خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    "دعوة الإسلام إلى الأخوة بين المؤمنين" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي - أيده الله تعالى .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية "دعوة الإسلام إلى الأخوة بين المؤمنين" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي - أيده الله تعالى .

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 11:55

    دعوة الإسلام إلى الأخوة بين المؤمنين***))) للعلامة ربيع بن هادي المدخلي أيده الله...
    دعوة الإسلام إلى الأخوة بين المؤمنين


    قال تعالى : (إنما المؤمنون إخوة) وقال عليه الصلاة والسلام : (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) . وقال عليه الصلاة والسلام : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه). إلى آخر الأحاديث التي جاءت تدفع المسلمين إلى التآخي ، وإلى التحاب وإلى التناصر على الحق وضد العدوان وضد الظلم والطغيان ، كما في الحديث : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، قال : هذا أنصره مظلوماً فكيف أنصره ظالما ؟ قال : تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه).


    فالناس يتصورون الظلم في السطو على الأموال فقط، أو الأعراض ، ولكن الظلم قد يكون للعقيدة ... قد يكون للقرآن ... قد يكون للسنة ... قد يكون للمسلمين ... إنسان يدعو إلى الحق ويدعو إلى الإصلاح ويدعو إلى الخير فيظلم فيجب نصره بالحق ، وسيأتي كلام العلماء في طريقة التناصر ،
    وعلى أي أساس تكون هذه المناصرة .



    ولكن للأسف هذه التوجيهات العظيمة البناءة تغلب عليها التعصب الهدام، والتقليد الأعمى ، والأهواء البغيضة ، ولم يستفد من تلكم التوجيهات إلا القليل من الناس، المتمثل ذلك القليل في الطائفة الناجية التي امتدحها النبي عليه الصلاة والسلام ، وذكر أنها ستبقى إن شاء الله إلى قيام الساعة ، أبقاها الله وأيدها ونصرها ، ووفق جميع المسلمين إلى العودة إليها والالتفاف حولها .

    لقد ظهرت العصبيات والمذهبيات في العقائد وفي العبادات وفي السياسة وفي غيرها ، فكيف كانت مواقف أئمة الإسلام من هذه العصبيات الجاهلية الظالمة التي مزقت المسلمين ، وضيعت الإسلام في الوقت نفسه ؟
    والجواب : أن الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله بن عمر تبرؤا من أهل العصبيات والأهواء كما روى ذلك الإمام مسلم حينما جاء خبر الذين اخترعوا فكرة نفي القدر فقال : "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى برى منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر"


    وحث النبي عليه الصلاة والسلام على قتل الخوارج ، وسماهم (شر الناس) ووصفهم بأنهم (أبغض الناس إلى الله) ، وبأنهم (شر من تحت أديم السماء) ، وقال : (اقتلوهم حيثما وجدتموهم) ، مع تشددهم في العبادة التي لا يلحقون فيها .. حتى إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يلحقون هؤلاء في صلاة ولا في صيام ولا في قراءة القرآن كما قال عليه الصلاة واسلم : (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية).
    وقال أيضاً : (فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) ( ). لأنهم كانوا مع عبادتهم يتمتعون بهوى جامع وتعصب مقيت ، أدى بهم إلى الطعن في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلى رفض كثير من النصوص التى تعالج أمراضهم بعصبيتهم ولكنهم ما كانوا يرجعون ، يحملهم شدة التعصب لما هم عليه على أن لا يعودوا إلى الحق ، ولا يحترموا أهل الحق ، بل يستبيحون دماءهم وأموالهم قبل أن يستبيحوا دماء الكفار والمجوس وغيرهم .
    وقد تكلم فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة رواها علي وأبو سعيد وجماعة من الصحابة تبلغ أربعة عشر حديثا ، بل الأحاديث فيهم متواترة ، في ذمهم ورميهم بأنهم أصحاب أهواء ، وإن تعبدوا وأمعنوا في العبادة وفاقوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فإن هذه لا وزن لها إذا لم تقم على أساس سليم ومنهج سديد .


    أما أهل الكلام المتعصبون لفلسفة اليونان الذين أولوا وحرفوا نصوص القرآن من أجل تلك العقائد الفاسدة وتعصبوا لها رغم تحذير أئمة الإسلام الأعلام وبيانهم لمفاسد هذه الأفكار وهذه العقائد التي جروها إلى الأمة الإسلامية أدخلوا الأمة الإسلامية في دوامة من الجدال والصراع المؤدي أحيانا الى القتال والى سفك الدماء ، فلقد ذمهم الأئمة أشد الذم كالإمام مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وسفيان بن عيينة والأوزاعي والثوري وابن المبارك والبخاري ومسلم وألفوا في ذلك مؤلفات كثيرة تبين فساد علم الكلام وأضراره الخطيرة وماذا يستحق أهله من الجزاء حتى لقد قال فيهم الإمام الشافعي : "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال : هذا جزاء من ترك كتاب الله وسنة رسول الله وأقبل على علم الكلام " أهـ .

    وكلام أحمد وغيره من أئمة الإسلام كثير كثير ولهم دواوين ولله الحمد انتشرت في هذا العصر وأخرجتها المطابع وتزخر بها المكتبات فارجعوا إليها لتروا مواقف الأئمة الحازمة في رد هذا الشر وقمعه وبيان ضلال أهله وتحذير الأمة من شرهم ومن ضلالهم ، ومع الأسف الشديد مع كل هذا تكاد الأمة تجمع على بطلان هذا المنهج وفساد علم الكلام ، وعلى مر الأيام وتتابع الأزمان أصبح أصل الإسلام هذه الفلسفة اليونانية الضالة الجاهلة أصبحت أصل الإسلام وأصبحت هي التوحيد مع الأسف الشديد .



    وما الذي حمل هؤلاء أن يبلغوا بهذا العلم الجاهلي إلى أن يسمى أصل الدين ؟ إنما هو التعصب الأعمى والهوى الجامح الذي تحكم بعقول هؤلاء الذين ابتعدوا عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهم القضايا الإسلامية التي دار عليها نصوص كثيرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينتها ووضحتها غاية البيان ، مع كل ذلك يجترؤن تعصبا وبغيا على أهل السنة والجماعة وعلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمنعون في تدريسه وتقريره في جامعات ومساجد ومدارس ويسمى مراغمة للحق وأهله : التوحيد ... وأصل الإيمان ... وأصل الإسلام ... مع الأسف الشديد .

    نسأل الله تبارك وتعالى أن يبصر هؤلاء ويقودهم بنواصيهم إلى الحق والخير وإلى العودة الجادة إلى كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
    ويأتي بعد بدعة الخوارج والروافض والكلام أخطر من هذه الأدواء ذلك الداء الذي استشرى في الأمة الإسلامية وسيطر على عقولها ردحاً من الزمن شعوباً وحكاماً ، ذلك الداء العضال المسمى بـ "التصوف" الذي اكتسح عقول الفقهاء وكثير من المحدثين وجر الأمة الإسلامية إلى متاهات ـ والعياذ بالله .

    جرها إلى الضلال في العقائد في ذات الله ، في أسمائه ، في صفاته في عبادته وانتشرت القبور وعبادتها وشد الرحال إليها والطواف بها وإلى آخره من البلايا والدواهي التى نزلت بالمسلمين وعقولهم وعقائدهم

    وللأئمة فحول العلماء كابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر والسخاوي والبقاعي وغيرهم ، مؤلفات وكلام يدمغ هذه الطائفة بل غلاتها ، يدمغهم بالضلال والانحراف .

    وما الذي حملهم على هذا ؟ إنما هو ذلكم الداء العضال الذي فتك بالأئمة الإسلامية من فجر تاريخها ألا وهو داء الهوى وداء التعصب ، ويسرى هذا الداء إلى ميدان العبادة وإلى الفقه الإسلامي فتجد الأمة قد تفرقت فرقا وتمزقت تمزقا وتعصب كل فريق لمذهب معين ولاتجاه معين مع الأسف الشديد ، مع أن نصوص الكتاب والسنة تدعو إلى وحدة الأمة وإلى التفافها حول كتاب ربها وسنة نبيها ، فكم آية حثت على اتباع الصراط المستقيم وعلى الاعتصام بحبل الله وعلى طاعة الرسول وحذرت من مخالفة أوامر الرسول (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). آيات كثيرة تأتي تحث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على اتباع ما أوحي اليه ، وتحث الأمة على اتباع هذا الكتاب وأن لا يتخذوا من دون الله أولياء ، ولقد لاحظ ابن عباس شيئاً من التعصب لأعظم الخلفاء أبى بكر وعمر فقال لهم : "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول : قال رسول الله وتقولون : قال أبو بكر وعمر"

    قال الإمام أحمد مفسرا قوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) قال : أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة : الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك والعياذ بالله.

    وقال رحمه الله أيضا : إنى لأعجب لقوم يعرفون الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان ، وكلام الأئمة فيه كثير .


    نقلاً عن
    "دعوة الإسلام إلى الأخوة بين المؤمنين" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي - أيده الله تعالى . Albaidha1

    لطفــــــــاً .. من هنــــــــــــــا

      الوقت/التاريخ الآن هو 17.05.24 9:59