خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الجواب المفيد في مسألة إنفاذ الوعيد

    avatar
    أبو عمر عادل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 363
    العمر : 67
    البلد : مصر السنية
    العمل : أخصائي اجتماعي
    شكر : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2008

    الملفات الصوتية الجواب المفيد في مسألة إنفاذ الوعيد

    مُساهمة من طرف أبو عمر عادل 16.09.08 4:12

    --------------------------------------------------------------------------------

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الجواب المفيد في مسألة إنفاذ الوعيد



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
    أما بعد
    فقد سلمني الأخ شاكر أبو عبد الله ـ سلمه الله ـ وريقات كتبها بعضهم ، فيها رد على بعض تعليقاتي المسموعة على (الشرح الوسيط على متن الورقات ) يزعم فيها كاتب هذه الوريقات أنى وقعت في مذهب مرجئة الشيعة ومرجئة الجهمية000 إلى آخر كلامه0
    وجوابي أن المسألة التي يدندن حولها هذا الكاتب ( صاحب الوريقات ) هي مسألة نفوذ الوعيد في عصاة الموحدين ، وفيها ثلاثة أقوال:

    الأول : قول الخوارج و المعتزلة الوعيدية أن الوعيد نافذ في جميع العصاة بدون استثناء 0 ومن هنا أنكروا الشفاعة لأهل الكبائر0

    الثاني : قول غلاة المرجئة وهو التوقف في مصير عصاة الموحدين ويجوز عندهم أن الله يغفر للجميع فلا يدخل أحد منهم النار 0

    الثالث : مذهب السلف وأئمة الحديث أن الوعيد لابد من نفاذه في طائفة من الموحدين بدون تعيين ، كما تواترت بذلك النصوص0

    فإذا تدبرت أيها القارئ الكريم هذه الأقوال واستوعبها قلبك فسوف يتبين لك الخطأ الذي وقع فيه صاحب الوريقات حينما نسب إلىَّ القول الثاني وهو قول غلاة المرجئة من الشيعة والجهمية !
    وذلك أنني ما قلت ولم أقل ولن أقول إن شاء الله : إنه جائز أن يغفر الله لجميع العصاة ، معاذ الله من قول باطل !
    ولكنني قلت هكذا ـ فتأمل أيها القارئ ـ :
    قد يُوجب الله على العباد شيئا من الواجبات ، ثم إن الله سبحانه وتعالى يعفو عن كل من قد قصر في هذا الواجب 0 اهـ
    فأنت ترى أن كلامي خاص ، والأخ الكاتب فهمه على أنه عام ، وترى كلامي مقيدا ، والأخ الكاتب فهمه على أنه مطلق0
    فليس كلامي في جميع العصاة ، بل في طائفة معينة منهم قصرت في شيء معين ، وفرق بين المسألتين0
    فلست ـ إذن ـ مخالفا لأهل السنة ولا واقعا في مذهب مرجئة الشيعة ومرجئة الجهمية والأشعرية 0غفر الله لمن رماني بهذه المذاهب الرديئة وبصَّره بعيوبه قبل عيوب الآخرين !
    بقى الكلام على الإجماع الذي نقله العلامة السفارينى وهو قوله ( ذكر بعض المحققين انعقاد الإجماع على أنه لابد سمعا من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة أو طائفة من كل صنف منهم 0000 )
    فهذا الإجماع المحكي له وجهان :
    الأول : الإجماع على نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة0
    الثاني : الإجماع على نفوذ الوعيد في طائفة من كل صنف منهم 0
    أما الوجه الأول : فهو إجماع صحيح محقق ، تواترت به النصوص 0
    وهو الذي لا يخالفه عبد الحميد الجهني إن شاء الله 0
    وأما الوجه الثاني : ففيه نظر ، ولا يصح فيه إجماع ولهذا تردد فيه العلامة الأُبِّى ( ت 828 هـ ) لما حكي انعقاد الإجماع على نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة ،فقال : ( وهل المراد طائفة من جميع العصاة أو طائفة من كل صنف ؟
    الظاهر الثاني ؛ لأنه توعد كل صنف على حدته ) اهـ
    قلت : فلو كانت الصورة الثانية مجمعا عليها لما تردد فيها ثم مال إلى ترجيحها بتعليل ! فلو كان عنده إجماع لحكاه 0 ولا يقال قد خفي عليه الإجماع ، لأنه قد حكاه في أصل المسألة ، ثم تردد في التفاصيل ، بل ويغلب على ظني أن هذا الإجماع مأخوذ من الأُبي وأن السفارينى يقصد العلامة الأبي بقوله ( المحققين ) ، وعنه أُخذ هذا الإجماع أو عمن أُخذ عنه مع ملاحظة الفرق بين عبارة الأُبي وعبارة السفارينى فتأملوا
    فهذا هو التحقيق ؛ أن الوجه الأول هو الذي صح فيه الإجماع ، أما الوجه الثاني فلا يصح فيه إجماع 0
    وهذا التفريق خفي على صاحب الوريقات فشنع وضلل وبدع ! ولم يصنع شيئا ، مع ملاحظة أن تشنيعه وتضليله وتبديعه كان على القول وليس على القائل فلينتبه 0
    وأما احتجاجه بسكوت الشيخين أباباطين وابن سحمان رحمة الله عليهما ، فليس بشيء لأن ذهول العالم وارد وليست العصمة لأحد من الأمة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز قد سكت عن كلمة الحافظ ابن حجر في " الفتح " إن العمل شرط كمال في الإيمان عند السلف ، واحتج بعضهم بسكوت الشيخ ثم إن الشيخ نفسه بين غلط هذه العبارة فقيل له : إنك لم تعلق عليها في حواشي الفتح فقال لعلها مرت ولم ننتبه لها 0
    والمقصود أن العالم مهما بلغ في العلم لا يكون قوله حجة بمفرده فضلا عن سكوته 0
    وهذا واضح لا يحتاج إلى توضيح ومن عجيب ما وقع لي أنى كنت استدركت ملاحظة على السفارينى في كتابه ( لوامع الأنوار ) في أول سطر من الكتاب عند قوله : " وتنزهت عن سمات الحدوث صفاته " وكتبت تعليقا بتاريخ 8/3/1415هـ بينت فيه مافى هذه العبارة من نظر من جهة العقيدة0
    ثم يقال : إن الشيخين أبابطين وابن سحمان رحمهما الله لم يتركا شاذة ولا فاذة ، سبحان الله !
    وأما إنكار صاحب الوريقات إطلاق اسم " الواسع " على رب العالمين وجعله من الإلحاد في أسماء الله فما كنت أظن أن الجهل يبلغ به هذا الحد حيث خفي عليه قوله تعالى ( والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) { البقرة 286 } بل ورد هذا الاسم الكريم في ثمان آيات من كتاب الله ، خفيت كلها على هذا المتعجل في تخطئة الناس ، ولله في خلقه شؤون !
    وقد أثبت العلماء اسم ( الواسع ) من أسماء الله 0
    منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كما في كتاب ( شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ) للشيخ سعيد القحطاني ( ص 176 )
    ومنهم الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين كما في كتابه ( القواعد المثلى ( ص 15) دار عالم الكتب ، وغيرهما من العلماء رحمة الله على الجميع0
    ومن العلماء الأئمة القدامى الذين ذكروا هذا الاسم الإمام الحجة الحافظ أبو القاسم الأصبهاني ( ت 535 ) في كتابه " الحجة في بيان المحجة 1/150"
    فهل يصلح لي الآن أن أقول في هذا الكاتب ما قاله هو فيّ إنه خرق إجماع أهل السنة في إثبات هذا الاسم الكريم 0
    بلى ويصح لي أن أزيد : خرق الإجماع وجهل أبسط وأهم مسائل العقيدة ، وقد قال السفارينى في كتابه ( لوامع الأنوار 1/126 ) إحصاء أسماء الله الحسنى والعلم بها أصل العلم بكل معلوم0
    فالعجب من شخص لا يعرف أسماء الله الحسنى ثم يأتي يناقش في دقائق مسائل الاعتقاد !
    وعلى كل حال ، فإن مناقشة صاحب الوريقات مجالها واسع ، لبيان أغلاطه وسوء فهمه وتحميله للكلام ما لا يحتمل ، ووضعه للكلام في غير موضعه ، واستدلاله بما لا علاقة له بأصل المسألة ، واستعجاله بتخطئة الكلام قبل التأمل والتبصر فيه ، وعدم دقته في التفريق بين المسائل المتشابهات ، وخلطه بين ما فيه إجماع وما ليس فيه ، ونسبته إجماعا لأهل السنة لم يثبت عنهم ، وتشنيعه على غيره بما لا شناعة فيه ، وضعف تحريره للمسائل ، وجرأته ـ التي لا تحمد ـ في رمى الناس بمذاهب الشيعة والجهمية ، وكأنه يريد التشفي والتشهير بالمردود عليه لا نصحه وتنبيهه ، وهى شنشنة نعرفها من أخزم ، فالحمد لله الذي رد كيده في نحره ، وأبان عن ضعفه وجهله ، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله0
    وكتبه / أبو مالك عبد الحميد الجهني
    ليلة الأربعاء 3 ذي الحجة 1428 هـ
    بينبع ـ السعودية

      الوقت/التاريخ الآن هو 20.05.24 12:52