خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( هل خلق النبي - صلى الله عليه وسلم- من نور وليس له ظل ) محمد زياد تكلة يرد على الصوفية

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( هل خلق النبي - صلى الله عليه وسلم- من نور وليس له ظل ) محمد زياد تكلة يرد على الصوفية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 10.10.08 18:34


    محمد زياد تكلة يرد على الصوفية

    قام الشيخ الفاضل محمد زياد تكلة بالرد على الصوفية من خلال جريدة الوطن الكويتية ( للعلم الشيخ الفاضل أحد أعضاء هذا المنتدى الذي يزخر بأهل العلم )
    استنكر الداعية محمد زياد بن عمر التكلة ما تردد مؤخرا في بعض الصحف من نفي الظل عن الرسول ـ صلى الله عليه سلم ـ مؤكدا بالادلة والاسانيد العقلية والنقلية فساد هذا الرأي وكذب اسانيد اصحابه.


    وذلك في دراسة موجزة تنشرها »الوطن« خصوصا بعدما تعرضت له اذاعة القرآن الكريم وبرنامجها تباشير الصباح اثر لغط دار ولا يزال يدور حول هذه القضية.
    وفيما يلي نص الدراسة.

    من لوازم محبة الله محبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تتحقق تلك المحبة الا باتباعه عليه الصلاة والسلام، قال تعالى (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) »آل عمران 31« واتباعه الكامل ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكون بفعل ما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتتبع سنته، وعدم التدين بما لم يشرعه والحذر من مخالفة سننه الفعلية والتَّركية.

    ومما نهى عنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ الغلو فيه فوق مرتبته التي جعلها الله له، وعدم الاكتفاء بالخصائص الكثيرة الثابتة في حقه، ففي صحيح البخاري من حديث عمر، انه قال عليه الصلاة والسلام : »لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم، فانما انا عبده، فقولوا: عبدالله ورسوله«.

    وصح عن انس رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم »يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستفزنكم الشيطان، انا عبدالله ورسوله، وما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلنيها الله« رواه النسائي في الكبرى واحمد، وغيرهما، وصححه ابن حبان والضياء وابن عبدالهادي في الصارم المنكي وابن مفلح في الآداب والالباني وغيرهم.

    وللاسف الشديد فقد وقع في الامة كثير مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من غلو، حتى وصل الامر عند بعضهم الى صرف بعض انواع العبادة له من دون الله كالاستغاثة وغيرها، ولا حول ولا قوة الا بالله.

    المرجع الصحيح

    واخصص هذه المقالة بالرد العلمي الموجز على ما تمت اثارته قبل ايام في بعض الصحف اليومية وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله تعالى وان ليس له ظل!

    فأقول: ان المرجع في سائر امور الشريعة هو الكتاب والسنة الصحيحة، واتفق اهل العلم قاطبة على عدم الاعتماد في الاعتقاد الا على الحديث الصحيح، فخرج ما كان ضعيفا من باب اولى: الحديث الموضوع، فكيف اذا علم القارىء ان الحديث الذي اعتمد عليه هؤلاء الغلاة لا اصل له في دواوين الحديث والسنة مطلقا؟

    فعمدة هؤلاء ما زعموا انه حديث مروي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: »اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر«.. وتتمة الحديث المزعوم طويلة ركيكة، فاقرأ.

    واعجب: (ثم خلق فيه كل خير وخلق بعده كل شيء، وحين خلقه أقامه قدامه من مقام القرب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام، فخلق العرش والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثنى عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، والجنة من قسم، ثم أقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة [..] جعله أربعة أجزاء خلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء والقمر والكواكب من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء فخلق العقل من جزء، والعلم والحكمة والعصمة والتوفيق من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة، ثم نظر الله عز وجل إليه فترشح النور عرقاً، فقطر منه مائة ألف وعشرون ألفا وأربعة [وعشرون ألف وأربع آلاف] قطر، من نور، فخلق الله من كل قطرة روح نبي، أو روح رسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء، فخلق الله من أنفاسهم الأولياء والشهداء والسعداء والمطيعين إلى يوم القيامة، فالعرش والكرسي من نوري، والكروبيون من نوري، والروحانيون والملائكة من نوري، والجنة وما فيها من النعيم من نوري، وملائكة السموات السبع من نوري، والشمس والقمر والكواكب من نوري والعقل والتوفيق من نوري، وأرواح الرسل والأنبياء من نوري، والشهداء والسعداء والصالحون من نتاج نوري، ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب، فأقام الله نوريـ وهو الجزء الرابعـ في كل حجاب ألف سنة، فلما أخرج الله النور من الحجب ركبه الله في الأرض، فكان يضيء منها ما بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم، ثم خلق الله آدم من الأرض فركب فيه النور في جبينه، ثم انتقل منه إلى شيث، وكان ينتقل من طاهر إلى طيب ومن طيب إلى طاهر إلى أن أوصله الله صلب عبدالله بن عبد المطلب، ومنه إلى رحم أمي آمنه بنت وهب، ثم أجرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين وهكذا كان بدء خلق نبيك يا جابر).
    فهذا هو الحديث (!) الذي اعتمد عليه أولئك في نسج عقيدتهم!

    اتفاق

    وقد اتفق أهل الحديث قاطبة أن هذا الحديث كذب لا أصل له، وأول ما جاء به شيخ أهل الحلول والاتحاد محيي الدين بن عربي (المتوفى في القرن السابع الهجري)، وجاء به دون سند! فسبعة قرون ولا يعرف هذا الحديث في كتب المسلمين، ويجيء وفيه مصطلحات فلسفية وصوفية متأخرة! وإنما يعرف شبيهه في كتب الإسماعيليةـ الذين درس عندهم ابن عربيـ والذين أخذوه بدورهم من الفلسفة اليونانية مع تبديل بعض المصطلحات فقط!.

    ثم وهم بعض اهل العلم في القرن العاشر وعزاه لعبدالرزاق، ولم يذكر بقية اسمه، ولا في اي كتاب هو، ولا ذكر سنده! وجاء من بعدهـ من غير المحققينـ فحسبوه عبدالرزاق المشهور عند المحدثينـ وهو الامام الحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211 هـ ـ وقد طبعت كتبه، ولم يكن هذا الحديث فيها بالتأكيد.

    ولما لم يجد هؤلاء الغلاة سندا لحديثهم هذا: اوحى الشيطان لبعضهم ان يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ويفتعل له سندا! وحصل هذا مع الاسف قريبا على يد البعض فزور مخطوطا زعم انه الجزء المفقود من مصنف الامام عبدالرزاق المذكور، وركب سندا لهذا الحديث واودعه فيه، وذكر معه مجموعة من الاحاديث والاثار الركيكةـ لفظا ومعنىـ في نفس الموضوع، تلقفها من كتب ابن عربي ودلائل الخيرات للجزولي وبعض الكتب الاخرى! وطبع هذا الكتاب المزور من يعتقد هذه الاباطيل، وهو عيسى بن مانع الحميري، وقدم له صاحبه محمود سعيد ممدوح، وزادا على الجريمة ان كتبا في تثبيت مافيه وتسوية شأن المخطوط، مع علمهما الاكيد بحاله.

    ولكن لان الله حفظ الدين من التحريف فقد فضح امر المخطوط المزور واصحابه، كما كشف ستر اسلافهم من الكذابين، فتتابع انكار العلماء والمختصين في سائر انحاء العالم الاسلامي لهذه الجريمة التي لا سابقة لها في عصرنا، وطبع مجموع في كشف حقيقة الجزء المزعوم هذا لبضع وعشرين من اهل العلم، ولي في هذا المجموع رسالتان، توسعت في اولاهما ببيان بطلان الحديث المذكور (ص 99 ـ 108) ، وذكرت هناك اقوال العلماء في تكذيب وانكار الحديث المذكور، ومنهم: السيوطي والجمال القاسمي، ومحمد رشيد رضا، وابن باز، والالباني، ومحمد احمد بن عبدالقادر الشنقيطي، ومحمد الطاهر عاشور، واحمد وعبدالله الغمارين ـ وهما صوفيانـ وغيرهم، ونقل غير واحد اتفاق اهل الحديث على بطلانه، وان الامام عبدالرزاق منه بريء، والامر كذلك، واحيل للتوسع على المجموع المذكور.

    اعتقاد فاسد

    وعوداً على بدء: فان هذا الاعتقاد الفاسد مع بطلان دليله يناقض نص القرآن الكريم فامر الله تعالى نبيه ان يعلن بشريته على الملأ، فقال تعالى (قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا) (الاسراء: 93)، والبشر مخلوقون من التراب، لا من النور، كما قال تعالى ( ومن آياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون) (الروم:20) وقال تعالى ( إذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين) (ص:71) والآيات كثيرة في هذا المعنى، فليت شعري هل يسع المسلم ان يتجاوز قول الله تعالى ـ الواضح الصريحـ الى قول الغلاة المتأثرين بالفلاسفة وغير المسلمين؟!

    ومع جلاء هذه المسألة عند من يستقي من الكتاب والسنة اقول: ان بعض من تأثر بالمقالة السالفةـ كالبريلوية في الهندـ زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم لا ظل له لاجل انه نور، وهذا امر باطل لا يثبت فيه دليل، وانما هو قول ذكر اصله بعض المتوسعين في كتب الخصائص والسيرة المتأخرين ممن غايته الجمع دون تحقيق او تثبت، فلم يذكر السيوطي في الخصائص الكبرى (122/1 العلمية) في الباب الذي عقده لاجله الا ما عزاه للحكيم الترمذي، من طريق عبدالرحمن بن قيس الزعفراني، عن عبدالملك بن عبدالله بن الوليد، عن ذكوان: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر ولا اثر قضاء حاجة). هذا الحديث موضوع في ميزان المحدثين، ففيه على ارساله: عبدالرحمن الزعفراني، وقد كذبه ابن مهدي وابوزرعة وصالح جزرة، وتركه بقية الحفاظ، وشيخه لم اميزه، وكذا ذكوان، فضلاً عن جهالة الوسائط بين الحكيم الترمذي والزعفراني! بل يكفي ان الحكيم تفرد به ليكون غير ثابت حتى على مذهب السيوطي (كما في خطبة الجامع الكبير)، على تساهله المعروف في التضعيف!

    فهؤلاء اعتمداوا في اثبات عقيدة على حديث موضوع ليس في الباب سواه، مع ان العهد بامثالهم انهم لا يقبلون في العقيدة حتى الحديث الصحيح اذا لم يكن متواتراً في مصطلحهم، مع انهم اذا جاءهم المتواتر في مثل مسألة العلو لم يقبلوا به، فتأمل.

    وهذا الحديث الاخير مع كونه موضوعاً وينافي الطبيعة البشرية والسنن الربانية: فقد جاء ما يبطله من الاحاديث الصحيحة من انه صلى الله عليه وسلم كان يبتغي الظل كالناس، وكان صحابته الكرام يبتغون له الظل، فليس من نور كما يزعمون: ففي حديث انس رضي الله عنه في صحيح البخاري انه صلى الله عليه وسلم كان يدخل حديثة بيرحاء ويستظل بها.

    وفي الصحيحين من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة الحديث.
    وفيهما من حديث ابي بكر رضي الله عنه في الهجرة انه قال: فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكاناً بيدي ينام عليه.. فنام. الحديث.

    الحقيقة المحمدية

    وفي حديث الهجرة الآخر في البخاري: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قام ابو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطفق من جاء من الانصار ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي ابا بكر! حتى اصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقبل ابو بكر حتى ظل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك.

    وفي صحيح البخاري ايضاًَ من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة.. الحديث.

    وفي الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: انتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول في ظل الكعبة: هم الاخسرون ورب الكعبة.. الحديث.
    وفي حديث يعلى بن امية رضي الله عنه في الصحيحين انه جاء وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد اظل به.. الخ.

    وفي حديث جابر رضي الله عنه لما ادركتهم القائلة في ذات الرقاع قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة. متفق عليه، وفي رواية عندهما: فاذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم.

    وهناك احاديث اخرى صحيحة في هذا الباب، واقتصرت على جملة مما في الصحيحين او احدهما، فتأمل ما ثبت في الكتاب والسنة وفهم الصحابة لهذه المسألة، ووازنه بفهم اولئك الغلاة، وفي ذلك مقنع لمن كان يبتغي الادلة الصحيحة.

    وهذا كله من جهة ظاهر مسألة النور والظل اما عن جذور واصل عقيدة الحقيقة المحمدية التي تنبني على حديث جابر المزعوم: فقد تكلم عنها جماعة من الباحثين، واكدوا انها عقيدة مستقاة من فلسفة افلوطين الوثني، ومنه اخذها الفلاسفة، وادخلها الباطنية الملاحدة الى المسلمين، ونشرها من اتصل بهم من اصحاب التصوف الفلسفي الغالي، مثل الحلاج وابن عربي، واحيل للتوسع على البحث القيم للشيخ عايض بن سعد الدوسري ـ وفقه الله ـ بعنوان: »الحقيقة المحمدية ام الفلسفة الافلوطينية« والذي طبع ضمن المجموع السابق ذكره في المقال، بدار المحدث بالرياض.

    وفي الختام

    نسأل الله ان يوحد كلمة المسلمين على الحق والهدى، وان يهدي ضالهم، ويعافي مبتلاهم، وينصرهم على عدوهم،

    آمين.
    http://www.alwatan.com.kw/Default.as...4369&pageId=35


    والنقل
    لطفــــــاً .. من هنـــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.04.24 15:38