خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    هؤلاء ليسوا من العلماء

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية هؤلاء ليسوا من العلماء

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 8:18

    ذكر أصناف من حملة العلم لا يعنيهم بحثنا


    ولا يدخلون فيه .




    قال الله تعالى:
    "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار"
    سورة "الجمعة" الآية(5)

    وقال تعالى :
    " واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آتينا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين
    ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الأرض فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"
    سورة"الأعراف"الآية(176)

    وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- يستعيذ بالله تعالى من علم لا ينفع
    فكان يدعوا ويقول كما في "صحيح مسلم" عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه :
    "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع..."
    "صحيح الإمام مسلم" كتاب الذكر"باب في الدعاء والتوبة والاستغفار"برقم(2722)

    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى-
    في سياق الكلام على وصية علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه-لكميل بن زياد النخعي رحمه الله تعالى :
    " ثم ذكر أصناف حملة العلم الذين لا يصلحون لحمله، وهم أربعة :
    أحدهم :
    من ليس هو بمأمون عليه وهو الذي أوتى ذكاءً وحفظاً، ولكن مع ذلك لم يؤت ذكاء،
    فهو يتخذ العلم الذي هو آلة الدين آلة الدنيا، يستجلبها به، ويتوسل بالعلم إليها
    ويجعل البضاعة التي هي متجر الآخرة متجر الدنيا
    وهذا غير أمين على ما حمله من العلم
    ولا يجعله الله إماماً فيه قط
    فإن الأمين هو الذي لا غرض له ولا إرادة لنفسه إلا اتباع الحق وموافقته
    فلا يدعو إلى إقامة رياسته ولا دنياه
    وهذا الذي قد اتخذ بضاعة الآخرة ومتجرها متجراً للدنيا قد خان الله، وخان عباده وخان دينه
    فلهذا قال غير مأمون عليه

    وقوله :"يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده"
    هذه صفة هذا الخائن إذا أنعم الله عليه استظهر بتلك النعمة على الناس
    وإذا تعلم علماً استظهر به على كتاب الله
    ومعنى استظهاره بالعلم على كتاب الله تحكيمه عليه وتقديمه وإقامته دونه
    وهذه حال كثير ممن يحصل له علم، فإنه يستغني به ويستظهر به ويحكمه ويجعل كتاب الله، تبعاً له...
    وليست هذه حال العلماء، فإن العالم حقاً يستظهر بكتاب الله على كل ما سواه
    فيقدمه ويحكمه ويجعله عياراً على غيره، مهيمناً عليه، كما جعله الله تعالى كذلك000

    والصنف الثاني:
    من حملة العلم، المنقاد الذي لم يثلج له صدره، ولم يطمئن به قلبه
    بل هو ضعيف البصيرة فيه، لكنه منقاد لأهله
    وهذه حال اتباع الحق من مقلديهم
    وهؤلاء وإن كانوا على سبيل نجاة فليسوا من دعاة الدين
    وإنما هم من مكثري وسواد الجيش لا من أمرائه وفرسانه...

    وقوله "ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة" هذا لضعف علمه، وقلة بصيرته
    إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب
    بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكاً...

    وقال لي شيخ الإسلام -رضى الله تعالى عنه-وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد:
    " لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها فلا ينضح إلا بها
    ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة : تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها
    فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته
    وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات"
    أو كما قال
    فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .

    وقوله
    "بأول عارض من شبهة"
    هذا دليل ضعف عقله ومعرفته إذ تؤثر فيه البداآت ويستفز بأوائل الأمور بخلاف الثابت التام العاقل
    فإنه لا تستفزه البداآت ولا تزعجه وتقلقله
    فإن الباطل له دهشة وروعة في أوله
    فإذا ثبت له القلب ردّ على عقبيه والله يحب من عنده العلم والأنّاة ...

    الصنف الثالث :
    رجل نهمته في نيل لذته، فهو منقاد لداعي الشهوة أين كان
    ولا ينال درجة وراثة النبوة مع ذلك، ولا ينال العلم إلا بهجر اللذات، وتطليق الراحة .

    الصنف الرابع :
    من حرصه وهمته في جمع الأموال وتثميرها وادخارها، فقد صارت لذته في ذلك وفتى بها عمّا سواه
    فلا يرى شيئاً أطيب له مما هو فيه
    فمن أين هذا ودرجة العلم .

    فهؤلاء الأصناف الأربعة ليسوا من دعاة الدين ولا من أئمة العلم ولا من طلبته الصادقين في طلبه
    ومن تعلق منهم بشيء منه
    فهو من المتسلقين عليه المتشبهين بحملته وأهله
    المدعين لوصاله المبتوتين من حباله

    وفتنة هؤلاء فتنة لكل مفتون
    فإن الناس يتشبهون بهم لما يظنون عندهم من العلم
    ويقولون لسنا خيراً منهم ولا نرغب بأنفسنا عنهم
    فهم حجة لكل مفتون، ولهذا قال فيهم بعض الصحابة الكرام :
    "احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون"

    وقوله
    "أقرب شبهاً بهم الأنّعام السائمة"
    وهذا التشبيه مأخوذ من قوله تعالى: "إن هم إلا كالأنّعام بل هم أضلّ سبيلاً"
    سورة"الفرقان"الآية(44)
    فما اقصر سبحانه على تشبيههم بالأنّعام حتى جعلهم أضلّ سبيلاً منهم والسائمة الراعية،
    وشبّه أمير المؤمنين هؤلاء بها لأنّ همتهم في سعي الدنيا وحطامها" أهـ
    "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/ 440-448) بتصرف

    فيهم قال الإمام الآجري-رحمه الله تعالى :
    " يكون أكثر همه معاشه، لاينتفع بما أعطي، مستبطئاً لما لم يجر به المقدور .
    أن يكون شغل الدنيا دائم في قلبه، وذكر الآخرة خطرات بالتسويف والمنى .
    يذكر الرجاء عند الذنوب ويذكر العجز عند الطاعة، ويظن أنه محسن بالله الظن، وأنه واثق به في العفوز
    يفرح بما آتاه الله من الدنيا حتى ينسبفرحه شكر ربه، ويغتم بالمصائب حتى تشغله عن الرضى عن ربه
    رضيت نفسه في حب الشرف والمنزلة"
    "من أخلاق العلماء"للإمام الآجري ص(98) مختصراً



    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..." .
    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 47
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء ليسوا من العلماء

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 28.05.08 20:16

    Twisted Evil

      الوقت/التاريخ الآن هو 08.05.24 19:05