خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:06

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من السنن المتبعة في طلب العلم الشرعي دراسة وتدريساً في بلاد الحرمين وبعض البلاد الإسلامية البدء بالمتون العلمية المختصرة في كافة العلوم وشتى الفنون


    ومن خير المتون العلمية التي درج العلماء على العناية بها حفظاً ودراسة وشرحاً وتدريساً

    ( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )
    للشيخ
    محمد بن عبد الوهاب
    رحمه الله تعالى

    ومن الشروح المهمة التي جمعت بين التأصيل العلمي والموسوعة العقدية والدراسة الحديثية
    مع تحرير الخلاف وبيان الراجح في عبارة سهلة وأسلوب سلس يفهمها الصغير والكبير ويستفيد منها طالب العلم والعامي

    شرح شيخنا الشيخ
    عبد المحسن بن عبد الله الزامل
    والذي بدء به عشاء يوم الاثنين 13/ 10 / 1413هـ
    وانتهى من شرحه والتعليق عليه يوم الاثنين 17 / 7 / 1415هـ

    وهذه بعض الفوائد والفرائد من هذا الشرح الجليل

    والذي سميته بـ

    ( بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد )



    =========


    الباب الأول قال شيخ الإسلام والمسلمين مجدّد الدعوة والدّين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

    [بسم الله الرحمن الرحيم]

    -الباب الأول
    -كتـاب التوحيد وقول الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56]

    و قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل:36] الآية.
    وقوله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الإسراء:23] الآية.
    وقوله تعالى ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾[النساء:36] الآيات.
    قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الأنعام: 151] الآيات.
    قال ابن مسعود (رضي الله عنه ): من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه؛ فليقرأ قوله تعالى ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ إلى قوله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾[الأنعام:151- 153] الآية.
    وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (رضي الله عنه ) قَالَ: كُنْتُ رِديفَ النبي صلى الله عليه وسلم . عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لي: «يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقّ العبادِ عَلَى الله؟» قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوه وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا. وَحَقّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ أَنْ لاَ يُعَذّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشّرُ النّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشّرْهُمْ. فَيَتّكِلُوا». أخرجاه



    & && الفوائد المنتقاة على الباب الأول
    ( عشاء الاثنين 13 / 10 / 1413)

    1-قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الذي يظهر أن المصنف اقتدى في كتابه بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتاباته ورسائله كما في حديث ابن عباس في الصحيح ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل .... ) ومثله في صلح الحديبية ، والأظهر أن الكتب والرسائل يُبدأ فيها بالبسملة ولا يزيد عليها فإن زاد فلا بأس ، وأما في الخطب والكلمات فالسنة أن يُبدأ فيها بالحمدلة والثناء على الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

    2-قوله (كتـاب التوحيد) المصنف لم يضع لكتابه خطبة يبين فيها مقصده في كتابه والأظهر أنه وضع هذه الآيات والأحاديث في بداية كتابه وأراد منها بيان حقيقة التوحيد وأصله وأساسه فجعلها كالخطبة لكتابه .

    3- التوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً أي جعله واحداً ، وسمي دين الله عز وجل توحيداً لإنه يجب توحيد الله عز وجل في أفعاله ونفي المثل والشبيه لله عز وجل وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى وقد أجمع المسلمون على أن المرء لا ينفعه توحيد الربوبية حتى يضم إليه توحيد الإلوهية .

    4 – قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) هل الجن كل ما كان مستجناً ، أو الجن هم في مقابل الإنس ؟ الصواب المراد بهم هنا الجن الذين في مقابل الإنس ،
    واللام في ( ليعبدون ) لام كي وهي لام التعليل وهذه اللام ينكرها الأشاعرة لأنهم ينفون أن الله عز وجل يفعل الفعل لعلة وحكمة ، والمعنى ( إلا ليعبدون ) أي إلا لآمرهم وأنهاهم فمنهم من يطيع ومنهم من يعصي .

    5 - قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ هذه الآية موضحة للآية الأولى فلا تكون العبادة إلا باجتناب الطاغوت .

    6 – الطاغوت : هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع كما قال ابن القيم وهذا هو أظهر التعاريف فيه .

    7 – قوله تعالى (وَقَضَى ) أي أمر والأمر هنا الديني الشرعي وهذه الآية تبينها الآية قبلها فالعبادة لا تكون إلا باجتناب الطاغوت .

    8 – قوله تعالى (وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) هذا إطلاق يشمل جميع أنواع الشرك وهذا يدل على عظم أمر الشرك كبيراً كان أو صغيراً .

    9 – قوله (قال ابن مسعود (رضي الله عنه): من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه ) هذا الأثر رواه الترمذي وهو حسن السند أو صحيح
    ومعنى ( عليها خاتمه ) إما الإشارة على عظم شأنها وأهميتها ، أو لأنها تشبه ما وصى به الله عز وجل فوصى بها رسوله صلى الله عليه وسلم .

    10 – قوله ( فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً ) الحديث الذي أخبر به معاذ هو ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار ) وهو في الصحيحين وأما حديث الباب فلا يذكر أنه ذكره تأثماً فالصواب أنهما حديثان واشتبه على كثير من الشراح أنهما حديث واحد .

    11 – قوله (لاَ تُبَشّرْهُمْ. فَيَتّكِلُوا ) النهي هنا ليس للتحريم ولكن النهي في أحوال خاصة كما يكتم بعض العلم لأحوال خاصة .




    =============



    الباب الثاني - باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب وقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ا[الأنعام: 82].
    عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَرسوله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنّةَ حَقّ, وَالنّارَ حَقّ؛ أَدْخَلَهُ الله الْجَنّةَ على ما كان من العمل» أخرجاه.
    ولهما في حديث عِتبان: «فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله».
    وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال موسى عليه السلام: يا ربِّ! علِّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟. قال: يا موسى! لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة و(لا إله إلا الله) في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
    وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني
    ( عشاء الثلاثاء 14 / 10/ 1413 )


    1- الباب لغة : هو ما يدخل منه إلى غيره
    واصطلاحاً : اسم لجملة مختصة من العلم تحته فصول ومسائل غالباً .

    2 – قوله (باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب ) المراد به توحيد الإلوهية و(ما) هنا مصدرية ولو كانت موصولة لأوهم أن هناك ذنوباً لا يكفرها التوحيد .

    3 – قوله ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ) المراد بالظلم الشرك الأكبر فمن انتفى عنه الشرك الأكبر حصل له مطلق الأمن والاهتداء ، أما من لم يأت بالشرك الأكبر والأصغر وسائر المعاصي ولم يرتكب كبيرة ولم يصر على صغيرة فهذا له الأمن والاهتداء المطلق فالآية تشمل المعنيين

    فالسلامة من الشرك الأكبر وعدم السلامة من سائر المعاصي فهذا له أصل الأمن والاهتداء ولم يحصل له كماله وهو تحت المشيئة ، ومن سلم من الشرك الأكبر والأصغر والكبائر فهذا من أهل الجنة قطعاً ومن سلم من الشركين ولم يسلم من الكبائر فهذا تحت المشيئة .

    ومن سلم من الشرك الأكبر ولم يسلم من الشرك الأصغر فهذا على قول بعض السلف أنه لا بد أن يدخل النار لأن الله عز وجل لا يغفر أن يشرك به ولكنه لا يخلد في النار وهناك نوع ذكره شيخ الإسلام وهو من سلم من الشرك الأكبر وتلطخ ببعض الشرك الأصغر وبكثير من الذنوب والمعاصي فهذا قطعاً يدخل النار وذكر هذا القول صاحب تيسير العزيز الحميد وسكت عنه والمسألة تحتاج إلى زيادة بحث

    4 – قوله (مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ) الشهادة لا بد أن تكون عن علم وصدق وعمل فاشتراط العلم حتى يخرج عن صفة النصارى الذين يعملون بلا علم ، واشتراط العمل حتى يخرج عن صفة اليهود والصدق حتى يخرج عن صفة المنافقين .

    5 – قوله (فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله ) من قال لا إله إلا الله ولم يعرف معناها ولم يعمل بمقتضاها فإنها لا تنفعه بإجماع المسلمين .

    6 – قوله (وعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه ) الحديث فيه دراج وهو ضعيف ولكن له شاهد عند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو وظاهر سنده السلامة فيكون هذا الحديث من باب الحسن لغيره .

    7 – قوله (وللترمذي وحسنه عن أنسٍ رضي الله عنه ) الحديث في سنده مقال ولكن له شاهد عند الإمام أحمد من حديث إبي ذر رضي الله عنه .

    8 – الإصرار على الكبيرة فيه نوع شرك لقوله تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )





    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:10

    الباب الثالث - باب من حقَّق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾[النحل:120].
    وقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾[المؤمنون: 59].
    وعن حُصَيْنِ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الّذِي انْقَضّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا. ثُمّ قُلْتُ: أَمَا إِنّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ. وَلَكِنّي لُدِغْتُ. قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اَرْتقَيْتُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدّثَنَاهُ الشّعْبِيّ. قَالَ: وَمَا حَدّثَكُمُ الشّعْبِيّ؟ قُلْتُ: حَدّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ, أَنّهُ قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ. وَلَكِنْ حَدّثَنَا ابْنُ عباس رضي الله عنه عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النّبِيّ وَمَعَهُ الرّهَطُ. وَالنّبِيّ وَمَعَهُ الرّجُلُ وَالرّجُلاَنِ. وَالنّبِيّ ولَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَظَنَنْتُ أَنّهُمْ أُمّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَىَ وَقَوْمُهُ. وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ».
    فنَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النّاسُ فِي أُولَئِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ فَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ.
    فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: «هُمُ الّذِينَ َلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَكْتَوُون. وَلاَ يَتَطَيّرُونَ. وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ»، فَقَامَ عُكّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ. فَقَالَ: يا رسول الله ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ» ثُمّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكّاشَةُ».

    & الفوائد المنتقاة على الباب الثالث
    ( عشاء السبت 18/10 /1413)

    1- هذا الباب درجة أعلى من الذي قبله فالسالم من الشرك الأكبر والأصغر والكبائر فإنه يدخل الجنة ولكنه قد يأتي ببعض المكروهات والمباحات فهذا يدخل الجنة ولكن قعدت به المباحات عن الوصول لدرجة السابقين ولكن من حقق التوحيد فهو السالم من الشرك الأكبر والأصغر والكبائر والصغائر وأعرض عن الأمور المباحة وإن احتاج إليها من تداوي ونحوه فهذا في درجة السابقين المقربين . فالناس على أحوال ثلاثة :

    أ - من أتى بالتوحيد سالماً من الشرك الأكبر والأصغر ولكنه عنده شيء من الكبائر والصغائر فهذا على خطر فإنه قد يدخل النار .
    ب - قوم يدخلون الجنة ولكن قد يحاسبون حساباً يسيراً ( فسوف يحاسب حساباً يسيراً )
    ج - من حققوا التوحيد وهم السبعون الفاً فهؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب .

    2- قوله تعالى ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) وجه الدلالة من الآية أن من اقتدى بإبراهيم في هذه الصفات فقد حقق التوحيد .

    3 – قوله (أَيّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الّذِي انْقَضّ الْبَارِحَةَ؟ ) فيه أن السلف كانوا يتأملون في الكون ويخافون من نزول العقوبات الكونية .

    4 – قوله (لاَ رُقْيَةَ إِلاّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ ) هذا موقوف على بريدة بن الحصيب وقد جاء مرفوعاً عند أحمد والترمذي وغيرهما وهو صحيح وقد جاء عن عمران بن حصين موقوفاً
    ومعنى الحصر( لا رقية إلا من عين وحمة ) المراد أن أنفع الرقى إذا كانت من عين وحمة وقيل إنه على سبيل الحصر أي لا رقية إلا من عين أو حمة ولعل هذا كان أول الأمر ثم جاء الترخيص في الرقية من غيرهما وهذا هو أقرب الأقوال لأن في القول الأول تأويلاً للنص .

    5-قوله (وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ ) جاء من حديث أبي هريرة ( فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفاً ) وسنده جيد وقد رواه أحمد من عدة طرق ورواه الترمذي من حديث أبي أمامة وجاء عن أبي بكرة ( مع كل واحد سبعون ألفاً ) وهي زيادة لا تصح وهناك زيادة جيدة أيضاً ( وثلاث حثيات من حثيات ربنا ) .

    6 – قوله (هُمُ الّذِينَ َلاَ يَسْتَرْقُونَ ) هذا لا يلزم منه أن الرقية ممنوعة ، ولكن هؤلاء القوم لا يسترقون بمعنى أنهم لا يطلبون ولا يسألون غيرهم أن يرقيهم ، وسؤال الناس فيه نوع تذلل لهم ، فالرقية شيء وسؤال الرقية شيء آخر ، فإذا رقاه الراقي حصل في قلبه نوع تذلل وعبودية للراقي .
    وهذه الصفات لهؤلاء السبعين وقد يكون غيرهم يسترقون ولكنهم أرفع منزلة من هؤلاء السبعين فقد يكون لغيرهم فضائل أخرى ويكونون أعظم أجراً بها كمن يأتي في آخر الزمان وله أجر خمسين من الصحابة فهذا فضل خاص لأقوام خاصين بصفات خاصة وقد يكون غيرهم يفضلهم في أمور أخرى .

    7 – قوله (وَلاَ يَكْتَوُون ) الكي ليس بمحرم وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم والأولى تركه للحديث ( وأنهي أمتي عن الكي ) .

    8 – قوله (سَبَقَكَ بِهَا عُكّاشَةُ ) الأظهر أنه صلى الله عليه وسلم أراد سد الباب وفيه بيان أن عكاشة من أهل الجنة .



    ================


    الباب الرابع - باب الخوف من الشرك

    وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾
    وقال الخليل عليه السلام: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم: 35]
    وفي الحديث: «أخْوَفُ ما أخافُ عليكم الشركَ الأصغر». فسئل عنه فقال: «الرياء».
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار». رواه البخاري.
    ولمسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ الْجَنّةَ, وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ النّارَ».


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع
    ( عشاء الاثنين 20/10 / 1413 )

    1 - على العبد أن يحذر من إفساد وإبطال توحيده فالمسلم قد يفسد توحيده بقول أو فعل أو اعتقاد .

    2 - قوله (باب الخوف من الشرك ) أي من الشرك الأكبر وبعمومه يدخل فيه الشرك الأصغر .

    3 - الشرك : هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله عز وجل .

    4- قوله تعالى ( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ) فيه رد على الخوارج المكفرين بالذنوب ، وقوله تعالى ( لمن يشاء ) فيه رد على المرجئة لأنه قد يعذب قوماً ولا يعذب آخرين فهذا يدل على أن قوماً يدخلون النار خلافاً لقولهم بأن أهل التوحيد لا يعذب منهم أحد .

    5 – قوله تعالى (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) هذه الآية في غير التائبين وأما قوله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) فقد أجمع العلماء أنها في التائبين .

    6 – قوله (وفي الحديث: «أخْوَفُ ما أخافُ عليكم الشركَ الأصغر». فسئل عنه فقال: «الرياء» ) رواه أحمد وهو بمجموع السندين من باب الصحيح لغيره وله شواهد أخرى

    7 - الشرك الأصغر قالوا إنه ما جاء تسميته في النصوص شركاً ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر
    والرياء هو التصنع للمخلوقين بالأفعال والسمعة بالأقوال .

    8- قوله (من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار ) فيه أن المشرك شركاً أصغر يدخل النار على قول لأهل العلم ، وكثير من أهل العلم يرى أن الشرك الأصغر أعظم من الكبائر .




    =======================



    الباب الخامس - باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله
    وقول الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾[يوسف:108].
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن، قال له «إنّكَ تَأْتِي قَوْماً أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله (وفي رواية: إلى أن يوحِّدوا الله)، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ. فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدّ على فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ, فَإِيّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللّهِ حِجَابٌ». أخرجاه.
    ولهما عن سهل بن سعد ( رضي الله عنه ): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «أُعطِينّ الرايةَ غداً رجلاً يُحِبّ اللهَ ورسوله ويُحبّه اللهُ ورسولهُ يَفتحُ اللهُ على يديهِ». فباتَ الناسُ يَدوكون ليلَتَهم أّيهم يُعطاها. فلما أصبحوا الناسُ غَدَوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يُعطاها, فقال: «أينَ عليّ بن أبي طالب؟» فقيل: هو يَشتكي عينَيهِ: فأرسلوا إليه.فأوتي به فبَصَقَ في عينَيه, ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَأ كأنْ لم يكنْ به وَجَع, فأعطاهُ الراية, فقال: «انفُذْ على رِسْلِكَ حتى تنزلَ بساحَتهم, ثم ادُعهم إلى الإِسلام, وَأَخْبِرْهُم بما يَجِبُ عليهم من حقّ اللّهِ فيه, فواللّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللّهُ بكَ رجُلاً واحداً خيرٌ لكَ مِن حُمْرُ النّعَم». (يدوكون)، أي: يخوضون.


    &&&الفوائد المنتقاة على الباب الخامس
    ( عشاء الثلاثاء 21 / 10 / 1413 )

    1- قوله (باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) الدعوة إلى الله واجبة وجوباً كفائياً .

    2 – قوله (فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله ) فيه رد على قول المتكلمين من المعتزلة والأشاعرة والكرامية الذين يقولون أن أول واجب هو النظر أو القصد إلى النظر أو الشك

    3 – قوله (صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدّ على فُقَرَائِهِمْ ) فيه حجة لجمهور العلماء بأنه يجوز صرف الزكاة في صنف دون الأصناف المتبقية .

    4 - قوله (فَإِيّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ) هي النفيسة من الأموال فلا يجوز أخذ كرائم الأموال إلا أن تكون كلها كرائم فإن كان فيها كرائم وأخرى غير كرائم أخذ من الوسط .

    5 – قوله (وَاتّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللّهِ حِجَابٌ ) دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً وفي رواية ( وإن كان كافراً ) والحديث روي من طريقين وسنده لا بأس به .

    6 – في الحديث لم يذكر الحج فقال البعض أن في الحديث اختصاراً من الرواة والصواب أنه لا اختصار في الحديث فالرسول صلى الله عليه وسلم يذكر تارة الشهادتين والصلاة والزكاة وهذا في مقام الدعوة إلى الإسلام فإنه يكتفى في الغالب بذكر هذه الثلاثة فإذا أذعن المدعوون للإسلام للزكاة والصلاة فإنهم من باب أولى أن يذعنوا لغيرها من العبادات ، وأما في مقام تبيين الدين والإسلام يذكر أركان الإسلام الخمسة .

    7 – قوله (فقال: «أينَ عليّ بن أبي طالب؟» ) هذا الحديث من أصح الأحاديث في مناقب علي رضي الله عنه وقد جاء عن عشرة من الصحابة ، وقد جاء في المسند عن بريدة وفيه ( أن أبا بكر أخذ الراية ولم يفتح له وأخذها عمر فلم يفتح له ... ) ويشكل عليه حديث مسلم وفيه قال عمر ( فما تطاولت للأمارة إلا يومئذٍ ) فهذا يدل على أنه لم يأخذ الراية .




    ==========================



    الباب السادس - باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

    وقول الله تعالى ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾[الإسراء: 57].
    قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي(27)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الزخرف:26-28].
    وقوله: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾[التوبة: 31].
    وقوله: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾[البقرة:165].
    وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ, وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّهِ, حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ. وَحِسَابُهُ عَلَى اللّهِ عز وجل». وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس
    ( عشاء السبت 25 /10 / 1413 )

    1 – كأن هذا الباب هوالباب الأخير في بيان حقيقة كلمة التوحيد وما بعده هو بيان لفروع هذه الكلمة وما ينقصها وما يهدمها ويزيلها وعلاقة هذا الباب بما قبله أنه عند الدعوة إلى كلمة التوحيد فعلى المدعو أن يعلم أن عليه أن يبغض من يخالف هذه الكلمة ومعاداته والبراءة منه .

    2 – قوله (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ) التوحيد هو شهادة أن لا إله إلا الله فهما من باب المترادفان وهما ما اختلفا لفظاً واتفقا معناً .

    3 – قوله (وقول الله تعالى ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ ) هذه الآية لها سبب نزول كما رواه البخاري عن ابن مسعود ( أنه كان رجال من الإنس يعبدون الجن فآمن الجن وبقي الإنس على كفرهم ) .


    4 – قوله تعالى (يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ ) الوسيلة هي كل ما يقرب إلى الله عز وجل من الطاعات .

    5 - قوله تعالى (قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾ ) وجه علاقة الآية بالباب أن إبراهيم لم يكتف بقول كلمة التوحيد بل أضاف إليها التبرؤ من الشرك وأهله .

    6 - قوله تعالى (﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ) الطاعة في التحليل والتحريم هي في الحقيقة اتخاذ ند مع الله عز وجل لأن التشريع واعتقاد مشرع غير الله عز وجل هو إبطال لحق الربوبية وتنقص لجناب الإلوهية .

    7 – قوله تعالى (﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ ) إي أنهم يحبون أندادهم كما يحبون الله تعالى فهم يسوون حبهم للأنداد كحب الله عز وجل وهذا هو أصوب الأقوال فيها
    والذين آمنوا أشد حباً لله من محبة المشركين لله لأنها محبة مخلصة لله عز وجل وهذا هو أصوب الأقوال فيها .




    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:12

    الباب السابع - باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

    وقول الله تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾[الزمر:38].
    وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ t أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَىَ رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ. فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالَ: هَذِهِ مِنَ الْوَاهِنَةِ. فَقَالَ: «انْزِعْهَا, فَإِنّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاّ وَهْناً، فإنَّكَ لوْ مِتَّ وهي عليْك، ما أَفْلَحتَ أبداً». رواه أحمد بسند لا بأس به.
    وله عن عقبة بن عامر مرفوعاً: «من تعلَّق تميمةً، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعة، فلا ودَع الله له»
    وفي رواية: «من تعلَّق تميمةً، فقد أشْرَك».
    ولابن أبي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾[يوسف: 106].

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع
    ( عشاء الاثنين 27/ 10 / 1413)

    1- لما ذكر المصنف التوحيد وبيّن حقيقته أراد أن يبين ما يناقض ويبطل هذا التوحيد فمن تمام التوحيد معرفة ما يناقضه وبدأ بذكر ما يناقض التوحيد من الشرك الأصغر كأنه أراد أن يبين أن الشرك الأصغر بريد الشرك الأكبر .

    2 – قوله (من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ) أي من الشرك الأصغر .

    3 - قول الله تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ وجه الدلالة من هذه الآية أن هذه المعبودات إذا كانت لا تنفع ولا تضر فمن الواجب أن تعبدوا من يملك النفع والضر وعليكم أن تكفروا بهذه المعبودات كلها لكونها لا تملك النفع والضر .

    4 – قوله (وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ) الحديث سنده عند أحمد فيه مبارك بن فضالة وهو ضعيف ولكن تابعه أبو صالح الخزاز عند ابن حبان ومنصور بن المعتمر عند الطبراني فهو بمجموع طرقه يتقوى فالحديث جيد
    والحسن سمع من عمران بن حصين بدليل أنه قال في المسند حدثني عمران بن حصين وقد نص جمع من أهل العلم أن الحسن سمع من عمران بن حصين رضي الله عنه .

    5 – قوله (انْزِعْهَا, فَإِنّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاّ وَهْناً ) لأنها ليست من الأسباب الجائزة الشرعية وليست من الأسباب المجربة أو المعروفة قدراً .

    6- قوله (فإنَّكَ لوْ مِتَّ وهي عليْك، ما أَفْلَحتَ أبداً ) فيه شاهد لمن قال أن الشرك الأصغر لا يغفر لصاحبه إذا مات ولم يتب منه .

    7- قوله (وله عن عقبة بن عامر مرفوعاً: «من تعلَّق تميمةً، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعة، فلا ودَع الله له» ) هذا الحديث رواه أحمد من طريق فيه رجل مستور الحال فهو حسن لغيره لما بعده .

    8 – قوله (وفي رواية: «من تعلَّق تميمةً، فقد أشْرَك» ) رواه أحمد بسند صحيح ، إذا ظن أن هذه التميمة لها المقدرة على دفع البلاء أو رفعه والسبب الأكبر فيه فهو شرك أكبر وأما إذا ظن أنها وسيلة وسبب فهو شرك أصغر .

    9- لا يجوز أن يجعل الشيء سبباً إلا إذا علمنا أنه يعلم نفعه ولم يأت دليل على منعه وهذا في الأسباب القدرية فشرطها العلم بنفعها والعلم بعدم المانع منها .

    10 - قوله (ولابن أبي حاتم عن حذيفة رضي الله عنه : أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ فيه الصحابة يستدلون بما نزل في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر وهذا الأثر رواه ابن أبي حاتم عن عاصم الأحول عن عزرة وليس عن عروة هذا هو الأظهر والسند منقطع بين عزرة وحذيفة والسند بحاجة للمراجعة .




    ======================



    الباب الثامن - باب ما جاء في الرقى والتمائم الباب الثامن - باب ما جاء في الرقى والتمائم

    في الصحيح عن أَبي بَشِيرٍ الأَنْصَارِيّ رضي الله عنه ، أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ. فَأَرْسَلَ رَسُولاً: «أَنْ لاَ يَبْقَيَنّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ, أَوْ قِلاَدَةٌ, إِلاّ قُطعَتْ».
    وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ الرّقَى وَالتّمائمَ وَالتّوَلَةَ شِرْك». رواه أحمد وأبو داوود.
    (التّمائم) شيء يعلق على الأولاد من العين؛ لكن إذا كان المعلق من القرآن, فرخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه, منهم ابن مسعود t.
    و(الرّقي): هي التي تسمى العزائم، وخَصَّ منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله rمن العين والحُمة.
    و(التّوَلَةَ) شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته.
    وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعاً: «مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ» رواه أحمد والترمذي.
    وروى أحمد عن رويفع، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا رُوَيْفع! لعلَّ الحياةَ تَطُولُ بك، فأخبِرِ الناسَ أنَّ مَن عقَد لحيتَه، أو تقلَّد وتراً، أو استنجى برجيع دابَّة أو عظْم، فإن محمداً بريءٌ منه».
    وعن سعيد بن جُبَير، قال: من قطع تميمة من إنسان، كان كعِدْلِ رقبة. رواه وكيع.
    وله عن إبراهيم، قال: كانوا يكرهون التمائم كلَّها من القرآن وغير القرآن.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن
    ( عشاء الثلاثاء 28/ 10 / 1413 )

    1- لما كان لبس الحلقة والخيط شرك جاء تبويبه السابق بالجزم ( من الشرك ) وأما هنا فالتبويب يشعر بأن المسألة فيها تفصيل ولذا لم يقل من الشرك فأورد الترجمة بقوله (باب ما جاء في الرقى والتمائم ) ليبين أن في الرقى والتمائم تفصيل ، فالرقى منها ما هو جائز وهو ما كان بالآيات القرآنية ومنها ما هو محرم مما يكون بأسماء الشياطين أو باسم مجهول أو بأشياء غامضة ، والتمائم منها نوع محرم وهو ما سبق من الخيط والحلقة وما شابهها مما يعلق سواء كان خيطاً أو خرزاً أو خشبة أو غيرها مما يعلق ، ونوع آخر من التمائم في جوازه خلاف وهو إذا كان المعلق من القرآن أو السنة .

    2- قوله (أَنْ لاَ يَبْقَيَنّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ, أَوْ قِلاَدَةٌ, إِلاّ قُطعَتْ ) قيل أن (أو قلادة ) شك من الراوي وقيل أنها بمعنى ( و ) يعني وقلادة سواء من وتر أو من غيره ، والأظهر أنه شك من الراوي والنهي عن القلائد من الأوتار لما ورد عند أبي داود والنسائي ( قلدوا الخيل ولا تقلدوا الأوتار ) وجاء عند أبي داود ( لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر و قلادة ) على عموم القلائد
    والنهي جاء عن تقليد الإبل خاصة لأنهم يظنون أن في تقليدها بالأوتار دفعاً للعين فنهي عنه سداً للذريعة .

    2 – قوله (وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنّ الرّقَى وَالتّمائمَ وَالتّوَلَةَ شِرْك». رواه أحمد وأبو داوود.) الحديث له شواهد أخرى فيكون من باب الحسن أو الحسن لغيره .


    3 – قال الشارح ( اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم اختلفوا في جواز تعليق التمائم التي من القرآن واسماء الله وصفاته فقالت طائفة : يجوز ذلك .. وقالت طائفة : لا يجوز ذلك ) قال الشيخ : الجمهور عدم جواز تعليق التمائم مطلقاً سواءً كانت من القرآن والسنة أو من غيرها لأن تعليق القرآن وسيلة لتعليق غيرها والقاعدة سد الذرائع فقول الجمهور هو الصحيح ويدل عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى قول الأذكار صباحاً ومساءً فلو كان تعليق الأذكار جائزاً ودافعاً للشر لما كان إرشاده بقول الأذكار فائدة ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين ولو كان التعليق للأذكار كافياً لأمر علياً أن يعلق عليهما تميمة ثم إن العبادات مبناها على التوقيف ولا دليل على جواز تعليق التمائم من القرآن
    ثم ما ينقل عن آحاد الصحابة ولم ينقل عن أحد من الصحابة موافقته وظاهر قوله كان مخالفاً للنصوص فإنه لا يؤخذ به باتفاق العلماء فكيف وقد خالفه بعض الصحابة وما جاء عن عبد الله بن عمرو عند أبي داود ولا أعلم صحته وعلى فرض صحته فهو إنما علقها على طفل صغير لا يحسن القراءة ولم يعمم ذلك فالصواب أن تعليق التمائم مطلقاً بدعة .

    4 – قوله (وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعاً: «مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ» رواه أحمد والترمذي) عبد الله بن عكيم لم يصح له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم وهو بهذا السند ضعيف وله شاهد من طريق الحسن عن أبي هريرة عند النسائي فهو من باب الحسن لغيره وله شواهد أخرى من غير هذا اللفظ .

    5 – قوله (وروى أحمد عن رويفع ) رواه أبو داود بإسناد ضعيف ورواه النسائي بإسناد لا بأس به

    6 – قوله (أنَّ مَن عقَد لحيتَه ) ( قال الشارح : قال أبو زرعة بن العراقي : والأولى حمله على عقد اللحية في الصلاة )
    قال الشيخ : هذا فيه نظر لأن العقد في الصلاة لا يصل إلى حد كونه كبيرة أو شركاً .

    7 – قوله (فإن محمداً بريءٌ منه ) هو على ظاهره فأهل السنة يجرون نصوص الوعيد على ظاهرها .

    8 - قوله (وعن سعيد بن جُبَير، قال: من قطع تميمة من إنسان، كان كعِدْلِ رقبة. رواه وكيع.) ذكر أهل العلم أن التابعي إذا قال شيئاً لا مجال للرأي فيه فإنه يكون مرسلاً .

    9 – قوله (كانوا يكرهون التمائم ) أي كراهة التحريم وهذا هو مراد السلف بالكراهة .

    10 – اختار شيخ الإسلام أنه لا بأس بكتابة الآيات في زعفران ثم يجعلها في ماء ويرتقي بها وورد عن ابن عباس جوازه

    11 – ظاهر السنة أنه لا بأس بأخذ الأجرة على القراءة لحديث ( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) رواه البخاري ولحديث أن أبي سعيد الخدري حينما اشترطوا أن يجعل لهم جعلاً للرقية بالفاتحة .




    =====================



    الباب التاسع - باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما الباب التاسع - باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما

    وقول الله تعالى (أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى(19)وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى(20)أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى(21)تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾[النجم:19-22].
    وعن أبي وَاقِدٍ الّليْثِيّ ، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سِدْرَة يعكفون عندها ويَنُطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذاتُ أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسولَ الله اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فقال رسول الله r: «الله أكبر! إنها السنن! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾[الأعراف: 138]. لَتَرْكَبُنّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ». رواه الترمذي وصححه.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع
    ( عشاء السبت 3 / 11/ 1413 )

    1- هذا الباب فيما يتعلق بنقيض التوحيد وهو الشرك فذكر هنا أنواعاً من الشرك التي كان عليها أهل الجاهلية والتي أزالها الإسلام ، وأن هذه الأشياء تقع وتحدث في هذه الأمة كما في حديث أبي واقد الليثي .

    2 - قوله (باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما ) من هنا شرطية وجوابها محذوف تقديره فقد أشرك ونحو الشجر والحجر البقعة المعظمة والصنم وغيرهما .

    3 – التبرك لا يكون إلا عند تأله في القلب لذلك الشيء المتبرك به وإن لم يكن في بداية الأمر إلا أنه يؤول إليه فالشرك الأصغر ذريعة الشرك الأكبر .

    4-قوله (وعن أبي وَاقِدٍ الّليْثِيّ ) رواه الترمذي بسند صحيح .

    5 - قوله (فقلنا: يا رسولَ الله اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ) هذا يدل على أن حديث العهد بالإسلام تخفى عليه أشياء من أمور الدين وإن كان عظيماً .




    ===========================



    الباب العاشر- باب ما جاء في الذبح لغير الله الباب العاشر- باب ما جاء في الذبح لغير الله

    وقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لَا شَرِيكَ لَهُ﴾الآية[الأنعام: 162-163].
    وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 2].
    عن علي رضي الله عنه قال: حَدّثَنِي رسول الله صلى اللله عليه وسلم بِأَرْبَعٍ كَلِمَاتٍ «لَعَنَ اللّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللّهِ. لَعَنَ اللّهُ مَنْ آوَىَ مُحْدِثاً. لَعَنَ اللّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ. لَعَنَ اللّهُ مَنْ غَيّرَ الْمَنَارَ.» رواه مسلم
    وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب» قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: «مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقربه. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار. فقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل. فضربوا عنقه، فدخل الجنة» رواه أحمد

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب العاشر
    ( عشاء الاثنين 5/ 11/ 1413 هـ )

    1 - الذبح لغير الله شرك فإذا ذبح بغير اسم الله عز وجل فهي ذبيحة محرمة وفعله شرك .

    2 – قوله (عن علي رضي الله عنه، قال: حَدّثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأَرْبَعٍ كَلِمَاتٍ «لَعَنَ اللّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللّهِ. لَعَنَ اللّهُ مَنْ آوَىَ مُحْدِثاً. لَعَنَ اللّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ. لَعَنَ اللّهُ مَنْ غَيّرَ الْمَنَارَ.» رواه مسلم ) هو في الصحيحين من غير هذا اللفظ .

    3 – قوله (لَعَنَ اللّهُ مَنْ آوَىَ مُحْدِثاً ) المراد به الحدث من جهة البدعة في الدين والحدث من جهة الجناية والظلم .

    4 – قوله (وعن طارق بن شهاب ) الحديث أخرجه أحمد في الزهد وإسناده صحيح إلا ما كان من تدليس الأعمش عن سليمان والحديث موجود في الزهد موقوفاً على طارق بن شهاب والحديث إن لم يكن مرفوعاً صراحة فهو مرفوع حكماً لأنه لا مجال للرأي فيه .

    5 – قوله (فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار ) هذا الرجل إن كان قد قرب تعظيماً لهذا الصنم ورضي بفعله فهو كافر مرتد وإن كان تقربه على سبيل الخوف منهم فلعله ليس في دينهم رخصة وعذر بالإكراه ويظهر أنه لم يمتنع ولم يتقي من التقريب للصنم




    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:21

    الباب الحادي عشر - باب لا يُذبح لله في مكان يُذبح فيه لغير الله

    وقول الله تعالى: ﴿لاَ تَقُمْ فِِيهِ أَبَداً لََمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ﴾[التوبة: 108].
    وعن ثَابِت بن الضّحّاكِ رضي الله عنه، قال: نَذَرَ رَجُلٌ أنْ يَنْحَرَ إبِلاً بِبُوَانَةَ، فسأل النبي صلى اللله عليه وسلم فقال: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أوْثَانِ الْجَاهِلِيّةِ يُعْبَدُ؟». قالُوا: لاَ. قالَ: فهَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أعْيَادِهِمْ؟ قالُوا: لاَ. قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوْفِ بِنَذْرِكَ فَإنّهُ لاَ وَفَاءَ لِنِذْرٍ في مَعْصِيَةِ الله وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابنُ آدَمَ». رواه أبو داوود، وإسناده على شرطهما

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي عشر
    ( عشاء السبت 10 /11/ 1413هـ )

    1 – ذكر في هذا الباب الوسيلة إلى الشرك الذي ذكره في الباب السابق .

    2 – الوثن ما كان على غير صورة ، والصنم ما كان على صورة .

    3 – قوله (وإسناده على شرطهما ) داود بن رشيد سمع من شعيب بن إسحاق فتحقق شرط البخاري من سماع داود من شعيب والمقصد هو تحقق شرطهما الذي شرطاه ولا يلزم أن يرويا الحديث بنفس الإسناد .




    ====================



    الباب الثاني عشر - باب من الشرك النذر لغير الله تعالى

    وقول الله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾[الإنسان: 7].
    وقوله: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَمَا للظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾[البقرة: 270].
    وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «منْ نذَرَ أنْ يطيعَ اللهَ، فليطعْه، ومن نذر أن يعصيَ الله، فلا يعصِه».

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني عشر
    ( عشاء الاثنين 12 / 11 / 1413 )

    1- قوله ( من الشرك النذر لغير الله تعالى ) أي من الشرك الأكبر لأن النذر عبادة لا يجوز صرفها إلا لله عز وجل .

    2 - قول الله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ مدحهم الله عز وجل على الوفاء بالنذر ولم يمدح النذر فلا يخالف الأحاديث الواردة في كراهة النذر والنهي عنه والأظهر أنه يكره مطلقاً والله عز وجل لا يمدح إلا على فعل واجب أو مستحب وذلك هو العبادة .

    3 - الحلف بغير الله شرك أصغر في أصله فإذا كان الحالف يظن في المحلوف به أمراً يعظمه له فهذا شرك أكبر فهو في الأصل شرك أصغر وهو شرك في اللفظ أما النذر فإن المرء لا ينذر إلا إذا كان في قلبه تعظيم للمنذور له فلهذا كان صرفه لغير الله شركاً أكبر .

    4 - قوله صلى الله عليه وسلم (منْ نذَرَ أنْ يطيعَ اللهَ، فليطعْه ) فيه حجة لمن قال أن النذر المباح المرء مخير فيه بين الفعل أو الترك فلا يجب عليه الفعل فإن ترك الفعل فلا شيء عليه ويكفر كفارة يمين .




    ==========================



    الباب الثالث عشر - باب من الشرك الاستعاذة بغير الله

    وقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً﴾[الجن: 6]
    وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ, لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ, حَتّىَ يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» رواه مسلم

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث عشر
    ( عشاء السبت 17 / 11 / 1413 )

    1 - أجمع العلماء على أنه لا تجوز الاستعاذة إلا بالله عز وجل والاستعاذة بغيره شرك ، والمخلوق يستعاذ به فيما يقدر عليه إذا كان حياً حاضراً .

    2 - قول الله تعالى (فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) أي فزاد الجنُ الإنسَ خوفاً ورهقاً ، وقيل زاد الجنُ الإنسَ إثماً باستعاذتهم بهم وكلا الأمرين صحيح .

    3 - قوله (وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ, لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ, حَتّىَ يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» رواه مسلم ) وقد رواه الترمذي وزاد( ثلاثاً ) .

    4 - وقوله ( من شرك ما خلق ) ما موصولة على العموم

    5 - قوله ( لم يضره شيء ) نكرة في سياق النفي تفيد أنه لا يضره أي شيء .




    ====================



    الباب الرابع عشر - باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو أن يدعو غيره

    وقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَّشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[يونس: 106 -107].
    وقوله: ﴿إِنَّ الذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقأ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[العنكبوت:17].
    وقوله: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ(5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِِعِبَاَدِتِهمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف:5-6].
    وقوله: ﴿أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ﴾[النمل: 62].
    روى الطبراني بإسناده: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله».

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع عشر
    ( عشاء السبت 16 / 4 / 1414)

    1- قوله (من الشرك أن يستغيث بغير الله أو أن يدعو غيره) أي من الشرك الأكبر

    2 - الاستغاثة الطلب مع شدة الحاجة أما الدعاء فيكون في حال الشدة وغيرها فالدعاء أعم من الاستغاثة . فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة والاستغاثة طلب الغوث كما أن الاستعانة طلب العون والاستنصار طلب النصر .

    3- قوله (أو أن يدعو غيره ) يريد به دعاء المسألة لا دعاء العبادة لأن المشركين يزعمون أن العبادة هي مجرد الصلاة والصوم والحج من العبادات أما الدعاء فليس بعبادة عندهم فأراد المصنف هنا أن يثبت أن الدعاء عبادة وأن صرفه لغير الله شرك أكبر .

    4 - دعاء العبادة والمسألة متلازمان فدعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة ودعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة فكل سائل عابد لله عز وجل بهذا الدعاء ومتقرب إليه .

    5 - قوله تعالى ﴿أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ﴾ هذا نص بأن إجابة المضطر حاصلة له ولكن قد تكون الإجابة بأن يعطى ما سأل أو يدفع عنه من الشر مثلها أو تدخر له في الآخرة ، فالمضطر دعوته مجابة سواء كان مسلماً أو كافراً .

    6 - قوله (روى الطبراني بإسناده: أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله»)
    الحديث في المسند عن عبادة بن الصامت ، والغالب في المنافقين أن أذيتهم تكون عن طريق القول فهم لا يستطيعون الإيذاء عن طريق الفعل
    وهذا الحديث إن صح فإنه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه لا يستغاث بي ) مع جواز الاستغاثة والاستعانة بالحي الحاضر القادر
    أ - أن هذا من باب مبالغته صلى الله عليه وسلم في تحقيق التوحيد
    ب - الوجه الثاني : أن المراد بقوله (، إنما يستغاث بالله) أي الاستغاثة المطلقة والتامة وإلا فيجوز الاستغاثة بالمخلوق ولكنها استغاثة مقيدة بقدر استطاعته





    =========================




    الباب الخامس عشر - باب قول الله تعالى﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ(191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾[الأعراف:191-192]

    وقوله: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ(13)إنْ تَدْعُوهُمْ لاً يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يَنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾[فاطر:13]،
    وفي الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: شج النبي صلى الله عليه وسليم يَوْمَ أُحُدٍ، و كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فقال: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا نَبِيّهُمْ؟»، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: 128].
    وفيه: عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا رفعَ رأسَه من الرّكوع منَ الرّكعةِ الآخِرةِ من الفجر يقول: اللهمّ العَنْ فلاناً وفلاناً وفلاناً, بعدَما يقول سمعَ اللّه لمن حَمِدَه ربّنا ولكَ الحمد. فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾[آل عمران:128].
    وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: 128]
    وفيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: ﴿وأنذِرْ عَشيرتَكَ الأقرَبين﴾ [الشعراء: 214]، فقال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ (أو كلمة نحوها) اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ [مِنَ الله]. لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئَاً. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً. يَا عَبّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شَيْئاً. يَا صَفِيّةُ عَمّةَ رَسُولِ اللّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللّهِ شَيْئاً. يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ سَلِينِي بِمَا شِئْتِ. لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً».

    & الفوائد المنتقاة على الباب الخامس عشر
    ( عشاء الاثنين 18 / 4 / 1414 )

    1 - قوله (وفي الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: شج النبي صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، و كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فقال: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا نَبِيّهُمْ؟»، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾) قوله في الصحيح : أي في صحيح البخاري معلقاً مجزوماً به عن ثابت البناني وحميد الطويل ، وقد رواه مسلم .


    2 - قوله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ) الأظهر أنها نزلت بعد غزوة أحد عندما كان رسول الله عليه وسلم يدعو في صلاة الفجر كما رواه مسلم ، لا أنها نزلت في شأن ما جرى له صلى الله عليه وسلم في أحد ، وأورد البخاري في رواية أنها نزلت في رعل وذكوان ولكن الصواب فيها ما أخرجه مسلم في سبب نزولها ، وما ذكره البخاري فيها فالصحيح أنها مدرجة وأنها من بلاغات الزهري .

    3 - قوله (وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ ) أخرجها البخاري معلقة مرسلة .




    ======================




    الباب السادس عشر - باب قول الله تعالى:﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[سبأ:23].

    وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:«إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك:﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[سبأ:23]، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مئة كَذْبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء».
    وعن النوّاس بن سِمعان (رضي الله عنه )، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلّم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة (أو قال: رعدة شديدة) خوفاً من الله عز وجل. فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعِقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء، سأله ملائكتُها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق، وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل»


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس عشر
    ( عشاء السبت 23/ 4 / 1414)

    1- قول الله تعالى:﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ الآية فيها إشارة إلى أنه لا يجوز أن يتخذ من دون الله معبوداً آخر غيره فالملائكة وهم أعظم المخلوقات يصيبهم الفزع والخوف حين يقضي الله عز وجل الأمر في السماء فغيرهم ممن هم دونهم من باب أولى أن لا يتخذوا معبودات لضعفهم وعجزهم .
    2 - قوله (وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه) رواه البخاري عن ابن مسعود موقوفاً ورواه أبو داود بإسناد جيد
    3 - قوله (كأنه سلسلة على صفوان ) هذا فيه تشبيه لقوة الصوت لكلامه سبحانه وتعالى بأنه كأنه سلسلة على صفوان .
    4 - قوله (فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها ) السماء محروسة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعد بعثته وكذلك بعد وفاته ولكنها بعد بعثته شدد في الحراسة كما ذكره شيخ الإسلام في الجواب الصحيح .




    ==========================



    الباب السابع عشر - باب الشفاعة
    وقوله الله عز وجل: ﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[الأنعام: 51]
    وقوله: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾[الزمر:44].
    وقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾[البقرة:255].
    وقوله: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾[النجم:26].
    قوله: ﴿قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ(22)وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾[سبإ:22-23].
    قال أبو العباس رحمه الله تعالى: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى﴾[الأنبياء:28], فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : «أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده -لا يبدأ بالشفاعة أولاً - ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع»
    وقال له أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه».
    فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله.
    وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع. ليكرمه وينال المقام المحمود.
    فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه رحمه الله.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع عشر
    ( عشاء الاثنين 25 / 4 / 1414)
    1 - أراد المصنف بهذا الباب بيان شيء من باطل المشركين وهو ما يتعلقون به من الشركيات
    كالشفاعة المنفية .
    2 - النذارة : هي الإعلام بأسباب المخافة للحذر منها .
    3 - قوله تعالى (وقوله: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ ) تقديم الجار والمجرور يدل على اختصاص الشفاعة بالله عز وجل . وحقيقة الشفاعة المثبتة أن عز وجل يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع .







    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:26


    الباب الثامن عشر - باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[القصص:56]

    وفي الصحيح عن ابن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهلٍ، فقال له:«يا عم! قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله» فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا، فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لاستغفرن لك ما لم أنه عنك».
    فأنزل الله عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى﴾[التوبة:113]
    وأنزل الله في أبي طالب ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[القصص:56].


    & الفوائد المنتقاة على الباب الثامن عشر
    ( عشاء السبت 1 / 5/ 1414 )

    1 - أراد المصنف إثبات أن الله عز وجل هو المتصرف في أمور هذا الكون كله وهذا فيه رد على المشركين الذين يعتقدون أن للأولياء والصالحين حق في التصرف في هذا الكون وفي الهداية والضلالة .

    2 - النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أبا طالب حباً طبيعياً لأنه كان يدافع عنه لا حباً شرعياً .

    3 - قوله (لما حضرت أبا طالب الوفاة ) يعني علامات الوفاة وأسبابها وليست الغرغرة .

    4 - قوله (فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب ) لعل قوله ( هو ) من الرواة وأن أبا طالب قال
    ( أنا على ملة عبد المطلب ) ولكن الراوي استبشع قول هذه اللفظة فقال ( هو )

    5- قول الله تعالى ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى﴾ اختلف العلماء هل هذه الآية نزلت مباشرة بعد قصة أبي طالب أم نزلت بعد . والصواب أن النهي لم ينزل إلا بعد ذلك بدليل رواية البخاري في التفسير ( فأنزل الله عز وجل بعد ذلك ) والأصل عدم تعدد النازل .




    ===================



    الباب التاسع عشر - باب ما جاء أن سبب كُفْرِ بني آدم وتركِهم دينهم هو الغلو في الصالحين

    وقول الله عز وجل: ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الحَقَّ﴾[النساء: 171].
    وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا(23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثٍيرًا﴾[نوح:23-24] قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا، أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسي العلم، عبدت. وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
    وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله». أخرجاه.
    ولمسلم عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هلك المتنطعون». قالها ثلاثا.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع عشر
    ( عشاء الاثنين 3 / 5 / 1414 )

    1 - الأصل في بني آدم التوحيد والشرك طاريء ( خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين ... )

    2 - قوله (وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ) رواه البخاري في التفسير من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ، وعطاء هذا هو ابن أبي مسلم الخراساني وهو لم يسمع من ابن عباس ولم يسمع منه ابن جريج وجزم ابن حجر أنه عطاء ابن أبي رباح والصواب أنه عطاء بن أبي مسلم كما جاء مصرحاً باسمه عند عبد الرزاق في تفسير الآية وعليه فيكون السند منقطعاً ، والبخاري في المعلقات وخصوصاً الموقوف منها يأخذ من الراوي ولو كان فيه لين .

    3 - قوله (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ) قيل أنها اسماء رجال صالحين وقيل أنها أصنام والقولان متلازمان لأن هؤلاء كانوا رجالاً صالحين فلما ماتوا نصب قومهم لصورهم أنصاباً فعبدوهم فكانت أصناماً .

    4 - قوله (وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله». أخرجاه. ) بل هو من أفراد البخاري فلم يخرجه مسلم .




    ===========================



    الباب العشرون - باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟

    في الصحيح عن عائشة، أن أُمّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأرض الْحَبَشَةِ، وما فيها من الصور، فقال: «أُولَئِكِ, إِذَا مات فِيهِمُ الرّجُلُ الصّالِحُ أو العبد الصالح، بَنَوْا عَلَىَ قَبْرِهِ مَسْجِداً، وَصَوّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله» فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل.
    ولهما عنها، قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خُمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ. فَإِذَا اغْتَمّ بها كشَفَهَا فقال وهو كذلك: «لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا، وَلَوُلاَ ذَلكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ, غَيْرَ أَنّهُ خُشِيَ أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً. أخرجاه
    ولمسلم عن جندب بن عبد الله، قال: سَمِعْتُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ, وَهُوَ يَقُولُ: «إِنّي أَبْرَأُ إِلَى الله أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ, فَإِنّ الله قَدِ اتّخَذَنِي خَلِيلاً, كَمَا اتّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً, وَلَوْ كُنْتُ مُتّخِذاً مِنْ أُمّتِي خَلِيلاً لاَتّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً. أَلاَ وَإِنّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ, أَلاَ فَلاَ تَتّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ».
    فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن -وهو في السياق- من فعله. والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد وهو معنى قولها: خُشِيَ أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً.
    فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً، وكل موضع قصدت الصلاة فيه، فقد اتخذ مسجداً، بل كل موضع يصلى فيه، يسمى مسجداً، كما قال صلى الله عليه وسلم : « جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً».
    ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود (رضي الله عنه ) مرفوعاً: «إنّ من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد». ورواه أبو حاتم في صحيحه.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب العشرين
    ( عشاء السبت 8 / 5 / 1414 )

    1 - قوله (باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح ) أي ما جاء في النصوص في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح ...

    2 - تعظيم الصور من أعظم ذرائع الشرك .

    3 - قوله (اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ) لا يلزم من اتخاذ القبور مساجد هو بناء المساجد عليها بل المراد عبادة الله عز وجل عندها .
    4 - قوله (. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ) عند مسلم ( قبور أنبيائهم وصالحيهم )
    5 - قوله (فَإِنّ الله قَدِ اتّخَذَنِي خَلِيلاً, كَمَا اتّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) ليست الخلة لأحد غير محمد وإبراهيم عليهما السلام .





    ===========================




    الباب الحادي والعشرون - باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله

    روى مالك في الموطأ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «اللّهُمّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ, اشْتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَىَ قَوْمٍ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
    ولابن جرير بسنده، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهد: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾[النجم: 19]. قال: كان يلتُّ لهم السويق، فمات، فعكفوا على قبره. وكذا قال أبو الجوزاء، عن ابن عباسٍ: كان يلتُّ السويق للحاج.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ وَالمُتّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسّرُجَ». رواه أهل السنن.

    & الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والعشرين
    ( عشاء الاثنين 10/ 5 / 1414 )

    1 - قوله (روى مالك في الموطأ ) رواه مالك في الموطأ مرسلاً وله شواهد كثيرة وقد روى الإمام أحمد له شاهداً بسند جيد عن أبي هريرة فيحتج بهذا المرسل لشاهده المتصل .

    2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللّهُمّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ ) قال جمع من أهل العلم أن الله جل وعلا استجاب دعاءه وحمى قبره فلا يصل إليه أحد ولا يمسه أحد
    وقد أمر الوليد بن عبد الملك بإدخال الحجرة التي فيها قبره عليه الصلاة والسلام في المسجد وقد أنكر عليه سعيد بن المسيب ، وعندما فعل الوليد ذلك لم يكن أحد من الصحابة بالمدينة وكان آخر الصحابة بها جابر وقد توفي قبل ذلك بسنوات ، فلا يكون القبر وثناً إلا إذا فعل عند القبر نفسه تقرب أو عبادة فلهذا استجاب الله دعاءه صلى الله عليه وسلم .

    3 - قوله (ولابن جرير بسنده، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهد: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾[النجم: 19]. قال: كان يلتُّ لهم السويق، فمات، فعكفوا على قبره ) سنده صحيح ورواه عبد بن حميد في التفسير بسند صحيح .

    4 - قوله (وكذا قال أبو الجوزاء، عن ابن عباسٍ: كان يلتُّ السويق للحاج. ) أبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله الربعي وهذا الأثر أخرجه البخاري موصولاً .

    5 - قوله (وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ وَالمُتّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسّرُجَ )
    الحديث فيه كلام ولكن له شاهد من طريق أبي هريرة عند أحمد وابن ماجة والترمذي وشاهد آخر من طريق حسان بن ثابت عند أحمد وابن ماجة فالحديث بمجموع طرقه من باب الصحيح أو الصحيح لغيره ، وأكثر النصوص ( زائرات ) وبعضها ( زوارت )

    6 - جمهور الفقهاء على القول بكراهة زيارة النساء للقبور وتدور أقوالهم بين الإباحة والكراهة ولم يقل أحد من العلماء أنها مستحبة والأظهر هو القول بالتحريم ، فالنساء ضعيفات الصبر والتحمل ولما في زيارتها من المنكرات العظيمة فلهذا حرم الشرع زيارتها للقبور

    7- قوله (والسرج ) هذه اللفظة تفرد بها أبو صالح مولى أم هانيء ولها شاهد من حيث المعنى في النهي عن اتخاذ المساجد قبوراً وتعظميها فالصواب أنها ثابتة من حيث المعنى .

    8 - قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه غير مشروع لا للرجال ولا للنساء وفعل ابن عمر لم يوافقه عليه أحد من الصحابة والسنة هي عند دخولك المسجد هي السلام عليه فقط عند دخولك المسجد وهو أفضل من قصد القبر والسلام عليه .





    ===========================




    الباب الثاني والعشرون - باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسدِّه كل طريق يوصل إلى الشرك

    وقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(128) فَإِن تَوَلَّوا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ﴾[التوبة: 128-129].


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً, وَلا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً, وَصَلّوا عَلَيّ فإِنّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ». رواه أبو داوود بإسناد حسنٍ ورواته ثقات

    وعن علي بن الحسين رضي الله عنه ، أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخل فيها، فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: «لا تتخذوا قَبْرِي عِيداً، ولا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً، وَصَلّوا عَلَيّ، فإن تسليمكم يبلغني أين كُنْتُمْ». رواه في المختارة.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والعشرين
    ( عشاء السبت 15 / 5 / 1414)

    1- قوله (عن أبي هريرة رضي الله عنه ) الحديث له طرق وله شاهد من طريق علي بن الحسين وله طريقان مرسلان فالحديث صحيح لغيره بمجموع طرقه .

    2 - قوله (وعن علي بن الحسين ) رواه الموصلي أيضاً في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه ولهما شاهدان مرسلان عند سعيد بن منصور فالحديث أقل أحواله حسن لغيره .

    3 - قوله (فإن تسليمكم يبلغني أين كُنْتُمْ ) هذه اللفظة جيدة ولها شاهد عند النسائي ( إن لله ملائكة سياحون يبلغوني سلام أمتي ... ))

    4 - سماع الأموات لسلام من يسلم عليهم ذكره ابن عبد البر وكلها أسانيدها ضعيفة جداً .

    5 - ورد عند الدارمي عن عائشة( أن في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما يشبه الكوة إذا فتحت يمطرون ) وفيه النكري وله مناكير .
    7- جمهور الفقهاء على أنه تشرع زيارة قبره صلى الله عليه وسلم واحتجوا بحديث ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي فأرد عليه تسليمه ) وهذا الحديث رواه أبو داود وفي ثبوته نظر في سنده ومتنه وأما من حيث المعنى فلا دلالة فيه على مشروعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ، والسلام عليه عند غير قبره أفضل من السلام عليه عند قبره لأنه أمر متفق عليه كالسلام عليه في الصلاة وعند دخول المسجد لأنه جاءت به النصوص وهو خاص به


    وأما السلام عليه عند القبر فليس مختصاً به بل يسلم عليه عند قبره كما يسلم علي غيره عند قبره ، وما يختص به أفضل مما يشركه فيه غيره وحديث ( فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم ) أما يحمل على السلام العام كالسلام عند دخول المسجد وغيره وإما يحمل على السلام عند القبر وهذا غير متحقق الآن حيث أنه لا يستطاع زيارة قبره وإنما غاية من يزوره إنما يزور الحجرة لا القبر

    وعلى هذا فلا يشرع المجيء عند الحجرة والسلام عليه عند الحجرة وفعل ابن عمر كان اجتهاداً منه وإنما كان يفعله إذا قدم من سفر أو أراد السفر ولم يفعله أحد من الصحابة سواه ومن قال إن الحديث خاص بالقادم إلى المدينة فهذا القول خلاف ظاهر الحديث والحديث عام في القادم والمقيم وإن قال بعمومه في القادم والمقيم فقد خالف إجماع الصحابة الذين قالوا بعدم شرعية المجيء إلى الحجرة والسلام عليه عندها .

    8 - قوله (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً ) جاء في الصحيحين معناه بلفظ ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبوراً )
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:33

    [b]الباب الثالث والعشرون - باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

    وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِن الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾[النساء: 51].
    وقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَاغُوتَ﴾[المائدة: 60].
    وقوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾[الكهف:21].
    وعن أبي سعيد (رضي الله عنه)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَتتّبِعُنّ سَنَنَ من كان قبلَكم حَذْوَ القذة بالقذة, حتّى لو دَخَلوا جُحرَ ضَبّ لَدَخلتُموهُ». قلنا: يا رسولَ الله, اليهودَ والنصارَى؟ قال: «فمن» ؟. أخرجاه
    ولمسلم عن ثوبان (رضي الله عنه )، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنّ اللّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ. فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا. وَإِنّ أُمّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُها مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا. وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ. وَإِنّي سَأَلْتُ رَبّي لأِمّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بعَامّةٍ. وَأَنْ لاَ يُسَلّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ. فيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ. وَإِنّ رَبّي قَالَ: يَا مُحَمّدُ إِنّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنّهُ لاَ يُرَدّ. وَإِنّي أَعْطَيْتُكَ لأِمّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بعَامّةٍ. وَأَنْ لاَ أُسَلّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ سِوَىَ أَنْفُسِهِمْ. يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ. وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتّىَ يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضاً, وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً».ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: «وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف، لم يُرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تَعبد فئام من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمّتِي عَلَى الْحَقّ منصورة. لاَ يَضُرّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ. حَتّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ تبارك وتعالى».

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والعشرين
    ( عشاء الاثنين 17 / 5 / 1414)

    1 - قوله (باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان ) هذا فيه رد على من زعم أن الشرك وعبادة الأوثان لا تكون في هذه الأمة فذكر النصوص الدالة على أن هذه الأمة فيها من يعبد الأوثان .

    2 - قوله تعالى (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَاغُوتَ ) وجه ذكر الآيتين ومناسبتهما للباب أن هذه الأمة ستتبع من كان قبلها وأنها ستسلك مسلك الأمم قبلها من مخالفة أمر الله عز وجل وعبادة غيره .

    3 - قوله تعالى (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) ذكره سبحانه على وجه الذم والتوبيخ .

    4 - قوله (وعن أبي سعيد (رضي الله عنه )، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَتتّبِعُنّ سَنَنَ من كان قبلَكم حَذْوَ القذة بالقذة, حتّى لو دَخَلوا جُحرَ ضَبّ لَدَخلتُموهُ». قلنا: يا رسولَ الله, اليهودَ والنصارَى؟ قال: «فمن» ؟. أخرجاه ) لفظ الصحيحين ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع .... ) أما قوله ( حذو القذة بالقذة ) فليس في الصحيحين ، وإخباره صلى الله عليه وسلم هو إخبار متضمن للنهي .

    5 - قوله (أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بعَامّةٍ ) فلا يقع في الأمة على جهة العموم جوع عام ولا خسف عام وغرق عام ولكن يقع في البعض ، والنفي على جهة العموم لا يعني عدم وقوعه على جهة الخصوص .

    6 - قوله (ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد ) زيادة البرقاني أخرجها أبو داود بسند جيد ولها شواهد .

    7 - قوله (حَتّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ تبارك وتعالى ) المراد بأمر الله تعالى موتهم وفي لفظ ( حتى تقوم الساعة ) والمراد به موتهم فإن الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس .

    8 - كون الطائفة المنصورة بالشام هو ما انتصر له شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وقرره البخاري في غير موضع من صحيحه ، ولكن يكونون في بلاد متفرقة ولا يكون لهم بلد معين وقد يجتمعون أحياناً في بلاد الشام ولكن ليس على سبيل الدوام .




    ==========================



    الباب الرابع والعشرون - باب ما جاء في السحر وقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَة مِنْ خَلاَقٍ﴾ الآية [البقرة: 102].
    وقوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾[النساء:51]. قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وقال جابر: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اجْتَنِبُوا السّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قالوا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا هُنّ؟ قَالَ: «الشّرْكُ بِالله. وَالسّحْرُ, وَقَتْلُ النّفْسِ الّتِي حَرّمَ الله إِلاّ بِالْحَقّ, وَأَكْلُ الرّبَا, وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ, وَالتّوَلّي يَوْمَ الزّحْفِ, وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ».
    وعن جندب مرفوعاً: حد الساحر ضربُهُ بالسيف. رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف.
    وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة، قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر.
    وصح عن حفصة رضي الله عنها، أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقُتلت. وكذلك صح عن جندب. قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

    && الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والعشرين
    ( عشاء السبت 22 / 5 / 1414)

    1 - قول جمهور العلماء أن الساحر يكفر هو الصواب وقال الشافعي بالتفصيل فإن كان سحره بأدوية وشعوذة وليس فيه استعانة بالشياطين فهو ليس بشرك ، وإن كان عن طريق الشياطين فهو كافر .

    2 - قوله (قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان ) هذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره والسلف يفسرون الآية ببعض أفرادها .

    3 - قوله (وعن جندب مرفوعاً: حد الساحر ضربُهُ بالسيف. رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف ) الصواب أنه جندب الخير والصحيح أنه موقوف عليه وله قصة بمجموع طرقها صحيحة وهذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوة وقول جندب هذا يحتمل أنه أخذه من النصوص العامة ويحتمل أنه من رأيه .

    4 - قول جماهير العلماء أن الساحر يقتل ولا يستتاب فهو كالزنديق لأنه قد يتوب تلبيساً وإن تاب صادقاً فتوبته بينه وبين الله عز وجل ويقتل لإفساده وشره ، وفعل عمر رضي الله عنه وأمره بقتلهم ولم يذكر عنه أنه استتابهم دل على أنهم لا يستتابون .

    5 - نص الحنابلة أن تعلم السحر كفر لا يجوز وإن لم يعمل به لأنه لا يتعلمه ولا يعرفه إلا بالكفر بالله .

    5 - قوله (وصح عن حفصة رضي الله عنها، أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقُتلت ) رواه مالك في الموطأ ورواه عبد الرزاق بسند صحيح





    ==========================




    الباب الخامس والعشرون - باب بيان شيء من أنواع السحر

    قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة، عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ العيافة، والطّرْق، والطيرة من الجبت». قال عوف: الْعِيَافَةُ زَجْرُ الطّيْرِ والطّرْقُ الْخَطّ يُخَطّ فِي الأرْضِ، والجبت: قال الحسن: رنة الشيطان. إسناده جيد. ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه.
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النّجُومِ، فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السّحْرِ زَادَ مَا زَادَ». رواه أبو داود، وإسناده صحيح.
    وللنسائي من حديث أبي هريرة: « مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكّلَ إلَيْهِ».
    وعند ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَلاَ هَلْ أُنَبّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النّاسِ»رواه مسلم.
    ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنّ من الْبَيَانِ لسِحْراً».

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والعشرين
    ( عشاء الاثنين 24 / 5 / 1414 )

    1 - ما ذكره المصنف في هذا الباب داخل في الباب الذي قبله وذكره لهذا الباب هو من باب ذكر الخاص بعد العام لأن هذه الأشياء منتشرة في الجاهلية .

    2- قال صلى الله عليه وسلم (قال: «إنّ العيافة، والطّرْق، والطيرة من الجبت» ) هذا الحديث بهذا السند ضعيف وقول المؤلف إسناده جيد لعله اعتمد على توثيق ابن حبان وهو لا يعتمد عليه هنا أو لأنه تؤيده النصوص العامة .
    3 - قوله ( العيافة ) هي الحدس والظن وهي الاستدلال بحركات الطير وزجرها على الحظ سواء كان طيباً أو سيئاً .
    4 - قوله ( الطرق ) وهي خطوط في الأرض وقد يخط خطوطاً كثيرة فإن بقي اثنان بعد مسحها فيكون حظه سعيداً وإن بقي واحداً فحظه نحس ، فهذا إن كان باستخدام الجن فهو شرك وإن كان باللعب والشعوذة والجدل فهو محرم لا يجوز .
    5 - قوله (وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النّجُومِ، فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السّحْرِ زَادَ مَا زَادَ». رواه أبو داود، وإسناده صحيح. ) وهو كما قال المصنف إسناده صحيح ، فتعلم النجوم عن طريق اعتقاد تأثيرها أمر محرم باطل ، ومعنى ( زاد ما زاد ) أي زاد من السحر بقدر ما زاد من تعلم النجوم ويحتمل كلما زاد علماً من علم النجوم ازداد إثماً بذلك .

    6 - قوله (وللنسائي من حديث أبي هريرة ) المشهور أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وهو قول الجمهور ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة وورد عند النسائي في حديث ( المنتزعات هن المنافقات ) وفيه أن الحسن سمع من أبي هريرة وهذا الحديث منقطع .

    7 - للسحر حقيقة وليس تخييلاً كما قال المعتزلة وبعض الحنفية والشافعية ولهذا حث الله عز وجل على التعوذ من شر النفاثات في العقد ، ولكنهم لا يحولون الأعيان كتحويل الإنسان إلى حيوان فقول الجمهور أنهم لا يقلبون الحقائق .

    8 - قوله ( العضة ) وهي البهتان والفجور وقول الزور للإفساد بين الناس .

    9 - قوله (ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ) المتفق عليه هو ما اتفق على لفظه وصحابيه وأهل المصطلح يرون أن ما اتفق على لفظه واختلف صحابيه لا يقال متفق عليه وهذا عند البخاري من حديث ابن عمر وعند مسلم من غير طريق ابن عمر .





    ============================




    الباب السادس والعشرون - باب ما جاء في الكهان ونحوهم روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ r، عَنِ النّبِيّ r، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».
    وعن أبي هريرة (t)، عن النبي r، قال: «مَنْ أَتَىَ كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍr». رواه أبو داوود.
    وللأربعة، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما. عن أبي هريرة: «مَنْ أَتَى عَرّافاً أو كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ r».
    ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً
    وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومَنْ أَتَى كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ .rرواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: (ومَنْ أَتَى... ) إلى آخره.
    قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
    وقيل: هو الكاهن. والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
    وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
    وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
    وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والعشرين
    ( عشاء السبت 29 / 5 / 1414 )

    1 - أراد المصنف بهذا الباب أن الكهانة من السحر وأنها من الكبائر .

    2 - قوله (روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ r، عَنِ النّبِيّ r، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».) لفظ مسلم ليس فيه ( فصدقه ) ولكن هذه الزيادة عند أحمد عن صفية ولكن تحتاج إلى مراجعة الأصول القديمة للمسند فينظر هل فيه هذه اللفظة أم لا

    3- إتيان الكهان من غير تصديق من الكبائر وأما تصديقه فهذا هو الكافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فأكثر الأحاديث تقييد الكفر بالتصديق .

    4 - قوله (لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا ) الجمهور على أنه لا يعيد فلا ملازمة بين القبول والإجزاء فالصلاة مجزئة غير مقبولة بل حكي إجماعاً على أن صلاته صحيحة وقيل أن صلاته غير مجزئة لأن هناك تلازماً بين القبول والإجزاء بدليل حديث (( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) وحديث (( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) وهذا القول قوي .

    5 - قوله (وللأربعة، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما ) الأربعة ليس عندهم هذا اللفظ وإنما هو عند الحاكم بسند لا بأس به وعند أحمد بسند منقطع .

    6 - قوله (وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له ) المراد به نفي الإيمان الواجب والحديث سنده جيد كما قال المصنف .

    7 - قوله (وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.) سنده عن ابن عباس صحيح على شرط الشيخين وأبا جاد إذا كانت لغرض التعلم فلا بأس بها وأما إذا كانت المراد بها اعتقاد لها تأثيراً فهذا هو المحذور .





    ===========================




    الباب السادس والعشرون - باب ما جاء في الكهان ونحوهم

    روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».
    وعن أبي هريرة (رضي الله عنه )، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَتَىَ كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍصلى الله عليه وسلم ». رواه أبو داوود.
    وللأربعة، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما. عن أبي هريرة: «مَنْ أَتَى عَرّافاً أو كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم ».
    ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً
    وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومَنْ أَتَى كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ .صلى الله عليه وسلم ) رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: (ومَنْ أَتَى... ) إلى آخره.
    قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
    وقيل: هو الكاهن. والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
    وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
    وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
    وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والعشرين
    ( عشاء السبت 29 / 5 / 1414 )

    1 - أراد المصنف بهذا الباب أن الكهانة من السحر وأنها من الكبائر .

    2 - قوله (روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».) لفظ مسلم ليس فيه ( فصدقه ) ولكن هذه الزيادة عند أحمد عن صفية ولكن تحتاج إلى مراجعة الأصول القديمة للمسند فينظر هل فيه هذه اللفظة أم لا

    3- إتيان الكهان من غير تصديق من الكبائر وأما تصديقه فهذا هو الكافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فأكثر الأحاديث تقييد الكفر بالتصديق .

    4 - قوله (لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا ) الجمهور على أنه لا يعيد فلا ملازمة بين القبول والإجزاء فالصلاة مجزئة غير مقبولة بل حكي إجماعاً على أن صلاته صحيحة وقيل أن صلاته غير مجزئة لأن هناك تلازماً بين القبول والإجزاء بدليل حديث (( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) وحديث (( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ) وهذا القول قوي .

    5 - قوله (وللأربعة، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما ) الأربعة ليس عندهم هذا اللفظ وإنما هو عند الحاكم بسند لا بأس به وعند أحمد بسند منقطع .

    6 - قوله (وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له ) المراد به نفي الإيمان الواجب والحديث سنده جيد كما قال المصنف .

    7 - قوله (وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.) سنده عن ابن عباس صحيح على شرط الشيخين وأبا جاد إذا كانت لغرض التعلم فلا بأس بها وأما إذا كانت المراد بها اعتقاد لها تأثيراً فهذا هو المحذور .




    ==========================

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:38



    الباب السابع والعشرون - باب ما جاء في النشرة

    عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان». رواه أحمد بسند جيد، وأبو داوود. وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله.
    وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخّذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع، فلم ينه عنه.
    وروي عن الحسن، أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر.
    قال ابن القيم: النُّشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
    أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
    والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والعشرين
    ( عشاء الاثنين 2 / 6 / 1414 )

    1 - قوله (عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان». رواه أحمد بسند جيد ) الحديث سنده حسن كما قال الحافظ ابن حجر

    2 - قوله (سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله ) الكراهة عند السلف محمولة على التحريم إلا بقرينة تدل على المكروه اصطلاحاً ويعرضون عن التعبير بالتحريم من باب الأدب مع الله عز وجل .

    3 - قوله (قال ابن القيم: النُّشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان ) قول ابن القيم هو القول الصواب في المسألة .




    =========================




    الباب الثامن والعشرون - باب ما جاء في التطير

    وقول الله تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّمَا طَاِئُرُهْم عِندَ اللهِ وَلَكٍنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[الأعراف: 131].
    وقوله: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾[يس: 19].
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ صَفَرَ». أخرجاه، وزاد مسلم: «وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ».
    ولهما عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ». قالوا: وما الفأل؟ قال: « الْكَلِمَةُ الطّيّبَةُ»
    ولأبي داود -بسند صحيح- عن عُقبة بن عامر، قال: ذُكِرَتِ الطّيَرَةُ عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلاَ تَرُدّ مُسْلِماً، فَإذا رَأَى أحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ اللّهُمّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ يَدْفَعُ السّيّئَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوّةَ إلاّ بِكَ».
    وعن ابن مسعود مرفوعاً: « الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ» رواه أبو داود والترمذي وصححه. وجعل آخره من قول ابن مسعودٍ.
    ولأحمد من حديث ابن عمرو: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك». وله من حديث الفضل بن عباس: «إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك».



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والعشرين
    ( عشاء السبت 7 / 6 / 1414 )

    1 - أراد بهذا الباب بيان ما عليه أهل الجاهلية من المعتقدات الفاسدة ومنها الطيرة والتي هي من طرق وسنن أهل الشرك من قديم الزمان .

    2- قوله (وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ عَدْوَىَ » الأظهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد نفي ما عليه أهل الجاهلية من أن العدوى تؤثر بنفسها وأن هذا المرض ينتقل بمجرد المجالسة والمصاحبة .

    3 - قوله (وعن ابن مسعود مرفوعاً: « الطّيَرَة شِرْكٌ » ) إذا تطير بهذا الشيء ووجد في قلبه شيئاً من غير نسبة هذا الشيء الذي وجده في قلبه إلى ما تطير به من سماع الصوت أو رؤية الأشياء فهذا لا يجوز وهو شرك أصغر
    وإن اعتقد أن الشيء الذي تطير به له سلطة عليه وسبب للخسارة أو الفشل فهذا شرك أكبر .

    4 - قوله ( قال صلى الله عليه وسلم ( الشؤم في ثلاث : في المرأة ، والدابة ، والدار )) هذه الأشياء يطول مصاحبة الإنسان لها فأخبر أنه إن كان الشؤم في شيء فهو في هذه الأشياء المذكورة كما ذكر ابن القيم بأن بعض الأعيان قد تكون مباركة وقد تكون مشؤومة كالأولاد مثلاً فهذا فيه أنه قد يقع وليس فيه إثبات الشؤم ولهذا قال ( إن كان الشؤم في شيء ) .

    5 - قوله (ولأبي داود -بسند صحيح- عن عُقبة بن عامر، قال: ذُكِرَتِ الطّيَرَةُ عِنْدَ رسول الله صلى الله عليهع وسلم فقال: «أحْسَنُهَا الْفَأْلُ ... » عند أهل السنن عن ( عروة بن عامر ) لا تعرف له صحبة فالسند معلّ .

    6 - قوله (: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك» ) هذه الزيادة لا تثبت .





    =======================




    الباب التاسع والعشرون - باب ما جاء في التنجيم

    قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خَلقَ الله هذه النجوم لثلاثٍ: جعلها زينةً للسماء, ورجوماً للشياطين, وعلاماتٍ يُهتدَى بها, فمن تأولَ فيها غير ذلكَ أخطأ وأضاعَ نصيبهُ وتكلف ما لا علم لهُ به. انتهى
    وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.
    وعن أبي موسى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر» رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والعشرين
    ( عشاء الاثنين 9 / 6 / 1414 )

    1 - علم النجوم نوعان : علم حسابي استدلالي وهو علم التسيير على الجهات والمدن فهذا لا بأس به
    وعلم آخر هو علم الوهم والتأثير وهو الاستدلال بحركات الأفلاك السماوية على الحوادث الأرضية ولا خلاف بين العلماء أنه لا يجوز .

    2 - قوله (وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق ) قد لا يكون بين الأقوال اختلافاً فمن كرهه أراد به نوع معين ومن رخص فيه أراد به نوع آخر .

    3 - علم التنجيم من السحر فلا يجوز .

    4 - قوله (وعن أبي موسى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر» رواه أحمد وابن حبان في صحيحه. ) الحديث فيه لين وكل لفظة من ألفاظه لها شواهد فهو من باب الحسن لغيره لشواهده .





    ==========================





    الباب الثلاثون - باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء

    وقال الله تعالى ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ﴾[الواقعة:82].
    وعن أبى مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعٌ فِي أُمّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيّةِ لا يَتْرُكُونَهُنّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ, وَالطّعْنُ فِي الأَنْسَابِ, وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنّجُومِ, وَالنّيَاحَةُ»، وَقَالَ: «النّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا, تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ, وَدِرْعٌ مِنْ جَرَب». رواه مسلم.
    ولهما عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه قال: صَلّى لنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ على إِثْرِ سمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللّيْلِ. فَلَمّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبّكُمْ؟» قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ. فَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ, فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ».
    ولهما من حديث ابن عباس معناه، وفيه: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا. فأنزل الله هذه الآيات ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ(76)إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ(78)لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ(79) تَنزِيلٌ مِن رَبِّ العَالمَيِنَ(80) أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ﴾[الواقعة:75-82].


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثلاثين
    ( عشاء السبت 14 / 6 / 1414 )

    1 - قوله (وقال الله تعالى ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ﴾ ) تكذيبهم هو نسبة هذا الرزق والغيث إلى النجوم وهذا ليس بشكر بل هو تكذيب .

    2 - قوله (وَالطّعْنُ فِي الأَنْسَابِ ) الطعن فيها إما بالتغيير لها كتغيير نسب فلان من قبيلة إلى قبيلة أو الطعن فيها بالتعيير والقدح والذم .

    3 - قوله (وَالنّيَاحَةُ ) النياحة كبيرة من كبائر الذنوب لأنها نوع من التسخط على قدر الله عز وجل .


    4 - قوله (ولهما عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه ) الحديث له شاهد من حديث أبي هريرة وابن عباس عند مسلم .

    5 - قوله (. وَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ) لو قال إن الكوكب الفلاني هو الذي خلق المطر وأوجده فهذا كفر أكبر ، وأن نسب المطر إلى الكوكب الفلاني بأن قال ( مطرنا بالكوكب الفلاني ) فهذا من باب الكفر في الألفاظ فهو شرك أصغر فلا يأتي بالباء السببية وإنما يقول في وقت كذا ( في الوسمي مثلاً) فهذا لا شيء فيه .

    6 - قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) ( لا ) قيل إنها نافية وقيل صلة وقيل إذا دخلت على أمر منفي فإنها تأتي لتأكيد المنفي وهذا هو الأظهر فيها .

    7 - قوله تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) قيل المراد بها تنجيم القرآن وهو نزوله حسب الوقائع وقيل المراد به الكواكب وهذا لعله أظهر وأقرب لأن النجوم لا تذكر في القرآن إلا ويراد بها الكواكب
    ومناسبة ذكر القرآن بعد النجوم لأن القرآن هداية من الضلال فهي هداية معنوية والنجوم هداية للناس في الطرق فهي هداية حسية كما ذكرها ابن القيم .




    ===========================



    الباب الحادي والثلاثون - باب قول الله تعالى﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾[البقرة:165]

    ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله )
    وقوله﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ﴾[التوبة:24].
    عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ». أخرجاه.
    ولهما عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثَلاثٌ مَنْ كُنّ فيهِ وَجَدَ بهن حَلاوَةَ الإْيمان: أَنْ يَكونَ اللّهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمّا سِواهُما, وأنْ يُحِبّ المَرْءَ لا يُحِبّهُ إلاّ لله, وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعد إذْ أنقَذُه الله منه كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النّار»
    وفى رواية «لا يجدُ أحدٌ حَلاوَةَ الإْيمان حَتّى....». إلى آخره
    وعن ابن عباس قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان -وإن كثرت صلاته وصومه– حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يُجدي على أهله شيئاً. رواه ابن جرير
    وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾[ البقرة: 166]، قال: المودة.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والثلاثين
    ( عشاء السبت 21 / 6 / 1414 )

    1 - أراد المصنف بهذا الباب بيان أن المحبة هي أصل الإيمان فلا يصح الإيمان ولا يوجد إلا بوجود هذا الأصل .

    2 - قوله تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ) الأظهر فيه والذين آمنوا أشد حباً لله من المشركين بالأنداد لله لأن محبة المؤمنين خالصة ومحبة أصحاب الأنداد مشتركة والمحبة الخالصة أشد من المشتركة .

    3 - قوله (عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ». أخرجاه. ) لا ينفى الإيمان الواجب إلا لترك واجب من واجباته هذا هو الأصل في النفي ( لا صلاة لمن لا وضوء له ) .

    4 - قوله (ثَلاثٌ مَنْ كُنّ فيهِ وَجَدَ بهن حَلاوَةَ الإْيمان ) هو تمثيل حقيقي وليس باستعارة كما يقول بعض الشراح .

    5 - المحبة أنواع : طبيعية ، ومحبة أنس ومشاكلة ، ومحبة إشفاق ورحمة ، ومحبة تعظيم وإجلال .




    ========================




    الباب الثاني والثلاثون - باب قول الله تعالى﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[آل عمران:175]

    وقوله﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ﴾[ التوبة:18].
    وقوله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ﴾[العنكبوت:10] الآية.
    وعن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: «إن من ضعْف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمَدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يردُّه كراهية كاره».
    وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من التمس رضى الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس»رواه ابن حبان في صحيحه.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والثلاثين
    ( عشاء الاثنين 23 / 6 / 1414 )

    1 - قوله (وعن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعاً: «إن من ضعْف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمَدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يردُّه كراهية كاره». ) الحديث ضعيف جداً لأنه من طريق محمد بن مروان السدي الصغير .

    2 - قوله (وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من التمس رضى الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس»رواه ابن حبان في صحيحه. ) سنده عند ابن حبان جيد مرفوع ورواه البيهقي في الزهد والترمذي رواه مرفوعاً وهو ضعيف ورواه بسند آخر صحيح والحديث صحيح مرفوعاً وموقوفاً .

    3 - صح عن ابن مسعود قوله ( اليقين هو الإيمان كله )




    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:42

    الباب الثالث والثلاثون - باب قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[المائدة:23]

    وقوله ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾[الأنفال:2].
    وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾[الأنفال:64].
    وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾[الطلاق:3].
    وعن ابن عباس، قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾[آل عمران:173]الآية. رواه البخاري والنسائي.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والثلاثين
    ( عشاء السبت 28 / 6 / 1414 )


    1 - قال بعض السلف : التوكل جماع الإيمان .

    2 - تعطيل الأسباب ومحوها بأن تكون أسباباً وأنه لا تأثير لها وإنما هي أسباب محضة هذا جهل بالدين والالتفات إلى الأسباب قدح في التوحيد والإيمان .

    3- الأسباب الواجبة يجب العمل بها ، والأسباب المستحبة يستحب العمل بها ، فالأسباب لا تنافي التوكل بل هي من التوكل .

    4 - قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) هدي الصحابة عند ذكر الله عز وجل وَجَلُ القلب وقشعريرة الجلد ودمع العين وما عداها كالغشيان والصعق كما حدث من بعض التابعين فهو خلاف الهدي النبوي ، وما حصل من التابعين فإن كان الوارد قوياً والمورود - القلب - ضعيفاً فهو معفو عنه وهو مأجور ومعذور لشدة خوفه من الله عز وجل وإن كانت الحالة الأولى أكمل ، ومن تكلف الغشيان والصعق وقصد هذه الأشياء وحمل نفسه إلى هذه الأمور حملاً فهذا لا يجوز وهذا حاله كحال من يريد إذهاب عقله وهو لا يجوز وجاء في حديث أبي هريرة في أول من تسعر بهم النار يوم القيامة وفيه (ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكثنا قليلا ثم أفاق ) فإن صح فيكون هذه الأفعال واردة عن بعض الصحابة ولكن ليست بصفة دائمة بل في حوادث معينة .

    5 - العلاج قيل مباح وقيل واجب وقيل مستحب وهو مذهب الجمهور وهو الأظهر .





    =========================




    الباب الرابع والثلاثون - باب قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾[الأعراف:99]، وقوله: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾[الحجر:56].

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ؟ فقال: «الشّرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله»
    وعن ابن مسعود، قال: «أكبر الكبائر: الإشراك بالله والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله». رواه عبد الرزاق

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والثلاثين
    ( عشاء الاثنين 30 / 6 / 1414 )
    1 - الباب فيه وجوب الخوف من الله عز وجل والحذر من الأمن من مكر الله عز وجل وأنه من كبيرة من كبائر الذنوب .

    1 - قوله (وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ؟ فقال: «الشّرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله» ) رواه الحاكم والبزار وسنده حسن .

    2 - قوله (وعن ابن مسعود، قال: «أكبر الكبائر: الإشراك بالله والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله». رواه عبد الرزاق ) رواه ابن جرير بأسانيد صحيحة .

    3 - جاء عن عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو بالموت فقال كيف تجدك؟ قال والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف". رواه الترمذي بسند جيد .





    ============================




    الباب الخامس والثلاثون - باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله وقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ﴾[التغابن:11]، قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلّم.
    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: «اثْنَتَانِ فِي النّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطّعْنُ فِي النّسَبِ وَالنّيَاحَةُ عَلَى الْمَيّتِ».
    ولهما عن ابن مسعود مرفوعاً: «لَيْسَ مِنّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ, وَشَقّ الْجُيُوبَ. وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيّةِ».
    وعن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ في الدّنْيَا, وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ الشّرّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتّى يُوَافى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إِنّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عظمِ الْبَلاَءِ, وَإِنّ الله إِذَا أَحَبّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرّضَى, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السّخَطُ» حسنه الترمذي.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والثلاثين
    ( عشاء السبت 5 / 7 / 1414 )

    1 - قوله (باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله ) نص على أقدار الله عز وجل لكون العبد ليس له فيها اختيار أما الطاعة فإنها تكون باختيار فيجب عليه أداؤها ، وكذلك المعصية يجب عليه تجنبها .

    2 - قوله (وعن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ في الدّنْيَا, وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ الشّرّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتّى يُوَافى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».) الحديث أخرجه الترمذي من رواية سعد بن سنان عن أنس والجمهور على ضعف سعد بن سنان واختلف في اسمه فقيل سعد بن سنان وقيل سنان بن سعد ، وهذا اللفظ من باب الحسن لغيره فله شاهد من حديث الحسن عن عبد الله بن مغفل عند أحمد وله شاهد عن أبي هريرة ومن رواية محمد بن خالد عن أبيه عن جده عند أبي داود فالمعنى صحيح لشواهده الكثيرة .

    3 - قوله (وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إِنّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عظمِ الْبَلاَءِ, وَإِنّ الله إِذَا أَحَبّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرّضَى, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السّخَطُ» حسنه الترمذي ) الحديث من باب الحسن لغيره فله شاهد من حديث محمود بن لبيد عند أحمد وسنده جيد وكذلك له شاهد عند أبي داود .

    4 - كثير من أهل العلم قالوا إن النصوص دلت على أن المصائب مكفرة ولا تكون سبباً لرفع الدرجات فلا ثواب للعبد فيها ، وقيل إن المصائب للعبد فيها ثواب واستدلوا بهذا اللفظ (إِنّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عظمِ الْبَلاَءِ ) ، وقيل إن الأصل في المصائب أنها مكفرة ولكن قد يقترن بها ما يجعلها محلاً للثواب وذلك بأن يتولد منها إيمان وصبر وكف للنفس عن الجزع فهذا عمل تولد عن المصيبة وهو الصبر والشكر والرضا وهذا القول إذا تأملناه رأينا أنه هو القول الصواب والراجح لأن المصيبة إذا تولد عنها صبر ورضا وشكر أجر على ذلك وإذا تولد عنها جزع وتسخط عوقب على ذلك .

    5 - الراجح أن الصبر واجب والرضا على المصائب مستحب على الصحيح وهو اختيار شيخ الإسلام وابن القيم وقال ابن عقيل بوجوبه وأعلى المراتب الشكر .

    6 - القضاء على أنواع :
    أ - قضاء يجب الرضا به وهو ما يكون باختيار العبد مما أمر الله به كالطاعات وسائر أعمال الخير والبر فهذا يجب الرضا به لأن الله عز وجل أمر به
    ب - قضاء مسخوط من الله عز وجل كأعمال الكفار فهذا يحرم الرضا به لكونه مسخوط من الله عز وجل .
    ج - ما يحدث للعبد من المرض والفقر وإيذاء الناس فهذا يستحب الرضا به ولا يجب .





    =============================




    الباب السادس والثلاثون - باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾[الكهف:110].
    وعن أبي هريرة مرفوعاٌ: «قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ: أَنَا أَغْنَىَ الشّرَكَاءِ عَنِ الشّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي, تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ». رواه مسلم
    وعن أبي سعيد مرفوعاً: فَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدّجّالِ؟» قَالوا: بَلَىَ. فَقَالَ: «الشّرْكُ الْخَفِيّ: يَقُومَ الرّجُلُ يُصَلّي فَيُزَيّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إليه» رواه أحمد


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والثلاثين
    ( عشاء الاثنين 7 / 7 / 1414 )

    1 - ذكر المصنف الرياء لأنه من أعظم الوسائل إلى الشرك ولأنه خفي ولأنه يبتلى به كثير من الناس
    قال بعض السلف : آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة .

    2 - قوله (وعن أبي سعيد مرفوعاً ) الحديث من باب الحسن لغيره فله شاهد عند ابن خزيمة بسند جيد ( ألا أخبركم بشرك السرائر ... ))

    3 - من نوى الجهاد في سبيل الله عز وجل وعرض الدنيا فهذا لا يبطل جهاده لأن نيته الجهاد ونوى أمراً مباحاً معه وهو المال لما جاء عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن السرية إذا غزت فغنمت تعجلوا ثلثي أجرهم ، وإن لم يغنموا تم لهم أجرهم ) رواه مسلم
    وروى أبو داود حديثاً أن رجلاً قال : يا رسول : أرأيت الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وعرضاً من الدنيا
    فقال : لا أجر له ) فهذا فيه أن من أراد العرض والمال فلا أجر له وعنه جوابان :
    أ - من جهة المتن : قالوا المعنى أن هذا الرجل خرج للجهاد ونيته متمحضة للمال وهذا الجواب كأن فيه تكلف .
    ب - الجواب الثاني : من جهة السند : ففيه ابن مكرز وهو مجهول وقيل إنه أيوب بن عبد الله بن مكرز وهو مجهول فالحديث ضعيف




    ===========================



    الباب السابع والثلاثون - باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

    وقال الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ(15)أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[هود: 15-16].
    وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَعِسَ عبدُ الدّينارِ تَعِسَ عبدُ الدّرهمِ تَعِسَ عبدُ الخَميصةِ تَعِسَ عبدُ الخميلة: إن أعطِيَ رضيَ وإن لم يُعْطَ سَخِطَ, تَعِسَ وانتَكَسَ, وإذا شِيكَ فلا انتُقِشَ. طَوبى لعَبدٍ آخِذ بعِنانِ فرَسهِ في سبيلِ اللهِ, أشعثٍ رأسُهُ مغبرةٍ قدماهُ, إن كان في الحراسةِ كان في الحراسةِ, وإن كان في الساقة كان في الساقة. إنِ استأذَنَ لم يؤذَنْ له, وإن شَفَعَ لم يُشَفّعْ».

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والثلاثين
    ( عشاء السبت 14 / 10 / 1414 )

    1 – قوله (باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا ) هذا الباب أعم من الباب الذي قبله فبينهما عموم وخصوص مطلق أي يجتمعان في مادة وينفرد أحدهما في مادة أخرى فكل رياء هو إرادة للدنيا لا العكس .

    2 - قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ(15)أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ هذه الآية قيل هي عامة في المسلمين والكافرين وهو قول جمهور المفسرين واختيار شيخ الإسلام وابن القيم ، وقيل هي خاصة في أهل الإسلام وقيل بل هي خاصة في أهل الكفر وقيل بل خاصة في أهل الرياء





    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:47

    الباب الثامن والثلاثون - باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً

    وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟ !
    وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[النور:63]، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رَدَّ بعض قوله أن يقع في قبله شيء من الزيغ فيهلِك.
    وعن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إلهاً وَاحِداً لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[التوبة:31]، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: « أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟». فقلت: بلي. قال: « فتلك عبادتهم ». رواه أحمد والترمذي وحسنه.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والثلاثين
    ( عشاء الاثنين 16 / 10 / 1414 )

    1 – قوله (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً ) الباب السابق ذكر فيه عباد الأموال وهنا ذكر عباد الأمراء والعلماء وهذا من حسن الترتيب .

    2 - قوله (وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟ ! ) هذا القول عن ابن عباس رواه أحمد بسند صحيح واسحاق بن راهويه في مسنده وروي بطرق عديدة تدل بمجموعها على صحته عن ابن عباس رضي الله عنه .

    3 - قوله (وعن عدي بن حاتم ) عدي بن حاتم أسلم عام تسع ووقع في سير أعلام النبلاء أنه قدم عام سبع فإما أنه خطأ في الطبع أو سبق قلم من الذهبي .
    والحديث ضعيف لضعف غطيف بن أعين وهو بهذا الإسناد عند أحمد والترمذي وابن جرير وما دل عليه من المعنى صحيح لدلالة الآية عليه .

    4- أولي الأمر هم العلماء والأمراء كما هو قول جمع من أهل العلم .




    ========================



    الباب التاسع والثلاثون - باب قول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً(60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا(61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أًرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾[النساء:60-62].

    وقوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾[البقرة:11].
    وقوله: ﴿وَ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ﴾[الأعراف:56].
    وقوله: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾[المائدة:50].
    وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ». قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب (الحجة)، بإسناد صحيح.
    وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي نتحاكم إلى محمد –لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة- وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود –لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه, فنزلت ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾الآية.
    وقيل نزلت في رجلين اختصما, فقال أحدهما نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف, ثم ترافعا إلى عمر, فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم : أكذلك؟ قال: نعم, فضربه بالسيف فقتله.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والثلاثين
    ( عشاء السبت والأثنين 21- 23 / 10 / 1414 )

    1- قول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ﴾ هذه الآية أراد بها المصنف وجوب التحاكم إلى شرع الله عز وجل .

    2 - قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ لما كان الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم الفساد ذكر المصنف هذه الآية .

    3 - قوله (وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ». الحديث مروي من طريق نعيم بن حماد الخزاعي وذكر ابن رجب أن هذا الحديث يبعد صحته لاضطرابه ولجهالة عقبة بن أوس فالحديث ضعيف ولكن معناه صحيح بالاتفاق ويشهد لمعناه حديث ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من وولده ووالده والناس أجمعين )

    4 - قوله (وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ... ) هذه القصة منكرة ضعيفة جداً ولكن هناك قصة اسنادها جيد رواها ابن أبي حاتم عند قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وهو شبيهة أيضاً بهذه القصة وهي مرسلة وجاء عند الطبراني لها شاهد متصل من طريق ابن عباس وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح فسندها لا بأس به إلا ما كان من حال شيخ الطبراني فينظر حاله وإلا فبقية السند رجاله ثقات .





    ===========================




    الباب الأربعون - باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات

    وقوله الله تعالى: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونُ بِالرَّحْمَن قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾[الرعد:30].
    وفي صحيح البخاري: قال علي:حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله؟!.
    وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: أنه رأى رجلا انتفض –لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات, استنكارا لذلك- فقال: ما فَرَق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه, ويهلكون عند متشابهه.انتهى.
    ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونُ بِالرَّحْمَن﴾[الرعد:30].



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الأربعين
    ( عشاء السبت 28 / 10 / 1414 )

    1 - قوله (باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات ) لم يذكر الشيخ الجواب والمعنى فقد كفر أو قد هلك بحسب ما جحد من الأسماء والصفات .

    2 - الأصل الذي خلق الله العباد له هو توحيد العبادة ، وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات وسيلة وطريق للإيمان بتوحيد العبادة .

    3 - كفر أهل السنة والجماعة الجهمية وحكى السلف الإجماع على تكفيرهم لمخالفتهم ما أجمع عليه الرسل والعقلاء في غلوهم في التعطيل وشيخ الإسلام ابن تيمية لا يكفرهم وإنما يكفر مقالتهم . والمعتزلة يقولون نثبت الأسماء ولكنها أعلام محضة بلا معاني - كما تسمى البلاد والكائنات بأسماء تميزها عن غيرها - وكلها ترجع إلى شيء واحد وهو الذات وحقيقة قولهم يؤول إلى التعطيل المحض وإلى قول الجهمية وشبهتهم أنهم مثلوا أولاً الخالق بالمخلوق ثم عطلوه بدعوى التنزيه ثم آل بهم الأمر إلى تشبيهه بالمعدومات والجمادات بل غلاتهم شبهوه بالممتنعات .

    1 - قوله (وفي صحيح البخاري: قال علي:حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله؟!) هذا الأثر عن علي رضي الله عنه إنما صح موقوفاً عنه وعن ابن مسعود وغيرهما ولم يصح مرفوعاً ولكن جاءت معانيها في الأحاديث المرفوعة وروى مسلم في مقدمته عن ابن مسعود ( ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة ) .

    2 - قوله (وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس )أخرجه عبد الرزاق وسنده على شرط الشيخين




    ==========================



    الباب الحادي والأربعون - باب قول الله تعالى ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الكَافِرُونَ﴾[النحل:83]

    قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
    وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان، لم يكن كذا.
    وقال ابن قتيبة: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا.
    وقال أبو العباس –بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: «أن الله تعالى قال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ...» الحديث، وقد تقدم-: وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به.
    قال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاّح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والأربعين .
    ( عشاء الاثنين 30 / 10 / 1414 )

    1 - ذكر المصنف هذا الباب لعظم الكلمات التي تصدر من بعض الناس والتي تقدح في التوحيد وتنقص ثوابه .

    2 - قول الله تعالى ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الكَافِرُونَ﴾ السلف يستدلون بهذه الآيات التي نزلت في الكفار يستدلون بعمومها على ما يحصل من المسلمين من المخالفات .

    3 - قوله (وقال عون بن عبد الله ) عون بن عبد الله بن مسعود ، وأخوه عبيد الله بن عبد الله بن مسعود ثقتان وأما أخوهم عبد الرحمن بن عبد الله فهو ضعيف .

    4- قوله (وقال ابن قتيبة ) ابن قتيبة هو عبد الله بن مسلم ، قال فيه الحاكم : كذاب باتفاق الأمة . وقد رد الذهبي قوله هذا وأن فيه مبالغة وهو إمام مشهور وقد أخطأ من تكلم فيه ، وقال فيه شيخ الإسلام إنه خطيب أهل السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة .





    ===========================




    الباب الثاني والأربعون - باب قول الله تعالى ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:22]

    وقال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا، لآتانا اللصوص، ولولا البط في الدار، لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً، هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم.
    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ». رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم
    وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً.
    وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشَاءَ فُلاَنٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ الله ثُمّ شَاءَ فُلاَنٌ»رواه أبو داوودَ بسند صحيح
    وجاء عن إبراهيم النخعي: أنه يَكره: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا اللهُ ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والأربعين
    ( عشاء السبت 5 / 11 / 1414 )

    1- قول الله تعالى ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ المصنف ذكر هذه الآية لأن السلف يستدلون بالآية الدالة على الشرك الأكبر على تحريم الشرك الأصغر وهذا يرجح قول من قال إن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر ويمكن أن تكون الآية عامة في الشركين الأكبر والأصغر فالشرك الأصغر شرك في القول واللفظ والمشرَك به ند من هذا الجانب .

    2 - قوله (وقال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل ... ) رواه ابن أبي حاتم عن شبابة بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس فالسند حسن . وقد جاء من حديث أبي موسى عند أحمد أنه حذرهم من الشرك وقال ( إنه أخفى من النمل ) فقالوا كيف نتقيه قال ( تقول : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأن أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه ) وجاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

    3 - قوله (وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ» ) ورواه أحمد بلفظ ( من حلف بشيء دون الله .. ) وسنده صحيح وجمهور العلماء على أنه شرك أصغر وقيل إنه أكبر والصواب القول الأول لحديث عمر ( لا تحلفوا بآبائكم ) وحديث ( أفلح وأبيه إن صدق ) فكان مباحاً مشهوراً على الألسنة ثم نهي عنه .

    4 - قوله (وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً.) رواه عبد الرزاق عن وبرة عن ابن مسعود بالشك والطبراني بالجزم وهو منقطع لعدم إدراك وبرة لأبن مسعود وإن ثبتت رواية عبد الرزاق عن وبرة عن ابن عمر فتكون متصلة وفيه أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر وهو قول جماهير السلف .

    5 - قوله (وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشَاءَ فُلاَنٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ الله ثُمّ شَاءَ فُلاَنٌ»رواه أبو داوودَ بسند صحيح ) رواه أبو داود والنسائي وهو صحيح لغيره .

    6- قوله (وجاء عن إبراهيم النخعي: أنه يَكره: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا اللهُ ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان. ) السلف يطلقون الكراهة ويريدون بها التحريم .

    7 - اختلف العلماء في حديث (( لولا أنا لكان أبو طالب في النار ) وحديث ( لولا الحنطة الحمراء لم تسمن ذراريكم ) وحديث ( لولا بني اسرائيل لم يخنز اللحم ) فقالوا : يجوز مثل هذا إذا كان السبب ظاهراً وقيل بل يكره وقيل بل يحرم والأظهر أن هذا يختلف بحسب المتكلم وصاحب المتكلم وصاحب الفضل فإن سئل عن أمر محسوس وسبب ظاهر محسوس الذي كان به نجاته بهذا السبب الظاهر فيقول ( لولا فلان لم يحصل مثل هذا ) فهذا سؤال عن السبب الظاهر الذي يعلمه السائل وهذا يدل عليه حديث ابن عباس ( لولا أنا لكان أبو طالب في غمرات النار فكان جواباً عن سؤال ( هل نفعت أبا طالب بشيء ) فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فضله على عمه أفضل من فضل عمه عليه ويدل عليه حديث أبا سعيد ( أنا أخرجته من النار ) فهذا يدل على أنه أخرجه بنفسه من النار ، أما حديث ( لولا بني اسرائيل لم يخنز اللحم ) فهذا ليس من اللائق فيه أن ينسب إلى الله صراحة كقوله تعالى ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض ... ) وأما حديث ( لولا الحنطة الحمراء لم تسمن ذراريكم ) فيقال : إن الأسباب تختلف فمنها أسباب ظاهر ة متفق عليها بين الناس فمتى توجد الأسباب توجد المسببات فالشبع يوجد عند الأكل فالأسباب الظاهرة لا حرج في الأشياء إليها أما الأسباب التي قد تكون أسباب وقد لا تكون - كشفاعة فلان - فهذه أسباب ليس متفق عليها فمثل هذه الأسباب لا ينبغي أن تنسب إلى الإنسان القاصر الضعيف لأنه قد يكون فيه تعظيم بأن حصلت له المسببات بخلاف غيره فمن الأدب والواجب في هذه الأسباب الغير متفق عليها أن لا تنسب إلى المخلوق ، أما السبب الظاهر كإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من النار فلا بأس من ذكره وهذا التفصيل هو الأقرب في المسألة .




    ============================




    الباب الثالث والأربعون - باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله

    عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ. مَنْ حَلَفَ بِاللّهِ فَلْيَصْدُقْ. وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللّهِ فَلْيَرْضَ. وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ». رواه ابن ماجه بسند حسن.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والأربعين

    ( عشاء الاثنين 7 / 11 / 1414 )

    1 - عدم الرضا والقناعة بالحلف بالله أمر لا يجوز وفاعله عاصٍ فالقناعة بالحلف بالله أمر واجب وهو من باب تعظيم الله عز وجل والتكميل للتوحيد .

    2 - قوله (عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ. مَنْ حَلَفَ بِاللّهِ فَلْيَصْدُقْ. وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللّهِ فَلْيَرْضَ. وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ». رواه ابن ماجه بسند حسن. ) الحديث عام في جميع الأيمان سواء في الخصومات أو في غيرها وظاهر الحديث وجوب الرضا لمن حلف بالله وهذا الرضا يجب إذا لم تظهر دلالات وعلامات على كذب الحالف إما إذا ظهرت على الحالف قرائن تدل على كاذب أو أنه يحلف ولا يبالي بالكذب فهذا لا بأس بعدم الرضا بحلفه وله أن يطلب بينة أخرى غير الحلف .
    والحديث سنده حسن من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر وكلام الشيخ هنا أحسن من كلام الشارح الذي قال إنه على شرط مسلم والصواب أنه ليس على شرط مسلم .





    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:54

    الباب الرابع والأربعون - باب قول: ما شاء الله وشئت

    عن قتيلة: أَنّ يَهُودِيّا أَتَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: إنّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ فَأَمَرَهُمُ النّبِيّ r إذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ شِئْتَ. رواه النسائي وصححه.
    وله أيضاً عن ابن عباس، أن رجلاً قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت فقال:«أجعلتني لله نداًَ؟! بل ما شاء اللهُ وحده».
    ولابن ماجه: عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير بن الله قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحتُ، أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: «هل أخبرتَ بها أحداً ؟». قلت نعم قال: فحمد الله، وأثني عليه، ثم قال: «أما بعد، فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده».


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والأربعين

    ( عشاء السبت 12 / 11 / 1414 )

    1- أفرد هذا الباب مع أنه يدخل في باب ( ولا تجعلوا لله أنداداً وأنتم لا تعلمون ) لورود أحاديث بهذه اللفظة على الخصوص وهي ( ما شاء وشئت ).

    2 - قوله (فَقَالَ: إنّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ ) فيه إطلاق الشرك على الألفاظ والشرك في اللفظ من الشرك الأصغر .

    3 - قوله (فَأَمَرَهُمُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ شِئْتَ ) يحرم التلفظ بهذه اللفظة من جهة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالحلف بالله ومن جهة تسميتها شركاً .

    4 - قوله (رواه النسائي وصححه ) الحديث رواه النسائي وهو صحيح وله شواهد عن ابن عباس وحذيفة رضي الله عنهم .

    5 - قوله (وله أيضاً عن ابن عباس، أن رجلاً قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت فقال:«أجعلتني لله نداًَ؟! بل ما شاء اللهُ وحده». ) الحديث رواه أحمد أيضاً عن ابن عباس بسند جيد وهو عند النسائي وأحمد بلفظ ( أجعلتني لله عدلاً ) أما لفظة ( أجعلتني لله نداً ) فهي عند ابن مردوية .

    6 - قوله (ولابن ماجه: عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال ..... ) رواه ابن ماجة وسنده جيد والرؤيا من حديث حذيفة والطفيل وقال البعض إن الرؤيا من حديث الطفيل وذكر حذيفة وهم ورجح العلماء رواية الطفيل على رواية حذيفة فرواية الطفيل هي الأصح ورواية حذيفة فيها نظر .




    ========================




    الباب الخامس والأربعون - باب من سبّ الدهر فقد آذى الله

    وقول الله تعالى ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾[الجاثية:24].
    وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: «قال الّلهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبّ الدّهْرَ. وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ». وفي رواية: «لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ».


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والأربعين
    ( عشاء السبت 19 / 11 / 1414 )

    1 - هذا الباب فيه بيان أنه يجب حفظ المنطق من بعض الألفاظ التي تنافي كمال التوحيد أو تنقصه ، والدهر هو القدم والمراد به الزمان ، والدهرية قوم من الملاحدة يعتقدون أن الدهر هو الموجد والخالق وأنه لا بعث ولا نشور .

    2 - قوله (وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الّلهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبّ الدّهْرَ. وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ». ) السب هو الشتم والعيب والذم والتنقص فظاهر الحديث أن السب محرم واللعن أقبح منه فإذا قال ( هذه الساعة ملعونة وهذا اليوم ملعون ) فهذا محرم وهو من الكبائر من وجهين : لأنه لعن واللعن محرم وممنوع مطلقاً على كل شيء -الدابة والحيوان والريح والزمن - وكذلك لأنه سب من لا يستحق السب وليس أهلاً للسب فهو مسخر مأمور . أما إذا كان السب ليس على سبيل التنقص والعيب والذم مثل ( هذه الساعة مشؤومة أو غير مباركة أو ساعة كلها شر ) فهذا ظاهر الحديث أنه محرم لأن فيه تسخط على المقدور .

    3 - قوله (وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ ) جاء عند أحمد بسند صحيح ( أجد الأيام وأبليها وآتي بالملوك بعد الملوك )

    4 - وصف الزمان والأيام بالشدة وغيرها لا بأس به ( في أيام نحسات ) ( في يوم نحس مستمر ) .




    =======================



    الباب السادس والأربعون - باب التَّسمِّي بقاضي القضاة ونحوه

    وفي الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنّ أَخْنَع اسْمٍ عِنْدَ اللّهِ رَجُلٌ تَسَمّىَ مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاّ اللّهُ».
    قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلُ شَاهَانْ شَاهْ. وفي رواية: «أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَأَخْبَثُهُ». قوله: (أَخْنَعَ)، يعني: أَوْضَعَ.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والأربعين
    ( عشاء الاثنين 21 / 11 / 1414 )

    1 - هذا الباب في بيان الألفاظ الممنوعة التي تقدح في التوحيد .


    2 - قوله (قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلُ شَاهَانْ شَاهْ ) شاهان : الملوك ، شاه : ملك ، ومن عادة العجم تقديم المضاف إليه على المضاف .

    3 - قوله (باب التَّسمِّي بقاضي القضاة ونحوه ) لا يجوز التسمي بقاضي القضاة ونحوه وكل ما كان في هذا المعنى لا يجوز مثل ( حاكم الحكام ) ( أقضى القضاة ) ويحرم التسمي بملك الملوك لأنه اسم لله عز وجل ومثلها سيد الناس وسيد الكل فهذه الألفاظ لا تجوز مطلقة ولا مقيدة لأنه إذا جاز مقيداً جاز مطلقاً وقد قال بعض المتقدمين : إذا قيد بولاية من الولايات مثل ( قاضي قضاة الرياض ) فإنه يجوز ولكن المعنى الموجود في اللفظ المطلق موجود فيه مقيداً كذلك فالمحظور موجود في الحالين .





    ==========================




    الباب السابع والأربعون - باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك

    عن أبي شُرَيْحٍ، أنه كان يُكْنَى أَبا الْحَكَم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنّ الله هُوَ الْحَكَمْ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ». فقالَ: إِنّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءِ أَتُوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ, فَقَالَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟». قلت: شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ الله. قالَ: «فَمنْ أَكْبَرُهُمْ؟». قلت: قالَ قُلْتُ: شُرَيْحٌ قالَ: «فأَنْتَ أَبُو شُرَيْحِ» رواه أبو داود وغيره.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والأربعين
    ( عشاء السبت 25 / 12 / 1414 )

    1 - قوله (عن أبي شُرَيْحٍ، أنه كان يُكْنَى أَبا الْحَكَم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنّ الله هُوَ الْحَكَمْ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ». يوجد في الصحابة من اسمه الحكم وعددهم يقارب العشرين والأظهر أن المنهي عنه هو التكني بأبي الحكم لأن التكني أعلى وأرفع من التسمية فلعل الممنوع هو التكني لا التسمي ويمكن أن يقال إن المنع من باب سد الذرائع لئلا يقع غلو من قومه فيه ، والأقرب هو التعليل الأول وقد جاء في السنة جواز التسمي بالحكم وصح عنه وصفه القاضي بالحاكم ( إذا حكم الحاكم ... ) وعند أحمد ( إذا قعد الخصمان بين يدي الحَكم ... ) .

    2 - الحديث فيه أن الخصمين إذا حكما رجلاً في أمر فإنه يلزمهما ذلك الحكم وإن لم يكن ذلك الرجل قاضياً والمسألة فيها خلاف ولكن ظاهر الحديث يؤيد هذا القول .

    3 - قوله (رواه أبو داود وغيره ) رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح .





    ========================




    الباب الثامن والأربعون - باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

    وقول الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلتَهُمْ لَيَقُولُن إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولـِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾[التوبة:65].
    عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائناً هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عن اللقاء (يعني رسول الله صلى الله عليه وسيلم وأصحابه القراء ). فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولـِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ(65)لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾[التوبة:65-66]، ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والأربعين
    ( عشاء الاثنين 27 / 12 / 1414 )

    1 - الردة أعظم من الكفر الأصلي بالإجماع والكافر المرتد ليس له الأمان ولا العهد فجنس الردة أعظم من الكفر الأصلى ولكن قد يكون الكافر الأصلى قد اقترن بكفره ما يجعله أعظم وأشد كفراً من المرتد لما اقترن به كأئمة الكفر فرعون وهامان وأبي لهب وأبي جهل .

    2 - الردة قد تكون قولاً كأن يسب نبياً أو يسب الدين ، وقد تكون فعلاً كأن يلطخ المصحف بالقاذروات أو يسجد لأحد وقد تكون شكاً كشكه في نبوة نبي من الأنبياء ، وقد تكون اعتقاداً كاعتقاد قدم العالم وقد تكونً استهزاءً وما أشار إليه المصنف هو الكفر استهزاءً .

    3 - قوله (عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض ... ) أصل القصة ثابت والقرآن يدل عليها ويشهد لها ولكن تفاصيلها محل اجتهاد والقصة صحيحة لتعدد طرقها فجاءت عن ابن عمر عند ابن جرير وابن أبي حاتم وسندها مقارب وعن أبي الدرداء عند أبي نعيم ، وعن ابن عباس عند ابن جرير ، وجاءت في روايات مرسلة عند ابن جرير وغيره ، والمراسيل إذا جاءت من مخارج عدة وتعددت طرقها كانت كافية في ثبوتها وصحتها كما نص عليه العلماء ، فكيف وقد جاءت مرفوعة إلى الصحابة .

    4 - آية التوبة أصل في كفر المستهزئ وأن لم يكن اعتقاداً والصواب عند العلماء أنهم كانوا مسلمين مؤمنين لأنه أثبت لهم الإيمان ( قد كفرتم بعد إيمانكم ) ولم يصب من قال إنهم منافقون لأن المنافقين لم يزالوا كافرين فلا يقال ( فد كفرتم بعد إيمانكم )





    =============================




    الباب التاسع والأربعون - باب قول الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولُنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾[فصلت:50]

    قال مجاهد: هذا بعملي، وأنا محقوق به. وقال ابن عباس: يريد: من عندي. وقال آخرون: علي علم من الله أني له أهل.
    وقوله: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾[القصص:78]، قال قتادة: علي علم مني بوجوه المكاسب، وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل، معني قول مجاهد: أوتيته على شرف.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «إِنّ ثَلاَثَةً من بَنِي إِسْرَائِيلَ. أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى فَأَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكاً. فَأَتَىَ الأَبْرَصَ فَقَالَ: أَيّ شَيْءٍ أَحَبّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنّي الّذِي قَدْ قَذِرَنِي النّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ. وَأُعْطِيَ لَوْناً حَسَناً وَجِلْداً حَسَناً. قَالَ: فَأَيّ الْمَالِ أَحَبّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِبِلُ (أَوْ الْبَقَرُ. شَكّ إِسْحَـاقُ) فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ. فَقَالَ: بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهَا. قَالَ: فَأَتَىَ الأَقْرَعَ فَقَالَ: أَيّ شَيْءٍ أَحَبّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنّي هَـَذَا الّذِي قَذِرَنِي النّاسُ. قَالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ. وَأُعْطِيَ شَعَراً حَسَناً. فقَالَ: فَأَيّ الْمَالِ أَحَبّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ. فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلاً. فَقَالَ: بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِيهَا. قَالَ: فَأَتَىَ الأَعْمَىَ فَقَالَ: أَيّ شَيْءٍ أَحَبّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدّ اللّهُ إِلَيّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النّاسَ. فَمَسَحَهُ فَرَدّ اللّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ. قَالَ: فَأَيّ الْمَالِ أَحَبّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ. فَأُعْطِيَ شَاةً وَالِداً. فَأُنْتِجَ هَـَذَانِ وَوَلّدَ هَـَذَا. فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ. وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ. وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ.
    قَالَ: ثُمّ إِنّهُ أَتَىَ الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ. قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي. فَلاَ بَلاَغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلاّ بِاللّهِ ثُمّ بِكَ. أَسْأَلُكَ, بِالّذِي أَعْطَاكَ اللّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ, بَعِيراً أَتَبَلّغُ بهِ فِي سَفَرِي. فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَةٌ. فَقَالَ لَهُ: كَأَنّي أَعْرِفُكَ. أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النّاسُ؟ فَقِيراً فَأَعْطَاكَ اللّهُ عزّ وجلّ المَالَ؟ فَقَالَ: إِنّمَا وَرِثْتُ هَـَذَا الْمَالَ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً, فَصَيّرَكَ اللّهُ إِلَىَ مَا كُنْتَ.
    وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا. وَرَدّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدّ عَلَىَ هَذَا. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَصَيّرَكَ اللّهُ إِلَىَ مَا كُنْتَ.
    قَالَ: وَأَتَىَ الأَعْمَىَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ. انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي. فَلاَ بَلاَغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلاّ بِاللّهِ ثُمّ بِكَ. أَسْأَلُكَ, بِالّذِي رَدّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ, شَاةً أَتَبَلّغُ بِهَا فِي سَفَرِي. فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَعْمَىَ فَرَدّ اللّهُ إِلَيّ بَصَرِي. فَخُذْ مَا شِئْتَ. وَدَعْ مَا شِئَتَ. فَوَاللّهِ لاَ أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئاً أَخَذْتَهُ لِلّهِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ مَالَكَ. فَإِنّمَا ابْتُلِيتُمْ. فَقَدْ رضِيَ الله عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَىَ صَاحِبَيْكَ.» أخرجاه.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والأربعين
    ( عشاء السبت 26 / 4 / 1415 )

    1 - الظن يحكى في القرآن على سبيل الجزم مثل قوله تعالى ( وظنوا أنهم مواقعوها )

    2 - قوله (فَأَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ ) عند البخاري ( فبدا لله أن يبتليهم ) ومعناه أراد إظهار ما في علمه السابق ما أراد بهؤلاء النفر .

    3 - قوله (أَسْأَلُكَ, بِالّذِي رَدّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ) إعطاء من سأل بالله عز وجل إما مستحب وإما واجب والجمهور على الاستحباب وقيدوه بقوله ( ما لم يسأل هجراً ) والسؤال بالله مباح لا بأس به .



    .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.10.08 8:58



    الباب الخمسون - باب قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونً﴾[الأعراف:190]

    قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
    وعن ابن عباس في الآية، قال: لما تغشاها آدم، حملت، فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتطيعاني أو لآجعلن له قرني أيِّل، فيخرج من بطنك، فيشقه، ولأفعلن، يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا. ثم حملت، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: ﴿جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا﴾[الأعراف:190]. رواه ابن أبي حاتم
    وله بسند صحيح عن قتادة، قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته.
    وله سند صحيح عن مجاهد، في قوله: ﴿لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَالِحاً﴾[الأعراف:189]، قال: أشفقا أن لا يكون إنساناً. وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الخمسون
    ( عشاء السبت 3 / 5 / 1415 )

    1- قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونً﴾ هذه الآية فيها أقوال أشهرها:
    أ - أنها في آدم وحواء وأنهما هما اللذان سميا ولدهما عبد الحارث وأن سياق الآية فيهما .
    ب - أن المراد بالآية ذرية آدم وحواء وأن منهم من أشرك وعبّد لغير الله وأضاف الشرك لجنس بني آدم .
    والقول الأول هو قول جمهور السلف وعليه جمع من الصحابة وبعض التابعين ، والقول الثاني عليه بعض العلماء واختاره ابن كثير في تفسيره .
    والراجح هو القول الأول بدلالة قوله ( من نفس واحدة ) وهو آدم ( وجعل منها زوجها ) وهي حواء التي خلقت من نفس واحدة وهي آدم فخلقت من ضلعه الأيسر وورد في الآية آثار إسرائيلية ولكن القرآن يؤيدها ويدل عليها فسياق الآية واضح أنه في آدم وحواء ورجح القول الأول أبي بن كعب بسند لا بأس به وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وقتادة وهو اختيار ابن جرير .
    وقوله تعالى ( إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) الصواب فيها أن الشيطان حاكى صوت النبي صلى الله عليه وسلم وألقى في قراءته ( تلك الغرانيق العلى ) وظاهر القرآن يدل على هذا القول وهو قول السلف .

    2 - قوله (قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله، كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب. ) إنشاء التسمية الصواب أنه لا يجوز أما الإخبار به لاشتهاره كمثل عبد الدار وعبد شمس فجائز فالاستثناء ليس خاصاً بعبد المطلب بل يلحق به عبد الدار وعبد شمس فباب الإخبار أوسع من إنشاء التسمية .


    3 - قوله (وعن ابن عباس في الآية ... ) هذا القول عن ابن عباس في سنده نظر ولكن جاء ما يؤيده عن أبي بن كعب بسند لا بأس به بل جيد وهو عند ابن أبي حاتم وسعيد بن منصور




    =========================


    الباب الحادي والخمسون - باب قول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾الآية[الأعراف:180]

    ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾[الأعراف:180]: يشركون.
    وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والخمسين
    ( عشاء الاثنين 12 / 5 / 1415 )

    1 - الإلحاد أنواع :

    أ - إلحاد المشركين وهو تسمية الأصنام بأسماء الله عز وجل .
    ب - تسميته سبحانه بما لا يليق به كقول النصارى عنه أباًً وقول الفلاسفة عن بأنه علة فاعلة .
    ج - تسمية اليهود له بما يتنزه عنه ( إن الله فقير ... )
    د - نفي ما تضمنته الأسماء والصفات من المعاني .
    هـ - إلحاد الممثلة ( يد كأيدينا ) .

    2 - جمهور المحدثين أن سرد الأسماء مدرج من بعض الرواة وحكى شيخ الإسلام اتفاق المحدثين على أنها لا تصح مرفوعة وكذا بينه ابن حجر في البلوغ وطرقها عند الترمذي وابن ماجة والحاكم كلها لا تثبت .

    3 - قوله (ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾ يشركون.) ذكر ابن جرير أن هذا الأثر عن قتادة وليس عن ابن عباس وما جاء عن ابن عباس هو تفسير الإلحاد بالتكذيب .

    4 - قوله (وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز.) أي عن ابن عباس . أخرجها ابن المنذر من رواية علي بن أبي طلحة ورواية علي بن أبي طلحة البعض يصححها ويقول إن الواسطة بين علي بن أبي طلحة وابن عباس هو مجاهد وهو ثقة , وعلي بن أبي طلحة لا بأس به أخرج له أصحاب السنن .

    5 - المراد بالإحصاء في حديث ( من أحصاها دخل الجنة ) :
    أ - حفظها كما جاء في حديث صحيح .
    ب - معرفة معانيها
    ج - العمل بمقتضاها ومدلولاتها .



    ==============================



    الباب الثاني والخمسون - باب لا يقال: السلام على الله

    في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنها قال: كنا إذا كنا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصلاةِ قلنا: السلامُ على اللهِ من عِبادهِ, السلامُ على فلانٍ وفلان, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقولوا السلامُ على اللهِ, فإِنّ اللهَ هوَ السلامُ».



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والخمسين
    ( عشاء السبت 17 / 5 / 1415 )

    1- من تحقيق التوحيد ومن كماله أن لا يقال السلام على الله لأنه سبحانه هو السلام ومنه السلام فيطلب منه السلام والسلامة ، وخديجة رضي الله عنها حين بلغها جبريل سلام الله عز وجل عليها قالت ( هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ) فمن عظم فقهها أنها لم تقل ( وعلى الله السلام )




    ==========================




    الباب الثالث والخمسون - باب قول: اللهم اغفر لي إن شئتَ

    في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلَ أَحَدُكُمُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ. اللّهُمّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمْ المسألةَ, فَإِنَّ اللهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ». ولمسلم: «وَلْيُعَظِمِ الرّغْبَةَ. فَإِنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ».


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والخمسين
    ( عشاء الاثنين 19 / 5 / 1415 )

    1 - قوله (اللهم اغفر لي إن شئتَ ) هذه الكلمة لا تجوز لأنها تنافي كمال التوحيد الواجب فمن كمال التوحيد الواجب الدعاء برغبة ورهبة وإلحاح ، فالدعاء بهذا الدعاء بهذه الصيغة يوهم - وإن لم يقصده الداعي - أنه مستغن بدعائه عن الله ، وقيل يوهم أن الله لا يقدر على هذا الشيء المدعو به وكلا المعنيين صحيح .

    2 - أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلَ أَحَدُكُمُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ » النهي للتحريم على الصحيح وذهب النووي وابن حجر أن النهي للكراهة واستدلوا بحديث الاستخارة حين علقه ( اللهم إن كنت أن هذا الأمر ... ) وحديث ( اللهم أحييني إن كنت تعلم أن الحياة خير لي ) وهذان الحديثان لا دليل فيهما حيث أن ما يدعى به منه ما هو ظاهرة عاقبته وثمرته واضحة في الدنيا والآخرة كالرحمة والاستجارة من النار والمغفرة فهذا يجب الجزم فيها وتعظيم الرغبة والمسألة فيها .
    وهناك دعوات بأمور مشكوك في عواقبها هل هي خير أم شر فهذه هي التي يشرع فيه نوع استثناء كدعاء الاستخارة ثم هذه الأدعية إنما هي تعليق لا استثناء فيها .
    أما حديث ( طهور إن شاء الله ) فقيل المراد به التبرك وفيه نظر وقيل إن الدعاء هنا بمعنى الإخبار عن تكفير الذنوب ولذا لم يجزم به فهو دعاء في ضمنه إخبار فالصيغة صيغة خبر كما جاء في الحديث ( ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا سقم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر عنه من سيئاته ) وحديث ( من يرد به خيراً يصب منه ) وهذا القول الثاني في الحديث هو الأظهر .



    ==========================



    الباب الرابع والخمسون - باب لا يقول: عبدي وأمتي

    في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ: أَطْعِمْ رَبّكَ. وَضّئْ رَبّكَ. وَلْيَقُلْ: سَيّدِي, ومَوْلاَيَ, وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُم: عَبْدِي, وأَمَتِي, وَلْيَقُلْ: فَتَايَ, وفَتَاتِي, وغُلاَمِي».




    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والخمسين
    ( عشاء السبت 24 / 5 / 1415 )

    1 - قوله صلى الله عليه وسلم ( لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ: أَطْعِمْ رَبّكَ. وَضّئْ رَبّكَ ) الأصل في النهي أنه للتحريم ولم تأت قرينة تدل على أن المراد غير التحريم فالنهي بنفسه يدل على التحريم ولولم يستند لقرينة أخرى تؤيد التحريم وهذا هو قول جمهور الأصوليين والفقهاء ، وهذا الباب من باب تحقيق التوحيد في الألفاظ .

    2 - لفظة الرب إذا أطلقت لا يجوز أن تكون إلا لله عز وجل وذلك عند الإطلاق العاري عن الإضافة والتقييد وأشكل على ذلك بعض الألفاظ مثل ( واذكرني عند ربك ) و( أن تلد الأمة ربتها ) وأجاب عنها العلماء
    أ - أن ما جاء من النهي ( لا يقل أحدكم أطعم ربك ) إنما جاء على سبيل الكثرة منه فإذا كان قليلاً ويسيراً فلا حرج فيه وهذا القول فيه نظر .
    ب - إن الإطلاق لا يجوز والإضافة لا بأس بها ( ربك - ربتها )
    ج - أن قول يوسف ( اذكرني عند ربك ) إنما خاطب به صاحب السجن بناءً على اعتقاده في الملك كما قيل للسامري ( وانظر إلى إلهك )
    د - أنه إذا كان على جهة التطاول والفخر والخيلاء فمنهي عنه أما إذا لم يكن على جهة التطاول والفخر فلا بأس به وهذا هو ظاهر اختيار وترجمة البخاري في باب العتق .

    3- ( ربتها ) لا إشكال فيها لأن فيها إضافة التربية للأنثى والمشكل هو إضافة الربوبية للذكر .

    4 - قوله (وَلْيَقُلْ: سَيّدِي, ومَوْلاَيَ ) فيه أنه لا بأس أن يقال هذه اللفظة إلا إذا كان لا يخشى الفتنة على المخاطب ولا يجوز مخاطبة الفاسق والكافر بالسيد ( لا تقولوا للمنافق يا سيد ، فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد أغضبتم ربكم )

    5 - قوله (ومَوْلاَيَ ) المولى يتصرف إلى ستة عشر كلمة فلا بأس به في إطلاقه على العبد إلا إذا خشي الفتنة والشر على قائلها وجاء عند مسلم ( لا تقولوا مولاي فإن مولاكم الله رب العالمين ) فرد البعض هذه الزيادة والأولى أن يقال إنها صحيحة وتحمل على من قال ذلك فخراً وتكبراً وخيلاءً .



    ========================



    الباب الخامس والخمسون - باب لا يُردّ من سأل الله

    عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وَمَنْ سَأَلَ بالله فأَعْطُوهُ، مَنِ اسْتَعَاذَ بالله فأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُم فأَجِيبُوهُ, وَمَن صَنَعَ إِلَيْكُم مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ, فإِنْ لَم تَجِدُوا ما تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتّى تَرَوْا أَنّكُم قَدْ كَافأْتُموهُ». رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والخمسون
    ( عشاء الاثنين 26 / 5 / 1415 )

    1 - قوله (باب لا يُردّ من سأل الله ) هذا الباب فيه تعظيم السؤال بالله وهذا من تمام تحقيق التوحيد في القلب ولما يقوم بقلب المؤمن من الإيمان بالله وصفاته وتعظيمه لله عز وجل .

    2 - اختلف العلماء في مسألة السؤال بالله وحكمها ، فجاءت أخبار فيها تعظيم السؤال بالله وجاءت نصوص أخرى فيها التشديد والنهي عن السؤال بالله كحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً ( ملعون من سأل بالله وملعون من سئل بالله فلم يعط سائله ما لم يسأل هجراً ) والذي يظهر أن السؤال بالله ليس على كل حال يجاب السائل فيه ، فإذا سأل حقاً من الحقوق فإنه يجب إعطاؤه سؤله كمن سأل حقاً يستحقه من بيت المال وكذا إذا كان مضطراً ومحتاجاً فإنه يجب إعطاؤه إذا كان المسؤول قادراً على إعطائه ولا يعطيه أحد إ لا هو .
    وإذا سأل على جهة العموم أناساً فإنه لا يجب على كل أحد إعطاؤه بل يستحب .

    3 - السؤال بالله غير سؤال الله بذات المخلوق وجاهه فالثاني بدعة لا يجوز لأنه سؤال بسبب ليس سبباً للسؤال والإجابة . وسؤال الله باسمائه وصفاته أو أعمالك الصالحة أو بإيمانك به أو بالنبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو السؤال المشروع .

    4 - الإقسام على الله أقسام :
    أ - الاقسام بمخلوق على مخلوق ( والكعبة أن تعطينى بكذا ، اقسم بالولي فلان أن تعطينى بكذا ) فهذا لا يجوز بالإجماع كما لا يجوز مثل هذا حتى ولو كان الإقسام بالنبي صلى الله عليه وسلم عند الجمهور .

    ب - الاقسام على الله بمخلوق ( اقسم عليك بجاه نبيك ) فهذا لا يجوز وهو أعظم من الأول .

    ج - الاقسام على الله ( اقسمت عليك يا رب إلا نصرتنا ) فهذا يجوز لبعض الناس دون بعض كما جاء في الحديث ( إن من عباد الله من لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك )

    4 - قوله (، وَمَنْ دَعَاكُم فأَجِيبُوهُ ) إجابة الدعوة إلى العرس واجبة عند جماهير أهل العلم وألحق بعضهم بها سائر الولائم لعموم الأحاديث ( عرساً كان أو نحوه )

    5 - قوله (وَمَن صَنَعَ إِلَيْكُم مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ ) حتى يتحرر المكافئ من ذل المعروف الذي عمل له والأسر القلبي له

    6 - قوله (فَادْعُوا لَهُ حَتّى تَرَوْا ) بضم التاء : أي حتى تظنوا ، وبالفتح : أي حتى تعلموا وهو الأظهر كما جاء عند أبي داود ( حتى تعلموا )

    7 - قوله (رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح ) الحديث صحيح وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عباس ( من سأل بوجه الله فأعطوه )




    =========================




    الباب السادس والخمسون - بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة

    عن جابر، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ الله إِلاّ الْجَنّةُ». رواه أبو داوود.



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والخمسين
    ( عشاء السبت 2 / 6 / 1415هـ )

    1 - قوله ( بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة ) في الترجمة السابقة أنه لا بأس بالسؤال بالله ولم يقيد بمسألة معينة ، وهنا فيه النهي عن السؤال بوجه الله . والحديث رواه أبو داود واختلف فيه على سليمان بن قرم بن معاذ هل هما رجلان سليمان بن قرم وسليمان بن معاذ أم أنهما رجل واحد والصواب أنهما رجل واحد فمن قال سليمان بن قرم نسبه إلى أبيه ومن قال سليمان بن معاذ نسبه إلى جده وهو بهذا الطريق فيه نظر وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه يسأل ويستعاذ بوجه الله غير الجنة ، ولهذا توقف العلماء في هذا الحديث من جهتين
    أ - من جهة سنده
    ب - من جهة مخالفته للأحاديث الصحيحة وهو ضعيف والقول بنكارته فيه نظر .
    وعلى القول بصحته فهو لا يخالف الأحاديث الصحيحة الأخرى فيحمل على :
    أ - أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة وما يقرب إليها من الأمور العظيمة التي هي طريق إلى الجنة كالرحمة والمغفرة والتوفيق للصالحات وأنه ليس المقصود من الحديث سؤال الجنة مباشرة دون سؤال ما هو طريق إليها
    ب - أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة ، وإذا كان السؤال تعوذاً ودفعاً للعذاب فيجوز السؤال بوجه الله سبحانه ، فلا يكون التعوذ داخلاً في السؤال كما جاء في الحديث الصحيح أنه لما نزل قوله تعالى ( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً ... ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بوجهك ، أعوذ بوجهك ) والقول الأول أظهر وهو أنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة وما كان طريقاً إليها - سؤالاً كان أو استعاذةً طلباً كان أو دفعاً - وفي حديث ابن عباس ( ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ) رواه أبو داود ، لا يلزم من الأمر باعطائه ما سأل أن يكون ما سأل به مشروعاً ، بل قد يكون السؤال سبباً لإحراج المسؤول وقد يكون ما سأله بوجه الله أمراً حقيراً لا يستحق أن يسأله بوجه الله .




    ==========================




    الباب السابع والخمسون - باب ما جاء في الـ (لو)

    وقوله الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا﴾[آل عمران:154].
    وقوله: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾[آل عمران:168].
    في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «احْرِصْ عَلَىَ مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَ تَعْجِزَنْ. وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنّي فَعَلْتُ كذا لكَاَن كذا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللّهِ. وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشّيْطَانِ».


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والخمسين
    ( عشاء الاثنين 4 / 6 / 1415هـ )

    1- هذا الباب للإشارة أن من كمال تحقيق التوحيد الإيمان بالقضاء والقدر فلا يورد هذه اللفظة مورداً فيه الاعتراض على قدر الله عز وجل والتسخط عليه .

    2 - بوب البخاري في صحيحه ( باب ما يجوز من اللو ) فتجوز في مواضع وتمتنع في مواضع :
    أ - في حال الماضي - في شيء مضى وانقضى - فإما أن يكون إعتراضاً أو ندماً والاعتراض على قسمين :
    على سبيل الظن وإما على سبيل القطع ، فإذا كان الاعتراض على سبيل الظن فهذا محرم لأن فيه سوء ظن بالله
    وإذا كان الاعتراض على سبيل القطع فهذا محرم وهو أشد من الأول لأنه يفضي إلى قول المعتزلة في أن العبد يصنع فعله .
    وأما الاعتراض على سبيل الندم فإن كان ندماً على أمر من الدنيا - كقول لو أني تأخرت فلم أبع كذا لكسبت أكثر - فهذا غير مشروع وأقل أحواله الكراهة .
    والندم الآخر هو الندم على أمر في الدين - لو حضرت الدروس العلمية في العام الماضي لحصلت علماً كثيراً - فهذا الندم إن قاله على سبيل التحسر في الماضي والعزم على الجد والإجتهاد في المستقبل هذا أمر مشروع وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت لسقت الهدي )
    فإن قال ذلك على سبيل التحسر والندم ولم يكن له الهمة عى استدراك ما فات فهذا مكروه لأنه يفتح عمل الشيطان .
    ب - أن يقولها في حال الاستقبال : فإذا قال في أمر مشروع - لو لقيت هذا العالم لدرست على يديه - فهذا نوع طلب لأمر مشروع فلا بأس به لكونه يدفع إلى العمل فهذا تمني عمل من الخير لم يتمكن منه لو تمكن منه لعمل به وهذا مثل حديث ( إنما الدنيا لأربعة نفر ..... ) فيثاب على نيته .

    والحالة الثانية أن يتمنى أمر من الخير يتمكن من تحصيله وهو قادر عليه ولكنه لعجزه وكسله لم يعمله فهذا مكروه في حقه وهو يفتح باب الشيطان .

    3 - قوله (وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللّهِ ) خبر مبتدأ تقديره ( هذا قَدَرُ الله ) .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.10.08 13:04



    الباب الثامن والخمسون - باب النهي عن سب الريح

    عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَسُبّوا الرّيحَ, فإِذَا رَأَيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: الّلهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ وَخَيْرِ ما فِيهَا وَخَيْرِ ما أُمِرَتْ بِهِ وَنَعْوذُ بِكَ مِنْ شَرّ هَذِهِ الرّيحِ وَشَرّ ما فِيهَا وَشَرّ ما أُمِرَتْ بِهِ» صححه الترمذي.




    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والخمسين
    ( عشاء السبت 9 / 6 / 1415هـ )


    1 - جميع ما في الكون مخلوق لله عز وجل وكله متحرك بأمره سبحانه وساكن بإذنه ، وفيها من المصالح ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وقد تكون هذه المصالح ظاهرة أو خفية .


    2 - قوله (عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه ) صح الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم ( أقرؤكم أبي ) وقيل توفي سنة ( 19 ، 20 ، 22 ، 30 ، 32 ) والأكثر أنه توفي في آخر خلافة عمر رضي الله عنه .

    3 - قوله (لا تَسُبّوا الرّيحَ ) فيه تحريم سب الريح .

    4 - قوله (, فإِذَا رَأَيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ ) وهو في حقيقة الأمر ليس مكروهاً بل مكروه في نظرهم .

    5 - قوله (الّلهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ ) أي خير ذاتها فالريح قد تكون خيراً هي وقد تكون بواسطتها الخير بما تحمله وما تؤمر به ، وفي صحيح مسلم عن عائشة ( اللهم إني أسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ... )

    6 - قوله (صححه الترمذي ) الحديث رواه الترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة وأحمد وروي مرفوعاً وموقوفاً وسنده لا بأس به والموقوف يؤيد المرفوع وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ) وهو حديث عند أحمد وأبي داود وسند جيد .



    =====================


    الباب التاسع والخمسون - باب قول الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلُّهُ للهِ﴾الآية[آل عمران:154]، وقوله:﴿الظَّانِينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾الآية[الفتح:6]

    قال ابن القيم في الآية الأولى: فُسِّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفُسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته، ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يُتِمَّ أمرَ رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يظهره على الدين كله، وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.
    فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد؛ بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.
    وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده.
    فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء.
    ولو فتشت من فتشت، لرأيت عنده تعنُّتاً على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك، هل أنت سالم؟
    فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالـك ناجـياً


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والخمسين
    ( عشاء الاثنين 11 / 6 / 1415هـ)

    1 – هذا الباب من الأبواب التي شرحها المصنف فإيراد كلام ابن القيم يعتبر شرحاً للآية وما في معناها . فهذا فيه بيان أنه لا يتم إيمان العبد إلا بإيمانه بحكمته سبحانه وعدله وقضاءه وقدره وكلام ابن القيم هو من أحسن الكلام في تفسير الآية .



    =====================


    الباب الستون - باب ما جاء في منكري القدر

    وقال ابن عمر: والذي نفس ابن عمر بيده، لَوْ كان لأحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً ثم أَنْفَقَهُ في سبيل الله مَا قَبِلَهُ الله مِنْهُ حَتّى يُؤْمِنَ بالْقَدَرِ، ثم استدلّ بقول النبي صلى الله عليه وسلم «الإيمان أنْ تُؤْمِنَ بالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَومِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ».
    وعن عبادة بن الصامت، أنه قال لابنه: يا بني! إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمَ. فقال: أُكْتُبْ. قال: رب! ومَاذا أَكْتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مقادير كل شيء حتى تقومَ الساعة»، يا بني! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من مات على غير هذا، فليس مني.»
    وفي رواية لأحمد: « إِنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ الله تعالى القلم، فقال له: أكتب، فجري في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة».
    وفي رواية لابن وهب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره، أحرقه الله بالنار».
    وفي المسند والسنن عن ابنِ الدّيْلَمِيّ، قال: أتَيْتُ أُبَيّ بنَ كَعْبٍ, فَقُلْتُ: فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ الْقَدَرِ فَحَدّثْنِي بِشَيء لَعَلّ الله يُذْهِبَهُ مَنْ قَلْبِي، فقَالَ: لَوْ أنْفقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً مَا قَبِلَهُ الله تَعَالَى مِنْكَ حَتّى تُؤْمِنَ بالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أنّ مَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنّ مَا أخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ, وَلَوْ مُتّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَكُنْتَ مِنْ أَهْلِ النّارَ. قال: فأتَيْتُ عَبْدَ الله بنَ مَسْعُودٍ وحُذَيْفَةَ بنَ الْيَمَانِ وزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الستين
    ( عشاء السبت 16- 23 / 6 / 1415هـ )

    1 - المراد بالقدرية هنا القدرية النفاة فالمشهور عندهم عند إطلاق القدرية المراد بهم القدرية النفاة وقد يسمى المعتزلة قدرية ، فالقدرية النفاة هم المعتزلة والقدرية المجبرة هم الجهمية ، والقدرية نسب لهم هذا الاسم لأنهم خاضوا في القدر وهم كذلك ينسبون الأفعال لأنفسهم وأنهم مستقلون بأفعالهم وليس لله عز وجل أي تأثير ولا فعل لأفعال العباد ، وأول البدع خروجاً هي بدعة القول بنفي القدر وقد ظهرت في أواخر عهد الصحابة .
    وقول جمهور السلف بل هو كالإجماع في تكفير القدرية القائلين بنفي العلم والكتابة وهم القدرية الأوائل وهؤلاء لا وجود لهم الآن كما قال أهل العلم .
    والقدرية في مراد السلف المراد بهم المتأخرون الذين أثبتوا العلم والكتابة ونفوا المشيئة والخلق .
    وقيل أصل هذه البدعة مأخوذ من رجل نصراني يقال سوسن ثم أخذها عنه معبد الجهني ثم عنه غيلان الدمشقي .
    وقد نسب لبعض السلف القول بالقدر وهذا لعله لشبهة وهم أخف من غيرهم وقد نسب للحسن البصري القول بالقدر أيضاً وكذا غيره من السلف وقد يكون في رجال الصحيحين من يرمى بالقدر وهذا يحمل على وجوه :
    أ - عدم صحة نسبته إليهم
    ب - أنه قال به أول أمره ثم رجع عنه .
    ج - قد يكون صح عنه وثبت عنه وهذا قد لبّس عليه وخفي عليه .
    د - قد يكون صح عنه ولكن لا يكون من دعاة هذه البدعة ولا يروي شيئاً يقوي بدعته

    2 - قوله (إِنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمَ ) رواية أبي داود ( أول ما خلق الله القلم ) فيه دليل على من قال أن أول الأشياء خلقاً هو القلم وهو قبل العرش واحتجوا بحديث ( إن أول ما خلق الله القلم ) وحديث ابن عباس عند أبي يعلى الموصلي ( إن أول ما خلق الله القلم ) وسنده لا بأس به وهذا ما ذهب إليه ابن جرير وابن الجوزي
    ومذهب الجمهور أن أول المخلوقات هو العرش وهو أصح وأظهر لما في صحيح البخاري عن عمران بن حصين ( جئنا نسألك عن أول هذا الأمر ... )وفيه ( فأمر بكتابة الذكر وكان عرشه على الماء ... ) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق . ووجه الاستدلال أن القلم حين خُلق أمره الله ابتداء بالكتابة فالقلم حين خلقه والكتابة كانت بعد العرش ، ولحديث عبد الله عمرو ( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) فالتقدير والكتابة كان عقب خلق القلم وهذه كانت بعد العرش وهذا الحديث إذا قيل بالنصب ( أولَ ) على الظرفية ليس فيه دلالة على الأولية ، وعلى رواية الرفع ( أولُ ) يحمل على أنه أول المخلوقات التي بعد العرش والكرسي التي كانت قبله لأن روايات أولية العرش أصح وأصرح وابن القيم حكى في النونية الخلاف ورجح كون العرش أول المخلوقات .

    3 - حديث عبادة بن الصامت بمجموع طرقه يرتفع إلى الحسن أو الصحيح لغيره ورواية ابن وهب موجودة في كتاب القدر له ولكنها منقطعة لأن الأعمش لم يدرك عبادة بن الصامت ولكن المعنى صحيح ، وجاءت الرواية المرفوعة عن زيد بن ثابت عند أبي داود وسندها لا بأس به ورواية ابن مسعود وأبي بن كعب وحذيفة بن اليمان مرفوعة عند الطبراني .


    =======================


    الباب الحادي والستون - باب ما جاء في المصَوِّرين

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم : «قَالَ اللّهُ تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقوا ذَرّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً» أخرجاه.
    ولهما عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقيَامَةِ, الّذِينَ يُضَاهِئونَ بِخَلْقِ اللّهِ».
    ولهما عن ابن عباس ‏‏رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلّ مُصَوّرٍ فِي النّارِ. يُجْعَلُ لَهُ بِكُلّ صُورَةٍ صَوّرَهَا نَفْسٌ يُعَذّبُ بها فِي جَهَنّمَ»
    ولهما عنه مرفوعا«مَنْ صَوّرَ صُورَةً فِي الدّنْيَا كُلّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَيْسَ بِنَافِخ».
    ولمسلم عَنْ أَبِي الْهَيّاجِ، قال: قَالَ لِي عَلِيّ. » أَلاّ أَبْعَثُكَ عَلَىَ مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : أن لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْراً مُشْرِفاً إِلاّ سَوّيْتَهُ «.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والستين
    ( عشاء الاثنين 25 / 6 / 1415هـ )

    1 - لما كانت الصورة نوع كذب في التشبيه بخلق الله عز وجل فالمصور يضاهي ويشابه خلق الله عز وجل وهذه المضاهاة والمشابهة لا حقيقة لها أمر بالنفخ فيها وليس بنافخ . واختلف في العلة في النهي عنها ، فقيل لأجل المضاهاة وأن مضاهاة خلق الله عز وجل كذب وتزوير وتمويه وهذا كبيرة من كبائر الذنوب ، وقيل لأن الصورة أصل عبادة الأوثان فأصل شرك قوم نوح هو من التصوير فاتخذوها ثم عبدوها ، وقيل العلة من جهة مشابهة المشرك وقيل العلة لأنها تمنع دخول الملائكة ، والعلل متقاربة ولا يمتنع من التعليل بها جميعاً ، وقد اتفق العلماء على تحريم التصوير وهي كبيرة من كبائر الذنوب لهذه النصوص .

    2 - قوله صلى الله عليه وسلم (أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبّةً ) المراد أي حبة من الحبوب ، أو حبة القمح لقرنها بالشعيرة واستدل بهذا على منع تصوير ما لا روح وحياة فيه وهو قول مجاهد والصواب أن ما لا روح فيه يجوز تصويره وهو قول الجمهور وهذا الحديث هو في مقام التحدي والتعجيز .

    3 - قوله (ولهما عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقيَامَةِ, الّذِينَ يُضَاهِئونَ بِخَلْقِ اللّهِ». ) في هذا دليل لمن قال أن العلة هي المضاهاة بخلق الله عز وجل وفيه دليل على أن التصوير من كبائر الذنوب .

    4 - قوله ( أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقيَامَةِ ) دالاً على كونها كبيرة والمراد به أنهم من أشد الناس عذاباً يدل عليه حديث عند مسلم ( من أشد الناس عذاباً ) أو أنهم أشد الناس عذاباً في هذه الكبيرة وهذا المحرم .

    5 - قوله صلى الله عليه وسلم (كُلّ مُصَوّرٍ فِي النّارِ ) عمومه يدل على تحريم جميع الصور بأي طريقة ووسيلة حصلت الصورة .

    6 - قوله (ولهما عنه مرفوعا«مَنْ صَوّرَ صُورَةً فِي الدّنْيَا كُلّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَيْسَ بِنَافِخ».)
    هذا فيه دلالة على أن التحريم خاص بما يكون من ذوات الأرواح دون غيرها من الجمادات .

    7 - التصوير يجوز للحاجة أو الضرورة ويجوز للمصلحة التي تنغمر حرمتها في المصلحة كالدعوة إلى الله عز وجل كنقل المحاضرات التي يشاهدها الآف الناس فينتفعوا بها .
    ولكن الأصل في التصوير هو التحريم والمحرم قد يباح للمصلحة الراجحة مثل كذب الرجل على زوجته والحرب والصلح بين الاثنين مع أنه محرم وكذا إذن النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن مسلمة أن يكذب ويقول ما شاء عند قتله لكعب الأشرف وكذا قصة الحجاج بن عراط في مسند أحمد وما فيه من الكذب على قريش حتى يتخلص منهم .

    8 - الصور محرمة سواء كان لها ظل أم لم يكن لها ظل والمالكية حرموا الصور التي لها ظل فقط دون غيرها وهذا قول ضعيف والصواب قول الجمهور بتحريم الصور مطلقاً سواء كان لها ظل أم لا
    أما التماثيل فمحرمة بالإجماع . والجمهور على أن الصور الممتهنة تجوز واشترط البعض فيها أن تقطع وجاء في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم اتكأ على صورة لم تقطع فهي لو قطعت كان أولى . أما الصور التخيلية ( مثل حصان له أجنحة ) فقد رخص فيها البعض وحرمها البعض فإذا كانت الصورة على هيئة لا يتصور معها الحياة فهي جائزة ، وكذا الصورة إذا كانت بدون رأس بالكلية فهي جائزة .
    والصور التي تكون لحاجة الأظهر أنها تمنع الملائكة من الدخول والملائكة التي تمتنع من الدخول غير الحفظة وهم ملائكة الرحمة والبركة .


    ========================


    الباب الثاني والستون - باب ما جاء في كثرة الحلف

    وقول الله تعالى: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ﴾[المائدة:89].
    وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسّلْعَةِ, مَمْحَقَةٌ لِلكسب» أخرجاه.
    وعن سَلمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلّمُهُمُ الله, وَلاَ يُزَكّيهِمْ, وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: أُشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه». رواه الطبراني بسند صحيح.
    وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيرُ أمّتي قَرني, ثمّ الذين يَلونهم, ثمّ الذين يَلونهم. -قال عِمرانُ: فلا أدري أذكرَ بعدَ قرنِه مرتين أو ثلاثاً-. ثمّ إنّ بعدَكم قوماً يشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يُؤْتَمَنون, ويَنذرون ولا يَفون, ويَظهر فيهم السّمَن».
    وفيه عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ النّاسِ قَرني, ثمّ الذين يَلونهم, ثمّ الذينَ يَلونَهم. ثمّ يَجيءُ أقوامٌ تَسبِقُ شهادةُ أحدِهم يَمينَه ويَمينُهُ شهادتَه». قال إبراهيم: وكانوا يَضرِبونَنا على الشهادةِ والعَهد ونحن صغار.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والستين ( عشاء السبت 1 / 7 / 1415هـ )

    1 - من توقير الله عز وجل وتعظيمه أن لا يحلف بالله إلا صادقاً .

    2 - وقول الله تعالى: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ﴾ قال السلف : يعني بالتكفير حال الحنث فاحفظوا أيمانكم بأداء الكفارة وقال البعض : احفظوا أيمانكم عن كثرة الحلف ، وهما متلازمان ولا تنافي بينهما فكثرة الحلف تؤدي إلى الحنث .

    3 - قوله (وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسّلْعَةِ, مَمْحَقَةٌ لِلكسب» أخرجاه.)
    جاء في لفظ عند أحمد بسند على شرط مسلم ( اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب ) وجاء عند مسلم من حديث أبي ذر ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل إزاره ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان ) فدل هذا على أن المراد بالحلف الوارد في الحديث هو اليمين الكاذبة وهي اليمين الغموس .

    4 - قوله (مَمْحَقَةٌ لِلكسب ) أي البركة والأظهر أن هذا يكون ويظهر في الدنيا والآخرة جزاء جرمه .

    5 - قوله (ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه ) فيه إشارة إلى كراهة كثرة الحلف في الأمور المباحة لأنه يؤول إلى الخطأ والكذب ، وهذا اللفظ يحمل على الحالف كاذباً لأنه هو الذي يكون فيه هذا الوعيد الشديد ولا يكون في كثرة الحلف مثل هذا الوعيد الشديد .

    6 - قوله (رواه الطبراني بسند صحيح ) رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة وسلمان إذا أطلق فالمراد به الفارسي .

    7 - قوله (وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيرُ أمّتي قَرني, ثمّ الذين يَلونهم, ثمّ الذين يَلونهم. -قال عِمرانُ: فلا أدري أذكرَ بعدَ قرنِه مرتين أو ثلاثاً- ) حديث عمران بن حصين مروي في الصحيحين ذكر بعد قرنه قرنين وشك في الرابع ، وحديث ابن مسعود ذكر بعد قرنه قرنين وسكت عن الثالث وجاء إثبات قرنين وشك في الثالث في حديث أبي هريرة عند مسلم ، وجاء إثبات الثلاثة قرنين بعد قرنه صلى الله عليه وسلم وهذا عليه أكثر النصوص بلا شك ، وجاء الشك في الرابع عن عمران بن حصين في الصحيحين وجاء الجزم بالقرون الثلاثة بعد قرنه صلى الله عليه وسلم عند أحمد وابن أبي شيبة وجاء في حديث واحد وأكثر الأحاديث بعد قرنه قرنين وهذا ما جزم به الشراح وجاء في روايات جيدة إثبات ثلاثة قرون بعد قرنه صلى الله عليه وسلم والمحفوظ ما جاء في الصحيحين وهو ثلاثة قرون بقرنه صلى الله عليه وسلم فالخيرية في الصحابة والتابعين وأتباع التابعين .

    8 - جمهور الشراح يحدد القرن بالسنة فقرن الصحابة ينتهي بـ ( 110 ) بوفاة واثلة بن الأسقع ، وقرن التابعين ينتهي بـ( 170 ) وقرن أتباع التابعين بـ ( 220 ) وهذا فيه نظر فبدع التصوف والجهمية والإعتزال والقدر ظهرت قبل المائة والعشرون
    وقيل المراد بالقرن هو وسطه فقرن الصحابة ينتهي بموت جمهور الصحابة وعلمائهم وكبرائهم وقد توفي أكثرهم قبل سنة خمسين للهجرة ، ويمتد القرن الثاني إلى خلافة عمر بن عبد العزيز وهذا هو قرن التابعين والقرن الثالث يمتد إلى أول خلافة بني العباس سنة ( 130 ) ونهاية خلافة بني أمية . ففي هذه المدة لم تنتشر وتفشو البدع .
    فالأظهر المراد بالقرن هو جمهور العلماء والكبار فإذا ذهب ذلك الجمهور من العلماء والكبار ينتهي ذلك القرن ويبدأ قرن جديد .

    9 - قوله (ثمّ يَجيءُ أقوامٌ تَسبِقُ شهادةُ أحدِهم يَمينَه ويَمينُهُ شهادتَه ) الأظهر أن المراد به شهادة الزور ويؤيده قرنه بالخيانة وعدم الوفاء .

    10 - قوله (قال إبراهيم: وكانوا يَضرِبونَنا على الشهادةِ والعَهد ونحن صغار ) المراد به كبار التابعين لأنه لم يدرك الصحابة .
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 08.10.08 13:12

    الباب الثالث والستون - بابُ ما جاء في ذِمّة الله وذمّة نبيه صلى الله عليه وسلم

    وقوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾[النحل:91].
    وعن بُرَيْدَةَ، قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميراً على جَيْشٍ أو سريَّة أوْصَاهُ في خَاصّتهِ بِتَقْوَى الله ومَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خيَراً، فقال: اغْزُوا بِسْم الله في سبيلِ الله, قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بالله, اغْزُوا ولا تَغلُّوا تغدِروا ولا تَمْثلُوا, ولا تَقْتُلُوا وَليداً, فإذا لَقِيتَ عَدُوُكَ مِنَ المُشْرِكِينَ فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خِصَالٍ (أو خِلاَلٍ) فأيّتهن ما أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفّ عنْهُمْ، ثم ادْعُهُمْ إلى الإسلامِ فإن أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ، ثم ادْعُهُمْ إلى التّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ, وأخْبِرْهُمْ أنهم إن فَعَلُوا ذلكَ فإنّ لَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ ما عَلَى المُهَاجِرِينَ, فإنْ أبَوْا أنْ يَتَحَوّلُوا منها فأَخْبِرْهُمْ أنّهُمْ يَكُونُوا كأعْرَابِ المُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ الله تعالى, ولا يكون لَهُمْ في الغَنِيمَةِ والْفَيءِ شَيْءٌ إلاّ أن يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ, فإنْ هم أبَوْا فاسألهم الجِزْية، فإن هم أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفّ عنْهُمْ، فإنْ هم أبَوْا فَاسْتَعِنْ بالله وَقَاتِلْهُمْ. وإذا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أنْ تَجْعَلَ لهم ذمَّةَ الله وذِمّةَ نَبيّهِ فلا تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمّةَ الله وذِمّةَ نَبِيّهِ ولكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمّتَكَ وذِمَة أصْحَابِكَ, فإنّكُمْ أنْ تَخْفِرُوا ذِمّتكُمْ وَذِمّة أصْحَابِكُمْ أَهْوَنْ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمّةَ الله وذِمّةَ نبيِهِ, وإذا حَاصَرْتَ أهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أنْ تُنزلهم على حُكْمِ الله فلا تُنْزِلُهُمْ على حُكْمِ الله ولكن أنْزِلْهُمْ على حُكْمِكَ فَإِنّكَ لاَ تَدْرِي أتُصِيبُ حُكْمَ الله فيهِمْ أم لا» رواه مسلم.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والستين
    ( عشاء الاثنين 3 / 7 / 1415هـ )

    1 - قوله تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ ) هذا في العهود والعقود التي تكون بين المسلمين وغيرهم فإنه يجب الوفاء بها .

    2 - قوله (أو سريَّة ) قيل السرية تبلغ أربعمائة نفر .

    3 - قوله (ولا تَغلُّوا ) قد يراد به الخيانة في الأخذ من المغنم قبل القسمة ومصدرها هنا ( الغلول ) وقد يراد به الخيانة على الإطلاق كقوله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث لا يُغِلَ عليهن قلب مسلم ) من أغل يُغِلُ إغلالاً فمصدره
    ( الإغلال ) وظاهر الحديث أنها من الخيانة في المغنم .

    4 - قوله (ولا تَمْثلُوا ) هو جدع وقطع الأطراف ولا يجوز إلا على سبيل القصاص .

    5 - قوله (ولا تَقْتُلُوا وَليداً ) إذا كان مقاتلاً ويحسن القتال وقاتل مع العدو جاز قتله .

    6 - قوله (فإذا لَقِيتَ عَدُوُكَ مِنَ المُشْرِكِينَ فادْعُهُمْ ) ذهب البعض إلى أنه لا تجب دعوة الكفار بعد البعثة لأنها انتشرت وذاعت ، وقيل يجب دعوتهم ، والظاهر من السنة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا بلغتهم الدعوة فيستحب دعوتهم وإذا لم تبلغهم فتجب دعوتهم .
    7 - قوله (فإنْ هم أبَوْا فاسألهم الجِزْية ) الجزية تجب على من تجب عليه ذلة وصغاراً على الصحيح ، وحديث
    ( سنوا فيهم سنة أهل الكتاب ) رواه مالك والشافعي وهو ضعيف معضل .

    8 - قوله (فإنّكُمْ أنْ تَخْفِرُوا ذِمّتكُمْ وَذِمّة أصْحَابِكُمْ أَهْوَنْ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمّةَ الله وذِمّةَ نبيِهِ ) خفر إذا حماه وحرسه وأخفر إذا نقضه وخانه .

    9 - قوله (فَإِنّكَ لاَ تَدْرِي أتُصِيبُ حُكْمَ الله فيهِمْ أم لا ) الصواب أنه ليس كل مجتهد مصيب هذا إذا أريد بالإصابة موافقة حكم الله ورسوله ، وإذا أريد بالإصابة الثواب فكل مجتهد مصيب .




    ==========================



    الباب الرابع والستون - باب ما جاء في الإقسام على الله

    عَنْ جُنْدَب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قَالَ رَجُل: وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ، فقال اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الذِي يَتَأَلَّى عَلَيّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ. فَإِنّي قَدْ غَفَرْتُ لِهُ. وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» رواه مسلم
    وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.




    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والستين
    ( عشاء السبت 8 / 7 / 1415هـ )

    1 - قوله (باب ما جاء في الإقسام على الله ) أي من التشديد وأن ذلك ينافي كمال التوحيد الواجب .

    2 - قوله (عَنْ جُنْدَب بن عبد الله رضي الله عنه ) رواه مسلم وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد وأبي داود بإسناد جيد .

    3 - الإقسام على أنواع :
    أ - إقسام بمنع الحجر والمنع على الله بوقوع أمر ما كقوله ( والله لا يعطي الله فلاناً أو لا يغفر لفلان ) ويرى أنه يتصرف في أشياء لا تكون إلا لله عز وجل وهذا ردة .

    ب - أن يقسم على الله على سبيل الإعجاب والفخر بنفسه وبعبادته ومكانته فيرى أنه أهل للإقسام على الله فهذا محرم وعليه حديث جندب وأبي هريرة في الرجل العابد الذي قال هذه الكلمة غروراً بنفسه وفخراً بعبادته .

    ج - إذا قاله من باب حسن الظن والرجاء بالله عز وجل مع احتقاره لنفسه وازدرائه لها بأن الله يجيب عباده في محل الشدائد والكرب فهذا النوع هو الذي جاءت به الأخبار في جواز الاقسام على الله في بعض الأحوال ( ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ) وحديث ( رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ) وحديث أنس بن النضر ( والله لا تكسر سن الربيع ) وهذا الاقسام الجائز لا يكون إلا لأناس مخصوصين وفي أحوال خاصة كشدة من ظلم وحال الجهاد .
    د - الاقسام بمخلوق على مخلوق ( والكعبة أن تعطيني كذا ، أقسم بالولي الفلاني أن تفعل كذا ) فهذا محرم بالإجماع وبالنبي صلى الله عليه وسلم هو قول الجمهور .

    هـ - الاقسام على الله بمخلوق ( أقسم عليك بجاه نبيك ) فهذا لا يجوز .

    4 - الاقسام على الله بذوات الانبياء والصالحين والأولياء محرم والسؤال بذواتهم بدعة ولكن الاقسام أشنع وأشد حرمة وأعظم لأن السائل متضرع أما الاقسام ففيه حجر وإلزام لله عز وجل .




    ==========================



    الباب الخامس والستون - باب لا يُستشفع بالله على خلقه

    عن جبير بن مطعم رضي الله عنه ، قال: جاء أَعْرَابِيٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالَ: يَا رَسُولَ الله! نُهِكَتِ الأنْفُسُ، وجاع الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأمْوَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا ربَّك فإِنّا نَسْتَشْفِعُ بالله عَلَيْكَ وبِكَ عَلَى الله. قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «سبحان الله، سبحان الله», فَمَا زَالَ يُسَبّحُ حَتّى عُرِفَ ذَلِكَ في وُجُوهِ أَصْحَابِهِ, ثُمّ قالَ: «وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا الله؟ إِنّ شَأْنَ الله أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ, إنه لا يُسْتَشْفَعُ بالله عَلَى أَحَدٍ»وذكر الحديث. رواه أبو دوواد



    &&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والستين
    ( عشاء الاثنين 10 / 7 / 1415هـ )

    1- الاستشفاع بالله على خلقه فيه سوء أدب مع الله عز وجل فهو غير جائز فشأن الله أعظم وأجل والشفاعة في الغالب تطلب من الأدنى إلى الأعلى .

    2- قوله (نَسْتَشْفِعُ بالله عَلَيْكَ ) أي نجعله شفيعاً إليك وهذا هو الذي أنكره صلى الله عليه وسلم فهو الذي يستشفع إليه الخلائق .

    3 - قوله (وبِكَ عَلَى الله ) وذلك لمكانته صلى الله عليه وسلم عند ربه .

    4 - قوله (وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا الله؟ ) فعذر لجهله .

    5 - قوله (حَتّى عُرِفَ ذَلِكَ في وُجُوهِ أَصْحَابِهِ ) فيه أن من أنكر بقلبه أنه يظهر ذلك على وجهه بتمعره وتغيره .

    6 - لو قال استشفع بالله لكان جائزاً فيجوز الحلف بالله والسؤال بالله والاستشفاع بالله فيجوز التوسل بذاته سبحانه وتعالى .

    7 - قوله (رواه أبو دوواد ) الحديث اختلف العلماء فيه فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه وابن القيم بين أن تضعيفه يدور على ثلاثة أمور : لتدليس ابن إسحاق ، وضعف محمد بن جبير والاضطراب فيه كما بينه في تهذيب السنن ثم قواه ، والحديث ضعيف بهذا السند وأما معناه فقد أجمع عليه أهل السنة والمسألة التي فيه مجمع عليها
    والحديث فيه أطيط العرش والأظهر أنه من باب الحسن لغيره بمجموع طرقه ولا غرابة فيه ولا نكارة .




    ======================



    الباب السادس والستون - باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسدِّه طرق الشرك

    عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه ، قال: انْطَلَقْتُ في وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فَقُلنا: أَنْتَ سَيّدُنا. فقَالَ: «السّيّدُ الله تبارك وتعالى». , قُلْنا: وَأَفْضَلُنا فَضْلاً وَأَعْظَمُنَا طَوْلاً. فَقَالَ «قُولُوا بِقَوْلِكم أَوْ بَعْضِ قَوْلِكمُ وَلاَ يَسْتَجْرِيَنّكمْ الشّيْطَانُ». رواه أبو داوود بسند جيد.
    وعن أنس رضي الله عنه : أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا! وسيدنا وابن سيدنا! فقال«ياأيّها النّاسُ قُولُوا بِقولِكُمْ ولا يَسْتَهْوِيَنّكُمْ الشّيْطَانُ, أنا محمدٌ عَبْد الله وَرَسُولُه, ما أحِبّ أنْ تَرْفَعُوني فَوْقَ مَنْزِلَتِي التي أنزلني الله عَزّ وَجَلّ» رواه النسائي بسند جيد.


    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والستين
    ( عشاء السبت 15 / 7 / 1415هـ )

    1- المصنف ترجم قبل هذا باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وهذا من المصنف من باب التوكيد في وجوب حماية التوحيد وسد الطرق القولية والفعلية التي تؤدي إلى نقص التوحيد أو نقضه فهذه الترجمة مبالغة في حماية التوحيد فإذا كان قد حمى حمى التوحيد فحمايته جناب التوحيد أولى .

    2 - قوله صلى الله عليه وسلم (السّيّدُ الله تبارك وتعالى ) لما عرف عليه الصلاة والسلام أن هؤلاء حديثوا عهد بإسلام ولتوهم أسلموا خشي عليهم من الغلو والإفراط في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم لذا قال لهم (السيد الله ) أي السيادة الكاملة التامة لله تعالى .


    3 - قوله (قُولُوا بِقَوْلِكم أَوْ بَعْضِ قَوْلِكمُ ) أي بما يوافق الشريعة ولا يؤدي للمبالغة والغلو .

    4 - قوله (وَلاَ يَسْتَجْرِيَنّكمْ الشّيْطَانُ ) أي لا يتخذنكم الشيطان رسلاً له بإطلاق المبالغة في المدح والثناء والغلو .

    5 - اختلف العلماء في كلمة السيد هل تطلق على غير الله عز وجل فمنعه مطلقاً مالك وأجازه غيره وأجازه البعض بقيد الإضافة ( سيد بني فلان ، سيد فلان ) والأقرب أنها ينهى عنها إذا كانت تفضي إلى أمر لا يحمد كأن يتكبر ويعجب بنفسه وإذا لم تفضي لذلك فلا بأس بها فقد جاءت به الأخبار ( قوموا إلى سيدكم ) وقال ( سيدكم الجعد الأبيض البراء من معرور )
    ويمنع من إطلاق السيد على من لا يستحقه كالمنافق والفاسق لحديث ( لا تقولوا للمنافق سيد فإن يكن سيداً فقد أغضبتم ربكم ) .



    ======================



    الباب السابع والستون - باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[الزمر: 67]

    عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: جَاءَ حَبْرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يَا مُحَمّدُ ! إنا نجد أن الله يجعل السّمَاوَاتِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلىَ إِصْبَعٍ، وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالثّرَى عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فضَحِكَ النبي r حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تصديقاً لقول الحبر، ثُمّ قَرَأَ:«﴿وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ الآية» متفق عليه.
    وفي رواية لمسلم: وَالْجِبَالَ وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، ثُمّ يَهُزّهُنّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أنا الله.
    وفي رواية للبخاري: يجعل السّمَاوَاتِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثّرَىَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَىَ إِصْبَعٍ.
    ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً : «يَطْوِي اللّهُ عَزّ وَجَلّ السّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِيَدِهِ الْيُمْنَىَ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَيْنَ الْجَبّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبّرُونَ؟ ثُمّ يَطْوِي الأَرَضِينَ السبع ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِشِمَالِهِ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَيْنَ الْجَبّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبّرُونَ؟».
    وروي عن ابن عباس، قال : ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.
    وقال ابن جرير: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي، قال: قال رسول الله r: «ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس»
    قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض».
    وعن ابن مسعود، قال: بين السماء والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمس مئة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفي عليه شيء من أعمالكم. أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله. ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قال: وله طرق.
    وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ». أخرجه أبو دواد وغيره.

    &&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والستين
    ( عشاء الاثنين 17 / 7 / 1415هـ )

    1 - هذا الباب فيه بيان أن من لم يوحد الله عز وجل حق التوحيد - توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات - فإنه لم يقدر الله عز وجل حق قدره ويعظمه حق تعظيمه .

    2 - قوله (عن ابن مسعود رضي الله عنه )هذه الرواية فيها ست أصابع والأظهر أنه لم يذكر في الأخبار إلا خمسة أصابع لكن بعض الرواة فرق بين هذه الأشياء والذي يتحصل من الروايات أنها خمسة أصابع وفيه ثبوت الأصابع لله عز وجل وقد جاء ذكر الأصابع من حديث أم سلمة وعبد الله بن عمرو وأنس بأسانيد جيدة وصحيحة وعند الترمذي وأحمد بسند جيد عن ابن عباس أن الحبر قال ( إنا نجد أن الله يجعل السموات على ذه - وأشار إلى إصبعه - ..) وهكذا حتى أتم خمسة أصابع .

    3 - قوله (ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِشِمَالِهِ ) أكثر الأحاديث ليس فيها ذكر الشمال وإنما فيها ذكر اليمين ( وكلتا يديه يمين ) أو السكوت عن ذكر الشمال . ورواية ( بشماله ) فيها عمر بن حمزة العمري وهو الذي انفرد بها وفيه ضعف فخالف غيره وذهب بعض أهل العلم إلى إثبات هذه اللفظة وأنه يكون له سبحانه يمين وشمال ، وجاء التصريح بالشمال عند البيهقي أيضاً من طريقين كلاهما ضعيف .

    4 - قوله (وروي عن ابن عباس، قال : ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم. )
    رواه ابن جرير عن النكري هو ضعيف . وثبت الكف لله عز وجل بحديث الصدقة ( ويضعها في كفه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه ) وحديث أن عمر قال لأبي بكر ( لو شاء الله لأدخل عباده الجنة بكف واحدة ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( صدق عمر )

    5 - قوله (وقال ابن جرير: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي، قال: قال رسول الله r: «ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس» هذا مرسل ضعيف .

    6 - قوله (قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما الكرسي في العرش إلا العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض».) رواه ابن أبي شيبة وفيه أكثر من مجهول .

    7 - قوله (وعن ابن مسعود، قال: بين السماء والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام ) سنده حسن وله شاهد من حديث أبي هريرة وهذا موقوف على ابن مسعود وله حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي والأظهر ما قاله ابن القيم أن معنى خمسمائة عام ما تقطعه الإبل وما جاء أنه سبعون أو ثلاثة وسبعون سنة المراد به بالبريد .

    8 - قوله (وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ) الحديث ضعيف وشيخ الإسلام يقوي هذا الحديث ويرى أن ابن خزيمة احتج به وقواه وصححه ، وهذا هو حديث الأوعال وأن الملائكة تكون كالأوعال من ضخامتها وعظيم خلقها وله شاهد من طريق ابن إسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما .


    الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه
    الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه


    يسرني أن أتلقى ملاحظاتكم ومقترحاتكم
    على البريد الالكتروني

    Husin26@maktoob.com


    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

    الملفات المرفقة
    : بلغة المستفيد بشرح كتاب التوحيد - الشيخ عبد المحسن الزامل.zip‏ : 136.3 كيلوبايت : zip بلغة المستفيد شرح كتاب التوحيد - للشيخ عبد المحسن الزامل Zip : 211 : اضغط هنا


    والنقل
    لطفــــاً .. من هنــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 11:29