خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية Empty الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 14:21

    الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , ونصب الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقاً يقيناً, ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً كريماً ..

    والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله , وصفوته من خلقه , وأمينه على وحيه , الذي بشرت به الكتب السالفة وأخبرت به الرسل الماضية , وجرى ذكره في الأعصار وفي القرى والأمصار , وضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر ..

    أما بعد :

    فالإسلام

    دينٌ عظيم جليل كالبناء الجميل من أي الجهات نظرت إليه ظهر لك حسنه وجماله ..

    وعقيدة التوحيد

    هي أعظم وأجمل ما في هذا الدين ..
    فما هي البراهين على هذه الحقيقة الفاصلة ..

    هيا لنجيب عن هذا السؤال ..
    لكي نستمتع ونتذوق جمال هذه العقيدة ..
    لكي نبني للحق صرحاً في قلوبنا ..
    لكي ندحر الباطل في جحوره العفنة التي يُريد أن يُدخل البشرية فيها..

    فما هي محاسن العقيدة الإسلامية ؟


    لنبدأ الكلام عن محاسن العقيدة الإسلامية المباركة :


    أولاً :
    هي عقيدة ظاهرة الحجة والبرهان , تخاطب العقل ولا تُصادمه .

    ثانياً :
    هي عقيدة حية نابضة , تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتُريح الضمير .

    ثالثاً :
    هي عقيدة سهلة واضحة , يعرفها الجميع .


    ونتحدى أن تُوجد عقيدة في هذا الوجود اتسمت بسمات هذه العقيدة المباركة !


    كان هذا هو الإجمال .. وسنأتي بالتفصيل _ إن شاء الله


    أما كون عقيدتنا المباركة تخاطب العقل فهذا ظاهر من وجهين :

    أولهما :
    أن هذه العقيدة المباركة أجابت العقول عن تساؤلات لطالما حيرت البشرية وجعلتها تتخبط في الظلمات!! وتتردى في الجهالات .. وذلك عندما ابتغوا الجواب بعيداً عن خالق الحياة _ سبحانه _ وأنى لهم الهُدى؟؟!!

    ومن هذه التساؤلات :
    من أين جئنا ؟
    ولماذا جئنا ؟
    وإلى أين المصير ؟


    إن الحياة لامعنى لها إذا لم يستطع العقل أن يُجيب عن هذه التساؤلات!!!

    إن الحياة _ بدون وضوح هذه الرؤية _ ضياع .. وجري وراء السراب .. وهروب إلي الهروب ..
    إن الحياة حينئذٍ شقاء وخواء عقلي وروحي ..
    إن الحياة حينئذٍ ستصير أُكذوبة كبرى لا معنى لها !!!

    قارن هذا بحال المؤمن صاحب العقيدة الذي يعلم من أين جاء .. ولماذا جاء .. وإلى أين مصيره .

    إنه يعرف للحياة طعماً .. وعرف لها هدفاً .. إنه بناءٌ صلبٌ وعقلٌ ذكيٌ وقلبٌ قويٌ

    هذه هي العقول يا أصحاب العقول
    ِ{ أيحسب الإنسان أن يُترك سدىً } { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون } { وأن إلى ربك المُنتهى }
    الوجه الثاني
    _ الذي يدل على أنها عقيدة تُخاطب العقل بالحجة _ :

    أن الجواب عن هذه الأسئلة _ من أين جئت ولماذا وإلى أين _ وغيرها من الأسئلة مبني على حجج عقلية واضحة

    قوية تقبلها وتُقر بها العقول الصحيحة؛فهي عبارة عن مقدمات ونتائج,ومناظرات وتحديات, وواقع مشهود محسوس

    فليس الجواب عن هذه الأسئلة قهراً للعقول , أو إجابات لا تُقنع .

    وحتى الأمور التي يأمر الإسلامُ فيها العقلَ بالتوقف عند حدود , والتصديق بها, والقبول لها.. فإن العقل يُقر في هذه الأمور بالتوقف .. لأن العقل له حدوداً يقف عندها كأي جارحة ؛ ولأن التفكير ينبني على المعرفة وهناك أمور كثيرة يجهلها العقل !

    فلا يصح حينئذٍ الاعتراض من العقل القاصر ؛ ولأن العقل إذا اعترض على كل شىء فلا معنى للعبودية حينئذٍ!

    وهذه كلها أمور يُقرها العقلاء ..
    ومن أمثلة ذلك :
    بعض مسائل القدر التي تُشكل على بعض العقول , وكذلك قضية إثبات بعض الغيبيات , فإذا نزلنا ما سبق من كلام على هذه المسائل وأشباهها فلا إشكال حينئذٍ .

    ولنرجع إلى قضية الحجج العقلية في إثبات العقيدة , ولنضرب على ذلك مثالاً .. فبالمثال يتضح المقال .


    ولنضرب مثالاً على مخاطبة عقيدتنا للعقول السليمة :

    وهذا المثال على أعظم قضية وعليها قطب رحى العقيدة .. ألا وهي قضية الرب المعبود_جل جلاله وعز سلطانه _

    بداية من إثبات وجوده ثم الدليل على ربوبيته لجميع الخلق ثم تنزيهه عن النقائص وإثبات الكمالات له سبحانه

    حتى ننتهي إلى أخطر قضية ألا وهي استحقاقه _ سبحانه _ وحده للعبادة دون من سواه , فنقول وبالله التوفيق :

    هذه القضية قد تظاهرت البراهين على إثباتها بحجج عقلية واضحة ؛ فبداية نقول :
    إن الكون لم يُوجد بدون موجد ، فهذا مرفوض عقلاً
    وكذلك الكون لم يُوجِد نفسه بنفسه لأنه قبل وجوده كان عدماً والعدم لا يخلق
    فلا بد إذن من خالق لهذا الكون العجيب المنتظم
    ولم يدعِ هذا أحدٌ لنفسه إلا الخالق سبحانه ...

    والقرآن يلخص ما قلناه في وضوح تامٍ وحجة قاطعة قال تعالى :{ أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون}

    فإذا كان هو الخالق فإنه لابد أن يكون قادراً سميعاً بصيراً منزهاً عن النقائص له كل كمال وجلال فأفعاله سبحانه

    تدور بين العدل والفضل وأسمائه كلها حُسنى وصفاته كلها عليا.

    وأنت ترى العلماء أطالوا النفس في قضية ضوابط فهم نصوص الأسماء والصفات ووضعوا لذلك قواعد كثيرة ؛ الهدف منها هو تنزيه الرب سبحانه عن كل نقص .

    هذا هو ( الرب ) سبحانه في عقيدتنا .. وهذا هو المقبول عقلاً .. و إلا فكيف يكون رباً هذا الذي يُوصف بالجهل أو الفقر أو الضعف؟؟ !!... الخ هذه العقائد الظاهرة البطلان !!

    إن رباً كهذا الموصوف في العقائد الباطلة حريٌ بأن لا يُطاع !

    إذا أثبتنا أن الله سبحانه موجود , وأنه وحده هو الخالق , وأن له سبحانه كل كمال .. كان لا بد أن يُفرد بالعبادة وحده دون من سواه .

    هذه هي أعظم قضية ( التوحيد ) ثبتت بكل قوة ووضوح وسهولة .

    وعلى الرغم من ذلك ضل من ضل وخالف العقل الصريح بدون أدنى حجة عقلية مقبولة , بل وأنكروا على أهل التوحيد الحق ! وهم _ والله _ أولى بالإنكار !!

    فأي عقلٍ يقبل أن يكون لإله الكون شريكاً ؟!
    إن هذا مستحيل الحدوث ! لأنه لابد أن يقهر أحدهما الآخر !!

    وأي عقلٍ يقبل أن يكون هذا الإله ضعيفاً يحتاج إلى ولدٍ يُساعده ؟ !!

    وأي عقلٍ يقبل أن يُصلب الإله ويُقتل ويُدفن ؟!!!

    وأي عقلٍ يقبل أن يكون إلهه الذي يعبده بقرة أو شمساً أو ميتاً ؟!!

    فأين هي مؤهلات هذه الآلهة كي تُعبد ؟!

    إنها حقاً عقول سخيفة وسفيهة جديرة بالسخرية والامتهان !
    والله حُق لهذه العقول أن تخجل وتختبىء بهذه العقائد العفنة !!!




    بعد أن بيّنا أن عقيدتنا المباركة تخاطب العقل .. نقول :

    ينبغي لأهل التوحيد أن يرفعوا رؤوسهم , ويعتزوا بعقيدتهم , ويجهروا بها للعالم كله .

    وهذا المثال الذي ضربناه هو واحد من أمثلة هذه العقيدة المباركة المؤيدة بالحجج العقلية .. وإلا فكل مسائل

    العقيدة من هذا القبيل, والقرآن ملىء بذلك وكذلك السنة وكذلك كتب أهل العلم التي كتبوها في مسائل العقيدة مثل مسائلة إثبات البعث وإثبات الرسالات .....الخ فالحمد لله على نعمة التوحيد .

    وكذلك كل من تمسك بشبهة يُناقض بها العقيدة الإسلامية نستطيع - بعون الله - أن نرد عليه رداً عقلياً يُخرصه !!


    مع العلم أن هذه الحجج العقلية مأخوذة من القرآن .. مما يدل على أنه من عند حكيم خبير .

    وكون هذه العقيدة لا تصادم العقل البشري فإن هذا يدل على أنها حق من عند الله الذي خلق هذا الإنسان وهو كذلك - سبحانه - الذي أنزل هذه العقيدة التي توافقت مع عقله .

    فالإنسان من خلقه والعقيدة من شرعه - سبحانه - .

    فأرونا عقيدة كهذه العقيدة تقارع الحجة بالحجة وتثبت أمام الشبهات .. هيهات هيهات !!

    إنه الحق يدمغ الباطل في أمّ رأسه . فتأمل .

    وبهذا نكون قد بينا - باختصار شديد - أن من ميزات عقيدتنا أنها تخاطب العقل




    الميزة الثانية لعقيدتنا المباركة :
    -------------------
    أنها عقيدة حية نابضة تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتريح الضمير


    ولا بد أن نوضح أمرين نبني عليهما كلامنا :

    أولهما :


    أن السعادة والراحة هدف منشود يسعى إليه البر والفاجر , والمؤمن والكافر .

    الثاني :


    السعادة الحقيقة هي التي تنبع من داخل الإنسان .

    فإذا قررنا هذين الأمرين


    فإننا نقولها عالية مدوية :

    لاسعادة إلا في عقيدتنا أيتها البشرية .. ونتحدى ! ...

    إنني لا أتخيل الحياة بدون الإيمان ، بل والله نحن أحوج ما نكون إلى العقيدة فى زماننا الذي يطحن الناس بفتنه ! ...


    ولنضرب مثالاً لنرى كيف أن عقيدتنا حية نابضة في الحياة كنبض الدم في العروق :

    إن الإيمان بالقدر وفهمه على الوجه الصحيح يسعد البشرية ويحل مشاكلها ؛ فالعبد في هذا الكون ضعيف والأحداث المؤلمة التي تقع رغماً عنه لا حيلة له في دفعها !

    ولكن من الناس من ينهار بسبب هذه الأحداث !

    أما المؤمن فهو يعلم أن هذا الذي وقع إنما هو بقدر من الله الحكيم الخبير الذي لا يُقدّر الأشياء عبثاً


    فهو يرى أن ما حصل حصل لحكمة وإن جهلها هو لقصور نظرته وضعف عقله .

    والمؤمن يعلم كذلك أن ما وقع كان لا بد من وقوعه لامحالة ، وهو يعلم كذلك أنه لا حيلة له في رفعه وتغييره إلا أن يشاء ربه ومولاه .

    فإذا استقرت هذه المعاني في نفس المؤمن فلن يكون ساعتها إلا الصبر بل والرضا والتسليم والشكر.

    إن المؤمن بالقدر يُعجل له ثوابه في الدنيا قبل الآخرة ؛ فالسكينة تغمره ، وقلبه ممتلىء بالراحة ، وجوارحه ساكنة !

    وقلبه متحرر من عبودية غير الله فلا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه ولا يتعلق إلا به فما أسعده من إنسان

    وعلى العكس من ذلك فأنا والله لا أتخيل الحياة بدون الإيمان بالقدر إلا حياة ضائعة مملؤة بالشقاء والغم .
    يتجرع صاحبها الحسرة ، ويتذوق الألم .. ولن يتغير من الأمر شيئاً !! وهذا ضياع الدنيا وعقوبة الآخرة !!

    ومن أوضح ما يبين أثر هذه العقيدة المباركة : المقارنة بين حال المؤمن والكافر خاصة في زماننا ، فمثلاً الكتب التي
    تتكلم عن طرق الوصول إلى السعادة تملؤ الغرب ومن نظر فيها وجد كثيراً مما كُتب فيها ما هو إلا بعض ما في عقيدتنا المباركة مما يدل على موافقتها للفطرة السليمة .

    هذا مثال واحد يوضح أثر هذه العقيدة في حياة الإنسان , وإنما ذكرت مثالاً واحداً لأن المقام ليس مقام تفصيل وإلا فكل جزئية في عقيدتنا لها آثارها المباركة



    عدل سابقا من قبل الشيخ إبراهيم حسونة في 25.09.08 14:33 عدل 2 مرات
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية Empty رد: الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 25.09.08 14:26

    توعد الزوج زوجته وغضب عليها فقال لها مهدداً : لأُشقينكِ .

    فقالت الزوجة المؤمنة في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني ، كما أنك لا تملك أن تسعدني .

    فقال الزوج في غيظ : وكيف لا أستطيع ؟

    فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني ، أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيءٍ لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون .

    فقال الزوج في دهشة : وما هو ؟

    فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي !!! .


    ضع في يدىَّ القيد ، ألهب أضلعي*** بالسوط ، ضع عنقي على السكين

    لن تستطيع حصار فكرى ساعة *** أو نزع إيماني ونور يقيني

    فالنور في قلبي ، وقلبي في يدى*** ربي، وربي ناصري ومعيني




    الميزة الثالثة لعقيدتنا المباركة :
    -------------------
    أنها عقيدة سهلة وواضحة ، يفهمها الجميع ، وتظهر للدنيا بأسرها .

    فليست عقيدتنا ألغاز فلسفية ، ولا مباحث كلامية ، بل يفهما العامي البسيط والعالم النحرير

    وليس عندنا ما نخفيه ، وليس عندنا ما يصعب على الأفهام إدراكه .

    فمن لا يعلم عقيدتنا علمناه ، ومن لا يفهمها فهمناه .

    وإنما اعتبرنا ذلك ميزة ؛ لأن عقائد الضلال تتسم بالتعقيد والغموض ... فلله الحمد


    وهنا أنبه تنبيهاً في غاية الأهمية :
    ---------------------
    نحن عندما نتكلم عن محاسن العقيدة الإسلامية فنقصد العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة التي هي الحق دون ما سواه ؛ وهذه هي التي نقدمها للعالم أجمع ، وهذه هي التي تخاطب العقول، وتصلح القلوب مع يُسرها وسهولتها .

    نقول هذا الكلام حتى لا يحتج علينا مبطلٌ بأباطيل يراها في عقائد المبطلين أمثاله


    من أوضح الأمور التي توضح محاسن العقيدة الإسلامية بجلاء المقارنة بينها وبين العقائد الباطلة حتى يتضح الفرق :

    وسأذكر هنا بعض شهادات نصارى أسلموا


    ==========



    بعض شهادات نصارى أسلموا
    - منقولة بتصرف-
    من كتاب رائع بعنوان :
    ( النصرانية وإلغاء العقل )




    يقول عبدالله أرشبالد هاملتون ( انجلترا ) :

    ( ما كدت أبلغ سن الإدراك والتمييز حتى راود قلبي جمالُ الإسلام وبساطته ونقاؤه ، ورغم أنني وُلدتُ ونشأت مسيحياً ، فإنني لم أستطع مطلقاً أن أومن بالعقائد التي تسلِّم بها الكنيسة وتفرضها .


    وكنت دائماً أجعل العقل والإدراك فوق الإيمان الأعمى ، ومع مرور الزمن أردت أن أحيا وفق مشيئة خالقي ، لكنني وجدتُ كلاً من كنيسة روما والكنيسة الإنجليزية لا يقدمان لي ما يروي غِلّي ، وما كان اعتناقي للإسلام إلا تلبية لنداء ضميري ، ومنذ تلك اللحظة بدأت أشعر أنني أصبحت أقرب إلى الإنسانية الصحيحة ) .



    ويقول ديفيس وارنجتون ( استراليا ) :

    (( حقاً لقد انساب الإسلام في نفسي انسياب الربيع المشرق إلى الأرض الباردة في أعقاب شتاء مظلم ، فأشاع الدفء في روحي ، وغمرني بما في تعاليمه من روعة وجمال


    وكم فيها من روعة
    وكم فيها من جمال
    كم فيها من وضوح في بنائها المنطقي الرصين :
    (( لاإله إلا الله محمد رسول الله )) !


    أيمكن أن يكون هناك ما هو أسمى من ذلك أنقى ؟!

    أين هذا من غموض عقيدة (( الأب والابن وروح القدس )) ، التي قد تشيع الرهبة في القلوب ، ولكنها لا تكاد تقنع العقل الواعي )) ؟ ! .

    يقول كولير دج :

    (( إن الذي يبدأ بحب المسيحية أكثر من حبه للحق سيقوده ذلك إلى حب طائفته أو كنيسته أكثر من حبه للمسيحية ،

    ثم ينتهي به الأمر إلى حب نفسه أكثر من أى شىء آخر ، والإسلام يدعونا إلى تقديس الله ، وأن نخضع لشريعته ،

    وفي ذات الوقت يدعونا ويشجعنا على استعمال العقل ، مع مراعاة عواطف الحب ، والتفاهم جنباً إلى جنب ))



    يقول محمود جونار ( السويد ) :

    (( إن ما أعجبني في الإسلام - وما زال يُعجبني - هو أسلوبه المنطقي ، فلا يطلب إليك الإيمان بشىء قبل أن تدركه وتعرف أسبابه .
    وناحية أخرى في الإسلام أعجبتني هي عالميته ، فالقرآن الكريم لا يحدثنا عن الله على أنه رب العرب ، أو أى شعب بذاته بين الشعوب
    كلا .. بل وليس على أنه رب هذه الدنيا ، ولكن على أنه رب العالمين ، بينما تتحدث الكتب السابقة عن إله بني إسرائيل )) .

    =======
    لا أزعم أنني بهذا الإشارات المتواضعة قد وفيت هذه العقيدة المباركة حقها

    وإنما كتبت هذه الإشارات لعدة مقاصد أردنا الوصول إليها ، فمن هذه المقاصد :


    ـ بيان أن معنى كون هذه العقيدة تُصلح البشر ، فذلك دليل على أنها حقٌ من لدن حكيم خبير .

    ـ ترسيخ الاعتزاز بهذه العقيدة والتضحية من أجلها بكل شىء .

    ـ دراسة العقيدة بطريقة ترسخها في القلوب والعقول وليس مجرد دراسة نظرية .

    ـ بيان بطلان جميع العقائد الأخرى وفسادها وكونها لاتصلح أن تُقدم للبشرية .

    =========


    كتب أحد الباحثين مقالة بعنوان ( مزايا العقيدة الإسلامية ) أنقلها هنا إتماماً للفائدة ، يقول :


    هي عقيدة واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض :

    تتلخص في أن وراء هذا العالم البديع المُنسق المُحكم رباً واحداً ، خلقه ونظّمه ، وقدّر كل شىء فيه تقديراً ، وهذا الإله أو الرب ليس له شريك أو شبيه ولا صاحبة ولا ولد { بل له ما في السماوات والأرض كلٌ له قانتون } .


    وهي عقيدة الفطرة :

    وليست غريبة عنها وليست مناقضة لها ، بل هي منطبقة عليها انطباق المفتاح المحدد على قفله

    المحكم ، وهذا صريح القرآن :{ فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .

    وصريح الحديث النبوي : ( كل مولود يولد على الفطرة - أي على الإسلام - وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )

    فدلّ على أن الإسلام هو فطرة الله ، فلا يحتاج إلى تأثير من الأبوين .


    وهي عقيدة ثابتة محددة لا تقبل الزيادة أو النقصان ، ولا التحريف أو التبديل :


    فليس لحاكم من الحكام ، أو مجمع من المجامع العلمية ، أو مؤتمر من المؤتمرات الدينية ، أن يضيف إليها أو يُحوّر فيها ، وكل إضافة أو تحويرة مردودة

    على صاحبها ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) ، أى مردود عليه

    والقرآن يقول مستنكراً : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .. وعلى هذا فكل البدع

    والأساطير والخرافات التي دُست في بعض كتب المسلمين أو أُشيعت بين عامتهم باطلة مردودة لا تؤخذ حجة عليه .


    وهي عقيدة (( مبرهنة )) لا تكتفي من تقرير قضاياها بالإلزام المجرد والتقرير الصارم ، بل يقول كتابها بصراحة
    { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } .

    وكذلك لا تكتفي بمخاطبة القلب والوجدان والاعتماد عليهما أساساً للاعتقاد بل تُتبع قضاياها بالحجة الدامغة ،

    والبرهان الساطع ، والتعليل الواضح ، الذي يملك أَََزمة العقول ، ويأخذ الطريق إلى القلوب ، ويقول علماؤها :

    إن العقل أساس النقل .. والنقل الصحيح لا يُخالف العقل الصريح .


    وهي عقيدة وسط لا تجد فيها إفراطاً ولا تفريطاً ..

    هي وسط بين الذين ينكرون كل ما وراء الطبيعة مما لم تصل إليه حواسهم ، وبين الذين يثبتون للعالم أكثر من إله

    بل يُحلون روح الإله في الملوك والحكام .. بل في بعض الحيوانات والنبات مثل الأبقار والأشجار .

    فقد رفضت الإنكار الملحد ، كما رفضت التعديل الجاهل ، والإشراك الغافل ، وأثبتت للعالم إلهاً واحداً لا إله إلا هو

    { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون @سيقولون لله قل أفلا تذكرون } .. إنها عقيدة الإسلام تقرر تنزيه الله

    إجمالاً عن مشابهة مخلوقاته { ليس كمثله شىء وهو السميع البصير }


    ومع هذا تصفه بصفات فعالة : { إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدىء ويعيد * وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعال لما يريد} اهـ .

    إن السعادة : أن تعيش *** لفكرة الحق التليد

    لعقيدة كبرى تحل *** قضية الكون العتيد

    وتجيب عمّا يسأل الحير*** ان في وعي رشيد

    من أين جئت؟ وأين أذهب ؟ *** لم خلقت ؟ وهل أعود ؟

    فتشيع في النفس اليقين *** وتطرد الشك العنيد

    وتعلم الفكر السوى *** وتصنع الخُلق الحميد

    وترد للنهج المسدد كل *** ذي عقل شرود

    تعطي حياتك قيمة *** رب الحياة بها يُشيد

    ليظل طرفك رانياً *** في الأفق للهدف البعيد

    فتعيش في الدنيا لأخرى *** لا تزول و لا تبيد

    وتمد أرضك بالسماء *** وبالملائكة الشهود



    ===========

    من كان عنده إضافة أو تعليق أو اقتراح بخصوص هذا البحث

    فليتحفنا به حتى تتم الفائدة




    ========

    إضافة على عجالة :

    ومن مميزاتها

    الانسجام أي خلوها من التناقض فهي عقيدة يصدق بعضها بعضا
    و الاستمرار أي أنها هي نفسها من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ليس فيها تغيير



    والنقل
    لطفـــــــــــــــــــــاً .. من هنـــــــــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 08.05.24 19:09