خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    العلماء أهل الإنصاف

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية العلماء أهل الإنصاف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 20.05.08 6:58

    العلماء أهل الإنصاف





    قال الله تعالى :


    "وفوق كل ذي علم عليم"


    وقال تعالى:


    "هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا"


    [size=12]سورة"يوسف"الآية(76)


    [b]نقل الحافظ ابن عبد البر- رحمه الله تعالى- عن طاووس-رحمه الله تعالى:



    أن زيد بن ثابت وابن عباس-رضي الله تعالى عنهم-تماريا في صدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها الطواف بالبيت. فقال ابن عباس: تنفر.


    وقال زيد: لا تنفر.


    فدخل زيد على عائشة فسألها: فقالت: تنفر.


    فخرج زيد وهو يبتسم، ويقول: ما الكلام إلا ما قلت"


    قال أبو عمر:


    "هكذا يكون الإنصاف، وزيد معلم ابن عباس


    فمالنا لا نقتدي بهم، والله المستعان"


    "التمهيد"للحافظ ابن عبد البر(17/270)

    [/b]



    وقال عمرو بن علي الفلاس رحمه الله تعالى:
    "رأيت يحي يعني : القطان- يوماً يحدث بحديث، فقال له عفان: ليس هو هكذا.
    فلما كان من الغد أتيت يحي فقال: هو كما قال عفان
    ولقد سألت الله أن لا يكون عندي خلاف ما قال عفان.

    قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى – معلقاً :
    هكذا كان العلماء، فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل"
    "سير أعلام النبلاء"للحافظ شمس الدين الذهبي (10/249)

    وقال مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى :
    "وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الإمامرحمه الله-يعني:الشافعي-
    فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض للإمام والحمد لله
    "ولا ريب أن الإمام لم سكن مصر وخالف أقرانه من المالكية ووهى بعض فروعهم بدلائل السنة وخالف شيخه في مسائل، تألموا منه ونالوا منه وجرت بينهم وحشة، غفر الله للكل
    وقد اعترف الإمام سحنون وقال:
    لم يكن في الشافعي بدعة، فصدق والله، فرحم الله الشافعي
    وأين مثل الشافعي والله في صدقه وشرفه ونبله وسعة علمه وفرط ذكائه ونصره للحق وكثرة مناقبه رحمه الله تعالى" أشار إلى ذلك أبونعيم الحافظ في"الحلية"(9/82)

    ولما أقيد الشافعي مكبلاً بالحديد إلى بغداد سنة 184هـ إثر اتهامه زوراً بالتحريض ضد العباسين
    وناقشه الخليفة الرشيد بحضور محمد بن الحسن الشيباني الذي كان قاضي بغداد في ذلك الوقت
    والذي استأنس الشافعي به لما رآه في مجلس الرشيد عند الاتهام
    قال الشافعي مخاطباً الرشيد:
    إن لي حظاً من العلم، وإن القاضي محمد بن الحسن يعرف ذلك
    فسأل الرشيد محمداً،
    فقال له: له من العلم حظ كبير، وليس الذي وقع فيه من شأنه"
    وكانت تلك الشهادة من الإمام محمد بن الحسن الشيباني سبباً في نجاة الشافعي وتبرئته من الاتهام الكاذب" حليةالأولياء" للحافظ أبي نعيم (9/81)

    ومن أمثلة رجوعهم للحق، والانقياد له :
    ما ذكره بن المبارك-رحمه الله تعالى-حيث قال :
    " قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته ببيروت، فقال لي:
    يا خراساني من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة يكنى أبا حنيفة ؟
    فرجعت إلى بيتي، فأقبلت على كتب أبي حنيفة
    فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل، وبقيت في ذلك ثلاثة أيام
    فجئت يوم الثالث، وهو أي : الأوزاعي- مؤذن مسجدهم وإمامهم، والكتاب في يدي
    فقال : أي شيء هذا الكتاب ؟
    فناولته، فنظر في مسألة منها وقّعت عليها"قاله النعمان"
    فما زال قائماً بعد ما أذّن حتى قرأ صدراً من الكتاب
    ثم وضع الكتاب في كمّه ، ثم أقام وصلّى
    ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها، فقال لي : يا خراساني، من النعمان بن ثابت ؟
    قلت : شيخ لقيته بالعراق .
    فقال : هذا نبيل من المشايخ اذهب فاستكثر منه
    قلت : هذا أبو حنيفة الذي نهيت عنه .
    ثم لما اجتمع الأوزاعي بأبي حنيفة بمكة جاراه في تلك المسائل فكشفها له بأكثر مما كتبها ابن المبارك عنه
    فلما افترقا قال الأوزاعي لابن المبارك:
    " غبطت الرجل بكثرة علمه، ووفور عقله، واستغفر الله تعالى،
    لقد كنت في غلط ظاهر، إلزم الرجل فإنه بخلاف ما بلغني عنه"
    أورده الخطيب في "تاريخه" (13/338) و" أوجز المسالك" للكاندهلوي (1/88) والنقل عن "الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام" ص (352)

    ذكر الحافظ رحمه الله تعالى-في"تهذيب التهذيب"
    في ترجمة عبيد الله بن الحسن العنبري أحد سادات أهل البصرة وفقهائها وعلمائها
    قال عبد الرحمن بن مهدي تلميذه رحمهما الله تعالى :
    " كنا في جنازة فسألته عن مسألة فغلط فيها، فقلت له: أصلحك الله القول فيها كذا وكذا
    فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال
    : إذاً أرجع وأنا صاغر؛ لأن أكون ذنباً في الحق، أحبّ إليّ من أن أكون رأساً في الباطل"
    "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر (7/7)

    وقال أبو علي التنوخي رحمه الله تعالى :
    " كان ابن الأنباري -النحوي- يملي من حفظه وما أملى من دفتر قط.
    حكى الدارقطني أنه حضره تصحف في اسم
    قال: فأعظمت له أن يحمل عنه وهم، وهبته، فعرّفت مستمليه
    فلما حضرت الجمعة الأخرى، قال ابن الأنباري: إنّا صحفنا الاسم الفلاني
    ونبهنا عليه ذلك الشاب على الصواب"
    "تذكرة الحفاظ" للحافظ شمس الدين الذهبي (3/58)

    ومن ذلك أيضاً ما ذكره القاضي ابن العربي المالكي-رحمه الله تعالى :
    "وأخبرني محمد بن قاسم العثماني غير مرة، قال:
    وصلت الفسطاط مره فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري، وحضرت كلامه على الناس
    فكان مما قال في أول مجلس جلست إليه :
    "إن النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- طلق وظاهر وآلى!
    فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منـزله في جماعة
    فجلس معنا في الدهليز، وعرفهم أمري؛ فإنه رأي إشارة الغربة ولم يعرف الشخص في الواردين عليه،
    فلما انفض عنه أكثرهم، قال لي:
    أراك غريباً، هل لك من كلام ؟
    قلت: نعم
    قال لجلسائه: أفرجوا له عن كلامه فقاموا، وبقيت وحدي معه
    فقلت له : حضرت المجلس اليوم متبركاً بك، وسمعتك تقول:
    آلى رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-وصدقت
    وطلق رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-وصدقت
    وقلت : وظاهر رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-وهذا لم يكن ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
    ولا يصح أن يكون؛ لأن الظهار منكراً من القول وزوراً؛
    وذلك لا يجوز أن يقع من النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-
    فضمني إلى نفسه، وقبّل رأسي، وقال لي :
    أنا تائب من ذلك، جزاك الله عني من معلم خيراً .
    ثم انقلبت عنه، وبكّرت إلى مجلسه في اليوم الثاني
    فألفيته قد سبقني إلى الجامع، وجلس على المنبر
    فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته: مرحباً بمعلمي، أفسحوا لمعلمي
    فتطاولت الأعناق إليَّ، وحدقت الأبصار نحوي
    وتبادر الناس إليَّ يرفعونني على الأيدي، ويتدافعونني، حتى بلغت المنبر
    وأنا لعظم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض
    والجامع غاص بأهله، وأسال الحياء بدني عرقاً
    وأقبل الشيخ على الخلق، فقال لهم: أنا معلمكم، وهذا معلمي؛
    لما كان بالأمس قلت لكم: آلى رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-وطلق، وظاهر
    فما كان أحد منكم فقيه عني، ولا رد على، فاتبعني إلى منـزلي، وقال لي: كذا وكذا-وأعاد ما جرى بيني وبينه-
    وأنا تائب عن قولي بالأمس، راجع عنه إلى الحق،
    فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه، ومن غاب فليبلغه من حضر
    فجزاه الله خيراً، فجعل يحفل في الدعاء، والخلق يؤمنون " .

    قال العلامة ابن العربي-رحمه الله -معلقاً:
    " فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدين المتيم، والأعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملأ
    من رجل ظهرت رياسته، واشتهرت نفاسته
    لغريب مجهول العين، لا يعرف من؟ ولا من أين؟
    فاقتدوا به ترشدوا، ورحم الله عبداً بلغه الحق فانصاع لهولم يعده إلى التكذيب، والابتداع.
    قال الله عزّ وجلّ: "
    أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
    سورة"المائدة"الآية(74)
    " أحكام القرآن" لابن العربي المالكي (1/248-249)دار الكتب.



    نقلا عن كتاب

    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..." .

      الوقت/التاريخ الآن هو 19.05.24 12:51