خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أقوال العلماء في "إحياء علوم الدين" و مؤلفه

    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية أقوال العلماء في "إحياء علوم الدين" و مؤلفه

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 14.09.08 6:43

    أقوال العلماء في "إحياء علوم الدين" و مؤلفه

    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.

    فإن الكثير من الصوفية في بلاد المغرب يدعون أنهم على درب الإمام مالك – رحمه الله - سائرون ، ولمنهجه مقتفون ، و لمذهبه مقلدون...

    تترسوا
    بمذهب المالكية - زعموا- ليلبسوا على العوام ، ويتقوا ما يوجه إليهم من
    السهام ، فبثوا سمومهم ، ونشروا عقائدهم ، وروجوا لمواردهم ، ومنها كتاب
    "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي – رحمه الله- .

    وقد
    وقعت على أقوال العلماء فيه ، فأحببت نشر أقوال المالكية منهم - على سبيل
    الخصوص- ، على لنبين للمغرر بهم براءة المذهب من الخزعبلات التي حواها
    "الإحياء"، على حد قولهم : ((من فمك ادينك)) . والله الموفق لسبيل الرشاد
    .



    قال - رحمه الله - ((شيخُنا أبو حامد: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع)) (السير للذهبي: 19/327).



    )2/ - محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي ( ت508هـ

    قال رحمه الله ((إنَّ
    بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ
    الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب
    "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره
    المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم
    المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا
    يفوز بإطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع
    أحكامها )). (سير أعلام النبلاء: 19ـ )332

    وقال الذهبي: ((ولأبي الحسن ابن سكرة رد على الغزالي في مجلد سماه: إحياء ميت الأحياء في الرد على كتاب الإحياء)). (سير أعلام النبلاء: 19ـ327).





    قال - رحمه الله- في رسالة له إلى ابن المظفر ، يتكلم فيها عن الغزالي: ((...... ثم
    تصوَّف فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس
    الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاَّج، وجعل يطعن على الفقهاء
    والمتكلمين، ولقد كاد ينسلخ من الدين، فلما عَمِل (الإحياء) عمد يتكلم في
    علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غير دري بها ولا خبير بمعرفتها!! فسقط
    على أم رأسه، فلا في علماء المسلمين قر، ولا في أحوال الزاهدين استقر ، ثم
    شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتاباً على
    وجه البسيطة - في مبلغ علمي - أكثر كذباً على رسول الله صلى الله عليه
    وسلم منه ، سبكه بمذاهب الفلاسفة، ومعاني رسائل أخوان الصفا، وما مثل من
    قام لينصر دين الإسلام بمذاهب الفلاسفة، وآرائهم المنطقية، إلا كمن يغسل
    الماء بالبول، ثم يسوق الكلام سوقاً، يرعد فيه ويبرق، يُمَنّي ويشوق حتى
    إذا تشوفت له النفوس، قال: "هذا من علم المعاملة، وما وراءه من علم
    المكاشفة، ولا يجوز تسطيره في كتاب"، أو يقول: "هذا من سر القدر الذي
    نهينا عن إفشائه" ، وهذا فعل الباطنية، وأهل الدغل والدخل، وفيه تشويش
    للعقائد، وتوهين لما عليه كلمة الجماعة ، فإن كان الرجل يعتقد ما سطره في
    كتابه لم يبعد تكفيره، وإن كان لا يعتقده فما أقرب تضليله)) (المعيار المعرب 186ـ12)، وانظر: (تاريخ الإسلام للذهبي 122)
    ،



    قال - رحمه الله - ((ثم
    يستحسنون ـ أي: بعض المالكيَّة ـ مِن رجلٍ ـ أي: الغزالي رحمه الله ـ
    فتاوى مبناها على ما لا حقيقةَ له، وفيه كثيرٌ مِن الآثار عن النَّبيِّ
    صلى الله عليه وسلم لفَّق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف
    لا يمكن ثبوته كله، وأورد مِن نزعاتِ الأولياءِ، ونفثاتِ الأصفياء ما
    يجلُّ موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار؛ كإطلاقاتٍ يحكيها عن بعضهم لا
    يجوز إطلاقها لشناعتها، وإِنْ أُخذتْ معانيها على ظواهرها: كانت كالرموز
    إلى قدح الملحدين..)).ا.ه‍ـ .

    قال الذهبي رحمه الله: ولصاحب الترجمة - أي: المازري- تأليف في الرد على "الإحياء" وتبيين ما فيه مِن الواهي والتفلسف أنصف فيه، رحمه الله. اهـ (سير أعلام النبلاء:20/107).





    قال - رحمه الله - ((والشيخ
    أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف الفظيعة غلا في طريقة التصوف،
    وتجرد لنصر مذاهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألف فيه تواليفه المشهورة، أُخذ
    عليه فيها مواضع، وساءت به ظنون أمه ، والله أعلم بسره، ونفذ أمر السلطان
    عندنا بالمغرب وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها، فامتُثل ذلك)) (السير 16/327).



    : (( كان شجاعاً مجاهداً عادلاً ديِّناً ورعاً صالحاً، معظماً للعلماء مشاوراً لهم)). اهـ (سير أعلام النبلاء:20/124)

    ((قام - رحمه الله- بإحراق كتاب الإحياء وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانو عنده)). ( انظرالمعيار المعرب: 12/185).



    روى عنه راشد بن أبي راشد الوليدي "المتوفي سنة (675 هـ) في كتابه الحلال والحرام ، أنه كان يقول: ((لو
    وجدت تآليف القشيري لجمعتها وألقيتها بالبحر ، قال: وكذلك كتب الغزالي
    قال: وسمعته يقول: إني لأتمنى على الله أن أكون يوم الحشر مع أبي محمد بن
    أبي زيد ـ أي القيرواني ـ لا مع الغزالي)). (نيل الابتهاج بتطريز الديباج: 117)



    ومن غير المالكية :





    قال - رحمه الله - ((اعلم
    أن في كتاب الإحياء آفات لا يعلمها إلا العلماء، وأقلها الأحاديث الباطلة
    الموضوعة، وإنما نقلها كما اقتراها ـ جمعها ـ لا أنه افتراها ، ولا ينبغي
    التعبد بحديث موضوع والاغترار بلفظ مصنوع، وكيف أرتضي لك أن تصلي صلوات
    الأيام والليالي، وليس فيها كلمة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    وكيف أوثر أن يطرق سمعك من كلام المتصوفة الذي جمعه وندب إلى العمل به ما
    لا حاصل له من الكلام في الفناء، والبقاء، والأمر بشدة الجوع، والخروج إلى
    السياحة في غير حاجة، والدخول في الفلاة بغير زاد، إلى غير ذلك مما قد
    كشفت عن عواره في كتابي تلبيس إبليس)) (مختصر منهاج القاصدين: 16-17).

    وقال أيضاً: ((وجاء
    أبو حامد الغزالي فصنف لهم - أي للصوفية - كتاب الإحياء على طريقة القوم،
    وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة،
    وخرج عن قانون الفقه، وجاء بأشياء من جنس كلام الباطنية)) (تلبيس إبليس: 217 بتصرف يسير).

    وقال:
    ((سبحان الله من أخرج أبا حامد من دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الإحياء فليته
    لم يقل فيه مثل هذا الذي لا يحل، والعجب منه أنه يحكيه ويستحسنه ويسمي
    أصحابه أرباب أحوال ))

    وقال أيضا: (( ..فما أرخص ما باع أبو حامد الغزالي الفقه بالتصوف..))





    قال رحمه الله ((أما
    الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من
    آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء، ومنحرفي الصوفية، نسأل الله علماً
    نافعاً، تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى
    الله عليه وسلم قولاً وفعلاً. فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان
    النظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النووي، وأذكاره تفلح وتنجح.
    وإياك وآراء عباد الفلاسفة، ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش
    رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة، فواغوثاه
    بالله، اللهم اهدنا صراطك المستقيم)) (سير أعلام النبلاء: 339/19-340).

    وقال أيضاً: ((وقد
    ألّف الرجل في ذمِّ الفلاسفةِ كتابَ "التهافت"، وكَشَفَ عوارَهم، ووافقهم
    في مواضعَ ظنًّا منه أن ذلك حقٌّ أو موافقٌ للملَّةِ، ولم يكن له علمٌ
    بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، وحُبِّبَ
    إليه إدمانُ النظرِ في كتابِ "رسائل إخوان الصفا" ، وهو داءٌ عضالٌ،
    وجَربٌ مردٍ، وسمٌّ قتَّال، ولولا أنَّ أبا حامد مِن كبار الأذكياء، وخيار
    المخلصين لتلِف، فالحذار الحذار مِن هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه
    الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة...)) (سير أعلام النبلاء: 19/328).





    قال - رحمه الله - ((وصنف
    في هذه المدة كتابه إحياء علوم الدين وهو كتاب عجيب يشتمل على علوم كثيرة
    من الشرعيات ، وممزوج بأشياء لطيفة من التصوف وأعمال القلوب ، لكن فيه
    أحاديث كثيرة غرائب ومنكرات وموضوعات ، كما يوجد في غيره من كتب الفروع
    التي يستدل بها على الحلال والحرام ، فالكتاب الموضوع للرقائق والترغيب
    والترهيب أسهل أمراً من غيره ، وقد شنع عليه أبو الفرج ابن الجوزي ثم ابن
    الصلاح في ذلك تشنيعاً كثيراً ، وأراد المازري أن يحرق كتابه إحياء علوم
    الدين ، وكذلك غيره من المغاربة ، وقالوا: هذا كتاب إحياء علوم دينه ،
    وأما ديننا فإحياء علومه كتاب الله وسنة رسوله ، كما قد حكيت ذلك في
    ترجمته في الطبقات ، وقد زيف ابن سكرة مواضع إحياء علوم الدين ، وبين
    زيفها في مصنف مفيد)). البداية والنهاية (12/174)


    1/- الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي: 3/- الإمام أبو بكر الطرطوشي ( ت520 هـ) 4/- الإمام المازري (ت536 هـ): 5/- القاضي عياض اليحصبي (ت 544هـ): 6/- ملك المرابطين علي بن يوسف بن تاشفين – رحمه الله- 7/- العلامة عبد الله بن موسى الفشتالي – رحمه الله- : 8/ الحافظ الواعظ ابن الجوزي (ت597هـ): 9/- الإمام المؤرخ الذهبي المتوفى سنة (748 هـ): 10/- الحافظ المفسر ابن كثير (ت774 هـ):
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هذه أقوال كافية شافية لمن أراد الحق وكان منصفا والله يهدي الى سواء السبيل
    منقول من
    ملتقى أنصار الهدى
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: أقوال العلماء في "إحياء علوم الدين" و مؤلفه

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 11.03.09 20:50

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
    هذا تحذيرالعلماء من كتاب الإحياء للغزالي لما فيه من الطوام والضلال انقلها لكم راجي من الله من نقلها المغفرة والثواب .
    أبو حامد الغزالي هو : محمد بن أحمد الطوسي الغزالي المتوفي سنة 505هـ.
    صاحب التصانيف الكثيرة في الفقه ، و الأصول ، و الفلسفة ، و علم الكلام ،
    و التصوف ، و قد مر رحمه الله بمراحل كثيرة و أطوار متعددة ، و عكف في
    نهاية حياته على دراسة الحديث ، فنسأل الله أن يرزقنا الهداية و حسن الخاتمة .
    كتاب إحياء علوم الدين ، فقد مدحه قوم حتى غلو في مدحه و قالوا: من لم
    يقرأ الإحياء فليس من الأحياء ، و ذمه قوم حتى أفتوا بحرقه و منعه .
    و الحق الذي يظهر لي و الله أعلم أن فيه طامات و بلايا توجب منع قراءته ،
    إلا من الخبير المطلع على عقائد الصوفية و الحلولية و الفلاسفة ، المتحصن
    بعقيدة السلف الصالح .

    ---------
    أقوال العلماء في التحذير من الكتاب كما يلي :
    1 ) قال الإمام ابن الجوزي أعلم أن في كتاب
    "الإحياء" آفات لا يعلمها إلا العلماء ، و أقلها الأحاديث الباطلة
    الموضوعة ، و الموقوفة و قد جعلها مرفوعة و إنما نقلها كما اقتراها لا أنه
    افتراها ، و لا ينبغي التعبد بحديث موضوع و الاغترار بلفظ مصنوع . اهـ .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    و قال أيضا ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس : و جاء أبو حامد الغزالي
    فصنف لهم كتاب "الإحياء" على طريقة القوم ، و ملأه بالأحاديث الباطلة، و
    هو لا يعلم بطلانها ، و تكلم في علم المكاشفة ، و خرج عن قانون الفقه ، و
    قال: إن المراد بالكوكب، و الشمس، و القمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات
    الله عليه أنوار هي حُجُب الله عز وجل ، و لم يُرد هذه المعروفات ، و هذا
    من جنس كلام الباطنية) انتهى.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    2 ) قال الإمام الطرطوشي المالكي : فلما عمل كتابه سماه "إحياء علوم
    الدين" عمد يتكلم في علوم الأحوال و مراقي الصوفية ، و كان غير دري بها و
    لا خبير بمعرفتها ، فسقط على أم رأسه فلا في علماء المسلمين قر ، و لا في
    أحوال الزاهدين استقر ، شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه
    وسلم ، فلا أعلم كتاباً على بسيط الأرض في مبلغ علمي أكثر كذبا على رسول
    الله صلى الله عليه و سلم منه، سبكه بمذاهب الفلاسفة و معاني "رسائل إخوان
    الصفاء" و هم قوم يرون النبوة اكتساباً ، و ليس النبي في زعمهم أكثر من
    شخص فاضل تخلق بمحاسن الأخلاق . اهـ .
    المصدر : نقلا عن سير أعلام النبلاء للذهبي 19/334.
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
    3 ) قال الإمام المازري المالكي بعد كلام في نقد الإحياء: و رأيت له في
    الجزء الأول يقول : إن في علومه ما لا يسوغ أن يودع في كتاب ، فليت شعري
    أحق هو أو باطل؟!.
    فإن كان باطلاً فصَدَق ، و إن كان حقاً و هو مراده بلا شك فلم لا يودع في
    الكتب ؟ ألغموضته و دقته؟ فإن كان هو فهمه ، فما المانع أن يفهمه غيره ؟! .
    نقله الذهبي في السير 19/340 .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    4 ) قال القاضي عياض : و الشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة و التصانيف
    الفظيعة ، غلا في طريق التصوف ، و تجرد لنصر مذهبهم ، و صار داعية في ذلك
    ، و ألف فيه تواليفه المشهورة ، أخذ عليه فيها مواضع ، و ساءت به ظنون أمة
    ، و الله أعلم بسره ، و نفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب ، و فتوى الفقهاء
    بإحراقها و البعد عنها ، فامتثل ذلك .
    نقله الذهبي 19/327.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    5 ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : و الإحياء فيه فوائد كثيرة ، لكن فيه
    مواد مذمومة ، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد و
    النبوة و المعاد ، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً
    للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين .
    و قد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه و قالوا : مرضه "الشفاء" يعني "شفاء" ابن سينا في الفلسفة.
    و فيه أحاديث و آثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة ، و فيه أشياء من أغاليظ
    الصوفية و ترهاتهم ، و فيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين
    المستقيمين في أعمال القلوب الموافقة للكتاب و السنة ، و من غير ذلك من
    العبادات و الأدب ما هو موافق للكتاب و السنة ، ما هو أكثر مما يردّ منه ،
    فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس و تنازعوا فيه .اهـ .
    المصدر :مجموع الفتاوى 10/55.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    6 ) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/339:
    أما "الإحياء" ففيه من الأحاديث الباطلة جملة ، و فيه خير كثير لولا ما
    فيه من آداب ، و رسوم ، و زهد من طرائق الحكماء و منحرفي الصوفية نسأل
    الله علما نافعاً . تدري ما العلم النافع ؟ هو ما نزل به القرآن ، و فسره
    الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً و فعلاً ، و لم يأت نهي عنه. قال عليه
    السلام : "من رغب عن سنتي فليس مني" فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، و
    بإدمان النظر في الصحيحين، و سنن النسائي، ورياض النووي و أذكاره تفلح و
    تنجح . و إياك و آراء عباد الفلاسفة و وظائف أهل الرياضات ، وجوع الرهبان
    ، و خطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات ، فكل الخير في متابعة الحنفية السمحة ،
    فوا غوثاه بالله ، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم . اهـ .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    وقد أكثر رحمه الله ( الغزالي ) من النقل عن أبي يزيد البسطامي و الحلاج و
    الشبلي ، و هم من أهل القول بالاتحاد و الحلول ، بل ذهب بعض الباحثين إلى
    أن الغزالي قال بهذا المذهب في كتابه إحياء علوم الدين، و في بعض كتبه
    الأخرى.
    و لهذا قال شيخ الإسلام عن كتاب مشكاة الأنوار للغزالي: و هذا الكتاب كالعنصر لمذهب الاتحادية القائلين بوحدة الوجود . اهـ .
    المصدر : بغية المرتاد ص 189
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    و قال : و بسبب كلام الغزالي في مشكاة الأنوار تشجع الاتحاديون الملحدون
    الذين قالوا بوحدة الوجود على ذلك ، كقولهم: إن الخلق مجال و مظاهر ، لأن
    وجود الحق ظهر فيها و تجلى . اهـ .
    المصدر : درء تعارض العقل والنقل 10/283.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    و هو يحكي ( الغزالي ) في كتابه ( الإحياء ) كثيراً من الأمور التي لا يقبلها العقل ، و لا تستقيم على ميزان الشرع دون أن ينكرها.

    و من ذلك قوله في كتابه الإحياء 4/200 : و قيل له ـ أي بضع العارفين ـ
    بلغنا أنك ترى الخضر عليه السلام ؟ فتبسم و قال: ليس العجب ممن يرى الخضر
    ، و لكن العجب ممن يريد الخضر أن يراه فيحتجب عنه . اهـ .!!.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    و نقل عن أبي يزيد البسطامي قوله : أدخلني ـ الله ـ في الفلك الأسفل
    فدورني في الملكوت السفلي و أراني الأرضين و ما تحتها إلى الثرى ، ثم
    أدخلني في الفلك العلوي ، فطوف بي في السموات ، و أراني ما فيها من الجنات
    إلى العرش. أوقفني بين يديه فقال: سلني أي شيء رأيته حتى أهبه لك ؟ فقلت:
    يا سيدي ما رأيت شيئاً أستحسنه فأسألك إياه . فقال: أنت عبدي حقا تعبدني
    لأجلي صدقاً..." الإحياء 4/356.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    و نقل عن أبي تراب قوله: لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة . الاحياء 4/356.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    إلى غير ذلك من الأمور المنكرة التي يسميها الغزالي "مكاشفات" و يطالب بعض الناس بعدم إنكارها و الاعتراض عليها .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي (2) " (ت 508ه‍): إنَّ
    بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ
    الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب
    "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره
    المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم
    المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا
    يفوز باطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع
    أحكامها أ.ه‍ـ ‍
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    وقال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي" (ت 520ه‍): فأمّا ما
    ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل
    العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على
    ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم
    تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب،
    ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن
    على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ مِن الدين! فلمَّا عمل "
    الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ
    بها، ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه
    بالموضوعات.أ.ه‍ـ
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    وقال عنه "محمد بن علي المازري" (3) (ت 536ه‍): ... ثم يستحسنون -أي: بعض
    المالكيَّة - مِن رجلٍ -(أي: الغزالي)- فتاوى مبناها على ما لا حقيقةَ له،
    وفيه كثيرٌ مِن الآثار عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لفَّق فيه الثابت
    بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد مِن نزعاتِ
    الأولياءِ، ونفثاتِ الأصفياء ما يجلُّ موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار؛
    كإطلاقاتٍ يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإِنْ أُخذتْ
    معانيها على ظواهرها: كانت كالرموز إلى قدح الملحدين...أ.ه‍ـ ‍.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    وقال "أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي" (ت 597ه‍): صنَّف "أبو
    حامد" الإحياء، وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ، ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم
    على الكشف، وخرج عن قانون الفقه، وقال: "إن المراد بالكوكب والقمر والشمس
    اللواتي رآهن إبراهيم عليه السلام أنوارٌ، هي: حجب الله عز وجل، ولم يرِد
    هذه المعروفات" ؛ وهذا مِن جنس كلام الباطنية. أ.ه‍ـ ‍.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    وقال الشيخ "عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب"
    (ت1292ه‍): وأسمعْتُهم ما في "الإحياء" مِن التحريفات الجائرة، والتأويلات
    الضالة الخاسرة، والشقائق التي اشتملت على الداء الدفين، والفلسفة في أصل
    الدين... وقد حذَّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها -(أي: في
    مباحث"الإحياء")- ومطالعة خافيها وباديها، بل أفتى بتحريقِها علماءُ
    المغرب ممن عُرف بالسنَّةِ، وسمَّاها كثير منهم "إماتة علوم الدين"، وقام
    "ابن عقيل" أعظمَ قيامٍ في الذمِّ، والتشنيع،ِ وزيَّف ما فيه من التمويهِ
    والترقيعِ، وجزمَ بأنَّ كثيراً مِن مباحثه زندقةٌ خالصةٌ، لا يُقبل
    لصاحبها صرفٌ، ولا عدلٌ أ.ه‍ـ ‍.
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    انظر لما سبق: "سير أعلام النبلاء" (19/323)، "مجموع الفتاوى"
    (10/551-552)، "الكشف عن حقيقة الصوفية " (ص850)، "إحياء علوم الدين في
    ميزان العلماء والمؤرخين " لأخينا علي الحلبي.

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    بعض ما فيه من ضلال وزندقة:
    قال الغزَّالي: قال أبو تراب النخشبي يوماً لبعض
    مريديه: لو رأيتَ أبا يزيدٍ -(أي: البسطامي)- فقال: إني عنه مشغولٌ،
    فلمَّا أكثر عليه "أبو تراب" مِن قوله "لو رأيتَ أبا يزيد" هاج وجد
    المريد، فقال: ويحك، ما أصنع بأبي يزيد؟ قد رأيتُ الله فأغناني عن أبي
    يزيد!! قال أبو تراب: فهاج طبعي ولم أملك نفسي، فقلتُ: ويلك تغترُّ بالله،
    لو رأيتَ أبا يزيد مرةً واحدةً كان أنفعَ لك مِن أن ترى الله سبعين
    مرَّةً! قال: فبُهتَ الفتى من قوله وأنكره، فقال: وكيف ذلك؟ قال له: ويلك
    أما ترى الله عندك فيظهر لك على مقدارك، وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له
    على مقداره أ.هـ‍ ‍ "الإحياء" (4/305).
    قال الغزالي: قال "سهل التستري": إن لله عباداً في هذه البلدةِ لو
    دَعَوْا على الظالمين لم يُصبحْ على وجهِ الأرضِ ظالم إلا مات في ليلةٍ
    واحدةٍ... حتى قال: ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمْها! أ.هـ‍ ‍"الإحياء" (4/305).
    قلت: وعلَّق على هذا الغزالي فقال: وهذه أمورٌ ممكنةٌ في نفسِها، فمَن لم
    يحظَ بشيءٍ منها؛ فلا ينبغي أنْ يخلو عن التصديق، والإيمان بإمكانها،
    فإنَّ القدرةَ واسعةٌ، والفضلَ عميمٌ، وعجائبَ الملك والملكوت كثيرةٌ،
    ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها، وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية لها! أ.ه‍ـ ‍
    قال الغزالي: قال سهل بن عبد الله التستري وسئل عن سرِّ النفسِ؟
    فقال: النفسُ سرُّ الله، ما ظهر ذلك السرُّ على أحدٍ مِن خلقِهِ إلا على
    فرعون! فقال: أنا ربُّكم الأعلى! أ.ه‍ـ ‍ "الإحياء" (4/61).
    قال الغزالي: قال الجنيد: أُحبُّ للمريدِ المبتدئ" أنْ لا يَشغلَ
    قلبَه بثلاثٍ، وإلا تغيَّر حاله! التكسُّب وطلب الحديث والتزوج. وقال
    -(أي: الجنيد)-: أُحبُّ للصوفي أن لا يكتبَ ولا يقرأَ، لأنه أجمع لهمِّه.
    أ.ه‍ـ ‍ "الإحياء" (4/206).
    قال الغزالي:… وعن بعضهم أنه قال: أقلقني الشوقُ إلى "الخضر" عليه
    السلام، فسألتُ الله تعالى أن يريَني إياه ليعلِّمَني شيئاً كان أهمَّ
    الأشياءِ عليَّ، قال: فرأيتُه فما غلبَ على همي ولا همتي إلا أنْ قلتُ له:
    يا أبا العباس! علِّمْني شيئاً إذا قلتُه حُجبْتُ عن قلوبِ الخليقةِ، فلم
    يكن لي فيها قدْرٌ، ولا يعرفني أحدٌ بصلاحٍ ولا ديانةٍ؟، فقال: قل "
    اللهمَّ أَسبِل عليَّ كثيف سترك، وحطَّ عليَّ سرادقات حجبك، واجعلني في
    مكنون غيبك، واحجبني عن قلوب خلقك " قال: ثم غاب فلم أره، ولم أشتقْ إليه
    بعد ذلك، فما زلتُ أقول هذه الكلمات في كلِّ يومٍ، فحكى أنَّه صار بحيث
    يُستذلُ ويُمتهنُ، حتى كان أهلُ الذمَّةِ يسخرون به، ويستسخرونه في الطرق
    يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم، وكان الصبيانُ يلعبون به، فكانت راحته
    ركود قلبه، واستقامة حاله في ذلك وخموله..أ.هـ‍ ‍ "الإحياء" (4/306).
    قلت: وعلَّق على هذه الخرافة "حجة الإسلام"! فقال: وهكذا حال أولياء الله تعالى ففي أمثال هؤلاء ينبغي أن يطلبوا...أ.ه‍‏ـ.
    وقال الغزالي: وكان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب،
    فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيّ
    وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ! أ.ه‍‏ـ "الإحياء" (3/24).
    وقال - متَّهماً الله تعالى بالظلم -: قرَّبَ الملائكةَ مِن غيرِ
    وسيلةٍ سابقةٍ، وأبعدَ إبليسَ مِن غيرِ جريمةٍ سالفةٍ ! أ.هـ‍‏ "الإحياء"
    (4/168).

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
    منقول بتصرف

      الوقت/التاريخ الآن هو 10.05.24 2:29