خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    النحو على أصول الأشعرية!!

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية النحو على أصول الأشعرية!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 14:10

    النحو على أصول الأشعرية!!


    ليس أسهل من إعراب جملة مثل "خلق الله السموات".
    فعل وفاعل ومفعول به....لا إشكال ولا سؤال .لكن هذا الكلام كان قبل "علم الكلام".

    وااسفاه.

    رحم الله السيوطي فقد أبدع عنوانا من أبدع و أصدق العناوين :"صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام".وكان حريا بأهل اللغة الامتثال لنصيحة السيوطي حفاظا على فطرة الله التي فطر الناس عليها لكن بعضهم شدد على نفسه فشدد الله عليه..راموا التدقيق فكان مآلهم التهافت...وهذا إمام كبير في الأصول واللغة والفقه تأخذه دوامة علم الكلام فيتهافت في إعراب "خلق الله السموات"تهافتا لا يليق بإمام من شاكلته...

    فقد زعم ابن الحاجب -غفر الله له-أن "السموات" ليس مفعولا به بل مفعولا مطلقا.
    لمه؟ ياابن الحاجب.

    لأن السادة معاشرالأشعرية يرون أن الخلق هو المخلوق.

    لمه؟أيها السادة معاشرالأشاعرة.

    لأننا لو قلنا إن الخلق غير المخلوق لزم عنه محذوران كبيران:

    إما قدم العالم وإما قيام الحوادث بذات الله.فوجب المصير الى أن الخلق هو المخلوق...
    قال ابن الحاجب في "أماليه ":

    من قال إن الخلق هو المخلوق-وهو الرأي الذي سيتبناه المملي-فواجب أن تكون "السموات" مفعولا مطلقا لبيان النوع إذ حقيقته المصدر المسمى بالمفعول المطلق,أن يكون اسما لما دل عليه فعل الفاعل المذكور وهذا كذلك لأنا بينا على أن المخلوق هو الخلق فلا فرق بين قولك خلق الله خلقا , وبين قولك:خلق الله السموات إلا ما في الأول من الإطلاق وفي الثاني من التخصيص.
    فهو مثل قولك :"قعدت قعودا" أو "قعدت القرفصاء".فإن أحدهما للتأكيد والآخر لبيان النوع, وإن استويا في حقيقة المصدرية.
    وهذا امر مقطوع به بعد إثبات أن المخلوق هو الخلق.
    ومن قال إن المخلوق غير الخلق وإنما هو متعلق الخلق , وجب أن يقول إن السموات مفعول به, مثله في قولك : "ضربت زيدا".ولكنه غير مستقيم(؟) لأنه لا يستقيم أن يكون المخلوق متعلق الخلق, لأنه لو كان متعلقا لم يخل أن يكون الخلق المتعلق قديما أو مخلوقا.فإن كان مخلوقا تسلسل فكان باطلا.
    وإن كان قديما فباطل , لأنه يجب أن يكون متعلقه معه,إذ خلق ولا مخلوق محال فيؤدي الى أن تكون المخلوقات أزلية وهو باطل فصار القول بأن الخلق غير المخلوق يلزم منه محال.
    وإذا كان اللازم محالا فملزومه كذلك.
    فثبت أن الخلق هو المخلوق.وإنما جاء الوهم لهذه الطائفة من جهة أنهم لم يعهدوا في الشاهد مصدرا إلا وهو غير جسم فتوهموا أنه لا مصدر إلا كذلك , فلما جاءت هذه أجساما استبعدوا مصدريتها لذلك ورأوا تعلق الفعل بها فحملوه على المفعول به, ولو نظروا حق النظر لعلموا أن الله تعالى يفعل الأجسام كما يفعل الأعراض فنسبتها الى خلقه واحدة فإذا كان كذلك وكان معنى المصدر ما ذكرناه وجب أن تكون مصادر."

    ما كان لابن الحاجب أن يتورط في ما تورط فيه...فقد لبس جلد المتكلمين واقترف ذنبين مشهورين عند المتكلمين:
    -التدقيق في مواضع لا تحتمل التدقيق.


    -الاغترار بالنفس وهضم قدر الآخرين.(انظر الى ابن الحاجب كيف وصف النحاة بالطائفة الواهمة التي لم تنظر حق النظر..)

    ولعل أفضل رد على ابن الحاجب ما ذكره ابن السيد البطليوسي رحمه الله في كلمة منهجية رائقة قالها بمناسبة مناظرته لرجل من أهل الأدب حول إعراب قول كثير:
    وأنت التي حببت كل قصيرة**إلي وما تدري بذاك القصائر.


    عنيت قصيرات الحجال ولم أرد**قصار الخطا شر النساء البحاتر.

    فذهب البطليوسي الى أن "البحاتر" مبتدأ مؤخر و"شر النساء" خبر مقدم مع جواز العكس.لكن محاوره أبى أن يكون العكس صحيحا فقال:وكيف يصح وهل غرض الشاعر إلا أن يخبر أن البحاتر شر النساء؟ قال البطليوسي:"وجعل يكثر من ذكر الموضوع والمحمول ويورد الألفاظ المنطقية التي يستعملها اهل البرهان.فقلت له أنت تريد أن تدخل صناعة المنطق في صناعة النحو, وصناعة النحو تستعمل فيها مجازات ومسامحات لا يستعملها أهل المنطق, وقد قال أهل الفلسفة: يجب ان تحمل كل صناعة على القوانين المتعارفة بين أهلها , وكانوا يرون أن إدخال بعض الصناعات في بعض إنما يكون من جهل المتكلم أو عن قصد منه للمغالطة واستراحة بالانتقال من صناعة إلى أخرى إذا ضاقت عليه طرق الكلام."

    (انظر الكلام وبقيته في" الاشباه والنظائر فى النحو" للسيوطي-الجزء الثالث)

    والنقل
    لطفـــــاً .. من هنـــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: النحو على أصول الأشعرية!!

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.10.08 14:14

    ومن هذا المشرب ما زعمه الزمخشري المعتزلي من أن "لن"وضعها العرب للنفي على التأبيد المطلق...فإذا قلت لصاحبك مثلا "لن أكلمك"فمعناها عند الزمخشري -غفر الله له- لن تكلمه لا غدا ولا بعد غد ولا بعد قرن ولا حتى في الجنة إن قدر الله برحمته أن تدخلها وصاحبك.

    وقد اصطلح النحاة على تسميتها "لن الزمخشرية" وحسنا فعلوا فهذه ال"لن" بهذا المعنى من وضع الزمخشري لا من وضع العرب.

    لا أجد تفسيرا لما ذهب اليه العلامة إلا محاولة منه حمل الآية القرآنية على قاعدة اعتزالية:
    الآية : قوله تعالى لكليمه عليه السلام:"لن تراني"


    والقاعدة الاعتزالية : نفي رؤية الباري سبحانه واستحالتها.

    وهذا مثال على وضع قاعدة "لغوية" لا لتفسير كلام العرب ولكن لتمرير وتبرير قاعدة "الاصحاب".


    =================


    وقد نقض العلماء عليه قاعدته بقوله تعالى عن اليهود (( قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{94} وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ ))

    ففي هذه الآية ذكر الله عز وجل أنهم لن يتمنوا الموت, بل وأكدها بقوله (أبداً)

    ثم قال تعالى عن أهل النار : (( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ))

    ففي هذه الآية ذكر عنهم أنهم سيتمنون الموت

    فبهذا نُقِضت قاعدة هذا الزمخشري




    ================



    ممّا علق بالذاكرة عن بعض مؤلفي الدرا سات الحديثة حول نسبة هذه المسألة (لن لتأبيد النفي )للزمخشري، أنهم يشككون في نسبة هذه المسألة له .
    واستدلوا على ذلك بأدلة :
    1- فمن جملة أدلتهم أنه لا يوجد التصريح ب(إفادة لن تأبيد النفي) عنده ،وذلك في جميع مصنفاته وكتبه : الكشاف والمفصل والأنموذج الخ.
    قالوا مع أن الرجل معروف بمجاهرته بالبدعة و بتصريحه بنفي الرؤية في كشافه، ومع ذلك لا تجد لها ذكراً فيه.
    2- قالوا : إن هذه القضية (نسبة المسألة إليه ) اشتهرت عمن جاء بعده من النحاة ، بدافع شدة التحرز والاحتراس من عقيدته الاعتزالية ، والحذر من رواسب مذهبه .
    قالوا :وقد وقع قديماً التصحيف لعبارته في الكشاف حول (لن) فقرئت :(تأبيد النفي) بدل التأكيد، ومن ثم اشتهرت هذه المسألة في كتب النحو .
    وإلا فهي من مولّدات التصحيف ، والنسخ الخطية الصحيحة من الكتاب والتي طُبع عليها خالية من هذا التعبير ، قال في الكشاف بعد نفيه للرؤية (2/90):" فإن قلت مامعنى لن ؟ قلت:تأكيد النفي الذي تعطيه لا..." انتهى.
    قالوا :فهذه المسألة مخترعة لاقائل لها.والزمخشري يصرّح بخلافها.
    3-أن المعتزلة النحويين الذين جاءوا من بعد الزمخشري لم يستدل أحدٌ منهم بقاعدة (لن التأبيدية) مع أنهم تأصيليون جداً لايخرجون عن قواعد مذهبهم.
    قالوا : فدل على أنه لا وجود لتلك القاعدة .
    وكذلك الحال فيمن وافقهم من رافضة أو زيدية لاتجدها عندهم.
    والخلاصة أن نسبة هذه القاعدة اللغوية إليه فيها نظر .
    هذا ما حضرني ولا أذكر أين قرأت الدراسة حول الموضوع ، فمن كانت لديه من الأخوة فائدة متعلقة بالموضوع فلا يبخل بها علينا .




    =================



    من هذا المشرب أيضا الفائدة التي ذكرها الشيخ يس العليمي الحمصي في حاشيته على التصريح:
    (نقل الدماميني عن بعض المتأخرين أن صيغ المبالغة في صفات الله ك"غفور"و "غفار" من المجاز , وعلل ذلك بأن المبالغة أن تثبت للشيء أكثر مما له وبأن المبالغة إنما تكون في صفات تقبل الزيادة والنقص وصفات الله منزهة عن ذلك وادعى أنها فائدة حسنة ويشبه أن تكون غلطا من اشتباه المبالغة عند أهل البيان بالمبالغة النحوية المذكورة في صيغ المبالغة)

    رد الحمصي كرد ابن البطليوسي الذي سبق من حيث اعتبار تداخل العلوم وحمل اصطلاح قوم على اصطلاح قوم آخرين سببا في الأغلاط.

    يلاحظ ايضا هذا التهافت في تعليل من نقل عنهم الدماميني...فقد تورعوا من اعتبار "غفار" من صيغ المبالغة....ولم يتورعوا من اعتبارها مجازا......وكأنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار.....فعلى مذهبهم لا يكون الله تعالى "غفارا" في الحقيقة.....وهذا أقبح لو كانوا يعلمون



    ==============


    عودة إلى "لن" الزمخشرية.

    ذكر الدكتور ابراهيم عبد الله رفيدة في كتابه "النحو وكتب التفسير" أن الزمخشري لم يقل بالتأبيد لكنه قال بالتوكيد...ومما قاله :"ومما يؤكد هذا النفي أن ابن هشام يصر على نسبته إليه في الأنموذج وهو خال من هذا القول-كما سبق- وهو مختصر من المفصل وليس فيه هذا القول,وإنما فيه :"لن لتأكيد ما تعطيه "لا" من نفي المستقبل تقول:"لا أبرح اليوم مكاني" فإذا وكدت وشددت قلت "لن أبرح اليوم مكاني" والقول بإفادتها التأكيد والتشديد في النفي قول يصر عليه الزمخشري ومنتشر في كشافه مثل قوله:ولا فرق بين "لا" و "لن" في أن كل واحدة منهما نفي للمستقبل ,إلا أن في "لن" تأكيدا وتشديدا ليس في "لا"....انتهى.
    وفي هذا السياق أيضا يرى الدكتور رفيدة أن كلام الزمخشري عن معنى التوكيد واضح وظاهر في مواضع كثيرة حتى أن أبا حيان قال عن الزمخشري في مسألة لن:"وهذا منه رجوع عن مذهبه في أن لن تقتضي النفي على التأبيد إلى مذهب الجماعة في أنها لا تقتضيه".
    حسب الدكتور لا معنى لكلمة "رجوع" لأن التأبيد لم يكن أصلا من مذهب صاحب الكشاف ويتعجب من ترك أقواله الصريحة وينسب إليه ما لم يصرح به أو نعثر عليه.
    وفي مقابل ذاك يميل الدكتور إلى القول بأن الطبرسي الشيعي أولى ب"لا" الزمخشرية من الزمخشري....فقد صرح بمعنى التأبيد في تفسيره "مجمع البيان" وهما متعاصران وقد ألف الطبرسي "مجمع البيان" قبل أن يعرف الكشاف.

    تأبيد أم تأكيد؟؟
    أيكون للنساخ دخل في المسألة؟فالفرق حرف واحد كما ترى...




    ذو صلة:

    http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10949

    والنقل : المصدر عاليه

      الوقت/التاريخ الآن هو 28.04.24 9:30