خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 17:30

    هذه الفتوى في هذا الموضوع

    ما مدى صحة الحديث القائل‏:‏ ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما‏]‏ وما معناه وكيف نجمع بينه وبين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 256‏]‏ وبين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏ [‏سورة يونس‏:‏ آية 99‏]‏ وبين الحديث القائل‏:‏ ‏(‏أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل‏)‏ وهل يفهم أن اعتناق الدين بالاختيار لا بالإكراه‏؟‏


    أجاب سماحة العلامة الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله فقال


    أولاً الحديث ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏ حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ‏:‏ ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏) ‏‏.‏


    وأما الجمع بينه وبين ما ذكر من الأدلة فلا تعارض بين الأدلة ولله الحمد‏.‏ لأن قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما‏]‏ في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه فيجب قتله بعد أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل

    وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 256‏]‏ وقول تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس‏:‏ آية 99‏]‏ فلا تعارض بين هذه الأدلة؛ لأن الدخول في الإسلام لا يمكن الإكراه عليه؛ لأنه شيء في القلب واقتناع في القلب، ولا يمكن أن نتصرف في القلوب، وأن نجعلها مؤمنة، هذا بيد الله عز وجل هو مقلب القلوب، وهو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء‏.‏

    لكن واجبنا الدعوة إلى الله عز وجل والبيان والجهاد في سبيل الله لمن عاند بعد أن عرف الحق، وعاند بعد معرفته، فهذا يجب علينا أن نجاهده، وأما أننا نكرهه على الدخول في الإسلام، ونجعل الإيمان في قلبه هذا ليس لنا، وإنما هو راجع إلى الله سبحانه وتعالى

    لكن نحن، أولاً‏:‏ ندعو إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ونبيّن للناس هذا الدين‏.‏

    وثانيًا‏:‏ نجاهد أهل العناد وأهل الكفر والجحود حتى يكون الدين لله وحده، عز وجل، حتى لا تكون فتنة‏.‏ أما المرتد فهذا يقتل، لأنه كفر بعد إسلامه، وترك الحق بعد معرفته، فهو عضو فاسد يجب بتره، وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين، لأنه ترك الحق لا عن جهل، وإنما عن عناد بعد معرفة الحق، فلذلك صار لا يصلح للبقاء فيجب قتله، فلا تعارض بين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 256‏]‏ وبين قتل المرتد، لأن الإكراه في الدين هنا عند الدخول في الإسلام، وأما قتل المرتد فهو عند الخروج من الإسلام بعد معرفته وبعد الدخول فيه‏.‏

    على أن الآية قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 5‏]‏ فيها أقوال للمفسرين منهم من يقول‏:

    ‏ إنها خاصة بأهل الكتاب، وأن أهل الكتاب لا يكرهون، وإنما يطلب منهم الإيمان أو دفع الجزية فيقرون على دينهم إذا دفعوا الجزية، وخضعوا لحكم الإسلام، وليست عامة في كل كافر

    ومن العلماء من يرى أنها منسوخة بقوله تعالى‏ :‏ ‏{‏فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ‏}‏ ‏ [‏سورة التوبة‏:‏ آية 5‏]‏ فهي منسوخة بهذه الآية‏.‏

    ولكن الصحيح أنها ليست منسوخة، وأنها ليست خاصة بأهل الكتاب، وإنما معناها أن هذا الدين بيِّن واضح تقبله الفطر والعقول، وأن أحدًا لا يدخله عن كراهية، وإنما يدخله عن اقتناع وعن محبة ورغبة‏.‏

    هذا هو الصحيح‏.


    =============



    هل الآيات تخصص الحديث
    بارك الله فيك أخي الغامدي
    لكني بالعودة إلى كتاب الله لم أجد من يُحل دمه إلا اثنين: النفس بالنفس، والمفسد في الأرض، قال تعالى: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ".
    وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا إحدى ثلاث: النفس بالنفس (وهذا ورد في الآية)، والمحصن الزاني (وهذا يُعتبر إفسادًا، والإفساد ورد في الآية)، والتارك لدينه المفارق للجماعة (وهذا يدخل في الإفساد الوادر في الآية الكريمة).
    وعليه فهل يمكن للآية أن تخصص حديث: "من بدل دينه فاقتلوه". بحيث يصبح مفهوم الحديث: من بدل دينه فأفسد في الأرض فاقتلوه. بأن التخصيص اعتمد على دليل صحيح وواضح (التراك لدينه المفارق للجماعة)
    وهذا الفهم إنما جاء بقراءة الأحاديث في ضوء القرآن الكريم، وتتبع الجزئيات إلى الكليات..
    هداكم الله وهداني..
    الأخ الغامدي أرجو منك تبيين لي الأمر على نحو يرضي الله تعالى. والسلام


    ===========


    أخي الكريم ((حديث من بدل دينه فاقتلوه. ))

    ومثله الحديث الآخر(( التارك لدينه المفارق للجماعة )) أحاديث واضحة وهي عامة في من ترك دينه الى دين اخر

    ولا يجوز أن نقيّد النص من عند أنفسنا بأنه إذا ترك دينه وأفسد ؛ لأنه يصبح كاننا استدركنا على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا لا يجوز

    وقتله فيه حكمة ؛ لان المرتد كفر بعد إسلامه، وترك الحق بعد معرفته، فهو عضو فاسد يجب بتره، وإراحة المجتمع منه؛ لأنه فاسد العقيدة ويخشى أن يفسد عقائد الباقين


    والسنة تأتي باحكام زائدة على ما في القرآن ومنه ما ذكرت في الحديث من قتل الثيب الزاني حيث ورد في القرآن فقط جلد الزاني البكر والزاني مفسد سواء محصن أو بكر

    ومثاله من أن السنة تاتي باحكام زائده على ما في القران المحرمات من النساء حيث ورد في القرآن النهي عن الجمع بين الأختين وورد في السنة النهي عن الجمع بين المراة وعمتها والمراة وخالتها

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها). رواه البخاري

    أرجو أن تكون المسالة واضحة

    وفقنا الله واياك
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 17:43

    حدُّ الردَّة
    هو السِّياج المنيع والحصن الحصين لحماية هذا الدِّين والحفاظ على المسلمين


    تمهيد

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#تعريف الردة]تعريف الردة[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#أدلة كفر المرتد]أدلة كفر المرتد[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#كيفية توبة المرتد ردة مجردة]كيفية توبة المرتد ردة مجردة[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#أدلة قتل المرتد]أدلة قتل المرتد[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة]لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#أنواع الردة]أنواع الردة[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#أقوال أهل العلم في ذلك]أقوال أهل العلم في ذلك[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#نماذج للفرق المعاصرة المرتدة عن الإسلام]نماذج للفرق المعاصرة المرتدة عن الإسلام[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#أسباب الوقوع في الردة]أسباب الوقوع في الردة[/url]

    [url=http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#حكم من أباح الردة وأنكر حدها]حكم من أباح الردة وأنكر حدها[/url]

    تمهيد

    [b]الحمد لله الذي جعل الدَِّين قواماً، ومحمد بن عبد الله للمتقين إماماً صلى الله عليه وآله وسلم، والحدود الشرعية حافظاً وسياجاً، والعلماء العاملين ردءاً لدين الله عز وجل، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل المبطلين، وشبه وتشكيك الشاكين، ودعاوى المارقين، فجزى الله الإسلام وجزاهم عنه خير الجزاء، وأمدَّهم بعونه وتوفيقه، وحفظهم وكلأهم بعين رعايته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا به.

    لقد رفع المنافقون ـ نفاق الاعتقاد ـ في الآونة الأخيرة عقيرتهم، وأبانوا عن سوأتهم، وكشفوا عن قبيح معتقداتهم، وناصبوا الأمة الإسلامة بعداوتهم، وحاربوها بالتشكيك والطعن في الثوابت والمسلمات، بل بلغت بهم الجرأة والوقاحة أن أباحوا الردة وأنكروا حدها، وساووا بين دين الحق والأديان الباطلة، فازدادوا كفراً ونفاقاً إلى كفرهم ونفاقهم، لردهم لآي القرآن، وصحيح السنة، ودفعهم لما هو معلوم من الدين ضرورة، وذلك كله لسكوت العلماء، ولإحجام الحكام عن حماية شرع الله، فمن لم يردعه القرآن أخافه السلطان، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن: "من أمن العقوبة أساء الأدب"

    ورحم الله الإمام أبا بكر بن العربي المالكي عندما وصف كفر غلاة الشيعة بأنه "كفر بارد لا تسخنه إلا حرارة السيف، أما دفء المناظرة فلا يؤثر فيه".
    1

    فما الذي يردع هؤلاء؟ وهم يرون من سبقهم من الزنادقة أمثال سلمان رشدي، ونصر أبي زيد، والبغدادي، وغيرهم كثير لا كثر الله من أمثالهم، يسرحون ويمرحون ويُحمون، وينادي بعض المنهزمين من العلماء بعدم إقامة الحد على بعضهم بدعوى أنهم تابوا !!

    ترى ما الذي منع بشر المريسي من إظهار بدعة الاعتزال وكان يعتقدها ويخفيها منذ عهد الرشيد؟ سوى خوفه من الرشيد، ولما أمن العقوبة في عهد المأمون أساء الأدب وأظهر ما كان يخفيه.


    وبعد..

    فهذا بحث عن تعريف الردة، وحدها، وأقسامها، وأدلة ذلك، والأسباب الداعية لها، وهل للمرتد من توبة ؟ وعن أحكام المرتد، وعمن قتله ولاة أمر المسلمين من المرتدين قديماً وحديثاً .

    كتبت ذلك نصحاً للأمة، ومعذرة إلى ربي، ولعلهم يرجعون
    و
    رداً على ما سطر ويسطر في الصحف هذه الأيام من المتطفلين الجرآء الجاهلين، وتهجمهم على الدين، وتشكيكهم في هذا الحد الذي جعله الله حماية للدين
    و
    زجراً للزنادقة المارقين

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    (فإنه لو لم يقتل ذلك المرتد لكان الداخل في الدين يخرج منه، فقتله حفظ لأهل الدين وللدين، فإن ذلك يمنع من النقص، ويمنعهم من الخروج عنه).
    2

    إذ لا يحل تأخير البيان عن وقت الحاجة، وقد تأخر، مما حدى بهؤلاء الورَّاقين السفهاء أن ينادوا بإسقاط حد الردة، ويعتبروا إقامة حدها جريمة لا تغتفر: "كبُرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً"

    ونبشر هؤلاء أن حد الردة قائم ما قامت السموات والأرض، ولو اجتمع من في الأرض جميعاً لما استطاعوا أن يسقطوا حداً من حدود الله، دعك عن مجموعة الوراقين، ونذكرهم بأن دين الله منصور

    وعليهم أن لا يغتروا بغلبة إخوانهم أهل الكفر والفجور، فالأيام دول، والحرب سجال، والله غالب على أمره

    ونذكرهم كذلك بأن إقامة الحد عليهم في الدنيا أفضل لهم من إقامته عليهم يوم يقوم الأشهاد.


    على المسؤولين أن يتقوا الله في دينه، ويعملوا على إيقاف هذه الحملات الكفرية التي يقودها الشيوعيون والمنافقون في الصحف، وفي بعض الجامعات؛ في الصحف الحائطية، وأركان النقاش

    وليعلموا أن ذلك من أوجب واجباتهم، فليس هناك شيء أوجب على الحاكم من حماية الدين وردع الزنادقة المارقين بعد أن خرجوا من أجحارهم، ويمّموا نحو "الإمبريالية العالمية"، بعد سقوط روسيا الشيوعية

    عجباً لهؤلاء الذين لم يرضوا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، واستعاضوا عن ذلك بالعبودية لغير الله، والعمالة لكل من يحادّ الله ورسوله والمؤمنين: "ومن يهن الله فما له من مكرم"
    3

    لا غرو في ذلك فقد أصبحت روسيا نفسها عميلة لأمريكا، فالعقوق سمة من سمات هؤلاء القوم، ومن قبل عقوا لدين آبائهم وأجدادهم.

    والله أسأل أن يوفق ولاة الأمر من الحكام والعلماء للقيام بدورهم، وتحمل مسؤولياتهم، وأداء واجباتهم على الوجه الذي يرضيه، وأن ينتقم من الكفار والمنافقين، وأن يخالف بين قلوبهم، ويجعل كيدهم في نحورهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على حامي حمى الدين، وعلى آله وصحبه والتابعين.


    تعريف الردة


    الرِّدَّة هي الرجوع عن الإسلام كلياً أوجزئياً بإنكار ما هو معلوم من الدين ضرورة، بنفي ما أثبته الله ورسوله، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله، وتكون بالفعل، والترك، والنطق، والاعتقاد، والشك، جاداً كان المرتد أم هازلاً.


    وبلفظ آخر أن يرتكب الإنسان ناقضاً من نواقض الإسلام.

    قال الكاساني الحنفي المتوفي 587هـ في بدائع الصنائع
    4: (أما ركن الردة فهو إجراء كلمة الكفر على اللسان بعد وجود الإيمان، إذ الردة عبارة عن الرجوع عن الإيمان).
    وقال الصاوي المالكي المتوفى 1241هـ في "الشرح الصغير"
    5: (الردة كفر مسلم بصريح من القول، أوقول يقتضي الكفر، أوفعل يتضمن الكفر).
    وقال الشربيني الشافعي المتوفى 977هـ في "مغني المحتاج"
    6: (الردة هي قطع الإسلام بنية أوفعل، سواء قاله استهزاءً أوعناداً أواعتقاداً).
    وقال البهوتي الحنبلي المتوفى 1050هـ في "كشَّاف القناع"
    7: (المرتد شرعاً الذي يكفر بعد إسلامه نطقاً، أواعتقاداً، أوشكاً، أوفعلاً).

    أدلة كفر المرتد

    كثيرة جداً، منها:



    • قوله تعالى: "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".8
    • قوله تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".9
    • وقوله: "إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".10
    • وقوله: "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً".11
    • وقوله: "ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين".12
    • وقوله: "من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين"13، فلم يستثن إلا المكره من الكفر.

    • وقال عن كفر المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر: "ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون".14
    • وقال مميزاً المنافقين على إخوانهم الكافرين لعظيم ضررهم على الإسلام والمسلمين: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً".15
    • وقوله تعالى: "كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق.. أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".16


    وقال عن كفر تاركي الصلاة: "ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك17 نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين18. وكنا نكذب بيوم الدين".19

    وقال عن المنافقين: "ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون".20

    __________________
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 17:46


    حكم المرتد

    (أ‌) في الدنيا


    1. يُفرَّق بينه وبين زوجته، فإن تاب قبل انقضاء عدتها رجعت إليه، وإن انقضت عدتها قبل أن يتوب تبيَّن فسخ النكاح منذ ارتداده، سواء كانت ردته قبل الدخول بها أوبعد الدخول.

    2. يُمنع من التصرف في ماله، وينفق منه على عياله، وتقضى ديونه.

    3. لا يرث، ولا يورث، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث المسلمُ الكافرَ ولا الكافرُ المسلمَ"
    21، ويكون ما تركه فيئاً لبيت مال المسلمين، ومن أهل العلم من قال لورثته.
    قال القرطبي عن ميراث المرتد: (قال علي بن أبي طالب، والحسن، والشعبي، والحَكَم، والليث، وأبوحنيفة، وإسحاق بن رَاهَوَيْه: ميراث المرتد لورثته من المسلمين، وقال مالك، وربيعة، وابن أبي ليلى، والشافعي، وأبو ثور: ميراثه في بيت المال).
    22

    والراجح

    ما ذهب إليه مالك والشافعي ومن وافقهما أن ميراثه لبيت مال المسلمين، للحديث: "لا يرث المسلمُ الكافرَ.."، وينفق على عياله من بيت مال المسلمين.

    4. يُقتل المرتد من غير استتابة إن قُدِر عليه، إذا كانت ردته مغلظة، لأن الردة تنقسم إلى قسمين:

    مغلظة :
    وهي ما تكون مصحوبة بمحاربة الله، ورسوله، وأوليائه من العلماء العاملين، وعداوتهم، والمبالغة في الطعن في الدين، والتشكيك في الثوابت.

    ومجردة :
    وهي التي لم تصحب بمحاربة ولا عداوة ولا طعن وتشكيك في الدين، وكل الآثار التي وردت في استتابة المرتد متعلقة بالردة المجردة.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    (إن الردة على قسمين: ردة مجردة، وردة مغلظة شرع القتل على خصوصها، وكلاهما قد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، والأدلة الدالة على سقوط القتل بالتوبة لا تعمُّ القسمين

    بل إنما تدل على القسم الأول ـ الردة المجردة ـ كما يظهر ذلك لمن تأمل الأدلة على قبول توبة المرتد، فيبقى القسم الثاني ـ الردة المغلظة ـ وقد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها، ولم يأت نص ولا إجماع على سقوط القتل عنه، والقياس متعذر مع وجود الفرق الجلي

    فانقطع الإلحاق، والذي يحقق هذه الطريقة أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا إجماع أن كل من ارتد بأي قول أوبأي فعل كان فإنه يسقط عنه القتل إذا تاب بعد القدرة عليه، بل الكتاب والسنة والإجماع قد فرَّق بين أنواع المرتدين).
    23

    قال في "نيل المآرب في تهذيب عمدة الطالب"24: (ولا تقبل في الدنيا توبة من سبَّ الله تعالى، أورسوله، سباً صريحاً، أوتنقصه، ولا توبة من تكررت ردته، بل يقتل بكل حال، لأن هذه الأشياء تدل على فساد عقيدته).

    5. يتولى قتله الإمامُ أومن ينوب عنه.

    6. لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.

    7. يبطل عمله، نحو حجة الإسلام، وهذا مذهب مالك ومن وافقه، لقوله تعالى: "لئن أشركتَ ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين"
    25، وذهب الشافعي وأحمد إلى أن: (من ارتد ثم عاد إلى الإسلام لم يحبط عمله ولا حجه الذي فرغ منه، بل إن مات على الردة فحينئذ تحبط أعماله، وقال مالك: تحبط بنفس الردة، ويظهر الخلاف في المسلم إذا حجَّ ثم ارتد ثم أسلم، فقال مالك: يلزمه الحج لأن الأول قد حبط بالردة).26

    (ب‌) في الآخرة

    إن تاب وصدق في توبته قبلت منه إن شاء الله، وإن لم يتب ولو قتل في الدنيا فهو من أهل النار خالداً مخلداً فيها.

    كيفية توبة المرتد ردة مجردة

    1. أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.

    2. أن يعلن رجوعه عما كان يعتقده، أويقوله، أويفعله بالتفصيل على العامة، قال تعالى: "إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا" الآية، بأن يقول: كنتُ أعتقدُ كذا وكذا، أوكنتُ أقولُ كذا وكذا، أوكنتُ أفعلُ كذا وكذا، وأنا راجع عن كل ذلك؛ ويُكتب ويُختم ويشهد على ذلك، وإلا لا تقبل توبته.

    أدلة قتل المرتد


    حد المرتد ثبت بالسنة القولية، والفعلية، والتقريرية، وبما صحَّ عن الخلفاء الراشدين وحكام المسلمين، وإليك الأدلة:

    (أ) من السنة القولية، والفعلية، والتقريرية

    1. خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن أخطل متعلق بأستار الكعبة؛ فقال: اقتله".
    27

    وفي رواية للدارقطني كما قال الحافظ في الفتح28: "من رأى منكم ابن أخطل فليقتله"، ومن رواية زيد بن الحباب عن مالك بهذا الإسناد: "وكان ابن أخطل يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعر".

    وقال الحافظ ابن حجر: (وأخرج عمر بن شبة في "كتاب مكة" من حديث السائب بن يزيد قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن أخطل فضربت عنقه صبراً بين زمزم ومقام إبراهيم، وقال: "لا يقتلن قرشي بعد هذا صبراً"، ورجاله ثقات، إلا أن في أبي معشر مقالاً، والله أعلم.

    وقال
    29: وروى الطبراني من حديث ابن عباس ..

    وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أمراءه أن لا يقتلوا إلا من قاتلهم، غير أنه أهدر دم نفر سمَّاهم،

    وقد جمعت أسماءهم من مفرقات الأخبار، وهم: عبدالعزى بن أخطل، وعبد الله بن أبي السرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحويرث بن نُقَيد بنون وقاف مصغَّر، ومقيس بن صَبَابة بمهملة مضمومة وموحدتين الأولى خفيفة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن أخطل كانتا تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة بني عبد المطلب وهي التي وُجِدَ معها كتاب حاطب

    فأما ابن أبي السرح فكان أسلم ثم ارتد فشفع فيه عثمان يوم الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحقن دمه وقبل إسلامه..
    وأما مقيس بن صَبَابة فكان أسلم ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاماً خطأ، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الأنصاري ثم ارتد، فقتله نميلة بن عبد الله يوم الفتح).

    وشاهدنا من هؤلاء في إهدار دم وقتل من أسلم ثم ارتد وهم: عبد الله بن أبي السرح، ومقيس بن صبابة، وسارة.

    2. ما صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال: "من بدَّل دينه فاقتلوه".
    30

    3. وما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث"، وذكر منهم: "التارك لدينه المفارق للجماعة".31


    (ب) قتل الخلفاء الراشدين والصحابة المهديين للمرتدين


    قتل أبي موسى ومعاذ رضي الله عنهما ليهودي أسلم ثم تهوَّد
    خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي موسى عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم أتبعه بمعاذ، فلما قدم معاذ على أبي موسى ألقى له وسادة، قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهود؛ قال: اجلس؛ قال: لا أجلس حتى يُقتل قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات؛ فأمر به فقتل".
    32

    إقناع أبي بكر لعمر وغيره بقتال المترتدين، وإجماع الصحابة على قتلهم بعدُ

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله؛ قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها؛ قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيتُ أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفتُ أنه الحق".
    33

    الذين قاتلهم الصديقُ ثلاث طوائف كما قال ابن حزم رحمه الله في الملل والنحل:

    طائفة أعلنت الكفر وارتدت، واتبعت المتنبئين مسيلمة، وطليحة، والأسود، وسجاح.
    و
    طائفة بقيت على إسلامها ولكن منعوا الزكاة.
    و
    طائفة تربصت حتى ترى لمن الغلبة.

    فقُتل الأسود العنسي، ومسيلمة، وعاد طليحة إلى الإسلام وكذا سجاح، ورجع غالب من كان ارتد إلى الإسلام، ولم يحل الحول إلا والجميع قد راجعوا دين الإسلام ولله الحمد كما قال الحافظ ابن حجر
    34، وذلك بفضل الله، ثم عزيمة وشجاعة أبي بكر وإقامة هذا الحد على المرتدين، الذي لولاه لضاع الدين ولتهدمت أركانه.

    قتل عليّ وحرقه لجماعة من الرافضة ألَّهوه وعبدوه

    خرَّج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدَّل دينه فاقتلوه".
    35

    خرج علي يوماً من المسجد بالكوفة بباب كندة فإذا جماعة من الرافضة المخذولين سجدوا له، فقال لهم: ما هذا؟ قالوا له: أنت خالقنا ورازقنا؛ فقال لهم: سبحان الله إنما أنا بشر مثلكم إن شاء رحمني، وإن شاء عذبني؛ فاستتابهم عليٌّ ثلاثة أيام، وتهددهم إن لم يتوبوا بالإحراق بالنار، فلم يفد، فأمر بحفر الأخاديد وملأها بالحطب وأشعلها ناراً، ثم ألقاهم فيها، وقال مرتجزاً:

    لما رأيتُ الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوتُ قنبرا36


    فهؤلاء الزنادقة لم يقاتلوا ولم يحاربوا علياً، بل عبدوه، ومع ذلك قتلهم ثم حرقهم بالنار بعد قتلهم تعزيراً، مما يدل على أنه لا فرق بين الردة الفكرية أوالمصحوبة بمحاربة في العقوبة، بل كانت عقوبة هؤلاء الزنادقة أشد، لاتخاذهم علياً رضي الله عنه إلهاً.

    قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لشيخ نصراني أسلم ثم ارتد عن الإسلام

    فقال له علي: لعلك إنما ارتددت لأن تصيب ميراثاً
    37 ثم ترجع إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها، فأردت أن يزوجوكها ثم تعود إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فارجع إلى الإسلام؛ قال: لا، حتى ألقى المسيح؛ قال: فأمر به عليّ فضربت عنقه، ودفع ميراثه إلى ولده من المسلمين.38


    أكملوا من الرابط
    http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:00

    وعن أبي عمرو الشيباني أن المِسْوَر العجلي تنصَّر بعد إسلامه

    فبعث به عتيبة بن أبي وقاص إلى علي فاستتابه، فلم يتب، فقتله، فسأله النصارى جيفته بثلاثين ألفاً، فأبى عليٌّ وأحرقه.39

    قتل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لستة نفر من بكر بن وائل كانوا قد ارتدوا عن الإسلام40

    أخذ ابن مسعود رضي الله عنه قوماً ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق

    فكتب فيهم إلى عثمان رضي الله عنه، فردّ عليه عثمان: أن اعرض عليهم دين الحق، وشه،ادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلـوها فخلِّ عنهم، فإن لم يقبلوها فاقتلهم، فقبلهـا بعضهم فتركهم، ولم يقبلها بعضهم فقتلهم. 41

    (ج) الإجماع

    لهذا أجمعت الأمة من لدن الصحابة ومن بعدهم على قتل المرتد.

    (د) قتل ولاة أمر المسلمين للزنادقة والمرتدين



    قتل عبد الملك بن مروان رحمه الله لمعبد الجهني، لأنه أول من تكلم في القدر

    قال ابن كثير: (وقد كانت لمعبد عبادة وفيه زهادة.. وقال الحسن البصري: إياكم ومعبداً فإنه ضال مضل.. صلبه عبد الملك بن مروان في سنة ثمانين بدمشق ثم قتله)42، جزاه الله خيراً.

    قتل عبد الملك بن مروان للحارث الكذاب

    وكانت له علاقة بالشياطين، فأضلته، فقتله عبد الملك بن مروان بدمشق.43

    قتل الأمير خالد بن عبد الله القسري للجعد بن درهم، لإنكاره لصفتين من صفات الله عز وجل

    عن حبيب بن أبي حبيب قال: (خطبنا خالد بن عبد الله القسري بواسط يوم الأضحى فقال: أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، سبحانه وتعالى عما يقوله الجعد بن درهم علواً كبيراً؛ ثم نزل فذبحه، وكان ذلك في سنة 124ﻫ ).44

    قتل أسلم بن أحوز للجهم بن صفوان لإنكاره لصفات الله عز وجل متوهماً تنزيهه بذلك

    قـال الذهبي رحمـه الله: (إن أسلم بن أحـوز قتل جهمَ بن صفـوان لإنكاره أن الله كلم موسى)45، وكان ذلك في سنة 128ﻫ .

    قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: (وكان الجعد يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل، فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد، أقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له سمعاً ما قلنا ذلك).46

    هذه السلسلة الشيطانية الخبيثة: الجهم بن صفوان، عن الجعد بن درهم، عن معبد الجهني، ثمرة خبيثة من ثمار علم الكلام والجدل.

    وروى الدارمي عثمان بن سعيد في كتابه "الرد على الجهمية"47

    (أتى خالد بن عبد الله القسري برجل قد عارض القرآن، فقال: قال الله في كتابه: "إنا أعطيناك الكوثر. فصلِّ لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر"، وقلت أنا: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك وجاهر، ولا تطع كل سافه وكافر؛ فضرب خالد عنقه، وصلبه، فمرَّ به خلف بن خليفة وهو مصلوب، فضرب بيده على خشبته فقال: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، فأنا ضامن لك ألا تعود).

    روى الذهبي بسنده إلى أبي بكر بن عياش

    قال: "رأيتُ خالداً القسري حين أتى بالمغيرة بن سعيد وأصحابه، وكان يريهم ـ أي المغيرة ـ أنه يحيي الموتى، فقتل خالد واحداً منهم، ثم قال للمغيرة: أحيه؛ فقال: والله ما أحيي الموتى؛ قال: لتحيينه أولأضربن عنقك؛ ثم أمر بطَنٍّ من قصب فأضرموه، فقال: اعتنقه فأبى؛ فعدا رجل من أتباعه فاعتنقه، قال أبو بكر: فرأيتُ النار تأكله وهو يشير بالسبابة، فقال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك؛ ثم قتله وقتل أصحابه.

    قال الذهبي عن المغيرة هذا: (كان رافضياً، خبيثاً، كذاباً، ساحراً، ادعى النبوة، وفضَّل علياً على الأنبياء، وكان مجسماً، سقت أخباره في "ميزان الاعتدال"48 49 )

    ثم ذكر الذهبي قتل خـالد للجعد بن درهم، ثم قال: (هذه من حسنـاته، هي وقتله مغيرة الكـذاب).50

    قلتُ: كان خالد القسري شجاعاً كريماً، ولكنه كان رقيق الدين مبيراً كالحجاج بن يوسف، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر"، لأن فجوره لنفسه، وقتله لهذين المرتدين من حسناته التي نسأل الله أن يكفر بها سيئاته.

    قتل هشام بن عبد الملك لغيلان القدري لإنكاره القدر، بعد أن تهدده عمر بن عبد العزيز بالقتل من قبل، ولكنه تظاهر بالتوبة.

    تتبع الخليفة المهدي العباسي للمرتدين والزنادقة وقتله لهم

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لعام ست وسبعين ومائة: (وفيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه، وكان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي).51

    وقال الذهبي في ترجمة المهدي: (كان جواداً، ممداحاً، معطاءً، محبباً إلى الرعية، قصاباً في الزنادقة، باحثاً عنهم).52

    وقال ابن الجوزي في كتابه "المنتَظَم في تاريخ الملوك والأمم"53 وهو يؤرخ لعام سبع وستين بعد المائة: (وفيها جدَّ المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، فولى أمرهم عمـر الكلواذيّ، فأخـذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس.
    ثم روى بسنده قائلاً: اتهم المهدي صالحَ بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر.


    إلى أن قال: قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرِّض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه كان مشهوراً بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات).

    قتل الخليفة موسى الهادي العباسي لبعض الزنادقة والمرتدين

    روى ابن الجوزي بسنده إلى المطلب بن عكاشة المزني قال: (قدمنا على أمير المؤمنين الهادي شهوداً على رجل منا شتم قريشاً وتخطى إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء أهل زمانه، ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا، فشهدنا عليه بما سمعنا منه، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي المهدي يحدث عن أبي المنصور، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيتَ إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضربوا عنقه؛ فما برحنا حتى قتل).54

    وقال ابن الجوزي وهو يؤرخ لسنة تسع وستين ومائة55: (وفيها اشتدّ طلب موسى للزنادقة، فقتل منهم جماعة، فكان فيمن قتل كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين، وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون، فقال: ما أشبههم ببقر يدور في البيدر؛ فقال شاعر:

    قـل لأمين الله في خـلقه وارث الكعبـة و المنبـر
    ماذا ترى في رجل كافـر يشبِّه الكعبـة بالبيــدر؟
    ويجعل الناس إذا ما سعوا حُمْراً يَدُوس البُرَّ والدَّوسر؟
    فقتله موسى ثم صلبه.


    إلى أن قال: وقتل من بني هاشم يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان المهدي أتى به وبابن لداود بن علي فحبسهما لما أقرّا بالزندقة، وقال ليعقوب: لولا محمد رسول الله من كنتَ! أما والله لولا أني كنت جعلتُ على الله عهداً إن ولاني أن لا أقتل هاشمياً لما ناظرتك؛ ثم التفت إلى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليتَ هذا الأمر من بعدي أن لا تناظرهما ساعة واحدة، فمات ابن داود بن علي في الحبس قبل وفاة المهدي، فلما قدم الهادي من جرجان ذكر وصية المهدي، فأرسل إلى يعقوب وألقى عليه فراشاً وأقعِدت عليه الرجال حتى مات، ولها عنه).

    قتل أبي منصور الحلاج وصلبه لادعائه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: "أنا الحق"، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة

    قال القاضي عياض رحمه الله: (وقد أحرق علي بن أبي طالب رضي الله عنه من ادعى الألوهية، وقد قتل عبد الملك بن مروان الحارث المتنبئ وصلبه وفعل ذلك غير واحد من الخلفاء والملوك بأشباههم، وأجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم.. والمخالف في ذلك في كفرهم كافر.
    وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر (توفي 320ﻫ) من المالكية ـ وغيرهم ـ وقاضي قضاتها أبو عمر
    56 المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: "أنا الحق"، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته).57

    وقال الذهبي عن الحلاج: (فهو صوفي الزي والظاهر، متستر بالنسب إلى العارفين، وفي الباطن فهو من صوفية الفلاسفة أعداء الرسل، كما كان جماعة في أيام النبي منتسبون إلى صحبته وإلى ملته وهم في الباطن من مردة المنافقين، قد لايعرفهم النبي ولا علم بهم، قال تعالى: "ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم"، فإذا جاز على سيد البشر أن لا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات فبالأولى أن يخفى حال جماعة من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام بعده عليه السلام على العلماء من أمته). 58
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:01

    روى الحـافظ ابن كثير عن الخطيب البغـدادي بسنده عن أبي عمـر بن حيـوة قال: (لما أُخرج الحسين بن منصور الحلاج للقتل، مضيت في جملة الناس، ولم أزل أزاحم حتى رأيته فدنوت منه فقال لأصحابه: لا يهولنكم هذا الأمر، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً؛ ثم قتل فما عاد

    وذكر الخطيب أنه قال وهو يُضرب لمحمد بن عبد الصمد والي الشرطة: ادع بي إليك فإن عندي نصيحة تعدل فتح القسطنطينية؛ فقال له: قد قيل لي إنك ستقول مثل هذا، وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل؛ ثم قطعت يداه ورجلاه، وحز رأسه، وأحرقت جثته، وألقي رمادها في دجلة، ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر، ثم حمل إلى خرسان، وطيف به في تلك النواحي، وجعل أصحابه يَعِدُون أنفسهم برجوعه إليهم بعد ثلاثين يوماً

    وزعم بعضهم أنه رأى الحلاج من آخر ذلك اليوم وهو راكب على حمار في طريق النهروان59، فقال: لعلك من هؤلاء النفر الذين ظنوا أني أنا هو المضروب المقتول، إني لست به، وإنما ألقي شبهي على رجل ففعل به ما رأيتم (!!)؛ وكانوا بجهلهم يقولون: إنما قتل عدو من أعداء الحلاج

    فذكر هذا لبعض علماء ذلك الزمان، فقال: إن كان هذا الرائي صادقاً، فقد تبدى له شيطان على صورة الحلاج ليضل الناس به، كما ضلت فرقة النصارى بالمصلوب.

    إلى أن قال الخطيب: ونودي ببغداد أن لا تشترى كتب الحلاج ولا تباع، وكان قتله لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة ببغداد).60

    ابن أبي الفراقيد قتل بسبب ادعائه الألوهية سنة 322ﻫ

    قال القاضي عياض: (وكذلك حكموا ـ أي العلماء ـ في ابن أبي الفراقيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي بالله ـ العباسي المتوفي 329هـ وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي).61

    قال محقق الشفا: (هو محمد بن علي بن أبي الفراقيد، شاع أمره في بغداد، وادعى الألوهية، وأنه يحيي الموتى، فطلبه الراضي فهرب سنين، ثم عاد فهجم عليه ابن مقلة وأمسكه فأثبت كفره وكتب عليه القضاة، وأفتوا بقتله، وأحرقت جثته سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة).62

    ابن أبي عون، وكان على طريقة الحلاج فقتل

    قال محقق الشفا: (وتبعه ـ أي ابن أبي الفراقيد ـ على حاله ابن أبي عون صاحب "كتاب التنبيه" فقتل معه).63

    قتل الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله "لابن أخي عَجَب" لتعرضه بساقط القول وسخيفه للرب جل جلاله

    قال القاضي عياض رحمه الله:
    (وأما من تكلم من سقط وسخف اللفظ ممن لم يضبط كلامه، وأهمل لسانه، بما يقتضي الاستخفاف بعظمة ربه، وجلالة مولاه.. أوتمثل في بعض الأشياء ببعض ما عظم الله من ملكوته، أونزع من الكلام لمخلوق بما لا يليق إلا حق خالقه غير قاصد للكفر والاستخفاف ولا عامد للإلحاد، فإن تكرر هذا منه، وعرف به، دلّ على تلاعبه بدينه، واستخفافه بحرمة ربه، وجهله بعظيم عزته وكبريائه، هذا كفر لا مرية فيه، وكذلك إن كان ما أورده يوجب الاستخفاف والتنقص لربه.

    وقد أفتى ابن حبيب64 وأصْبَغ65 بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بابن أخي عَجَب66، وكان خرج يوماً فأخذه المطر، فقال: "بدأ الخراز يرش جلوده"67، وكان بعض الفقهاء بها.. أبو زيد صاحب الثمانية68، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، وقد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث بالقول، ويكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد
    فقال ابن حبيب: دمه في غيض.. أيشتم رباً عبدناه ثم لا ننتصر له؟! إنا إذاً لعبيد سوء، ما نحن له بعابدين؛ وبكى، ورُفِع المجلس إلى الأمير بها عبدالرحمن بن الحكم الأموي، وكانت عَجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه، وأعلِم باختلاف الفقهاء69، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله، فقتل وصلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي بالمداهنة في هذه القضية، ووبخ بقية الفقهاء وسبهم).70

    جزى الله الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومن قبل الإمامين ابن حبيب وأصبغ على غيرتهما على الدين، وحمايتهما لجناب رب العالمين، ولأخذهما بالعزيمة، وعدم التفاتهما للأقوال الضعيفة، والهفوات، والزلات التي ليس فيها نصر للإسلام، ولا للسفهاء اللئام من الأنام.

    قتل ابن الهيثي لكفره واستهانته بآيات الله 626ﻫ

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لسنة 626ﻫ: (وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ربيع أول ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيثي بسوق الخيل على كفره واستهانته واستهتاره بآيات الله، وصحبته الزنادقة، كالنجم بن خلكان، والشمس محمد الباجريقي، وابن المعمار البغدادي، وكل فيه انحلال وزندقة مشهور بها بين الناس.

    قال الشيخ علم الدين البرزالي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر والتلاعب بدين الإسلام، والاستهانة بالنبوة والقرآن71، قال: وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال: وكان هذا الرجل في أول امره قد حفظ التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، وكان منزلاً في المدارس والترب، ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام وذلاً للزنادقة وأهل البدع).72

    قتل الرئيس نميري للزنديق المرتد الصوفي الباطني محمود73 محمد طه في 1985م

    لتركه للصلاة وادعائه الرسالة ثم الألوهية، وفتنته للعامة والدهماء، ونشره الضلال والكفر، وكان أتباعه يعتقدون أنه لن يموت، فقد مات شر مِيتة، وقتل شر قِتلة.

    لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة


    يدعي البعضُ أن حد الردة لا يقام على المرأة، وتمسكوا ببعض النصوص التي وردت عن بعض السلف، وهي خاصة بالكافرة الأصلية، أما من دخلت في الإسلام ولو نفاقاً، ثم انسلخت منه قتلت،

    وإليك الأدلة:

    1. أمره صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بقتل أربعة نفر وامرأتين، إحداهما مرتدة عن الإسلام وهي سارة مولاة بني عبد المطلب، ولو وُجِدوا متعلقين بأستار الكعبة.
    2. ما صح عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن أم ولد لرجل سبَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلها، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دمها هدر".


    وفي رواية للدارقطني74 عن ابن عباس: "أن رجلاً أعمى كانت له أم ولد له منها ابنان مثل اللؤلؤتين، فكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلم تنته، ويزجرها فلم تنزجر، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فما صبر سيدها أن قام إلى معول فوضعه في بطنها، ثم اتكأ عليها حتى أنفذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أشهد أن دمها هدر"، وفي رواية قال لرسول الله: "وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فقتلتها".

    3. سبَّت امرأة النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقتلها خالد بن الوليد رضي الله عنه.

    4 . وعن محمد بن المنكدر عن جابر قال: "ارتدت امرأة عن الإسلام فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام، فإن قبلت وإلا قتلت؛ فعرضوا عليها الإسلام فأبت إلا أن تقتل فقتلت".75

    5. وفي رواية عن جابر: "أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإسلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام فإن رجعت وإلا قتلت".76

    6 . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ارتدت امرأة يوم أحد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تستتاب فإن تابت وإلا قتلت".77

    7. قتل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لامرأة يقال لها أم قرفة في الردة.

    أما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لا يُقتل النساء إذا ارتددن"، فضعيف.

    روى البيهقي بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي معلقاً على حديث ابن عباس هذا، قال: (سألتُ سفيان عن حديث عاصم78 في المرتدة؟ فقال: أما عن ثقة فلا؛ ثم نقل عن الزهري في المرأة أن تكفر بعد إسلامها قال: تستتاب، فإن تابت وإلا قتلت، وعن إبراهيم النخعي مثل ذلك).

    ومن العجيب أن القائلين بعدم قتل المرتدة هم منكرون لجميع الحدود، وداعون لتسوية المرأة بالرجل في الميراث وفي الحقوق السياسية ونحوها، مخالفين بذلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة، مما يدل على جهلهم الفاضح وتناقضهم، وأنهم في الحقيقة متبعون لأهوائهم.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:03

    أسباب الوقوع في الردة

    أسباب الوقوع في الردة كثيرة، ولكن أهمها ما يأتي:

    1. الجهل بدين الإسلام، فمن جهل شيئاً عاداه، يكاد أن يكون هذا السبب الرئيس لارتداد المرتدين ورجوعهم عن الإسلام، ومن يطلع على مقالاتهم وأقوالهم يتضح له جهل هؤلاء بالإسلام جهلاً فاضحاً، إذ لا يعرفون عن القرآن إلا رسمه، ولا عن الإسلام إلا اسمه، والشبهات التي أثارها أعداء الدين من المستشرقين وتلاميذهم من المنتسبين إلى الإسلام.

    2. ردود الأفعال: الدافع لكثير من المرتدين عن الإسلام هو عبارة عن ردة فعل للبيئات والظروف التي عاشوا وتربوا فيها، ولبعض الممارسات الخاطئة والتصرفات المشينة التي لامسوها، والتي لا يقرها الإسلام، نحو الممارسات الشركية والعقائد الخرافية، وكثير من مظاهر الشعوذة والدجل.

    3. تأثير الفكر الإرجائي عبر العقيدة الأشعرية والماتريدية التي تدرس في كثير من المعاهد والمدارس والجامعات الإسلامية، الذي تولد كردة فعل للغلو والخروج في بداية الأمر، من غير انتساب إلى هذه المذاهب.

    إذ الإيمان عند بعض طوائف المرجئة عبارة عن النطق بالشهادتين، وعند بعضهم عبارة عن المعرفة، ولا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، مما أعطى الفرصة لكثير من المنافقين المتظاهرين بالإسلام أن يعيثوا في الأرض الفساد، حيث جعلوا التلفظ بالشهادتين عبارة عن جواز سفر لترك الواجبات واقتراف المحرمات، إذ لا يكون الشخص مرتداً في شرع هؤلاء إلا إذا كان مكذباً جاحداً، أما الاستهزاء بالله، ودينه، ورسوله، والسجود إلى الصنم، والطواف بالقبور، والاستغاثة بالأموات، والتحاكم إلى الطواغيت، فليس من أسباب الردة، إذ الردة لا تقع بقول ولا عمل.

    وثمة شيء آخر كان سبباً في ارتداد البعض عن الإسلام، وهو التوسع في التأويل غير المستساغ الذي تميزت به العقيدتان الأشعرية والماتريدية، حيث وجد المتفلتون عن الإسلام في ذلك بغيتهم، حيث قسموا المسلمين إلى مدرستين، مدرسة الحَرْفيين أو النصوصيين المتحجرين الذين لا يجاوزون النصوص الشرعية، ومدرسة المستنيرين ـ في زعمهم ـ الذين اكتفوا من الإسلام بروحه ومزاجه، ومعلوم في شرع الله أن التأويل منه ما هو محمود وهو الذي يقوم على الدليل، ومنه ما هو مذموم محرم وهو الذي يعتمد على الهوى.

    4. التحاكم إلى القوانين الوضعية، وتنحية القوانين والأحكام الشرعية مكَّن كثيراً من المتظاهرين بالإسلام من إعلان ردتهم وزندقتهم والتبجح بها، وأمنهم من إقامة حد الردة عليهم، أوتعزيرهم وتأديبهم جعلهم لا يترددون فيما يريدون قوله أوفعله أواعتقاده، "فمن أمِنَ العقوبة أساء الأدب".

    5. التسيب الفكري، فقد اختلت المفاهيم وتغيرت الموازين، وضعف الوازع الديني.

    6. تقليد الكفار والتشبه بهم وبدينهم، فطالما أن الكفار نبذوا الدين وحصروه في الذهاب إلى الكنيسة ساعة يوم الأحد للاستماع للموسيقى، وقد نتج عن ذلك تقدمهم الحضاري والعسكري، فما بالنا نحن متمسكون بديننا مطالبون بتحكيمه في كل مناحي الحياة؟!

    7. تقصير العلماء في القيام بدورهم في توعية المسلمين وتبصيرهم بأمر دينهم، ومنافقتهم الناس فيما يعتقدون ويمارسون، من أقوى أسباب تفشي ظاهرة الارتداد عن دين الله.

    8. الفتاوى الانهزامية التي تصدر من بعض المنتسبين إلى العلم من العصرانيين وغيرهم.

    9. التشبث بالزلات والهفوات التي صدرت أونسبت لبعض أهل العلم، ومعلوم أن من تتبع زلات العلماء وهفواتهم تزندق أوكاد، وتجمع فيه الشر كله.

    10. توهم البعض واستغلال أهل الأهواء للدعوى الباطلة، وهي أن أحاديث الآحاد لا يعمل بها في العقائد والأحكام

    تقسيم الأحاديث إلى متواتر وآحادي تقسيم حادث، وهو نتيجة خبيثة وأثر سيئ لعلم الكلام، وما تبع ذلك من أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت ولهذا لا يعمل بها في العقائد والأحكام، وقد رد على هذه الشبهة القذرة الأئمة الكبار أمثال الشافعي في "الرسالة" وابن حزم في "الإحكام لأصول الأحكام"، حتى أصبحت هذه المسالة هي الفارق بين السُّنِّي والبدعي.

    فكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حجة بنفسه من غير قيد ولا شرط: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، ويفيد العلم والعمل في العقائد، والأحكام، والعبادات، والسلوك، والآداب سواء، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    ويكفي في رد هذه الشبهة القذرة أن حديث: "إنما الأعمال بالنيات" الذي يعتبر ثلث الدين حديث آحاد، مشهور، عزيز، إذ لم يروه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن عمر ولا عن راويه عن عمر إلا واحد، فلماذا يقبله أهل الأهواء المتزيين بالإسلام، وينكرون حدَّ الردة، ورجمَ الزاني المحصن، وكلها أحاديث آحاد؟ لولا مرض القلوب.



    حكم من أباح الردة وأنكر حدها

    من أباح الردة وأنكر حدها فهو كافر مُهدَر الدم ما لم يتب عن ذلك ويراجع الإسلام، لأن ذلك إنكار لما هو معلوم من الدين ضرورة، وطعن وتشكيك في الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، والحكام الغيورين الذين حكموا بردة المرتدين، وأقاموا عليهم حدها.

    يتشبث المبيحون للردة الداعون لإنكار حدها ببعض الزلات والهفوات، نحو ما نسب للشيخ شلتوت رحمه الله أنه قال: (يتغير وجه النظر في المسألة إذا لوحظ أن كثيراً من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بأحاديث الآحاد، وأن الكفر نفسه ليس مبيحاً للدم، وإنما المبيح للدم هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم، ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن في صمته عن عقوبة المرتد تؤيد هذا)، مما يدل على خطورة الزلات والهفوات وتلقف أهل الأهواء لها.

    يردُّ هذا الزعم الباطل قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لتلك الطائفة المخذولة من الرافضة وحرقه لهم، الذين لم يحاربوا علياً ولم يخرجوا عليه، بل ألّهوه، فالمرتد مفارق لجماعة المسلمين ومحارب لهم ولعقيدتهم.

    وإذا لم يكن الكفر بعد الإيمان مبيحاً للدم فما الذي يبيح الدم ياترى؟! إذا كان الراجع عن الماسونية والشيوعية ونحوهما، وهي فرق كافرة، يُقتل أويُضيَّق عليه، وقد يكون رجوعه إلى الحق، إلى الإسلام، وكذلك التارك لجماعة من الجماعات الإسلامية يُهجر، ويُضيَّق عليه، ويوصف بالخيانة والخروج والعمالة، وقد يكون محقاً في خروجه وتمرده على التسلط والجبروت والمخالفات الشرعية، فكيف بالراجع عن الإسلام، وهو الدين الخاتم لجميع الأديان؟ فمالِ هؤلاء القوم لا يستحون؟!

    السنة حجة بنفسها، فقد حرمت السنة الجمع بين المرأة وعمتها أوخالتها، ونهت عن الوصية للوارث، ومنعت كذلك أن يرث المسلمُ الكافرَ والكافرُ المسلمَ.

    وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم لها شقان؛ البلاغ والبيان، فهو المبيِّن لمراد الله عز وجل، ولهذا يقول بعض العلماء: "القرآن أحوج إلى السنة"، لأن السنة مبينة لكثير مما أجمل في كتاب الله عز وجل.

    وهب أن مسألة قتل المرتد ليس فيها نص، فهل نترك فعل أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وأبي موسى رضي الله عنهم، وقول أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله لهذه الزلات والهفوات، ولما تهواه نفوس المنافقين وأعداء الملة والدين؟!

    وأخيراً أرجو من دعاة إباحة الردة وإنكار حدها والداعين لتوحيد الأديان أن يراجعوا إسلامهم قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، ويُحال بينهم وبين ما يشتهون، وإلا فليعلموا أنهم لن يضرُّوا الله شيئاً، ومن إخواني المسلمين أن ينتبهوا لخطورة المنافقين من الشيوعيين، والجمهوريين، والقوميين، والمتزيين بالدين، وغيرهم، (فإن بلية الإسلام بالمنافين شديدة جداً، لأنهم منتسبون إليه، وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد.

    فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه، وكم من عَلَم له قد طمسوه؟ وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه؟ وكم ضربوا بمعاول الشبه85 في أصول غراسه ليقلعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم المفسـدون ولكن لا يشعـرون).86

    لذلك حذر القرآن من المنافقين وبين صفاتهم: (فكان الحديث عن النفاق والمنافقين في القرآن في سبع عشرة سورة مدنية من ثلاثين سورة، واستغرق ذلك قرابة ثلاثمائة وأربعين آية، حتى قال ابن القيم رحمه الله: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم").87

    ومن إخواني الصحفيين الإسلاميين، السودانيين وغيرالسودانيين، أمثال الاستاذ صادق عبد الله عبدالماجد، والدكتور الطيب زين العابدين، والأستاذ موسى يعقوب، والدكتور حسن مكي، والاستاذ مهدي البوني، والأستاذ علي إسماعيل العتباني، والأستاذ محجوب عروة، والأستاذ محمد أحمد شاموق، والأستاذ عادل الباز، والأستاذ عثمان ميرغني، والأستاذ حسين خوجلي، والأستاذ محمد طه محمد أحمد، وغيرهم ممن لم أذكر، أن يقوموا بواجبهم خير قيام، فهم على ثغرة، والحذر كل الحذر أن يؤتى الإسلام من قبلهم، وعليهم أن يدعوا الحياد الذي تميزت به كتاباتهم، فالمسلم لا يليق به أن يكون محايداً أومستقلاً، وفي الحقيقة "مُسْتَغَلاً"، بينما نجد مِلل العلمانيين متحدة متضافرة جهودها، على الرغم من أنها لا يجمعها شيء سوى محاربة الإسلام والكيد له، وليعلموا أنهم لن تزول أقدامهم عن الصراط حتى يُسألوا عن تفريطهم في هذا الجانب الذي تعين عليهم، ولا يُمكّن منه غيرُهم.

    من العجيب أن يتشاغل هؤلاء الإخوة بالدفاع عن الديمقراطية ـ صنم العصر ـ، والمحاماة عن الشيوعيين والعلمانيين، والتحليلات السياسية، والهنات العادية، ومدح بعض أهل الأهواء والمبتدعة88، ويتخلوا عن الدفاع عن الدين، وقد أصيب في عقر داره!!

    ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالشكر الجزيل وبالدعاء الكثير للأخ الأستاذ إسحاق فضل الله لقيامه بالواجب خير قيام، ولثباته على المبادئ، وتفرده، وعدم مجاملته لمن تعتبر مجاملتهم مداهنة ونفاق، نسأل الله أن يوفقه ويزيده من فضله، وأن يثبت أجره ويبارك فيما يكتب، كما أرجو من إخواننا المسؤولين أن يراقبوا ما يدور في الصحف من كفريات وضلالات.

    اللهم إنا نشكو إليك ضعف التقيَّ واستكانته، وجلد الفاجر وجرأته، واللهَ أسألُ أن يؤلف بين قلوب المسلمين، وأن يهديهم سبل الرشاد، وأن يهيئ للأمة الإسلامية أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلىآله وصحبه أجمعين.

    ========المراجع=========


    § البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.

    § الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.

    § الرد القويم للأمين الحاج.

    § سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي.

    § الشفا بتعريف أحوال المصطفى للقاضي عياض.

    § فتح الباري للحافظ ابن حجر.

    § مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.

    § مقالات في عقيدة أهل السنة للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف.

    § الملخص الفقهي للشيخ الفوزان.

    § المنتظم في تاريخ الملوك والأمم للحافظ ابن حجر.

    § نيل المآرب في تهذيب شرح عمدة الطالب، ومعه الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية ـ تهذيب الشيخ عبد الله البسَّام.


    http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=52244
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:10

    ... أجمع أهل العلم على أن المُرتدَّ يُقتل ، وهذه نقول عن بعضهم حتى لا يطول الكلام .
    قَالَ الإمام الشَّافعي رَحِمَهُ اللهُ في الأمِّ :
    ومتى أقام على الكفر في أيِّ هذه الأحوال كان ، وإلى أيِّ هذه الأديان صار ؛ استتيب ، فإن أظهر التَّوبة حكم له حكم الإسلام ، وإن امتنع منها وأقام على الكفر ، قُتِل مكانه ساعة يأبى إظهار الإيمان .
    وقَالَ الإمام التِّرمذي في جامعه
    بعد أن ساق رواية ابن عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ )) : وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ فِي الْمُرْتَدِّ .
    وقَالَ الإمام ابن عبد البَرِّ رَحِمَهُ اللهُ في التمهيد :
    وفقه الحديث أن من ارتدَّ عن دينه حلَّ دمه ، وضُربتْ عُنُقُه ، والأمَّة مجتمعة على ذلك .
    وقال الإمام البغوي في شرح السُّنَّة :
    والعمل على هَذَا عند أهل العلم أنَّ المسلم إذا ارتدَّ عن دينه يُقْتَل .
    وقال ابن قدامة في المغني :
    وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى وُجُوبِ قَتْلِ الْمُرْتَدِّ ...
    والنقل
    لطفـــــــــاً .. من هنــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:12

    الأخ إيـاد أبو ربيع ..
    ألهمني الله وإيَّاك الهداية والسداد في القول والعمل ..
    دعني أناقشك - إن رُمتَ حقّاً - حولَ مسائلَ مشكلة أرى أنَّك من قِبَلِها أُتيتَ ؛ لا من قبل نيتك - إن شاء الله - ؛ لكن : كم من مريدٍ للخير لم يُصبه ؟!
    يظهر - والله أعلم - عدم تحقيقك لمسائل جوهريَّة ينبني عليها أصل العلم والتفقّه .. إذا لم تحقِّقها أصبحَ علمُك حيص بيص وشذَرَ مذرَ ؛ فتدارك الأمرَ - نفع اللهُ بك - ..
    وأعني بذلك الأبواب الأصوليَّة ، وعلى رأسها : " بابُ الإجماع "
    لا تؤاخذني إن قلتُ : من يقولُ هذا الكلام لا ينبغي له أبداً أن يحول حول هذه المسائل ؛ لكِبَرِها عليه ! - وليس في هذا تسفيهٌ بل فيه حثٌّ للتعلّم ! - حيثُ قلتَ :
    اقتباس:

    يطبِّلُون لكل قديم..
    ويستهجنون كل مبدع جديد..
    تقول جيب لي عالم واحد قال بهذا الكلام..
    لا تأتي بقول لم يأت به عالم سابق..
    بأمثالك وُئد الدين..
    سامحك الله...
    ترد اجتهادي.. لا لشيء إلا أنه محدث جديد..
    ولم تسمع قول النبي هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟ Sallah يقول: "رب حامل فقه إلى من هو افقه منه".

    عفا الله عنك .. أصلٌ من أصول المسلمين ، وهو الإجماع تتحدثُ عنه بهذه الطريقة ؟
    وتستهجن القديم الذي حقيقته : هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟ Start ويتَّبع غير سبيل المؤمنين هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟ End
    وتصبو للجديد الذي حقيقته : ( وإيَّاكم ومحدثات الأمور )
    وتقول : احتهادي ..؟!!
    ثمَّ تقول : بمثلك وُئدَ الدِّين ؟!!
    أبّشِّركَ ؛ فالدينُ لم ولن يكون في يومٍ ما طفلاً برئياً وديعاً يقتله رجلٌ فاجرٌ ؛ فهو محفوظٌ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها فـ ( لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم ...) ..
    فأحذِّرُ نفسي وإيَّاك أن نخذلهم ، أو أن نخالفهم ؛ فذلك لا يضرُّهم ..
    وأوَّلُ الضَّارين بهم من يتجنَّى عليهم !
    وتقول - أصلحَ الله الجميع - :
    اقتباس:

    ترد اجتهادي.. لا لشيء إلا أنه محدث جديد..

    أقول سبحان الله !
    وهل تخفى هذه المسألة - أعني ردَّ الاجتهاد المحدث إذا خالف إجماعاً معقوداً - على طالب علمٍ صغيرٍ ، يحملُ بين يديه متنَ الورقات ؛ ليذهبِ إلى درسٍ لأحد طلاب العلم ؛ لا لعالمٍ نحرير ؟!!
    فضلاً عن أن يكون كاتباً في المنتديات ، ويناقشُ مسألةً كبيرةً..؟!
    لن أناقشك في مقولتك التي كتبتها ؛ فو الله لا أشك - ليس علماً للغيب ولكنَّ كلامَك دليلٌ لا قرينة فحسب - أنَّك تحتاج لدراسة مبادئ الأصول ، وحينها توجَّه لأي منتدى لتسألَ عمَّا أشكل عليك ، ولازم العلماء الربَّانيين ، وخذ من حيثُ أخذوا .. ودع عنك مناطحةِ الكبار ؛ فقرونُك لا تقوى !
    وتسَلِّي نفسك بحديثِ رسول الله ؛ فتقول :
    اقتباس:

    ولم تسمع قول النبي هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟ Sallah يقول: "رب حامل فقه إلى من هو افقه منه".
    هل تفهم من ذلك أنَّ الله سيبعثُك ؛ لتكونَ أفقهَ من الشافعي وأحمد والترمذي وابن عبد البر والخطابي والبغوي وابن قدامة وابن تيمة .......؟!
    خاصَّة فيما أجمع عليه علماء الأمَّة ..!
    [ولا بدَّ أن تعلم وأنت تستصحبُ القراءة الآن أنني لا أحمل عصاً تأديبيَّة ؛ لكنَّك جازفتَ - عفا الله عن الجميع ؛ فبعضُ الشدَّةِ نافعةٌ - فهذه شُدَّةُ راجٍ للخير لك ! ]
    أمَّا هذه الفاقرة :
    اقتباس:

    وأما تخصيص الحديث فهذا تطبيق لمنهج انتهجته في دراستي الجامعية وهو رد الحديث الصحيح وقراءته في ضوء القرآن الكريم..
    فيا ليتَ شعري !!
    لن أناقشِكَ فيها أبداً ؛ لكنني أنصحُك - حبّاً واللهِ - أن تتجه للعلماء الربَّانيين ، وتتفقه في علوم الإسلام على قانونِ سلفِ الأمَّة ؛ فإن أبيتَ ؛ فدونك صحيح البخاري اقرأه كيف شئتَ وضعِّف ما شئتَ إذا عارضت هذه الأحاديث ذوقك القرآنيّ - عفواً - تفسيرك للقرآن !!
    وحينها :
    لا تسلْ كيف ستمضي ** في البرايا من جديد ؟
    وتعيدُ المجــدَ حقّاً ** وتناضلْ وتُعِــيد !
    لكن تذكَّر !
    [ وإنَّ الاجمـاعَ لأصلٌ متَّبعْ ** في كُلِّ حينٍ وبحيثُ ما وقع ]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:23

    اخي الكريم اجمعت الامة قبل ان يولد القرضاوي على قتل المرتد عملا بالنصوص الثابتة في السنة وعملا باقوال الصحابة كماذكرها الاخوة الكرام وأنه يستتاب من ردته وإلا يقتل

    ومنهجك الذي درسته خاطي لأنك إما تلتزمه كلياً أو تاخذ به أحيانا وتتركه أحيانا وكلاهما خطير لأنه يؤدي إلى إنكار السنة الثابتة وهي وحي من الله
    فأين في القرآن الصلوات أنها خمس مفروضة وبعضها سرية وبعضها جهرية
    و
    أين في القران غسل أعضاء الوضوء ثلاثا
    و
    أين رمي الجمار في القرآن
    و
    أين في القرآن الطواف بالكعبة وبالصفا والمروة سبعة اشواط في الحج والعمرة

    ومما يبين خطا منهجك هذا هذا الحديث

    عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله : ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ،وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله..))
    خلاصة الدرجة : صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4604
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:26

    عندي سؤال
    بخصوص نساء المرتدين
    هل يسبون ام لا ؟
    وما صحة سبي الخليفة الراشد ابي بكر رضي الله عنه لنساء المرتدين ؟



    =============

    جواب على سؤالك اخي الكريم نايف
    وسئل ابن تيمية رحمه الله
    عن طائفة من رعية البلاد كانوا يرون مذهب النصيرية ثم أجمعوا على رجل واختلفت أقوالهم فيه . فمنهم من يزعم أنه إله ومنهم من يزعم أنه نبي مرسل ومنهم من ادعى أنه محمد بن الحسن - يعنون المهدي - وأمروا من وجده بالسجود له وأعلنوا بالكفر بذلك وسب الصحابة وأظهروا الخروج عن الطاعة وعزموا على المحاربة . فهل يجب قتالهم وقتل مقاتلتهم ؟ وهل تباح ذراريهم وأموالهم أم لا ؟

    --------------


    الحاشية رقم: 1
    فأجاب : الحمد لله . هؤلاء يجب قتالهم ما داموا ممتنعين حتى يلتزموا شرائع الإسلام ; فإن النصيرية من أعظم الناس كفرا بدون اتباعهم لمثل هذا الدجال فكيف إذا اتبعوا مثل هذا الدجال . وهم مرتدون من أسوأ الناس ردة : تقتل مقاتلتهم وتغنم أموالهم . وسبي الذرية فيه نزاع ; لكن أكثر العلماء على أنه تسبى الصغار من أولاد المرتدين وهذا هو الذي دلت عليه سيرة الصديق في قتال المرتدين . وكذلك قد تنازع العلماء في استرقاق المرتد : فطائفة تقول : إنها تسترق كقول أبي حنيفة . وطائفة تقول لا تسترق كقول الشافعي وأحمد . والمعروف عن الصحابة هو الأول وأنه تسترق منه المرتدات نساء المرتدين ; فإن الحنفية التي تسرى بها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أم ابنه محمد بن الحنفية
    من سبي بني حنيفة المرتدين الذين قاتلهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه . والله أعلم .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:33

    الإخوة الكرام الرادين على الأخ إياد: أدلتكم تغني عن التشنج في محاورته، وهو متأول، والأصل في المسلم سلامة القصد وحسن النية، وما كان الرفق في شيء إلا زانه ..، واستحضروا أن المكتوب يقرأه غير إياد حفظكم الله ورعاكم وسدد على الخير خطاكم.

    الأخ الكريم إياد، من ارتد فما الذي يدعوه إلى إعلان ردته؟ ألا يسعه كتمانها فيسلم من إراقة دمه؟ الذي يظهر أن إعلان الردة لا وجه له إلا الطعن في الإسلام وفتنة أهله على طريقة {آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}، وهذا من أعظم الإفساد في الأرض، وبهذا ينحل الإشكال لديك من أصله؛ لأنك سلمت بأن المرتد المفسد يُقتل.

    لكن يبقى إشكالات سمعتها من البعض أرجو من الإخوة الفضلاء حلها


    منها

    أن حد الردة قد يضطر الزائغين إلى النفاق، والنفاق أضر على الأمة، خصوصا إذا كان جماعيا.

    وإشكال آخر


    وهو أن المرتد يكون أحيانا حديث عهد بكفر أصلا، ولم يكن يدري قبل إسلامه بحد المرتد، وقد يأتيه من يشبه عليه ويغير قناعته الهشة أصلا بالإسلام، ومعلوم أن القناعة الباطنة أمر غير إرادي، وفي هذا ما قد يقتضي التفريق بين من ولد في الإسلام أو دخل فيه دخول عقد ورسوخ، وبين من دخله بادي الرأي غير مدرك أنه عقد يترتب على نقضه سفك دمه.

    وإشكال ثالث


    وهو أن إعلان حد الردة للمدعوين للإسلام قد يكون مزعجا منفرا لهم، خصوصا في هذا الزمان الذي تشبع العالم فيه بتشويه الإسلام، كما أن كتمانه عنهم يترتب عليه الإشكال السابق.

    أرجو من الإخوة جميعا الإفادة والله الموفق.



    ============


    التلطف مع من يثير الشبهات بعقله ، ويرد الأحكام الشرعية أو يخصصها بدون بينة ليس واجبا ، وليته اكتفى بذلك بل تمادى في غيِّه واتهم من يطالبه بأقوال من سبقة إلى هذا الفهم السمج أنهم يئدون الدين ، فهذا لا بد أن يردع ويزجر ، وقد حرر المشرف بعض العبارات اللائقة بالكاتب في مشاركتي السابقة ، ولا أحب أن أعيدها احتراما لمن حررها ، وليس احتراما للكاتب الذي تفوه بها .

    أخرج الإمام مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِسْحَقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ حَدَّثَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ مِنَّا وَفِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَوْمَئِذٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ قَالَ أَوْ قَالَ الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ
    فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَوْ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ وَمِنْهُ ضَعْفٌ
    قَالَ فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ أَلَا أَرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعَارِضُ فِيهِ
    قَالَ فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ
    قَالَ فَأَعَادَ بُشَيْرٌ فَغَضِبَ عِمْرَانُ
    قَالَ فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ .

    فكيف لو رأى مثل هذا الكاتب ؟!

    (1) قولك : ( قد يضطر ) هذا توهم ، والأوهام لا تبنى عليها الأحكام ، ولو فتحنا المجال لهذه التوهمات لأبطلنا كثيرا من أحكام الشريعة التي قد يحدث بسببها العصيان الجماعي .


    فلو أن بعض المنتسبين إلى الإسلام يتضايقون من الصيام ، وقلنا إنهم ( قد يأكلون ) في السر ، فهل نراعي حالتهم هذه وننظر فيها بحجَّة أنه ( قد .. ، وقد .. )
    والزائغون من أعداء الدين موجودن بيننا وهم يكرهون الدين ويكيدون له ، لكنهم لا يستطيعون المجاهرة بكفرهم ، مثل بعض الكتاب في الصحف أو غيرها من المنابر التي تفتح الأبواب لأعداء الدين وتقفلها في وجه أهل الصلاح .


    (2) لو وقعت مثل هذه الحوادث فلها حكمها والنظر الخاص إليها ، من ولي الأمر المسلم الذي تعرض عليه ، أمَّا أن نتخذ أمثال هذه الحوادث الشاذة الخارجة عن الأصل أساسا ، ثم نطعن في الأحكام لأجلها ، أو نجعلها إشكالات نشك في الأحكام وصلاحيتها من أجلها ، فهذا فهم منكوس للشَّريعة ، وما أُتي الدين إلا من أصحاب هذا الفهم المنكوس من العقلانيين وأشباههم .

    ومن دخل في الإسلام دون فهم لمبادئه ، ولا فهم لأصوله ، فأي إسلام هذا الذي اعتنقه ؟
    ولماذا نجعل هذا الشاذ أصلا


    (3) الحدود الشرعية من أساس ديننا الذي أنزله الله في كتابه وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلَّم ، ولو استخدمنا هذه الطريقة مع كثير من الأحكام الشرعية المفروضة علينا ، فإنا سنلغي تلك الأحكام مراعاة لأمثال هؤلاء ، والدين عزيز وسيبقى عزيزا ، فمن أراد أن يدخله فالباب مفتوح أمامه ، ومن أراد أن يبقى على كفره ، فهذا لم يرد الله هدايته ، ولو فتحنا المجال لكل من يتضايق من شيء من أحكام الدين فسنبقى بدين لا أحكام فيه .

    أرأيت لو أن كافرا أراد الإسلام ، لكنه يتضايق من حدِّ الزِّنا ، هل سنلغي ذلك الحد أو نسكت عنه حتى لا ينفر من الدين ؟!
    وقس غيره من الأحكام التي لا ترضي هؤلاء الذين يريدون الدخول في الإسلام .


    ===

    وكثير من الذين يخوضون في هذه الأمور ، ويحومون حولها ، سواء من الشيوخ المفتونين ، أو من المتعالمين ، إنما يقودهم إليه ، ما يسمى بفقه المصالح _ زعموا _ ، الذي يهدمون الدين من خلاله ، فيبحثون عن كل شبهة يستطيعون من خلالها التحايل على الأحكام الشَّرعيَّة بحجَّة المصالح ، ونهاية أمر هؤلاء تجريد الدين من روحه وشعائره ، والإبقاء على دين يساير العصر ، ولا يتضايق منه أحد ، بحجَّة أن الإسلام دين السَّماحة والمودة والعطف ، ثم يتفاجأ الداخل في الإسلام من تحت مضلة هؤلاء الملبسين ، أن الإسلام فيه تكاليف وأحكام وحدود تخالف ما تهواه نفسه ، ولو أنهم دعوا الناس إلى دين الله الصحيح ، وتركوا التمييع والخداع لمن يدعونه إلى الإسلام ، لانتهت هذه المشكلة التي أتيت تبحث لها عن حلول .

    ومن كان عنده غيرة على الدين ، فلن يرضى عن هؤلاء ، ولا عن منهجهم ، فكل مدة تجد منهم أو من أذنابهم الذين يُسَيِّرونهم في وسائل الإعلام باسم الإسلام ، الطعن في ثوابت المسلمين التي يعرفونها ، فمرة يطعنون في حد الردة ، ومرة في حد الرجم ، ومرة في قتال المسلمين تحت راية الصليبيين بحجة الوطنية ، ومرة في التعايش مع الكافرين وعدم وصفهم بالكفر لأنهم يؤمنون بالله ، وكل مدَّة يخرجون على الإسلام بمعول هدم جديد ، يرضون به من يريدون أن يحصلوا منه على وصف الاعتدال ، ووصف الإسلام الحضاري ، حتى قادهم منهجهم المرذول وتخبطهم إلى تهنئة النَّصارى بأعيادهم ، نعوذ بالله من الخذلان .

    وما خرجت كلمات هذا الكاتب للموضوع الذي يصف المطالب بأقوال العلماء السابقين ، إلا من هذه المدرسة التمييعية المرذولة ، التي لا يرضى عن تصرفاتها إلا من قل الولاء للدين وأحكامه في قلبه .

    أسأل الله أن يكبتهم وأن يكفي المسلمين شرَّهم .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 18:39

    الحمدُ لله وحدَه ..
    إن أعجب من شيءٍ عجبتُ من اختلال موازين النَّقد ، وآليات الحوار .. !
    إنَّ القارئَ لكلام الأخ إياد ؛ ليُدركَ التعالمَ الموجود !
    فالشَّأنُ - بارك الله فيكم - ليس : هل إياد يريد الحقَّ أو لا ..؟
    فهو - عفا الله عنا وعنه - يرى نفسه مجتهداً - ولو اجتهاداً جزئياً - ؛ فقد قال :
    اقتباس:

    ترد اجتهادي.. لا لشيء إلا أنه محدث جديد..
    فهو مجتهدٌ لكنَّه لم يحز شروط الاجتهاد عند الأصوليين ؛ فلذلك يرى أن لا بأس بإخراقِ الإجماع !
    وهو كذلك - عفا الله عنا وعنه - يردُّ الأحاديث الصحيحة إذا عرضها على قراءته للقرآن ! ؛ فيقول :
    اقتباس:

    وأما تخصيص الحديث فهذا تطبيق لمنهج انتهجته في دراستي الجامعية وهو رد الحديث الصحيح وقراءته في ضوء القرآن الكريم..
    فعلامَ التخوُّف مما قد يصيبه ؟!
    فهو من المجتهدين المحرِّرين ؛ فدعوا طلاب العلم المبتدئن يناقشونه فيما رأوا أنَّه خالفَ الإجماع ..!
    والرَّدعُ ليسَ شرّاً كلّه ..
    فالقائل لمُعاذٍ هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟ Radia : ( والله إني لأحبُّك ) هو القائل له أيضاً : ( أفتَّانٌ أنت يا مُعاذ ) ؟ - بأبي هو وأمِّي هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟ Sallah - ..

    وفَّق الله الجميع .

    ================


    من الواضح أن الأخ إياد لا يسأل سؤال مسترشد بل يحاول نشر فكر معين بطريقة ملتوية .. ومن وضع نفسه موضع الشبهات وسلك مواطن الريب فلا يلومن من أساء به الظن، كيف والأمر لم يعد ظنا بعد رد الأخ إياد على ما تفضل به إخوانه المتبعون سبيل المؤمنين والعلماء الراسخين ، وماذا مع الأخ إياد ومن يدعو إلى مثل هذه الأفكار؟!

    لاشيء سوى شبهات ! ومن سلفهم في هذه الأمور؟! الجواب: المعتزلة ومن على شاكلتهم، وقد صرح من استدل به الأخ إياد في كلامه مرات لما خالف الإجماع وسئل من قال بذلك من العلماء؟ فبماذا أجاب؟!


    قال: الأصم ، وابن علية ، ومن له أدنى اشتغال بالعلم يعلم من هؤلأ وهل يعتد بهم في الخلاف والإجماع !!!

    والرفق مطلوب ، إلا إذا ظهر العناد والتشبث بالباطل واحتقار إجماع الأمة وعدم الالتفات لقطعيات الشريعة وجعلها من الظنيات ، وكل هذه الصفات وغيرها الكثير السيء منتشر في العصرانيين وقد تسموا حديثا بالوسطيين وتيارهم الإفسادي :(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) .

    وهؤلأ من أضر الناس على الإسلام في وقتنا هذا ، قال المعلمي رحمه الله تعالى في (الأنوار الكاشفة) ص 25 :


    "إن أضرّ الناس على الإسلام والمسلمين هم (المحامون الاستسلاميون) ، يطعن الأعداء في عقيدة من عقائد الإسلام ، أو حكم من أحكامه ، ونحو ذلك ، فلا يكون عند أولئك المحامين من الإيمان واليقين والعلم الراسخ بالدين والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يثبتهم على الحق ويهديهم إلى دفع الشبهة ، فيلجأون إلى الاستسلام بـ(نظام) :
    1-ونظام المتقدمين : (التحريف) .


    2-ونظام المتوسطين : زعم أن النصوص النقلية لا تفيد اليقين ، والمطلوب في أصول الدين اليقين ، فعزلوا كتاب الله ، وسنة رسوله عن أصول الدين .


    3- ونظام بعض العصريين : (التشذيب). "انتهى.

    و من أقوى الدوافع لهم على ذلك ما ذكره الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله في (الإسلام والحضارة الغربية) ص 47 :


    "أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمار لإيجاد هذا التفاهم المفقود [بين المسلمين والمستعمرين] وعمل على تنفيذها فهي أبطأ ثماراً من الوسيلة الأولى [تربية العلمانيين] ، ولكنها أبقى آثاراً ، كما لاحظ اللورد لويد ، وهي تتلخص في : تطوير الإسلام نفسه ، وإعادة تفسيره ؛ بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية ، أو قريباً منها ، وغير متعارض معها على الأقل ، بدل أن يبدو عدواً لها ، أو معارضاً لقيمها وأساليبها ."انتهى .

    وقد ذكرت ما ذكرتُ حتى لا يتدخل بعض الأخوة في الموضوع دون خلفية علمية مسبقة عن منهج هؤلأ وطريقة نشره بين المسلمين، فهؤلأ من أشد الناس على منهج أهل السنة والجماعة ، السلف الصالح وعلى المتمسكين به ، وقد سلم منهم الطواغيت والظلمة والمنحرفون من شتى الفرق الضالة حتى الشيعة الإمامية الذين لا يشك في أمرهم إلا جاهل أو خائن ، ولم يسلم منهم المتمسكون بمنهج السلف.

    ويحاولون تصحيح المفاهيم - بزعمهم- فيغيرون على الثوابت ، ثم يطلبون منا ألا نتكلم إلا في المتفق عليه ونعذر الغير في الباقي مهما كان خلافه وهذا في مصطلحهم- تكتيك- حتى يعرفوا وينطلي أمرهم على الجماهير ثم يكشرون عن أنيابهم وتظهر حقيقتهم – والتي هي ظاهرة أصلا للعلماء من بداية أمرهم ولكنها تظهر لبعض السذج- ولكن الجماهير تكون قد تعلقت بهم .


    وفي ختام كلامي أنصح الأخ إياد بالرجوع إلى الحق إن كان قد أتى إلى ملتقى أهل الحديث سائلا مسترشدا ، أما إن كان قد أتى غازيا كما فعل بعضهم من قبل فأقول له: لن تجد مكانا في هذا الملتقى لنشر أي فكرة من هذه الأفكار، ولا تلومن إلا نفسك .


    وأنصحه وغيره من إخواننا بالرجوع لرسالة: "التأويــــل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين: دراسة أصولية فكرية معاصرة" رسالة ماجستيرمقدمة من الشيخ ابراهيم محمد طه بويداين .


    وهذا ملخص البحث

    تكمن أهمية البحث في انه يعالج أهم قضية في تاريخ الفكر الإسلامي قديما وحديثا، ألا وهي العلاقة بين العقل والنقل، ودور العقل في فهم النص الشرعي، وهي القضية التي لا تزال مطروحة للسجال والمناقشة منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا.


    ويمثل التأويل أخطر وأهم السبل في التعاطي مع النص الشرعي، إذ ضل بسبب الإفراط فيه خلق كثير وفرق يصعب حصرها. بدءً من الخوارج والمعتزلة والشيعة والمرجئة والباطنية وصولا إلى مدارس الحداثة والمعاصرة في العصر الحاضر.


    والتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى معنى مرجوح لوجود دليل مقتض لذلك، فهو خلاف الأصل، إذ الأصل الأخذ بظاهر اللفظ " النص" حسبما يدل عليه لسان العرب.


    ويكون إما تخصيصا للعام أو تقييدا للمطلق، أو صرفا للفظ من الحقيقة إلى المجاز وللأمر من الوجوب إلى الندب أو الإرشاد، وللنهي من الحرمة إلى الكراهة... الخ.


    وكل نوع منها قد يكون قريبا أو بعيدا بحسب قوة دليل التأويل وضعفه. وبينت فيه أن التأويل – بإجماع أهل العلم لا بد له من شروط حتى يكون سائغا مقبولا أهمها: أن يكون اللفظ – النص – المراد تأويله قابلا للتأويل أصلا، بان يكون محتملا لعدة معان، فإن كان اللفظ غير محتمل للتأويل، بأن كان له معنى واحد محتم، لم يجز حمله على غيره، فإن حمل كان تأويلا باطلا مردودا.


    ومن شرطه أن يكون المعنى المرجوح الذي يراد حمل اللفظ – النص – عليه مقبولا شرعا، بان لا يعارض نصا آخر مثله في القوة، أو يزيد عليه، ثبوتا أو دلالة.


    فإن كان هذا المعنى يعارض نصا، أو حكما شرعيا مثله، أو أقوى منه كان أيضا تأويلا باطلا مردودا. فما الظن إذا كان يعارض نصوصا قطعية لا تحصر، أو أحكاما شرعية ثابتة مبرمة مجمعا عليها؟.


    وهذا الشرط يستتبع شرطا آخر، وهو أن يقترن التأويل بدليل يقوي ويعضد هذا المعنى المرجوح على دلالة الظاهر، فإن عدم الدليل أو كان مساويا لدلالة ذلك الظاهر، أو لم يكن حجة كان تأويلا باطلا مردودا أيضا.


    وهذا الدليل إما أن يكون نصا من القرآن، أو السنة، أو إجماعاً، أو قياساً، علتْه منصوصة، أو قاعدة شرعية ثبتت بأدلة شرعية، أو بحكمة تشريع ظاهرة منضبطة.


    فإن كان تأويلا بغير دليل شرعي معتبر – شبهات وأوهام وأحاديث ضعيفة أو مقاصد وكليات متخيلة مدعاة كما هو حال معظم التأويلات المعاصرة - كان تأويلا فاسدا مردودا.


    ثم لا بد للمؤول أن يكون مجتهدا امتلك ناصية الاجتهاد والترجيح لأن هذا هو حقيقة التأويل، فإن عالجه من لم يحصل آلة الاجتهاد اللازمة كان باطلا أيضا، لأنه صادر من غير ذي صفة.


    كما وبينت أن كل الموضوعات التي ركز المعاصرون جهود التأويل، والتي عالجتها قراءة وتحليلا وردا وتفنيدا، داخلة في نطاق ما لا يجوز الاختلاف فيه أو تأويله بحال من الأحوال. أي في دائرة القطعيات المحكمات، بل المعلومة من الدين بالضرورة. ككفر اليهود والنصارى، وحجية السنة في شؤون الحياة وأمور المعاملات، وحجية الإجماع، وحرمة الردة، وبطلان مفهوم المواطنة كما هو في الوعي المعاصر، وبطلان شرعية أي نظام سياسي لا يحكم الشريعة الإسلامية في كل شؤون الحياة، وحرمة الربا بكل أصنافه، ربا الفضل، وربا الديون...الخ.


    كما وبينت أن الأدلة المستخدمة من قبل المؤولين لا تعدو أن تكون شبهات وأوهاما وخيالات، وأن المؤولين في غالبهم ليسوا من اهل العلم العلم الشرعي، والنظر الفقهي، فلا يجوز لهم الاجتهاد أو التأويل، وبينت أن المعاني التي استنبطوها باطلة لمناقضتها للقطعيات المحكمات.


    وبينت أن الحامل على التأويل لدى أولئك المؤولين هو رغبتهم الجامحة في التوفيق بين مفاهيم الإسلام، وأحكامه، وعقائده الثابتة بوحي الله، وبين ما استحدثه الفكر الغربي من مبادئ وقيم، ومفاهيم بعد الثورة الصناعية التي قامت عليها الحضارة الغربية.


    وبينت أن ذلك يعبر عن الانهزام النفسي والفكري الذي يربأ عنه من يعتز بعقيدته ويفاخر بشريعة ربه.وبينت أن الحامل لهم على التأويل لم يكن تحقق التعارض الأصولي الذي يستدعي الترجيح أو التأويل تخصيصا، أو تقييدا، وهو المسوغ الشرعي الوحيد للتأويل. بل كان ما ذكرت تأثراً بالثقافة الغربية وسعيا إلى تأصيل مفاهيمها أو ما يدعونه بـ" أسلمة المعرفة ".

    وبينت أخيرا أن تأويل قواطع الإسلام، ومحكمات نصوصه التي أجمعت عليها الأمة هو إبطال للشرع ونسخ له، وأن ذلك لا يجوز بحال، بل هو كفر بواح.

    والله الهادي

    والموفق للسداد والصواب



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هل من توجيه حديث من بدل دينه فاقتلوه ؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.10.08 19:13

    أخي الكريم عندك هذا المنتدى
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=27
    ستجد فيه فوائد
    واتبع الخطوات خطوة خطوة
    وما أشكل عليك فالإخوة ما أظن أنهم يقصرون معك
    ما عليك سوى النية الصادقة والعمل

    وإياك ودعوى أني مجتهد
    فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه

    وكلنا في مرحلة الطلب
    وكل يوم نودع
    فالحياة قصيرة


    ===================


    قد بين شيخ الإسلام أن الخوارج يردون كل حديث يخالف ظاهر القرآن وهذا نصه ((والخوارج لا يتمسكون من السنة إلاما فسر مجمله دون ماخالف ظاهر القرآن عندهم فلا يرجمون الزاني ولايرون للسرقة نصاباً وحينئدٍ يقولون ليس في القرآن قتل المرتد فقد يكون المرتد عندهم نوعين 13/48-49))

    وقال أيضاً ((وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به من اتاع السنة وحماعة المؤمنين فإن الخوارج أصل بدعنهم أنهم لا يرون طاعة الرسول واتباعه فيما خالف ظاهر القرآن عندهم وهذا ترك واجب 20/104))


    وعليه فإن الأخ إياد أبوربيع متأثر بالخوارج أو منهم
    النقل

    لطفـــــاً .. من هنـــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 21.10.08 9:28

    فهذه كلمات مختصرة كنت كتبتها منذ فترة .. ولعل الأخوة جزاهم الله خيراً يفيدون بمزيدٍ من النصح والتوجيه والتصحيح.


    الكافر على نوعان: كافر أصلي وكافر مرتد

    فالكافر الأصلي هو من كان أصلاً على غير دين الإسلام كاليهودي والنصراني والمجوسي وغيرهم من أهل الملل الباطلة .. أما الكافر المرتد فهو رجل كان على دين الإسلام ثم ارتد عنه إلى غيره.

    وكلا الكافرين لهما أحكام الكافر في الآخرة .. فكل كافر مخلد في النار.

    أما في الدنيا فلكل منهما حكم منفصل .. فالكافر الأصلي لا يجبر على اعتناق الإسلام فإن اعتنقه فهو خير له .. وإن لم يعتنقه وجب على المسلمين النصح له وترغيبه في الإسلام وقراءة القرآن عليه .. اللهم إلا إن كان كافراً محارباً فالواجب قتاله ودفعه دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.

    أما الكافر المرتد .. الذي كان على دين الإسلام ثم ارتد عنه إلى غيره .. فإجماع الأمة على أنه يقتل لردته .. وسأسوق الأدلة إن شاء الله تفصيلاً.

    والردة والخروج من الإسلام قد تكون بالقلب أو اللسان أو العمل .

    فقد تكون الردة بالقلب كتكذيب الله تعالى ، أو اعتقاد وجود خالق مع الله عز وجل ، أو بغض الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم .. وقد تكون الردة قولاً باللسان كسبِّ الله تعالى أو رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وقد تقع الردة بعمل ظاهر من أعمال الجوارح كالسجود للصنم ، أو إهانة المصحف .. وغيرها.

    والردة القلبية لا يمكن التوصل إلى معرفتها إذ هي في قلب صاحبها .. فتسري عليه أحكام الآخرة ككافر .. ولا تسري عليه أحكام الدنيا من التفريق بينه وبين زوجته المسلمة وقتله إلا إذا أظهر هذا الاعتقاد القلبي بقول أو عمل.

    أدلة وجوب قتل المرتد:

    أجمع فقهاء الإسلام على عقوبة المرتد على أنها القتل، وهو رأي المذاهب الأربعة، بل والثمانية

    وقد وردت جملة أحاديث صحيحة عن عدد من الصحابة: عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وابن عباس وأبي موسى ومعاذ وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وابن مسعود وعائشة وأنس وأبي هريرة ومعاوية بن حيدة رضوان الله عليهم أجمعين:

    حديث أبي بكر رضي الله عنه رواه عنه أبي هريرة رضي الله عنه:

    " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا .. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ " (متفق عليه)

    حديث عمر رضي الله عنه:

    " أخذ ابن مسعود قوما ارتدوا عن الاسلام من أهل العراق ، فكتب فيهم إلى عمر ، فكتب إليه : أن اعرض عليهم دين الحق ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، فإن قبلوها فخل عنهم ، وإن لم يقبلوها فاقتلهم ، فقبلها بعضهم فتركه ، ولم يقبلها بعضهم فقتله " (أخرجه عبد الرزاق في مصنفه)

    حديث علي رضي الله عنه:

    " أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " (أخرجه الجماعة سوى مسلم)

    " أتي علي بشيخ كان نصرانيا فأسلم ، ثم ارتد عن الاسلام ، فقال له علي : لعلك إنما ارتددت لان تصيب ميراثا ، ثم ترجع إلى الاسلام ؟ قال : لا ، قال : فلعلك خطبت امراة فأبوا أن يزوجوكها ، فأردت أن تزوجها ثم تعود إلى الاسلام ؟ قال : لا ، قال : فارجع إلى الاسلام ! قال : لا ، أما حتى القى المسيح، قال: فأمر به ، فضربت عنقه ، ودفع ميراثه إلى ولده المسلمين " (أخرجه عبد الرزاق في مصنفه)

    حديث ابن عباس رضي الله عنه:

    " من بدل دينه فاقتلوه" (رواه الجماعة إلا مسلمًا، ومثله عن أبي هريرة عند الطبراني بإسناد حسن، وعن معاوية بن حيدة بإسناد رجاله ثقات)

    حديث ابن مسعود رضي الله عنه:

    " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (متفق عليه)

    حديث عائشة رضي الله عنها:

    " قَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ أَوْ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ أَوْ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ " أخرجه النسائي بإسناد حسن ومثله عن عثمان رضي الله عنه

    حديث معاذ وأبي موسى رضي الله عنهما:

    " عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ رَجُلًا أَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ فَأَتَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَقَالَ مَا لِهَذَا قَالَ أَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ قَالَ لَا أَجْلِسُ حَتَّى أَقْتُلَهُ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (متفق عليه)


    فتلك جملة من الأحاديث الصحيحة الدالة على عقوبة المرتد عن دينه - وهي بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع عمل الصحابة - القتل.

    وتلك الأحاديث ليس فيها أدنى دلالة على أن القتل إنما يكون للمرتد المحارب .. ولفظ الحديث " من بدل دينه فاقتلوه " لفظ عام يتناول كل من ارتد عن دين الإسلام .. وقد جعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السبب في قتله هو ردته لا محاربته للدين .. فمن ادعى تخصيص العقوبة بالمرتد المحارب فعليه أن يأتي بالدليل المخصص.


    قواعد في الردة وقتل المرتد:

    ليس كل مسلم وقع في قول أو فعل مكفر يكون كافرا مرتداً، فهناك أعذار قد يعذر بها المسلم ولا يحكم بكفره ، منها :

    الجهل ، والتأويل ، والإكراه ، والخطأ.

    أما الأول : فهو أن يكون الرجل جاهلاً لحكم الله تعالى ، بسبب بعده عن ديار الإسلام كالذي ينشأ في البادية أو في ديار الكفر أو أن يكون حديث عهد بجاهلية ، وقد يدخل في هؤلاء كثير من المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات يغلب فيها الجهل ، ويقل العلم.

    والثاني : هو أن يفسر الرجل حكم الله تعالى على غير مراد الشرع ، كمن قلد أهل البدع فيما تأولوه كالمرجئة والمعتزلة والخوارج ونحوهم.

    والثالث : كما لو تسلط ظالم بعذابه على رجل من المسلمين فلا يخلي سبيله حتى يصرح بالكفر بلسانه ليدفع عنه العذاب، ويكون قلبه مطمئناً بالإيمان .. كما حدث مع عمار رضي الله عنه.

    والرابع : ما يسبق على اللسان من لفظ الكفر دون قصد له.

    والمرتد لا يقتل مباشرة بعد وقوعه في الردة ، لا سيما إذا كانت ردته بسبب شبهة حصلت له .. بل يستتاب ويعرض عليه الرجوع إلى الإسلام وتزال شبهته إن كانت عنده شبهة فإن أصر على الكفر بعد ذلك قتل .. ولا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين .. ويؤول ماله إلى ورثته من المسلمين.

    قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (9/18) :

    " المرتد لا يُقْتَلُ حَتَّى يُسْتَتَابَ ثَلاثًا . هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ; مِنْهُمْ عُمَرُ , وَعَلِيٌّ , وَعَطَاءٌ , وَالنَّخَعِيُّ , وَمَالِكٌ , وَالثَّوْرِيُّ , وَالأَوْزَاعِيُّ , وَإِسْحَاقُ , وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ . . . . لأَنَّ الرِّدَّةَ إنَّمَا تَكُونُ لِشُبْهَةٍ , وَلا تَزُولُ فِي الْحَالِ , فَوَجَبَ أَنْ يُنْتَظَرَ مُدَّةً يَرْتَئِي فِيهَا , وَأَوْلَى ذَلِكَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ " اهـ .

    ولا شك أن بعض أنواع الردة أقبح من بعض ، وأن ردة المحارب أقبح من ردة غيره ، ولذلك فرّق بعض العلماء بينهما ، فلم يوجب استتابة المحارب ولا قبول توبته ، بل يقتل ولو تاب ، وأما غير المحارب فتقبل توبته ولا يقتل. وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

    " الردة على قسمين : ردة مجردة ، وردة مغلظة شرع القتل على خصوصها ، وكلتاهما قد قام الدليل على وجوب قتل صاحبها ؛ والأدلة الدالة على سقوط القتل بالتوبة لا تعمّ القسمين ، بل إنما تدل على القسم الأول – أي : الردة المجردة - ، كما يظهر ذلك لمن تأمل الأدلة على قبول توبة المرتد ، فيبقى القسم الثاني – أي: الردة المغلظة - وقد قام الدليل على وجوب قتل صاحبه ، ولم يأت نص ولا إجماع بسقوط القتل عنه ، والقياس متعذر مع وجود الفرق الجلي ، فانقطع الإلحاق ، والذي يحقق هذه الطريقة أنه لم يأت في كتاب ولا سنة ولا إجماع أن كل من ارتد بأي قول أو أي فعل كان فإنه يسقط عنه القتل إذا تاب بعد القدرة عليه ، بل الكتاب والسنة والإجماع قد فرّق بين أنواع المرتدين .... "

    والحلاّج من أشهر الزنادقة الذين تمّ قتلهم دون استتابة ، قال القاضي عياض :

    " وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهيــة والقول بالحلول ، وقوله : " أنا الحق " مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ، ولم يقبلوا توبته "


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    والنقل
    لطفـــــــاً .. من هنـــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 12:52