خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 03.07.08 11:03

    وأخيرا .. الشيخ القرضاوي: مؤتمرات تقريب المذاهب للمجاملات

    بيروت- أبدى الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عدم ارتياحه إزاء نتائج المؤتمرات الهادفة للتقريب بين المذاهب الفقهية، خاصة تلك التي تعقد بين السنة والشيعة، واصفا إياها بأنها "مؤتمرات للمجاملات". لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية تواصل الحوار لحماية الأمة من المخاطر.

    [ وفي اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت الخميس 5-4-2007 قدّم الشيخ القرضاوي مطالعة حول مؤتمرات التقريب بين المذاهب التي تعقد بين الفترة والأخرى.

    وأبدى الشيخ القرضاوي عدم ارتياحه للنتائج التي تخلص إليها مثل تلك المؤتمرات، واعتبرها "مؤتمرات للمجاملات وليس لوضع الإصبع على الجرح"، بحد قوله ]


    المصدر
    شبكة الدفاع عن السنة
    من هنـــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty الرد على ما نشر عن بعض الناس أنه قال :"إننا لا نكنُّ العَداء لليهود واليهودية"

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:39

    [ الرد على ما نشر عن بعض الناس أنه قال ( إننا لا نكن العداء لليهود واليهودية ) ]

    وجوب عداوة اليهود والمشركين وغيرهم من الكفار

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد فقد نشرت بعض الصحف المحلية عن بعض الناس أنه قال:

    (إننا لا نكن العداء لليهود واليهودية وإننا نحترم جميع الأديان السماوية)

    وذلك في معرض حديثه عن الوضع في الشرق الأوسط بعد العدوان اليهودي على العرب. ولما كان هذا الكلام في شأن اليهود واليهودية يخالف صريح الكتاب العزيز والسنة المطهرة، ويخالف العقيدة الإسلامية وهو تصريح يخشى أن يغتر به بعض الناس، رأيت التنبيه على ما جاء فيه من الخطأ نصحا لله ولعباده..

    فأقول: قد دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أنه يجب على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء

    كما أخبر الله سبحانه في كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أن اليهود والمشركين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين.

    قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ إلى قوله سبحانه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

    وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

    وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

    وقال عز وجل في شأن اليهود: تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا الآية.

    وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ الآية والآيات في هذا المعنى كثيرة

    وهي تدل دلالة صريحة على وجوب بغض الكفار من اليهود والنصارى وسائر المشركين وعلى وجوب معاداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده

    وتدل أيضا على تحريم مودتهم وموالاتهم وذلك يعني بغضهم والحذر من مكائدهم

    وما ذاك إلا لكفرهم بالله وعدائهم لدينه ومعاداتهم لأوليائه وكيدهم للإسلام وأهله



    كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ففي هذه الآيات الكريمات حث المؤمنين على بغض الكافرين ومعاداتهم في الله سبحانه من وجوه كثيرة.



    والتحذير من اتخاذهم بطانة والتصريح بأنهم لا يقصرون في إيصال الشر إلينا وهذا هو معنى قوله تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا والخبال هو الفساد والتخريب، وصرح سبحانه أنهم يودون عنتنا والعنت المشقة،

    وأوضح سبحانه أن البغضاء قد بدت من أفواههم وذلك فيما ينطقون به من الكلام لمن تأمله وتعلقه وما تخفي صدورهم أكبر من الحقد والبغضاء ونية السوء لنا أكبر مما يظهرونه،

    ثم ذكر سبحانه وتعالى أن هؤلاء الكفار قد يتظاهرون بالإسلام نفاقا ليدركوا مقاصدهم الخبيثة وإذا خلوا إلى شياطينهم عضوا على المسلمين الأنامل من الغيظ، ثم ذكر عز وجل أن الحسنات التي تحصل لنا من العز والتمكين والنصر على الأعداء ونحو ذلك تسوءهم وأن ما حصل لنا من السوء كالهزيمة والأمراض ونحو ذلك يسرهم وما ذلك إلا لشدة عداوتهم وبغضهم لنا ولديننا.

    ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلها تشهد لما دلت عليه الآيات الكريمات من شدة عداوتهم للمسلمين، والواقع من اليهود في عصرنا هذا وفي عصر النبوة وفيما بينهما من أكبر الشواهد على ذلك.

    وهكذا ما وقع من النصارى وغيرهم من سائر الكفرة من الكيد للإسلام ومحاربة أهله وبذل الجهود المتواصلة في التشكيك فيه والتنفير منه والتلبيس على متبعيه وإنفاق الأموال الضخمة على المبشرين بالنصرانية والدعاة إليها، كل ذلك يدل على ما دلت عليه الآيات الكريمات من وجوب بغض الكفار جميعا والحذر منهم ومن مكائدهم ومن اتخاذهم بطانة.

    فالواجب على أهل الإسلام أن ينتبهوا لهذه الأمور العظيمة وأن يعادوا ويبغضوا من أمرهم الله بمعاداته وبغضه من اليهود والنصارى وسائر المشركين حتى يؤمنوا بالله وحده، ويلتزموا بدينه الذي بعث به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .

    وبذلك يحققون اتباعهم ملة أبيهم إبراهيم ودين نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوضحه الله في الآية السابقة وهي قوله عز وجل:


    قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وقوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ


    وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ والآيات في هذا المعنى كثيرة



    وفي قوله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا دلالة ظاهرة على أن جميع الكفار كلهم أعداء للمؤمنين بالله سبحانه وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولكن اليهود والمشركين عباد الأوثان أشدهم عداوة للمؤمنين، وفي ذلك إغراء من الله سبحانه للمؤمنين على معاداة الكفار والمشركين عموما وعلى تخصيص اليهود والمشركين بمزيد من العداوة في مقابل شدة عداوتهم لنا، وذلك يوجب مزيد الحذر من كيدهم وعداوتهم.

    ثم إن الله سبحانه مع أمره للمؤمنين بمعاداة الكافرين أوجب على المسلمين العدل في أعدائهم فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

    فأمر سبحانه المؤمنين أن يقوموا بالعدل مع جميع خصومهم، ونهاهم أن يحملهم بغض قوم على ترك العدل فيهم وأخبر عز وجل أن العدل مع العدو والصديق هو أقرب للتقوى.

    والمعنى أن العدل في جميع الناس من الأولياء والأعداء هو أقرب إلى اتقاء غضب الله وعذابه.

    وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وهذه الآية الكريمة من أجمع الآيات في الأمر بكل خير والنهي عن كل شر، ولهذا روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عبد الله بن رواحة الأنصاري إلى خيبر ليخرص على اليهود ثمرة النخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاملهم على نخيلها وأرضها بنصف ثمرة النخل والزرع،


    فخرص عليهم عبد الله ثمرة النخل فقالوا له إن هذا الخرص فيه ظلم فقال لهم عبد الله رضي الله عنه والذي نفسي بيده إنكم لأبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير

    وإنه لن يحملني بغضي لكم وحبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أظلمكم

    فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض.

    فالعدل واجب في حق القريب والبعيد والصديق والبغيض، ولكن ذلك لا يمنع من بغض أعداء الله ومعاداتهم ومحبة أولياء الله المؤمنين وموالاتهم عملا بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والله المستعان..


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty تتمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:39

    أما قول الكاتب (وإننا نحترم جميع الأديان السماوية) فهذا حق ولكن ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه ما عدا دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه وخليله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فقد حماه الله وحفظه من التغيير والتبديل، وذلك بحفظه لكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، حيث قال الله عز وجل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

    فقد حفظ الله الدين وصانه من مكايد الأعداء بجهابذة نقاد أمناء، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وكذب المفترين وتأويل الجاهلين، فلا يقدم أحد على تغيير أو تبديل إلا فضحه الله وأبطل كيده.

    أما الأديان الأخرى فلم يضمن حفظها سبحانه بل استحفظ عليها بعض عباده فلم يستطيعوا حفظها، فدخلها من التغيير والتحريف ما الله به عليم كما قال عز وجل: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ

    وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ الآية.

    وقال عز وجل: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ وقال تعالى: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة.

    أما ما كان من الأديان السماوية السابقة سليمة من التغيير والتبديل فقد نسخه الله ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن الكريم، فإن الله سبحانه أرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ونسخ بشريعته سائر الشرائع وجعل كتابه الكريم مهيمنا على سائر الكتب السماوية.

    فالواجب على جميع أهل الأرض من الجن والإنس سواء كانوا من اليهود أو النصارى أو غيرهم من سائر أجناس بني آدم، ومن سائر أجناس الجن أن يدخلوا في دين الله الذي بعث به خاتم الرسل إلى الناس عامة وأن يلتزموا به ويستقيموا عليه،

    لأنه هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

    وقال عز وجل: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

    وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وقال تعالى في سورة المائدة بعدما ذكر التوراة والإنجيل يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ

    ففي هذه الآيات الكريمات الدلالة الظاهرة والبرهان القاطع على وجوب الحكم بين اليهود والنصارى وسائر الناس بما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أنه لا إسلام لأحد ولا هداية إلا باتباع ما جاء به، وأن ما يخالف ذلك فهو في حكم الجاهلية وأنه لا حكم أحسن من حكم الله


    وقال تعالى في سورة الأعراف: وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

    ففي هذه الآية الكريمة الدليل القاطع والحجة الدامغة على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى وأنه بعث بالتخفيف عنهم، وأنه لا يحصل الفلاح لكل من كان في زمانه من الأمم وهكذا ما بعد ذلك إلى قيام الساعة إلا بالإيمان به ونصره وتعزيزه واتباع النور الذي أنزل معه.


    ثم قال سبحانه بعد ذلك تأكيدا للمقام وبيانا لعموم الرسالة: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

    ومن هذه الآية وما قبلها من الآيات يتضح لكل عاقل أن الهداية والنجاة والسعادة إنما تحصل لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبع ما جاء به من الهدى ومن حاد عن ذلك فهو في شقاق وضلال وبعد عن الهدى بل هو الكافر حقا وله النار يوم القيامة كما قال سبحانه: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا

    وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وقال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا

    وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرة بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    وأرجو أن يكون فيما ذكرناه دلالة ومقنع للقارئ على وجوب معاداة الكفرة من اليهود وغيرهم

    وبغضهم في الله وتحريم مودتهم واتخاذهم أولياء،

    وعلى نسخ جميع الشرائع السماوية ما عدا شريعة الإسلام التي بعث الله بها خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وسائر النبيين والمرسلين، وجعلنا من أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين إنه على كل شيء قدير.

    وليس معنى نسخ الشرائع السابقة أنها لا تحترم أو أنه يجوز التنقص منها ليس هذا المعنى هو المراد

    وإنما المراد رفع ما قد يتوهمه بعض الناس أنه يسوغ اتباع شيء منها أو أن من انتسب إليها من اليهود أو غيرهم يكون على هدى،

    بل هي شرائع منسوخة لا يجوز اتباع شيء منها لو عُلمت على التحقيق وسلمت من التغيير والتبديل

    فكيف وقد جهل الكثير منها لما أدخل فيها من تحريف أعداء الله ما تقتضيه أهواؤهم ويكتبون الكتب من عندهم وبأيديهم ويقولون: إنها من عند الله

    وبذلك يعلم كل من له أدنى علم وبصيرة أن الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يدخلوا في دين الله الذي هو الإسلام وأن يلتزموه وأنه لا يسوغ لأحد الخروج عن ذلك لا إلى يهودية ولا إلى نصرانية ولا إلى غيرهما

    بل المفروض على جميع المكلفين من حين بعث الله نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة هو الدخول في الإسلام والتمسك به.

    ومن اعتقد أنه يسوغ له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام فهو كافر بإجماع أهل العلم،

    يستتاب وتُبَيَّن له الأدلة فإن تاب وإلا قتل،

    عملا بما تقدم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين .


    والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، ونسأله عز وجل أن يثبتنا على دينه وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا وأن يمن على عباده بالدخول في دينه والكفر بما خالفه، إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى سائر النبيين والمرسلين وسائر الصالحين والحمد لله رب العالمين.
    من هنــــــــــــا

    نقلاً عن
    شبكة سحاب السلفية
    من هنـــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:40

    وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله

    بعد ان ذكر وجوب معاداة اليهود والنصارى وسائر الكفرة

    (( .... على وجوب معاداة الكفرة من اليهود وغيرهم

    وبغضهم في الله وتحريم مودتهم واتخاذهم اولياء

    وعلى نسخ جميع الشرائع السماوية ماعداء شريعة الإسلام

    التي بعث الله بها خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين

    نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين والمرسلين

    وجعلنا من أتباعهم بإحسان الى يو م الدين إنه على كل شئ قدير .

    وليس معنى نسخ الشرائع السابقة أنها لاتحترم أو أنه يجوز التنقص منها ليس هذا المعنى مراد

    وإنما المــــــــــــراد رفع ماقد يتوهمه بعض الناس أنه يسوغ اتباع شئ منهــــــــــا

    أو أن من انتسب اليها من اليهود أو غيرهم على هدى .

    بل هي شرائع منسوخة لايجوز اتباع شئ منها لو علمت على التحقيق وسلمت من التغيير والتبديل .

    فكيف وقد جهل الكثير منها لما أدخل فيها من تحريف أعداء الله الذين يكتمون الحق وهم يعلمون

    ويكذبون على الله وعلى دينه ما تقتضيه أهوائهم ويكتبون الكتب من عندهم وبأيديهم ويقولون انها من عند

    الله ؟؟ .....

    ومن اعتقد أنه يسوغ له الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن

    شريعة موسى كليم الرحمن عليه الصلاة والسلام فهو كافر بإجماع أهل العلم

    يستتاب وتبين له الأدلة فإن تاب وإلا قتل عملاً بما تقدم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ...)) ا.هـــ

    ( مجموع فتاوى ابن باز 3/1037)

    من هنـــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:41

    قال تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا ...الآية )

    الذين أشركوا : يعني مشركي العرب .

    ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )

    لم يرد به جميع النصارى لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريب بلادهم وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم لاولاكرامة لهم

    بل الآية نزلت فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه

    وقيل : نزلت في جميع اليهود وجميع النصارى لأن اليهود أقسى قلباً والنصارى ألين قلباً منهم وكانوا أقل مظاهرة للمشركين من اليهود .))

    ( مختصر تفسير البغوي ص242)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    ((وأما قوله في أول الآية لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى


    فهو كما أخبر سبحانه وتعالى فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى والنصارى أقرب مودة لهم وهذا معروف من أخلاق اليهود فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى


    وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود والعداوة أصلها البغض فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم فكيف ببغضهم للمؤمنين


    واما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل


    وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة وقوله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون أي بسبب هؤلاء وسبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين


    ثم قال تعالى وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق فهؤلاء الذين مدحهم بالإيمان ووعدهم بثواب الآخرة ))

    ( دقائق التفسير 2/66)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:41

    قال تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يبني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وماللظالمين من أنصار ) ( المائدة 72)

    قول تعالى حاكما بتكفير فرق النصارى من الملكية واليعقوبية والنسطورية ممن قال منهم بأن المسيح هو الله تعالى الله عن قولهم وتنزه وتقدس علوا كبيرا

    هذا وقد تقدم لهم أن المسيح عبد الله ورسوله وكان أول كلمة نطق بها وهو صغير في المهد أن قال إني عبد الله ولم يقل إني أنا الله ولا ابن الله بل قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا إلى أن قال وأن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم وكذلك قال لهم في حال كهولته ونبوته آمرا لهم بعبادة الله ربه وربهم وحده لا شريك له ولهذا قال تعالى وقال المسيح يا بنيإسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله أي فيعبد معه غيره فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار أي فقد أوجب له النار وحرم عليه الجنة كما قال تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن شاء وقال تعالى ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين وفي الصحيح خ 3062 م 111 أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مناديا ينادي في الناس إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وفي لفظ مؤمنة

    وتقدم في أول سورة النساء عن قوله إن الله لا يغفر أن يشرك به حديث يزيد بن بابنوس عن عائشة الدواوين ثلاثة فذكر منهم ديوانا لا يغفره الله وهو الشرك بالله قال الله تعالى ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة والحديث في مسند أحمد 6240 ولهذا قال تعالى إخبارا عن المسيح أنه قال لبني إسرائيل إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار أي وما له عند الله ناصر ولا معين ولا منفذ مما هو فيه

    وقوله لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم حدثنا الفضل حدثني أبو صخر في قول الله تعالى لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة قال هو قول اليهود عزير ابن الله وقول النصارى المسيح ابن الله فجعلوا الله ثالث ثلاثة وهذا قول غريب في تفسير الآية أن المراد بذلك طائفتي اليهود والنصارى والصحيح أنها نزلت في النصارى خاصة قاله مجاهد وغير واحد

    ثم اختلفوا في ذلك فيل المراد بذلك كفارهم في قولهم بالأقانيم الثلاثة وهو أقنوم الأب وأقنوم الأبن وأقنوم الكلمة المنبثقة من الأب إلى الابن تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا

    قال ابن جرير وغيره والطوائف الثلاثة من الملكية واليعقوبية والنسطورية تقول بهذه الأقانيم وهم مختلفون فيها اختلافا متباينا ليس هذا موضع بسطه وكل فرقة منهم تكفر الأخرى والحق أن الثلاثة كافرة


    وقال السدي وغيره نزلت في جعلهم المسيح وأمه إلهين مع الله فجعلوا الله ثالث ثلاثة بهذا الإعتبار قال السدي وهي كقوله تعالى في آخر السورة وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك الآية وهذا القول هو الأظهر والله أعلم قال الله تعالى وما من إله إلا إله واحد أي ليس متعددا بل هو وحده لا شريك له إله جميع الكائنات وسائر الموجودات


    ثم قال تعالى متوعدا لهم ومتهددا وإن لم ينتهوا عما يقولون أي من هذا الافتراء والكذب ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أي في الآخرة من الأغلال والنكال ثم قال أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم وهذا من كرمه تعالى وجوده ولطفه ورحمته بخلقه مع هذا الذنب العظيم وهذا الافتراء والكذب والإفك يدعوهم إلى التوبة والمغفرة فكل من تاب إليه تاب عليه ))

    ( تفسير ابن كثير )

    قال تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً أن دعو للرحمن ولداً )


    قال ابن كثير رحمه الله

    ((لما قرر تعالى في هذه السورة الشريفة عبودية عيسى عليه السلام وذكر خلقه من مريم بلا أب شرع في مقام الإنكار على من زعم أن له ولدا تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا

    فقال وقالوا إتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم أي في قولكم هذا شيئا إدا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة ومالك أي عظيما ويقال إدا بكسر الهمزة وفتحها ومع مدها أيضا ثلاث لغات أشهرها الأولى

    وقوله تكاد السموات يتفطرن منه

    تنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا أي يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة من فجرة بني آدم

    إعظاما للرب وإجلالا لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده وأنه لا إله إلا هو

    وأنه لا شريك له ولا نظير له ولا ولد له ولا صاحبة له ولا كفء له بل هو الأحد الصمد

    وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

    قال ابن جرير حدثني علي حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا قال إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت أن تزول منه لعظمة الله

    وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فمن قالها عند موته وجبت له الجنة فقالوا يا رسول الله فمن قالها في صحته قال تلك أوجب وأوجب ثم قال والذي نفسي بيده لو جئ بالسموات والأرضين وما فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن هكذا رواه ابن جرير

    ويشهد له حديث البطاقة والله أعلم

    وقال الضحاك تكاد السموات يتفطرن منه أي يتشققن فرقا من عظمة الله

    وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وتنشق الأرض أي غضبا له عز وجل وتخر الجبال هدا قال ابن عباس هدما


    وقال سعيد بن جبير هدا ينكسر بعضها على بعض متتابعات

    وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن سويد المقبري حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا مسعر عن عون بن عبد الله قال إن الجبل لينادي باسمه يا فلان هل مر بك اليوم ذاكر الله عز وجل فيقول نعم ويستبشر قال عون لهي للخير أسمع أفيسمعن الزور والباطل إذا قيل ولا يسمعن غيره ثم قرأ تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا

    وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا المنذر بن شاذان حدثنا هوذة حدثنا عوف عن غالب بن عجرد حدثني رجل من أهل الشام في مسجد منى قال بلغني أن الله لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة أو قال كان لهم فيها منفعة ولم تزل الأرض والشجر بذلك حتى تكلم بني آدم بتلك الكلمة العظيمة قولهم اتخذ الرحمن ولدا فلما تكلموا بها اقشعرت الأرض وشاك الشجر وقال كعب الأحبار غضبت الملائكة وأستعرت جهنم حين قالوا ما قالوا

    وقال الإمام أحمد 4405 حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله أن يشرك به ويجعل له ولد وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم أخرجاه في الصحيحين خ6099 م2804

    وفي لفظ أنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم وقوله وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا أي لا يصلح له ولا يليق به لجلاله وعظمته لأنه لا كفء له من خلقه لأن جميع الخلائق عبيد له

    ولهذا قال إن كل من في السموات والأرض إلا آت الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا أي قد علم عددهم منذ خلقهم يوم القيامة ذكرهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم

    وكلهم آتيه يوم القيامة فردا أي لا ناصر له ولا مجير إلا الله وحده لا شريك له فيحكم في خلقه بما يشاء وهو العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة ولا يظلم أحدا )) ( 5/264)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:43

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى
    { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }

    قال ابن كثير - رحمه الله -
    قال ابن جرير يعني بقوله جل ثناؤه " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدا فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق وقوله تعالى " قل إن هدى الله هو الهدى " أي قل يا محمد إن هدى الله الذي بعثني به هو الهدى يعني هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل قال قتادة في قوله " قل إن هدى الله هو الهدى " قال : خصومة علمها الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخاصمون بها أهل الضلالة قال قتادة : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " " قلت " هذا الحديث مخرج في الصحيح عن عبد الله بن عمرو " ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير " فيه تهديد ووعيد شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما علموا من القرآن والسنة عياذا بالله من ذلك فإن الخطاب مع الرسول والأمر لأمته وقد استدل كثير من الفقهاء بقوله " حتى تتبع ملتهم " حيث أفرد الملة على أن الكفر كله ملة واحدة كقوله تعالى " لكم دينكم ولي دين " فعلى هذا لا يتوارث المسلمون والكفار وكل منهم يرث قرينه سواء كان من أهل دينه أم لا لأنهم كلهم ملة واحدة وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد في رواية عنه وقال : في الرواية الأخرى كقول مالك إنه لا يتوارث أهل ملتين شتى كما جاء في الحديث والله أعلم .

    و قال الطبري - رحمه الله -
    { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }

    القول في تأويل قوله تعالى { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } يعني بقوله جل ثناؤه : { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدا , فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم , وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق ! فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم . ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم ; لأن اليهودية ضد النصرانية , والنصرانية ضد اليهودية , ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة , واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك , إلا أن تكون يهوديا نصرانيا , وذلك مما لا يكون منك أبدا , لأنك شخص واحد , ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة . وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل , لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل . وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل , فالزم هدى الله الذي لجمع الخلق إلى الألفة عليه سبيل , وأما الملة فإنها الدين وجمعها الملل .

    { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى }

    ثم قال جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء النصارى واليهود الذين قالوا : { لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى } { إن هدى الله هو الهدى } يعني أن بيان الله هو البيان المقنع والقضاء الفاصل بيننا , فهلموا إلى كتاب الله وبيانه الذي بين فيه لعباده ما اختلفوا فيه , وهو التوراة التي تقرون جميعا بأنها من عند الله , يتضح لكم فيها المحق منا من المبطل , وأينا أهل الجنة , وأينا أهل النار , وأينا على الصواب , وأينا على الخطأ ! وإنما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى هدى الله وبيانه , لأن فيه تكذيب اليهود والنصارى فيما قالوا من أن الجنة لن يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى , وبيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم , وأن المكذب به من أهل النار دون المصدق به .

    { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير } . يعني جل ثناؤه بقوله : { ولئن اتبعت } يا محمد هوى هؤلاء اليهود والنصارى , فيما يرضيهم عنك من تهود وتنصر , فصرت من ذلك إلى إرضائهم , ووافقت فيه محبتهم من بعد الذي جاءك من العلم بضلالتهم وكفرهم بربهم , ومن بعد الذي اقتصصت عليك من نبئهم في هذه السورة , { ما لك من الله من ولي } . يعني بذلك : ليس لك يا محمد من ولي يلي أمرك , وقيم يقوم به , ولا نصير ينصرك من الله , فيدفع عنك ما ينزل بك من عقوبته , ويمنعك من ذلك أن أحل بك ذلك ربك . وقد بينا معنى الولي والنصير فيما مضى قبل . وقد قيل إن الله تعالى ذكره أنزل هذه الآية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ; لأن اليهود والنصارى دعته إلى أديانها , وقال كل حزب منهم : إن الهدى هو ما نحن عليه دون ما عليه غيرنا من سائر الملل . فوعظه الله أن يفعل ذلك , وعلمه الحجة الفاصلة بينهم فيما ادعى كل فريق منهم .

    و قال القرطبي - رحمه الله -
    { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }

    المعنى : ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا , بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك , وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم . يقال : رضي يرضى رضا ورضا ورضوانا ورضوانا ومرضاة , وهو من ذوات الواو , ويقال في التثنية : رضوان , وحكى الكسائي : رضيان . وحكي رضاء ممدود , وكأنه مصدر راضى يراضي مراضاة ورضاء . " تتبع " منصوب بأن ولكنها لا تظهر مع حتى , قاله الخليل . وذلك أن حتى خافضة للاسم , كقوله : { حتى مطلع الفجر } [ القدر : 5 ] وما يعمل في الاسم لا يعمل في الفعل ألبتة , وما يخفض اسما لا ينصب شيئا . وقال النحاس : " تتبع " منصوب بحتى , و " حتى " بدل من أن . والملة : اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه وعلى ألسنة رسله . فكانت الملة والشريعة سواء , فأما الدين فقد فرق بينه وبين الملة والشريعة , فإن الملة والشريعة ما دعا الله عباده إلى فعله , والدين ما فعله العباد عن أمره .

    تمسك بهذه الآية جماعة من العلماء منهم أبو حنيفة والشافعي وداود وأحمد بن حنبل على أن الكفر كله ملة واحدة , لقوله تعالى : { ملتهم } فوحد الملة , وبقوله تعالى : { لكم دينكم ولي دين } [ الكافرون : 6 ] , وبقوله عليه السلام : ( لا يتوارث أهل ملتين ) على أن المراد به الإسلام والكفر , بدليل قوله عليه السلام : ( لا يرث المسلم الكافر ) . وذهب مالك وأحمد في الرواية الأخرى إلى أن الكفر ملل , فلا يرث اليهودي النصراني , ولا يرثان المجوسي , أخذا بظاهر قوله عليه السلام : ( لا يتوارث أهل ملتين ) , وأما قوله تعالى : { ملتهم } فالمراد به الكثرة وإن كانت موحدة في اللفظ بدليل إضافتها إلى ضمير الكثرة , كما تقول : أخذت عن علماء أهل المدينة - مثلا - علمهم , وسمعت عليهم حديثهم , يعني علومهم وأحاديثهم .

    { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى }

    المعنى ما أنت عليه يا محمد من هدى الله الحق الذي يضعه في قلب من يشاء هو الهدى الحقيقي , لا ما يدعيه هؤلاء .

    { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }

    الأهواء جمع هوى , كما تقول : جمل وأجمال , ولما كانت مختلفة جمعت , ولو حمل على أفراد الملة لقال هواهم . وفي هذا الخطاب وجهان : أحدهما أنه للرسول , لتوجه الخطاب إليه .

    والثاني أنه للرسول والمراد به أمته , وعلى الأول يكون فيه تأديب لأمته , إذ منزلتهم دون منزلته . وسبب الآية أنهم كانوا يسألون المسالمة والهدنة , ويعدون النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام , فأعلمه الله أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم , وأمره بجهادهم . قوله تعالى : { من العلم } سئل أحمد بن حنبل عمن يقول : القرآن مخلوق , فقال : كافر , فقيل : بم كفرته ؟ فقال : بآيات من كتاب الله تعالى { ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم } [ البقرة : 145 ] والقرآن من علم الله .

    فمن زعم أنه مخلوق ( فهذا كفر )

    وهذه فائدة من كلام السعدي ـ رحمه الله ـ :

    { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } [البقرة 120] .

    قال السعدي ـ رحمه الله ـ

    يخبر تعالى رسوله أنه لا يرضى منه اليهود ولا النصارى إلا باتباعه دينهم ؛ لأنهم دعاة إلى الدين الذي هُم عليه ، ويزعمون أنه الهدى ؛ فقل لهم : { إِنَّ هُدَى اللَّهِ } الذي أرْسِلتُ به { هُوَ الْهُدَى } وأما ما أنتم عليه فهو الهوى بدليل قوله : { وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } ، فهذا فيه النهي العظيم عن اتباع أهواء اليهود والنصارى والتشبه بهم فيما يختص به دينهم ، والخطاب ـ وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ؛ فإن أمتَه داخلة في ذلك ؛ لأن الاعتبار بعموم المعنى لا بخصوص المخاطَب ، كما أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

    ( منقول )
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:44

    قال ابن حزم رحمه الله راداً على القصيدة الأرمنية الملعونة غضباً لله ودفاعاً عن رسوله صلى الله عليه وسلم فمنها هذه الأبيات :
    أتقرن يامخذول دين مثلث ***** بعيداً عن المعقول بادي المآثم

    تدين لمخلوق يدين عباده ***** فيالك سحقاً ليس يخفى لكاتم

    أناجيلكم مصنوعة بتكاذب ***** كلام الألى فيها اتوا بالعظائم

    وعود صليب ماتزالون سجداً **** له ياعقول الهاملات السوائم

    تدينون تضلالاً بصلب إلهلكم **** بأيدي يهود أرذلين ألائم

    إلى ملة الإسلام توحيد ربنا ****/ فمادين ذي دين لنا بمقاوم

    وصدق رسالات الذي جاء بالهدى ***** محمد الآتي بدفع مظالم

    أبى الله أن يدعى له ابن وصاحب ***** ستلقى دعاة الكفر حالة نادم

    ولكنه عبد نبي مكرم ********* من الناس مخلوق ولاقول زاعم

    أيلطم وجه الرب تباً لنوككم ***** لقد فقتم في ظلمكم كل ظالم

    لنا كل علم من قديم ومحدث ***** وأنتم حمير داميات المحازم

    ( البداية والنهاية 15/302 طبعة دار هجر )
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:45

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
    ((فالرسول و المؤمنون لا يعبدون شيئا تعبده اليهود و إن كانوا يعبدون من يعبدونه

    و هذا مما يظهر فائدة ما ذكرنا وعلى هذا فقوله ( لكم دينكم و لي دين ) خطاب لجميع الكفار كما دلت عليه الآية
    و بهذا يظهر خطأ من قال إنه خطاب للمشركين و النصارى دون اليهود

    كما فى قول ابن زيد ( لكم دينكم و لي دين ) قال للمشركين و النصارى و اليهود لا يعبدون إلا الله و لا يشركون إلا أنهم يكفرون ببعض الأنبياء بما جاؤا به من عند الله و يكفرون برسول الله صلى الله عليه و سلم و بما جاء به و قتلوا طوائف الأنبياء ظلما و عدوانا
    قال إلا العصابة التى تقول حيث خرج بخت نصر و قيل من سموا عزيرا ( ابن الله ) و لم يعبدوه و لم يفعلوا كما فعلت النصارى قالت المسيح ابن الله و عبدته
    فهذا الذي ذكره من أن اليهود لا تشرك كما أشركت العرب و النصاري صحيح لكنهم مع هذا لا يعبدون الله بل يستكبرون عن عبادته و يعبدون الشيطان لا يعبدون الله و من قال إن اليهود تعبد الله فقد غلط غلطا قبيحا

    فكل من عبد الله كان سعيدا من أهل الجنة و كان من عباد الله الصالحين قال تعالى ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين و أن اعبدوني هذا صراط مستقيم )
    و فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه و سلم قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن ( إنك تأتى قوما هم أهل كتاب فأول ما ندعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و فى رواية ( فإدعهم إلى عبادة الله فإذا عرفوا الله فأعلمهم )

    فلا يعبد إلا الله بعد أن أرسل محمدا و عرفت رسالته و بلغت و لهذا إتفق العلماء على أن أعمالهم حابطة و لو عبدوا الله لم تحبط أعمالهم فإن الله لا يظلم أحدا

    و قبل إرسال محمد إنما كان يعبد الله من عبده بما أمر به فأما من ترك عبادته بما أمر به و اتبع هواه فهو لا يعبد الله إنما يعبد الشيطان و يعبد الطاغوت و قد أخبر الله عن اليهود بأنهم عبدوا الطاغوت و أنه لعنهم و غضب عليهم و جعل منهم القردة و الخنازير و عبد الطاغوت
    و هو إسم جنس يدخل فيه الشيطان و الوثن و الكهان الدرهم و الدينار و غير ذلك


    و قال تعالى ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت )

    و قال ( نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله و رواء ظهورهم كأنهم لا يعلمون و اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان ) الآية

    وهم أشد عداوة للمؤمنين من النصارى و كفرهم أغلظ و هم مغضوب عليهم و لهذا قيل إنهم تحت النصارى فى النار و اليهود إن لم يعبدوا المسيح فقد افتروا عليه و على أمه بما هو أعظم من كفر النصارى و لهذا جعل الله النصارى فوقهم إلى يوم القيامة

    فالنصارى مشركون يعبدون الله و يشركون به

    و أما اليهود فلا يعبدون الله بل هم معطلون لعبادته مستكبرون عنها كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم إستكبروا ففريقا كذبوا و فريقا يقتلون بل هم متبعون أهواءهم عابدون للشيطان


    فالنبى و المؤمنون لا يعبدون ما تعبده اليهود و هم و إن وصفوا الله ببعض ما يستحقه فهم يصفونه بما هو منزه عنه و ليس فى قلوبهم عبادة له وحده فإن ذلك لا يكون إلا لمن عبده بما أمره به
    السورة لم يقل فيها ( يا أيها المشركون )حتى يقال فيها إنها

    إنما تناولت من أشرك بل قال ( يا أيها الكافرون )

    فتناولت كل كافر سواء كان ممن يظهر الشرك أو كان فيه تعطيل لما يستحقه الله و إستكبار عن عبادته و التعطيل شر من الشرك و كل معطل فلابد أن يكون مشركا

    و النصارى مع شركهم لهم عبادات كثيرة و اليهود من أقل الأمم عبادة و أبعدهم عن العبادة لله و حده لكن قد يعرفون ما لا تعرفه النصارى لكن بلا عبادة و عمل بالعلم فهم مغضوب عليهم و أولئك ضالون و كلاهما قد برأ الله منهم و رسوله و المؤمنين

    و في هذه الأمة من يعرف ما لا تعرفه اليهود و النصارى بلا عمل بالعلم ففيهم شبه كما قال سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود و من فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى


    بل قد قال أبو هريرة ما أقرب الليلة من البارحة أنتم أشبه الناس ببنى إسرائيل

    بل فى الحديث الصحيح ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ( قالوا اليهود و النصارى قال ( فمن ( و فى رواية فارس و الروم قل ( و من الناس إلا أولئك))

    كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 16، صفحة 567.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty رد: مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:46

    حكم من لم يكفر اليهود
    ما حكم من لم يكفر اليهود والنصارى؟


    هو مثلهم، من لم يكفر الكفار فهو مثلهم، الإيـمان بالله هو تكفير من كفر به،

    ولهذا جاء في الحديث الصحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم مـاله ودمـه وحسابه على الله))[1]،

    ويقول جـل وعـلا: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[2].

    فلا بد من الإيـمان بالله، وتوحيده والإخلاص له، والإيـمان بإيـمان المؤمنين،

    ولا بد من تكفير الكافرين، الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا كاليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرهم،

    ممن يوجد اليوم وقبل اليوم، ممن بلغتهم رسالة الله ولم يؤمنوا،

    فهم من أهل النار كفار، نسأل الله العافية.


    ---------------------------
    [1] أخرجه مسلم في كتاب الإيـمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إلـه إلا الله، برقم 23.
    [2] سورة البقرة، الآية 256.



    مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون

    هنــــــــــــــــا


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.08.08 10:47

    الإسلام هو دين الله ليس له دين سواه

    العلامة ابن باز -رحمه الله تعالى-


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

    فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة المدينة الصادرة بتاريخ 10/ ربيع الآخر/ 1403 هـ وعدد (5785) من الأجوبة الصادرة من بعض الكتاب عن أسئلة مجلة (لوفيفا رومافزين) فوجدت فيها ما نصه بعد كلام سبق: (الصراع بين المسيحية والإسلام والذي أندد به شخصياً وتمكّنت من ملاحظته أن بعض المبشرين المسيحيين الذين يلقون خطاباتهم في العالم الثالث يوزعون مناشير تنتقد الإسلام، كذلك فإني أعرف أن بعض الوعاظ المسلمين يطبعون ويوزعون كتابات تنتقد المسيحية وهذا مما يؤسف له غاية الأسف، فالإسلام والمسيحية ديانتان منزلتان، ونحن نعتقد في إله واحد وبالتالي يجب علينا أن نتفادى كل تصادم بين دينينا، والعمل من أجل تفاهم بين المسلمين والمسيحيين في خدمة الإنسان) انتهى.

    ونظراً إلى ما في هذا الكلام من الغلط الواضح والإجمال وجب علي وأمثالي التنبيه على ما وقع في هذا الكلام من الأخطاء المخالفة للشرع المطهر


    فأقول: إن الصراع بين الإسلام وبين الأديان الباطلة كاليهودية والنصرانية والبوذية وغيرها لم يزل قائماً من حين بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، فالإسلام يذم اليهود والنصارى ويعيبهم بأعمالهم القبيحة ويصرح بكفرهم تحذيراً للمسلمين منهم،


    كما قال سبحانه: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا[1] الآية. وقوله عز وجل: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ[2] الآية، والآيات بعدها، وقال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ[3]، لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ[4].

    والآيات في ذم اليهود والنصارى والتحذير مما هم عليه من الباطل كثيرة.

    وقال في حق المشركين كالبوذيين وغيرهم



    : وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[5]،

    وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ[6]،

    وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[7]،

    والآيات في هذا المعنى كثيرة، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) متفق عليه،

    وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها إن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله))

    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    واليهود كانوا على شريعة التوراة، وبعد ما توفي موسى عليه الصلاة والسلام غيروا وبدلوا وحرفوا وانقسموا على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهم أتباع موسى عليه الصلاة والسلام. ولما بعث الله عيسى عليه الصلاة والسلام بشريعة التوراة وأنزل الله عليه الإنجيل وأحل الله لهم بعض ما حرم عليهم وبين لهم بعض ما اختلفوا فيه كفر به اليهود وكذبوه، وقالوا: إنه ولد بغي، فكذبهم الله بذلك وكفرهم


    وأنزل فيهم قوله سبحانه: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ[8] إلى أن قال سبحانه: وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ[9] الآية،

    وهكذا النصارى بعد ما رفع عيسى عليه الصلاة والسلام إلى السماء اختلفوا في ذلك على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي التي آمنت بموسى وعيسى وبجميع الأنبياء والرسل الماضين،

    ولما بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم كفر به اليهود والنصارى جميعاً وكذبوه إلا قليلاً منهم فصاروا بذلك كفاراً لتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم وإنكارهم رسالته، وذمهم الله وعابهم على ذلك وتوعدهم سبحانه بالعذاب والنار،



    وكفر سبحانه اليهود أيضاً لقولهم: العزير ابن الله، كما كفر النصارى لقولهم: إن الله هو المسيح ابن مريم، وبقولهم: إن الله ثالث ثلاثة، وبقولهم: المسيح ابن الله.


    فوجب على أهل الإسلام أن يكفروا من كفرهم الله ورسوله، وأن يبينوا باطلهم، وأن يحذروا المسلمين من مكائدهم؛ لأن دين اليهودية ودين النصرانية أصبحا دينين باطلين لا يجوز التمسك بهما، ولا البقاء عليهما؛ لأن الله نسخهما ببعث محمد صلى الله عليه وسلم وإيجابه على جميع الثقلين إتباعه والتمسك بشريعته



    كما في قوله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[10]،

    فخرج بهذه الآية من الإسلام ومن أسباب الفلاح اليهود والنصارى والبوذيون وجميع المشركين؛ لأنهم لم يتصفوا بهذه الأوصاف التي وصف الله بها المفلحين، بل كلهم عاداه ولم ينصره ولم يتبع النور الذي أنزل معه إلا من هداه الله منهم فهو مع المسلمين الناجين.

    ثم قال سبحانه بعد هذه الآية: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[11]،

    فأوضح سبحانه في هذه الآية أنه بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعاً من عرب وعجم ورجال ونساء وجن وإنس وأغنياء وفقراء وحكام ومحكومين، وبيّن سبحانه أنه لا هداية إلا لمن آمن به واتبعه فدل ذلك على أن جميع الطوائف التي لم تؤمن به ولم تتبعه كافرة ضالة. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:


    ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) متفق على صحته،


    وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كانوا من أهل النار))،



    والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة،

    وما كان في شريعة التوراة والإنجيل من حق فقد جاءت به شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو بما هو أفضل منه وأكمل،

    كما قال عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[12]، فالإسلام هو دين الرسل جميعاً كما قال الله سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[13]، وقال عز وجل: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[14]،

    فالإسلام في عهد نوح عليه الصلاة والسلام هو الإيمان بالله وتوحيده وإخلاص العبادة له، وتصديق نوح عليه الصلاة والسلام، وإتباع ما جاء به، وهكذا في عهد هود وصالح وإبراهيم الخليل ومن جاء بعدهم من الرسل هو توحيد الله والإخلاص له مع إيمان الأمة برسولها الذي أرسله إليها وإتباع ما جاء به، وهكذا في عهد موسى ومن جاء بعده إلى عهد عيسى عليه الصلاة والسلام، فلما بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم صار الإسلام الذي يرضاه الله هو ما بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم من الإيمان به وتوحيده وإخلاص العبادة له والإيمان برسوله محمد وما أنزل عليه من الكتاب والسنة، والإيمان بمن قبله من الأنبياء والرسل، فكل من اتبعه وصدق ما جاء به فهو من المسلمين ومن حاد عن ذلك بعد ما بلغته الدعوة فهو من الكافرين،

    ويجب على أهل الإسلام أن يدعوا إلى الحق، وأن يشرحوا الإسلام ومحاسنه ويبيـّنوا حقيقته لجميع الأمم باللغات التي يفهمونها، حتى يبلغوا عن الله وعن رسوله دينه، كما يجب عليهم أن يكشفوا الشبه التي يشبه بها أعداء الإسلام، وأن يردوا الطعون التي يطعن بها أعداء الإسلام في الإسلام وبينوا بطلانها بالأدلة النقلية والعقلية؛

    لأن الله أوجب عليهم أن ينصروا دينه ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، وأخبرهم سبحانه أنه لا نجاة ولا فلاح إلا لمن نصر الحق واتبعه،

    وبهذا يعلم أن انتقاد النصرانية المسماة بالمسيحية وبيان بطلانها وأنها دين قد غير وبدل ثم نسخه الله ببعث محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته أمر واجب على المسلمين؛ لأن النصرانية لم تبقِ ديناً صالحاً لا لنا ولا لغيرنا، بل الدين الصحيح للمسلمين ولغيرهم هو الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم.

    والمسلمون مأمورون بالدعوة إلى دينهم والذب عنه، ومعذورون في بيان بطلان جميع الأديان من يهوديةٍ ونصرانيةٍ وغيرهما ما عدا الإسلام؛ لأنهم بذلك يدعون إلى الحق والجنة وغيرهم من الناس يدعون إلى النار،


    كما قال الله سبحانه لما نهى عن نكاح المشركات وعن تزويج المشركين للمسلمات

    قال: أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ والمغفرة بإذنه[15]،

    فالله سبحانه يدعو إلى الجنة والمغفرة وإلى أعمالها، وهكذا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا المسلمون العارفون بدينه والداعون إليه على بصيرة، أما غيرهم من الكفار فإنهم يدعون إلى النار في كتبهم ونشراتهم ووسائل إعلامهم. وبهذا يعلم أنه لا يجوز إطلاق القول بأن الإسلام والمسيحية ديانتان منزلتان؛ لأن المسيحية لم تبق ديانة منزلة بل قد غيرت وحرفت ثم نسخ ما بقي فيها من حق بما بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق.

    وأما قول الكاتب: (ونحن نعتقد في إله واحد)


    فهذا يخص المسلمين الذين يعتقدون في إله واحد ويعبدونه وحده، وينقادون لشرعه وهو الله عز وجل خالق السماوات والأرض، وخالق كل شيء، ورب كل شيء،

    القائل في كتابه المبين: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[16]، والقائل سبحانه في كتابه العزيز: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[17]،

    وهو القائل سبحانه: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[18]،

    وهو القائل عز وجل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدْ[19].

    وأما اليهود والنصارى فيعبدون مع الله غيره ولا يعبدون إلهاً واحداً


    كما قال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ[20] الآية، وقال سبحانه: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ[21]،



    فأبان سبحانه في هذه الآيات أن اليهود والنصارى عبدوا آلهةً كثيرة من الأحبار والرهبان، كما عبد اليهود عزيراً وزعموا أنه ابن الله، وعبد النصارى المسيح ابن مريم وزعموا أنه ابن الله، وأنهم جميعاً لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلهاً واحداً وهو الله سبحانه خالق الأشياء كلها ورب الجميع سبحانه عما يشركون.

    وبما تقدم يعلم أيضاً أنه لا يجوز أن يقال عن الإسلام والنصرانية ما أطلقه الكاتب بقوله:

    (وبالتالي يجب علينا أن نتفادى كل تصادم بين دينينا الكبيرين)؛

    لأن النصرانية ليست ديناً لنا وإنما ديننا الإسلام فقط، وأما النصرانية فقد سبق أنها دين باطل،

    وما فيها من حق فقد جاءت به شريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم أو بما هو أكمل منه.

    فالمسلمون يأخذون به لكونه من الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم لا لأنه جاء في التوراة أو الإنجيل، بل لأن شرعنا الإسلامي جاء به ودعا إليه.



    وهذه كلمة موجزة أردت بها التنبيه على ما وقع في كلام هذا الكاتب من الغلط خشية أن يغتر به بعض الناس، وذلك من النصح الذي أوجبه الله على المسلمين وعلى أهل العلم بوجه أخص في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) خرجه مسلم في صحيحه،

    وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي قال: (بايعت النبي على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم) وخروجاً من إثم الكتمان الذي توعد الله عليه بقوله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[22].

    وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا والكاتب وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه والنصح له ولعباده، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن القول عليه أو على رسوله بغير علم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    -------------------------------
    [1] سورة المائدة الآية 64.
    [2] سورة آل عمران الآية 181.
    [3] سورة المائدة الآية 17.
    [4] سورة المائدة الآية 73.
    [5] سورة البقرة الآية 221.
    [6] سورة البينة الآية 6.
    [7] سورة آل عمران الآية 85.
    [8] سورة النساء الآية 155.
    [9] سورة النساء الآيتان 156-157.
    [10] سورة الأعراف الآيتان 156 – 157.
    [11] سورة الأعراف الآية 158.
    [12] سورة المائدة الآية 3.
    [13] سورة آل عمران الآية 19.
    [14] سورة آل عمران الآية 85.
    [15] سورة البقرة الآية 221.
    [16] سورة البقرة الآية 163.
    [17] سورة الأعراف الآية 54.
    [18] سورة البقرة الآية 255.
    [19] سورة الإخلاص كاملة.
    [20] سورة المائدة الآية 73.
    [21] سورة التوبة الآيتان 30، 31.
    [22] سورة البقرة الآيتان 159، 160.



    هنــــــــــــــــــــــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 8:28

    جزاكم الله تعالى خيراً

    سئل الشيخ عبد العزيز - رحمه الله - السؤال التالي :

    س : من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة ، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم ؟

    ج : التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة ، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ، وأنه لا يدعى معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب ، ومن عقيدة أهل السنة محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعا والترضي عنهم والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء وأن أفضلهم أبو بكر الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عن الجميع ، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما ، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة ، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها

    هنــــــــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty ذو صلة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 8:31

    وهل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟

    أجاب الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :

    ج : لا أرى ذلك ممكنا ، بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق ، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم ، أما ما داموا مصرين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا وسب الصديق وعمر وعبادة أهل البيت كعلي - رضي الله عنه - وفاطمة والحسن والحسين ، واعتقادهم في الأئمة الاثني عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب؛ كل هذا من أبطل الباطل وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة .

    هنــــــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty رد: مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 8:35

    الشيخ إبراهيم حسونة كتب:
    وقفات مع دعاة التقريب

    عبد الله السلفي


    الجزء الأول:

    حفظ
    الجزء الثاني:
    حفظ
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty رد: مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 8:35

    أبو محمد عبدالحميد الأثري كتب:

    مسألة التقريب

    د . ناصر بن عبد الله القفاري




    أصل هذا الكتاب رسالة علمية لنيل درجة الماجستير، وأجيزت بتقدير ممتاز

    وقد اشتملت الرسالة على:

    1. القسم الأول:
    1. 1. الباب الأول: أهل السنة والجماعة:
    الفصل الأول: التعريف بأهل السنة والجماعة
    الفصل الثاني: مصادر أهل السنة في تلقي العقيدة
    الفصل الثالث: مجمل لأهم عقائد أهل السنة التي خالفتها الشيعة

    1. 2. الباب الثاني: الشيعة:
    الفصل الأول: تعريف الشيعة ونشأتهم وفرقهم
    الفصل الثاني: اعتقادهم في مصادر التلقي المتفق عليها بين المسلمين
    الفصل الثالث: عقائدهم الأخرى التي انفصلوا بها عن أهل السنة:
    الإمامة، عصمة الإمام، التقية، الرجعة، البداء، الغيبة، معتقدهم في الصحابة.

    2. القسم الثاني:
    2. 1. الباب الثالث: آراء دعاة التقريب في قضايا الخلاف ومناقشة ذلك:
    الفصل الأول: فيما يتصل بمذهب الشيعة
    الفصل الثاني: فيما يتصل بمذهب أهل السنة

    2. 2. الباب الرابع:
    الفصل الأول: محاولات التقريب - عرض وتقويم:
    - المحاولات في القديم
    - المحاولات المعاصرة:
    أ- محاولات جماعية
    ب- محاولات فردية:
    1. من أهل السنة (أ-محمد عبده ، ب-محمد رشيد رضا ، ج-مصطفى السباعي ، د-موسى جار الله)
    2. من الشيعة (أ-محمد الخالصي ، ب-عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، ج-أحمد الكسروي)
    ج- الخميني ودولته
    الفصل الثاني: هل من طريق للتقريب؟

    3. ملحق الوثائق والنصوص:
    - فتوى الشيخ محمود شلتوت
    - فتوى شيخ الروافض محمد الخالصي
    - سورة الولاية المزعومة
    - أحد الكتب التي تزعم الشيعة نزولها من عند الله والمسمى لوح فاطمة
    - دعاء صنمي قريش
    - بعض النصوص من كتاب غاية المرام
    - صفحات من كتاب أحمد كسروي
    - حديث للشيخ حسنين مخلوف عن التقريب
    - حديث لأحد المفكرين العراقيين عن مسألة التقريب
    - نصوص هامة نكتفي بالإحالة عليها في مواضعها

    نوع الملف: RAR
    الحجم: 0.47 MB
    حفظ :
    اضغط هنا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty الرد على القرضاوي في إجازته تهنئة الكفــار

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 8:38

    الرد على القرضاوي في إجازته تهنئة الكفــار

    لأبي عبد الرحمن
    عبد الله بن عمر مرعي بن بريك العدني


    من هنــــــــــــــــــــــــا
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب Empty رد: مجموع : تنبيه البعيد والقريب لخطر دعوى التقريب

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 12.08.08 8:39

    الشيخ إبراهيم حسونة كتب:
    أبعد هذا يوجد تقريب !!؟؟

    في مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الإسلامية طالب بعض الحاضرين بإعلان دعوة صريحة من المراجع الدينية الشيعية تتوجه إلى الحكومة الإيرانية من أجل إزالة المرقد الفضائحي المقام في "كاشان" للمجرم المجوسي أبو لؤلؤة ،
    قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،

    والذي أقاموه هناك بشكل رمزي تكريما له وتعظيما باعتباره وليا صالحا قدم للأمة خدمة جليلة بقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب !! ،

    المتحدثون قالوا أن وجود هذا المزار فضيحة وإساءة للإسلام والمسلمين ،

    فماذا قال الشيخ التسخيري الإيراني ، داعية التقريب والكلام الجميل ، حاول الهرب مرة أخرى من الالتزام بأي شيئ وأي دعوة ، واكتفى بالقول بأن هذا عمل سفيه ولا بد أن يكون هناك عقلاء يتصدون للسفاهة ، جميل ، ولكن أين هي دعوتك وأنت الأمين العام لمجمع التقريب ،

    أين هي توصيتك الصريحة للحكومة الإيرانية بإزالة هذا العار الإجرامي ،

    لم ينطق الرجل بأي كلمة ،

    وكأن هذا المزار مقام ومحمي من الحكومة الإسرائيلية مثلا ،

    والله إن الحكومة الصهيونية نفسها لا تجرؤ على أن ترتكب مثل هذه الحماقات ،

    أحد أصدقاء التسخيري وهو الدكتور محمد علي آذر شب الأستاذ بجامعة طهران كان أكثر صراحة وبجاحة من شيخه فأعلن في الجلسة أنه لا يمكن إزالة مزار أبو لؤلؤة من إيران ،

    واعتبر أن هذا المزار يعبر عن تيار ديني في إيران لسنا أوصياء عليه بل أضاف في عناد واضح أنه ليس من حق دعاة التقريب ولا من رسالتهم أن يطالبوا بإزالة هذا المزار ،

    يعني المسألة عيني عينك ،

    وأذكر أني عندما تحدثت في هذه الزاوية قبل عدة أشهر عن "الجرائم" الإيرانية في حق الإسلام ومذهب أهل السنة تحديدا ،

    وأن هذا الكيان قام على التطرف والاستكبار وشق صفوف الأمة وليس توحيدها ،

    وذكرت فيما ذكرت إنشاء مرقد في إيران للمجرم أبو لؤلؤة المجوسي الكافر تكريما له وتعظيما لشأنه لأنه قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتب إلي بعض الأصدقاء مستنكرا ذلك ويطالبني بالدليل وواصفا الحديث عن وجود مرقد لأبو لؤلؤة بأنه دعاية أمريكية سوداء ضد إيران الإسلامية ،

    رغم أن مشهد أبو لؤلؤة ومزاره الذي بني على نمط معماري فخم للغاية ومحلي بخطوط الذهب موجود بالصوت والصورة حتى على مواقع الانترنت ،

    وهذا من عظم الغيبوبة التي يعيشها قطاع من المثقفين المصريين الحالمين ، حتى أتت المطالب هذه المرة على رؤوس الأشهاد وفي مؤتمر الدوحة الحاشد وعلى ألسنة شخصيات شيعية وإيرانية أيضا ،

    وأنا هنا لا يسعني إلا أن أثمن موقف المرجع الشيعي العراقي آية الله حسين المؤيد الذي دعا صراحة الحكومة الإيرانية إلى إزالة هذا العار من أرضها واعتبر أنها مسؤولة مسؤولية كاملة عنه ،

    كما أن الرجل تحدث عن "العبث" الإيراني في وطنه العراق فقال في حواره أمس مع موقع قناة الجزيرة القطرية ما نصه : "أنا كنت في طليعة من تحدث عن الدور الإيراني السلبي وأنا حذرت من هذا الدور وقبل الاحتلال، وقلت إن الاحتلال إذا تحقق سيصبح العراق ساحة مفتوحة للنظام الإيراني وسوف لا يمكن للأميركان السيطرة على الموقف بسهولة.

    الدور الإيراني سلبي لأن السياسة الإيرانية ليست إيجابية في أهدافها وليست إيجابية في أساليبها، ولا يوجد للنظام الإيراني مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي كامن وإنما له مشروع قومي يتخذ من الدين والمذهب وسائل لتحقيق أهداف ذلك المشروع القومي، والسياسة الإيرانية ترسم من زاوية المصلحة القومية الإيرانية ولا يؤخذ بنظر الاعتبار المصالح الإسلامية العليا في رسم هذه السياسة ، وبالتالي النظام الإيراني تعامل وتعاطى في الشأن العراقي من منطلق هذه السياسة التي ترسم من زاوية قومية إيرانية ولم يلحظ المصالح الإسلامية والرسالية في صياغة القرار السياسي بشأن التعاطي مع الوضع في العراق" ،

    انتهى النص الحرفي المنقول عن المرجع الشيعي العراقي الكبير ، ولا عزاء للمغيبة عقولهم .

      الوقت/التاريخ الآن هو 06.05.24 22:36