بسم الله الرحمن الرحيم
بين أيديكم أحبتي ترجمة لأحد أعلام الشيعة وأحد أبرز رجالات الفكر والدين الشيعة
أحد الذين أبصروا الحقيقة ، وشاهدوا النور ، فكانت نفوسهم قابلة لهذا الهدى فحل بكل قوة في نفوسهم ، وتشربت تلك الأرواح سنة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، ونبذت الشرك والوثنية ، وسقط عنها قناع الزيغ والتزوير الذي كانت تحمله خفافيش الليل وطيور الظلام ، فأشرق النور في وجوههم ، وتشربت عروقهم بالهداية ، وخلعوا ثياب الضلال ، بغير رجعة !
ومن عرف طعم الإيمان وحقيقة ولذة الإسلام كره أن يعود للكفر والفجور والعصيان .
انه الإمام ابن الأئمة من سلالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، حفيد الامام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية !
[size=25]الدكتور موسى الموسوي !
- ولد بالنجف وتلقى دراسته الدينية هناك ومنح شهادة الاجتهاد في الفقه الإسلامي ( الاجتهاد ) من جامعة النجف .
- واصل دراسته في جامعة طهران وحصل على شهادة الدكتوراة في الحقوق 1955م .
- درس في جامعة السوربون في باريس وحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة
عام 1959 م .
- استاذ الاقتصاد في جامعة طهران 1958- 1963م .
- انتخب نائبا عن مدينة اصفهان في مجلس النواب الإيراني 1960 - 1963م .
- نجى من الموت بإرادة إلهية عندما حاولت شرطة سافاك الشاة اغتياله عام 1968 في البصرة .
- أستاذ محاضر في الفلسفة الإسلامية في جامعة بغداد 1978 - 1989م .
- شغل العديد من المهام والوظائف المهمة في العالم .
- من المرشحين لرئاسة الجمهورية الإيرانية بعد الثورة 1980م .
بعض مؤلفات الإمام موسى الموسوي - رحمه الله
- من الكندي إلى ابن رشد/ 1972م .
- الفلاسفة الأوروبيون / 1977م .
- قواعد فلسفية / 1977م .
- ايران في ربع قرن / 1978م .
- الجديد في فلسفة صدر الدين / 1978م .
- من السهروردي إلى صدر الدين / 1980 م .
- الثورة البائسة / 1984م .
- المضطهدان / 1985 م .
- المتأمرون على المسلمين الشيعة / 1985م .
- الجمهورية الثانية / 1986 م .
- عقائد الشيعة / 1990م .
- الشيعة والتصحيح / 1990م .
- يا شيعة العالم استيقظوا / 1992م .
نبذة عن حياة الإمام موسى الموسوي - رحمه الله
كان الامام الموسوي - رحمه الله - من علماء الشيعة الإمامية وكان من بيت علم وفضل وسيادة ، وكان يتصل نسبه بأهل البيت فهو من السادة ، وكان جده الامام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية ، وكان والده عالما فاضلا بارعا ، اغتيل على يد أحد رجال وعلماء الدين الشيعة بسبب عداواة بغيضة وكان وراء الجريمة ثلة من علماء الدين الشيعة .
عاش الامام الموسوي مجاهدا فيلسوفا مفكرا حرا ، لا يرضى بالظلم ولا يخنع للمال ، يأتيه الخمس وملايين الدراهم ولكنه يرفض ذلك ، وهو يرى أتباعه الشيعة المضطهدين المذلولين تحت الحكومات البعثية والشيوعية والليبرالية ثم الحكومات الطوباوية الخرافية المذهبية البغيضة !
عاش - رحمه الله - أبيا مخلصا لدينه ، قاوم الظلم ، بذل نفسه وماله ، من أجل الشعوب المضطهدة !
لمح فيه أقرانه الذكاء والعبقرية والتفوق فغاظهم ذلك ، ولكن الذي غاظهم أكثر تحرره من التقليد وانطلاقه في الاجتهاد والإبداع ، ثم شفافيته نحو المظلومين والشعوب المقهورة ، فكانت روحه حساسة لا تحتمل الظلم ، يسافر هنا ويغدو هناك يتلمس حاجات الفقراء والمساكين ، يبكي لليتامى ، ويتبرع للأياما ، ويسعى في مصالح العجزة !
وكان رحمه الله فقيها مجتهدا ، صادقا ورعا عابدا صائما ، لفت أنظار الكثير بنزاهته وحرقته من أجل الشعوب المضطهده .
فكان لا يقر له قرار وهو يرى الظلم ، وقد وقف ضد نظام الشاة مجاهدا في سبيل الله ، حتى سقط جريحا خرير الدم من رصاصات الغدر من السافاك .
وقد رحب بحكومة الخميني رافعة راية أهل البيت ، ولكن سرعان ما هوت تلك الراية لتستبدل براية الارهاب والذبح والمذهبية البغيضة التي راح ضحيتها الشعب الإيراني المسلم ، حتى الشيعة لم يسلموا من شر هذا الاستبداد، فأخذت المحارق والمحاصد والمحاكم ( الهوليكوست ) وهيئات علماء الدين ( السنهدريم ) تصادر حق كل عالم آخر يخالف رأي وفتاوى الخميني نائب المهدي وولي الفقيه !
قتل علماء الشيعة بالرصاص غدرا ، وسجنوا ، واحرقوا بالزيت ، وتجولت المخابرات الإيرانية والشرطة السرية وقوة الارهاب (الباسيج) في الليالي المظلمة تخطف رجال الدين الشيعة المخالفين من بين أحضان الزوجات والأولاد وتزج بهم في غياهب السجون ثم القتل غدرا وخيانة في الإلقاء للكلاب دون رحمة وهوادة !
تألم الامام الموسوي - رحمه الله - من هذا الموضع الخطير ، وبحكمه باحثا بارعا عرف مكمن الخلل الذي جعل من الخميني قائما ملهما جر شعبه للخسارة والحرب والإبادة الكلية !
يقول الإمام - رحمه الله - وهو يعتصر الألم :
( كنت أرى أرواح الشهداء ترفرف عليّ من كل جانب ، وكان أقربهم لي هاشم وشقيقته حشمت وابن خالتهما جعفر ، إنهم اسباط الامام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي الأصبهاني الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية ، وجدتهم السيدة رباب بنت الإمام ( عمتي ) لقد اعدم هاشم وهو صائم في النهار والقائم في الليل والاستاذ في الجامعة والحاصل غلى شهادة الدكتوراه ، على يد النظام المذهبي الشيعي في ايران في حياة قائد النظام الامام الخميني وبمباركته ، متهما اياه الخروج على " ولاية الفقيه " واستشهدت شقيقته حشمت ومعها طفلتها البالغة من العمر تسعة أشهر ، دفاعا عن شقيقها !!!
أما جعفر ، فهو خريج كلية الاقتصاد في بغداد والوالد البكر للعائلة اعدمه النظام البعثي الالحادي في العراق في حياة صدام ورئاسته للنظام وبمباركته متهما اياه التعاطف مع " ولاية الفقيه " !!! )
كان الامام - رحمه الله - يكره الظلم أينما كان ، ويحاربه ، ولذلك ظل في خطر داهم يترقب الشهادة على يد الظلمة .
والامام الموسوي بفكره النير وعقله المتنور كان يعرف الخلل الذي خرج منه أمثال هؤلاء الظلمة الحاكمين في ايران !
يقول الإمام - رحمه الله - وهو يضع المبضع على الجرح :
( لا بد من توضيح أمر هام حول التجاويف التي ادخلت في عقيدتنا نحن الشيعة الامامية ، الذي غير قناعاتي حول كثير من الاسباب التي كنت اعتقد أنها السبب فيما وصلنا إليه ، بقبول البدع والتعاقيد والتجاعيد ، وهو أن الشيعة بمفهومها العام ، أي شيعة علي وأهل البيت فقط ، كانت ضحية لمؤامرة خبيثة يمتد تاريخها من اللحظة التي تنازل الامام الحسن عن الخلافة ، غير أن هذه المؤامرة تغير شكلها ومضمونها على يد الخلافة العباسية وبمؤامرة منها ، وهي التي ادخلت كثيرا من البدع علينا للقضاء على الفئة الداعية الى احقية أهل البيت بعد انتهى عهد الشورى ، ان الخلافة العباسية غيرت محتوى التشيع بإدخالها تجاويفا وعقدا عليها ، لقد فرقت الخلافة العباسية بما ادخلته على الشيعة من البدع ، بين الامة الواحدة للسيطرة عليها ، ثم استمر بالمؤامرة علينا البويهيون والتتر وآل عثمان والصفويون يؤيدهم ولاة الفقه ... !
فالتقية التي اصبحت من سماتنا البارزة والمتعة التي كتبت على بنات الشيعة ، وتجريح السلف الصالح الموجود لدينا ، وترك صلاة الجمعة ، والشهادة الثالثة ، والغلو في مزار الأئمة والأولياء ، وغيرها من البدع التي ادخلت في عقيدتنا ونسبت إلينا ، بمؤامرة كنا نحن ضحاياها على يد تلك الجهات ... انها حقا اضخم مؤامرة فكرية تعرضت لها فرقة اسلامية على يد الحكام ، كل ذلك للقضاء على الهوية الشيعية الخالصة التي كانت من سمات الشيعة في عهد الأئمة حتى عصر الغيبة الكبرى )
ثم يواصل الامام - رحمه الله - منهجه العلمي بعد اكتشاف مكمن الخلل لينتقل إلى اجاد العلاج الناجع لحل تلك المعضلة .
يقول الإمام - رحمه الله - وهو يبذل كل الاخلاص :
( إن التصحيح هو الطريق الوحيد لإنقاذ الشيعة من الحالة الإخناتونية - أي الخنوع للبدع والخرفات - التي تعيش فيها ، وهو على وجه الحصر العودة إلى المذهب النقي الصافي الوضاء المتلآلئ الذي يمثل فقه الإمام الصادق على ضوء كتاب الله وسنة رسوله . ولم يكن الغرض من التصحيح إلا خلاص الشيعة من المحنة التي تعيش فيها فكريا ونفسيا وسياسيا واقتصادية واجتماعيا ، ولا يمكن الحصول على كل هذه المكاسب إلا بنبذ الانحراف والبدع والتجاويف والتجاعيد التي أدخلت في عقيدتنا النقية الصافية على يد بعض زعماء المذهب وولاة الفقه عبر التاريخ .
لقد عانينا نحن الشيعة الامامية عبر القرون على يد هذه الفئة بلاء وعناء وكربا ليس له مثيل ... لقد كنت أعتقد أن مأساتنا نحن الشيعة الإمامية ليست مأساة حكم وسياسة ورجال يحكمون بل مأساة تنبع من أنفسنا بسبب خضوعنا وقبولنا للبدع التي أدخلت في عقيدتنا واستغلها رجال الفقه لتثبيت حكمهم وسيادتهم ونحن بكل ما يقولون مطيعون ومنقادون ... هذا الذي دعاني إلى أن أنادي الشيعة بهذا النداء وأقول لهم : يـــــا شيعة العالم استيقظوا )
ويمضي الإمام - رحمه الله - في مدارج المصلحين ، يبذل جهده ماله واخلاصه ، فتستيقظ عيون النظام المذهبي للنور ، فيجهرها ويعميها ، وتتساقط طيور الظلام ، وخفافيش اليل ، من سياط الأضواء ، ووهج النور ، فترس الأشاعات بين أتباعها - الذين من أجلهم ضحى الامام الموسوي - بأن هذا الموسوي عدو صاحب الزمان المهدي ، وأن المهدي يلعنه ويمقته ، ويعد من يقتله بالجنة والفوز بالدرجة العالية ، ويتعرض الامام الموسوي إلى محاولة الإذاء والاغتيال ، ولكن الله ينجيه ويحفظه كما يحفظ المصلحين من كيد المفسدين .
فيغتم نواب المهدي ، وأصحاب الولاية الفقيهة ، فيطلقوا اشاعاتهم ورصاصت الغدر ، فتثار التهم على الإمام - رحمه الله - بانه يهودي يوالي اليهود ، عميل ، منافق ، عدو صاحب الزمان ، محارب أئمة الشيعة ، مرتشي ، خصم الشيعة ، ووو إلخ .
ولكن الإمام - رحمه الله - بقي يسير بقافلته قافلة التصحيح ، وزمرة ولاة الفقية تنبح !
إلى أن سقطت آخر ورقة من أيامه ، فانتقل إلى ربه ، ونفسه حانية على الشيعة ، وعينه دامعة عليهم ، يحاول أن يبذل أي شيء من أجل خلاصهم ونجاتهم .
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ،
وجمعه مع أهل بيته نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، إنه على ذلك قدير ...
آمين .