خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:50

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فهذه ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي) قدس الله روحه وأعلى درجاته، بقلم تلميذه "أبي همام محمد بن علي بن أحمد فرج الصومعي البيضاني" حفظه الله، سماها "نبذة يسيرة من حياة أحد أعلام الجزيرة" وقدم له فيها الشيخ المحدث "يحيى الحجوري" حفظه الله.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة فضيلة الشيخ / يحيى بن علي الحجوري


    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
    فقد رفع الله سبحانه وتعالى شأن العلماء الناصحين العاملين بعلمهم فقال تعالى : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} وقال تعالى : {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ} وجعلهم مئاباً للناس عند حلول المشكلات وحوالك المعضلات فقال تعالى: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) .
    وقال عز وجل : {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} فبالعلماء العاملين ينقذ الله الأمم من ظلمات الجهالة ويبصرهم عن الوقوع في عماية الضلالة ويالله كم في فقدانهم من أضرار ومن تلاطم فتن وأخطار قد أبانها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً من الصدور ولكن ينتزعه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ". هذا وإن الناظر إلى أي بلد حرم العلم والتعليم والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليرى بعد ضلالهم وانحطاط أخلاقهم وأفكارهم.
    ولقد ذاقت البلاد اليمنية حرسها الله من كل سوء صنوفاً من البلايا وأنواعاً من الرزايا بسبب سيطرة الجهل والدعوات المنحرفة عن جادة الطريق المستقيم.
    فجاس التشيع والتصوف خلال البلاد وعاث فيها بالشركيات والبدع وشتى أنواع الفساد فقيض الله عزوجل عدداً من رجال الحديث بين الحين والآخر إلى كتاب الله وسنة رسوله يدعون وعن ضده ينهون وينأون ومن أبرز أولئك الأفذاذ شيخنا العلامة الغيور على دين الله الصادع بالحق الصادق اللهجة القوي الحجة فجند نفسه ووهب عمره لوجه الله عزوجل في نصره دينه والذب عن كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
    ولقد خرج شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي تغمده الله برحمته وكثير من الناس يخبطون خبط عشواء وتجري عقولهم في اقتناص مصالحهم على غير السواء فجدد الله به في البلاد أمر دينها وحمى به جناب السنة وعرينها فشمر عن ساعد الجد بتشييد علوم كتاب الله وسنة رسوله وتبينها وتزييف تلك الضلالات وتوهينها فعلّم وصنف ودعا إلى الله عزوجل بكل ثبات ويقين وفضح الله به الزنادقة والملحدين والمبتدعة الضلال والمتهورين حتى كان محل ثقة المسلمين الرحال وقطعوا السهول والجبال فأحباه الله حياة طيبة مزدهرة بالعلم والتعلم والنصح والتوجيه والفتوى والبيان والزهد في الدنيا والأعراض عنها والجد في أمور الآخرة والسعي لها وختم له بخاتمة حسنة غبطة عليها الصلحاء الأخيار حيث وافته المنية بعد جهاد في الله ونصرة دينه وتحقيق توحيده عشرات السنين .
    وصلى عليه في المسجد الحرام ألاف الأبرار الموحدين وقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه " .
    هذا ولقد قام عدد من أفاضل طلاب شيخنا أبي عبد الرحمن الوادعي رحمه الله بتراجم له حافلة بين موسعه ومختصره (1) ذكروا فيها مناقبه وعلومه وكرمه وزهده وبذله وصبره ومحبة للسنة وبغض للمبدعه مما لا يتسع المجال لذكر بعضه هنا ومن بين من ترجم له أخونا الفاضل السني السلفي الداعي إلى الله الناصح الشهم العفيف الكاتب البصير ابو همام محمد بن علي البيضاني الصومعي حفظه الله برعايته وجعله في بالغ لطفه وعنايته ومن مميزات هذه الترجمة على بعض التراجم المذكورة وإن لم تكن بأوسع ولا أبلغ من بعضهن إلا أن أخانا أبا همام طرزها بردود متينة على بعض من طاشت أقلامهم وزلت أقدامهم وضلت أفهامهم بالطعن على شيخنا العلامة النحرير والمحدث الفقيه الكبير مقبل بن هادي رحمه الله فجرى الله أخانا أبا همام كل خير ودفع عنه كل سوء وضير .

    وكتب يحيى بن علي الحجوري في تسعة عشر شهر رجب عام اثنين وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية على صاحبها صلوات الله وسلامه 19/7/1422هـ

    ===================
    الحاشية:
    (1) وإلى الآن 25/6/1424 هـ ، لم أقف على شئ من هذه التراجم إلا نبذه لابنت شيخنا رحمه الله .

    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:51

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمــة


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
    فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
    وإن موت العلماء يعتبر نكبة على الأمة الإسلامية لأن في بقائهم الخير لهذه الأمة أما: عند ذهابهم فإن الشرور تكثر وأهل الباطل بجميع أصنافهم يجدون سبيلاً لترويج باطلهم لأنهم عند وجود العلماء يكونون خامدين مدحورين وعند وفاة أولي العلم يكثر الخلاف والفرقة لأن الجهال يتصدرون ويريدون أن يكونوا هم العلماء هم أهل الفتوى هم المرجعية والله المستعان .
    وان الأمة الإسلامية قد فقدت عالماً من هؤلاء العلماء فقدت عالماً مجاهداً مجدداً إنه العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله الذي وافانا خبر وفاته في ليلة الأحد الأول من شهر جمادى الأولى سنة اثنين وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة (1) فرحم الله أبا عبد الرحمن واسكنه الفردوس الأعلى.
    مكث في اليمن أكثر من عشرين عاماً في التدريس والدعوة والتأليف دحض الله به البدع وأقام به السنة قمع به التشيع والتصوف والتحزب لقد كان شجاً في حلوق أهل الباطل جميعاً.
    وفد هذا العلامة اليمن سيما بلده صعدة والناس تحت وطأة الرفض و التشيع فبين لهم السنة من البدعة وبين لهم المنهج السلفي ودعاهم إليه وحذرهم من مناهج أهل البدع فصاروا له مناصرين إلا من استحب العمى على الهدى وقليل ما هم.
    وجدهم يطوفون بالقبور ويستغيثون بأهلها ويذبحون لهم فبين لهم أن هذا العمل شرك لا يغفره الله وأن من مات مصراً على ذلك مات كافراً إلا أن يتوب.
    أسس دار الحديث السلفية وعلم وصبر على تعليم الناس فتخرج على يديه الجم الغفير من العلماء والدعاة وحفظة القرآن والسنة يدعون إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم ومع هذا النفع العظيم الذي كان أبو عبد الرحمن سبباً في وجوده مع هذا كله كان أبو عبد الرحمن يقول: كل هذا لا بحول منا ولا قوة ولا بسبب كثرة علمنا ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة ولكن أمر أراده الله أن يكون فكان ولله الحمد والمنة الذي وفقنا لذلك.
    فرحم الله أبا عبد الرحمن لقد افتقده أهل اليمن خاصة والعالم الإسلامي عامة وقد تذكرت أبياتاً كان رحمه الله يتمثل بها فإنه كان يحب مناقشة طلابه في دروسه فسأل مرة عن بعض طلابه فلم يكونوا موجودين فطفق يقول:
    سيذكرني قومي إذا جد جد هموا
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

    فرحمك الله وجزاك خيراً ما جزا عالماً عن طلابه ومع هذا فقد كان أبو عبد الرحمن يعلم طلبته على أن يعلقوا الدعوة بالله وأن لا يعلقوها بشخص فقد سمعته يقول في 18/3/1420هـ في أحد دروسه { لا تعلقوا الدعوة بشخص وأنه لو مات ماتت الدعوة علقوها بالله }
    وعلى كل فإن الله سبحانه وتعالى : قد حكم على جميع خلقه بالفناء حتى أنبياءه صلوات الله وسلامه عليهم قال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
    هذا وإني قد كنت شرعت في كتابة هذه الترجمة بمكة المكرمة قبل وفاته عندما كان نزيلاً بها فترة علاجه ثم رجعت إلى دماج فلما جاءنا خبر وفاته اجتهدت في إكمالها (2) وهذا من حقه علينا فإن (3) [للعلماء علينا من الحقوق ما تركه يتم العقوق ومن رعايتهم ضبط أحوالهم الشريفة وتدوين مناقبهم المنيفة وتقليد محاسنهم في بطون الأوراق والمحافظة على حفظ نتائج أفكارهم التي هي من أنفس الأعلاق ومن ذلك تعظيمهم باللسان والجنان والأركان وعدم التعرض لما يئذيهم بالدخول في أعراضهم والاستهانة بمناقبهم الجزيلة الجليلة والتقعد لهم بمراصد الاستخفاف والتنصب لهم بمنصة الخلاف] (4).
    وقد ورد في الآيات الفرقانية والأحاديث النبوية والآثار المصطفوية ما يقتضي النهي عن ذلك وتغطي بمن عمل به أيمن المسالك ".
    وقد اشتملت هذه الترجمة على أمور وهي: (اسم الشيخ)(نسبه) (بداية طلبه للعلم) (رحلته) (عودته إلى اليمن) (رجوعه إلى أرض الحرمين ونجد) (دراسته بالجامعة) (سجنه) (ترحيله) (وصوله إلى اليمن) (بداية الدعوة) (آثاره العلمية) (شيوخه) . (طلبته ) (شجاعته) (حرصه على طلاب العلم) (عزة نفسه وعفته) (صبره وزهده) و(كرمه ) (تواضعه) و( ورعه ) (حرصه على الدعوة حرصه على العلم ) ومراجعته ( أعداؤه) (زوجاته) (حياته العائلية) (فوائد من مجالسه) .
    وما لا يدرك جله لا يترك كله وأسأل الله العلي القدير أن يرحم شيخنا وأن يتجاوز عنه وأن يسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    كتبه أبو همام
    محمد بن علي بن أحمد فرج
    الصومعي البيضاني
    مكة المكرمة


    ====================
    الحاشية:
    (1) توفي بمدينة جدة بمستشفى الملك فيصل التخصصي عن عمر يناهز السبعين عاماً بسبب مرض تليف الكبد وصلي عليه بالمسجد الحرام بعد صلاة الفجر من يوم الأحد ثم دفن بمقبرة العدل بجانب الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين حسب وصيته التي أوصى بها على سرير مرضه وقد صلى عليه مجموعة من اهل العلم وطلابه : منهم شيخنا العلامة ربيع بن هادي مدخلي وشيخنا الفاضل وصي الله بن محمد عباس والشيخ صالح بن حميد والشيخ محمد بن علي آدم والشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا وغيرهم من العلماء وطلبة العلم.
    (2) ولكن شاء الله أن تتأخر
    (3) مقدمة " حدائق الزهور " لحسن بن أحمد عاكش
    (4) واعلم وفقني الله وإياك أن علماءنا كانوا شديدين على من يستخف بعلماء أهل السنة لأنه لا يتولى الطعن فيهم والغمز واللمز إلا صاحب هوى قال الإمام الحاكم في المعرفة ص 110 سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول كنت أنا وأحمد بن الحسن عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال زنديق زنديق زنديق ودخل البيت
    وقال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف (ص 299) : وعلامة أهل البدع على أهلها ظاهرة بادية واظهر آياتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم.
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:51

    نسبه

    هو الشيخ العلامة المحدث / مقبل بن هادي بن قايدة (1) الهمداني الوادعي الخلالي من قبيلة آل راشد

    بداية طلبه العلم

    بدأ شيخنا رحمه الله تعالى طلب العلم في المكتب فتعلم فترة ثم انقطع عن مواصلة العلم والسبب في ذلك أنه لم يجد معيناً يعينه على مواصلة طلب العلم.
    قال (2) رحمه الله درست في المكتب (3) ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب لأنه ما كان هنالك من يرغب أو يساعد على الطلب .

    سفره إلى أرض الحرمين ونجد

    ثم سافر شيخنا إلى أرض الحرمين ونجد وسكن بنجد قدر شهر ونصف فتغير عليه الجو بالرياض فعزم على السفر إلى مكة فاستنصح بعض الواعظين عن الكتب المفيدة حتى يقوم بشرائها فأرشده إلى (صحيح البخاري) – و(بلوغ المرام) – و(رياض الصالحين) و( فتح المجيد) – وكان يعمل آنذاك حارساً على عمارة في الحجون (4) فعكف على هذه الكتب يقرءها وكانت تعلق في ذهنه لأن العمل في بلده كان على خلاف ما فيها سيما كتاب فتح المجيد كما ذكر ذلك هو نفسه.

    عودته إلى بلده

    ثم عاد شيخنا إلى بلده وبدأ بإنكار المنكر الذي وجد قومه عليه من الذبح لغير الله وبناء القباب على القبور ونداء الأموات والاستغاثة بهم فبلغ ذلك الشيعة فأغاضهم ذلك فقائل منهم يقول " من بدل دينه فاقتلوه" (5) ومنهم من يرسل إلى أقربائه ويقول: إن لم تمنعوه فسنسجنه وبعد المضايقات وبعد التهديد والوعيد الشديد من قبل الشيعة الذين يرون أن أبا عبد الرحمن قد بدل دينه وأنه إن لم يرجع عن عقيدة التوحيد فسوف يقتل لأن من دعا إلى التوحيد عند الشيعة وأضرابهم فقد بدل دينه يستتاب فإن تاب وإلا قتل وبعد هذا وذاك قرروا قراراً لم يستطع أبو عبد الرحمن الفرار منه قرروا أن يدخلوه جامع الهادي (6) ليتعلم هنالك حتى يزيحوا الشبه التي قد علقت في ذهنه بزعمهم وهذا ابتلاء لأبي عبد الرحمن رحمه الله بعد ما عرف العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح يزج به في وكرٍ من أوكار التشيع ولكنَّ أبا عبد الرحمن بفضل الله عز وجل ثم بسبب عقيدته السليمة عندما رأى أن الكتب التي تدرس عندهم شيعية معتزلية أقبل على النحو يتعلمه وإن كان أهل البدع بجميع أصنافهم يدسون العقيدة الفاسدة في اللغة العربية إلا أن الله سبحانه وتعالى حفظ أبا عبد الرحمن من هذه المكيدة فدرس " قطر الندى " لابن هشام مراراً حتى استوعبه استيعاباً عجيباً لكثرة ما درسه وراجعه

    عودته إلى أرض الحرمين

    ثم عاد أبو عبد الرحمن رحمه الله إلى أرض الحرمين إلا أنه قبل ذلك نزل نجران وسكن فيها قدر سنتين ولازم فيها مجد الدين المؤيد (7) ثم انطلق إلى مكة فكان يعمل نهاراً ويدرس ليلاً.

    دخوله معهد الحرم

    ثم فتح معهد الحرم فتقدم شيخنا رحمه الله مع مجموعة من طلبة العلم للاختبار فنجح بفضل الله تعالى.

    انتقاله إلى المدينة النبوية

    وعندما انتهى شيخنا رحمه الله من المتوسط والثانوية انتقل إلى المدينة النبوية ودخل الجامعة الإسلامية وأختار كلية الدعوة وأصول الدين وعندما جاءت العطلة خشي من ضياع الوقت فانتسب في كلية الشريعة وانتهى من الكليتين وأخذ شهادتين والمعتبر عنده هو العلم لا الشهادة كما كان يردد ذلك في كثير من دروسه.

    حصوله على الماجستير

    ثم فتحت آنذاك في الجامعة الإسلامية دراسة الماجستير فتقدم لاختبار المقابلة فنجح بفضل الله وكانت الدراسة التي أعدها لنيل شهادة الماجستير هي تحقيق كتاب الالزامات والتتبع للإمام الدارقطني رحمه الله وهذه المناقشة سجلت على أشرطة ثم فرغت وطبعت ضمن كتابه غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة.

    سجنــه

    سجن أبو عبد الرحمن مرتين المرة الأولى لمدة شهر ونصف.
    والثانية: لمدة ثلاثة أشهر ثم رُحل بعد ذلك قال رحمه الله كما في ترجمته: وكانت تحدث السقطات من بعض الإخوة المبتدئين لأن الغالب على المبتدئ الحماسة الزائدة وكنت آنذاك أحضر رسالة الماجستير فما شهدنا ذات ليلة إلا بالقبض علينا فقبضوا على نحو مائة وخمسين وهرب من هرب وارتجت الدنيا بين منكر ومؤيد فبقينا في السجن نحو شهر أو شهر ونصف وبعدها خرجنا بحمد الله أبرياء.
    ثم بعد هذا خرجت بعض رسائل جهيمان (8) فقُبض على مجموعة منا وعند التحقيق قالوا لي أنت الذي كتبتها جهيمان لا يستطيع أن يكتب فنفيت ذلك والله يعلم أني لم أكتبها ولم أشارك فيها وبعد سجن ثلاثة أشهر أمر بالترحيل.

    وصوله إلى اليمن

    وعندمنا وصل هذا العالم الجليل والمجاهد النبيل إلى بلده أخذ يدرس في قريته الأولاد القرآن الكريم وتكالبت عليه الدنيا كأنه خرج لخراب البلاد كيف لا وأهل الرفض يحيطون به من كل جانب ويرون أنه ممن بدل دينه وأنه إما أن يرجع عن عقيدته وإما أن يقتل وكان في ذلك الوقت وحيداً بمفرده لا يعرف أحداً لا يعرف شيخ قبيلة ولا يعرف مسؤولاً وإنما كانت كلمته التي يرددها حسبي الله ونعم الوكيل.
    وبعد أيام أخرج بعض فاعلي الخير مكتبته من المدينة ولم يستلمها إلا بعد غرامة مالية وتعب تعباً شديداً فعندما وصلت ذهب الشيعة إلى المسؤولين وقالوا إنها كتب وهابية حتى إن الخبر وصل إلى الرئيس وأحال الرئيس القضية إلى أحد المسؤولين ثم سلمت له (9).

    إشراقة أمل

    ثم بدأت الدعوة السلفية دعوة التوحيد دعوة الحق تشع بنورها رغم أنوف الحاسدين والحاقدين من شيعية وصوفية وعلمانية بجميع أصنافها بدأت تنطلق من قرية صغيرة تحيطها الجبال ولكن شعاع هذه الدعوة المباركة بدء ينتشر ويكتسح الباطل بدء هذا الحق يرتفع ويحطمُ البدعَ والخرافات ويضيء للناس الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه أنه لا ذبح إلا لله لا عبادة إلا لله – لا نذر إلا لله – لا حكم إلا لله لا ولاء إلا لله – ولا براء – إلا من أجل الله – لا دعوة إلا إلى الله – وإلى كتابه – وإلى سنة رسوله جاء أبو عبد الرحمن والناس في اليمن تحت وطئة الرفض والتشيع لا يستطيعون أن يحرروا أنفسهم من هذه الوطئة وهذا الاستعباد ولقد سمعت رجلاً من أهل دماج وأنا راكب في سيارة أثناء ذهابي إلى صعدة يقول لأحد الشيعة (لقد حررنا الشيخ مقبلٌ) .
    جاء أبو عبد الرحمن وأهل دماج كانوا يذبحون لغير الله في مكان يقال له الملاطة فنهاهم وحذرهم وتركوا وكانوا يذهبون إلى قبر الهادي بصعدة ويدعونه من دون الله فبين لهم الحق وأن هذا لا يجوز وأنه شرك لا يغفره الله فانتهوا ثم بدء الناسُ يسمعون عن دعوة تدعو إلى التوحيد وأنه لا إله إلا الله لا معبود بحقٍ إلا الله .
    سمعوا بهذا العلامة الإمام فشمروا عن ساعد الجد ورحلوا إليه ليأخذوا عنه العلم جاءوا من مصر – والكويت وأرض الحرمين ونجد وليبيا والجزائر والمغرب وتركيا وبريطانيا وأمريكا والصومال وبلجيكا ومن جميع البلاد اليمنية وكان المسجد صغيراً بناه أقرباء الشيخ له لكي يصلوا فيه درءاً للفتنة ثم بنيت عدة مساجد بعده كلما ضاق مسجد بنوا أخر ثم جعلت المساجد القديمة لصالح الدعوة منها ما هو سكن وآخر يدرس فيه النساء وآخر مكتبه وآخر مطبخ وآخر لإقامة الدروس وآخر لاستقبال الضيوف وآخر لحاجيات الطلاب وهكذا.
    حتى صار عدد الطلاب أكثر من ألفي طالب ومع هذا فأبو عبد الرحمن دائماً يكرر ويقول: كل هذا لا بحول منا ولا قوة ولا بسبب كثرة علمنا ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة ولكن هذا أمر أراد الله أن يكون فكان ولله الحمد والمنه الذي وفقنا لذلك.
    =================
    الحاشية:
    (1) في ترجمته أن قائده اسم رجل .
    (2) انظر ترجمته.
    (3) وقد ذهبت إلى هذا المكتب وهو يبعد عن بيت شيخنا قدر ربع ساعة مشياً على الأقدام أخبرني أحد أهالي القرية واسمها (الوطن ) أنه هدم أيام الملكية ثم بني على الهيئة السابقة ورأيت حوله الزراعة تحيط به وبجانبه أشجار سدر وهو في مكان هادئ يعين على طلب العلم ويسكن فيه الآن بعض طلبة العلم.
    (4) قال الأصمعي: الحجون هو الجبل المشرف الذي مسجد البيعة على شعب الجزارين .
    وقال ياقوت الحموي: والحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها " معجم البلدان جـ 2 ص 260
    قلت: أما الآن فقد صار عمائر ومساكن ولا تكاد ترى الجبال لكثرة العمائر إلا من جهة المقبرة فقط لعدم وجود مساكن هنالك.
    (5) رواه البخاري وغيره من حديث ابن عباس.
    (6) نسبه إلى الهادي يحيي بن الحسين المتوفي سنة ثمان وتسعين ومائتين سنة 298 هـ وهو مدفون في الجامع نفسه بمدينة صعدة ويذبح له ويستغاث به ويدعى من دون الله وقد عزمت في 24/5/1422هـ على الدخول إلى هذا الجامع وعند دخولي إلى صرح المسجد سمعت أصواتاً مرتفعة ورأيت أناساً متجمعين وبعد اقترابي منهم فإذا بهم سدنة القبر كانوا يختصمون على نقود جاء بها بعض الزائرين ثم نظرت إلى أعلى فرأيت قبة ورأيت الناس يدخلون إليها فلما اقتربت من بابها فإذا بالأصوات ترتفع هذا يدعو وذاك يقرأ وذاك يتمتم فلما دخلت فإذا بتابوت كبير على القبر ارتفاعه قدر مترين أو يزيد على ذلك وحوله أناس من سدنة وغيرهم وتوجد قبور أخر يتوسطها قبر الهادي ولم اتكلم بشيء لأنهم كانوا ينتظرون مني كلاماً يخص قبورهم وعند خروجي من باب الجامع رأيت دكاناً وقد كتب عليه " وكيل الهادي " فسألت شخصاً ما المقصود بهذا فقال: هذا دكان يستقبل النذور التي تنذر للهادي فحمدت الله الذي وفقنا للحق والصواب وللمعتقد الصحيح ونسأله بمنه وكرمه وإحسانه أن يثبتنا على ذلك وأن يميتنا كذلك إنه خير مسؤول.
    (7) شيعي متعصب: وعلماؤنا رحمهم الله كانوا يقولون إن من وجد علماً عند مبتدع لم يجده عند غيره فليأخذ عنه وليكن على حذر من عقيدته.
    (8) قال الشيخ العلامة زيد بن محمد مدخلي حفظه الله تعالى في كتابه القيم " الإرهاب" ص 15: وكان من خبر هذه الزمرة أنهم دخلوا البيت الحرام يوم الثلاثا أول يوم من شهر الله المحرم عام 1400 هـ ومعهم مهديهم المدعو/ محمد بن عبد الله القحطاني يرافقه ويشجعه وينطق بلسانه / جيهمان بن سيف العتيبي ومعهم أسلحة وذخيرة فطالبوا المسلمين بمبايعة المهدي المذكور تحت وطأة الضغط والقتل والترويع للمسلمين عموماً ولأهل الحرم خصوصاً ويالله كم سفكوا من الدماء ظلماً وعدواناً وناداهم العلماء لينزلوا على حكم شريعة الله فيهم فأبو إلا مواصلة السير في الشر والفساد والفسوق والعصيان والعناد ... الخ
    قال أبو همام : وهؤلاء القوم كان اعتمادهم في خروجهم هذا على ولاة الأمور وسفك دماء معصومه حرم الله سفكها إلا بحقها وترويع الآمنين من أهل البلاد والمقيمين كل ذلك على منامات رأوا في منامهم أن القحطاني هو المهدي فيالله العجب انتهكت حرمات الله بأحلام فاسدة ولم يجدوا مكاناً يتمركزون فيه لقتل الأبرياء إلا المسجد الحرام وقد حرم الله القتال فيه كما جاء في الصحيحن من حديث عبد الله ابن عباس أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة " إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار وهي ساعتي هذه فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة " .. الحديث.
    وعلى كل فقد وجدوا جزائهم الدنيوي فإن البيت لا يعيذ أمثال هؤلاء فإن نبينا صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة عام الفتح بعدما نزع المغفر من على رأسه جاءه رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال " اقتلوه " والحديث في الصحيحين.
    ومازال الإرهاب إلى يومنا هذا سواء في أرض الحرمين ونجد أو في غيرها من البلدان فلا يخفاك أيها القاري ما قام به عبد العزيز المعثم ومن معه بتفجير عشوائي بمدينة الرياض في حي العليا في عام 1416هـ وكذلك التفجير الحاصل بمدينة الخبر في شهر صفر عام 1417هـ. =
    = بل لا يخفى على الجميع ما حصل في عامنا هذا 1424هـ بمدينة الرياض بالمجمعات السكنية وراح ضحيته كثير من الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء وهذا كله ناتج عن الإرهاب الفكري الخطير الذي أفسد عقول كثير من شباب الأمة ولكن علينا جميعاً ان نعرف من أين مصدره وكيف تلقاه هؤلاء الشباب.
    فأقول لك أيها المسلم إن هناك كتباً انتشرت وصارت تطبع بكثافة ووجد من يروج لها من قليلي العلم وهذه الكتب منها كتب سيد قطب فقد حوت هذه الكتب الضلال من تكفير المجتمعات والدعوة إلى الثورات والانقلابات والمظاهرات وقد تصدى لبيان ما فيها جمع من العلماء ومنهم شيخنا العلامة ربيع بن هادي مدخلي حفظه الله تعالى ومن هذه الكتب كتب حسن البنا ومحمد الغزالي والمودودي والقرضاوي والتلمساني والترابي ومحمد سرور وعبد الرحمن عبد الخالق ومحمد أحمد الراشد ومحمد قطب والعجيب أنه وجد من انخدع الشباب أو كثير منهم به وأشاد بهذه الكتب وبأصحابها فكانت النتيجة من ذلك ما نشاهده اليوم وممن روج لهذه الكتب بحجة ( الموازنة ) بزعمه سفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني ولكن الحمد لله تنبه كبار العلماء لهؤلاء وحذروا منهم وافتوا بتوقيفهم وذكرت هذا لأن الكثير إلى يومنا هذا لم يعرفوا شيئاً مما تقدم ذكره { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة } الأنفال 42
    ومن أراد مزيداً من ذلك فليراجع كتب أهل العلم الموثوق بهم أمثال سماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني والنجمي والمدخلي والفوزان والعباد واللحيدان والسبيل والوادعي والوصابي وهيئة كبار العلماء عامة وغيرهم من علماء أهل السنة .
    (9) وعرض عليه الإخوان المسلمون في ذلك الوقت أن يعمل أي يدرس في جامعة صنعاء فأبى لأنه يعلم انهم سوف يضيعونه كما ضيعوا الكثير من خريجي الجامعة
    قال رحمه الله في بعض دروسه أول ما أتيت اليمن استقبلوني فقالوا تريد في البحوث الإسلامية أم تدرس في الجامعة فقلت لهم لا، سأذهب بين قبائلي وبلدي ادعو بقدر ما استطيع
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:52

    آثاره العلمية


    ولهذا العالم المجاهد آثار علمية هائلة جنى اليمنيون بل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ثمارها من المؤلفات القيمة النافعة التي يستفيد منها المبتدئ ولا يستغنى عنها المنتهي كذلك طلابه في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها وهذه مؤلفاته المطبوعة فدونكها :

    1 الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (1)
    2 تراجم رجال الحاكم في المستدرك
    3 تتبع أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي طبعت ضمن المستدرك وصار عدده
    4 تراجم رجال الدار قطني في سننه
    5 الصحيح المسند من دلائل النبوة
    6 غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل
    7 الجامع الصحيح في القدر
    8 صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال (8)
    9 إجابة السائل عن أهم المسائل
    10 الشفاعة
    11 رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ومعه الطليعة في الرد على غلاة الشيعة وحكم القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
    12 تحفة الأريب على أسئلة الحاضر والغريب
    13 المخرج من الفتنة
    14 الصحيح المسند من أسباب النزول (3)
    15 ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر
    16 المصارعة
    17 الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
    18 الباعث على شرح الحوادث
    19 إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن
    20 الجامع الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (4)
    21 غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة
    22 الفواكه الجنية في الخطب والمحاضرات السنية
    23 قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد
    24 مجموعة الرسائل العلمية تحتوي على ما يلي :
    1- شرعية الصلاة في النعال (5) 2- تحريم الخضاب بالسواد 3– الجمع بين الصلاتين في السفر 4– إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال 5– ذم المسألة.
    25 تحفة الشاب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني
    26 فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار (6)
    27 إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان
    28 الديباج في مراثي شيخ الإسلام الشيخ عبد العزيز ابن باز
    29 حكم تصوير ذوات الأرواح
    30 المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
    31 فضائح ونصائح
    32 مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني ومعه بحث حول كلمة وهابي.
    33 إسكات الكلب العاوي
    34 تحقيق تفسير ابن كثير حقق مجلداً وما بقي قام بتحقيقه بعض طلبته
    35 الصحيح المسند من التفسير بالمأثور ولم ينته منه وتقوم إحدى زوجاته بإكماله
    36 كتاب الإلزامات والتتبع للإمام الدار قطني دراسة وتحقيق (7)

    فهذه ثروة علمية هائلة خلفها أبو عبد الرحمن الوادعي رحمه الله تعالى للأمة الإسلامية عامة ولطلبته العلم خاصة فقد أفنى عمره في التدريس والدعوة والتأليف فرحم الله أبا عبد الرحمن.

    مشايخـه


    أخذ أبو عبد الرحمن العلم على مشايخ أجلاء من أعلام هذا العصر وقد ذكرهم في ترجمته التي لا تتجاوز ست ورقات في مواضع متفرقة وسأذكرهم في هذه السطور على النحو التالي:
    1- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس البحوث العلمية والإفتاء. درس عليه في الحرم المدني في صحيح مسلم.
    2- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كان يحضر له في مجالسه الخاصة وله نقاشات متعددة معه (8).
    3- الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله.
    4- الشيخ محمد السبيل حفظه الله.
    5- الشيخ عبدالعزيز الراشد رحمه الله.
    6- الشيخ يحيى الباكستاني حفظه الله درس عليه في تفسير ابن كثير وصحيح البخاري وصحيح مسلم في الحرم المكي.
    7- الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي درس عليه في علم الحديث ومنه استفاد كثيراً في هذا العلم، مكث عنده نحو سبعة أشهر وكان ذلك في الحرم المكي.
    8- الشيخ السيد محمد الحكيم المصري ، وهو أبرز من درسه في الجامعة الإسلامية.
    9- الشيخ محمد بن عبدالوهاب فائد المصري ، درسه في الجامعة الإسلامية.
    ودرس على بعض الشيعة في مسجد الهادي بصعدة.
    قال رحمه الله في ترجمته عن دراسته في جامع الهادي ومدير الدراسة القاضي مطهر حنش فدرست في العقد الثمين وفي الثلاثين المسألة وشرحها لحابس ومن الذين درسونا محمد بن حسن المتميز وكنا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من أئمة أهل السنة وأنا أكتم عقيدتي إلا أني ضعفت عن وضعت اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة وأرسلت يدي ودرسنا في متن الأزهار الى النكاح مفهوماً ومنطوقاً ... ثم طلبت من القاضي قاسم بن يحي شويل ان يدرسني في بلوغ المرام ... ودرست قطر الندى مراراً على اسماعيل حطبة.
    قلت : وكذلك درس على مجد الدين المؤيد وقد مر ذكره.

    طلبته


    أما طلبة أبي عبد الرحمن فكثير جداً لا استطيع جمعهم في هذه الرسالة لصغر حجمها فقد ذكر في ترجمته ثلاث مائة وأربعة وثلاثين طالباً وترك الكثير ولكن أذكر بعضهم.
    - الشيخ العلامة المحدث محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي القائم على دار الحديث بالحديدة.
    - الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري وهو خليفة الشيخ في دار الحديث السلفية بدماج وقد أوصى شيخنا قبيلته أن لا يرضوا بنزوله من على الكرسي فقال رحمه الله في وصيته لأقرباءه وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيراً وألا يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين .
    - الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الريمي الملقب بالإمام القائم على دار الحديث بمعبر.
    - الشيخ الفاضل عبد العزيز البرعي القائم على دار الحديث بمفرق حبيش.
    وغيرهم كثير وإنما ذكرت هؤلاء لأنهم عُرفوا في أوساط المجتمع فلا ينقم علينا أحدٌ ومن أراد المزيد فليرجع إلى ترجمة أبي عبد الرحمن رحمه الله (9).

    أما النساء فكثير وكثير جداً ومن أبرزهن.
    1- أمُ عبد الله الوادعية بنت الشيخ رحمه الله تعالى ولها من المؤلفات نصيحتي للنساء والصحيح المسند من الشمائل المحمدية (10).
    2- أمُ شعيب الوادعية زوجة الشيخ رحمه الله الثانية ولها من المؤلفات الصحيح المسند من فضائل آل بيت النبوة.
    3- أم سلمة زوجة الشيخ رحمه الله الثالثة ولها من المؤلفات تحذير الفتاة العفيفة من تلبيسات الزنداني الخبيثة وكتاب الانتصار لحقوق المؤمنات تحت الطبع.
    وكل هؤلاء يقمن الدروس ويعلمن بدار الحديث السلفية بدماح.


    ==================
    الحواشي:
    (1) وسبب تأليفه لهذا الكتاب أنه سمع شيخه عبد العزيز ابن راشد النجدي صاحب تيسير الوحيين في الاقتصار على الصحيحين يقول: الصحيح في غير الصحيحين يعد على الأصابع: قال أبو عبد الرحمن رحمه الله فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ) فازددت يقيناً ببطلان كلامه رحمه الله.
    (2) حدثني بعض طلبة العلم فقال: سألت أبا عبد الرحمن فقلت له يا شيخ سميت كتابك صعقة الزلزال لم لم تسمه الزلزال قال فسكت قليلاً ثم قال: لأن الزلزال عندما تكون له صعقه يكون أقوى من الزلزال الذي لا صعقة له.
    قلت وقد أحدث هذا الكتاب ضجة بين أوساط الشيعة حتى إنهم فعلوا قطاعاً في خط صعدة لطلبة العلم الذين يأتون من صنعاء إلى دماج ثم انخمدت فتنتهم.
    (3) قدمه للجامعة الإسلامية ذكر ذلك في مقدمة الكتاب نفسه
    (4) سئل أبو عبد الرحمن رحمه الله في 16 شوال 1416هـ وهو أول يوم يبدأ تدريس الجامع الصحيح أيهما أحب إليك الصحيح المسند أم صحيح الجامع.
    فقال: مكثت في ترتيب الجامع الصحيح سبعة أشهر ومن أراد أن يعرف الأحاديث يقرأ في الصحيح المسند لأن أحاديثه أقل ومن أراد استنباط الأحكام من التراجم فالجامع الصحيح لأن الفائدة فيه أعم للعامي وطالب العلم .
    (5) سنية الصلاة في النعال أحياها في اليمن أبو عبد الرحمن رحمه الله بعض الأحيان عندما تقام الصلاة ينادي صلوا في نعالكم خالفوا اليهود
    (6) سبب إصدار هذه الرسالة هي وحدة اليمن مع الحزب الاشتراكي وكان مما قاله في هذه الفتوى ما يلي:
    أنا أقول نضر الله أمراً بلغ ما أقوله لإخواني: الوحدة مع الشيوعيين تعتبر كفراً فليبلغ الشاهد الغائب دليلي من كتاب الله قول الله عزوجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة الآية رقم 15.
    وقوله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) التوبة آية 3
    وأنتم تعرفون أحوال الشيوعية ومن لم يعرفها فليذهب الى عدن وتعرفون ماذا عملوا في المناطق الوسطى استباحوا ما حرم الله وطمسوا معالم الدين ، نادو في مكبرات الصوت لا اسلام بعد اليوم ، ثم بعد أن تدهورت الشيوعية في روسيا يريدون ان يكون بلدنا اليمني مقراً لها . والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على اليمنيين وأخبر أنهم " أرق أفئدة وألين قلوباً " أقول ولا يقول قائل ان أبا عبدالرحمن ضد الوحدة كلا وإنما كان أبو عبدالرحمن ضد الكفر ولم يؤد هذه النصيحة الا خوفاً من الوقوف بين يدي ربه سبحانه وتعالى وأن يسأله عن سكوته وكتمانه الحق كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) البقرة ، 159
    إذن فأبو عبدالرحمن رحمه الله غرضه من هذه الفتوى تأدية النصيحة وإلا فمن يتجرأ أن يقول ما قاله أبو عبدالرحمن في ذلك الوقت والاشتراكيون قادمون زاحفون كلهم اجمعون على الحكم فنسأل الله العلي العظيم أن يجزيه خيراً فقد كان رجلاً ناصحاً لهذه الأمة يقول الحق ولا يضره كلام الناس .
    (7) وقد أشاع وأذاع أهل الباطل الحاقدون على أبي عبدالرحمن أنه لم يختر هذا الكتاب إلا ليطعن في الصحيحين ، قال رحمه الله في مقدمته لهذا الكتاب : وقد كان أشاع الحسدة وذووا الأهواء والأغراض الفاسدة أنني ما اخترت الالزامات والتتبع الا لقصد الطعن في الصحيحن لأن بي نزعة زيدية ، سبحانك هذا بهتان .
    وقد أجاب شيخنا الفاضل الامام السيد محمد الحكيم المشرف على الرسالة في ليلة المناقشة على هذه الفرية بما شكره الحاضرون عليه ونرجو أن يجعله الله في ميزانه يوم لقاه ، فجزاه الله خيراً على نصرة الحق واخماد الباطل .
    أقول ان ا لشيخ السيد محمد الحكيم قد نصر الشيخ مقبلاً نصراً مؤزراً وقد استمعت الى هذه الأشرطة ومما فيها
    أولاً : قام الشيخ السيد محمد الحكيم بتعريف للشيخ مقبل فقال الطالب صاحب الرسالة هو الشيخ مقبل بن هادي الوادعي اليمني الجنسيه والشيخ مقبل ليس غريباً على الجامعة الاسلامية وإنما هو أحد ابنائها المخلصين وأحد طلبتها المجتهدين تخرج الشيخ مقبل من كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الاسلامية في العام الدراسي 94-95 هـ ومنح درجة الشهادة العالية ( الليسانس ) بدرجة جيد جداً ، ثم التحق بقسم الدراسات العليا في الثالث والعشرين من ذي القعدة عام 1395 هـ ، ونجح في السنة التحضيرية بالدراسات العليا بتقدير جيد جداً ثم عكف على تحضير هذه الرسالة التي هي ( الالزامات والتتبع ) والتي يتقدم بها الليلة للحصول على الدرحة العالمية ( الماجستير ) من الدراسات العليا بالجامعة .. ايها الأخوة لو كانت قوانين الجامعة تبيح منح هذا الطالب شهادة ( الدكتوراه ) من الآن بهذه الرسالة لشجعته على أن يتقدم لشهادة ( الدكتوراه ) بها مباشرة لا لشهادة الماجستير .. فأرجو أن تأخذ الجامعة اقتراحي هذا بعين التقدير ، هل يجوز للطالب أن يأخذ شهادة الدكتوراه مباشرة بغير ماجستير أو لا يجوز .. طبعاً هذا بعد موافقة الجامعة . فنحن لا نلزمهم بهذا وانما نقترح .
    (8) طلبنا منه في بعض دروسه أن يذكر لنا شيئاً من هذه المجالس فقال رحمه الله تعالى بداية لقائي معه كنت أسأله عن مسائل فيظنني معانداً فربما يحمل علي ويتكلم بكلام يفحمني ولا أقتنع بما يقول وهو أوتي جدلاً .
    ومرة كان يتكلم عن ا لجماعة في المسجد ( الجماعة الثانية ) وهذا كان في دار الحديث في المدينة والمتواجدون قدر حمسين نفراً أو أقل فكان يتكلم معنا في صلاة الجماعة وأنها لا تعاد في مسجد صليّ فيه .
    فأردت أن أتكلم فلم يتكلم فرفعت صوتي فألتفت فقال أراك غاضباً ، قلت نعم ، كيف تزهد في جماعة وهي بسبع وعشرين درجة .
    ومرة أتانا في منى في مخيم والجلسة لطلبة العلم وبقينا كثيراً من الليل من أجل مسألة اللحية حتى نمنا وأظنه آلف للسهر .
    ومرة لقاء في بيت أخ في المدينة من بعد الفجر يريد أن يقنعنا أن التقليد لا بأس به للعامي ، فقلت له ابن عبدالبر يقول : ان المقلد لا يعد عالماً ، قال نعم وبقينا الى الضحى فقال يا أبنائي أتعبتموني قلنا لأنك لم تأت بآية وحديث فقال لا يلزم أن تخضعوني لما تريدون ولا أرى أن أخضعكم لما أرى .
    ومرة جلسة في بيتنا ومما دار الكلام على الآذان ( أي التثويب في آذان الفجر وكان يركز علىّ فجلسنا من بعد صلاة الفجر إلى قرب الظهر نبحث هل قول المؤذن الصلاة خير من النوم تقال في الأول ( أي الآذان ) وأتينا بحديث موقوف على ابن عمر وظاهرة الحسن فقال الطريق التي فيها مجاهيل ألا ترتقي مع هذا الى الحجية . إلى أنه في الآذان الأول ثم اقتنعنا أنه في الآذان الأول .
    قلت : ومع هذا فشيخنا رحمه الله تعالى كان يجل الشيخ الألباني رحمه الله فقد قدم شيخنا لرسالة لبعض طلبة العلم كان يرد على الشيخ الألباني رحمه الله ثم قال في بعض دروسه لا أقرظ لأحد يرد عليه وقال في 7 جماد الأولى 1419 هـ إذا رأيت الرجل يتكلم في ابن باز والألباني فاتهمه على الإسلام ، وفي 23/6 /1420 هـ قال لنا في درس تفسير ابن كثير أحسن الله عزاءكم يا أهل السنة في محدث العصر. قال أبو همام بل أحسن الله عزاءنا فيكما جميعاً .
    (9) وكتاب الطبقات لأخينا الأكبر ، الشيخ يحي بن علي الحجوري حفظه الله .
    (10) وقد كان الشيخ حريصاً على تعليم ابنتيه فقد أخبرتني زوجتي أنها حدثتها بنت الشيخ أم عبدالله الكبرى ، فقالت كان الشيخ يسجل لنا السورة من القرآن بصوته حتى نحفظها وذات مرة عندما كان يبني في بيتنا نسي أن يسجل لنا فذهبت أنا وأختي اليه بالمسجل فأخذنا الى تحت شجرة فسجل لنا السورة ثم رجعنا إلى المنزل وعاد إلى عمله .
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:54

    شجاعته في إنكار المنكر


    كان رحمه الله تعالى شجاعاً يقول كلمة الحق وينكر المنكر لا يخاف في الله لومة لائم ومن قرء كتبه عرف ذلك أو سمع أشرطته فهو يتكلم في البدع بجميع أصنافها والشرك والظلم والفساد بجميع أنواعه وإذا رأى منكراً أو سمع به لا يهدئ له بال ولا يقر له قرار حتى ينكره وله ردود رد فيها على أهل الباطل بجميع أصنافهم.
    فقد رد في كتابه (المخرج من الفتنة) على أصحاب الحداثة – وعلى من يحكم بغير ما أنزل الله – وعلى الأباضية – وعلى أحمد مفتي عمان أحمد الخليلي – وعلى الزيدية – ورد على أنصار السنة بالسودان وبين أن في صفوفهم من يعتقد بعقيدة المعتزلة – وعلى جماعة التكفير – وعلى جماعة التبليغ وبين لهم أخطاءهم – وعلى الأخوان المسلمين.
    ورد على الطاعنين في حديث السحر في رسالة عنوانها ( ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر ) وكان مما قاله: فإني لما كنت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغني أن بعض الناس ينكرون حديث السحر فقلت لمن أخبرني إنه في البخاري ومسلم فقال وهم ينكرونه فقلت بمن ضعفوه وكنت أظن أنهم يسلكون مسالك العلماء في النقد والتجريح لعلهم وجدوا في سنده من هو سيء الحفظ أو جاء موصولا ً والراجح أنه منقطع أوجاء مرفوعاً والراجح فيه الوقف كما هو شأن الحافظ الدار قطني رحمه الله في انتقاداته على الصحيحين فإذا هؤلاء الجاهلون أحقر من أن يسلكوا هذا المسلك... والميزان عند هؤلاء أهواؤهم فما وافق الهوى فهو الصحيح وإن كان من القصص الإسرائيلية أو مما لا أصل له وما خالف أهواءهم فهو الباطل ولو كان في الصحيحين.
    ورد في رسالته (إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال)، رد فيها على الملاحدة الذين يقولون إن الزلزال أحدثته الطبيعة .
    ورد في رسالته (فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار) على أصحاب الانتخابات وأصحاب الديموقراطية وبين للمسؤولين وللمواطنين وللتجار ومشايخ القبائل ماهو واجبهم ثم بين حكم ما يسمونه بمجلس الأمة ورد – على عبد الرحيم الطحان في كتاب (إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان).
    عندما قال إن نظرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعدل عبادة آلاف السنين – وقوله إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة في اليقظة ورد على أقوال أخرى من أراد المزيد فليرجع إليها.
    ورد في كتابه (البركان) بين فيه الأخطاء الموجودة – في جامعة الإيمان بصنعاء ويليه كذلك (إسكات الكلب العاوي) رد فيه على القرضاوي عندما تهجم وأساء الأدب مع الرب سبحانه وتعالى (1)
    ورد في كتابه (المصارعة) على المكارمة وفضح – الأباضية – والصوفية – ونصح فيه – الصحفيين و- العلماء – والدعاة – وأهل بيت النبوة – والمزارعين – والأمهات.
    ورد في كتاب (صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال) فضح فيها الرافضة ومنهجهم المعتزلي.
    ورد في كتاب – رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ) على من يعادي السنة وأهل السنة أما أشرطته فكثيرة جداً.
    فكان: رحمه الله لا يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال مرة كنت في الحرم في الدور الثاني في الحرم فوجدت الصوفية في حلقة يرقصون ويتمتمون بأذكارهم فدخلت وسط الحلقة وصحت وقلت بيوت الله تهان فسكتوا وجاء العسكري وفرقهم أقول ومع هذا فأبو عبد الرحمن رحمه الله لا يخشى أحدا إلا الله ولا يبالي فيمن تكلم فيه فقد قال رحمه الله في أحد دروسه بتاريخ 18/3/1420هـ من يريد أن ينصر الحق لا بد أن يتكلموا فيه.

    حرصه على طلبة العلم


    وكان رحمه الله حريصا على طلبة العلم وكان يحزن ويتوجع إذا علم أن طلبته يحتاجون شيئا ولم يستطيعوا الحصول عليه فقد قال رحمه الله في بعض دروسه: أعظم مشقة تواجهني أعظم من مواجهة المبتدعة وأعظم من التأليف هي حاجات الطلاب
    وكان أبو عبد الرحمن لا يبخل على طلابه بشيء فقد رأيته مرة بعد درس الظهر خرج من بيته ومعه صحن فيها أرز وإناء فيه لبن فاعطاه بعض الطلبة.
    وكنت في يوم من الأيام في بيته دعاني كي أتناول عنده طعام الغداء وبعد ما تغدينا سمعنا
    طرق الباب فقام الشيخ ليفتح الباب وقمت معه كي أخرج فإذا ببعض طلبته يخبر الشيخ أن طلبة العلم تغدوا وهناك بعضهم لم يتغد فذهب إلى حجرته وأتى بمال واعطاه الطلبة لياخذوا لهم غداء .
    ومررت يوما بجانب بيته فرأيت بعض طلبة العلم قائما فسألته ماذا تنتظر فقال اريد الشيخ أخبرته أنني قادم على زواج فاردت أن يساعدني بينما أنا اكلمه ناداه الشيخ إلى فناء بيته فلما خرج سألته قال اعطاني مبلغا من المال وقال لايملك غيره ووعدني أن يعطيني كذلك مرة أخرى ثم جاء الطالب نفسه مرة أخرى واعطاه ما وعده فرحم الله أبا عبد الرحمن.
    وكان إذا خرج من الدرس بعد الظهر وجاء أحد يسئله عن سؤال قال له أدخل نتغدى ثم نتكلم
    ومرة قدم له بعض طلبة العلم ورقة في أحد الدروس مكتوب فيها: أنا طالب علم وأحب العلم وعليّ دين واخشى أن يصرفني عن طلب العلم وبعد ما قرءها الشيخ أخذ يدرس وقبل الإنتهاء من الدرس قال: في مكبر الصوت الأخ الذي قدم الورقة يذهب إلى الأخ فلان ويقول له كم دينه وننظر هل نستطيع مساعدته.

    ومرة دخلت أنا وبعض طلبة العلم عليه بعد صلاة الفجر إلى منزله وكان معنا طالب وكنا حريصين على تزويج هذا الطالب فقلنا للشيخ كلمه يا شيخ فقال الشيخ: يا بني تزوج وإذا كان المال هو العائق لك عن الزواج فمني لك كذا وكذا من المال. فجزا الله أبا عبد الرحمن خيراً.

    وكان عزيز النفس عفيفاً


    وكان أبو عبد الرحمن عفيفاً عنده عزة نفس حتى إن من عزة نفسه أنه كان يتحرج من أن يكتب لأهل الخير بما يخص طلبته فعلم بذلك الشيخ عبد العزيز بن باز فكتب إليه يا أبا عبدالرحمن اكتب وأنت مأجور وإذا أتته الأموال لطلبته العلم مباشرة يحيلها إلى المسؤول عن شؤون الطلاب وكان أبو عبدالرحمن رحمه الله على هذه الخصلة الطيبة من بداية أمره .
    فقد حدثنا مرة أنه عندما كان يتعلم في جامع الهادي كان يبقى معه شيء من الخبز فيضعه في فتحة في الجدار يقال لها الخزانة فيأتي يوم من الأيام لا يجد أكلاً فيأتي لها قال فأدخل يدي ورأسي أبحث عنها ثم أخرجها وقد نسج عليها العنكبوت فأميط عنها التراب فأجدها قد يبست فابلها بالماء ثم إن وجدت حبة من الطماطم فأمر طيب وإلا أكلتها.
    وقد عود أبو عبد الرحمن طلبته على هذه الخصلة الطيبة (2) ودرسهم في كتابه ذم المسألة وكان يذم من يذهب يتسول باسم الدعوة ويحذر منه قال في مقدمة كتابه السالف ذكره: أما بعد فإني لما رأيت أقوماً ممن يزعمون أنهم دعاة إلى الله تخصصوا للتسول وتركوا الاحتراف (3) فرب زراع يأكل أكلاً حلالاً من كسب يده بل عمله من أفضل القربات فقد روى البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
    ورب شخص يعمل في التجارة وهي أيضاً من أفضل القربات وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الكسب أطيب قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور.
    بل ربما يكون الرجل بدوياً يأكل مما تنتجه غنمه وإبله فيرى المتسولين يفتحون المعارض ويبنون العمائر فيعفوا لحيته ويتشبه بالدعاة إلى الله ويحترف التسول أف لها من وضيفة مشينة مزرية .. وأخيراً فإني أنصح لأهل السنة أن يصبروا على الفقر فهي الحال التي اختارها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
    قلت هكذا كان رحمه الله تعالى معلماً وموجهاً ومحذراً لطلبته من أن ينزلقوا هذا المزلق المشين. وبعد هذا فأبوا عبد الرحمن لا يريد بهذا الكلام أن طلبة العلم يتركون العلم ويذهبون للتجارة (4) كلا وإنما يريد أبو عبد الرحمن أن يوجه أهل السنة إلى أن أكل اليد خير من أن يذهب الإنسان يمد يده وأن عليهم أن يصبروا على الفقر فقد رضيه الله لنبيه فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه فسيح جناته.

    صـــبره


    أما صبر أبي عبد الرحمن رحمه الله فلا أعرف أحداً يماثله في زماننا فقد صبر على أمراض عدة منها مرض الاستسقا الذي مكث سنوات وهو يعاني منه لكنه يصبر ويحتسب الأجر على الله ومرض الكبد فقد تفتت كبده بسبب مرض السرطان ومع هذا كان صابراً محتسباً والعجيب أنه مع هذه الأمراض كان لا يترك الدروس فقد قال أخونا أحمد الوصابي حفظه الله تعالى أنه دخل مرة على الشيخ وكان مريضاً مرضاً شديداً فأراد أن يخرج يلقي دروسه فقال له أخونا أحمد يا شيخ أنت متعب يقوم بالدروس غيرك فأجابه قائلاً: لا والله لا أترك هذه الوجوه الطيبة.
    ورأيته مرة خرج من بيته يلقي الدروس ويده مربوطة إلى عنقه وعليها جبيرة فسألت إخواني
    ما الذي حصل للشيخ قالوا سقط في بيته على الأرض وما رأيته ترك الدروس حتى شفي
    ومنعه الأطباء مرة من القاء الدروس حفاظا على صحته فمكث فترة ثم عاد وفي مرضه الأخير زرته في مدينة صنعاء فكان يستقبل الضيوف ولا يتأفف من أحد ولا يقول دوعوني ارتاح وإنما يستقبل الناس ويبتسم وزرته في مكة في فندق لؤلؤة نجد فسألت عنه قالوا سيأتي من الحرم فانتظرت فلما أتى نظرت إليه وأنا مندهش لقد نحل جسمه وبانت عظام وجهه فسلمت عليه أنا وصديقي أبو عبد الله الصومعي حفظه الله فقال وهو يبتسم تفضلوا فقلت له ترتاح فقال تفضلوا فنظرت إلى
    ابي حاتم العودي فقال جزاكم الله خيرا فقد اكرمتمونا بفعلكم هذا فالشيخ متعب ولما كان في فندق دار الأزهر فكان الأخوة من طلبة العلم يزورونه فيجلس معهم ولا يتضجر من أحد وإنما يصبر ويتصبر فرحم الله ابا عبد الرحمن واسكنه الفردوس الأعلى.

    زهده وكرمه وتواضعه وورعه


    وكان أبو عبد الرحمن رحمه الله زاهدا حتى إنه عود الكثير من طلبته على هذه الخصلة الحميدة التي كانت سببا: لنيلهم العلم فقد كان ابو عبد الرحمن زاهدا في مسكنه وملبسه بل ومأكله واذكر أنني عام 1413هـ قدمت من مكة المكرمة لطلب العلم فلما وصلت إلى دماج سألتهم عن مسجد الشيخ فدلوني عليه فدخلته وكنت أرقب باب المسجد متى يدخل الشيخ وظننت أن الشيخ سيدخل علينا وهو لابس البشت أي أنه مميز عن طلبته فلما دخل أبو عبد الرحمن المسجد ظننته القائم على المسجد لأننا اعتدنا بمكة أن نرى أنا سا يقومون بعناية المساجد فلما أخبروني أنه الشيخ. فتعجبت فقد كان ملبسه لا يتميز عن ملبس طلابه بل يفوقه بعض طلابه في ملبسه
    ومن زهده رحمه الله إنه لم يبال بحطام الدنيا من مساكن وغيرها فبيته الذي يسكنه أكثره من الطين: هو بيت صغير ودخلت معه مرة إلى غرفته الخاصة فرأيت فرشها فإذا هو من الفرش المخططة المخصصة للمساجد فكان لا يبالي بأمور الدنيا أهم شيء عنده العلم والتقيت بإخينا أبي حاتم العودي بمكة المكرمة فقال لي إنه جاء بعض الناس من فاعلي الخير إلى أبي عبد الرحمن رحمه الله فأرادوا أن يبنوا له بيتا فقال لهم هاتوا المال فأخذ أبو عبد الرحمن منهم المال وبني به مسجداً وبني غرفة صغيرة فوق المسجد ، فلما جاءوا قالوا لأبي عبد الرحمن أين البيت قال لهم هذا هو بيتي واراهم المسجد وأشار لهم إلى الغرفة الصغيرة التي فوق المسجد
    ومن زهده في الدنيا أنه أوقف أرضا كبيرة كان يملكها لطلبته كي يبنوا فيها مساكن لهم وفيها الآن قرابة مائتين وخمسين بيتا أو أكثر .
    بل إن بعض الشيعة اعترفوا بأبي عبد الرحمن وبعلمه وبدعوته بسبب هذه الخصلة الحميدة فقد كنت يوماً بمدينة صعدة وسمعت شيعياً يسب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فقال له رجل ومقبل أي يريد منه أن يسب الشيخ مقبلاً رحمه الله فقال له أما الشيخ مقبل أشهد لله أنه عالم ولو أراد الدنيا لعمَّر عما يرا إلى براش (5).
    أما تواضعه رحمه الله فهو تواضع لا يكاد يوجد إلا عند القليل فمن تواضعه لو ناداه طفل وهو يمشي لوقف له يكلمه وينظر ماذا يريد ويأتيه الصغير وهو على كرسيه يلقي درسه فيتوقف عن إلقاء درسه فيقول له الصغير أريد أن أقرأ حديثاً في مكبر الصوت فيرفعه الشيخ أو يأمر بعض طلبة العلم برفعه فيجلسه أمامه فيقرأ الصغير حديثه والشيخ يبتسم ولا يتضجر وكان مع طلبته هين لين.
    ومن تواضعه أنه كان إذا جاءه العوام يجلس معهم الوقت الطويل بالرغم من حرصه على الوقت حتى إنه قال لنا في بعض دروسه يأتيني العوام فأجلس معهم وأحتسب على الله لأنهم لا يعرفون قيمة الوقت وسيقولون إنني متكبر أما طلاب العلم أعاملهم خلاف العوام لأنهم يعرفون قيمة الوقت وابن الجوزي رحمه الله كان يجمع ما عنده من الأقلام فإذا جاءه الزائرون يجلس معهم يبرئ الأقلام.
    أقول أما قول أبي عبدالرحمن إنه يعامل طلبة العلم على خلاف العوام فلا يفهم من ذلك إنه لا يجلس معهم وإنما إذا جلس معهم ناقشهم وغربل معلوماتهم وإذا أراد أن يقوم قال ارتاحوا أنا سأذهب كما كان يقول ذلك لنا عندما كنا ندعى من قبله.
    ومن تواضعه : أنه كان : في أيام الأعياد يخرج مع طلبته إلى الوادي فيشاركهم أفراحهم فيجتمعون حلقة كبيرة ويدخل فيها بعض الطلبة الأندونيسيين يلعبون لعبة الكاراتيه وهو يبتسم ثم يدخل بعض الأمريكيين يلعبون ملاكمة وهكذا فيمكث معهم إلى قرب المغرب ثم يرجع إلى بيته.
    أما كرمه فكما قال الشاعر :
    تراه إذا ما جئته متهـــللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
    ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله ســـائله
    هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
    فقد كان رحمه الله كريماً يستقبل وفوداً وإذا جاءه زائرون دعاهم إلى بيته للغداء وإذا جاء في وقت متأخر استقبله الطلاب إلى غرفة الضيوف ثم يلتقي بالشيخ ويقدم الغداء بنفسه في كثير من الأوقات وكذلك كان يجلس معه بعض الزوار بعد صلاة الفجر فيقدم لهم زبيباً ويكرمهم غاية الإكرام وكان يجود بما يملكه .
    وكان إذا جاءه أحد وقت وجبة من الوجبات لا سيما وجبة الغداء دعاه لتناول الغداء وكان كريماً كذلك مع طلبته وسبق الكلام على ذلك في حرصه على طلبة العلم.
    وكان ورعاً رحمه الله تعالى فلا يبقى مال الدعوة عنده بل يحيله إلى مسؤول المال.
    بل كان ربما يهدى له شيء من شخص لا يعرفه فيترك الانتفاع به ويعطيه من تستحقه من زوجاته كما سيأتي عن زوجته أم شعيب فرحم الله أبا عبد الرحمن.

    حرصه على الدعوة


    كان أبو عبد الرحمن حريصاً على الدعوة إلى الله أيما حرص بالرغم من كثرة مشاغله في التأليف والتدريس وكان يوجه طلبته ويقول لهم لا تقبلوا على العلم وتتركوا الدعوة عليكم بالدعوة إلى الله بما تعلمتم وكان يخرج للدعوة ففي بعض السنوات يخرج ويتنقل في كثير من المدن والقرى اليمنية صعد الجبال ونزل الأودية والسهول وكان يؤذى من قبل أعداءه من الجماعات كالإخوان المسلمين وأصحاب جمعيتي الحكمة والإحسان والعلمانيين والصوفية وغيرهم ولا ينقطع عن دعوته إلى الكتاب والسنة وكان يحضر له الجموع الغفيرة حتى إنه في بعض المحاضرات لا تتسع المساجد للجموع التي تحضر فيجعلونها في مصلى العيد فتجده في دعوته يحذر الناس من الشرك والبدع والديموقراطية والانتخابات وأن لا يوالون أعداء الإسلام وأن يتركوا الحزبية التي فرقت شمل الأمة ويناصح المزارعين والمدرسين والمسؤولين والآباء والأمهات والأبناء والأطباء والتجار والصحفيين والعمال بل كان حريصاً على هداية الناس أفراداً وجماعات واذكر أنه جاءه مراسل إذاعة لندن فطلب منه أن يتكلم معه فقال له الشيخ ما رأيك تسلم وأتكلم معك فنصحه الشيخ وطلب منه أن يسلم فأبى فرفض أن يتكلم معه ومكث أياماً يحضر الدروس يريد الكلام مع الشيخ والشيخ يطلب منه أن يسلم كان حريصاً على هدايته ومكث أياماً ثم رحل
    وكان أبو عبد الرحمن إذا انتهى من محاضرته ينتقل إلى بيت أحد الأخوة فيجتمع الناس به يسألونه فيجيب على أسئلتهم فإذا انصرفوا عنه قرأ إن كان لديه نشاط وإلا ينام.
    فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين.

    حرصه على العلم ومراجعته


    وكان أبوعبد الرحمن حريصاً على العلم فقد كان مهتماً بالتدريس أيما اهتمام كانت له دروس عدة فكان يدرس قبل آذان الظهر بساعة كتابه ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) ولما انتهى منه أخذ يدرس في الجامع الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين وبعد صلاة الظهر يدرس يوماً في تفسير بن كثير ويوماً يدرس في كتابه (الصحيح المسند من أسباب النزول) فلما انتهى منه جعل مكانه درس (الجامع الصحيح) فصار يوماً يدرس (التفسير) ويوماً يدرس (الجامع الصحيح) وقبل الظهر يكون في بيته يحضر وتحضيره ما يقارب ربع ساعة كما ذكر ذلك في بعض دروسه.
    وبعد العصر يدرسنا في (صحيح البخاري) وبعد المغرب يدرس في (صحيح مسلم) : وفي كتابه (أحاديث معلة ظاهرها الصحة) ولما انتهى منه درس كتابه (غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل) ولما انتهى منه درس كتابه (ذم المسأله ) إلا انه غاب في تدريسه كثيرا لما بدء مرضه يشتد عليه وكتبه هذه كلها درسها مع (صحيح مسلم ) ولما انتهى من كتاب (ذم المأله ) درس في كتابه (الصحيح المسند من دلائل النبوه ) وكان يجعل يوما له ويوما (لصحيح مسلم ) ومع هذين الكتابين يدرس كتاب (المستدرك ) (وكتابه ) ( الصحيح المسند في القدر ) وتوفي رحمه الله على هذا الترتيب (6) وواصل الشيخ يحيى بن علي الحجوري بدار الحديث على هذا الترتيب فهذه دروسه الخاصه في دار الحديث واذا انتقل الى بيته يدرس ابنته أم عبدالله كتاب (قطر الندى) ثم يقرأ نساؤه عليه حديثا"من كتابه دلائل النبوة وكذلك (يدرسهن ) الإملاء وكان يدرس زوجته أم شعيب (المتممة) قبل النوم وسيأتي ذلك عنها فيما بعد إن شاء الله.
    وكان رحمه الله إذا تكلم في علم الرجال قلت هو فارس ميدان هذا العلم كان يأتي بفوائد عجيبة وربما جاء في بعض الأسانيد فلان بن فلان فيقول أخشى أن يكون تصحيفاً فيبحث فيوجد أنه مصحف كما قال وأما النحو إذا ناقش طلبته كأنه لا يوجد غيره في معرفة هذا الفن لكثرت الفوائد والفرائد التي يطرحها في دروسه وإذا تكلم في العلل أدهش من حوله وإذا جاءته أسئلة يجيب عليها وكان سريع الاستحضار للأدلة لقد كنا نندهش من قوة ذاكرته يأتي بالأدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله فيرصها رصاً ويناسق بينها ويستبنط منها استنباطات عجيبة مع أنه لا يحفظ القرآن كاملاً ومن قرأ في كتابه ( الجامع الصحيح) عرف فقه الرجل من خلال تلك التراجم وكما قيل فقه البخاري في تراجمه.
    أما مراجعته فما حضرت له مجلساً إلا وذاكر من حوله من طلبته ولقد كان رحمه الله في دروسه بين مغرب وعشاء ربما نزل من على كرسيه يسألهم عن فوائدهم التي قد أخذوها وإذا وجد شخصاً نائماً يأمره أن يبقى قائماً فإذا ذهب منه النوم قال له اجلس وإذا رأى طالباً غير مهتم بدروسه سأله بسؤال يختبره فيقول له مثلاً: معاذ بن معاذ ما اسمه وما اسم أبيه فبعضهم يجيب بلا أدري فيقول له لعلك كنت مسافراً اهتم يا بني ويتنقل في حلقته التي لا يقل عددها عن ألفي طالب وفي العطلة يبلغ عددهم ثلاثة آلاف طالب وكان لا يمنعه المرض من مذاكرة العلم ولقد زرته في مرضه الأخير في مستشفى النور بمكة المكرمة فدخلت عليه في غرفته ووجدته على السرير على يمين الداخل وفي يده اليمنى حقن مغروزة في يده وكان يغمى عليه فإذا فاق نظر إلى من حوله وسألهم وكان يكثر السؤال عن حديث: "إن الله إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة " (7).
    فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين.
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:54

    =====================
    الحواشي:
    (1) ويستحسن أن نذكر شيئاً مما عند هذا الرجل لأن بعض الناس قد اغتر به فأقول ان انحرافاته كثيرة جداً منها اباحته الاختلاط فقد سئل كما في مجلة سيدتي العدد 678 ، سؤلاً ونصه :
    لماذا سمحت لابنتك أن تدرس في جامعة أجنبيه مختلطة ؟ وما رأيك في هذا الأمر كله ؟ فكان مما قاله : الاختلاط بحد ذاته ليس محرماً ... إن الاختلاط لا يكون إلا بإحتكاك وملامسة ومنها إباحته الغناء ، قال في مجلة سيدتي العدد 678 أنه يحب أغنيات فائزة أحمد ومنها أغنيه ست الحبايب يا حبيبة وأغنية عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وفيروز وتكلم عن ولده عبدالرحمن وقال بكل سرور أنه درس الإيقاعات الموسيقيه وله هوايات مختلفه ومنها تهجمه على الرب سبحانه وتعالى قال في احد أشرطته وهو يتكلم عن الانتخابات التي حصلت في اسرائيل مايلي : - قبل أن أودع مقامي هذا أحب أن أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الاسرائيلية ، العرب كانوا معلقين آمالهم على بيريز وقد سقط وهذا مما نحمده في اسرائيل نتمنى ان تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة سقط واحد من الشعب وهو الذي يحكم ليس هنا التسعات الأربع أو التسعات الخمس التي نعرفها في بلادنا تسعة و تسعين وتسعة وتسعين في الماءة (99.99%) ما هذا ؟ . لو أن الله عرض نفسه على الناس ما أخذ هذه النسبة . نحيي اسرائيل على ما فعلت .
    أقول : لقد سئل العلامة ابن عثيمين عن صاحب هذه المقالة فقال أعوذ بالله هذا يجب أن يتوب وإلا فيقتل مرتداً لأنه جعل المخلوق أعلم من الخالق فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يغفر الذنوب عن عباده وإلا يجب على ولاة الأمور أن يضربوا عنقه .
    (2) أي العفة وعزة النفس مهما حصل لهم من مشاق ومتاعب وكثير من علماءنا حصل لهم ما حصل لأبي عبدالرحمن في طلبهم للعلم ولكن هذاالأمر لا يثنيهم عن طلب العلم بل يحسون بلذة وسعادة .
    يقول ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صيد الخاطر، ص 234 ولقد كنت في بداية طلبي العلم ألقي من الشدائد ماهو عندي أحلى من العسل لأجل ما أطلب وأرجو كنت في ز مان الصبا آخذ معي ارغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث وأقعد على نهر عيسى فلا اقدر على أكلها الا عند الماء فكلما أكلت لقمة شربت عليها وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم انتهى .
    أقول : إن طالب العلم لن ينال العلم براحة جسده لابد من تحمل المشاق والصبر في سبيل نيل العلم وفي ذلك يقول يحي ابن أبي كثير لا ينال العلم براحة الجسد والله المستعان .
    (3) لقد سمعت بعض الناس يقول : ان اخواننا طلبة العلم بدماج يرون أن من ذهب يتكسب منتكساً وهذا ظلم ، كيف يقولون ذلك وهم يعملون ان تيسر لهم فهذا الشيخ الحجوري عندما كان المسجد الأخير يبنى أخذ الحدادة وتربيط الحديد واشتغلها لفترة لابأس بها . ومن الطلبة من أخذ الطلاء وأعرف أخوة كانوا يرفعون حبة اللبن إلى فوق القلاب بنصف ريال وينزلونها بنصف وآخرون في البناء ولكن ينكرون على من يذهب بحجة العمل ثم يبرز تزكياته للتجار يتسول عندهم أو من يذهب بحجة الرحلة إلى أهل العلم فإذا به يترك العلم وأهله ويرجع عامياً بعد ما كان طالب علم .
    هذا ما يريده اخواننا فليتق الله من يلصق التهم بإخوانه السلفيين وحفظ الله شيخنا ربيعاً فقد كنت قلت لأخينا الفاضل أبي عبدالرحمن المكي : ان من يطعن في دماج يطعن في الشيخ مقبل ودعوته . فأخبر بذلك شيخنا ربيعاً فقال : بل يطعن في الاسلام .
    (4) أقصد من التجارة التي تصرف عن طلب العلم وتعليمه والدعوة إليه .
    (5) براش : جبل يبعد عن معهد الشيخ مسيرة نصف يوم على الأقدام أو أقل .
    (6) وكذلك درس تدريب الراوي ومختصر علوم الحديث لابن كثير والسنة لعبدالله بن أحمد وتوحيد ابن خزيمة ومقدمة صحيح مسلم وبعض هذه الدروس قد سجلت على الأشرطة وأما دروس دار الحديث فكثيرة ففيها دروس اللغة والعقيدة والمواريث والفقه والمصطلح والقرآن والتجويد وكثير من العلوم وفيها مجموعة من المشايخ يقومون بتدريس اخوانهم ومازالت تلك الدار تذخر بالعلوم وما زال طلاب العلم يرحلون إليها من شتى بقاع الأرض فنسأل الله أن يرفع هامتها على ممر العصور انه جواد كريم وأن يحفظها من كيد الاعداء .
    (7) رواه الحاكم في المستدرك برقم 127 والترمذي كذلك من حديث أبي عزة بلفظ : إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة .
    قال شيخنا رحمه الله في الصحيح المسند 1/306 وهو على شرط الشيخين وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلماً أن يخرجاها .
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 44
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي)

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 19.05.08 22:55

    أعداء أبي عبدالرحمن


    أما أعداء أبي عبدالرحمن فهم كثيرون والسبب في ذلك أنه يقول كلمة الحق وإلا فما بالك في رجل تكلم في العلمانية والاشتراكية والبعثية والناصرية وفي جميع الطوائف: الأخوان المسلمون – الأباضية – الصوفية – المكارمة – جماعة الجهاد (1) التكفير ويسميهم بجماعة الفساد جماعة التبليغ – جماعة التكفير – وأصحاب جمعيتي الحكمة والإحسان – فأبو عبد الرحمن رد على هؤلاء ردوداً ستبقى حتى يشاالله بين لهم أخطاءهم نصحهم بأن يتركوا الباطل الذي يوجد عندهم.
    نصح العلماني أن يترك علمانيته نصح الاشتراكي أن يترك اشتراكيته وكفره والبعثي نصحه بترك بعثيته نصح الإخوان المسلمين أن يتركوا باطلهم وبدعهم وديموقراطيتهم ونصح الأباضية وبين ضلالهم وكذلك الصوفية بين بدعهم وشركهم وفضائحهم وكذلك فضح المكارمة وحذر الناس من شرهم وحذر من جماعة التبليغ ونصحهم قبل ذلك ناصح جماعة التكفير ثم فضحهم ورد عليهم وناصح اصحاب جمعية الحكمه فترة من الزمن قرابة ثلاث سنوات وعلى رأسهم الريمي والبيضاني ثم تكلم فيهم وبين أمرهم وما عندهم من بدع وحذر الشباب من أن يسلكوا معهم مسلك الخروج على الحكام الذي فيه هلاكهم وسفك دماءهم وكذلك جمعية الإحسان رد عليهم كما رد على جمعية الحكمة فهل يعقل أن رجلا وقف أمام الظلم والفساد بجميع أنواعه والبدع وأهلها وأنهم سيسكتون عنه كلا بل إن أهل الباطل قد حاولوا اغتيال هذا العالم ، الجليل والمجاهد النبيل فإنه عندما كان هو وبعض مشايخ أهل السنة بمدينة عدن في مسجد الرحمن وضع له رجلان لغما في الطريق الذي سيخرج منه الشيخ رحمه الله ولكن كما قال تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) فقد انفجر اللغم ومزق جسدي هذين الآثمين الذين أرادا أن يغتالا عالما من علماء الأمة فنسأل الله أن يجازيهما بما يستحقان فالجزاء من جنس العمل.
    قال أبو عبد الرحمن رحمه الله وهو يصور لنا هذا المشهد في كتابه (الباعث على شرح الحوادث) : وانتهى الكلام وانتهت المحاضرة وبينما المؤذن يؤذن لصلاة العشاء وإذا بانفجار اللغم وكنا في الداخل فجعلت انظر في سقف المسجد أين أجد الفرج كنت أظنه في المسجد أيما اهتزاز فإذا بالانفجار خارج المسجد.
    قلت واما السفهاء الذين تهجموا عليه فكثير كما ذكر ذلك في كتابه ( الباعث على شرح الحوادث) بل إن أعداء الدعوة السلفية عامة وأعداء الشيخ خاصة لم يكتفوا بأن دبروا اغتيالاً للشيخ فقد وضعوا لغماً لطلبة الشيخ في آخر شهر ذي الحجة لعام 1418هـ بصنعاً – العاصمة بمسجد الخير.
    وهو مسجد السلفيين وبينما الناس يخرجون من المسجد بعد أداء صلاة الجمعة .
    انفجر اللغم في صرح المسجد ولكن من فضل الله سبحانه وتعالى أن الخطيب في ذلك اليوم لم يطل الخطبة فقد خرج الكثير من الناس وإلا فالصرح يكون ممتلئاً فذهب ضحية ذلك الانفجار أربعة وجرح ستة وعشرون نسأل الله أن يجازي أهل هذه الفعلة الشنيعة سوء العذاب إنه على ذلك قدير.
    وكذلك اطلق اهل الباطل قذيفة على بيوت طلبة العلم بدماج من على قمة جبل مرتفع وكان هذا في الليل وجاءت هذه القذيفة إلى بيت احد الطلاب ولكن الحمد لله لم يكن في البيت أحد فخاب ظنهم

    عدد زوجاته


    أما زوجاته رحمه الله تعالى فقد تزوج أربعاً
    الأولى: تزوجها ثم فارقها
    الثانية: أم عبد الرحمن رحمها الله تعالى توفيت في 9/2/1422هـ .
    انجبت له أربعاً من البنات توفي منهن اثنتان وبقي اثنتان الأولى أم عبد الله الكبرى زوجها الشيخ أحد طلبته وهو محمد بن موسى العامري
    الثانية أم عبد الله الصغرى زوجها الشيخ أحد طلبته وهو صالح بن قائد الوادعي.
    الثانية من زوجاته أم شعيب الوادعية ولم تنجب له أحداً.
    الثالثة: أم سلمة ولم تنجب له كذلك أحداً

    حياته العائلية


    وقد يقول قائل بعد قراءة ما مضى من حياته وسيرته نريد ان نعرف كيف كانت حياته في منزله ؟ كيف كان يأكل ؟ وكيف كان يشرب كيف كان في بحوثه ؟ وفي دروسه ومع أهله ؟
    الجواب على ذلك أنني لم أهمل هذا الجانب من حياته فقد أرسلت زوجتي حفظها الله تعالى إلى إحدى زوجات الشيخ وهي أم شعيب الوادعية وفقها المولى لأنها هي التي عاشت معه كثيراً بعد زوجته أم عبد الرحمن وطلبت منها أن تكتب لناشيئا مما تعرفه عن هذا العلامة فكتبت لنا ما استحضرته فقالت :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فأنا قد عشت مع أبي عبد الرحمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله قرابة عشر سنين وكان معي رحيماً طيباً وجواداً وكان ذلك الوقت نشطاً يقوم بعد الآذان الأول وأحياناً قبله فيوتر على حسب نشاطه واحدة أو ثلاث أو اكثر ويراجع حتى يأتي وقت الفجر فيصلي ركعتي الفجر في بيته اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلى إلا ركعتين خفيفتين رواه مسلم .
    من حديث حفصة و يخرج .
    وبعد صلاة الفجر يأتي معه بأحد الاخوة فيراجع معهم إن كان عندهم بحث أو أسئلة
    أو مشاكل وبعض الأحيان ضيوف يدخلون معه لإلقاء أسئلتهم وكان وقته كله عامراً بطلب العلم وإفادة الناس رحمه الله.
    ثم يأتي ويفطر وينام إلى قريب ساعة ونصف ويقوم قبل الظهر ويخرج ويلقى درسا في ( الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ) ويصلي الظهر ويدرس بعد الظهر (تفسير ابن كثير ) ويرجع إلى البيت مع الحراس وبعض الضيوف دائماً ويتغدون وبعد الغداء يأتي يستريح ويتناول القهوة وهي قرفه مع العسل (2) وأحياناً حلبه (3) وأحياناً زنجبيل (4) مع العسل ويجلس معنا وإذا كان عندي أي إشكال أسأله فيجيب علي ثم يرتاح إلى العصر ويخرج وبعد صلاة العصر يدرس (صحيح البخاري) وبعد الدرس يخرج مع الحراس يتمشون إلى قرب المغرب ويكون في مذاكرة علمية فغالباً يسألهم أو يسألونه ثم يرجع يشرب القهوة ويرتاح عندنا وإذا كان فيه أولاد عندنا يمازحهم ويرفه عن نفسه قليلاً ثم يخرج لصلاة المغرب ويدرس في (صحيح مسلم ) . وبعد العشاء (الشفاعة) ويرجع إلى البيت ويعطي ابنته أم عبد الله درساً في (قطر الندى) ونحن نقرأ حديثاً من
    (دلائل النبوة) له رحمه الله لنتقوى على القراءة وكذلك إملاء بعد هذا الدرس الذي مع ابنته .
    ثم يذهب يبحث مع بعض الأخوة في المكتبة السفلى التي هي تابعة للنساء ويتعشى معهم ويمكثون يبحثون الى الساعة الخامسة ثم يأتي منزله ويدرسني ( المتممة ) قبل النوم وهو مضطجع وأنا أقرأ وهو يشرح لي ثم بعد ذلك يقرأ أذكار النوم باستر سال ثم ينام وكان رحمه الله تعالى في غاية من الكرم كان إذا جاء الى البيت لابد أن يعطي الأولاد الموجودين في فناء البيت مما يوجد في البيت اما تمرا أو زبيبا أو عنبا أو أي شئ يجد يعطي وكذلك مع ضيوفه وأهله وكنت أشفق عليه من كثرت ما كان يطلع إلى الدولاب الذي فيه مال الدعوة (5) تلبيةلحوائج الطلاب الذين يعرضون عليه حوائجهم إما في زواج أو مشاكل أو مرض وغير ذلك ولم يكن يدخر عنهم شيئا وهو يعتبرهم أبناءه وكان رحمه الله تعالى يراعي جدا شعور الطلاب ولهذا فقد كان من الموانع في عدم شراء ثوب للعيد له من أجل لايكون شئ قي قلوب طلاب العلم الذين لايجدون ملابس جديدة للعيد ويقول هات الموجود ومن هذا الميدان ما ألقاه أحد شعراء دار الحديث بدماج في تهييج الشباب على الزواج وتعدد الزوجات فلم يرتح لتلك القصيدة لما فيها من ادخال الضرر على طلبة العلم الفقراء وكان هو الذي يقوم بتقديم الطعام للضيوف في اكثر الأوقات وإذا أردنا منه أي مساعدة يقبل ولكن كنا نشفق عليه فلا نتركه يساعدنا وكان يحثنا على طلب العلم ويهون كل أمور الدنيا الدنيئة ويعلمنا فجزاه الله خيرا الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى امين امين وكان يحاول قدر استطاعته في العدل مع نساءه فإذا أعطى شيئا يكون سواء وكذلك القراءة والتسميع والأسئلة وكان رحمه الله يتريض بعد الفجر يجري في المسجد الذي هو مكتبة للنساء وبين الحصى بلا نعال وكان يسابقنا فيسبقنا ولما تعب في اخر حياته كنا نتسابق فنسبقه وكان يشقق لنا الحطب في البيت ويعمل في البيت في قطعة من الأرض من أجل أن يتريض وكان عزيز النفس كما هو مشاهد فإذا احتاج شيئا يقوم بخدمة نفسه وإذا كان مغضبا من إحدانا أي نساؤه لا يكلمها بأي شئ ولو كان الأمر كيف ما كان ويتكلم مع الأخرى وكان يصبر على المرض فما يشكو لاحد مرضه حتى إنه في مرضه الأخير كنت أتألم لحالته وهو يضحك ويسألنا وأنا أقول يا شيخ أرفق بنفسك فيقول الحمد لله أنا مرتاح ثم أسكت وعند أن خرج من اليمن في هذه الأونة الأخيرة اشتاق جدا لهذا المكان (6) ولطلابه وربما تذكرهم وبكى ويقول هم أولادي وكان ورعاً فربما يهدىله شيء من شخص لا يعرفه فيترك الانتفاع بتلك الهدية ويعطي من تستحقها.
    وكان رحمه الله ذا أخلاق سامية فلا يحتقر المسكين والضعيف ويرحم الصغير ويعين الكبير ويشفق على النساء الصالحات ويعينهن بكل ما في وسعه.
    وكان رحمه الله يشجعنا على البحث والتدريس والمحاضرات ويساعدنا ويسألني عن الدروس التي يلقيها على الإخوان في المكبر وفي دروسه لنا فرحمه الله رحمة واسعة وأسأل الله أن يعيننا على الصبر بعده وعلى المواصلة في طلب العلم حتى نلقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    كتبته
    أم شعيب الوادعية
    زوجة الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي
    رحمه الله تعالى
    ليلة الأربعاء 25/5/1422هـ

    انتهى

    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو 02.05.24 3:39