خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إجماع أهل العلم على أن دعاء غير الله شرك أكبر

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية إجماع أهل العلم على أن دعاء غير الله شرك أكبر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 6:10


    إجماع أهل العلم على أن دعاء غير الله شرك أكبر

    الشيخ / ماجد بن سليمان الرسي

    بالرغم من عِظم مكانة الدعاء بـين سائر العبادات ، إلا أنه من أكثر العبادات التي شرّك الناس فيها بين الله وبين خلقه ، فإنك تجد - مع الأسف الشديد - كثيراً ممن ينتسب إلى الإسلام قد وقعوا في دعاء غير الله والاستغاثة به ، سواءً كانوا من الأنبـياء أو الصالحين ، كمن يقول: يا نبـي الله ، أو يا عبد القادر الجيلاني ، أو يا بدوي ، أشكو إليك ذنوبـي، أو نقص رزقي ، أو تسلط العدو علي ، أو أشكو إليك فلاناً الذي ظلمني ، أو يقول أنا نـزيلك ، أنا ضيفك ، أنا جارك ، أو أنت تجير من يستجير ، أو أنت خير معاذ يستعاذ به ، أو ارزقني الولد ، أو قول القائل إذا عثر : يا جاه محمد ، يا ست نفيسة ، أو يا سيدي الشيخ فلان ، ونحو ذلك من الأقوال التي فيها تعلق بغير الله ، وبعضهم يكتب على أوراق ويعلقها عند القبور ، أو يكتب محضر أنه استجار بفلان ثم يذهب إلى أحد المقبورين بذلك المحضر ليغيثه !

    وقد وصف الله دعاء غيرِه بأنه باطل في موضعين من القرآن وهي قوله تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِل " [الحج : 62] وقوله تعالى: " ذَ"لِكَ بِأَنَّ "للَّهَ هُوَ "لْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِل" [لقمان : 30], والقرآن والسنة يأمران بدعاء الله وحده خصوصاً ، وينهيان عن دعاء غير الله ، ومن ذلك قوله تعالى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً "(الأعراف : 55 ) ، وقال: " أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ " ( النمل : 62 ) ، وقال: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ " ( البقرة : 186 ) وقال تعالى: " وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ "( النساء 32) .

    قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله :" وأما إفراد الله بالدعاء فذكره في نحو ثلاثمائة موضع منوعاً ، تارة على صيغة الأمر به، كقوله: " أدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " (غافر 60)، " وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ "( الأعراف 29) . وتارة يذكره بصيغة النهي كقوله: " فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً " ( الجن : 18 ) . وتارة يقرنه بالوعيد كقوله: " فَلاَ تَدْعُ مَعَ "للَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " (الشعراء 213).

    وتارة بأنه هو المدعو(1) كقوله: " وَلاَ تَدْعُ مَعَ "للَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ " [القصص 88]. وتارة في الخطاب بمعنى الإنكار على الداعي كقوله: " وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّك " ( يونس : 106 ). وتارة بمعنى الإخبار والاستخبار: "قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ "للَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ "لأٌّرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى السَّمَوَاتِ " [الأحقاف]. وتارة بالأمر الذي هو بصيغة النهي والإنكار " قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِى السَّمَـوَاتِ وَلاَ فِى الأٌّرْضِ " [سبأ 22].وتارة أن الدعاء هو العبادة ، وأن صرفَه لغير الله شرك " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ " إلى قوله: "وكَانُوا بعبَادَتِهم كَافِريْن" ( الأحقاف : 5-6 )، " وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ " إلى قوله: " فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ " [مريم 48ـ49].

    وفي الحديث : "الدعاء هو العبادة"(2). صححه الترمذي وغيره ، وقد أتى فيه بضمير الفصل، والخبر المعرَّف باللام ليدل على الحصر ، وأن العبادة ليست غير الدعاء ، وأنه مُعظم كل عبادة(3) ، كما في الصلاة, والصوم, والحج, وغيرها من سائر العبادات ، ونهى ألا يشرك معه أحد فيه ، حتى قال في حق نبيه " :" قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً " [الجن 20]، وأخبر أنه لا يَغفر أن يشرك به ."(4)

    ومن أدلة وجوب إفراد الله بالدعاء حديث ابن عباس رضي الله عنه ، أن النبي " قال : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله .(5)
    قال ابن تيمية رحمـه الله معلقاً على هذا الحديث : "فلو جاز صرف ذلك(6) لغير الله لقال : واسألني واستعن بـي ، بل أتى " بمقام الإرشاد والإبلاغ والنصح لابن عمه بتجريد إخلاص السؤال والاستعانة على الله تعالى ، فأين ذهبت عقول هؤلاء الضلال عن هذه النصوص والله المستعان .(7)

    وقال رحمه الله: " دلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق ، والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع ، وكلما قوي طمع العبد في فضل الله قويت عبوديته له ، كما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له ، ويأسه يوجب غنى قلبه عنه ، وإعراض قلبه عن الطلب من الله يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله ، لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق ، وإذا ذاق طعم الإخلاص أنقهر له هواه بلا علاج" .(8)

    وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله : "لا نعلم نوعاً من أنواع الكفر والردة ورد فيه من النصوص مثل ما ورد في دعاء غير الله ، من النهي والتحذير عن فعله ، وكُفر فاعله ، والوعيد عليه بالخلود في النار ، فما المانع من تحكيم الكتاب والسنة واتباع إجماع الأمة، وقد أُفردت هذه المسألة بالتصنيف، وحكى الإجماع عليها غير واحد من أهل العلم، وذكروا أنها من ضروريات الإسلام"؟(9).

    قلت: وقد أجمع علماء المذاهب الأربعة وغيرهم على أن دعاء غير الله شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام ، وقد نصوا على ذلك في كتاب حكم المرتد في جميع كتب المذاهب ، وعلى أن إفراد الله بالعبادة عموماً، والدعاء خصوصاً من ضروريات الإسلام ، ولم يخالف في ذلك واحد منهم ، وإجماع المسلمين حجة شرعية كما قال الرسول r : "إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة" .(10)

    وهذا طرف من كلام بعض علماء المذاهب ، ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتب المشار إليها في الحاشية .(11)


    أما كلام الحنفية

    فقال الشيخ قاسم في « شرح درر البحار » : "النذر الذي يقع من أكثر العوام ، بأن يأتي إلى قبر بعض الصلحاء قائلاً : يا سيدي ؛ إن رُد غائبي ، أو عُوفي مريضي ، أو قُضيت حاجتي ؛ فلك من الذهب أو الطعام أو الشمع كذا وكذا ؛ باطل إجماعاً ، لوجوه منها : أن النذر للمخلوق لا يجوز" .

    ومنها ، أنه ظن الميت يتصرف في الأمر ، واعتقاد هذا كفر ، إلى أن قال : "وقد ابتُـلي الناس بذلك ولا سيما في مولد الشيخ أحمد البدوي" .
    وقال الإمام البزازي في « فتاويه » : "إذا رأى(12) رَقْصَ صوفية زماننا هذا في المساجد ، مختلطاً بهم جهال العوام ، الذين لا يعرفون القرآن والحلال والحرام ، بل لا يعرفون الإسلام والإيمان ، لهم نهيق يشبه نهيق الحمير ؛ يقول : هؤلاء لا محالة اتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، فويل للقضاة والحكام حيث لا يغيرون هذا مع قدرتهم" .
    قال الشيخ محمد عابد السندي الحنفي في كتابه « طوالع الأنوار شرح تـنوير الأبصار مع الدر المختار » ما نصه :"ولا يقول : "يا صاحب القبر، يا فلان؛ إقض حاجتي، أو سلها من الله، أو كن لي شفيعاً عند الله، بل يقول: يا من لا يشرك في حكمه أحداً اقض لي حاجتي هذه وحيداً كما خلقتني".

    وقال الشيخ صنع الله بن صنع الله الحلبـي الحنفي رحمه الله ما نصه :
    هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بـين المسلمين جماعات يدَّعون أن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد مماتهم ، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات ، وبهم تكشف المهمات ، فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات ، مستدلين على أن ذلك منهم كرامات" !

    وهذا الكلام فيه تفريط وإفراط ، بل فيه الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي ، لما فيه من روائح الشرك المحقق ، ومصادرة الكتاب العزيز المصدق ، ومخالف لعقائد الأئمة ، وما أجمعت الأمة ، وفي التـنـزيل ] وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً [ ( النساء : 115 ).(13)
    وبهذا قال من أئمة الحنفية المتأخرين الإمام أحمد السرهندي ، والإمام أحمد الرومي ، والشيخ سجان بخش الهندي ، ومحمد بن علي التهانوي ، ومحمد إسماعيل الدهلوي ، والشيخ أبو الحسن الندوي وشدد في ذلك .(14)

    وأما كلام المالكية

    فقال أبو بكر الطرطوشي، في كـتاب « الحوادث والبدع »، لما ذكر حديث الشجرة، ذات أنواط: "فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس، ويُعظمون من شأنها ، ويرجون البُـرء والشفاء لمرضاهم من قبلها؛ فهي ذات أنواط ، فاقطعوها(15).

    وأما كلام الشافعية

    فقال ابن حجر الشافعي في « شرح الأربعين النووية » : من دعا غير الله فهو كافر.(16)
    وقال الإمام محدث الشام أبو شامة في كتاب « الباعث على إنكار البدع والحوادث » :"لكن نبين من هذا القسم ما وقع فيه جماعة من جهال العوام ، المنابذين لشريعة الإسلام ، التاركين للاقتداء بأئمة الدين من الفقهاء ، وهو ما يفعله طوائف من المنتمين إلى الفقر ، الذي حقيقته الافتقار من الإيمان ، من مؤاخاة النساء الأجانب والخلوة بهن ، واعتقادهم في مشايخ لهم" .

    وأطال رحمه الله الكلام إلى أن قال : " وبهذه الطرق وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها ، ومن هذا القسم أيضاً ما قد عم الابتلاء به ؛ من تزيـين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعُمُد ، وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد ، يحكِـي لهم حاكٍ أنه رأى في منامه بها أحداً ممن شُهِـر بالصلاح والولاية ، إلى أن يَعظُم وقع تلك الأماكن في قلوبهم ، ويعظمونها ، ويرجون الشفاء لمرضاهم ، وقضاء حوائجهم بالنذر لها، وهي ما بين عيون وشجر وحائط . وفي مدينة دمشق، صانها الله تعالى من ذلك ، مواضع متعددة" .

    ثم ذكر – رحمه الله – الحديث الصحيح عن رسول الله " لما قاله له بعض من معه : "اجعل لنا ذات أنواط ، قال : الله أكبر ، قلتـم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى : "اجْعَل لناَ إلـ"هاً كَمَا لهَمُ آلهة"[ الأعراف 138] .(17) انتهى كلامه رحمه الله".(18)
    وقال في: "إذا كان هذا كلامه " في مجرد قصد شجرة لتعليق الأسلحة والعكوف عندها ، فكيف بما هو أعظم منها : الشرك بعينه ، بالقبور ونحوها"؟(19)

    وأما كلام الحنابلة

    فقال الشيـخ تقي الدين رحمه الله لما ذكر حديث الخوارج : "فإذا كان في زمن النبي " وخلفائه ممن قد انتسب إلى الإسلام ؛ من مَرق(20) منه مع عبادته العظيمة ، فيُعلم أن المنتسب إلى الإسلام والسنة قد يمرق أيضاً ، وذلك بأمور ، منها الغلو الذي ذمه الله تعالى ، كالغلو في بعض المشائخ ، كالشيخ عدي ، بل الغلو في علي بن أبي طالب ، بل الغلو في المسيح، ونحوه .

    فكل من غلا في نبي أو رجل صالح ، وجعل فيه نوعاً من الإلـهية ، مثل أن يدعوه من دون الله ، بأن يـقول : (يا سيدي فلان أغثني ، أو أجرني ، أو أنت حسبي ، أو أنا في حسبك) ؛ فكل هذا شرك وضلال ، يستتاب صاحبه ، فإن تاب وإلا قتل ، فإن الله أرسل الرسل ليُـعبد وحده ، لا يُـجعل معه إلـه آخر ، والذين يجعلون مع الله آلهة أخرى ، مثل الملائكة أو المسيح أو العزير أو الصـالحين أو غيرهم ؛ لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق وترزق ، وإنما كانوا يدعونهم ، يقولون "هؤلاء شفعاؤنا عند الله" ، فبعث الله الرسل تنهى أن يُدعى أحد من دون الله ، لا دعاء عبادة ، ولا دعاء استغاثة.(21) انتهى .

    وقال أيضاً : "لم يقل أحد من علماء المسلمين أنه يستغاث بشيء من المخلوقات في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى ، لا بنبـي ولا بملك ولا بصالح ولا غير ذلك ، بل هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز إطلاقه"(22).

    وقال أيضاً : "ومن قال إن ميتاً من الموتى نفيسة أو غيرها تجير الخائف وتخلص المحبوس وهي من باب الحوائج ؛ فهو ضال مشرك فإن الله سبحانه هو الذي يجير ولا يجار عليه ، وباب الحوائج إلى الله هو دعاؤه بصدق وإخلاص كما قال تعالى: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "
    ( البقرة : 186 ) "، والله أعلم.(23)

    وقال أيضاً : "سؤال الميت والغائب - نبياً كان أو غيره - من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين، لم يأمر الله به ولا رسوله ، ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، ولا استحسنه أحد من أئمة المسلمين، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين.(24)

    وقال في « الإقناع » : إن من دعا ميتاً وإن كان من الخلفاء الراشدين فهو كافر ، وإن من شك في كفره فهو كافر".(25)
    وقال أيضاً في أول باب حكم المرتد : "إن من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم فهو كافر إجماعاً".

    وقال الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي : "إن من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج، ويقول : يا مولاي ويا سيدي عبد القادر : إفعل لي كذا ، هو كافر بهذه الأوضاع ، ومن دعا ميتاً وطلب قضاء الحوائج فهو كافر" .

    وقال في « الفنون » : "لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام ؛ عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها ، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم ، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور ، وخطاب الموتى بالحوائج ، وكتب الرقاع فيها : يا مولاي ، افعل لي كذا وكذا ، أو إلقاء الخرق على الشجرة اقتداء بمن عبد اللات والعزى" .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: إجماع أهل العلم على أن دعاء غير الله شرك أكبر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.08.08 6:14


    وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : "إن قول العبد : لا إله إلا الله ، يقتضي أنه لا إله له غير الله ، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى ، هيبة له وإجلالاً ، ومحبة وخوفاً ورجاء ، وتوكلاً عليه وسؤالا منه ودعاء له ، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل ، فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قول : لا إله إلا الله ، ونقصا في توحيده ، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك ، وهذا كله من فروع الشرك".(26)

    وقال الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله : "ورأيت من جملة فتاوي للقاضي أبي يعلي منها : أنه سئل عمن يقول : يا محمد ، يا علي ، فقال : هذا لا يجوز لأنهما ميتان"(27).

    وقد ذكر الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أن المسلمين قد أجمعوا على تكفير من ارتكب الشرك الأكبر, وكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر ، كمن عبد الصالحين ودعاهم مع الله ، وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية ، وذكر أن هذا مجمع عليه أهل العلم والإيمان ، وأن كل طائفة من أهل المذاهب المقلَّدة يفردون هذه المسألة بباب عظيم يذكرون فيه حكمها وما يوجب الردة ويقتضيها ، وينصون على الشرك ، وأن ابن حجر قد أفرد هذه المسألة بكتاب سماه : « الإعلام بقواطع الإسلام ».(28)

    وقال الشوكاني في كتابه « الدر النضيد » : "اعلم أن الرزية كل الرزية ، والبلية كل البلية ؛ أمر غير ما ذكرنا - من التوسل المجرد والتشفع بمن له الشفاعة - ، وذلك ما صار يعتقده كثير من العوام وبعض الخواص في أهل القبور ومن المعروفين بالصلاح من الأحياء؛ من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله ، ويفعلون ما لا يفعله إلا الله عز وجل ، حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم ، فصاروا يدعونهم تارة مع الله ، وتارة استقلالاً ، ويصرخون بأسمائهم ، ويعظمونهم تعظيم مَنْ يملك الضر والنفع ، ويخضعون لهم خضوعاً زائداً على خضوعهم عند وقوفهم بـين يدي ربهم في الصلاة والدعاء ، وهذا إذا لم يكن شركاً فلا ندري(29) ما هو الشرك ! وإذا لم يكن كفراً فليس في الدنيا كفر" . انتهى .
    قال مقيده عفا الله عنه : فجزى الله أهل العلم المهتدين خير الجزاء بما حفظوا للناس دينهم، فإنهم كما قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في « الدرر السنية » :

    "وقد صنف العلماء في كل عصر ومصر ، في الأصول والفروع وغيرها مما لا يحصى ، حفظاً للدين والشريعة وأقول أهل العلم ، وليكون آخر الأمة كأولها في العلم والعمل والتزام أحكام الشريعة وإلزام الناس بها ، لأن ضرورتهم إلى ذلك فوق كل ضرورة ، ولولا ذلك لجرى على ديننا ما جرى على الأديان قبله ، فإن كل عصر لا يخلو من قائل بلا علم ، ومتكلم بغير إصابة ولا فهم"(30).

    وأختم بكلام نفيس لسماحة الإمام عبدالعزيز بن باز في هذه المسألة، قال: "ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها فوجب إخلاصه لله وحده كما قال عز وجل : " فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُون " ( غافر : 14 ) . وقال عز وجل : " وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً " ( الجن : 18 ) وهذا يعم جميع المخلوقات من الأنبياء وغيرهم؛ لأن " أحد " نَكِرَة في سياق النهي فتَعُم كل من سوى الله سبحانه وقال تعالى: " وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّك " ( يونس :

    106 ), وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك تحذير غيره . ثم قال عز وجل: "فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً
    مِّنَ الظَّالِمِين " ( يونس : 106 ) فإن كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين فكيف بغيره؟

    والظلم إذا أُطلق يراد به الشرك الأكبر كما قال الله سبحانه : " وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ " ( البقرة : 254 ) . وقال تعالى : " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " ( لقمان : 13 ) فعُلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأحجار والأصنام وغيرها شرك بالله عز وجل ينافي العبادة التي خَلَقَ الله الثقلين من أجلها,

    وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها والدعوة إليها, وهذا هو معنى لا إله إلا الله . فإن معناها لا معبود بحق إلا الله فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده كما قال سبحانه : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ " ( الحج : 62 ) . وهذا هو أصل الدين وأساس المِلَة ولا تصح العبادات إلا بعد صحة هذا الأصل كما قال تعالى : " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ " ( الزمر : 65) . وقال سبحانه : " وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (الأنعام : 88) .

    ودين الإسلام مبني على أصلين عظيمين أحدهما : أن لا يُعبدَ إلا الله وحده والثاني : ألا يُعبَد إلا بشريعة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فمن دعا الأموات من الأنبياء و غيرهم, أو دعا الأصنام, أو الأشجار, أو الأحجار, أو غير ذلك من المخلوقات, أو استغاث بهم, أو تقرب إليهم بالذبائح و النذور, أو صلى لهم, أو سجد لهم فقد اتخذهم أرباباً من دون الله وجعلهم أنداداً له سبحانه .
    و هذا يناقض هذا الأصل وينافي معنى لا إله إلا الله كما أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمداً رسول الله وقد قال الله عز وجل: " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً " ( الفرقان : 23 ), وهذه الأعمال هي أعمال من مات على الشرك بالله عز و جل، و هكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها الله فإنها تكون يوم القيامة هباءً منثوراً لكونها لم توافق شرعه المطهر . كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد " متفق على صحته(31) .

    إلى أن قال رحمه الله: و قد أمر الله عز وجل بدعائه سبحانه ووعد من يدعوه بالاستجابة وتوعد من استكبر عن ذلك بدخول جهنم كما قال عز وجل : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " ( غافر : 60 ) أي - صاغرين ذليلين - وقد دلت الآية الكريمة على أن الدعاء عبادة وعلى أن من استكبر عنه فمأواه جهنم، فإذا كانت هذه حال من استكبر عن دعاء الله فكيف تكون حال من دعا غيره وأعرض عنه؟ وهو سبحانه القريب المجيب المالك لكل شيء والقادر على كل شيء ؟ كما قال سبحانه: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ " (البقرة : 186) .

    وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن" الدعاء هو العبادة"، وقال لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: « احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، اِحْفَظِ الله تجِدْهُ تجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ الله، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بالله » أخرجه الترمذي وغيره(32), وقال صلى الله عليه وسلم : "منْ مات َوهو يدعُو لله نداً دخلَ النار"رواه البخاري (33).

    وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئِل: أيُّ الذَّنبِ أعظمُ عندَ الله؟ قال: « أن تجعلَ للَّهِ ندّاً وهوَ خَلَقَكَ » والند: هو النظير و المثيل . فكل من دعا غير الله, أو استغاث به, أو نذر له, أو ذبح له, أو صرف له شيئاً من العبادة سوى ما تقدم فقد اتخذه نداً لله؛ سواء كان نبياً, أو ولياً, أو ملكاً, أو جنياً, أو صنماً, أو غير ذلك من المخلوقات ، أما سؤال الحي الحاضر ما يقدر عليه والاستعانة به في الأمور الحسية التي يقدر عليها فليس ذلك من الشرك بل ذلك من الأمور العادية الجائزة بين المسلمين كما قال تعالى في قصة موسى: " فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ " ( القصص : 15 ), وكما قال تعالى في قصة موسى أيضاً : " فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّب " ( القصص : 21 ) , وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيرها من الأمور التي تَعرِض للناس, ويحتاجون فيها إلى أن يستعين بعضهم ببعض وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الناس أنه لا يملك لأحد نفعاً أو ضراً فقال تعالى في سورة الجن : " قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَراًّ وَلاَ رَشَداً " ( الجن : 20 - 21 ) وقال تعالى في سورة الأعراف : " قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَراًّ إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( الأعراف : 188 ).

    والآيات في هذا المعنى كثيرة وهو صلى الله عليه وسلم لا يدعو إلا ربه ، ولا يستغيث إلا به، و كان في يوم بدر يستغيث بالله ويستنصره على عدوه ويُلِح في ذلك ويقول : " يا رب أنجز لي ما وعدتني " حتى قال الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه: " حَسبُك يا رسول الله فإن الله مُنجِز لك ما وعدك " وأنزل الله سبحانه في ذلك قوله تعالى : " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ( الأنفال : 9 - 10 ) فذكرهم سبحانه في هذه الآيات استغاثتهم به, وأخبر أنه استجاب لهم بإمدادهم بالملائكة, ثم بين سبحانه أن النصر ليس من الملائكة وإنما أمدههم به للتبشير بالنصر والطمأنينة, وبين أن النصر من عنده فقال : " وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ " ( آل عمران : 126 ), و قال عز وجل في سورة آل عمران : " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " ( آل عمران : 123 ) فبين في هذه الآية أنه سبحانه هو الناصر لهم يوم بدر فعُلم بذلك أن ما أعطاهم من السلاح والقوة وما أمدهم به من الملائكة كل ذلك من أسباب النصر والتبشير و الطمأنينة وليس النصر منها بل هو من عند الله وحده.(34)

    ==========

    الهوامش

    1- في المطبوع : وتارة بأن المدعو له كقوله ، ولعل الصواب ما أثبت .
    2- أحمد (18011) والترمذي (3503) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ
    3- صدق رحمه الله ، فلا تكاد تخلو عبادة من دعاء ، فالصلاة والحج والأذكار الخاصة والعامة والجهاد كله يشرع فيه دعاء الله عز وجل ، فضلا عن كون الدعاء عبادة مستقلة .
    4- « السيف المسلول على عابد الرسول » ، ص 131 – 132 ، باختصار وتصرف يسير .
    5- رواه الترمذي (2516) ، وأحمد (1/303) ، وهو في « صحيح الترمذي » للألباني (2516) .
    6- أي السؤال .
    7- « حقيقة التوحيد » (1/411) .
    8- نقلاً من « مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب » ، جزء « مسائل لخصها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله » ، ج 11 ، ص 15 .
    9- « السيف المسلول على عابد الرسول » ، ص 24 .
    10- أخرجه الحاكم [392] [397] وبعد ذكره للحديث ذكر إجماع أهل السنة على هذه القاعدة ، وأنها من قواعد الإسلام.
    11- « الشرك ووسائله عند أئمة الحنفية » ، « الشرك ووسائله عند أئمة المالكية » ، « الشرك ووسائله عند أئمة الشافعية » ، « الشرك ووسائله عند أئمة الحنابلة » ، لفضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الرحمن الخميس حفظه الله ، ط دار الوطن .
    12- أي إذا رأى الموحد صاحب الحق ، والفاعل مستتر تقديره هو .
    13- « سيف الله على من كذب على أولياء الله » ، باختصار ، تحقيق علي رضا بن عبد الله بن علي رضا ، تقديم الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، ط دار الوطن للنشر .
    14- انظر المراجع المذكور فيها إنكارهم على من دعا غير الله في « المجموع المفيد في نقض القبورية ونصرة التوحيد», ص 412 – 418 .
    15- الحوادث والبدع ص38.
    16- نقله الشوكاني عنه في « الدر النضيد » .
    17- رواه الترمذي (2180) واللفظ له ، وأحمد (5/218) ، وصححه الألباني في « صحيح الترمذي » .
    18- باختصار من « الباعث على إنكار البدع والحوادث » ، ص 34 -35 ، ط دار المؤيد .
    19= نص كلامه مضبوطا ًرحمه الله « اقتضاء الصراط المستقيم » (2/649) : ولما كان للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ويسمونها ذات أنواط ؛ فقال بعض الناس : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط !
    فقال : الله أكبر ! قلتم كما قال قوم موسى "اجعل لنا إلـها كما لهم آلهة" ، إنها السنن ، لتركبن سنن من كان قبلكم.
    فأنكر النبي " مجرد مشابهتهم الكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها ، معلقين عليها سلاحهم ، فكيف بما هو أعظم من ذلك ، من مشابهتهم المشركين ، أو هو الشرك بعينه ؟
    قال مقيده عفا الله عنه : لعل الأولى : وهو الشرك بعينه .
    20- المروق الخروج من شيء من غير مدخله ، والمارقة الذين مرقوا من الدين لغلوهم فيه ، والمروق سرعة الخروج من الشيء . « لسان العرب » .
    21- مختصراً من « الرسالة السنية » ، وتقع كاملة في « مجموع الفتاوى » (3/363-430) ، والمنقول مختصر من الصفحات 383-400 .
    22- مجموع الفتاوى (1/103) .
    23- مجموع الفتاوى (27/490) .
    24-« الاستغاثة في الرد على البكري » ص 133.
    25- 1/98
    26- « تحقيق كلمة الإخلاص » .
    27- « تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس » ، ص 147 .
    28- « الدرر السنية » (1/467-468) .
    29- في المطبوع : تدري ، وأظنه تصحيف .
    30- (1/21) .
    31- البخاري (2641) مسلم (4446).
    32- الترمذي (2566) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
    33- (4383).
    34- مجلة الجندي المسلم العدد 20 ص 89

    ===========

    نقلاً عن

    http://vb.roro44.com/168580.html

      الوقت/التاريخ الآن هو 17.05.24 12:50