك الآفاق.
ويموه عليهم أصحاب تلك الدفاتر المفتعلة في الاعتذار عن الوصول إليها بجرية النيل، تسترا بذلك من الكذب، حتى يحصل على معاشه، فيحرص سامع ذلك منهم على نضوب الماء بالأعمال السحرية لتحصيل مبتغاه من هذه، كلفا بشأن السحر متوارثا في ذلك القطر عن أوليه.