خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    دروس من مواقف مشرفة بين العلماء والأمراء

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية دروس من مواقف مشرفة بين العلماء والأمراء

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.08.08 6:52

    [b]دروس من مواقف مشرفة بين العلماء والأمراء

    -----------------------------------------

    دروس يحتاج إليها العلماء في كل عصر علما وعملا وتعليما وتوعيظا بها,ويستحسن بالأمراء إن يعرفوها ويحرصوا على نشرها ... ويجب على أهل الأهواء إن يدققوا النظر فيها مرات ومرات، ليأخذوا العبرة ويتلمسوا طريق النجاة.

    فعلى ضوء عبرها يستبرء للجميع الدين والعرض وتهنئ الحياة في ظل سيادة الحق بإعطاء كل ذي حق حقه ونرجوا إن ينال الجميع الكرامة يوم القيامة.

    هذه الدروس من تركت علماء إعلام ورثتها الأمة من تراثهم المبارك الذي سطروه وأحيوه وجعلوا جبينه ناصعا بمواقفهم الصريحة الجريئة المليحة إمام الخلفاء والأمراء ينصرون بها كلمة الحق ودين الحق ويبذلون لهم واجب النصح في أدب من القول وعفة عن متاع الدنيا الفانية .

    وهذا كله ما كان ليطمع هؤلاء الربانيين بمثل هذه المواقف لولا إن خلفاء الإسلام وأمراءه كانوا يعظمون علماء الدين ويجلونهم ويعرفون حقهم وقدرهم.

    لهذا كان هناك عامل مشترك بينهم إلا وهو الحرص على رفعت الإسلام وسيادته وقيادته في دنيا الناس،مع معرفة فضل ومكانة كل واحد منهم للأخر.

    ومن هذه المواقف الطيبة المباركة ما جاء في كتاب :

    " المنهج المسلوك في سياسة الملوك"
    للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله من علماء القرن السادس
    – رحمه الله تعالى -


    قال :
    عمر بن عبد العزيز و محمد بن كعب

    ============

    (حكى مالك بن انس –رضي الله عنه-إن عمر بن عبد العزيز –رضي الله عنه- لما ولى الخلافة دخل عليه محمد بن كعب وعنده هشام بن معاذ وقد وعظه فأبكاه

    فقال له محمد : ما أبكاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أبكاني هشام حين ذكرني وقوف بين يدي ربي .
    فقال له محمد: يا أميرالمؤمنين إنما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج الناس بما نفعهم، ومنها خرجوا بما ضرهم، فلا تكن من قوم قد غرهم منها مثل الذي أصبحنا فيه، حتى أتاهم الموت فاستوعبهم منها فخرجوا منها ملومين، لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة، ولما كرهوا جنة، فاقتسم فيما جمعوا من لا يحمدهم، وصاروا إلى من لا يعذرهم

    فانظر يا أمير المؤمنين إلى تلك الأعمال التي تتخوف منها فكف عنها .
    وانظر إلى الذي تحب إن يكون معك إذا قدمت على ربك فاصنع منه.
    وابذل حيث يحمد البذل .
    ولا تذهب إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك، ترجوا إن تروج معك.

    فاتق الله تعالى يا أمير المؤمنين وافتح الباب وسهل الحجاب، وانصر المظلوم، واردع الظالم .

    يا أمير المؤمنين ثلاث من كن فيه فقد استكمل الأيمان :
    من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل .
    ومن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق .
    وإذا قدر لم يتناول ما ليس له

    قال : فاشتد بكاء عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - وعلا نحيبه ) .


    سليمان بن عبد الملك وأبو حازم

    ==================

    ( حكي إن سليمان بن عبد الملك لما قدم المدينة أقام بها ثلاثا، فقال : ما ها هنا رجل أدرك الصحابة يحدثنا ؟
    فقيل له إن ها هنا رجلا عابدا من التابعين اسمه أبو حازم أدرك جماعة من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ونقل عنهم الأحاديث

    فبعث إليه فلما جاءه واستقر به المجلس، قال له سليمان : يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟
    قال لأنكم أخربتم أخرتكم، وعمرتم دنياكم، فانتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب.

    قال : صدقت يا أبا حازم، فكيف القدوم على الله تعالى ؟
    فقال : إما المحسن فكغائب يقدم على أهله، وإما المسيء فكالعبد الأبق يقدم على مولاه.

    قال : فبكى سليمان، وقال : ليت شعري ما لنا عند الله يا اباحازم ؟
    فقال : اعرض نفسك على كتاب الله تعالى عند قوله تعالى ( إن الأبرار لفي نعيم.وان الفجار لفي جحيم ) .

    قال سليمان : يا أبا حازم . أين رحمة الله ؟
    قال : قريب من المحسنين.

    قال : فبكى سليمان، ثم اطرق ساعة، ثم رفع رأسه إليه وقال : يا أبا حازم من أعقل الناس ؟ قال : من تعلم الحكمة وعلمها للناس .
    قال من أحمق الناس؟ قال من دخل في هوى رجل ظالم فباع أخرته بدنيا غيره .

    قال : فما تقول فيما نحن فيه ؟ قال : اعفني من ذلك، فقال : إنما هي نصيحة بلغتها.
    فقال إن ناسا اخذوا، هذا الأمر من غير مشورة من المسلمين، ولا إجماع من رأيهم فسفكوا الدماء على طلب الدنيا، ثم ارتحلوا عنها. فليت شعري ما قالوا، وما قيل لهم ؟

    فقال رجل من جلسائه : بئس ما قلت يا شيخ .

    فقال أبو حازم : كذبت والله يا جليس السوء.
    إن الله تعالى اخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه .

    فقال سليمان : يا أبا حازم كيف لنا على العلاج ؟
    قال: تدع التكلف وتتمسك بالحقيقة.

    قال : فكيف طريق المأخذ لذلك ؟
    قال : تأخذ المال من حله، وتضعه في أهله.
    قال : ومن يقدر على ذلك ؟
    قال : من قلده الله تعالى من الأرض ما قلدك .

    قال : افترى يا أبا حازم إن تصيب منا ونصيب منك ؟
    قال أخاف إن اركن أليكم شيئا قليلا فيذقني ضعف الحياة وضعف الممات.

    قال : يا أبا حازم فدلني على ما اصنع
    قال : اتق الله تعالى إن يراك حيث نهاك . ويفقدك حيث أمرك.

    قال : ادع لي يا أبا حازم ؟
    قال : اللهم إن كان سليمان وليك فيسره لخيري الدنيا والآخرة، وان كان عدوك فخذ بناصيته إلى فعل الخير، وأصلحه في الدنيا والآخرة.

    فقال يا غلام أعط أبا حازم مائة دينار ليقضي بها دينه.
    فقال : لا حاجة لي بها، أني أخاف إن تكون عوضا عن كلامي فيكون أكل الميتة أحب إلي من أخذها.

    ثم نهض فخرج من عنده .

    فلما كان من الغد بعث إليه فاحضره، فلما دخل عليه قال : يا أبا حازم عظنا عظة ننتفع بها .
    فقال إن هذا الأمر لم يحصل أليك إلا بموت من كان قبلك، وهو خارج عن يدك مثل ما صار أليك .

    فبكى سليمان، وكاد يسقط عن جنبه.

    فلما أفاق، قال : ارفع إلي حوائجك يا أبا حازم.
    قال : هيهات أني قد رفعتها إلى من لا تحجب دونه الحوائج، فما أعطاني منها قنعت، وما منعني منها رضيت وذلك أني نظرت إلى هذا الحال وهذا الأمر فإذا هو على قسمين :
    أحدهما لي، والأخر لغيري .
    إما ما كان لي : فلو احتلت فيه بكل حيلة ما وصلت إليه قبل أوانه الذي قدر لي فيه .
    وإما الذي لغيري : فذاك لا طمع فيه، وكما منع غيري من رزقي كذلك منعني أنا رزق غيري .

    وانصرف فما برح سليمان بعد ذلك مستضعفا حتى مات. رحمه الله ).


    المنصور والاوزاعي

    ==========

    حكى أبو القاسم عبد العزيز بن حسن بإسناده إن أمير المؤمنين المنصور بعث إلى الاوزاعي وهو بالساحل فاحضر عنده فلما استقر به المجلس

    قال له المنصور: ما الذي أبطا بك عنا يا أوزاعي ؟
    قال وما الذي تريد مني يا أمير المؤمنين ؟ قال : أريد الأخذ عنك والاقتباس منك

    قال يا أمير المؤمنين : إنك لا تجهل شيئا مما أقول
    قال : وكيف لا أجهله وأنا اسأل عنه .

    قال يا أمير المؤمنين : إنك تسمعه ولا تعمل به

    قال فصاح به الربيع وأهوى بيده إلى السيف، فانتهره المنصور وقال هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة

    قال فصاح الاوزاعي رحمه الله تعالى : يا أمير المؤمنين حدثنا مكحول ابن عطية قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( أي عبد جاءته موعظة من الله في دينه فأنها نعمة من الله تعالى سيقت إليه فان قبلها شكره وألا كانت حجة من الله علي ويزداد بها عليه سخطا ).
    وقد بلغني إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : ( أيما وال بات غاشا لرعيته حرم الله عليه الجنة)

    يا أمير المؤمنين من كره الحق فقد كره الله تعالى لان الله هو الحق المبين.

    با أمير المؤمنين إن الذي لين لك قلوب الأمة حتى ولاك أمورهم لقرابتك من نبيه-صلى الله عليه وسلم- فحقيق إن تقوم له فيهم بالحق وان تكون فيهم بالقسط قائما ولعورتهم ساترا .
    فلا تغلق عليهم وعليك الباب ولا تقم عليك دونهم الحجاب وابتهج بالنعمة عندهم وتأذ لما أصابهم من مكروه.

    يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله بحقه
    وان أكرم الكرم عند الله التقوى
    وان من طلب العزة بطاعة الله رفعه الله واعزه ومن طلبها بمعصية الله وضعه الله تعالى وأذله

    وهذه نصيحتي إليك

    والسلام عليك ورحمة الله.

    قال فلما سكن عن المنصور البكاء رفع رأسه إليه وقال : يا اوزاعي قد قلت وأنت غير متهم في نصحك وقد سمعنا منك وصادف قبولا إن شاء الله تعالى والله الموفق للخير والمعين عليه.

    يا ربيع أد للاوزاعي ما يستعين به على زمانه
    قال يا أمير المؤمنين أني غني عن ذلك وما كنت لأبيع نصيحتي بشيء من عرض الدنيا

    ثم ودع المنصور وانصرف إلى حال سبيله.


    الرشيد وابن عياض

    ========

    ومن كتاب المنهج أيضا روى:إن الفضل بن الربيع قال : لما حج الرشيد حججت معه وبينما أنا نائم ذات ليلة إذ سمعت قرع الباب فخرجت فوجدته الرشيد فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى أتيتك فقال : ويحك انه قد حاك في صدري شيء فانظر لي رجلا أساله

    فقلت إن ههنا سفيان بن عيينة فقال : امض بنا إليه فأتيناه فقرعنا عليه الباب
    فقال : لو أرسلت إلي أتيتك فقلت خذ لما جئناك به يرحمك الله فحادثه ساعة، ثم قال : له أعليك دين .
    قال : نعم يا أمير المؤمنين .
    قال : يا أبا العباس اقض دينه. ثم انصرفنا من عنده

    فقال الرشيد : ما أغناني صاحبك شيئا، فانظر لي رجلا أساله .
    فقلت له : الفضيل بن عياض، فقال : امض بنا إليه فأتيناه فسمعناه يقرا آية في كتاب الله تعالى وهو يرددها فقرعت عليه الباب فأوجز في صلاته وقال :من هذا ؟ قلت : اجب أمير المؤمنين . فقال ما لي ولأمير المؤمنين قلت:سبحان الله إما عليك طاعته فنزل وفتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فاطفا السراج ثم التجأ إلى زاوية وأخفى نفسه فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف الرشيد إليه فقال : كف ما ألينه إن نجا من عذاب الله تعالى

    فقال الرشيد:خذ بما جئناك له يرحمك الله.
    فقال ياامير المؤمنين إن عمر بن عبد العزيز- رحمه الله - لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ابن عمر ومحمد بن كعب ألقرضي ورجاء بن حيان وقال أني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا على ما اصنع فعد الخلافة بلاء وأنت وأصحابك تعدونها نعمة

    فقال له سالم بن عبد الله : إن أردت النجاة غدا من عذاب الله تعالى فليكن كبير المسلمين لك أبا وأوسطهم عندك أخا وصغيرهم ولدا
    فوقر أباك وتحنن على أخيك وأرفق على ولدك.

    وقال له رجاء بن حيان : إن أردت النجاة غدا من عذاب الله تعالى فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره أنفسك ثم مت متى شئت.

    فهل عندك يا أمير المؤمنين مثل هؤلاء القوم من يأمرك بمثل هذا الأمر ؟
    واني لأقول لك هذا وأخاف عليك اشد الخوف يوم يزل القدم

    قال فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا حتى غشي عليه
    فقلت له يرحمك الله ارفق بامير المؤمنين
    فقال : قتلته أنت وأصحابك وأرفق أنا به

    فلما أفاق، قال : زدني
    قال : يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله تعالى عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت إن تقي وجهك من النار فافعل
    وإياك إن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لرعيتك فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-(من أصبح غاشا لرعيته لم يرح رائحة الجنة).
    قال : فاشتد بكاء الرشيد

    فلما أفاق قال : هل عليك دين ؟
    قال :علي دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن حاسبني والويل لي إن لم يلهمني حجتي

    فقال : إنما أردت دين العباد .
    قال : لا، فان ربي لم يأمرني بذلك بل أمرني إن اصدق وعده وأطيع أمره فقال تعالى ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون.ما أريد منهم من رزق وما أريد إن يطعمون.إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ).

    فقال هارون الرشيد : هذه ألف دينار خذها وأنفقها على عيالك وتقو بها على عبادة ربك فهي عن وجه حل.
    فقال :سبحان الله :أنا أدلك على النجاة وأنت تدعوني إلى النار.

    ثم سكت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب سمعنا إمرة من نسائه تقول : يا هذا قد ترى ما نحن فيه من الضائقة وسوء الحال فلو قبلت منه هذا المال لتقوينا به على زماننا

    فقال لها : إنما مثلي ومثلكم كقوم لهم بعير يأكلون من كسبه : فلما كبر وعجز عن الكسب نحروه وأكلوا لحمه.

    فلما سمع الرشيد قال : يا فضل ادخل بنا إليه فلعله يقبل منا هذا المال فلما دخلنا عليه وأحس بنا خرج فجلس على السطح على التراب فجلس الرشيد إلى جانبه وجعل يكلمه فلم يجبه فخرجت جارية وقالت يا هذا قد آذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف عنه يرحمك الله.

    فلما خرجنا من عنده قال الرشيد : إذا دللتني فدلني على مثل هذا الرجل فهذا يوم وليلة من أشرق الأيام والليالي.

    ===========

    وفي سيرة الإمام مالك بن أنس- رحمه الله - أنه لما حج الرشيد زار المدينة وأراد إن يسمع الحديث عن الإمام مالك فأرسل يستقدمه فقال مالك للرسول { قل لأمير المؤمنين إن طالب العلم يسعى إليه، إما العلم فلا يسعى إلى احد }، فأذعن الخليفة وزار مالكا في داره ولكنه أمر إن يخلي المجلس من الناس، فأبى مالك إلا إن يظل الناس كما كانوا وقال:إذا منع العلم عن العامة فلا خير فيه للخاصة.

    هؤلاء هم القادة) الفقهاء قادة )

    وقد صدق فيهم قول الشاعر:

    إن الأكابر يحكمون على الورى....وعلى الأكابر تحكم العلماء.

    أخوكم:
    أبو عبد الله الحديدي

    منقول من هنــــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: دروس من مواقف مشرفة بين العلماء والأمراء

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.08.08 7:03

    تعليق منتدى ( الربانيون )

    ===========

    كان القصد من إيراد ما ذكر عاليه، هو بيان حاجة كل من العلماء والأمراء للآخر، إذ بصلاحهما صلاح العباد .

    وكما ترى كان النصح سراً وبأدب يناسب كلا المقامين الرفيعين والرتبتين السامتين، وإن كان شيء، فمن متممات النصح، وهو خلاف الأصل، أي : الرفق .

    وسوء الأدب من أحدهما للأخر أمر رفضه الشارع، إنما حق المقام التوقير والتعزير .

    نعم .. ما أعظم حاجة ولاة الأمر إلى التضافر والتكاتف على الحق والعمل به والتواصي عليه، تحقيقاً للأمر، واستجلاباً للخير .

    وأعني بالعلماء : العلماء الربانيين، الذين شهدت لهم الأمة بالدراية، وتيممت القلوب قبلتهم، وشهدت لهم بالصلاح والإصابة مواقفهم .

    وفق اللهم ولاة أمر المسلمين لما فيه رضاك
    انصرهم على من عداك
    وارفعهم يوم لقياك

    أمين ..
    أمين ..
    أمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو 11.05.24 20:02