خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    غزوة الأحزاب لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية غزوة الأحزاب لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.11.08 8:31

    غزوة الأحزاب
    لسماحة الشيخ
    محمد بن صالح العثيمين
    ـ رحمه الله تعالى .


    الحمد لله الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وعد بالنصر من ينصره بإقامة دينه وإعلاء قوله وجعل لذلك وجعل لذلك النصر أسبابا ليشمر ليشمر إليها من أراده من خلقه: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وله عاقبة الأمور) واشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له له الملك كله وله الحمد كله وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه الله تعالي رحمة للعالمين وقدوة للعاملين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

    أما بعد

    فانه في هذا الشهر شهر شوال من السنة الخامسة من الهجرة كانت غزوة الأحزاب التي ذكرها الله تعالي في سورة الأحزاب وكان فيها أن قريشا تألبوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتوا إلى المدينة وكان من جملة من ساعدهم على ذلك يهود بني قريظة الذين الذين نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فغزاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أن رجع من الأحزاب في أوائل شهر ذي القعدة من العام من العام الخامس من الهجرة النبوية

    وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدم المدينة عاهد القبائل الثلاث من اليهود وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة قدمت هذه القبائل من الشام إلى المدينة لأنها أي المدينة هي البلدة التي ينطبق عليها وصف مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إثرهم والأغلال التي كانت عليهم)

    جاءت هذه القبائل إلى المدينة لتتلقى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولتنصره وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا

    ولكن ولكن عزيمتهم انتقضت وحالهم تغيرت حين جد الجد وبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به من اليهود إلا القليل مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه ولما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة عقد معهم عهد أمان ألا يحاربهم ولا يخرجهم من ديارهم وان ينصروه إن دهمهم عدو بالمدينة وألا يعينوا عليه أحدا هذه أربع نقاط كان العهد عليها

    ولكن اليهود وهم أهل الغدر والخيانة نكثوا هذا العهد خيانة وحسدا فقد نقضت كل قبيلة عهدها اثر إثر كل غزوة كبيرة وقعت من النبي صلى الله عليه وسلم

    ففي غزوة بدر وهي في السنة الثانية من الهجرة اظهر بنو قينقاع العداوة والبغضاء للمسلمين واعتدوا على امرأة من الأنصار فدعى النبي صلى الله عليه وسلم كبارهم وحذرهم من عاقبة الغدر والخيانة والبغي

    ولكن ولكن ردوا عليه ابشع رد فقالوا يا محمد لا يغرنك من قومك ما لقيت يعنون قريشا في بدر حين هزمهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال اليهود فان قومك ليسوا بأهل حرب ولو لقيتنا لعلمت أننا نحن الناس

    وكانت هذه القبيلة بنو قينقاع حلفاء للخزرج فقام عبادة بن الصامت الخزرجي رضي الله عنه فتبرأ من حلفهم ولاية لله ورسوله وعداء لأعداء الله ورسوله لإيمانهم بالله ورسوله أما عبد الله بن أبي الخزرجي رأس المنافقين فانه لنفاقه وكفره باطنا تشبث بمحالفه هؤلاء اليهود ودافع عنهم وقال إني اخشي الدوائر فأبطن اليهود الشر وتحصنوا بحصونهم

    فحاصرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضع عشرة ليلية حتى نزلوا على حكمه فهم بقتلهم ولكن استقر الأمر بعد ذلك على أن يجلوا من المدينة بأنفسهم وذريتهم ونساءهم ويدعو أموالهم غنيمة للمسلمين فجلوا إلى الشام وكان ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين من الهجرة وفي غزوة أحد وهي في السنة الثالثة من الهجرة في شوال نكث بنو النضير العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أسواقهم مع بعض أصحابه تأمروا على قتله وقال بعضهم لبعض إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذي فأنتدب أحدهم إلى أن يصعد على إحدى سطوح بيوتهم فيلقي على النبي صلى الله عليه وسلم صخرة من فوقها

    فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر من الله فرجع من فوره إلى المدينة وأرسل إلى وأرسل إلى اليهود يخبرهم بنكثهم العهد ويأمرهم بالخروج من جواره وبلده

    فتهيأ القوم للرحيل لعلمهم بما جرى لإخوانهم بني قينقاع ولكن الذين نافقوا بعثوا إليهم يحرضونهم على البقاء ويعدونهم بالنصر ويقولون لان أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وان قوتلتم لننصرنكم

    فاغتر اليهود بهذا الوعد من أهل النفاق ومتى صدق الوعد أهل النفاق إن المنافقين هم الكاذبون هم القادرون ولهذا قال الله عز وجل: ( والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون )

    فاغتر اليهود بهذا الوعد الكاذب الذي شهد الله بكذبه فلم ينصاعوا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالرحيل

    فتهيأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقتالهم وخرج إليهم فحاصرهم في ديارهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فطلبوا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكف عن دماءهم وأن يجليهم على أن لهم ما حملت إبلهم من الأموال إلا السلاح فأجابهم إلى ذلك

    فخرجوا من بيوتهم بعد أن خربوها حسدا للمسلمين أن يسكنها أحدا منهم أن يسكنها أحدا منهم من بعدهم ثم تفرقوا فمنهم من ذهب إلى الشام ومنهم من إستوطن خيبر وما زال ألم هذه النكبة في قلوبهم حتى ذهب جمع من أشرافهم إلى مشركي العرب من قريش وغيرهم يحرضونهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم ويعدونهم النصر

    فتألبت الأحزاب من قريش وغيرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا لقتاله في نحو عشرة آلاف مقاتل حتى حاصروا المدينة في شوال سنه خمسه من الهجرة وانتهز حيي ابن اخطب وهو من رؤساء بنى النضير هذه الفرصة واتصل ببني قريظة الذين في المدينة من اليهود وحسن لهم نقض العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

    وما زال حيي بن اخطب ما زال بهم أي ببني قريظة حتى أجابوه إلى ذلك فنقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهؤلاء هم آخر القبائل في المدينة من اليهود الناقضين للعهد فلما هزم الله الأحزاب ورجع الأحزاب بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال بما أرسل على عدوهم من الجنود والريح العظيمة الباردة التي زلزلت بهم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووضع السلاح فاتاه جبريل فاتاه جبريل فقال : (قد وضعت السلاح ؟ والله ما وضعناه فاخرج إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أين؟ فأشار جبريل إلى بنى قريظة)

    فانتدب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وندب أصحابه للخروج إلى بنى قريظة فخرجوا وحاصروا اليهود نحو خمسا وعشرين ليله فطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا على ما نزل على إخوانهم من بنى النضير من الجلاء بالأموال وترك السلاح فأبى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك فطلبوا أن يجلو بأنفسهم وذريتهم ونسائهم ويدعو الأموال كما فعل إخوانهم من بنى قينقاع
    فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكانت بنو قريظة حلفاء للاوس فجاء حلفائهم من الأوس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكلمونه فيهم فقال عليه الصلاة والسلام ألا ترضون يخاطب الاوس ألا ترضون أن ينزلوا على حكم رجل منكم
    قالوا بلا
    فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك إلى سعد ابن معاذ وكان سعد ابن معاذ رضى الله عنه سيد الاوس وكان في الأنصار كأبي بكر في المهاجرين رضى الله عن الجميع وقد أصيب سعد ابن معاذ في أكحله في غزوه الأحزاب فضرب عليه النبي صلى الله عليه وسلم خيمه في المسجد ليعوده من قريب لأنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة العالية
    وقد قال رضي الله عنه حين سمع نقض العهد من بنى قريظة اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بنى قريظة فجئ بسعد من خيمته في المسجد راكبا على حمار فلما نزل عند النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( احكم فيهم أي في اليهود بنى قريظة وهم حلفائهم احكم فيهم يا سعد)
    فالتفت سعد إلى اليهود فقال: عليكم عهد الله وميثاقه إن الحكم إلا ما حكمت
    قالوا نعم
    فالتفت إلى الجهة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غاض طرفه إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وعلى من ها هنا
    فقالوا نعم
    فقال: احكموا أن تقتل الرجال و تسبي نساء والذرية وتقسم الأموال
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات يعنى من فوق سبعه سماوات
    وبهذا تحققت دعوه سعد بن معاذ رضي الله عنه أجاب الله دعائه وجعل الحكم في بنى قريظة على يده وحكم فيهم بهذا الحكم العدل الموافق لحكم الله فقتل المقاتلون منهم وكانوا ما بين سبعمائة إلى ثمانمائة رجل وسبيت النساء والذرية
    وما زال اليهود أيها الاخوة ما زال اليهود أهل غدر وخيانة وبهت وكذب لا يؤمن مكرهم ولا يوثق عهدهم ولقد شهد عليهم عبد الله بن سلام رضى الله عنه وكان من أحبارهم وكان حبرا أي من علمائهم
    ولكن الله قذف في قلبه الإسلام فاسلم رضى الله عنه وشهد عليهم حين اسلم انهم قوم بهت ولن يضمن النصر
    أيها الاخوة ولن يضمن النصر أيها الاخوة عليهم ولا على غيرهم من الكفار إلا إذا تمسكت هذه الأمة الإسلامية بدين الله ظاهرا وباطنا حكاما ومحكومين
    تمسكوا بدين الله بالرجوع إلى الله والتوبة النصوح والعمل الصالح المبنى على الإيمان السالم من الشك السالم من الشك وبالتوحيد الخالص الخالص من الشرك وبالاتباع النقي من الابتداع وبالطاعة لله ورسوله بقدر المستطاع
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: غزوة الأحزاب لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.11.08 8:35

    أيها المسلمون اتقوا الله عباد الله أطيعوا الله ورسوله كونوا مع الصادقين كونوا من الذين إذا تليت عليهم آيات الله لم يخروا عليها صما وعميانا إذا سمعتم حكم الله فقولوا سمعنا واطعنا ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا تعصفن بكم الأهواء اجعلوا الأمر إلى الله اجعلوا الأمر إلى الله تعالى شرعا كما هو إلى الله قدرا فانتم عباد الله يفعل بكم ما شاء وانتم عباد الله يحكم فيكم بما شاء فاتقوا الله عباد الله أطيعوا الله ورسوله أقول لكم قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافه المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم انه من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا اللهم أنا نستغفرك فاغفر لنا يا غفور يا رحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن أشرك به وكفر واشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداه مهتدى وعلى إثرهم نشأ وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .

    أما بعد

    أيها الناس اتقوا الله تعالى وافعلوا ما أمركم به أوفوا بالعهد (إن العهد كان مسئولا) أوفوا بالعهد الذي بينكم وبين الله وإذ اخذ الله (وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)

    فعلى طلبه العلم الذين من الله عليهم بالعلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه وعلينا جميعا أن نعبد الله لان الله تعالى قال في كتابه: ( وإذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلا شهدنا)

    إن العهد إن العهد يكون بين الإنسان وربه ويكون بين الإنسان وبين الخلق

    أما عهده الذي بينه وبين ربه فانه ينقسم إلى قسمين

    القسم الأول أن يعبد الله سبحانه وتعالى فان هذا حق الله الخالص أن يعبد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ:( أتدرى ما حق الله على العباد قال: الله ورسوله اعلم قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)

    أما القسم الثاني فهو النذر الذي ينذر به الإنسان لربه عز وجل فان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه) وان كثيرا من الناس ابتلى بهذا العهد حتى صار ينذر ينذر الطاعة لله في كل مناسبة إذا مرض قال لله على نذر إن شفاني الله لأفعلن كذا وكذا إن غاب له غائب قال: لله على نذر إن رد الله علي غائبي لأفعلن كذا وكذا إن اخفق في شئ قال: لله على نذر إن نجحت فيه لافعلن كذا وكذا وما علم هذا أن هذا العهد مكروه نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن النذر وقال: (انه لا يأتى بخير) و إنما يستخرج به من البخيل وقال: انه لا يرد قضاء فما قضاه الله عز وجل فسيكون سواءُ نذرت أم لم تنذر بهذا ننهاكم

    أيها الأخوة المسلمون كما نهاكم الرسول صلى الله عليه وسلم أن تنذروا أبدا لا لمرض ولا لفقد موجود ولا لغير ذلك من الأسباب لان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهاكم عن ذلك وكم من إنسان نذر نذرا ثم حصل له المطلوب ولكنه لم يوفى بنذره تهاونا وتكاسلا أو عجزا ومشقه وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء: ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصادقين فلما آتاهم من فضله بخلو به) يعنى فلم يتصدقوا به وتولوا وهم معرضون يعنى فلم يكونوا من الصالحين فماذا كانت ا لنتيجة أستمعوها أستمعوها في قول الله تعالى:( فأعقبهم ميثاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)

    أتريد يا أخي أتريد أن يعقبك الله بنفاق يبقى في قلبك إلى الموت لا اعتقد أن أحدا يريد ذلك لهذا اجتنب ما يكون سببا لهذا الأمر اجتنب النذر

    واعلم انك إذا نذرت طاعة فانه يلزمك أن تفي بها فلو قال الإنسان مثلا إن شفاني الله فلله على نذر أن أصوم كل يوم اثنين أو خميس فشفاه الله فانه يجب عليه أن يصوم كل اثنين وخميس على طول السنة ولا يحل له أن يترك يوما من هذين اليومين لأنه إن فعل فانه يكون غير واف لله تعالى بما عاهد الله عليه ويخشى أن يعقبه الله نفاقا في قلبه إلى الموت إذا قال لله على نذر إن شفى الله ابني أن اذبح كذا وكذا من الذبائح وأتصدق بها ثم شفا الله ابنه ولم يوفى بها فانه لم يفي لله بما عاهد الله عليه وحينئذ يوشك أن يعقبه الله تعالى بنفاق يبقى في قلبه إلى الموت إذا ما بالنا ما بالنا وبال النذر الذي يؤدى بنا إلى هذا الأمر

    إننا إذا أردنا شيئا من الله عز وجل فان اقرب طريق يحصل به هذا الشيء أن ندعوه

    في قول الله تبارك وتعالى:
    ( وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوه الداعي إذا دعان)

    وقال ربكم:
    ( أدعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين)

    وقال تعالى:
    ( أمْن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء أإله مع الله )

    إذا فلنلجأ إلى الله عز وجل إذا نزلت بنا الضراء نلجأ إليه بالدعاء دون أن نلجأ إلى النذر المكروه الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

    أما القسم الثاني وهو المعاهدة بينك وبين عباد الله

    فان الواجب على من وعد أخاه أن يفي بوعده ولا يحل له أن يخلف الوعد إلا أن يرضى أن يكون من المنافين في هذا

    لأن آيه المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف

    وكثير من الناس كثير من الناس يعدون إخوانهم بالشي ولكن لا يكون به ومن المعاهدة ما يقع بين الناس من عهود

    فالواجب على من عقد مع أخيه عقدا أن يعقد له بالنصف سواء باع عليه أو اشترى منه أو آجره أو استأجر منه أو رهن أو ارتهن منه أو غير ذلك

    الواجب أن تكون المعاملة بالنصح والبيان وبالصدق وعدم الكتمان

    قال النبي صلى الله عليه وسلم في المتبايعين:
    ( إن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محق بركة بيعهما)

    ومن الكتم أن من الناس من يجعل الشي الردي تحت الشي الطيب ليغر الناس بمظهره

    وان هذا بلا شك نوع من النفاق وغش تبرأ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فاعله فقال:

    ( من غش فليس منا )

    أيها المسلمون إن دين الإسلام ولله الحمد قد آتى بكمال الأخلاق والآداب وكمال النصح والصدق فعليكم بهذا عليكم بالنصح والصدق والآداب العالية والأخلاق الفاضلة ليكمل بذلك إسلامكم نسأل الله أن ييسر لنا ولكم ذلك بمنه وكرمه

    واعلموا أن خير الحديث كتاب الله خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

    فاخلصوا لله العبادة واخلصوا في اتباع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتعبدوا الله مخلصين له الدين

    واكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم امتثالا لأمر الله وأداء لحق رسول الله ورجاء لثواب الله فان الله تعالي يقول: ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

    ومن حق نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن تكثروا من الصلاة والسلام عليه ولكم على ذلك على الصلاة الواحدة عشر صلوات كما ثبت ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فصلوات الله وسلامه عليه

    ونسأله تعالى أن يرضى عن خلفاءه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

    اللهم
    انا نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين

    اللهم
    اعز الإسلام والمسلمين

    اللهم
    انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان

    اللهم
    ولي على المسلمين خيارهم واكفهم شر شرارهم يا رب العالمين

    اللهم
    انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك

    اللهم
    أذل الصرب اللهم أذل الصرب اللهم أذل الصرب

    اللهم
    انزل بهم باسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين

    اللهم
    زلزل أقدامهم

    اللهم
    أذلهم بعد العز وأضعفهم بعد القوة الذي يظنونه انتصارا يا رب العالمين

    اللهم
    منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم الصرب وأذلهم وأكبتهم واجعل بأسهم بينهم وسلط عليهم يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام

    أيها الاخوة اكثروا من الدعاء لإخوانكم في البوسنة والهرسك فانهم على حال نسأل الله تعالى أن يلطف بهم ويرحمهم على حال في ضيق المعيشة وفي الخوف وفي غير ذلك فاكثروا من الدعاء لهم في السجود في صلواتكم وفي آخر الليل في خلواتكم وفي كل وقت ترجي في الإجابة

    اكثروا من الدعاء لهم واكثروا من الدعاء على عدوهم من الصرب النصارى الظالمين الطاغيين واعلموا أن النصارى أعداء لكم في كل مكان وفي كل زمان فاحذروهم كما أمركم الله بقوله: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم )

    فنسأل الله تعالى أن يولي على المسلمين خيارهم وان يكفيهم شر شرارهم وان يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر أنه ولي ذلك والقادر عليه وهو على كل شئ قدير

    ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤف رحيم

    عباد الله

    إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون

    واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون .

    لتحميل أو للاستماع للمادة:

    http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_127.shtml

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 6:17